لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي ساوند كلاود:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/aac?si=1ec048bf65ae4a318a442dd6e65a5278&utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing
أول غلطة إنت بتعملها لما بتتفرج علي مسلسل زي حريم السلطان أو قيامة أرطغل إنك بتقول عليه مسلسل .. الأتراك مش بيحبوا يقولوا علي الحلقات دي إنها مسلسل و بيتنرفزوا جداً لما بتتوصف علي إنها TV Show .. الأتراك بيقولوا إن اللي إنت بتتفرج عليه ده حاجة جديدة لانج هم إخترعوها إسمها ديزي Dizi .. زي ما فيه تصنيف للمسلسلات علي إن فيه مسلسلات تاريخية و مسلسلات دراما و هكذا فالأتراك عملوا تصنيف جديد إسمه Dizi .. تاني غلطة بنعملها إننا بنتخيل إننا أكتر شعب في الأرض بيتفرج علي المسلسلات دي .. مبدأياً لازم تكون فاهم إن تركيا بتيجي في المركز الثاني بعد أميركا كأكتر بلد في العالم بتبيع حقوق بث مسلسلات .. مهم كمان تكون فاهم إن أكتر شعب في العالم بيتفرج علي Dizi هم أهل تشيلي .. تشيلي للي منكوا بيتفرج علي الكورة دي البلد اللي بيلعب فيها (اليكسيس سانشيز Alexis Sanchez) و (أروتورو فيدال Arturo Vidal) و لو إنت مش بتتفرج علي كورة فأنا فعلياً معنديش أي معلومة ممكن تهمك بخصوص تشيلي .. تاني و تالت أكتر بلد بتدفع فلوس عشان تشتري حقوق عرض Dizi هم المكسيك و وراها الأرجنتين .. بعد ما صدمتك بشوية المعلومات دي اللي ممكن تكون أول مرة تسمعها فخليني في المقالة دي أقولك هو أنا ناوي أتكلم عن إيه بالضبط .. النهاردة أنا ححاول أجاوب علي شوية أسئلة:
- إيه اللي بيخلي Dizi أو المسلسلات التركي مختلفة بشكل كبير عن أي مسلسل إنت تعرفه سواء حاجة زي Friends أو حتي Game of Thrones؟
- إيه السر في الإنتشار الرهيب للمسلسلات التركي علي مستوي العالم؟
- هل فيه تأثير سلبي للمسلسلات دي؟ ولا هي مجرد تسالي و خلاص؟
خليني أبدأ بالسؤال الأول و اللي يمكن حياخد وقت شوية في شرح إجابته و هو إيه الفرق بين أي Dizi أو مسلسل تركي زي مثلاً قيامة أرطغل و بين أي مسلسل عربي أو أميريكي؟
الحقيقة إن فيه فروقات كتير .. جرت العادة إن المسلسل عشان يبقي إسمه مسلسل لازم يتكون من عدد من الحلقات عادة بيكونوا 24 أو 30 بحيث كل حلقة مدتها 45 دقيقة كحد أقصي .. شوية و لقينا الشكل ده إتغير لما شركات إنتاج زي HBO و Netflix بقوا بينتجوا مسلسلات عدد حلقاتها 10 أو أقل بحيث مدة كل حلقة بتبقي ساعة أو بتزيد عن كده شوية .. المسلسلات التركي بتمشي بSystem مختلف حبتين .. الحلقة الواحدة مدتها ساعتين و إحتمال أكتر .. بناء علي توجيهات هيئة الإذاعة و التليفيزيون في تركيا فكل 20 دقيقة لازم يبقي فيه فاصل 7 دقايق إعلانات .. كل مسلسل أو Dizi لازم يبقي له الموسيقي التصويرية أو Soundtrack خاص به .. الشخصيات عددها مفتوح بس جري العرف إن عددها ميعديش 50 شخصية .. التصوير بيتم On Location في أحياء إسطنبول بحيث إن التصوير الداخلي في أستوديوهات بيكون في أضيق الحدود.
