تابعونا

أفروسينتريزم .. قصدك الأهرامات بتاعتنا كلنا.

فيه بدعة ظهرت مؤخراً اسمها الأفروسينترزم Afrocentrism و يمكن المعلومة الشائعة عن البتاعة دي هي إنها فكرة بتقول إن أي حاجة كويسة إتعملت في أفريقيا أيا كانت هي إيه فلازم نركز عليها الإهتمام الإعلامي و نزيط فيها قدر الإمكان .. يمكن برده من الحاجات اللي سمعت أوي علي السوشيال ميديا الفترة اللي فاتت إن كان فيه حفلة المفروض يعملها الكوميديان الأميريكي الأسمر (كيفن هارت Kevin Hart) في مصر و الحفلة إتلغت بسبب أراءه اللي بيقول فيها إنه مع فكرة الأفروسينتريزم بشكل كبير.

25 يونيو، 2023 728

في الكام يوم اللي فاتوا كان فيه خناقة علي السوشيال ميديا حولين فيلم مظنش إن كان فيه حد حيهتم يتفرج عليه أساساً لولا الضجة اللي إتعملت عليه وهو فيلم المفروض إنه وثائقي أنتجته شركة نيتفليكس عن الملكة (كليوباترا) .. أظن مش سر إني أقولك إن السبب ورا الخناقة دي إن الفيلم بيعرض فكرة إن (كليوباترا) كانت لون بشرتها أسمر و دي الحاجة اللي خلت ناس كتير تهيج ضد الفيلم و الممثلين و المنتجين و ضد شركة نيتفليكس كلها علي أساس إن الفيلم ده بيزور الحقيقة التاريخية إن بمنتهي البساطة (كليوباترا) تبقي أخر ملوك الأسرة البطلمية اللي هي أساساً يعني إتسمت علي اسم (بطليموس الأول) و ده لمن لا يعلم كان الدراع اليمين ل(الإسكندر الأكبر) اللي برده في حالة إنك متعرفش يبقي مقدوني يعني من مواليد البلد اللي إنت عارفها باسم اليونان .. بمعني أخر .. جد (كليوباترا) الكبير كان يوناني و خليني أسألك أخر مرة شفت يوناني أسمر كان إمتي؟ .. إذن الفكرة بتاعة الرفض لإختيار ممثلة سمرا اللي هي (أديل جيمس Adele James) عشان تقوم بدور (كليوباترا) في الفيلم واضحة بس هو السؤال اللي المفروض يتسأل مش هو ليه إحنا متضايقين من الفيلم .. السؤال الصح هو إيه اللي يخلي حد يتخبط في نفوخه و يقرر يعمل فيلم زي ده مع إن أي عيل في إبتدائي لو دخل علي النت عمل سيرش عن (كليوباترا) حيطلعله إنها كانت ملكة يونانية الأصل يعني إنت مش محتاج تبقي خبير في علم المصريات عشان تبقي عندك معلومة إن الست مش سمرا .. فالسؤال دلوقتي .. إيه اللي يخليك تدخل نفسك في عش الدبابير ده؟

الممثلة و السيناريست (أديل جيمس Adele James) بتجسد شخصية (كليوباترا السابعة) في الأربع حلقات من المسلسل الوثائقي اللي بيحكي قصتها و أنتجته شركة نيتفليكس.

