تعديل إتعمل يوم 18 ديسمبر 2020 .. اللواء (قاسم سليماني) إتقتل في غارة جوية أميريكية علي مطار بغداد يوم 3 يناير 2020.
اللي ححكيه دلوقتي قصة و القصة دي ححكيها من وجهتين نظر مختلفين و حسيبك إنت في الأخر تحكم أنهي وجهة نظر اللي في رأيك هي اللي صح .. القصة اللي ححكيها بدأت يوم 16ديسمبر 2015 يعني هي قصة قديمة شوية بس مهمة أوي .. ليه مهمة؟ .. هي مهمة لإن في اليوم ده وصل الخبر للحكومة القطرية إن فيه 28 بني أدم من العائلة المالكة إتخطفوا في العراق .. لحد دلوقتي ده الجزء اللي في القصه اللي محدش بيختلف عليه .. النص الثاني بقي من القصة و اللي متعلق بإزاي الرهاين دول أُطلق سراحهم هو اللي عليه الخناقة .. علي إيدك اليمين الإمارات و السعودية بيتهموا الحكومة القطرية إنها عشان تحرر الرهاين دول دفعت أكتر من مليار دولار فدية و الفلوس دي راحت ل3جهات كلهم بتعتبرهم الحكومة الأميريكية منظمات إرهابية اللي هم كتائب حزب الله في العراق و اللواء (قاسم سليماني) قائد قوة القدس اللي هي الذراع العسكري للحرس الثوري الإيراني و أخيراً هيئة تحرير الشام اللي كانت زمان إسمها جبهة النصرة أيام ما كانت بتعتبر الفرع بتاع تنظيم القاعدة في سوريا .. علي إيدك الشمال القطريين بيقولوا إن أيوه حصل إننا دفعنا مليار دولار بس الفلوس دي دفعناها للحكومة العراقية و الفلوس إتحطت في البنك المركزي العراقي .. مين صح؟ .. مين غلط؟ .. حنشوف مع بعض بس المهم تكون فاهم حاجة .. أغلب الأدلة اللي حتتقال في المقالة دي سرقتها الحكومة الإماراتية و سربتها لهيئة الإذاعة البريطانية BBC و اللي أنا واخد مقالتها كمصدر للكلام .. أنا من الأول أهو بقول عشان محدش يسألني إنت جبت الكلام ده منين؟
فيه منكوا بيسأل نفسه هو معلش إيه اللي ودي 28 بني أدم من العيلة المالكة القطرية للعراق يعني؟ هم كانوا طالعين رحلة دول ولا إيه؟ .. الحقيقة أه هم كانوا طالعين رحلة صيد صقور .. و أقسملك بالله ما بهزر .. لسبب ما أنا معرفوش الحقيقة الخلايجة خصوصاً الأمراء منهم لما بيسمعوا سيرة صيد صقور بيحصلهم نفس اللي بيحصلك لما واحد صاحبك يقولك إيه رأيك نلعب كورة أو نلعب ماتشين بلاي ستيشن أو نشقط نسوان .. هو في المعتاد يعني شقط النسوان مبيتضمنش إنك تخاطر بحياتك إنك تروح تشقط واحدة من العراق بس ما علينا .. زي ما قلتلك صيد الصقور عامل للخلايجة هسهس لدرجة إن الجروب القطري ده مهموش كم التحذيرات اللي إتقالتلهم و نشفوا دماغهم و راحوا .. المهم إن في اليوم ده اللي هو 16ديسمبر 2015 الجروب ده إتخطف علي إيد ناس معاهم سلاح و راكبين عربيات نص نقل.
أبطال القصة إتنين .. الأول كان الشيخ (محمد بن عبدالرحمن أل ثاني) اللي كان وقتها (بفكرك إن الكلام ده كان يوم 16 ديسمبر 2015) حيتعين وزير خارجية لقطر .. الثاني يبقي (زايد الخيارين) سفير قطر في العراق .. الشيخ (محمد) أساساً شغلته إنه محلل إقتصادي و محدش جوه قطر كان عارف هو مين لحد ما الناس صحيت من النوم سمعت خبر إن الشيخ (تميم بن حمد أل ثاني) أمير قطر عينه وزير خارجية و المعلومتين اللي خلوا الناس تهرش في شعرها إنهم عرفوا إنه من قرايب (تميم) و إن عنده 35 سنة بس .. أما بالنسبة ل(زايد) ففي الوقت ده كان في الخمسينات من عمره و كان قبل ما يمسك منصب سفير قطر في العراق كان وصل لرتبة عميد في المخابرات القطرية و كان أول سفير لقطر في العراق من 27 سنة بس هو كان شايف إنه ينفع لمنصب أعلي و كان مقتنع إن عملية الإختطاف دي فرصته عشان يثبت ل(تميم) إنه ينفع يعتمد عليه و يمسكه مناصب أهم.
