تابعونا

كليوباترا .. أخطر كائن حي في الدنيا هو ست بتعرف تفكر.

و لسه دم (يوليوس قيصر) سايل علي سيراميك مجلس الشعب قامت الحرب الأهلية الرومانية الثانية .. الحرب دي قامت بين الناس اللي قتلت (يوليوس قيصر) ضد أنصار (يوليوس قيصر) و اللي الحقيقة أهم شخصيتين لازم نقف قدامهم في الحرب دي هم (ماركوس أنطونيوس) و (أوكتافيوس).

2 سبتمبر، 2022 1.4 ألف

لينك التسجيل الصوتي للجزء الأول من المقالة علي ساوند كلاود:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/srar1jflfiyh?si=62834b6aaa004bd0b571fcbdc27676b3&utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing

لينك التسجيل الصوتي للجزء الثاني من المقالة علي ساوند كلاود:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/ennqnipy16ng?si=45ac725c0913441891533cf8e2179439&utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing

لينك التسجيل الصوتي للجزء الثالث من المقالة علي ساوند كلاود:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/nc2jc14x4pxn?si=57800c06be2d4145a277004b60318897&utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing

مشكلتي مع الكلام عن الشخصيات التاريخية هي إني بيبقي مستحيل عليا شخصياً إني في الأخر أديلك الزتونة بتاعة هو البني أدم ده كان حلو ولا وحش .. البشر عموماً أعقد سيكا من إنك تختزل حياتهم في إنك تديهم تقييم زي اللي بتديه لسواق الباص بتاع سوافل .. دايماً إفتكر إنك بتتكلم عن بني أدم طبيعته إنه مش كامل .. بس قصاد ده فيه مواقف بتحصل في حياة البني أدم اللي إنت عايز تتكلم عنه بتخليك تقدر يبقي عندك تصور لشخصيته .. موقف بيوريك معدنه .. أصله .. تربيته .. يعني مثلاً .. موقف لما سيدنا (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه رفض يصلي الظهر في كنيسة القيامة بعد فتح القدس الشريف عشان محدش بعده ياخدها ذريعة لإنتهاك حرمة الكنايس ده يوريك إنك بتتكلم عن بني أدم فاهم يعني إيه سياسة و الأهم إنه فاهم طبيعة النفس البشرية .. موقف زي ده لما تحطة قدامك تقدر تبقي مستوعب هو سيدنا (عمر) بيفكر إزاي .. في حالة (كليوباترا) أنا قبل ما أحكيلك قصتها و إزاي عاشت و إزاي ماتت فيه موقف لما تحطه قدامك بتقدر إنك تستوعب هي الست دي كانت بتفكر إزاي.

كان يا مكان الست دي كانت قاعدة في السفينة الملكية اللي إنت تقدر مجازاً يعني تقول عليها اليخت بتاعها مع واحد من أهم جنرالات الجمهورية الرومانية (ماركوس أنطونيوس Mark Antony) .. إيه اللي جاب (ماركوس) أصلاً  لليخت بتاعها و ليه قلت عليها الجمهورية الرومانية مش الإمبراطورية الرومانية حنعرف كمان شوية بس خليك معايا .. عشان (كليوباترا) إسكندرانية مش من المنوفية فهي كل ليلة كانت بتعمل حفلة كبيرة كلها أكل و شرب و لعب و دلع و إنت فاهم بقي .. في ليلة من الليالي دي بعد الحفلة و (كليوباترا) و (ماركوس) مريحين شوية بعد ما كلوا لحد ما بقوا مش عارفين ياخدوا نفسهم ف(ماركوس) بص للسما كده و حب يعمل فيها فيلسوف الغبرة و قال ل(كليوباترا) إن إحنا كده زي ما تقول هكرنا اللعبة .. مفيش حاجة تاني ينفع تتعمل في الدنيا دي و متعملتش .. كل يوم أكل و شرب و لعب .. خدم و حشم و سلطة و جاه .. فيه إيه تاني في الدنيا؟ .. (كليوباترا) بصتله و قالتله طب إيه رأيك بقي إني بكره حعملك حفلة حتكلفني 10 مليون سيستريوس .. اه بالمناسبة سيسترتيوس Sestertius دي كانت عملة الجمهورية الرومانية زمان .. المهم (ماركوس) بصلها و قالها المياه تكدب الغطاس.