تطلع إيه الأفروسينتريزم دي؟

فيه بدعة ظهرت مؤخراً اسمها الأفروسينترزم Afrocentrism و يمكن المعلومة الشائعة عن البتاعة دي هي إنها فكرة بتقول إن أي حاجة كويسة إتعملت في أفريقيا أيا كانت هي إيه فلازم نركز عليها الإهتمام الإعلامي و نزيط فيها قدر الإمكان .. يمكن برده من الحاجات اللي سمعت أوي علي السوشيال ميديا الفترة اللي فاتت إن كان فيه حفلة المفروض يعملها الكوميديان الأميريكي الأسمر (كيفن هارت Kevin Hart) في مصر و الحفلة إتلغت بسبب أراءه اللي بيقول فيها إنه مع فكرة الأفروسينتريزم بشكل كبير و الناس في مصر طلعت هاجمته بس الفكرة إننا مش فاهمين أوي تطلع إيه البتاعة دي .. الأفروسينتريزم زي ما هو باين من اسمها شايفة إن لازم نبص لأفريقيا علي إنها قارة جامدة زحليقة بس الأهم إن بما إن الحاجة الكويسة دي حصلت في أفريقيا و بما إن أفريقيا أغلب اللي عايشين فيها سمر يبقي بالتبعية كل ما هو كويس حصل في تاريخ أو حاضر أو مستقبل أفريقيا هو أسمر .. ده بمنتهي البساطة الفكرة ورا الأفروسينتريزم .. بما إن الحضارة المصرية القديمة هي بلا منازع واحدة من الحضارات الTop Five في تاريخ البني أدمين و بما إن مصر في أفريقيا يبقي بالتبعية برده الحضارة المصرية القديمة هي حضارة سمراء عملها ناس سمر ولازم كل اللي بشرتهم سمرا علي مستوي العالم يفخروا بيها و يزيطوا فيها و يقولوا دي بتاعتنا كلنا.

الموضوع كله بدأ بفيلم Black Panther .. هوليوود كان طول حياتها عايشة علي مبدأ إن مفيش فيلم أبطاله سمر أو ستات ممكن ينجح و يكسر الدنيا و يجيب فلوس بس فيلم Black Panther كسر القاعدة الأولانية و فيلم Wonder Woman كسر القاعدة الثانية  بعد ما جاب أرباح 821.8 مليون دولار علي مستوي العالم.. فيلم Black Panther في أول يومين بس من عرضه جاب 250 مليون دولار أرباح .. ده فيلم لما مارفل و اللي بعد كده ديزني أشترتها لما قررت تعمله كانت عايزه توصل لحاجة معينة و هي إنك تجيب فلوس أكتر عن طريق إنها تزود حصتها من السوق أو Market Share جوه الأمريكان السمر .. في وقت عرض Black Panther كان فيه حاجتين ظهروا مع بعض بدأوا يغيروا الطريقة اللي شركات الإنتاج بقت بتبص للسوق:

  • لو تفترك وقتها ظهرت موضة Oscars so White إنك لو بصيت علي كل فئات جوايز الأوسكار من أحسن ممثلين لأحسن مخرجين لأحسن سيناريستات حتلاحظ إن أغلبيتهم بيض فالناس دي بدل ما تقول لنفسها إزاي نرفع من مستوي جودة الفنانين السمر أو الأسيويين فبقوا بيسعوا إن زي ما يكون فيه كوتة أو حصة من الفنانين اللي من أقليات سواء بقي سمر أو أسيويين إنهم يتحطوا ضمن قوائم المرشحين للأوسكار .. المعيار مبقاش إننا نجيب أحسن 5 رجاله عشان يترشحوا لأوسكار أحسن ممثل .. المعيار بقي إننا لازم نجيب إتنين بيض و واحد أسمر و واحد أسيوي و مش بعيد يبقي فيه واحد من الهنود الحمر لمجرد إن يتقال عننا إننا ناس بتقبل الأخر و مش عنصريين.
  • ثاني حاجة ظهرت و غيرت ملامح السوق كانت نيتفليكس وعشان نجاح فكرة نيتفليكس فبقي عندك ماسورة شركات شغاله في بيزنس Streaming أتكسرت و غرقت الدنيا .. بقي عندك نيتفليكس و Apple TV+ و أمازون برايم و HBO Max و ليلة كبيرة أوي سعادتك .. الشركات دي بقت بتاكل من حصة شركات إنتاج الأفلام و بقوا كلهم بيتنافسوا مش علي مين يقدم أحسن منتج فني إنما بيتنافسوا علي مين يراضي الأقليات أكتر .. مين القناة اللي قدمت مسلسل بيتكلم عن حياة ولد أبيض شاذ .. تقوم قناة تانية معلية عليها و عاملة مسلسل ولد أسمر شاذ .. تقوم قناة تالتة معلية أكتر و عاملة مسلسل عن ولد أسمر شاذ بس أمه تبقي متحولة جنسياً.
علي الشمال الممثل (تشادويك بوزمان Chadwick Boseman) الله يرحمه و علي اليمين الممثل (مايكل بي جوردون Michael B. Jordan) في لقطة من فيلم Black Panther اللي أغلب الكاست بتاع الفيلم ممثلين سمر.
نجاح فيلم Wonder Woman من بطولة الممثلة الإسرائيلية (جال جادوت Gal Gadot) كان بداية تكسير مفاهيم كتير فضلت عايشة كتير في هوليوود إن مفيش فيلم بطلته واحدة ست ممكن ينجح و يكسر الدنيا .. (جال جادو) برده الدنيا قامت ضدها لما إتقال إنها حتعمل دور (كليوباترا).