في اليوم ده جت للشيخ (محمد) ورقة فيها ال28 إسم بتوع الجروب اللي إتخطف و لما قراها ميز إتنين من قرايبه واحد فيهم كان إسمه (جاسم) و كان يبقي إبن عمه و الثاني إسمه (خالد) و يبقي جوز عمته .. مبدأياً كده الإشاعة اللي كانت طالعة و اللي كانت منطقية أوي الصراحة إن اللي خطف الجروب ده كانوا ناس تبع داعش .. اللي مكنش لا الشيخ (محمد) ولا حتي السفير (زايد) يعرفوه إن حتي القطريين المخطوفين نفسهم كانوا متخيلين إن اللي خاطفهم ناس من بتوع داعش لحد ما واحد من المسلحين شتهمهم بإنهم شوية سُنة و إن السُنة دول أوساخ و ساعتها عرفوا إن اللي خاطفهم شيعة مش داعش ولا نيلة .. من ديسمبر 2015 لحد مارس 2016 يعني بتتكلم إنك داخل في 3 شهور مفيش لا حس ولا خبر عن الناس اللي إتخطفت .. لا حد عارف هم فين؟ ولا مين اللي خاطفهم؟ لحد ما في 15 مارس 2016 جه خبر للسفير (زايد الخيارين) إن اللي خاطف الجروب القطري هم ناس تبع كتائب حزب الله و ده تنظيم مسلح شيعي في العراق مدعوم من إيران .. الكلام اللي وصل للسفير (زايد) إن الخاطفين عايزين فلوس .. السفير و وزير الخارجية إتكلموا مع بعض في شوية رسايل موبايلات قالت إن السفير (زايد) عرض علي الخاطفين إنهم يطلقوا سراح 14 رهينة في مقابل إن قطر تدفع نص مبلغ الفدية و بعد كده يطلقوا سراح الباقيين مع دفع النص الثاني .. الحقيقة إن نص الرسايل اللي زي ما قلتلك حكومة الإمارات عطتها لBBC مقالش هم الخاطفين عايزين فلوس كام؟
دلوقتي يوم 15 مارس السفير (زايد) عرض علي الخاطفين النص بالنص .. نص عدد الرهاين يتحرروا في مقابل نص الفلوس .. بعدها ب5 أيام يعني يوم 20 مارس ردوا عليه بإنهم مستعدين يطلقوا سراح 3 رهاين .. يومها السفير (زايد) كان في المنطقة الخضراء في بغداد اللي هي مقر الحكومة العراقية مستني أي خبر عن إطلاق سراح ال3 رهاين .. في الوقت ده بغداد كانت بتغلي .. وقتها كانت فيه مظاهرات كتير فشخ في العراق وراها واحد إسمه (مقتضي الصدر) واحد من أهم الأئمة الشيعة في العراق بس في نفس الوقت واحد من أكتر المعارضين و المنتقدين للحكومة العراقية الشيعية برده .. المهم إن أنصار (مقتضي الصدر) في اليوم ده كانوا منظمين مظاهرات كبيرة أوي في العراق إحتجاجاً علي الفساد و ده لوحده عقد الأمور شوية من وجهة النظر الأمنية علي الاقل .. يومها السفير (زايد) فضل مستني لحد ما فعلاً مجموعة من الخاطفين جت بس مكنش معاهم 3 رهاين زي ما كان الإتفاق بيقول .. يا عيني الرجل إتصدم لما لقاهم بيدوله فلاشة عليها فيديو لواحد بس من الرهاين .. بعدها يوم 22 مارس الوزير بعت رسالة لسفيره في العراق قاله يمسح الفيديو عشان ميتسربش لإن لو الفيديو إتسرب ساعتها الموضوع حيخرج بره سيطرة الحكومة القطرية.