ده الSystem .. المواضيع بقي اللي المسلسلات التركي بتغطيها ملهاش سقف .. مش كده و بس .. إنت ممكن تلاقي مسلسلين بيتكلموا في نفس القضية بس بوجهات نظر عكس بعض في كل حاجة .. بس يمكن خليني أقولك إن فيه منهج كل المسلسلات التركي ماشية عليه .. فيه إسطنبة زي ما بنقول و الإسطنبة دي كالأتي:
- مينفعش تخلي البطل بتاعك قاتل أو يرتكب جريمة قتل إلا في حالات تتعد علي الصوابع .. البطل دايماً أحلي رجل في طاقم العمل و دايماً قصته إنه كان بيحب واحدة و كسرت قلبه سواء بقي ماتت أو خانته أو راحت في داهية مش حتفرق .. المهم إنه يبقي مز و حياته العاطفية عامله زي أغنية من بتوع (محمد محيي).
- محور القصة هو العائلة و الخناقات العائلية .. دايماً الخناقة بين ولاد العم و ولاد الخالة حتلاقيها في أي مسلسل أيا كان موضوعه إيه.
- دايماً فيه شخصية البني أدم سواء رجل أو ست اللي القدر بيدخله جوه فئة مجتمعية هو مش متعود عليها زي إن مثلاً بنت تحب واحد في عصابة فتلاقي نفسها بتتعرف واحدة واحدة علي عالم العصابات و الإجرام.
- مفيش حاجة تخلي الجمهور قاعد علي أعصابه أكتر من تلاتة بيحبوا بعض .. رجلين بيحبوا ست .. أو بنتين بيحبوا رجل.
السؤال الثاني هو إزاي المسلسلات التركي بقي ليها الحضور الكبير ده علي مستوي العالم؟ و اللي الإجابة عن السؤال ده حترجعني لسنة 2006 .. في السنة اللي كان الولاد كلهم ملهمش سيرة إلا كأس العالم في ألمانيا و إزاي منتخب إيطاليا كسب البطولة و مدخلش فيهم إلا جونين منهم واحد جابوه في نفسهم فكان البنات ملهمش سيرة إلا مسلسين تركيين مدبلجين للعربي باللهجة السورية اللي هم ويبقي الحب و نور ..أكتر الناس في مصر عارفه مسلسل نور بس فعلياً النجاح اللي حققه مسلسل و يبقي الحب كان صدمة للأتراك نفسهم .. لك أن تتخيل إن مسلسل يتعرض في 80 دولة و في كل الدول دي يتصنف علي إنه أكتر المسلسلات التليفزيونية اللي الناس إتفرجت عليها .. سنة 2007 كان فيه واحد إسمه (فادي إسماعيل) مدير شركة إسمها O3 Productions من ضمن الشركات التابعة لشركة MBC .. الرجل ده كان بيحضر مهرجان سينمائي في تركيا و هو بيتمشي في الشارع عدي علي كشك سجاير فلقي صاحب الكشك مبلم قدام شاشة تلفيزيون بيتفرج علي مسلسل تركي .. بشكل لا إراداي و مش مفهوم (فادي إسماعيل) فضل مبلم قدام شاشة التليفيزيون .. طب إنت عارف ده مسلسل إسمه إيه يا عم (فادي)؟ لا .. طب إنت فاهم هم بيقولوا إيه؟ .. لا .. كل اللي هو قاله لنفسه إن ليه لا المسلسل ده يتعرض عندنا في العالم العربي مدبلج؟
أول حد فكر إنه يشتري حقوق بث مسلسل تركي و يعرضه مدبلج كان (فادي إسماعيل) .. هو صاحب فكرة تغيير عنوان المسلسل عشان يبقي فيها كلمة حب مع إن الإسم التركي الأصلي مفيهوش حاجة من دي أصلاً .. هو أساساً بقي ناسي المسلسلات التركي اللي بتتعرض من كتر ما أساميها بقت حب قصير و حب أزرق و حب متشافش قبل كده .. بس الأهم إن (فادي إسماعيل) هو اللي إختار إن المسلسلات التركي تبقي مدبلجة للعربي باللكنة السورية .. إشمعني بقي اللكنة السورية؟ .. زمان و زمان ده اللي هو في التسعينات و أوائل الألفينات كان منتشر أوي في لبنان و حتت كتير من العالم العربي مسلسلات مكسيكي بس مدبلجة للعربية الفصحي بس الناس بتوع MBC لما دوروا شوية لقوا إن اللبنانيين كانوا بيزهقوا من المسلسل بعد يمكن موسم أو إتنين لإن محدش كان بيستحمل يتابع مسلسل طويل مدبلج للفصحي فكان الحل إن لازم الدبلجة تبقي للعامية .. بس السؤال .. أنهي عامية .. المصرية ولا الخليجية ولا السورية .. عشان كده هم إختاروا اللهجة السورية لإن دي ممكن أكتر لهجمة عامية مفهومة لكل الشعوب العربية.
