لينك التسجيل الصوتي علي ساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/vWYNy
اللي إنت محتاج تفهمه إن الحملة الصليبية الأولي هي أكبر فشل مخابراتي للسلاجقة الأتراك في حياتهم .. العيب مش في (قلج أرسلان) العيب في الباشاوات اللي ماسكين جيشه ومخابراته .. هم تخيلوا إن أوروبا أخرها تبعت شوية فلاحين شايلين سيوف علي إنهم حملة صليبية .. نجاح (قلج أرسلان) في هزيمته لحملة الفلاحين خلاه يتصور إن أوروبا دي كلها علي بعضها كده بلد فلاحين مفيهومش رجل .. علي فكرة (قلج أرسلان) إتبلغ تقريباً في نفس اليوم اللي الحملة الصليبية الأولي نزلت فيها علي ساحل الأناضول بس زي ما قلتلك نجاحه الأولاني عماه .. هو برده الحق يتقال كان مشغول لشوشته في خناقاته مع الدولة الفاطمية في مصر ضمن الصراع الأزلي اللي ملوش أي معني بين أهل السُنة والجماعة وبين الشيعة بس ما علينا حنبقي نجيب سيرة الموضوع ده وقت تاني.
نرجع تاني لحصار نيقية .. اللي محدش من الجهابزة بتوع الحملة كان يعرفه إن الحامية المسلمة في المدينة كان كل يوم بليل بيجيلها مركب شايلة أكل وشرب بتوصل للضلع الرابع من المربع اللي بيطل علي البحيرة .. حتي لما الصليبيين فهموا ده مكنش عندهم حل للمشكلة دي .. قواتهم أصغر من إنها تنتشر داير ما يدور حول البحيرة عشان تمنع وصول السفن اللي شايلة أكل وشرب .. وأساساً زي ما قلتلك هم معندهمش أسطول بحري .. طب والحل؟
هنا بيجي دور دماغ (أليكسيوس كومنينوس) .. الرجل ده كان عارف إن القادة الخمسة بتوع الحملة كل واحد فيهم عاجباه دماغه .. الأهم إن أي محاولة منه إنه يحذرهم من حاجات معينة أو ينبههم لمشاكل معينة ممكن يشوفوها كانت حتتقابل منهم بالرد بتاع كان الحمار نفع نفسه .. هو كان عايز الصليبيين يركبوا دماغهم ويغوطوا في الطين ويحتاسوا وساعتها يلجأوا ليه وهنا غصب عنهم كلهم كلمته حتتسمع عليهم .. هو كان مستني الخازوق بتاع نيقية ده القادة بتوع الحملة الصليبية يلبسوه وأديهم لبسوه .. اللي حصل بعد كده هي نفس الفكرة اللي (محمد الفاتح) سلطان الدولة العثمانية خدها بالكربون طبقها هي هي عشان يفتح القسطنطينية .. الفكرة إن المهندسين البيزنطيين خدوا أسطول بحري كامل أبحروا بيه لحد ميناء سيفيتوت Civetot وبعد كده الحصنة شدت السفن دي بحبال لحد ما طلعتهم من المياه .. السفن دي إتركبت علي عجل علي الأرض ومشيوا بيها لحد بحيرة إزنيق .. بمجرد ما الحامية بتاعة المدينة إتحطت في موقف إن السفن البيزنطية بقت بتحاصر المدينة من البحيرة فبقي مفيش أي أمل للمقاومة والقائد بتاع الحامية عرض الإستسلام بس هي دي النقطة .. هو حيستسلم لمين؟ .. هو مين قائد الحملة الصليبية الأولي؟ .. حد عارف؟
(أليكسيوس كومنينوس) رمي عظمة للقادة الخمسة وسابهم يتعاركوا عليها .. مين قائد الحملة اللي حيقرر مصير الحامية المسلمة اللي بتحمي المدينة وحيبقي مسئول عن أرواح عيلة (قلج أرسلان)؟ .. الأهم مين اللي حيحط إيده علي فلوس السلاجقة اللي في مبني وزارة المالية؟ .. القادة الخمسة فضلوا يتكلموا ويتخانقوا ووسط الصوت العالي والخناق محدش فيهم خد باله إن بمعجزة إلهية ال2000 عسكري بيزنطي اللي جم مع الأسطول قدروا يحققوا المستحيل ويطلعوا علي سور المدينة وشوف يا أخي طلعوا علي السور اللي بيطل علي بحيرة إزنيق من غير مقاومة تقريباً وسيطروا علي مدينة نيقية ورفعوا علم الدولة البيزنطية عليها .. اللي محدش في البهاوات اللي الفلوس عمت عنيهم كان عارفه إن (أليكسيوس كومنينوس) إتفق مع (قلج أرسلان) إنه حيرجعله عيلته وحيرجعله كل العساكر اللي كانوا بيحموا المدينة .. في نفس الوقت إتفق مع أهل المدينة إنه حيحميهم من النهب والسرقة في مقابل إن رجالته هو بس اللي يخشوا المدينة .. وده كان أهم درس نزل علي قفا القادة الخمسة للحملة .. (أليكسيوس كومنينوس) ده رجل مش سالك.