لسه الموقف مخلصش خلي بالك .. تاني يوم إتعملت حفلة زي كل الحفلات اللي إتعملت قبل كده و يمكن ده السبب اللي خلي (ماركوس) يقول ل(كليوباترا) أنا اللي كسبت الرهان إنتي معملتيش حاجة جديدة .. (كليوباترا) بصتله بصة واحدة ست قدامها كام ثانية و تدي الرجل اللي قدامها أحلي خازوق في حياته .. (كليوباترا) ندت علي الخدام بتاعها يجيبلها كوباية خل مركز .. هي مسكت الكوباية و رمت فيها فص من فصين الحلق اللي كانت لابساه و كان حلق من اللؤلؤ اللي وقتها يعني كان لا يقدر بثمن .. (كليوباترا) و اللي الناس اللي كانت حاضرة الموقف فضلوا باصين لحباية اللؤلؤ و هي بتدوب في الخل و بعد ما دابت (كليوباترا) شربت كوباية الخل .. (ماركوس) كانت علي وشه بصة بلهاء كده اللي هي البصة التقليدية لرجل مش قادر يصدق جبروت الست اللي هو بيحبها و (كليوباترا) بتبتسم إبتسامة النصر و بتقوله أنا اللي كسبت الرهان.

كده الموقف خلص .. في رأيك إيه اللي إنت إتعلمته عن شخصية (كليوباترا) من اللي أنا لسه حاكيه ده؟ .. تعالي نفكر سوا .. دي ست صرفت 10 مليون خلينا نقول جنيه للتسهيل يعني عشان بس تكسب رهان .. دي ست مش بتقبل فكرة الخسارة .. دي ست شعارها في الحياة هو زي ما الأغنية بتاعة DJ Khalid اللي بتقول All I Do is Win .. دي ست جرّت وراها أهم 3 رجالة في تاريخ العالم القديم .. (يوليوس قيصر Julius Caesar) و (ماركوس أنطونيوس) و (أغسطس قيصر Augustus Caesar ) .. إتنين من الثلاثة فيه شهرين من شهور السنة إتسموا علي إسمهم بالمناسبة اللي هم يوليو و أغسطس .. قصة (كليوباترا) أعقد بكتير من إنك تختزلها بإن زتونة معلوماتك عنها تبقي إنها ست بتعرف تغري رجالة و بتخشلهم أوضة النوم ملفوفة في سجادة .. قصة (كليوباترا) لازم تتفهم عشان تعرف إن رغم إنها كانت واحدة ست إلا إنها الست الوحيدة اللي هزمت أقوي إمبراطورية عرفها تاريخ البني أدمين .. و زي أي قصة لازم نبدأ من البداية خالص.

البطالمة .. تعرف مسلسل Game of Thrones؟

لو أنا حبيت ألخص مسلسل Game of Thrones في جملة واحدة عشان تتحط في الوصف بتاع المسلسل علي موقع IMDB مثلاً فأنا اللي حفكر فيه إنه مسلسل كله صدمات و دم و زنا محارم .. أهو تخيل إن ده برده إن ده نفس ملخص حياة البطالمة .. البداية خالص لما مات (الإسكندر الأكبر) سنة 323 قبل الميلاد .. الرجل ده لما مات مسابش وراه وريث بس ساب وراه حاشية من صحابه و جنرالاته اللي يمكن أهم واحد فيهم كان (بطليموس) .. (بطليموس) مكنش أهم واحد في حاشية (الإسكندر الأكبر) عشان الباشا كان (جون سنو) في نفسه .. لا خالص .. هو كان أهم شخصية لإنه كان (براندون) في نفسه .. هو اللي كان بيكتب كل حاجة عملها (الإسكندر) .. هو كان المؤرخ بتاعه و في الوقت اللي مكنش فيه لا نشرات أخبار ولا سوشيال ميديا فصدقني لو قلتلك إن الناس اللي زي (بطليموس) دول بيكونوا مهمين فشخ لأي حاكم.

