لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي ساوند كلاود:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/ennqnipy16ng?si=45ac725c0913441891533cf8e2179439&utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing
زيارة (كليوباترا) لروما .. بداية النهاية:
هنا أنا لا عايزك تحط نفسك في مكان لا (كليوباترا) ولا (يوليوس قيصر) إنما عايزك تحط نفسك مكان المواطن الروماني البسيط .. لما تيجي تتكلم عن التاريخ متنساش إن الشخصيات المهمة و الكبيرة و المشهورة مش هي بس اللي بتغير مسار الدول .. ممكن ناس عاشت حياتها كلها متدارية بس بسبب حاجة واحدة عملوها يقلبوا الطرابيزة علي الكل .. حاول متنساش إن ناس كتير وقت الحرب الأهلية الرومانية كانوا واقفين في صف (بومبي) .. كتير كانوا شايفين (يوليوس قيصر) زي ما (بومبي) كان شايفه مجرد شخص حيموت و يقعد علي الكرسي الكبير .. كرسي الإمبراطور .. ده معناه إن بعد موت (بومبي) و بعد ما الناس سمعت خبر إن (كليوباترا) خلفت من (يوليوس قيصر) و بمجرد ما هو رجع تاني روما و ناس كتير بتحلم باليوم اللي (يوليوس قيصر) يتقتل .. الناس دي كان دمها بيغلي و المشكلة إن مفيش حاجة عملها (يوليوس قيصر) عشان يمتص غضبهم .. بالعكس .. ده كان زي ما بيقول صياحكم طرب.
سنة 47 قبل الميلاد و بمجرد ما رجع تاني روما (يوليوس قيصر) أجبر مجلس الشعب إنه يعينه كديكتاتور لمدة 10 سنين .. زي ما شرحنا قبل كده برده في مقالة الحروب البونيقية فكلمة ديكتاتور في الجمهورية الرومانية كان معناها إن بدل ما Senate أو مجلس الشعب يختار إتنين قناصل فهم بيجيبوا رجل واحد بس يدوله جميع الصلاحيات و يقولوله أرواحنا أمانة في رقبتك يا ريس .. شوية و (يوليوس قيصر) أمر إن يتعمله تمثال في مدخل معبد جوبيتر اللي هو أهم إله من ألهة الرومان اللي هي زي ما تقول كده بيقولهم أنا ربكم الأعلي .. تفتكر (يوليوس) يستهدي بالله بقي كده و يسكت .. لا طبعاً .. الرجل قرر إنه يلغي العمل بالتقويم القمري اللي الرومان فضلوا لسنين شغالين بيه و حل محله التقويم الشمسي للسنة اللي المصريين القدماء بقالهم قرون شغالين بيه و ده بسبب نصيحة (كليوباترا) ليه .. صحيح إن التقويم الشمسي ده هو هو اللي إنت دلوقتي شغال بيه في حياتك يعني المصريين القدماء هم اللي عاملينه في الأصل بس الرومان مشافوهاش كده .. الرومان شافوها إن من كتر قعدته مع (كليوباترا) فهي لعبت في دماغه و أقنعته إنه مش بس بني أدم عادي زيه زينا إنما زي ما المصريين القدماء كانوا بيشوفوا حكامهم .. الحاكم الإله .. فرعون.
وسط جو الغليان اللي في الشارع ده يا عيني (يوليوس قيصر) لما رجع روما مكنش عارف يقعد علي بعضه .. مش قادر يعيش من غير ما (كليوباترا) تبقي جنبه .. الرجل فعلياً كان بيعشق الست دي .. بيعشقها لدرجة إنه خاطر بمستقبله و طموحه إنه يبقي إمبراطور و عزمها تيجي روما و ده اللي شفناه في المشهد التاريخي من فيلم Cleopatra القديم اللي كان من بطولة (إليزابيث تايلور Elizabeth Taylor) .. سنة 46 قبل الميلاد كانت السنة اللي بدأت فيها نهاية حلم دولة (كليوباترا) لما حبت إنها كست يعني تكسر عين ستات روما كلهم و جت زارت عشيقها اللي خلاها تقعد في فيلا قصاد فيلته علي الضفة الثانية من نهر التيبر اللي قاسم العاصمة روما نصين .. حط ده قصاد الإشاعة اللي إنتشرت وقتها إن (كليوباترا) لعبت في دماغ (يوليوس قيصر) عشان مش بس يعلن نفسه إمبراطور .. و مش بس يعلن نفسه إله .. لا إنما كمان حيعلن إبنها (قيصرون) ولي عهده و حينقل العاصمة من روما للإسكندرية .. سنتين و (كليوباترا) قاعدة في روما .. سنتين و كل يوم بيعدي فيهم الغليان في الشارع بيزيد لحد ما جه اليوم الموعود .. يوم 15 مارس 44 قبل الميلاد و ده اليوم اللي إتقتل فيه (يوليوس قيصر) جوه البرلمان.