خليني أرجع تاني لمسلسل و يبقي الحب .. المسلسل ده كان من بطولة ممثل إسمه (خالد أرغنتش) و نجاح المسلسل ده خلاه هو يبقي البطل في المسلسل الفشيخ اللي وراه اللي هو القرن المذهل أو Magnificent Century و اللي كلنا في مصر عارفينه بإسم حريم السلطان .. قصة حريم السلطان هي قصة تبان إجتماعية بشكل أوفر أوي و هي إن السلطان العثماني (سليمان القانوني) حب بنت مسيحية أرثوذوكسية إسمها (روكسلانا) من أوكرانيا و قرر يتجوزها و ده وقتها كان يعتبر إنتهاك رهيب للبروتوكول و التقاليد العثمانية و لإن الأتراك سموها (حرم Hurrem) في المسلسل فعندنا إتسمي المسلسل حريم السلطان بس مش دي القضية .. القضية إن المسلسل ده لما إتذاع في تركيا سنة 2011 فأكتر من 30% من الأتراك اللي بيتفرجوا علي التليفيزيون بقوا مدمنين المسلسل ده .. الصحافة العالمية عمرها ما شافت حاجة زي المسلسل ده لدرجة إنهم بقوا بيصوفوه بإنه Game of Thrones بتاع الفترة العثمانية .. تصدق و تؤمن بالله .. شركة Tims Productions اللي أنتجت المسلسل قدرت تقنع الممثلة الأميريكية (ديمي مور Demi Moore) إنها تعمل دور أميرة أوروبية و هي وافقت فعلاً بس مشاكلها الشخصية زي طلاقها من الممثل (أشتون كوتشر Ashton Kutsher) هو اللي نسف الموضوع .. و لو إنت من جيل الألفينات فإنت غالباً متعرفش مين هي (ديمي مور) بس خليني أشبهالك بإنها (نرمين الفقي) بتاعة أميركا.
كل ده عشان إنت بتتكلم عن مسلسل طاقم الإنتاج بتاعه كان مكون من 150 بني أدم و 25 شخص في الفريق بتاع الملابس و الأزياء بس .. ده مسلسل خلي نسبة السياحة لإسطنبول تنط لدرجة إن وزارة السياحة التركية بقت تخلي مواطنين دول عربية يزوروا تركيا من غير فيزا .. مسلسل بناء علي إحصائيات مؤسسات دولية إتشاف من 500 مليون بني أدم علي مستوي العالم .. يا مؤمن دي حتي اليابان إشترت حق بث المسلسل ده .. يمكن السبب إن لحد دلوقتي المسلسلات التركي ملهاش وجود كبير في السوق الأوروبي و الأميريكي إن الناس اللي بتتكلم إنجليزي مش بتحب تتفرج علي مسلسلات مترجمة .. بس يمكن السبب الأصلي إن محدش في أوروبا و أميركا عايز يتفرج علي مسلسل بيقول إن جه وقت علي البشر كانت القوي العظمي الأولي في العالم هي الإمبراطورية العثمانية (المسلمة) .. صعب أوي علي مواطن أميريكي إنه يتفرج علي مسلسل بيقوله إن اللي إنت بتعمله في العراق دلوقتي العراق كانت بتعمله في أجدادك.