الهدف اللي بعد كده كان واضح برده .. أنطاكية .. (قلج أرسلان) حاول يضرب الصليبيين وهم بيتحركوا علي المدينة بس هجومه فشل في معركة الغرب بيمجد فيها أوي بسبب صمود الصليبيين لسبع ساعات كاملة وبيسموها معركة ديليريوم .. حاول متنساش إننا لحد دلوقتي القصة مكانها في تركيا أو شبه جزيرة الأناضول لمزيد من الدقة يعني فالقوات الصليبية دي محتاجة إنها فعلياً تقطع تركيا كلها بالطول عشان يوصلوا للمكان اللي إنت عارفه دلوقتي باسم لبنان .. طول السكة (قلج أرسلان) مشي بمبدأ الأرض المحروقة اللي هو نفس المبدأ اللي السوفييت استخدموه عشان يفرملوا شوية القطر بتاع الغزو النازي لأرضهم .. أي أرض زراعية تتحرق .. أي بير يتردم .. بإختصار (قلج أرسلان) كان عايز ينكد علي الصليبيين عيشتهم .. هنا في القصة بتاعتنا بيجي وقت إننا نحكي سوا إزاي ما يسمي بالإمارات الصليبية إتولدت .. مهم تبقي فاهم إن فرسان المعبد أساساً إتعملوا عشان يحموا الإمارات الصليبية فدلوقتي حنعرف هي إزاي الإمارات دي طلعلت لينا زي الخازوق واحدة ورا التانية في حياتنا كمسلمين وكعرب عايشين في أمان الله والحقيقة إن قصة ميلاد الإمارات الصليبية بتبدأ بخناقة والخناقة دي كانت علي الإجابة عن سؤال هو يا تري يا هل تري نوصل أنطاكية إزاي؟
ميلاد الإمارات الصليبية .. إمارة الرها:
عشان بس تعرف إن الأتراك دول ناس مستفزة فهم شافوا إن فيه سلسلة جبال يمين وشمال بتفصل بينهم وبين الشام يعني بينهم وبين سوريا ولبنان وفلسطين .. سلسلة الجبال اللي علي الشمال واللي كانت أصعب في إنك تتحرك ما بينها فهم سموها سلسلة جبال طوروس Taurus Mountains .. حلو .. سلسلة الجبال اللي علي اليمين اللي كانت إلي حد كبير أسهل في إنك تمشي فيها الأتراك ملقوش ليها اسم يسموه ليها غير سلسلة جبال اللي مش طوروس Anti-Taurus Maintains وده فعلاً اسم الجبال وحقيقي حاجة في منتهي الاستفزاز .. المهم .. القادة بتوع الحملة الصليبية الأولي قعدوا سوا يتفقوا حيمشوا من أنهي سكة وهنا هم إنقسموا حتتين وسبب إني قلت إنهم إتقسموا حتتين لإن زي ما حنشوف هم كانوا حتة كبيرة أوي وحتة صغيرة أوي:
- الغالبية العظمي من الحملة إختاروا السكة السالكة تحت شعار شراء الدماغ مش بفلوس ومشيوا وسط سلسلة جبال اللي مش طوروس.
