لينك التسجيل الصوتي علي ساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/qtrFR
في فبراير 2018 فيه سلسلة محلات بتبيع هدوم في أميركا إسمها مايسيز Macy’s .. تقدر تقول عليها النسخة النظيفة من زارا Zara أو LC Wakiki .. المهم إن في الشهر ده السلسلة دي نزلت كوليكشن سمته فيرونا Verona Collection وده كان كوليكشن هدوم حريمي للمحجبات .. وقتها الإعلام الأميريكي المحسوب علي التيار الليبرالي قالولهم ياااااااااه ينصر دينك يا أستاذ (خليفة) .. كتير من المجلات المهتمة بالموضة بره بصوا لباقي شركات الأزياء و قالولهم شايفين الناس اللي بتهتم بالأقليات و حقوق المرأة .. بس الحقيقة إنك لو عملت شوية سيرش صغيرين حتلاقي نفسك قدام سبب تاني خالص ورا اللي عملته سلسلة Macy’s.
من سنة 2015 لحد سنة 2018 السلسلة دي قفلت 120 فرع ليها علي مستوي أميركا .. سنة 2018 سهم السلسلة في البورصة كان ميسواش حاجة .. محللين إقتصادين كتير كانوا شايفين إن مستقبل السلسلة عامل زي مستقبل سلسلة مطاعم مؤمن عندنا كده بالضبط اللي هم كانوا مكسرين الدنيا زمان بس دلوقتي هو كام فرع في كام حتة في مصر يدوبك شايلين الإسم .. فجأة Macy’s تنزل كوليكشن فيرونا و فجأة مبيعات السلسلة بدأت تعلي و سهمهم في البورصة شم نفسه .. بعدها في مايو 2018 سلسلة محلات H&M اللي أكيد فيه كتير مننا يعرفها أعلنت إنها حتنزل كوليكشن جديد للمسلمات المحجبات إستعداداً لشهر رمضان .. هنا إنت محتاج تسأل نفسك هو فيه إيه؟ .. إيه سر الإهتمام المفاجيء بالمسلمات في الغرب؟
بداية إن الغرب يفهم إن البنت المسلمة المحجبة اللي عايشة بره نفسها تلبس هدوم براندات و ماركات عالمية كانت لما الناس اللي بينظموا Fashion Week أو أسبوع الموضة في نيويورك سنة 2016 عملوا عرض أزياء لملابس المحجبات و اللي صممت الأزياء دي كانت مصممة أزياء أندونيسية إسمها (أنيسة حسبوان Anniesa Hasibuan) .. في نوفمبر 2016 شركة المكياج العالمية و يمكن أكبر براند منتجات مكياج في العالم CoverGirl إختارت المدونة المسلمة المحجبة و اللي بتكتب و بتتكلم عن الموضة و المكياج (نورا عافية Nora Afia) عشان تبقي سفيرة منتجات الشركة .. في نفس السنة اللي هي 2016 وكالة رويترز طلعت تقريرها عن حالة الإقتصاد الإسلامي العالمي Global Islamic Economy Report و اللي قالت فيه إن المسلمين صرفوا علي الهدوم في السنة دي بس 254 مليار دولار و إن الرقم ده حينط سنة 2022 عشان يبقي 373 مليار دولار.
لحد سنة 2016 كانت شركات الموضة العالمية زي دولتش أند جابانا Dolce & Gabbana و تومي هليفيجر Tommy Hilfiger ليهم فروع في الدول الإسلامية زي ما إنت بتروح مول مصر تلاقي فرع ليهم و في الفرع ده تلاقيهم عارضين كام كوليكشن كده ينفعوا يبقوا ملابس حريمي لواحدة محجبة بس محدش كان واخد باله إن لو إنتي مسلمة عايشة في أميركا فانتي معاكي فلوس تشتري .. سنة 2013 لما شركة زي Ogilvy Noor ودي شركة دعاية لحقوق المسلمين بره قالت إن المسلمين الأمريكان صرفوا في السنة دي 170 مليار دولار علي الهدوم محدش قال إيه ده هم الناس دي معاهم فلوس أوي كده.