بمجرد ما جالها خبر إن (يوليوس قيصر) إتقتل كانت (كليوباترا) و إبنها فص ملح و داب .. في ساعة زمن كانت ركبت السفينة بتاعتها و جري علي الإسكندرية .. طبعاً خبر إغتيال (يوليوس قيصر) خلي الناس كلها مركزة معاه و ده عطالها فرصة إنها تفضي طاقة غضبها .. ما هي ست بقي و مينفعش تكتم جواها زي الرجالة .. بمجرد ما رجعت مصر دبرت مؤامرة إغتيال أخوها (بطليموس الرابع عشر) و عينت إبنها (قيصرون) يبقي شريك ليها في الحكم تحت إسم (بطليموس الخامس عشر) و بكده ضمنت إن حكمها حيبقي مستقر في مصر .. بس إذا كانت الدنيا هادية في مصر فالحياة كانت مولعة في روما.
(ماركوس أنطونيوس) ولا (أوكتافيوس) .. لعبة كولو بامية اللي هزت عرش مصر:
و لسه دم (يوليوس قيصر) سايل علي سيراميك مجلس الشعب قامت الحرب الأهلية الرومانية الثانية .. الحرب دي قامت بين الناس اللي قتلت (يوليوس قيصر) ضد أنصار (يوليوس قيصر) و اللي الحقيقة أهم شخصيتين لازم نقف قدامهم في الحرب دي هم (ماركوس أنطونيوس) و (أوكتافيوس) .. غالباً إنت عارف مين هو (ماركوس أنطونيوس) الدراع اليمين ل(يوليوس قيصر) و واحد من أهم جنرالات روما .. اللي إنت ممكن متكونش سمعت إسمه قبل كده هو (أوكتافيوس) .. ده شاب كان عنده وقت ما (يوليوس قيصر) إتقتل 19 سنة بس .. هو يبقي إبن أخت (يوليوس قيصر) و اللي كان معجب بيه جداً لدرجة إنه تبناه و بناء عليه (أوكتافيوس) في نظر الرومان علي الأقل يبقي وريث (يوليوس قيصر) و الحقيقة أنا عايزك تركز حبتين تلاتة مع (أوكتافيوس) ده بالذات.
(أوكتافيوس) ده ثعلب .. رغم سنه الصغير إلا إني أنا الحقيقة شايفه هو النسخة الرجالي من (كليوباترا) .. متعلم جداً .. مثقف جداً .. و الأهم إنه معندوش مشكلة يعمل أي حاجة عشان يوصل للي هو عايزه .. يمكن أهم حاجة عملها (أوكتافيوس) بعد إغتيال (يوليوس قيصر) إنه دافع بشكل فشيخ عن كل محاولات عمه إن الرومان يعتبروه إله زي إنه يغير التقويم السنوي و إن يتسمي شهر من شهور السنة علي إسمه .. طبيعي إنك تهرش في شعرك و إنت بتسأل طب ليه؟ .. حتستفاد إيه يا (أوكتافيوس) لما ده يحصل؟ .. شوف يا أسطي لما الرومان يقولوا علي (يوليوس قيصر) إنه إله فطبيعي إن (أوكتافيوس) بصفته ابن (يوليوس قيصر) بالتبني إنه يكون إبن الإله .. طبعاً (ماركوس أنطونيوس) شايف كل ده و حيموت من الغيظ بس الإثنين أجلوا خناقاتهم دي لحد ما يكسبوا الحرب الأهلية و ده اللي حصل فعلاً سنة 42 قبل الميلاد.