مملكة (الإسكندر الأكبر) بدأت من مقدونيا و دخلت علي تركيا و بعد كده العراق و مصر و دخلت إيران لحد حدود الهند .. الخط الأحمر ده يبقي خط سير جيوش (الإسكندر الأكبر) و اللي لما مات المملكة دي كلها إتقسمت بين جنرالاته.

بسبب الأهمية دي فلما (الإسكندر) مات (بطليموس) ورث صدر الفرخة أو أحلي حتة في التورتة  .. مصر .. مش بس كده .. دايماً إفتكر إن (الإسكندر الأكبر) و رجالته كانوا من مقدونيا اللي هي اليونان يعني و بناء عليه الناس دي عاشت في مجتمع كانت شرعية الحاكم بتيجي من إنه هو بنفسه اللي يدفن جثة الحاكم اللي قبله في مسقط رأسه .. ده معناه إن كان المفروض جثة (الإسكندر) تتدفن في مقدونيا و ده كان معناه إن أيا كان الجنرال أو الشخص من حاشية (الإسكندر) اللي حيورث مقدونيا حيورث معاها شرعية إنه يبقي هو وريث مملكة (الإسكندر الأكبر) .. يقوم (بطليموس) يعمل إيه؟ .. و جثة (الإسكندر) بتتنقل من الهند لحد مقدونيا يبعت رجاله مسلحين يسرقوها و يجيبوها مصر عشان تتدفن الأول في مدينة ممفيس اللي هي هليوبليس دلوقتي و بعد كده الجثة إنتقلت لمدينة الإسكندرية.

دي كانت ضربة معلم .. أولاً (بطليموس) ضمن ولاء و طاعة كل الجنرالات التانيين اللي كانوا ضمن حاشية (الإسكندر) إن محدش فيهم حيتجرأ و يحاول يغزو مصر .. ثانياً ده عطي ل(بطليموس) فرصة إنه يلاقي إجابة سؤال صعب شوية .. هي مصر دي بتحكموها إزاي؟

حاول تفكر فيها من وجهة نظر (بطليموس) .. دلوقتي أنا عارف إن المصريين شايفني قوة إحتلال .. لا أنا مصري ولا لون بشرتي قمحي ولا شربت من نيلها ولا جربت أغنيلها .. صحيح جثة (الإسكندر) مدفونة هنا بس إيه يعني .. إيه اللي يمنع المصريين إنهم يثوروا عليا؟ .. الحل اللي (بطليموس) فكر فيه هي إنه عشان يحل مشكلة إنه مش مصري فهو لازم يبان قدام الناس إنه مصري .. ده خلاه يبدأ هو و عياله يلبسوا الزي الفرعوني الملكي بس الأهم إنه بدأ يدخل فكرة زواج الأخوات عشان يحافظ علي نقاء النسل الملكي زي ما كان حكام المصريين القدماء بيعملوا .. حاول تبقي فاهم إن الفكرة دي كانت مرفوضة من اليونانيين بس (بطليموس) مكنش عنده مشكلة يعمل أي حاجة عشان يقدر يحتفظ بحكم مصر .. شفت بقي إن (كليوباترا) متفرقش كتير عن جدها الكبير.

علي رأي المثل الروسي اللي بيقول الشيطان في التفاصيل فإنت مهم تفهم هي سياسة جواز الأخوات دي كانت بتتطبق إزاي .. لنفترض إن (بطليموس) خلف ولد و بنت مثلاً و كان الولد هو الكبير .. حلو .. الولد و البنت حيتجوزوا بعض و حيحكموا مصر مع بعض بس خلي بالك عشان الولد هو الكبير في السن فكلمته هي اللي حتمشي علي أخته و العكس صحيح .. يعني لو الأخت هي الكبيرة فكلمتها تمشي علي أخوها .. كده البطالمة ضمنوا كذا حاجة .. ضمنوا إن محدش حيفكر يغزوهم من بره .. ضمنوا إن المصريين مش حيثوروا عليهم .. ده خلاهم يركزوا أوي علي النشاط الإقتصادي .. مصر تحت حكم البطالمة مكنتش دولة عسكرية قد ما هي كانت دولة معاها فلوس .. فلوس كتير .. كتير أوي.

