تابعونا

نتنياهو و ترامب .. الشرخ في السياسة الأميريكية بسبب إسرائيل.

لما رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتياهو) طلع قرار برفض الفيزا بتاعة عضوتي الكونجرس الأميريكي (إلهان عمر) و (رشيدة طالب) فده خلي الرئيس الأميريكي (دونالد ترامب) فرحان منه أوي بس القرار ده عمل شرخ جوه السياسة الداخلية الأميريكية.

21 أغسطس، 2019 1 ألف

عارف إنت لما تكون فيه شلة فيها إتنين كابلز يبان قدام الناس إنهم دايبين في بعض .. مفيش طلب حد فيهم يطلبه إلا و الطرف التاني يجري عشان يحققه .. لما بتتفرج عليهم في أي خروجة بتحس إن الحب حيولع في الدرة .. عادة العلاقات الملهلبة دي بتنتهي بمصايب .. يمكن لإن أنا شخصية متشائمة بطبعي بس دايماً لما بشوف علاقة زي دي بعنيا بحس إن ورا كل ده فيه يا إما مصايب بتحصل أو مصايب في طريقها إنها تحصل .. أهو ده هو الوصف اللي أنا شايفه مناسب جداً عشان تفهم العلاقة بين (دونالد ترامب) و بين (بنيامين نتنياهو) .. اه هم إتنين رجاله بس وصلوا لمرحلة إنهم بقوا بيموتوا في التراب اللي كل واحد فيهم بيمشي عليه .. العلاقة بينهم متفرقش كتير عن العلاقات الرومانسية المولعة اللي كنت بتتفرج عليها في الأفلام العربي القديمة .. و عشان كده أنا متفهم جداً رأي أي حد أتناقش معاه و يكون شايف اليهود الأمريكان أو اللوبي اليهودي في أميركا طبعاً حيختار (ترامب) قصاد أي مرشح ديموقراطي يقف قصاده في الإنتخابات الرئاسية الجايه في 2020 .. أصل معلش إزاي أقدر أناقشك و أنا شايف بعنيا الإتنين دول كل القرارات اللي بتطلع من البيت الأبيض في مصلحة إسرائيل .. أو خليني أبقي دقيق شوية في كلامي .. في مصلحة اللي بيحكم إسرائيل دلوقتي .. بس لو ده رأيك فإسمحلي أقولك إن ده مجرد نص الحكاية .. ده مجرد الوش الأولاني من الشريط .. النهاردة ححاول أوريك الوش التاني.

أميركا كدولة بيحكمها واحد من حزبين .. الحزب الديموقراطي و ده عشان أشبهلك سياساته فحاول تتخيل إنهم تحالف (محمد البرادعي) مع (حمدين صباحي) .. ده مجرد تشبيه علي فكرة .. الديموقراطيين دول ناس نصهم إشتراكيين و نصهم عايزين الدنيا سداح مداح .. دول ناس عايزين يفرضوا ضرائب عالية علي الأغنياء .. عايزين الحكومة تعمل مشروع تأمين صحي للناس .. عايزين يحموا حق المثليين جنسياً في الجواز و التبني .. عايزين يقصقصوا ريش شركات الأدوية .. عايزين يدوا للست الحق في إنها تاخد قرار الإجهاض .. عايزين يبقي من حق أي حد يدخن ماريجوانا بشكل شرعي .. زي ما قلتلك الميكس بين الإشتراكية و بين قوم لوط .. لو فعلاً بصيت علي سياساتهم و أفكارهم فأقرب وصف ليها عشان إنت في مصر تفهمه إنك تجيب الناس بتاعة (محمد البرادعي) و تجيب الناس بتاعة (حمدين صباحي) تضربهم في الخلاط مع بعض.

الحزب الثاني هو الحزب الجمهوري و ده اللي (ترامب) جاي منه و ده حزب عشان تفهم دماغه حاول تتخيل إن الإخوان المسلمين و المؤسسة العسكرية ضربناهم مع بعض في الخلاط .. عارف إنك مستغرب بس إستهدي بالله و إنت حتفهم .. دي ناس لما تيجي تكلمها مثلاً في قضية خلافية زي حق الست في الإجهاض تلاقيه يقولك هو الإنجيل بيقول إيه .. تيجي تكلمه مثلاً في حقوق المثليين يطلع برده يقولك إن الإنجيل بيقول زي ما الإسلام بيقول في قوم لوط (عليه السلام) .. تيجي تكلمهم في إن المؤسسة العسكرية بتتعدي حدودها الدستورية يقولك إبقي تعالي إنت إحمي حدود البلد .. الجمهوريين رأيهم إن الناس من حقها يبقي معاها سلاح و إن المؤسسة العسكرية مينفعش حد ينتقدها و إن الإنجيل هو المرجعية للحكم و إن من حق أي بني أدم في أميركا إنه يشيل سلاح و إن الإجهاض و تدخين الماريجوانا حرام حرام حرام.