بداية من 2002 لحد دلوقتي فيه أكتر من 150 مسلسل تركي إتباع في أكتر 100 دولة من ضمنها الجزائر و المغرب و بلغاريا .. بس فعلاً المحبس إتفتح بعد نجاح مسلسل حريم السلطان .. بس مصاريف الإنتاج و دعم الحكومة ده مجرد نص القصة .. النص الثاني هو إن الأتراك بيعملوا حاجة فعلاً الناس حبت تشوفها .. عشان أفهمك قصدي تعالي نقارن بين مسلسل زي نور بمسلسل زي Sex and the City مثلاً .. مسلسل Sex and the City ده من أوائل المسلسلات اللي أنتجتها قناة HBO و حقق نجاح كبير جوه أميركا و براها بس لو سألتني هو في رأيك إيه أكتر حاجة شدت الناس لمسلسل زي ده حتكون إجابتي بمنتهي الصراحة هي مشاهد الجنس المبالغ فيها في المسلسل .. ناس كتير بقت بتتفرج علي المواسم الأولانية من Sex and the City لمجرد إنهم مستنيين مشاهد الجنس اللي إحنا مكناش متعودين عليها في المسلسلات .. إذا كان سؤال هو ده قصة ولا مناظر إرتبط في دماغنا بالأفلام من بعد ما سأله (عادل إمام) في فيلم المنسي فالسؤال ده بقينا نسأله في المسلسلات كمان بسبب Sex and the City .. بس لما محطات و شركات إنتاج تانية بقت تزود من جرعة الجنس في مسلسلاتها فبقت الحاجة اللي بتميز Sex and the City موجودة في مسلسلات كتير .. المسلسلات التركي علي الناحية التانية فيها أوفر دوز مشاعر .. إذا كانت المسلسلات الأمريكاني أحياناً فيها أوفر دوز جنس فالمسلسلات التركي تفاصيلها و الخناقات و كم المشاعر اللي فيها بيخلي ناس كتير تدمنها .. مسلسل زي فاطمة أو ما ذنب (فاطمة جل)؟ ده مثال تاني علي إزاي الأتراك خدوا قصة بنت إتعرضت لقضية إغتصاب و إزاي فاقت من صدمتها و قدرت إنها تتخطي المأساة بتاعتها و ده مسلسل سمع مع الناس لدرجة إن الإسبان أعجبوا جداً بالمسلسل و عملوا نسخة إسباني منه.
و ده حيوديني ليمكن لأهم سؤال .. هل المسلسلات التركي ليها تأثير سلبي علينا كناس بتتفرج عليها؟ .. الحقيقة إن في رأيي الإجابة عن السؤال ده مقسومه نصين .. نص تافه له علاقة بالنكد اللي كل رجل مننا بيشوفه لو مراته أو خطيبته بتتفرج علي مسلسلات تركي كتير .. و نص إلي حد ما سياسي شوية و هي شئت أم أبيت المسلسلات دي إنعكاس للي الدولة التركية بتحاول تصدره للعالم عنها .. خليني أبدأ بالنص التافه و خليني أقولها صراحة و علي بلاطة لأي بنت بتتفرج علي مسلسلات تركي .. اللي إنتي بتتفرجي عليه ده وهم .. مفيش رجل رومانسي و خصوصاً الرجاله الأتراك .. أنا كنت كتبت مقالة قبل كده عن حجم العضو الذكري و تأثيره و في المقالة دي إستخدمت دراسة علمية قالت إن الرجاله الأتراك عندهم أقصر طول للعضو الذكري علي مستوي العالم و يمكن عشان كده هم عصبيين شوية الله أعلم .. بس مش دي القضية .. القضية إن اللي إنتي بتشوفيه ده مش حقيقي ولا يمت للواقع بصلة فعشان خاطري متنكديش علي جوزك أو خطيبك عشان حاجة إنتي شفتيها في مسلسل تركي.