مصر كان معاها فلوس تصرفها علي مشاريع خزعبلية زي مكتبة الإسكندرية و منارة الإسكندرية و الإثنين كانوا من عجايب الدنيا السبعة .. مصر كان معاها فلوس كتير أوي لدرجة إنها إشترت ولاء كيان قوي فشخ زي الدولة الرومانية .. في الوقت اللي الرومان كانوا ساحلين نفسهم في إحتلال الدول اللي حوليهم عشان يوسعوا من حكمهم كان البطالمة عمالين يحوشوا في فلوس من التجارة و مفخدين و قاعدين في التكييف .. ليه تتعب أكتر بدل ما ممكن تتعب أقل .. و لإن البني أدمين ميقدروش يقعدوا كده كافيين خيرهم شرهم فهم لازم يقرفوا حد و عشان كده البطالمة مسكوا في خناق بعض .. لا خناق إيه قصدك قتل بعض .. و الحقيقة إن الدم كان للركب و يمكن فوق الركب بشوية.

تصور فني لشكل مكتبة الإسكندرية اللي بناها البطالمة .. لولا الفلوس الكتير اللي كانت تحت إيدهم مكانوش عرفوا يبنوا معجزة هندسية بالشكل ده بقت بعد كده من عجائب الدنيا السبعة.
تصور فني لشكل منارة الإسكندرية اللي برده كانت من عجائب الدنيا السبع القديمة.

هي المشكلة كلها في السؤال اللي الشيطان بيوسوسه في نفس واحد من الإثنين أخوات اللي بيحكموا مصر .. ليه أخلي أخويا أو أختي يحكم معايا بدل ما أنا ممكن أحكم لوحدي؟ .. أخ يقتل أخوه تلاقي .. أخت تقتل أختها تلاقي .. أخ يقتل أخته موجود .. أخت تقتل أخوها و ماله .. ابن يقتل أبوه أو أمه بيحصل .. بنت تقتل أبوها و أمها يعني هي جت عليها .. حتي المستشارين بتوع واحد من الإثنين أخوات كان بينولهم من الحب جانب و دمهم سال علي سيراميك القصر الملكي .. من سنة 323 قبل الميلاد لحد سنة 69 قبل الميلاد و دي السنة اللي إتولدت فيها (كليوباترا) فإنت بتتكلم عن 254 سنة من الدم و ده لوحده كافي جداً إنه يضعف الدولة .. مجرد بصة سريعة أوي لإزاي أصلاً (كليوباترا) وصلت للحكم كفيل إنه يفهمك إن الناس دي كانت بتلعب الكراسي الموسيقية بس بأرواح بعض .. إبن عمها (بطليموس الحادي عشر) إتقتل .. شوية و أختها (كليوباترا السادسة) إتقتلت .. بعد كده أختها الثانية (بيرنيكي الرابعة) هي كمان إتقتلت .. وراها أبوها (بطليموس الثاني عشر) مات بس ده مات بسبب مرضه محدش قتله .. بعد موت أبوها سنة 51 قبل الميلاد وصلت للحكم مع أخوها الصغير (بطليموس الثالث عشر) اللي كان عنده وقتها 11 سنة و هي كان عندها 18 سنة.

أقف بقي هنا .. عشان هي الكبيرة زي ما قلنا فالمفروض إن كلمتها تمشي علي أخوها .. و عشان هي عاشت لحد ما بقي عندها 18 سنة و دي حاجة مكنتش بتحصل كتير في عيلة البطالمة زي ما حكيتلك من شوية فهي عرفت تتعلم كويس .. هي كانت بتفهم في الرياضيات و المنطق و الفلك و بتتكلم 7 لغات .. هي كانت أول حاكمة من البطالمة اللي تتقن اللغة المصرية القديمة .. زي ما إنت شايف كده إنت بتتكلم عن بنت بتعرف تفكر .. بنت متعلمة .. صحيح هي عندها 18 سنة بس هي كانت قريبة جداً من أبوها اللي علمها كل حاجة هي محتاجة تعرفها عن الحكم .. و ده كان أكبر تهديد لمؤسسات الحكم.