طب إيه علاقة كل ده بإسرائيل؟ .. زمان و زمان ده اللي هو قبل ما (ترامب) يبقي رئيس كانت فيه قضايا معينة لا الديموقراطيين ولا الجمهوريين بيتخانقوا عليها و من ضمن القضايا دي حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها .. بإختصار الإتنين كانوا شايفين إن إسرائيل دي ملاك من السما و إن الفلسطينيين و المسلمين عموماً دول سوري في الكلمة ولاد كلب كلنا عايزين الحرق بجاز .. اللي الباشمهندس (ترامب) عمله إنه لوحده قدر يغير الوضع ده .. دلوقتي تأييد إسرائيل بقي قضية تخص الحزب الجمهوري و شتيمة إسرائيل بقت علي لسان أي حد ديموقراطي.

لسنين و سنين الإسرائيليين نفسهم كانوا عارفين ده .. عندك حد زي (دوري جولد Dore Gold) اللي كان سفير إسرائيل للأمم المتحدة و كان مستشار قريب جداً من (نتنياهو) و اللي رأيه إن سياسة إسرائيل تجاه أميركا هي إنها تفضل حليفة سواء للجمهوريين أو للديموقراطيين و إن لما اليوم يجيي و إسرائيل تلعب علي وتر الخناقات السياسية بين الإتنين حيبقي اليوم اللي إسرائيل تعرض أمنها القومي للخطر .. مفيش موقف يوريك الحكاية دي قصاد عنيك قد اللي حصل في الأيام اللي فاتت.

من فترة (ترامب) طلع إتخانق علي Twitter مع أربع عضوات في الكونجرس الأميريكي عن الحزب الديموقراطي .. العضوات الأربعة الإعلام الأمريكاني مسميهم إسم سيكسي أوي اللي هو فرقه البنات The Squad .. الأربع بنات دول منهم بنتين مسلمات اللي هم (إلهان عمر) و دي من أصول صومالية و (رشيدة طالب) و دي من أصول فلسطينية .. منهم بنت من أصول لاتينية اللي هي (أليكساندريا أوكازيو كورتيز Alexandria Ocasio Cortez) و اللي عشان إسمها طويل أوي فالأمريكان بيسموها AOC .. و رابعتهم بنت من أصول أفريقية اللي هي (أيانا بريسلي Ayanna Presely) .. المهم إن إتنين من الأربع بنات اللي هم (إلهان عمر) و (رشيدة طالب) طلعوا قالوا إنهم حيزوروا إسرائيل و فلسطين ضمن وفد من الكونجرس .. جه (ترامب) طلب من (نتنياهو) إنه يرفض الفيزا بتاعة البنتين و زي أي إتنين دايبين في غرام بعض حد فيهم بيطلب من التاني خدمة فبيقوله أمرك يا بيبي ف(نتنياهو) طلع قرار برفض فيزا الدخول لإسرائيل للبنتين .. طبعاً الدنيا هاجت علي إسرائيل جوه أميركا و عشان (نتنياهو) يهدي الجو شوية قال إن حكومته حتوافق علي فيزا بتاعة (رشيدة طالب) عشان هي من أصول فلسطينية و جايه تزور جدتها اللي عمرها عدي 90 سنة بس البيان بتاع الحكومة الإسرائيلية قال إن الفيزا دي حتتسحب و (رشيدة طالب) حتترحل فورا لأميركا لو خلال زيارتها قالت أي تعليق تهاجم فيه إسرائيل أو تدعوا فيه لمقاطعة إسرائيل .. طبعاً (رشيدة طالب) لما سمعت الشروط دي قالت طب و المصحف ما أنا جايه.

شلة البنات أو The Squad .. من الشمال لليمين .. (رشيدة طالب) و (إيانا بريسيلي) و (إلهان عمر) و (أليكساندريا أوكازيو كورتيز).

اللي عمله (نتنياهو) بمنتهي البساطة إنه خلي نفسه حبيب الجمهوريين و عدو للديموقراطيين .. أي طلب يطلبه (نتنياهو) من الكونجرس اللي مسيطر عليه الجمهوريين دلوقتي حيتوافق عليه .. أي طلب يطلبه من (ترامب) طبعاً حيتوافق عليه .. بس قوله كده يروح يزور أي جامعة في أميركا و حتشوف الجامعة فيها مظاهرات حتخلي زيارته دي مينفعش تتعمل إلا بتأمين من الجيش مش من الشرطة .. مش بس طلبة الجامعة اللي ممكن تكون أفكارهم السياسية فلتانة شوية .. دلوقتي المرشحين الديموقراطيين اللي الحزب حيختار منهم واحد عشان يقف قدام (ترامب) في الإنتخابات الجاية مبقوش يخافوا ينتقدوا إسرائيل قدام الناس عادي جداً .. حد زي (بيرني سانديرز Bernie Sanders) أو حد زي (إليزابيث وارين Elizabeth Warren) اللي بناء علي كلام جرنان The Jerusalem Post الإسرائيلي قابلت نشطاء سياسيين معاديين لإسرائيل جوه أميركا و قالت لهم إنها لما تبقي رئيسة مش حتبقي صديقة لإسرائيل زي ما كانت عادة الرؤساء الأمريكان .. مين اللي عمل ده؟ و مين السبب فيه؟ .. (ترامب) .. الرجل ده وصل الوضع إن في الإعلام لو إنت جمهوري إذن فده معناه بالضروره إنك حبيب إسرائيل و عاشق ل(نتنياهو) و لو إنت ديموقراطي فإنت متعاطف مع الفلسطينيين و كاره لليهود و معادي للسامية  .. الديموقراطيين بيشوفوا ده و بيقولوا لنفسهم أحسنلي أبان قدام الأمريكان إني ضد (نتنياهو) أحسن ما أبان إني معاه .. و بالنظر لCV بتاع (نتنياهو) و إزاي هو يعتبر النسخة الإسرائيلي من (ترامب) فإنت فعلياً متقدرش تلومهم.