النص التاني و ده متعلق بهو إنت لما تتفرج علي مسلسل تركي فياتري إيه الإنطباع اللي بيترسم في دماغك عن تركيا .. تركيا فيها 5 محطات تليفيزون كبيرة بحيث إن كل قناة بتعرض مسلسل ما في السيزون .. يعني إنت لو مشاهد تركي فإنت قدامك سفرة مليانة مسلسلات درامية كافية إنها تملالك وقتك بس الواقع إن كل قناة بتبقي مقسمة مسلسلات بتاعتها لأنواع .. فيه مسلسلات تاريخية و فيه مسلسلات درامية و فيه بقي المسلسلات الحربية .. عشان تفهم يطلع إيه المسلسل الحربي ده فتخيل كده الصور اللي إنت شفتها للمسلسل بتاع (محمد فؤاد) اللي كان طالع فيه بدور ضابط جيش .. نفس الفكرة .. المسلسلات الحربية التركية بتحكي دايماً عن ضابط في القوات المسلحة التركية بيحاول يحمي البلد من تنظيم إرهابي عايز ياكل أكل الأتراك و يسرق فلوس الأتراك و يموت عيال الأتراك و يخطف و يغتصب ستات الأتراك و من أشهر المسلسلات اللي بتتعرض دلوقتي من النوع ده هو مسلسل إسمه العهد .. أنا معنديش مشكلة خالص إن الأتراك يعملوا مسلسلات عشان يقولوا إن جيشهم أقوي جيوش الأرض .. الأمريكان بيعملوا كده و الروس بيعملوا كده و الإنجليز بيعملوا كده .. مش دي مشكلتي .. أنا مشكلتي إن لو إنت من الناس اللي مدمنة مسلسلات تركي و أنا قصدي واحد حافظ المسلسلات دي صم فممكن تقولي أخر مرة شفت بطلة مسلسل محجبة كانت إمتي؟
أنا ليه بسأل السؤال ده .. تركيا دلوقتي غير تركيا الثمانينات .. في الثمانينات تركيا كانت ماشية علي نظام علماني من تحت بير السلم عامله واحد فيوزاته ضاربه إسمه (مصطفي كمال أتاتورك) الله يرحمه يا عيني كان شايل في قلبه أوي من الحجاب .. الرجل كان عنده مشكلة تحسها نفسية مع الحجاب .. الرجل كان مانع المحجبات يدخلوا الجامعة أو يدخلوا أي مصلحة حكومية .. فلما أتفرج علي مسلسلات و أفلام و ألاقي إن مفيش ممثلات محجبات فأنا عقلي بيقولي It Makes Sense لإن البلد كلها ضد المحجبات .. لو مشيت دلوقتي في شوارع إسطنبول حتلاقي عدد المحجبات أكتر من عدد البنات اللي كاشفة شعرها .. معداش علي تركيا الحديثة رئيس مؤيد للتيار الإسلامي زي (رجب طيب أردوغان) .. ده بيخليني أسأل .. هو أنتوا ليه بالصلاة علي النبي معندكوش ممثلات محجبات كتير؟
الإجابة ببساطة إن الشارع مش عايز كده .. ممثلة محجبة يعني مينفعش بأي حال من الأحوال إنها تبوس ممثل .. مش قصدي إن دي حاجة وحشة أنا بس بحاول أوصفلك إن أنا لو مخرج إيه اللي أنا حتعامل معاه من مشاكل لو إخترت ممثلة محجبة تبقي البطلة .. طب البوس ده أمره سهل .. يا سيدي مش حنخليها تبوس .. مجرد إنك تجيب ممثلة محجبة تخليها تقف قدام أبوها و تعارضه أو تهرب من بيت أهلها عشان بتحب شاب هم مش موافقين عليه فدي كلها حاجات الأتراك المحافظين نفسهم مش عايزين يشوفوها عشان بناتهم متقلدهاش .. عارف إنه مبرر يبان أهبل بس دي الحقيقة.
