اللي حتكلم عنه النهاردة هو بنت عامله قلبان في أميركا و لإن علاقتنا بالسياسة الأميريكية عامله بالضبط زي علاقتنا بالأكل الصيني اللي هو إحنا عارفين إن فيه عك كتير بس مش فاهمين حاجة فيه فخليني أفهمك الموضوع واحدة واحدة .. دلوقتي يا سيدي أميركا دي بلد فيها حزبين كبار اللي هم الحزب الجمهوري و الحزب الديموقراطي .. عشان أبسطهالك تخيل إن الحزب الجمهوري ده هو حزب النور السلفي و الحزب الديموقراطي ده هو مثلاً الحزب بتاع (محمد البرادعي) .. فعلياً انا مش بهزر لو قلتلتك إن كم الحاجات المشتركة بين الجمهوريين و بين حزب النور و الحاجات المشتركة بين الديموقراطيين و (محمد البرادعي) إنت لا تتخيلها .. زي ما السلفيين كل ما تكلمهم يقولك إنت حتتدخل في شرع ربنا تلاقي الجمهوريين برده ناس رافعين الإنجيل و شايفين إن اميركا بلد مسيحية ديانتها الرسمية هي المسيحية و إحنا بس سايبين الناس تعبد اللي هي عايزاه كرم أخلاق مننا .. زي ما (البرادعي) مثلاً قالك أنا شايف إن البهائيين ليهم الحق إن ديانتهم تتحط علي البطاقة و ساعتها خد تريقة و تهزيق من الناس كلها فبرده الديموقراطيين تحس إن الدنيا سداح مداح معاهم في موضوع الحريات ده بالذات يعني تلاقيهم من أكتر الناس اللي بتدافع عن حقوق الشواذ مثلاً.
أظن إنت كده بدأت تفهم حجم الإختلافات بين الإتنين .. المفروض إن (دونالد ترامب Donald Trump) كيس الشيتوس الحجم العائلي اللي كان بيحكم أميركا بينتمي للحزب الجمهوري بس مشكلته إن البرلمان دلوقتي أو الكونجرس زي ما بيتسمي هناك أغلبيته في إيد المعارضة اللي هم الديموقراطيين .. المميز أوي في أعضاء البرلمان الديموقراطيين دلوقتي إن كتير منهم شباب صغير و كتير منهم من الأقليات و واحدة منهم هي (إلهان عمر Ilhan Omar) و دي اللي أنا حتكلم عنها النهاردة.
معلومة رقم واحد .. (إلهان) دخلت البرلمان كمرشحة عن الدايرة رقم خمسة في ولاية مينيسوتا و دي دايرة غريبة حبتين .. تخيل مدينة زي إسكندرية مثلاً كلها أهلاوية و تلاقي شارع واحد فيها بس كلهم زملكاوية .. مينيسوتا ولاية أغلب اللي عايشين فيها معروفين بإنتماءهم للحزب الجمهوري إلا الدايرة رقم خمسة دي .. دي حتة عايش فيها أمريكان يهود و عايش فيها مهاجرين جايين من الدول الإسكندافية اللي هي زي الدانمرك و النرويج و السويد و عايش فيها مهاجرين صوماليين و دول اللي (إلهان) واحدة منهم .. (إلهان) بنت مسلمة محجبة صومالية مهاجرة دخلت البرلمان لإن الناس في دايرتها اللي زي ما قلتلك هم ميكس من اليهود و البيض و المهاجرين شافوا إنها أكتر واحدة فاهمه مشاكلهم و عايزه تحلها .. اللي حتكلم عنه النهاردة هو واحدة من أهم الخناقات اللي (إلهان) داخله فيها بإيديها و سنانها و هي خناقتها مع اللوبي اليهودي في أميركا و عشان تفهم اللوبي اليهودي في أميركا لازم الأول تتعرف علي حاجة إسمها إيباك AIPAC و دي إختصار American Israeli Public Affairs Committee يعني لجنة العلاقات العامة الإسرائيلية الأميريكية .. هنا بقي أنا عايزك تفهم مين هم AIPAC دول؟
عارف (تركي أل شيخ)؟ تخيل بقي إن AIPAC دول إنهم جابوا كل الناس اللي شخصياتهم شبه (تركي أل شيخ) اللي هم ناس معاها فلوس كتير و شايفين إن فلوسهم دي بتخليهم ليهم الحق يتحكموا في خلق الله .. دول ناس مبيعملوش حاجة في حياتهم غير إنهم يدوا فلوس لناس تبع الحزب الجمهوري في أميركا عشان يدخلوا الكونجرس عشان لما يبقوا أعضاء في الكونجرس يكتبوا قوانين تخلي أميركا تفضل تدي مساعدات عسكرية و مالية لإسرائيل .. و في نفس الوقت بيدوا فلوس لحزب الليكود الإسرائيلي اللي هو النسخه الإسرائيلي من الحزب الجمهوري و اللي دلوقتي بيحكم إسرائيل بقيادة (بنيامين نتنياهو) .. بإختصار شديد .. AIPAC دول يبقوا (تركي أل شيخ) و الحزب الجمهوري و (بنيامين نتنياهو) يبقوا (مرتضي منصور) .. (إلهان عمر) بقي تبقي (محمود الخطيب) .. (إلهان) من أعضاء الكونجرس القليلين أوي اللي واقفين مع حملة كبيرة بره إسمها B.D.S و دي إختصار Boycott, Divestment and Sanctions اللي هي حركة المقاطعة و سحب الإستثمارات و فرض العقوبات علي إسرائيل بسبب إحتلالها للأراضي الفلسطينية .. قدام الناس (إلهان) موقفها الرسمي إنها مع حل الدولتين إن يبقي فيه دولة إسرائيل و دولة فلسطين .. قدام الناس هي بتقول إنها واقفة مع حملة B.D.S. و فاهمة هم بيعملوا كده ليه بس في نفس الوقت هي بتقول إنها عارفه إن الحملة دي شغلها مش حيؤدي في الأخر إن حل الدولتين يتنفذ و دي من الحاجات اللي بتتاخد علي الحملة.