نرجع تاني لBlack Panther بإعتباره الفيلم اللي بدأ التريند ده .. ده فيلم في حالة إنك متفرجتش عليه بيحكي عن حضارة خيالية اسمها واكاندا Wakanda في أفريقيا تقدر مجازاً يعني تقول عنها تخيل لو المصريين القدماء عايشين معانا دلوقتي بس تحت إيد إيدهم تكنولوجيا متقدمة جدأً من اللي بتشوفها في أفلام الخيال العلمي .. أساساً في القصص المصورة Comic Books في الأساطير بتاعة واكاندا اللي اسسها كان إله اسمه باست و علي فكرة باست ده كان من الألهة بتاعة قدماء المصريين فعلاً .. فإنت قصاد فيلم أبطاله كلهم سمر .. فيلم أخرجه مخرج أسمر اللي هو (رايان كوجلر Ryan Coogler) .. فيلم بتكلم عن حضارة أفريقية متقدمة تقدر تدوس علي وش أميركا و أوروبا .. بالنسبة لفكرة الأفروسينتريزم فواكاندا دي تبقي المدينة الفاضلة أو يوتوبيا بتاعة (أفلاطون) .. البلد اللي عايشة في قلب أفريقيا و عرفت تحافظ علي تراثها و عادتها و تقاليدها .. البلد اللي عرفت تحمي شعبها من العبودية و الإستعمار الأوروبي .. و الأهم إنها بلد في أفريقيا بس أهلها متعلمين كويس أوي و مش بس هم مستهلكين للتكنولوجيا إنما منتجين ليها ..عشان واكاندا تحقق كل ده فهي عاشت لسنين و هي راسمة لنفسها قصاد العالم إنها بلد من دول العالم الثالث اللي أهلها عايشين علي الزراعة و الرعي و مفيهاش حاجة تستحق إنها تروحلها عشان تشوفها بس ده مجرد الوهم اللي بيتباع للناس عشان ميفكروش يجوا يحتلوا أو يستغلوا ثروات واكاندا القائمة بشكل أساسي علي معدن اسمه فايبرينيوم Vibranium و هي دي الفكرة .. واكاندا مش فكرة أفريقية .. واكاندا هي فكرة أميريكية و هي ترجمة لفكرة الحضارة الأفريقية السمراء من منظور امريكاني و فيه فرق كبير الحقيقة بين الإتنين .. بين إنك تتكلم عن حضارة أفريقية بحق و حقيقي و عن حضارة مرسومة في خيال الأمريكان عن ياتري إزاي أفريقيا حاجة عظيمة.