حاول تحط نفسك مكان الموظفين الكبار بتوع البلد .. أنا بتكلم عن الوزراء و اللي ماسكين القوات المسلحة و المستشارين و القضاة .. الناس دي بقالها أكتر من 250 سنة و هم بيمسحوا الدم ورا مؤامرات حكام البطالمة ضد بعض .. الناس دي زهقت خلاص و الأهم إنهم بقوا شايفين إن كده كفاية .. مصر بلد تستحق إن يحكمها ناس فاهمه هي بتعمل إيه .. ده معناه إنهم محتاجين اللي يفضل علي الكرسي يبقي عروسة ماريونيت يحركوه بمزاجهم .. مجرد واجهة عشان الشعب يبقي راضي و ساكت بس ورا الكواليس هم اللي بيحكموا .. علي الأقل هم قالوا لنفسهم لو إحنا اللي حكمنا مش حنفضل نقتل في بعض .. تفتكر هم لما بصوا ل(كليوباترا) و (بطليموس الثالث عشر) قالوا لنفسهم مين فيهم ينفع يبقي واجهة و مين فيهم لازم نخلص منه عشان بتاع مشاكل؟ .. سنة 48 قبل الميلاد لما (كليوباترا) كان عندها 21 سنة بس ربنا نجاها من محاولة إغتيال دبرها أخوها (بطليموس الثالث عشر) بعد ما الحاشية اللي كلمتك عنها سيطروا علي دماغه .. (كليوباترا) ملقتش حل غير إنها تبقي (دنيريس تارجارين) في نفسها و هربت علي سوريا و هي كل شوية تتلفت وراها بسبب الخوف من إن أخوها يكون بعت حد تاني يقتلها.

واحدة من المحاولات الكتير اللي إتعملت عشان الناس بتوع Graphic Design يطلعولنا صورة قريبة من ملامح (كليوباترا) بناء علي التماثيل اللي بنشوفها في المتاحف.

الرومان .. بيدي لا بيد (عمرو):

سيب بقي (كليوباترا) في سوريا شوية عشان جه الوقت اللي نحاول نجاوب فيه علي السؤال اللي قلته في المقدمة و قلتلك حفهمك إجابته بعدين .. هو إيه الفرق بين الإمبراطورية الرومانية و الجمهورية الرومانية؟ .. زي ما حكينا في مقالة الحروب البونيقية فالرومان زمان كان عندهم حاجة إسمها نظام القناصل .. اللي بيحصل إن عندهم مجلس الشعب اللي هو Senate اللي بيختار إثنين رؤساء وزارة اللي هم القنصلين و الإثنين مع بعض بيمشوا الدنيا تحت رقابة مجلس الشعب .. الليلة دي كده كانت بتتسمي الجمهورية الرومانية .. في وقت قصتنا اللي كان بيحكم روما كان إتنين قناصل يعتبروا من أهم الشخصيات في تاريخ الحضارة الرومانية اللي هم (يوليوس قيصر) و (جايوس بومبيوس ماجنوس) و اللي إختصاراً يعني حنسميه (بومبي).

الإثنين كانوا صحاب و قرايب علي فكرة .. (بومبي) كان متجوز بنت (يوليوس قيصر) و كان إسمها (جوليا) و ماتت و هي بتولد إبن (بومبي) و حفيد (يوليوس قيصر) .. بس يمكن الفرق بينهم إن (يوليوس قيصر) كان طموح بزيادة و الأهم إنه مكنش فارق معاه إنه يقتل أي حد عشان يوصل لهدفه و هدفه مكنش مجرد الكرسي لإنه كان فعلياً قنصل .. هدفه إنه يبقي ملك مش مجرد موظف في الدولة .. هو كان عايز يبقي الإمبراطور و الحقيقة إن الCV بتاع (يوليوس قيصر) كان يخض .. ده الرجل اللي أخضع قبائل الغال اللي هي فرنسا و ألمانيا دلوقتي لسلطة روما .. هو اللي خلي بريطانيا تحت حكم الرومان .. و في نفس الوقت هو اللي أعلن الحرب علي مجلس الشعب عشان تقوم الحرب الأهلية الرومانية بينه و بين (بومبي) اللي يبقي صاحبه و جوز بنته .. (بومبي) كان ضد كل حاجة (يوليوس قيصر) عايز يحققها .. هو ضد فكرة الإمبراطورية .. ضد حكم الفرد .. ضد إن شخص واحد يتحكم في مصير البلد .. الصراع بين (يوليوس) و (بومبي) هو صراع أفكار و عقيدة .. إتنين صحاب بس وصلوا لمرحلة إنهم إقتنعوا إن واحد فيهم لازم يموت عشان التاني يعيش.