بمجرد ما الحرب خلصت (أوكتافيوس) و (ماركوس) قعدوا مع بعض و الحقيقة إن المشكلة كانت واضحة ليهم زي الشمس .. نظام القناصل ده مش نافع .. لو إحنا الإتنين بقينا قناصل فهي مسألة وقت قبل ما نمسك في خناق بعض .. طب و الحل؟ .. متفهمش ليه و إزاي بس تفكيرهم هداهم إن بدل ما اللي بيحكم روما إتنين قناصل خلوهم ثلاثة .. إتعمل مجلس رئاسي من (أوكتافيوس) و (ماركوس) و معاهم شخص ثالث مهزق إسمه (ليبيدوس) .. أول قرار رسمي يطلع من المجلس ده كان إعترافهم باستقلال مصر و إن (كليوباترا) و إبنها (قيصرون) هم أصحاب الحق الشرعي في حكم البلد .. طب ما حلو أهو إيه المشكلة بقي؟ .. المشكلة إن (كليوباترا) كانت عارفه إن السر اللي عارفه سكان روما كلهم إن (أوكتافيوس) و (ماركوس) عاجلاً أم أجلاً حيمسكوا زمارة رقاب بعض بس هو السؤال دلوقتي (كليوباترا) تختار مين فيهم تقف في صفه؟
مشكلة (أوكتافيوس) في حاجتين: أولاً سنه لإنه أصغر من (كليوباترا) بحوالي 6 سنين و وقتها فكرة إن ست تتجوز رجل أصغر منها في السن مكنتش مقبولة أوي .. ثانياً (قيصرون) يبقي إبن (يوليوس قيصر) و (أوكتافيوس) يبقي برده إبن (يوليوس قيصر) بالتبني فطبيعي إن (أوكتافيوس) حيشوف (قيصرون) كتهديد واضح و صريح لنفوذه .. خليك فاكر إن (كليوباترا) مكنش فارق معاها إن إبنها في يوم من الأيام يحكم روما بس هي مكنتش عايزه اللي يحكم روما يكون حاطط نقره من نقر إبنها .. ده معناه إن (أوكتافيوس) مش نافع .. طب (ماركوس) وضعه إيه؟ .. إنت بتتكلم عن جنرال له شعبيته وسط العساكر و الأهم إنه نسوانجي و سهل واحدة ست تتحكم فيه لو كانت حلوة و بتعرف تتدلع عليه .. شفت سهلة إزاي .. (كليوباترا) حسبتها زي أي ست .. الجود بوي مش نافع عشان ملتزم و ده حيخليها تختار الباد بوي عشان فلاتي و نسوانجي و سهل تسوقه.
(ماركوس) من اليوم الأول اللي المجلس الرئاسي ده إتعمل و هو ساب روما خالص و قال ل(أوكتافيوس) أشبع بيها مخضرة أنا رايح أقعد في الشرق .. (ماركوس) إعتبر نفسه حاكم الولايات الشرقية من الدولة و ساب روما و مشاكلها و خناقاتها ل(أوكتافيوس) يغرق فيها .. (كليوباترا) صحيت الصبح لقت جايلها رسالة من (ماركوس) بيستدعيها لمعسكره في مدينة طرطوس في شبه جزيرة الأناضول اللي هي تركيا دلوقتي .. هي كانت فاهمه السبب ورا الإستدعاء ده .. (ماركوس) كان عايز يقابلها عشان يقولها إنه عشان هو الرجل فهو حيمشيها زي ما هو عايز .. دايماً أفتكر إن (ماركوس) زيه زي (يوليوس قيصر) إتربوا في مجتمع الستات فيه مكانها المطبخ فهو يا عيني مش متخيل إزاي واحدة ست ممكن تكون بتعرف تفكر .. (كليوباترا) كانت عارفة إن الإنطباع الأول هو اللي بيعلق مع الرجاله .. هي طبيعتنا كرجالة كده .. إسأل أي رجل جرب يروح قعدة تعارف من بتاعة جواز الصالونات .. لو البنت معجبتوش من أول قعدة فهو غالباً مش حيروح يقابلها تاني.