النقطة اللي شركات الموضة و المكياج بره محدش منهم خد باله منها لسنين و سنين إن لو إنتي بنت مسلمة محجبة عايشة بره وليكن مثلاً في أميركا فإنتي عايزه تحسي إنك بنت .. بتلبسي ماركات و بتحطي مكياج و بتشتغلي .. أنا إتكلمت قبل كده عن (إلهان عمر) أول ست محجبة تخش الكونجرس وفيه غيرها كتير من البنات المحجبات بره مؤثرين في مجتمعهم .. بلاش ده .. خش علي YouTube و Instagram حتلاقي بنات كتير عاملين فيديوهات دعاية لمنتجات شركات مكياج و موضة .. صحيح هدفهم هو الشهرة بس في نفس الوقت متنكرش إن فيه عامل نفسي وهو إن البنات المسلمات في المجتمعات الغربية مش عايزين يتقال عليهم إنهم ملهمش في الموضة و كأن مجرد إني إخترت ألبس حجاب فأنا قفلت علي نفسي السكة دي خالص.
مثال علي كده إن اللي صمموا الأزياء بتاعة كوليكشن فيرونا اللي إتكلمت عنه في المقدمة هم بنتين (ليزا فوجل Lisa Vogl) و (ماريا إدريسي) و هم أساساً كانوا بيعملوا فيديوهات علي YouTube و إشتغلوا مع Macy’s عشان يعملوا الكوليكشن .. يمكن فعلاً اللي عمله Fashion Week سنة 2016 في نيويورك خلي الناس كلها بره تستوعب فجأة إن فيه حاجة إسمها أزياء المحجبات وده يوريك قد إيه إيفينت واحد ممكن يغير وجهة نظر مجتمع كامل في الموضة .. في سبتمبر 2018 مثلاً متحف دي يونج de Young Museum في مدينة سان فرانسيسكو الأميريكية عمل قسم مخصوص لأزياء المحجبات المعاصرة.
بلاش تتخيل بأي حال من الأحوال إن الموضوع له علاقة بإن الغرب بدأ يقول لنفسه يا حرام إحنا كنا ظالمين المسلمين جامد و كأنه بيقولنا سوري يا بيبي و مشغلنا أغنية Hello بتاعة (أديل Adele) عشان يخلينا ندمع و نسامح لإن الموضوع مش كده خالص .. في ديسمبر 2018 شركة نايكي Nike عملت الحملة الإعلامية Pro Hijab لما نزلوا ملابس رياضية مختلفة من اللي هم بيصنعوها بس إتعملت للاعبات المسلمات و كأنهم بيقولولنا مين بيحب المسلمين ناو .. في نفس الشهر إدارة الجوازات و الهجرة في أميركا اللي هي بتتسمي TSA إعتقلت 14 بنت مسلمة لابسين حجاب في مطار نيويورك كانوا طالعين يركبوا طيارتهم بحجة إنهم عايزين يتحروا عنهم و البنات إتفتشوا و فضلوا محبوسين في المطار ساعتين .. عادي أهو.
خلال الفترة من فبراير لحد مارس من كل سنة بيتعمل حاجة إسمها Fashion Week إن شركات تصميم الأزياء العالمية بتنزل الموديلات الجديدة و خلال الفترة دي شركات زي فيرساتشي Versace و جوتشي Gucci نزلوا حملة إعلامية كبيرة أوي لكوليكشن جديد عبارة عن أزياء حريمي تقدر تقول عليها محترمة و جزء من الأزياء دي حجاب أو ايشارب بيغطي الراس و إختاروا موديلز طبعاً ولا واحدة فيهم مسلمة عشان تعرض الكوليكشن الجديد و طبعاً الشركات دي كانت فرحانة بنفسها و بتقولنا مين بيحب المسلمين ناو .. في نفس الفترة إترفعت قضية من إتنين ستات مسلمات ضد إدارة شرطة مدينة نيويورك عشان إضطروا يخشوا القسم تحري و عشان يصوروهم صور الفيش و التشبيه قالولهم لازم تقلعوا الحجاب بتاعكوا.