عشان فعلاً تفهم حجم نفوذ AIPAC في أميركا خليني أحكيلك قصة حصلت مع الرئيس (باراك أوباما) و هي قصة غريبة أوي انت إحتمال متصدقهاش .. لما (أوباما) كان بيحكم هو قرر يدي إسرائيل معونة عسكرية قيمتها 40 مليار دولار علي 10 سنين عشان إسرائيل تستلم أسلحة أميريكية بحيث السلاح ده يتصنع في أميركا و بعد كده إسرائيل تاخده .. فكر (أوباما) إن أولاً إسرائيل بلد غنية و فعلياً هي عندها سلاح كتير فهي لا محتاجة الفلوس ولا محتاجة السلاح و ثانياً إن معلش (أوباما) حاطط مصلحة الأمريكان قبل أي حد تاني فالفلوس دي أولي إنها تروح مرتبات لعمال أمريكان في المصانع بتاعته بدل ما تروح لعمال إسرائيليين في شركات إسرائيلية .. بدل ما الإسرائيليين يقولوا ل(أوباما) تشكر يا ذوق و ربنا يديم المحبة إذا بيهم يطلعوا يقولوله إنت نتن يا جدع إنت هم ال40 مليار دول يجيبوا إيه؟ .. المشكلة إن مش بس (نتنياهو) اللي طلع قال كده ده أعضاء في الحزب الجمهوري وقتها خدوا نفس الموقف منهم عضو في الكونجرس إسمه (ليندسي جراهام Lindsey Graham) و طبعاً الناس بتوع AIPAC عاموا علي عومهم.
يوم 28 يوليو 2016 (ليندسي جراهام) سافر تل أبيب و قعد مع (نتنياهو) عشان ياخد بخاطره و يقوله معلش يا كوكو متزعلش من (أوباما) الوحش هو مكنش يقصد .. مش كده و بس .. الناس بتوع AIPAC كلموا أعضاء الكونجرس من الجمهوريين عشان يخلوا (نتنياهو) يروح يلقي خطاب قدام الكونجرس الأميريكي رغم إعتراض (أوباما) و أعضاء الحزب الديموقراطي بس للأسف الجمهوريين كانوا أغلبية في الكونجرس وقتها .. فكر فيها كده .. في الوقت ده أميركا كانت بتخلص تفاصيل الإتفاق النووي الإيراني و (نتنياهو) كان قدامه كام يوم و يدخل الإنتخابات البرلمانية في بلده تقوم جايبه يقول خطاب قدام الكونجرس عشان يشتم (أوباما) و تخليه شبه يضمن إنه يكسب الإنتخابات البرلمانية في إسرائيل .. 60 عضو في الكونجرس من الحزب الديموقراطي محضروش الخطاب لإنهم شافوا إن الخطوة دي خلت قدام الناس إن اللي واقف في صف إسرائيل في أميركا هم الجمهوريين .. حتي الخطاب اللي قاله (نتنياهو) و اللي كان المفروض (أوباما) ياخد نسخة منه يوافق عليه قبل ما يتقال الجمهوريين قالوا لا معلش عشان ميتقالش إننا محتاجين موافقة الرئيس علي حاجة إحنا عايزينها .. يعني AIPAC خلت حزب المعارضة في أميركا يجيب رئيس الوزراء الإسرائيلي يروح يتكلم قدام الكونجرس رغم إعتراض الرئيس و كمان منعوا الرئيس إنه يشوف الخطاب قبل ما يتقال زي ما البروتوكول السياسي بيقول.
السبب اللي مخلي الناس بتوع AIPAC كارهين سيرة (إلهان) إنها قدرت تخلي تأييد إسرائيل جوه أميركا حاجة متعلقة بالحزب الجمهوري .. يعني إيه؟ .. لو أنا دلوقتي شاب في الجامعة في أميركا بس متحمس سياسياً شوية و شايف إن أرائي ماشية أكتر مع الحزب الديموقراطي اللي هو أنا من الناس المقتنعة مثلاً بإن الشواذ ليهم حقوق لازم ياخدوها و إن المهاجرين لازم نفتحلهم الباب ييجوا أميركا و إن لازم الأغنياء يدفعوا ضرايب أكتر من الموظفين .. اللي هي بإختصار شديد الميكس بين أفكار (البرادعي) و (حمدين صباحي) أو الميكس بين الأفكار الليبرالية و اليسارية .. فإنت كشاب من جواك بقيت واقف ضد كل حاجة بينادي بيها الحزب الجمهوري و لإنك شايف AIPAC مبيوقفش غير ورا السياسيين الجمهوريين فإنت كشاب بتنتخب الحزب الديموقراطي بقيت بتعتبر AIPAC عدوك .. لإنك بقيت بتعتبر AIPAC عدوك فإنت بقيت بتعتبر إسرائيل كمان عدوه.
المصدر:
مقالة بعنوان Ilhan Omar, AIPAC and Me .. نشرت في جريدة The New York Times و ده لينك المقالة الأصلية:
https://www.nytimes.com/2019/03/06/opinion/israel-ilhan-omar.html