سنة 41 قبل الميلاد و (ماركوس) قاعد في معسكره بيجيله خبر إن الأسطول اللي بيرافق (كليوباترا) وصل .. الرجل بكل سلامة نية بيبص علي الأسطول إتخض .. المركب اللي راكباها (كليوباترا) كانت قصر عايم علي المياه .. الساري بتاع المركب من الذهب .. من بعيد تقدر تشوفها و هي قاعدة علي مخدات علي سطح المركب و الخدامين بتوعها بيهوا عليها عشان الحر و ريحة البخور اللي علي المركب واصله لحد المعسكر اللي قاعد فيه (ماركوس) .. موكب مهيب الرومان مش متعودين عليه .. علي الشط كان فيه وفد من شوية ضباط في الجيش كان المفروض إنهم يستقبلوا (كليوباترا) بس هم لقوا إن واحد من الخدم بتوعها هو اللي بيجيلهم و معاه رسالة منها بإنها عازمة (ماركوس) علي الغداء علي المركب بتاعتها .. اللي هو صحيح إنت إستدعيتني بس إنت اللي تجيلي مش أنا اللي أجيلك .. شكل الموكب و شكل المركب بتاعتها مقارنة بوفد الإستقبال المهزق اللي كان عبارة عن شوية ضباط خلي (ماركوس) مينفعش يرفض العزومة .. (كليوباترا) واحد (ماركوس) صفر.
ليلة ورا ليلة و (ماركوس) كل يوم يروح يتغدي و يسهر علي المركب بتاعتها .. القصة اللي حكتها في البداية خالص حصلت في واحدة من الليالي دي .. العلاقة بين (ماركوس) و (كليوباترا) مختلفة شوية عن علاقتها ب(يوليوس) .. (يوليوس) هو اللي وقع في غرامها بس هي اللي حبت (ماركوس) .. (ماركوس) مكنش جد زي (يوليوس) .. يمكن عشان هو شاف الموت بعنيه في المعارك فبقي بيعيش الحياة لأخرها .. الإثنين تقريباً حياتهم بقت كلها خمرة و حفلات .. (ماركوس) كان هلاس و نسوانجي و دي صفات كانت عاجبة (كليوباترا) .. الحقيقة إن ستات كتير بتحب الشخصيات اللي زي (ماركوس) و متحاولش تنكر ده .. صحيح جزء مهم من علاقاتهم كان قائم علي المصلحة بس في نفس الوقت (كليوباترا) كانت بتحبه بجد.
السنة اللي وراها اللي هي 40 قبل الميلاد علاقتهم بقت معلنة قدام الناس لما خلفت منه توأم ولد و بنت بس هي فيه مشكلة صغيرة .. في نفس السنة برده صادف يعني إنها السنة اللي (ماركوس) إتجوز فيها (أوكتافيا) أخت (أوكتافيوس) علي أساس إن الجوازة دي حتضمن إن (ماركوس) و (أوكتافيوس) ميرفعوش السلاح في وش بعض و يجنبوا روما إنها تعيش حرب أهلية ثالثة .. و نفس موقف (يوليوس قيصر) كلاكيت تاني مرة .. المنطق إن (ماركوس) كان قدام الناس علي الأقل تبقي صورته إنه متجوز (أوكتافيا) و يخلي (كليوباترا) في رسايل الماسنجر اللي محطوطة في الأرشيف بس هو مقدرش يعمل ده .. زيه زي (يوليوس قيصر) مكنش عارف يعيش من غير ما (كليوباترا) تبقي جنبه .. الرجل فضل قلبه متشعلق كده 3 سنين لحد ما في سنة 37 قبل الميلاد بيخلي روما كلها تسبله مية ملة لما ساب (أوكتافيا) و راح قعد في مصر مع (كليوباترا) .. و كأن زي ما تكون (أوكتافيا) إتحكم عليها إن (ماركوس) يفضل يهزق فيها قدام الناس ففي نفس السنة اللي هو سابها فيها هي السنة اللي هي خلفت فيها إبنه .. السنة اللي وراها 36 قبل الميلاد (كليوباترا) بتخلف إبنها الثالث من (ماركوس).
الهبات السكندرية .. فلتبدأ الحرب الأهلية الرومانية الثالثة:
فيه مواقف معينة بتحصل في حياتك إنت بتكون متخيل إنك خططت ليها كويس فشخ .. بتقول لنفسك أنا حسبت كل الإحتمالات و ضبطت كل حاجة عشان في الأخر الدنيا تمشي زي ما إنت عايز بس إذ بتكتشف إن الحياة بتديك حتة قفا عباسي يخليك تلف حولين نفسك .. سنة 44 قبل الميلاد (ماركوس أنطونيوس) عمل نفس اللي بقولك عليه ده .. خليني الأول أقولك اللي حصل و بعد كده أقولك هو كان بيفكر في إيه لما عمل كده و الأهم أقولك إزاي خطته دي كلها فرقعت في وشه.