- فيه إتنين من القادة قرروا يمشوا بمبدأ خالف تعرف وعبروا سلسلة جبال طوروس والإتنين دول كانوا (تنكريد) اللي بفكرك إنه ابن أخو (بوهيموند) أمير مدينة تارانتو اللي هم الجزء الطلياني من الحملة وكان معاه حوالي 100 فارس والثاني كان (بولدوين) أخو (جودفري) أمير بوليون اللي كان بيمثل الجزء الألماني من الحملة واستلف من أخوه 2000 عسكري عشان يبقوا تحت قيادته.
عشان (تنكريد) كان معاه عدد قوات أقل فهو كانت حركته أسرع بكتير من (جودفري) .. بعد كام يوم من زحفه لقي نفسه عند مدينة طرسوس التركية ودي مدينة علي الحدود دلوقتي بين تركيا وسوريا .. (تنكريد) كان عارف إن قواته دي أخرها تأمن مظاهرة مش إنها تحتل مدينة كبيرة زي طرسوس فهو في الأول بعت حد علي حصان عشان يجري لعمه (بوهيموند) يبعتله قوات إضافية عشان يقدر يحتل المدينة بس بعد ما (تنكريد) بعت المرسال ده هو فكر في فكرة .. ليه لا يفرش قواته داير ما يدور حول المدينة كأنه بيستعد إنه يحاصرها ويبعت رسالة للحامية المسلمة اللي في المدينة يقولهم إن قواته دي مجرد طليعة الجيش الصليبي وإن لو الحامية استسلمت فهو حيضمن أرواح العساكر والمدنيين اللي عايشين في المدينة وده اللي حصل فعلاً و(تنكريد) رفع علم بلده علي طرسوس بإعتبارها أول مدينة مسلمة تقع في إيد الحملة الصليبية .. حيجي حد يقولي طب استني بس هو مش المفروض وفق الإتفاق اللي إتعمل بين الإمبراطور (أليكسيوس كومنينوس) وبين قادة الحملة الصليبية إن أي مدينة تقع في إيدهم لازم يرجعولها ليه .. صح وعندك حق بس الإتفاق ده إتعمل بين (أليكسيوس) وبين (بوهيموند) وبالتالي (تنكريد) محضروش وبناء عليه هو إعتبر نفسه مش ملزم إنه ينفذ الإتفاق ده.
لسه (تنكريد) حيقول هييييه أنا بقي معايا مدينة لقي (بولدوين) جاله وحرفياً عشان معاه 2000 عسكري فهو طرد (تنكريد) بره مدينة طرسوس .. المفروض إن هنا يبقي فيه مشكلة لإن (بولدوين) كان حاضر الإتفاق اللي تم بين (أليكسيوس) وبين أخوه (جودفري) يعني المفروض إنه يسلم المدينة للبيزنطيين بس هو شبط فيها وقال دي بتاعتي .. شوية وأهل طرسوس ثاروا عليه ف(جودفري) مش بهزر وحياتك لم شنطه وقال حملة صليبية إيه وبتاع إيه أنا مليش أنا في وجع القلب ده أنا مروح لأمي .. وهو ماشي عدي علي مدينة إيديسا Edessa اللي هي الرها وإتعرف علي الحاكم بتاعها اللي مكنش عنده ولاد يورثوه والحاكم أعجب أوي ب(بولدوين) لدرجة إنه تبناه .. يقوم (بولدوين) يعمل إيه؟ .. (بولدوين) أجر حد من الحشاشين عشان يغتال الحاكم وأعلن نفسه هو أمير إمارة الرها أول الإمارات الصليبية في الأراضي الإسلامية ولا تخرج قبل أن تقول سبحان الله.