اللي كان فعلاً مخلي القطريين بيشدوا في شعرهم هو كم العشوائية اللي كان الخاطفين بيتكلموا بيها .. في المفاوضات كنت تحس إنك بتتكلم مع بنت من برج الجوزاء .. اللي هي بنت مجنونة بتتخانق مع خطيبها لا إنت فاهم هي عايزة إيه ولا هي أصلاً فاهمة هي عايزه إيه .. لو كان علي الفلوس القطريين معاهم فلوس بس طلبات الخاطفين كانت أحياناً بتبقي مستفزة .. يوم يقولك عايزين فلوس .. القطريين يحضروا الفلوس .. فجأة يقولك لا إحنا عايزين قطر تنسحب من التحالف السُني اللي بتقوده السعودية و الإمارات لضرب الحوثيين في اليمن .. شوية و يقولك لا إحنا عايزين قطر تتوسط عشان تطلق سراح مقاتلين شيعة بيحاربوا مع نظام (بشار الأسد) في سوريا .. هوبا يقولك لا معلش إحنا عايزين فلوس تاني .. ولما خلاص يتفقوا إن الفلوس هي اللي حتحل الأزمة إذ يكتشف القطريين إن كل واحد عايز نصيبه .. حصل حقاً و صدقاً إن في واحدة من جلسات المفاوضات اللي بيتكلم بإسم كتائب حزب الله و كان إسمه (أبو محمد) خد السفير (زايد) علي جنب و قاله أنا عايز 10 مليون دولار سمسرتي .. المشكلة إن السفير مكنش عنده مشكلة يدفع بس الرهاين يرجعوا لدرجة إنه عرض علي (أبو محمد) ده إنه حيديله ال10 مليون دولار و فوقيهم حيشتريله شقة في بيروت بس الرهاين ترجع .. حتي الوسطا اللي السفير كان بيتكلم معاهم و كانوا الإتنين سُنة مش شيعة أول ما قعدوا معاه قالوله إحنا كل واحد فينا عايز 150 ألف دولار كاش و 5 ساعات روليكس Rolex و حددوله الساعات موديلاتهم إيه منهم إتنين غاليين و 3 عاديين .. الحقيقة هو محدش عارف هل الفلوس و الساعات دي راحت للوسطا؟ ولا الوسطا خدوها و أدوها كهدايا للخاطفين عشان يمشوا الدنيا؟
في إبريل 2016 بدأ يتقال إسم (قاسم سليماني) اللي زي ما قلتلك يبقي قائد الحرس الثوري الإيراني اللي هو يبقي بإختصار اللي بيصرف علي كتائب حزب الله .. الرجل ده تدخل بعد ما الموضوع كبر خصوصاً إن الفدية اللي الخاطفين بقوا بيتكلموا عنها وصلت مليار دولار .. اللي السفير (زايد) كان عارفه إن (قاسم سليماني) إتكلم مع الناس بتوع كتائب حزب الله و طلب منهم يقبلوا ياخدوا الفلوس .. تدخل (قاسم سليماني) رفع الروح المعنوية شوية للقطريين علي أساس إنه بني أدم عاقل حيقدر يقنع الهُبل دول إنهم ياخدوا الفلوس و يسيبوا الرهاين تروح .. يعدي شهر و الثاني لحد ما وصلنا لنوفمبر 2016 و زي ما يكون (قاسم سليماني) هو كمان إتهبل زيهم و بقي بيشترط إن عشان الرهاين يروحوا لازم قطر تساعد في تطبيق حاجة إسمها إتفاق المدن الأربعة.
في الوقت ده اللي هو بتتكلم عن نوفمبر 2016 كان الوضع في سوريا زي الزفت .. كان فيه مدينتين اللي هم زبداني و مضايا و دول يبقوا مدن سُنية بس كانوا تحت الحصار بتاع قوات الحكومه السورية اللي هي مدعومة من إيران .. في نفس الوقت كانت فيه مدنيتين اللي هم كفريا و الفوعة و دول مدن شيعية بس كانوا متحاصرين من قبل مسلحين سوريين سُنة و كان بيتقال وقتها إن كان من ضمن الجماعات المسلحة دي جبهة النصرة و كان كمان بيتقال إن الناس دي واخدة دعم علي شكل فلوس من قطر .. اللي كان (قاسم سليماني) عايزه إن الحصار المفروض علي الأربع مدن يتشال و إن المدنيين اللي عايشين فيهم يتم إخلاءهم .. من ناحيته (قاسم سليماني) حيتكلم مع كتائب حزب الله و يقولهم إن عيب أوي إتفاق ينقذ حياة ناس شيعة تقوموا أنتوا تستغلوه عشان تسمسروا من ورا إطلاق سراح الرهاين .. الكلام اللي كان خلاص شبه نهائي في يناير 2017 إن الرهاين حيتم إطلاق سراحهم مقابل فدية مليار دولار و فوقهم 150 مليون دولار تانيين بس محدش عارف بالضبط دول لمين .. فيه ناس بتقول إن دول تكلفة عملية إخلاء الأربع مدن في سوريا و ناس بتقول إن دول فلوس سمسرة حتتدفع للناس اللي كان ليها دور في المفاوضات .. الحقيقه فين؟ الله أعلم عشان بس مفتيش .. يوم 21 إبريل 2017 طيارة مدنية تابعة للخطوط الجوية القطرية راحت بغداد و عليها الفلوس و خدت الرهاين و رجعت بيهم تاني الدوحة .. بس الدنيا ممشتش زبادي خلاط زي ما إنت متخيل كده.