يا مؤمن ده حتي شركة Gap اللي مبتعملش حاجة غير سويتشيرتات بس في الحملة الإعلامية بتاعة عرضهم الكوليكشن الجديد بتاع دخول المدارس إختاروا بنوتة عسولة أوي محجبة عشان تبقي واحدة من الموديلز اللي تعرض الكوليكشن .. في نفس الوقت في يوليو 2019 كذا طفلة مسلمة في ولاية ديلاوير الأميريكية إضطروا إنهم يخرجوا من حمام السباحة عشان الكوتش بتاعة التدريب قالتلهم إن الحجاب بتاعكوا ده ممكن يسد فلاتر المياه و إن عشان تنزلوا حمام السباحة لازم تقلعوا الحجاب.
تاني .. الموضوع لا علاقة له من قريب ولا من بعيد بحقوق المسلمين و لا إن الغرب بيعترف بغلطته بإن خلال السنين اللي فاتوا المسلمين كانوا الشماعة اللي بيعلقوا عليها كل مشاكلهم الأمنية و الإقتصادية و الإجتماعية .. عمر ما المسلمين في الغرب و خصوصاً في أميركا شافوا أيام سودا قد الأيام مثلاً بتاعة (دونالد ترامب Donald Trump) كيس الشيتوس اللي كان بيحكم أميركا .. إهتمام شركات الموضة الغربية و الأميريكية بالذات بالمسلمات جاي من إن الشركات دي شايفة إن المسلمين في الغرب معاهم فلوس و عايزين ياخدوها .. الموضوع مش موضوع مباديء ولا ليبرالية .. الموضوع رأسمالية بحتة .. لو كان الموضوع له علاقة بحقوق المسلمين لكان إهتمام الشركات الغربية راح لكل المسلمات في أميركا مثلاً .. مش كل المسلمات اللي عايشين في أميركا من أصل عربي .. ممكن تلاقي بنت سمرا من أصول أفريقية بس مسلمة و لإنها من أصول أفريقية فهي أكيد معهاش فلوس وهنا شركات الأزياء بتقولها إجري يا حبيبتي من هنا اللي معهوش ميلزموش.
أنا شايف إن أكبر دليل علي كلامي هو اللي حصل في يناير 2018 .. طبعاً كتير منكوا سمع عن ماركة المكياج و مستحضرات التجميل لوريال باريس L’Oreal Paris الفرنسية .. في الوقت ده الشركة عملت حملة إعلامية جديدة سمتها Unique and Disruptive .. فكك من الإسم .. اللي عايزك تركز فيه هو إنهم إختاروا واحدة ليها وجود كبير أوي علي Social Media إسمها (أمينة خان) .. دي ست محجبة مسلمة .. الCover بتاع الحملة إن (أمينة خان) تلبس حجاب بينك و بلايزر بينك و وراها خلفيه بينك .. ليلة بينك في بينك ما شاء الله .. المهم إن بعد ما إعلان الشركة إختيارها ل(أمينة خان) بكام يوم إضطروا يمشوها عشان الست في 2014 كتبت كذا تويتة علي Twitter بتنتقد الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة فمشوها .. يعني أنتوا جايبين ست مسلمة محجبة عشان تبقي موديل لمنتجاتكوا بس لما إعترضت علي قتل ستات مسلمات محجبات في غزة معجبكوش الكلام.
علاقة الأمريكان بالحجاب أقل واجب تتوصف به بإنها عامله زي ما تحدد علاقتك بواحدة علي Facebook بإنها It’s Complicated .. العلاقة دي بدأت مع الثورة الإسلامية في إيران سنة 1979 .. لما المرشد الأعلي للثورة الإسلامية (روح الله الخوميني) طلع قرار بإجبار لبس الحجاب علي البنات في إيران كان رد الأمريكان أو خليني أقول إن مؤسسات الحكم في أميركا بدأت ترسم الحجاب علي إنه رمز للقمع .. هم مبقوش يتكلموا مع الشعب الأمريكاني علي إن الحجاب ده فرض شرعي زي ما كده حضور قداس يوم الأحد فرض علي أي مواطن مسيحي .. لا .. الفكر اللي مؤسسات الحكم في أميركا صدرته للشارع هو إن الست المحجبة دي ست مقموعة مستنية اليوم اللي تقلع فيه الحجاب و إن العسكري الأمريكاني اللي رايح يغزو بلدها رايح عشان يحررها من القيود دي.