المواجهة الأولي كانت في اليونان و فيها جيش (يوليوس قيصر) داس علي وش جيش (بومبي) اللي ملقاش حل غير إنه يجي مصر .. إشمعني يعني يجي مصر؟ .. هي قصة قديمة شوية بس ححكيهالك بسرعة .. فاكر أخت (كليوباترا) (بيرنيكي الرابعة) اللي قلتلك إنها إتقتلت؟ .. البنت دي عملت إنقلاب عسكري علي أبوها و نفته لروما هو و أختها (كليوباترا) .. حلو .. و هو في روما أبوها (بطليموس الثاني عشر) قدر يقنع (بومبي) بصفته قنصل إنه حيديه فلوس في مقابل إن (بومبي) يبعت جيش للإسكندرية عشان يرجع (بطليموس الثاني عشر) للحكم و يقتل بنته (بيرنيكي الرابعة) و ده اللي حصل فعلاً .. أيوه الأب قتل بنته و ده كان عادي و بيحصل كتير في عيلة البطالمة بنت ستين كلب دي .. فلما (بومبي) إتهزم جري علي مصر عشان يطلب المساعدة من (بطليموس الثالث عشر) اللي هو يبقي أخو (كليوباترا) و إبن (بطليموس الثاني عشر) علي أساس أقف في ظهري زي ما وقفت في ظهر أبوك و بسببي إنت بقيت ملك مصر دلوقتي.

في سبتمبر 48 قبل الميلاد (يوليوس قيصر) بيوصل بجيوشه للإسكندرية و هو بيسأل سؤال واحد بس .. (بومبي) فين؟ .. (يوليوس قيصر) جاتله رسالة من (بطليموس الثالث عشر) إنه محضرله مفاجأة حيوريهاله أول ما يوصل للقصر الملكي .. فعلاً (يوليوس قيصر) بيروح و بيلاقي (بطليموس) بيقدمله طبق عليه راس (بومبي) .. اللي حصل إن شلة المستشارين اللي بيتحكموا في كل صغيرة و كبيرة بيعملها (بطليموس) و اللي أقنعوه إنه يحاول يقتل أخته هم برده اللي أقنعوه إن حتبقي حركة حلوة لو قتلوا (بومبي) و سلموا جثته ل(يوليوس قيصر) قال يعني كده هو بيعمله جميلة .. طبعاً محدش من شوية العباقرة دول كان فاهم هم الرومان بيفكروا إزاي .. هم حسبوها زي ما يكون (يوليوس قيصر) بيفكر زي البطالمة عايز يخلص من أعداءه و خلاص .. محدش فكر في إن الرومان نفسهم عندهم إقتناع بمقولة بيدي لا بيد (عمرو) .. دي خناقة رومان في بعضيهم فإيش دخلكوا أنتوا يا شوية مصريين فلاحين .. دي حقيقة الرومان كانوا عنصريين شوية في الحتة دي .. هم كانوا شايفين نفسهم فوق بقية البشر و بناء عليه إهانة كبيرة لما شوية مصريين ميسووش في سوق الرجال سيستريوس واحد يقتلوا (بومبي) واحد من أهم جنرالات روما.