ميلاد الإمارات الصليبية .. أنطاكية:
(تنكريد) بعد ما ضاعت منه طرسوس ملقاش حل غير إنه يقابل اللي فاضل من الجيش الصليبي عند أنطاكية والحقيقة إني قلت اللي فاضل من الجيش الصليبي لإن اللي حصل فيهم في عبورهم لسلسلة جبال اللي مش طوروس مكنش سهل الصراحة .. أغلب حصنتهم ماتت .. الفرسان أضطروا يسيبوا أغلب دروعهم لإن المشي وسط الجبال بالدروع مكنش أحسن حاجة في الدنيا .. كل ده كوم ولما القوات دي وصلت أنطاكية كان كوم تاني .. أنطاكية مدينة أسسها (الإسكندر الأكبر) وإشتغل عليها كتير الرومان والحقيقة إن الإمبراطور البيزنطي (جاستينيان) اللي كان واحد من أهم حكام التاريخ البيزنطي كان واخد المدينة مشروع خاص بيه وبني حوليها سور ضخم ممتد فوق سلسلة الجبال اللي المدينة إتبنت عليها .. الصليبيين لما وصلوا المدينة من أول بصة عرفوا اللي فيها .. دي مش مدينة حتتدخل بقوة السلاح .. دي مدينة تتاخد بالصبر .. وزي ما الأغنية بتقول وسجارة جابت جوان وجوان جاب حباية فالحصار إمتد من كام يوم لأسبوع لشهر لست شهور .. الجوع بدأ يقرص بطن العساكر .. (بوهيموند) تطوع إنه ياخد رجالته ويمشي شوية لأقرب قرية يشوف حيعرف يسرق منها أكل قد إيه وفعلاً وهو بينهب اللي فيه النصيب فجأة ومن غير لا إحم ولا دستور لقي في وشه جيش تحرير أنطاكية اللي بعته (قلج أرسلان) .. كان فيه كذا حاجة ممكن تتعمل الحقيقة .. كان ممكن (بوهيموند) يرقع بالصوت .. كان ممكن ياخد ديله في سنانه ويهرب .. بس إنت عارف العرق الطلياني لما بينقح وقرر إنه يهاجم.
الخساير في الأرواح كانت مستفزة من الطرفين بس اللي حصل إن قائد الجيش بتاع السلاجقة اللي تقريباً مكنش له في القيادة ولا في الحروب ولا في الكلام ده بص للستة بتاعة الناس اللي ماتت من تحت إيده وقال إن تحرير أنطاكية مش جايب همه وقرر ينسحب .. الوضع كان زي الزفت للقوات الصليبية اللي بتحاصر أنطاكية .. الأكل اللي كان سرقه (بوهيموند) راح خلاص لما الجيش بتاع السلاجقة طب عليهم .. ده في الوقت اللي ربنا إبتلي المنطقة بسلسلة زلازل وتقلبات مناخية غريبة من ضمنها سيل من الشهب خلت كتير من العساكر اللي ضمن الحملة يحسوا إن زي ما يكون ربنا مش مباركلهم في اللي بيعملوه ففيه منهم ناس قررت تسيب حصار أنطاكية وتروح علي بلدها تاني ومن ضمنها ناس مكنتش تتخيل إن ده يحصل منهم زي (بيتر الناسك) لو تفتكره .. اه طلع لسه عايش تخيل .. اللي عرف يلم الليلة كان الأسقف (أديمار) اللي كان رأيه إن ده إبتلاء من ربنا اللي عايز يختبر بيه صبر العساكر ومش بس كده .. (أديمار) قرر إن العساكر كلها تصوم وده كان حل عبقري الحقيقة لإنه أولاً رفع الروح المعنوية للعساكر وثانياً حل مشكلة توفير الأكل علي الأقل لحد ما الربيع يجي ومشكلة الأكل دي تتحل ويكون عدي سنة علي حصار أنطاكية.