إزاي حد زي (بيرني سانديرز) رجل عجوز مبياخدش فلوس تبرعات من شركات و الشباب الأميريكي بيموت فيه و رجل اللي في قلبه علي لسانه يختار إنه يبان إنه واقف في صف (نتنياهو) اللي بيحكم أكتر تكتل سياسي متطرف يمسك إسرائيل من ساعة ما الدولة الإسرائيلية أُعلنت؟  .. إزاي (بيرني سانديرز) اللي عايز يقفل أي بنك ميشتغلش بما يرضي الله حيبرر قدام الناس اللي بتحبه إنه واقف في صف (نتنياهو) اللي في أي لحظة النيابة الإسرائيلية ممكن تقبض عليه في 3 تهم فساد و اللي كل أمله في الدنيا إنه يكسب الإنتخابات الجاية في سبتمبر عشان يحمي نفسه من الإعتقال لإن النيابة مينفعش تعتقل رئيس الوزراء؟ .. بلاش دي .. (نتنياهو) بيخطط إنه لما يعني يكسب الإنتخابات الجاية و يبقي رئيس وزراء فالحزب بتاعه حيطلع قانون يقول إن تحقيقات النيابة في تهم الفساد بتاعته غير قانوني و بالتالي لازم يتلغي .. طبعاً المعارضة حتروح للمحكمة الدستورية و المحكمة الدستورية حتطلع قرار بوقف القانون بتاع (نتنياهو) بوصفه غير دستوري .. لو ده حصل فالحزب بتاعه ناوي يطلع مشروع قانون تاني يخلي قرارات المحكمة الدستورية العليا غير ملزمة للبرلمان .. إنت متخيل .. ساعتها لن يجرؤ أي سياسي منتمي للحزب الديموقراطي إنه يقول كلمة حلوة عن إسرائيل و إلا يكون بيخاطر بالCareer بتاعته.

(بيرني سانديز) و (إليزابيت وارين) خلال المناظرة الأولي اللي تتعمل بين المرشحين الديموقراطيين للرئاسة الأميريكية.

فعلياً اللي بيعمله (ترامب) و (نتنياهو) إنهم بيرموا إسرائيل في حضن الحزب الجمهوري و ساعتها هم بيدوا للعرب أجمل هدية .. أنا عارف إن كتير مننا دمهم إتحرق لما (ترامب) أعلن نقل السفارة الأميريكية في إسرائيل من تل أبيب للقدس .. الناس اللي دايسة شوية في السياسة الأميريكية حطت إيدها علي قلبها لما (ترامب) إختار واحد نصاب إسمه (ديفيد فريدمان David Friedman) عشان يبقي هو سفير أميركا في إسرائيل .. القرارين دول فعلياً خلوا إن في أي لحظة إنت تقدر تستني قرار أميريكي بالموافقة علي ضم إسرائيل للضفة الغربية لأراضيها و بكده نقدر نقول Game Over لحلم الدولة الفلسطينية .. بس اللي أنا شايفه و يمكن أكون أهبل بس فيه تغيير كبير بيحصل .. لو (نتنياهو) كسب الإنتخابات الجاية الشهر اللي جاي فده معناه إن اللوبي اليهودي جوه أميركا حيدي زقة جامدة اوي ل(ترامب) عشان يشد حيله و يكسب هو كمان الإنتخابات بتاعة السنة الجاية و لو ده حصل فإنت تقدر تقول يا رحمن يا رحيم علي حلم الدولة الفلسطينية .. لو (نتنياهو) خسر فده حيدي ضربة جامدة أوي ل(ترامب) .. اللي أنا أقدر أقوله ليك إن مصير (ترامب) و (نتنياهو) بقي مربوط ببعضه .. لو واحد راح في داهية حيجر التاني معاه .. و لو الإتنين كسبوا فأنا شخصياً مش عايز أفكر في الإحتمال ده.

المصدر:
مقالة بعنوان If You Think Trump is Helping Israel, You’re a Fool .. نشرت في جريدة The New York Times و ده لينك المقالة الأصلية:
https://www.nytimes.com/2019/08/16/opinion/israel-omar-tlaib-netanyahu.html

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!