عايزك تفرق كويس أوي بين الأفريقي الأسمر و بين الأمريكاني الأسمر لإن الإتنين شايفين الدنيا بشكل مختلف خالص عن بعض .. مشكلة الأفريقي الأسمر الأزلية هي الإستعمار .. مشكلة الأميريكي الأسمر هي العنصرية .. الأفريقي الأسمر شايف إن المستعمر الأجنبي جه بلده عشان يسرق مواردها .. الأميريكي الأسمر شايف إن المستعمر الأجنبي جه خطفه من بلده في أفريقيا و بعته أميركا عشان يشتغل بالسخرة في مزارع القطن و لما الأميريكي الأسمر حب ياخد حقوقه و يبقي مواطن أميريكي زيه زي المواطن الأميريكي الأبيض إتقاله إنت تحمد ربنا إنك عايش في أميركا مش في أفريقيا اللي مليانة فقر و جوع و مرض .. في الستينات بدأت تظهر فكرة القومية السمراء Black Nationalism و اللي كان بيقودها حزب اسمه (لأجل الصدف يعني) النمر الأسود Black Panther  .. القومية السمراء هي ميكس بين معاناة الأفارقة السمر و الأمريكان السمر بحيث هم بقوا شايفين إن زي ما المستعمر الأوروبي سرق ثروات أفريقيا فبرده البيض في أميركا هم المستعمرين بتوع السمر و اللي برده سرقوا ثرواتهم .. بمعني أخر .. العنصرية هي مجرد صورة من صور الإستعمار .. زي ما الإستعمار خلق دول العالم الثالث في أفريقيا فالعنصرية خلقت في أميركا أحياء كاملة عايش فيها السمر مليانة جوع و فقر و مرض.

الأفارقة السمر عايزين يغمضوا عنيهم و يفتحوها يلاقوا نفسهم عايشين في بلد شبه الدول الأوروبية أو حتي شبه أميركا .. أنصار الأفروسينتريزم اللي هم أغلبهم إن لم يكن كلهم أمريكان سمر عايزين يغمضوا عنيهم و يفتحوا يلاقوا نفسهم رجعوا بالزمن لورا أيام ما كان الأفارقة السمر أسياد قرارهم و محدش له كلمة عليهم .. زي ما إنت شايف فيه فرق كبير أوي بين الإتنين .. الناس دي عايزة بمنتهي البساطة أي حاجة تمسكها في إيدها عشان تقول للعالم إن الحضارة الغربية مش بس اللي جامدة زحليقة و إن أي حضارة تانية هي بالتبعية أقل منها .. الناس دي عايزة تمسك في أي حاجة كويسة حصلت في تاريخ أفريقيا عشان تقول لا بقي إحنا جامدين أوي .. مش حيفرق التاريخ بيقول إيه .. يعني مثلاً .. لو سألت أي مؤرخ متخصص في المصريات و في الحقبة البطلمية بالذات حيقولك إن المصادر التاريخية ضعيفة شوية في تحديد هوية أم (كليوباترا) .. هل فيه إحتمال إن أمها تكون مصرية؟ .. أه .. بس هل هو إحتمال كبير؟ .. بالتأكيد لا خصوصاً إن البطالمة عشان يبانوا إنهم زي ما تقول كده شربوا الثقافة المصرية بدأوا يستخدموا فكرة جواز الأخوات عشان يحافظوا علي نقاء السلالة الملكية .. عشان الحتة بتاعة هوية أم (كليوباترا) دي عليها كلام فده كان كافي جداً ل(جادا بينكيت سميث Jada Pinkett Smith) منتجة المسلسل إنها تاخدها ذريعة عشان تفترض إن أم (كليوباترا) مش بس مصرية دي كمان من النوبة عشان (كليوباترا) تتولد سمراء .. دي نفس (جادا) اللي خانت جوزها (ويل سميث Will Smith) و قعدته قدامها عشان تعترفله علي الهواء إنها خانته مع عيل صغير صاحب ابنها .. دي (جادا) اللي بسبب علاقتها التوكسيك مع جوزها تقريباً (ويل) مش حيعرف يمثل تاني في هوليوود ولا لكمان عشر سنين بعد الألم اللي رزعه علي وش (كريس روك Chris Rock) في حفلة الأوسكار.