ده في الوقت اللي (بوهيموند) كان بيلعب لعبة مفيهاش بربع جنيه سلكان .. أول حاجة إنه ميل علي ودن قائد القوات البيزنطية اللي بتشارك في الحملة وقاله علي فكرة بقي الناس اللي معايا دي مش طايقاك وبتفكر تغتالك .. سيادة اللواء قائد القوات البيزنطية إترعب وقاله طب أنا كده لازم أجري علي القسطنطينية عشان أحذر الإمبراطور من إن الصليبيين ناويين يغدروا بيه .. (بوهيموند) قاله هو ده كلام الناس العاقلين .. بمجرد ما القوات البيزنطية إنسحبت قام (بوهيموند) طلع قايل إن قائد القوات البيزنطية ده خاين وهرب من المسئولية قدام ربنا وإن بسبب ده فالوعد اللي (بوهيموند) وعده للإمبراطور (اليكسيوس كومنينوس) إنه حيرجعله أي أرض يحتلها باطل باطل باطل .. مش بس كده .. (بوهيموند) قال لقادة الحملة إن حيكمل معاهم بشرط واحد و هو إن المدينة تبقي بتاعته بعد ما يدخلوها والحقيقة إن باقي قادة الحملة مكنش عندهم حل غير إنهم يقولوا ماشي بس نخش المدينة الأول .. مش بس كده .. (بوهيموند) بنفسه عرف يواجه تاني جيش يبعته (قلج أرسلان) لتحرير المدينة وده خلاه نجم الشباك بتاع الحملة .. مش بس كده .. (بوهيموند) عرف يلاقي واحد من ضمن الحامية بتاعة المدينة اللي مستعد ياكل حرام وعطاله رشوة محترمة في مقابل إنه يفتح لقواته باب من أبواب المدينة بليل وده اللي حصل فعلاُ.
الدم كان للركب .. (بوهيموند) عشان أنطاكية حتبقي بتاعته بعد ما الهري ده يخلص بقي بيتعامل مع تطهير المدينة بشكل شخصي .. أكنه مامتك وهي بتنظف الشقة قبل العيد الكبير .. أي حد بيشوفه شايل سلاح بيخلص عليه .. وسط الساعات السودا اللي شافها أهل المدينة كانت زي ما الدنيا واضحة قدام القادة بتوع الحملة الصليبية زي ما في نفس الوقت الدنيا كانت بايظة خالص بسبب ميكس حاجات حصلوا مع بعض عقدوا الدنيا:
- أول حاجة إن صحيح (بوهيموند) ورجالته دخلوا أنطاكية بليل وخلصوا علي اللي شايل سلاح فيها بس تاني يوم الصبح لقوا جيش من السلاجقة الأتراك بيحاصر المدينة عشان يحررها لثالث مرة .. مش بس كده .. دخول المدينة ممشاش زي ما (بوهيموند) عايز لإن صحيح المدينة بقت في إيده بس القلعة نفسها اللي المفروض بتحمي المدينة و اللي لسبب ما لا يعلمه إلا الله و المهندس المعماري اللي صمم المدينة هو بني القلعة جوه المدينة مش براها و الحامية المسلمة اللي المفروض كانت مكلفة بحماية المدينة إنسحبت تكتيكياً بشكل منظم لحد ما بقت متحصنة جوه القلعة .. ده معناه إن القوات الصليبية بقت محشورة في النص بين جيش بيحاصر المدينة و حامية مسلحة متحصنة في القلعة اللي جوه المدينة.
- ثاني حاجة إن حاول تفتكر إن حصار أنطاكية نفسه استمر حوالي سنة و بالتالي لما الصليبيين دخلوها لقوا المطبخ و الثلاجة فاضيين .. مفيش لقمة تتاكل ولا بق مياه يتشرب.
- ثالث حاجة إن قبل دخول المدينة بيوم واحد بس فيه واحد من ضمن كبارات الحملة إسمه (ستيفن) يبقي أمير مدينة بلوا Blois في فرنسا تقريباً جاله إنهيار عصبي و قرر إنه يسيب الحملة و يروح بلده .. طبعاً الناس بعد كده لسنين و سنين هرته تريقة و تهزيق بس مش دي القضية .. القضية مش إنه يمشي و هو ساكت.. لا .. وهو راجع أوروبا لقي في وشه جيش بيزنطي بعته الإمبراطور (أليكيوس كومنينوس) عشان يلحق الدنيا اللي باظت خالص في أنطاكية ف(ستيفن) قال لقائد القوة البيزنطية إن مفيش أمل و دايماً دموع دموع دموع علي رأي الفنان (حمادة حلال) فقائد الجيش البيزنطي اللي المفروض يروح ينقذ الصليبيين هو كمان إتعدي و إكتئب و رجع تاني علي بلده.