في يوم من أيام السنة الكئيبة دي اللي هي 44 قبل الميلاد (ماركوس) و (كليوباترا) عملوا حفلة كبيرة تقدر تقول إنهم عملوا فرح شعبي في الشارع بس مصروف عليه و متكلف الحقيقة و في الحفلة الفشيخة دي (ماركوس) قام وقف و قال بعلو صوته إن مراته حبيبته و روح قلبه و ست الكل أم العيال (كليوباترا السابعة) مش بس ملكة مصر إنما كمان ملكة سوريا و ليبيا و قبرص .. مش بس كده .. إبنها الكبير (قيصرون) اللي خلفته من (يوليوس قيصر) محدش يقوله (قيصرون) كده و يسكت .. لا بعد كده يتقاله ملك الملوك (قيصرون بن يوليوس قيصر) .. أوعي تفتكر إنه كده خلص .. هو خلف من (كليوباترا) 3 عيال قام موزع التركة اللي هي مصر و تركيا و قبرص و سوريا و ليبيا عليهم هم الثلاثة طبعاً وسط تصفيق حار و زغاريط الحاضرين .. أوعي تقول إن كده خلاص لا أزعل منك .. (ماركوس) طلع قرار بإن حتطبع عملة معدنية جديدة في مصر و سوريا و ليبيا و قبرص عليها صورته هو و (كليوباترا) عشان العملة دي تحل محل سيستريوس اللي هي عملة الجمهورية الرومانية وقتها و العملات دي حتتصك إحتفالاً بالمناسبة اللي هو سماها هبات الإسكندرية أو The Donations of Alexandria .. بعد كل المصايب اللي هو أعلنها دي قام كاتبها كلها في ورقة و بعتها في جواب رسمي بالبريد المستعجل لمجلس الشعب Senate في روما عشان يطلب موافقتهم.
هنا حاول تبقي مستوعب هو اللي عمله (ماركوس) و (كليوباترا) يبقي إيه .. ده حضرتك إسمه إنقلاب سلمي علي سلطة روما .. ده إسمه إنك بتقول لروما روحي إشربي من أي خرارة .. إحنا بنحكم أغني دولة في العالم .. معانا جيش من أقوي جيوش العالم .. حيبقي لينا عملتنا المستقلة و إقتصادنا اللي يدوس علي إقتصاد أي حد .. ولي عهدنا يبقي إبن (يوليوس قيصر) شخصياً و من هنا و رايح أنتوا ملكوش كلمة علينا .. و اللي عنده معزة يربطها .. عايزين تفضلوا ورا (أوكتافيوس) براحتكوا بس خليكوا عارفين إن لو الفاس وقعت في الراس أنا حدوس علي وشكوا بفلوسي و جيوشي و نفوذي.
كده إنت فهمت هو إيه اللي حصل و (ماركوس) كان بيفكر إزاي .. دلوقتي جه وقت تفهم هو الموضوع فرقع في وشه إزاي و عشان تفهم ده إنت لازم تبقي عارف هم الرومان نفسهم لما جالهم الجواب بتاع (ماركوس) كانوا بيفكروا إزاي؟
مبدأياً عشان إنت بتتكلم عن مجتمع ذكوري شايف إن الستات مكانها المطبخ و السرير زي ما قلتلك قبل كده فهم محدش فيهم قال علي (ماركوس) وحش .. كلهم حملوا (كليوباترا) المسئولية .. بقي فيه إجماع في الشارع إن (كليوباترا) هي اللي خطافة الرجالة .. هي اللي سحرت ل(ماركوس) عشان يسيب مراته (أوكتافيا) الست الطيبة اللي تتحط علي الجرح يطيب و كمان أخت (أوكتافيوس) يعني بنت ناس و يروح يترمي في حضن (كليوباترا) .. هي اللي لعبت في دماغه عشان يعترف ب(قيصرون) كوريث شرعي ل(يوليوس قيصر) في الوقت اللي الرومان مش شايفين غير إن (أوكتافيوس) يبقي إبن (يوليوس قيصر) بالتبني .. وسط كل ده (أوكتافيوس) كان قاعد يتفرج .. هو كان شايف إزاي الشارع كان تعب من الحروب الأهلية .. حرب أهلية بين (يوليوس قيصر) و (بومبي) .. حرب أهلية بين اللي قتلوا (يوليوس قيصر) و بين رجالته .. محدش عايز حرب أهلية كمان بين جنرالات روما .. بس محدش قال إن الشارع مش حيقف ورا حرب ضد ساحرة شريرة إسمها (كليوباترا) .. حاول تبقي فاهم (أوكتافيوس) باع فكرته إزاي .. دلوقتي يا جدعان (ماركوس) مش وحش هو بس مسحورله من ست عايزة تخلي إبنها يحكم (روما) و عايزه أهل روما يعبدوا ألهة القدماء المصريين .. (ماركوس) مش عدونا .. إحنا لازم ننقذ (ماركوس) من سيطرة الحرباية خطافة الرجالة اللي إسمها (كليوباترا) دي.
