لينك التسجيل الصوتي علي ساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/xD6tA
فيه كذا حاجة لازم تكون عارفها قبل ما أبدأ أفتح بقي في الكلام عن Huawei و هي إن أولاً و بسم الله الرحمن الرحيم هي بتتنطق واواي .. أيوه زي ما إنت قريت كده .. هي بتتنطق وا-واوي لا هي هواواي ولا هي هوااي .. ثاني حاجة و هي إن الشركة دي بحكم إنها صيني فهي بالضبط عامله زي تاجر في السوق وقت الإستفتاء أو الإنتخابات و جاله الأمن قاله إنت تعلق يافطة تأييد لطويل العمر و إلا حنقفلك المحل كله فإنت بكل أدب بتعصر علي نفسك شوال لمون و تعلق اليافطة و تستحمل تريقة اللي رايح و اللي جاي مش لسبب غير إنك مش عايز عيالك يباتوا جعانين .. ليه أنا بقول كده؟ .. يوم 1 ديسمبر 2018 السلطات الكندية إعتقلت واحدة إسمها (وانزهو مينج Wanzhou Meng) و فكك من إسمها مش عايزينه في حاجة .. اللي إحنا عايزينه إنك تعرف إن أولاً هي بنت مؤسس الشركة (رين زينجفي Ren Zhengfei) و إنها المدير المالي أو CFO يعني Chief Financial Officer لشركة Huawei.
قدام الناس كلها لو حد جه سأل الحكومة الكندية هو أنتوا ليه إعتقلتوا الست دي حتكون الإجابة إن والله يوم 7 ديسمبر 2018 فيه محكمة كندية قالت إن جالها طلب من الحكومة الأميريكية يوم 18 أغسطس 2018 بإعتقال الست دي و التهمة بمنتهي البساطة إن الحكومة الأميريكية فارضه عقوبات إقتصادية علي إيران و ده معناه إن مفيش شركات أجنبية مسموح ليها إنها تعمل أي Business مع الإيرانيين .. المشكلة إن شركة Huawei بتملك شركة تانية إسمها Skycom Tech و الشركة دي باعت معدات خاصة بالإتصالات للحكومة الإيرانية في الفترة من 2009 لحد 2014 .. تبان تهمة تافهة أو علي الأقل تبان متلفقة و علي فكرة إنت لو ده إحساسك فإنت عندك حق هي فعلاً تهمة متلفقة .. إعتقال (وانزهو مينج) لا له علاقة بإيران ولا له علاقة بالعقوبات الإقتصادية .. هي أُعتقلت لإنها كانت ماسكه حسابات التاجر في السوق اللي يا عيني أُجبر إنه يعلق يافطة تأييد لطويل العمر بس للأسف طويل العمر عامل مشاكل كتير مع الغرب فبنته إتاخدت في الرجلين .. لو مش فاهم خليك معايا.
دلوقتي الصين كدولة عندها شركتين كبار أوي في مجال الإتصالات اللي هم Huawei و دي شركة قطاع خاص و شركة اسمها ZTE و دي شركة قطاع عام .. مؤسس Huawei اللي هو (رين زينجفي) كان ضابط إتصالات سابق في الجيش الصيني قبل ما يطلع معاش سنة 1987 و يؤسس الشركة و من ساعتها و الحكومة الصينية بتستثمر مليارات الدولارات عشان تخلي إسم Huawei يسّمع في العالم كله .. عشان أقربلك الصورة تخيل إن Huawei دي أسسها لواء في الجيش بعد ما طلع علي المعاش و الحكومة حطت فيها إستثمارات بالمليارات عشان خليها تكبر في السوق .. بس بلاش تتخيل إن الموضوع قاصر علي فكرة إني ساعدتك عشان تكبر و إنت حتساعدني عشان تكمل .. هو صحيح الوضع شبه وضع التاجر وقت الإستفتاء عندنا بس بداية من 2017 الوضع خد شكل تاني .. في السنة دي الصين بدأت تطبق قانونين .. الأولاني إسمه قانون المخابرات الوطني و الثاني إسمه قانون الأمان الأليكتروني.