الموضوع قديم و في الفرن بقاله كتير بس إنت لسه واخد بالك منه:

الحقيقة اللي إنت محتاج تبقي عارفها إن هوس الغرب بالحضارة المصرية القديمة مش جديد و متولدش اليومين دول وفي تقديري الشخصي بداية الهسهس ده بدأ مع الحملة الفرنسية لمصر .. كل الإكتشافات الأثرية الكبيرة قام بيها أجانب .. اللي إكتشف حجر رشيد كان عساكر ضمن الحملة الفرنساوية و اللي قدر يفك شفرته كان عالم فرنساوي اللي هو (شامبليون) .. اللي إكتشف مقبرة (توت عنخ أمون) كان (هاورد كارتر Howard Carter) .. بس يمكن سنة 1961 إهتمام الغرب بالحضارة المصرية القديمة تحول من مجرد فضول أحياناً بيوصل لدرجة مرضية لمرحلة إن دلوقتي الغرب محملنا جميلة و ده سببه إن في السنة دي أميركا دفعت من جيبها 10 مليون دولار راحوا في جهود إنقاذ المعابد الفرعونية في أسوان و النوبة وقت بناء مصر للسد العالي .. لما إحنا لقينا إن الأثار دي حتغرق بعتنا أستغاثة لأي حد يقدر يساعد و وقتها الكونجرس الأميريكي رفض طلب الرئيس (جون كينيدي John F Kennedy) إنهم يدفعوا مليم واحد لبلد زي مصر هم شايفينها عايزة ترمي نفسها في حضن السوفييت وقت ما الحرب الباردة كانت مولعة .. (كينيدي) في محاولة منه لإقناع الكونجرس بوجهة نظره كتب جواب لمجلس الشعب قال فيه و أنا بنقل كلامه نصاً إن الثقافة الأميريكية إتبنت علي حاجات كتير لو دورت علي أساسها و جت منين حتلاقي أصلها جاي من الحضارة المصرية القديمة.

حجر رشيد معروض في المتحف البريطاني في العاصمة البريطانية لندن.
الإحتفال ببدء تشغيل سد أسوان و رفع علم مصر و الإتحاد السوفيتي.

اللي أنا عايز أقوله إن فيه مشكلة كبيرة الحقيقة في حتة هو الغرب و إحنا شايفين الحضارة المصرية القديمة إزاي و هو إن الإحساس اللي عندي إن الغرب زي ما يكون عامل شخصية (يودا) في فيلم همام في أمستردام و اللي جسدها الممثل (أيمن الشيوي) لما جت سيرة الأهرامات فبيقول ل(همام) قصدك الأهرامات بتاعتنا كلنا .. هم حاسين إن تراثنا و تاريخنا بتاعهم زي ما هو بتاعنا و ده في رأيي برده هو السبب ورا ظاهرة ما يسمي Whitewashing و هي إنك تجيب ممثلين بيض عشان يجسدوا شخصيات من عرقيات و دول معروف عنها إن بشرتهم مش بيضا .. مثال علي ده الهراء اللي حصل في فيلم Exodus: Gods and Kings لما جابوا الممثل الأسترالي (جول إيجرتون Joel Edgerton) عشان يجسد دور فرعون مصر يعني جايبين ممثل أبيض و عنيه زرقا عشان يجسد شخصية بني أدم إتولد في الأقصر .. إنت متخيل العته .. أو حتي اللي حصل في إنتاج فيلم Cleopatra سنة 1963 يعني بعد سنتين بس من دور الجدعنة الأمريكاني معانا في إنقاذ أثار النوبة لما أختيرت الممثلة (إليزابيت تايلور Elizabeth Taylor) اللي هي أبيض من قشطة اللبن عشان تجسد دور (كليوباترا) .. يا مؤمن دول لما من كام سنة حبوا يعيدوا إنتاج فيلم Cleopatra أسامي الممثلات اللي إتحطوا كمرشحين كانت غريبة جداً من (أنجلينا جولي Angelina Jolie) ل)ليدي جاجا Lady Gaga) و حتي (جال جادوت Gal Gadot).