أولاً إنت محتاج تفهم إن سبب إن حكومة الإمارات تتعب نفسها و تسرب نص الرسايل بين السفير و وزير الخارجية ملوش علاقة لا بالمفاوضات ولا بأي نيلة .. الإماراتيين سابوا كل ده و مسكوا في نقطة إن طيارة مدنية تابعة للخطوط الجوية القطرية Qatar Airways شالت فلوس و نزلت بيها مطار بغداد و عدت فوق المجال الجوي الإماراتي عشان تدي الفلوس دي لمنظمة إرهابية .. الإماراتيين مُصرين علي إن الطيارة كان عليها مليار دولار و فوقيهم 150 مليون .. القطريين علي الناحية الثانية بيقولوا حصل إن كان فيه طيارة عليها اللوجو بتاع Qatar Airways شايلة فلوس و راحت بغداد بس الفلوس دي كانت رايحة للحكومة العراقية كمساعدات أمنية .. القطريين بيقولوا إن الفلوس دي راحت للحكومة العراقية عشان هي اللي تدفع للخاطفين الفلوس و تتحمل هي المسئولية .. بس اللي حصل لما الطيارة هبطت في مطار بغداد خلي القطريين اللي كانوا واقفين يضربوا كف علي كف.
المفروض إن اللي كان يحضر عن الحكومة العراقية في المطار وزير الداخلية .. فجأة المطار سيطر عليه ناس مسلحين لابسين يونيفورم بس معلهوش لوجو جهة معينة خدوا الفلوس و لما وزير الداخلية سألهم أنتوا مين ضربوه .. بعدها القطريين عرفوا إن المسلحين دول كانوا تبع رئيس الوزراء العراقي (حيدر عبادي) .. لما (تميم) عرف في لحظتها رفع سماعة التليفون يكلمه بس رئيس الوزراء مكنش بيرد .. بعدها طلع (حيدر عبادي) في مؤتمر صحفي قال حصل إنه هو اللي خد الفلوس و الفلوس حتروح لخزنة الحكومة العراقية و إن الرهاين القطريين حيتم إطلاق سراحهم كجزء من إتفاق المدن الأربعة و اللي عنده معزة يربطها .. تفاصيل إطلاق سراح الرهاين هي اللي توريك إن القطريين لما يحبوا يبقي صيع بيبقوا صيع و بيعرفوا يبقوا صيع.
اللي كان ماسك العملية واحد إسمه (جاسم بن فهد أل ثاني) ضابط مخابرات قطري و غالباً واحد من العيلة المالكة و بصراحة الرجل ده ضرب الناس بتوع كتائب حزب الله علي قفاهم .. أول خطوة إنه بعت 46 أوتوبيس عشان يجلي المدينتين السُنيتين اللي في سوريا اللي هم زبداني و مضايا علي مدي 3 أيام بحيث إن في أول يومين أجلي 5000 بني أدم و في اليوم الثالث أجلي 3000 بني أدم .. بعدها بيومين هو بعت أوتوبيسات عشان تجلي 3000 بني أدم شيعي من المدينتين التانيين اللي هم كفرايا و الفوعة و بمجرد ما خد الناس في الأوتوبيسات قام واخدهم رهاين .. هو قال لبتوع كتائب حزب الله تسيبوا الناس بتوعنا نديكوا ال3000 بني أدم و فعلاً يوم21 إبريل 2017 زي ما قلتلك كان ال28 رهينة راكبين علي الطيارة و مروحين بلدهم.
أنا بس عايزك أيا كان رأيك في قطر سواء إنت بتحب (تميم) أو شايفه شيطان مش حيفرق معايا حالياً في حاجة .. ده رأيك و إنت حر فيه .. أنا بس عايزك تقدر حجم المعاناة اللي الرهاين دول عاشوها .. إنت لازم تكون عارف إن من اليوم الأول اللي إتخطفوا فيه الناس اللي من العيلة المالكة إتحطوا لوحدهم و باقي الجروب سواء قطريين عاديين أو مش قطريين أصلاً إتحطوا مع بعض في حتة تانية خالص .. كل يومين أو ثلاثه الجروب كله بيتم نقله لمكان مختلف بس دايماً بيتحطوا في مكان تحت الأرض مفيهوش لا شبابيك ولا بيشوفوا نور ربنا .. القطريين اللي من العيلة المالكة كان متاح ليهم مصحف واحد بس ليهم كلهم .. الجروب علي بعضه قضي 16 شهر يعني سنة و أربع شهور ميعرفوش أي حاجة عن العالم الخارجي كل يوم بيعيشوه حاسين إنه ممكن يكون أخر يوم ليهم.
المصدر:
مقالة بعنوان ‘Billion Dollar ransom’: Did Qatar pay record sum?.. فدية المليار دولار: هل قطر دفعت الفدية اللي محصلتش قبل كده؟ .. نشرت في موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBCو ده لينك المقالة الأصلية:
https://www.bbc.com/news/world-middle-east-44660369