بإختصار شديد أوي القانونين دول بيقولوا إن أي شركة صينية بقت وفق القانون مجبرة إنها تقدم للسلطات الصينية كل اللي تقدر عليه فيما يخص مهمات التجسس .. لو أنا مثلاً إرتكبت جريمة سرقة لمحل مجوهرات و كنت مغطي وشي بس كاميرات المراقبة لقطتني و أنا بعمل مكالمة تليفون فساعتها شركات الإتصالات الصينية اللي هي النسخة اللي عندهم من شركات سواء فودافون أو اتصالات أو أورانج أو We بقت مجبرة وفق القانون إنها تدي للمباحث أي معلومات عندها عن الإتصالات اللي حصلت في المنطقة وقت وقوع الجريمة .. المعلومات دي اللي هي رقم المتصل و رقم المستقبل و وقت المكالمة .. ده العرف اللي بتتعامل به شركات الإتصالات مع الحكومات في العالم كله و هي إن حصلت جريمة و أنا بخليك تساعدني عشان أمسك اللي إرتكب الجريمة دي .. الصين بداية من 2017 خلت الشركات الصينية تعمل أكتر من كده شوية:
- لنفترض إني إشتريت موبايل Huawei .. و أنا فعلاً كان معايا Nova3i .. فأنا بما إني إشتريت حاجة منهم فكل المعلومات بتاعتي بقت متخزنة عندهم و لإنهم شركة صيني فالمفروض إن البيانات بتاعتي متخزنة علي الServers بتاعتهم جوه الصين .. دلوقتي لو مثلاً المخابرات الصينية حاولت تجندني لحسابها فهي تقدر تجبر شركة Huawei إنها تديها كل المعلومات بتاعتي اللي عندهم .. هنا أنا مرتكبتش جريمة في حق الصين و لا حتي بعرف أتكلم صيني بس عشان المخابرات الصينية محتاجة تجندني فهي بقت تجبر الشركات الصينية إنها تساعدها و هي دي المشكلة الأولانية.
- مشكلة تانية و هي إن Huawei بتصنع مش بس موبايلات إنما بتصنع Routers و بتصنع أبراج تقوية شبكة الإنترنت و ده معناه إن ببرنامج تافه أو بIC صغيرة قد دبوس الشعر تقدر الشركة تخترق كل الشبكات الموجودة في بلد زي مصر مثلاً طالما أبراج التقوية بتاعة شركة أورانج أو فودافون أشتروها من Huawei.
الأمريكان من ناحيتهم مش عبط و هم كانوا شايفين ده من بدري و هم خدوا كذا إجراء عشان يحموا نفسهم:
- سنه 2012 طلع تقرير من لجنة المخابرات و الأمن القومي في الكونجرس الأميريكي إتهمت شركتي Huawei و ZTE صراحة كده إنهم بيحطوا مكونات جوه الأجهزة اللي هم بيبيعوها في أميركا بتدي للمخابرات الصينية فرصة إنها تخترق شبكات مش بس الحكومة إنما المواطنين الأمريكان .. التقرير ده قال إن لو مثلاً قامت حرب بين أميركا و الصين و كان الRouter اللي في أوضة الServer في مبني وزارة الدفاع الأميريكية مثلاً من تصنيع شركة Huawei زي أي Router موجود في بيت أي واحد مننا فممكن ببرنامج صغير أوي المخابرات الصينية تقفل الRouter ده و توقف خدمة الإنترنت عن جزء مهم في الحكومة الأميريكية.
- في فبراير 2018 طلع تقرير من مكتب المخابرات الوطنية و دي جهاز المخابرات اللي المفروض إنه بينسق شغل كل أجهزة المخابرات الأميريكية مع بعضها و التقرير ده في ملخصه قال للأمريكان ياريت متشتروش أي موبايلات من تصنيع شركة Huawei ولا من شركة ZTE و ياريت متشتروش أي موبايلات صيني خالص.
- الحكومة الأسترالية برده في 2018 طلعت قرار إستبعدت فيه شركة Huawei من إنها تاخد أي شغل ضمن عملية إدخال خدمة 5G لشبكة الإتصالات عندهم .. الخطوة دي هي اللي خوفت كندا هي كمان إنها تدي الشركة برده أي شغل ضمن مشروع إدخال خدمة 5G في البلد لإن الكلام اللي جه لكندا إن والله لو عملتي كده فأي تعاون أمني أو مخابراتي مستقبلي مع أميركا و أستراليا حيتلغي.