أخد الحق صنعة و رد الفعل حتي لو مبرر ممكن يضيع الحق:

أنا متفهم جداً إنك تحس إنك بتتسرق .. لما تبقي حاجة بتاعتك و تتاخد منك طبيعي إن رد الفعل الطبيعي ليك هو إنك تدافع عن ملكيتك و هنا إحنا بنتكلم عن تاريخ يعني هويتك و ثقافتك و كل الكلام الحلو اللي بيبقي شيك في مواضيع التعبير بس خلينا نتكلم بصراحة مع بعض .. إحنا في مصر مكنش عندنا مشكلة لما (إليزابيث تايلور) كانت (كليوباترا) .. مكنش عندنا مشكلة لما (جول إيجرتون) بقي فرعون و لما (كريستيان بايل Christian Bale) بقي سيدنا (موسي) عليه السلام .. إنت كل اللي فكرت فيه هو أوووه مااااي جااااد بات مان بقي مصري .. كان المفروض تتضايق من زمان .. كان المفروض دمك يكون بيغلي من سنة 1963 .. إنت بس مؤخراً إتضايقت لما إتقال إن فيه كلام علي إن الممثلة الإسرائيلية (جال جادو Gal Gadot) حتلعب دور (كليوباترا) مع إن ملامح وشها ولون بشرتها يعني لو بتتكلم تاريخياً هي أكتر ممثلة من حيث الشكل مناسبة إنها تقوم بالدور بس عشان هي إسرائيلية إنت إتضايقت و ليك حق تتضايق .. و مؤخراً برده إنت شيطت و ولعت لما ممثلة سمرا قامت بدور (كليوباترا) .. اللي أنا عايز أقوله إن إحنا كمصريين عندنا مشكلة مش حقول عنصرية بس خلينا نقول مشكلة إجتماعية مع أصحاب البشرة السمرا .. علي قلبنا زي العسل لو حد أسمر من النوبة أو أسوان بيتكلم عربي زيينا .. لكن حد أسمر و مبيتكلمش عربي بيركبنا مية عفريت.

أشك لو كانت نيتفليكس جابت ممثلة بيضا و شقرا و عنيها زرقا عشان تقوم بدور (كليوباترا) كنت إتضايقت رغم إن تاريخياً برده الإختيار ده حيكون مش دقيق و غلط و مينفعش يحصل بس هي المشكلة مش في التاريخ إنت مشكلتك في لون البشرة و ده اللي بان أوي من رد الفعل علي السوشيال ميديا .. في نفس الوقت السوشيال ميديا دي باكابورت كبير مينفعش بأي حال من الأحوال إنك تعتبره مقياس لشخصية المجتمع المصري بس هي الفكرة إن عصر السوشيال ميديا خلي الناس مقسومة نصين بعاد أوي عن بعض أو ما يسمي الTwo Extremes .. يا إما إنت شخص منفعل جداً و من جواك عايز تروح كاليفورنيا عشان تطربق المقر بتاع نيتفليكس فوق دماغهم أو إن إنت شخص الدنيا معاك سداح مداح إياكش حتي يجيبوا ممثلة صينية تقوم بدور (كليوباترا) و مش بعيد لو طلعوها شاذة جنسياً ميبقاش عندك مشاكل برده .. بس لما تيجي تتكلم بالعقل و بالمنطق و بالهداوة تكتسف إن أه صحيح إحنا عندنا حق نتضايق من اللي بيحصل بس في نفس الوقت إحنا كان المفروض نتضايق من زمان .. من زمان أوي .. إحنا بس متضايقناش بجد إلا لما جابولنا ممثلة إسرائيلية و ممثلة سمرا.

الممثلة (إليزابيث تايلور Elizabeth Taylor) في دور كليوباترا وهي بتصور الفيلم في العاصمة الإيطالية روما.