شئت أم أبيت السياسة بتلعب دور في علاقتنا بالمسلسلات التركي .. أنا حكيت إزاي MBC هي اللي فتحت عينينا علي عالم Dizi أو المسلسلات التركي و يمكن بسبب إنتشار MBC في كل بيت من بيوتنا فمن سنة 2015 و فيه كلام علي إن ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان) كان عايز يشتري القناة بس مؤسس القناة (وليد بن إبراهيم أل إبراهيم) كان طالب فيها 3 مليار دولار .. (محمد بن سلمان) كان عايز يشتري MBC لسبب أهبل زيه .. هو كان متضايق أوي من إن نفوذ تركيا بيخش لكل بيت عن طريق المسلسلات بتاعتها .. هو كان شايف إن (أردوغان) بيحاول يبني إمبراطورية عثمانية جديدة بس إذا كانت الإمبراطورية العثمانية توسعت بالقوات المسلحة بتاعتها فتركيا (أردوغان) بتتوسع بالمسلسلات .. عشان كده هو كان عايز يشتري القناة لمجرد إنه يقفل حنفية المسلسلات التركي اللي بتتعرض فيها .. مش مصدقني طبعاً .. أصل من بره يبان سبب تافه و أهبل و مستحيل حد مسئول زي (بن سلمان) يكون بيفكر التفكير الطفولي ده .. في نوفمبر 2017 لو تفتكر (بن سلمان) حبس أغلب أمراء العائلة المالكة السعودية و من ضمنهم (وليد بن إبراهيم أل إبراهيم) و اللي فضل محبوس 83 يوم بعدها طلع و إحنا صحينا علي خبرين .. الخبر الأول إن فيه حد جديد بقي هو صاحب النسبة الأكبر من أسهم MBC في البورصة .. تاني خبر هو إن MBC قررت وقف عرض كل المسلسلات التركي و ده القرار اللي خسر القناة 25 مليون دولار بجرة قلم.
هل Dizi أو المسلسلات التركي هي أداة في إيد الحكومة التركية لنشر ما يسمي Soft Power أو القوة الناعمة و ده مصطلح سياسي معناه إن المسلسل لما إنت بتتفرج عليه فقلبك بيحن للأتراك و تركيا و بيبقي نفسك تروح تزورها و تتنهد لما تسمع سيرتها … بالتأكيد ده بيحصل بس اللي أنا مستغربله إن (أردوغان) نفسه إنف شوية في نفسه في النقطة دي بالذات .. يعني مثلاً هو كان متضايق أوي من مسلسل حريم السلطان لإنه كان شايف إنه بيسيء لسمعة السلاطين العثمانيين لدرجة إن الحكومة التركية بقت ترفض تسمح لطاقم التصوير إنه يصور في مناطق أثرية و حتي شركة طيران تركيا Turkish Airlines شالت المسلسل من قائمة المسلسلات اللي بتتعرض علي طياراتها .. بس (أردوغان) طاير أوي بمسلسل زي قيامة أرطغل و عاصمة عبدالحميد لإنه شايف إنهم بيعكسوا حقيقة السلاطين العثمانيين من وجهة نظره .. المهم سيبك من كل الهري ده .. لو إتفرجتي علي مسلسل تركي و لقيتي البطل رومانسي حبتين مع البطلة أرجوكي متبصيش لجوزك و تقوليله جاتنا نيلة في حظنا الهباب.
المصدر:
مقالة بعنوان How Turkish TV is Taking Over the World .. نشرت في جريدة The Guardian البريطانية و ده لينك المقالة الأصلية:
http://3/turkish-tv-magnificent-century-dizi-taking-over-world