- بداية من 2010 جهاز المخابرات الوطني البريطاني GCHQ عمل وحدة خاصة عشان قبل ما أي منتج صنعته Huawei يدخل بريطانيا بيختبروه عشان يشوفوا هل فعلاً ينفع في أي لحظة المخابرات الصينية تستخدمه لإختراق شبكات الإنترنت جوه بريطانيا أو لا؟ .. الوحدة دي في الأخر أثبتت إن منتجات Huawei فيها كود كومبيوتر بيبدأ يعرف هو المنتج ده و ليكن مثلاً Router بُيختبر ولا بيشتغل بشكل عادي مع أي مستهلك عشان لو الكود ده حس إن الجهاز بُيختبر بيشتغل بشكل طبيعي و أمن و زي الفل .. بس لو حس إن الجهاز بيشتغل لمستهلك و إن ده مش إختبار بيلاقوه بيبدأ يبعت إشارات غريبة حبتين.
محدش قال إن اللي بتعمله الصين ده محدش غيرها بيعمله .. كان فيه بني أدم إسمه (إيدوارد سنودين Edward Snowden) إتكلمنا عنه قبل كده كشف إن وكالة المخابرات الوطنية National Security Agency أو NSA ليها تاريخ طويل من عمليات التجسس الغير شرعية و إنها كانت بتدفع فلوس لشركات الإتصالات زي AT&T عشان تبيلعها بيانات العملاء بتاعتهم .. حاول تتخيل إن المخابرات العامة مثلاً بتدفع فلوس لفودافون عشان تقولها مين هم العملاء بتوعها؟ و بيعملوا إيه؟ .. بس فيه فرق كبير أوي .. الحقيقة هم فرقين كبار أوي بين اللي بتعمله المخابرات الصينية و اللي بتعمله المخابرات الأميريكية:
- محصلش قبل كده إن المخابرات الأميريكية نفذت عمليات سرقة عشان تستولي علي تصميمات حاجة زي عربية أو موبايل إتعملوا في بلد تانية عشان تديها لشركات أميريكية تصنع زيها .. المخابرات الصينية علي الناحية الثانية جزء مهم من شغلها إنها تسرق تصميمات كل حاجة بتتصنع في الغرب عشان تروح الصين يعملوا زيها.
- مفيش بلد في العالم بتخلي شركات الإتصالات بتاعتها تعملها شبكة تقييم للمواطنين بتوعها زي أعمال السنة بتاعتك أيام الكلية كده .. الصين عايزه تعمل نظام إنك لو مواطن في كل إستفتاء بتقول نعم فإنت بتاخد نقط .. لو بوستاتك علي Social Media مؤيدة للنظام بتاخد نقط .. لو بتدفع فواتيرك في معادها بتاخد نقط .. في الأخر هم عايزين لكل مواطن سكور زي بتاع أعمال السنة و عشان تعمل System زي ده فإنت عايز شركات زي Huawei و ZTE هي اللي تعمله.
الحقيقة إن نفوذ الحكومة الصينية عند الشركات بتاعتها اللي شغاله في مجال التكنولوجيا مش طبيعي و أحياناً بيبقي صعب إنه يتفهم .. أقرب مثال علي كده هي شركة تيك توك TikTok .. من حق الدول طبعاً إنها تحمي نفسها و تحمي مصالحها بس بعد فترة بتلاقي نفسك عاجز إنك تدافع عن خطوات معينة بتتاخد تحت مسمي الأمن القومي بس ملهاش أي منطق الصراحة.
المصادر:
- مقالة بعنوان Why Huawei should worry America .. نشرت في مجلة Bloomberg وده لينك المقالة الأصلية:
https://www.bloombergquint.com/global-economics/huawei-cfo-arrested-over-sanctions-not-spying - مقالة بعنوان The 6 reasons why Huawei gives the US and its allies security nightmares .. نشرت في مجلة MIT Technology Review وده لينك المقالة الأصلية:
https://www.technologyreview.com/s/612556/the-6-reasons-why-huawei-gives-the-us-and-its-allies-security-nightmares/