أنا من الناس المقتنعة إن الشعب المصري فيه خاصية غريبة جداً إن سهل عليه يتطبع بطبع الحاكم بتاعه .. يعني مثلاُ .. الرئيس (جمال عبدالناصر) الله يرحمه كان رجل ثوري إشتراكي شايف إن الحل لتقدم مصر إن كل حاجة تبقي في إيد الحكومة و إن مصر تصنع كل حاجة و مفيش حاجة اسمها إستيراد .. و الناس غنتله .. جه وراه الرئيس (محمد أنور السادات) الله يرحمه و فتح الباب للرأسمالية في السياسة اللي هو سماها الإنفتاح عشان بس يضمن إن الناس كلها تفهم دماغه صح و هد كل حاجة بناها (عبدالناصر) .. و الناس برده غنتله .. جه وراه الرئيس (محمد حسني مبارك) الله يرحمه اللي كان حكمه قائم علي فكرة إن الوضع الإقتصادي في مصر خطير و بناء عليه إحنا لا فاضيين و لا عايزين يبقي لينا أي دور في أي حاجة بتحصل حولينا و يمكن الإستثناء الوحيد هو المصيبة اللي حصلت لما قامت حرب الخليج الثانية .. و برده الناس غنتله .. (عبدالناصر) كان عايز يفتح مصر علي أفريقيا .. كتير من القادة الأفارقة و حتي قادة حركة تحرر السمر الأمريكان كانوا صحابه و ياما زاروا مصر .. إنت جالك (مالكوم إكس Malcom X) و (محمد علي كلاي) و (نيلسون مانديلا) .. فجأة متفهمش إمتي و إزاي نظرتنا للسمر و لأفريقيا إتغيرت .. الصح اللي عمله (باسم يوسف) لما طلع إتكلم في برنامج المذيع الإنجليزي (بيرس مورجان Pierce Morgan) عن هي إيه مشكلة المصريين مع تجسيد (أديل جيمس) لدور كليوباترا أو اللي بتعمله عالمة الأثار (مونيكا حنا) اللي بدأت حملة بتطالب بإعادة حجر رشيد لمصر .. اللي مش صح هو اللي إحنا بنعمله علي السوشيال ميديا إن فيه كتير منا بقوا عنصريين ضد السمر أكتر من شخصية (كالفن كاندي Calvin Candy) اللي جسدها الممثل (ليوناردو دي كابريو Leonardo DiCaprio) في فيلم Django Unchained.

اللي كان المفروض نيتفليكس تعمله هي إنها تشوف مارفل عملت إيه لما حبت تعمل مسلسل عن شخصية Moon Knight .. واحد دي شخصية كرتونية يعني مش تاريخية و محدش كان حيقول لمارفل تلت التلاتة كام لو كانوا لعبوا في الحقايق التاريخية براحتهم .. إتنين بس عشان شخصية Moon Knight كتير من أحداثها و أبطالها مصريين فهم جابوا مخرج مصري اللي هو (محمد دياب) و بطلة مصرية اللي هي (مي القلماوي) و بسم الله ما شاء الله محدش قال كلمة وحشة عن المسلسل و طريقة تجسيده لحياة المصريين لا القدماء ولا بتوع دلوقتي .. يا ولاد الحلال ما انتوا لسه من فترة عاملين فيلم وثائقي حلو أوي اسمه أسرار مقبرة سقارة Secrets of Saqqara Tomb عن الدور اللي قام بيها علماء الأثار المصريين في كشف أسرار الحضارة المصرية القديمة بدل السمعة المتاخدة عن الموضوع ده إن محدش بيفهم فيه أكتر من علماء الأثار الأجانب.

اللي عايز أختم بيه إن أنصار الأفروسينتريزم مش حقول عندهم عقدة نقص بس هم عايزين يتشعلقوا في أي مجد حققته أفريقيا عشان يرفعوه في وش البيض في أميركا اللي لأكتر من 400 سنة فضلوا دايسين علي وش السمر هناك و يقولوهم لا فوقوا إحنا لينا تاريخنا .. يمكن محدش قالهم إن كان فيه حاكم أفريقي اسمه (مانسا موسي) يبقي أغني رجل في تاريخ البشرية و كان أفريقي و أسمر و بيحكم مملكة مالي .. بس يمكن عشان كان مسلم فمينفعش يستخدموه كواجهة .. إنك تفهم دماغ الناس دي حتبقي أول خطوة ليك إنك تعرف إزاي ترد عليهم من غير ما يبان إن أصلاً عنصري في الوقت اللي إنت أغلب من الغلب بس دمك محروق حبتين.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!