أكتر من 12 سنة علي الحال ده .. (كليوباترا) و (ماركوس) في مصر مش داريانين بالدنيا في الوقت اللي (أوكتافيوس) بيلف علي بيت بيت في روما يقنع أهله بإن (كليوباترا) دي ساحرة شريرة لحد ما جت سنة 32 قبل الميلاد .. دي السنة اللي قانوناً يعني فترة حكم (ماركوس) و (أوكتافيوس) كقناصل في المجلس الرئاسي خلصت و جه الوقت إن الرومان يبصوا لبعض و يسألوا نفسهم السؤال البايخ بتاع ها حنعمل إيه بقي دلوقتي؟ .. مش بس كده .. دي السنة اللي المجتمع الروماني إتصدم لما جاله خبر إن (ماركوس) بعت ورقة الطلاق رسمي ل(أوكتافيا) مراته و أخت (أوكتافيوس).
المجتمع الروماني فعلياً و حقاً و صدقاً يعني كان مشروخ .. البلد كانت مقسومة نصين .. نص شايف إن (ماركوس أنطونيوس) هو اللي في إيده مفتاح اللعبة و تحت إيده مصر و بالتالي معاه فلوس يشتري روما كلها قصاد نص شايف إن (أوكتافيوس) هو اللي معاه الحق إنه يحكم .. البلد كانت مقسومة لدرجة إن لما قانوناً فترة حكم المجلس الرئاسي خلصت نص أعضاء البرلمان اللي ولاءهم ل(ماركوس) سابوا روما أصلاً و راحوله الإسكندرية علي أساس إن كده خلاص بقي جه الوقت إن يا إما الإسكندرية تبقي عاصمة الدولة الرومانية أو علي الأقل الدولة تتقسم نصين اللي هو نص تبع (ماركوس) و تبقي عاصمته الإسكندرية و نص تبع (أوكتافيوس) و تبقي عاصمته روما .. المسامير اللي كانت بتربط الدولة الرومانية في بعضها كانت بتفك لحد ما جت اللحظة اللي خطة (ماركوس) فرقعت في وشه لما الدنيا قالتله صاربرايز ماذرفاكر.
خليني برده أقولك اللي حصل .. إتقال لأعضاء البرلمان اللي كانوا لسه قاعدين في روما إن (أوكتافيوس) جاله خبر من مصدر موثوق منه إن (ماركوس) كتب وصية و الوصية دي هو خباها في معبد الإلهة فيستا و إن بطريقة ما يعني (أوكتافيوس) بقي معاه الوصية دي .. في جلسة عاجلة للبرلمان (أوكتافيوس) قرأ للي قاعدين النص بتاع الوصية و علي فكرة لما إتقاله طب ممكن نشوف الوصية دي رفض و قال محدش حيشوفها غيري .. قال يعني إحتراماً للخصوصية و كده ده لو إنت مصدق الهجص ده .. الوصية لو إنت صدقت كلام (أوكتافيوس) يعني بتقول إن (ماركوس) عايز لما يموت يتدفن في الإسكندرية مش روما .. طب ده معناه إيه؟ .. معناه إن (ماركوس) فعلاً عايز ينقل العاصمة و لو الأمور حكمت يعني البلد تتقسم نصين .. هنا النص في البرلمان اللي كان لسه قاعد في روما و مراحش الإسكندرية إدي تفويض ل(أوكتافيوس) إنه يقود الجيش عشان يهزم (ماركوس) و (كليوباترا).
المصادر:
- فيديو بعنوان Cleopatra – Hail Caesar! – Extra History – #2 وده لينك الفيديو علي YouTube:
https://www.youtube.com/watch?v=zGSfOOzHBGs - فيديو بعنوان Cleopatra – Exit Caesar, Enter Antony! – Extra History – #3 وده لينك الفيديو علي YouTube:
https://www.youtube.com/watch?v=Vl1Yvl0U29Y