لمدة أربع أيام كاملة و الأتراك بيحاولوا يخشوا المدينة و الصليبيين و أخص بالذكر الحقيقة (بوهيموند) كان صامد لحد ما الأتراك قالوا لنفسهم لا استنوا ثانية واحدة .. إحنا تاعبين نفسنا ليه .. ما نحاصر المدينة لحد ما الصليبيين يموتوا من الجوع و يستسلموا من نفسهم .. ميزة الشغل إنه بيلهيك .. لما كان الأتراك بيهاجموا المدينة فوسط الجري و الحرب و الإدرينالين اللي عمال يتضخ في دمك إنت بتنسي إنك جعان و مكلتش من إمبارح بس لما متبقاش لاقي حاجة تعملها فمخك مش بيبقي وراه لا شغله ولا مشغلة غير إنه يفكرك .. أنا جعان .. أنا جعان .. أنا جعان .. فعلياً في الكام يوم دول الحملة الصليبية الأولي كانت علي وشك إنها تعلن فشلها لولا حاجة حصلت محدش كان عامل حسابه عليها .. الكرامات.
مشكلتنا كمسلمين إننا متخيلين إن الكرامات و التجليات بتحصل عندنا في دينا بس و ده إن كان ده مفهوم بس مش حقيقي أوي .. ناس تانية بتؤمن بدينها بنفس قوة إيمانك باسلامك و أحياناً كتير إيمان الناس دي بمعتقداتها بيخليها تصمد بشكل إنت ممكن تشوفه مش منطقي .. وسط حصار أنطاكية فيه واحد تقدر تقول مجازاً إن الصليبيين كانوا شايفينه من أولياء الله الصالحين و من ضمن حملة الفقراء اللي حكينا عنها في الأول لو تفتكر و لسه مكمل و فيه الروح لحد دلوقتي إدعي إنه حلم بالقديس (أندرو Andrew) و في الحلم القديس قاله إن راس رمح لونجينوس Lance of Longinus و ده وفق المذهب الكاثوليكي الرمح اللي استخدم لقتل سيدنا (عيسي) عليه السلام مدفون تحت كنيسة القديس بيتر في مدينة أنطاكية .. العساكر صدقت و بدأت تحفر .. طبعاً اللي كان بيبص علي اللي بيحصل و بيضرب كف علي كف و بيقول إيه الهري ده كان الأسقف (أديمار) اللي عارف إن رمح لونجينوس أساساً يعني محفوظ في مكتبة الفاتيكان في روما بس طبعاً محدش من العساكر الغلابة اللي في الجيش كان عارف ده و مكنش فيه Google عشان نعمل سيرش و نعرف هو فعلاً مكتبة الفاتيكان فيها رمح لونجينوس ده ولا لا.
المهم .. فعلاً العساكر لقوا حتة معدن مدفونة في الأرض فقالوا أيوه هي دي راس رمح لونجينوس .. إنت مش متخيل إزاي الروح المعنوية للعساكر الصليبين نطت من صفر لحد ما قفلت العداد .. (رايموند) كونت مدينة تولوز و القائد الفرنساوي للحملة إعتبر ده علامة من السما خصوصاً إن صاحب الكرامات اللي حلم بالقديس (أندرو) ده عطي راس الرمح هدية للكونت (رايموند) .. (رايموند) إعتبر ده تكليف إلهي و أمر بهجوم يائس علي القوات التركية اللي محاصرة المدينة .. جيش من ست طوابير كل طابور بيقوده واحد من قادة الحملة و كلهم بيصرخوا ديوس فولت Deus Vult .. ربنا عايز كده .. في واحدة من ضربات الحظ اللي مش بتتكرر كتير دفاعات السلاجقة بتنهار و حصارهم لأنطاكية بينتهي عشان السكة تبقي سالكة للصليبيين عشان يروحوا القدس.
المصادر:
- فيديو بعنوان Europe: The First Crusade-Men of Iron-Extra History # 4 نشر علي You Tube و ده لينك الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=UdzsMEHUBrQ - فيديو بعنوان Europe: The First Crusade-Siege of Antioch-Extra History#5 نشر علي YouTube و ده لينك الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=ZvUibFUJFKM&t=7s