بعد هجمات 11 سبتمبر و بداية مرحلة الحرب علي الإرهاب حل النقاب محل الحجاب .. النقاب اللي تقريباً كل ستات أفغانستان مُجبرة إنها تلبسه تحت حكم حركة طالبان بقي رمز لإزاي (من وجهة نظر الغرب) الإسلام بيقمع حرية المرأة .. الحملة الإعلامية دي وصلت إن ست المفروض إنها محترمة زي (لورا بوش Laura Bush) مراة الرئيس الأميريكي وقتها (جورج بوش الإبن) تطلع في Interview تهبد الهبدة العابرة للقارات إن حركة طالبان لو شافت واحدة ست حاطه مونوكير علي ظوافرها بيعاقبوها بإنهم يشيلوا ظوافرها و كأن حتي مستحضرات التجميل بقت من المحرمات و إن إزاي يا حرام المرأة المسلمة محرومة من متعة من متع الحياة الدنيا.
عارف إن فيه كتير منكوا بيقولوا في نفسهم علي فكرة إنت جاي جامد علي الأمريكان أو إن الموضوع مش زي ما إنت بتشرحه كده .. طب ممكن حد يفسرلي إزاي بعد ما سقوط حكم طالبان في أفغانستان الموضة و المكياج بقت واحدة من الأسلحة في إيد الأمريكان؟ .. هل تعلم سيدي القاريء إن بمجرد سقوط طالبان في أفغانستان مجلتي Marie Cliare و Vogue إشتغلوا مع شركات مكياج زي Paul Mitchell و Estee Lauder علي حملة كبيرة أوي إسمها Beauty Without Border يعني جمال بلا حدود عشان يفتحوا محلات كوافير و بيوتي صالون في أفغانستان .. فجأة السوق في أفغانستان إتملي بمنتجات تجميل زي الشامبو و المكياج .. المكياج بقي سلاح في إيد الأمريكان قال إيه لتحرير المرأة المسلمة .. الوضع دلوقتي في أميركا مختلف شوية .. نبرة الكراهية و التحريض ضد المسلمين اللي عماله تطلع من بق (ترامب) كان ليها رد فعل إن المعارضة الأميريكية بقت تلعب بورقة الحجاب .. الحجاب دلوقتي في أميركا بقي رمز للمعارضة و لأي حاجة بيمثلها (ترامب) بس ده مش معناه إطلاقاً إن المسلمين في أميركا دلوقتي مبقوش يتشافوا علي إنهم وحشين .. إحنا لسه بنتشاف إننا وحشين بس طلع فيه أوحش مننا مش أكتر.
لو إنتي بنت محجبة عايشة بره أو هنا فاتبسطتي بالكوليكشنات الجديدة اللي نازلة في محلات الموضة .. بصي علي الCover بتاع ماركات المكياج و شوفي البنت المحجبة اللي عليها و إشتري منتجاتهم لو عجبتك .. بس بلاش بلييز يعني سايق عليكي النبي تتخيلي إن ده معناه إن الغرب قابلك زي ما إنتي كده بحجابك بصلاتك بمبادئك بسلطاتك ببابا غنوجك .. علي رأي (اللمبي) أبثولوتلي يعني .. هو بس طمعان في القرشين اللي معاكي.
المصدر:
مقالة بعنوان Marketing the Muslim Woman: Hijabs and Modest Fashion are the New Corporate Trend in the Trump Era .. نشرت في مجلة The Intercept وده لينك المقالة الأصلية:
ps://theintercept.com/2018/12/29/muslim-women-hijab-fashion-capitalism/