وسط كل الهري ده (كليوباترا) كانت في سوريا بتفكر تعمل إيه .. هي كان قدامها 3 حلول .. أول حل إنها تفضل مستخبية و تنسي خالص فكرة إنها تيجي مصر تاني .. ثاني حل إنها تجمع جيش و تيجي بيه مصر تحت شعار عليا و علي أعدائي .. ثالث حل إنها تلاقي طريقة تقابل بيها (يوليوس قيصر) عشان تقنعه إن هي مش أخوها اللي حتضمن مصالح الرومان في مصر أو علي الأقل ده اللي هي حتحاول تقنع بيه (يوليوس قيصر) لإن في دماغ (كليوباترا) هي كانت شايفه إن (يوليوس قيصر) هو السلم اللي حيخليها توصل لمصلحتها في إني تحكم مصر .. هي إختارت الحل الثالث و من هنا جت الفكرة اللي كل ما يتقال إسم كليوباترا تيجي في دماغ الناس إن خدامينها هربوها لحد أوضة نوم (يوليوس قيصر) في سجادة و في قول أخر في ملايات سرير.

أيوه و مش حنكر إن الإثنين كانت بتربطهم علاقة عاطفية شملت السرير بس حاول تحط ده قدام شوية حقايق تانية .. (كليوباترا) كان عندها 21 سنة و (يوليوس قيصر) كان عنده  52  سنة .. في ثقافة (يوليوس قيصر) الستات مكانها المطبخ بس إذا بيه يلاقي نفسه بيتكلم مع ست بتتكلم لغات .. قارية نفس الكتب اللي هو قراها .. زي ما هو قاد جيوش في ميادين معارك فهي عارفة أساسيات التكتيكات العسكرية .. تخيل نفسك نصيبك بيحطك في طريق بنت بتلعب Call of Duty و FIFA و حلوة ومعاها ماجستير في العلوم السياسية و بتتفرج علي أفلام أجنبي و بتطبخ .. لا و كمان بتعرف ترقص .. بذمتك مش حتقع في غرامها .. زود علي كده فكرة إن (يوليوس قيصر) مكنش طايق أصلاً (بطليموس الثالث عشر) بعد ما قتل (بومبي).

شوية و (يوليوس قيصر) إستدعي (بطليموس) في مكتبه .. خدت بالك إنه إستدعي ملك مصر دي؟ .. متوقع (يوليوس قيصر) يكون عايز (بطليموس) ليه؟ .. لو بتقول لنفسك إنه حيعدمه تبقي غلطان لإن زي ما (صلاح الدين الأيوبي) الله يرحمه قال للملك (جي دي لوزينيان Guy of Lusinian) ملك مملكة القدس بعد موقعة حطين إن الملك مبيقتلش ملك .. (يوليوس) قال إنه عايز (بطليموس) و (كليوباترا) يتصالحوا علي بعض و يرجعوا يحكموا مصر سوا تاني .. طبعاً المستشارين بتوع (بطليموس) أقنعوه إنه يرفض و مش بس كده أقنعوه إنه يعلن الحرب علي الوجود الروماني في مصر .. في يناير 47 قبل الميلاد شوف بقي إيه اللي حصل .. (يوليوس قيصر) إنتصر علي قوات (بطليموس) .. (بطليموس الثالث عشر) مات غرقاً في النيل .. و شوف شوف شوف شوف دي .. (كليوباترا) بقت حامل من (يوليوس قيصر) .. مش بس كده .. هي إتجوزت أخوها الصغير (بطليموس الرابع عشر) عشان وفق النظام بتاع البطالمة يحكموا هم الإثنين سوا بس طبعاً كلنا عارفين مين بيمشي كلمته علي مين.

بص للأحداث لحد دلوقتي من وجهة نظرها هي .. زي ما الحكام الرجالة بيستخدموا الجواز و الخلفة كسلاح سياسي فهي كمان إستخدمت نفس السلاح ده عشان تأمن حكمها .. بس عشان هي ست فالتاريخ قال عليها مش محترمة و بتاعة رجالة .. هي صحيح كانت بتحب (يوليوس قيصر) و علي علاقة غير شرعية بيه بس هم الإثنين أساساً مكنش ينفع يتجوزوا قصاد الناس .. هو متجوز واحدة عايشة في روما و هي متجوزة أخوها زي ما نظام الحكم في مصر بيقول  .. لا القانون المصري ولا القانون الروماني كان بيسمح بإن الجوازة دي تتم .. بس مجرد إنها تخلف من (يوليوس قيصر) طفل سمته (قيصرون) فده خلاها أهم ست في العالم وقتها لإن حاول متنساش الهدف اللي خلاها تسعي أصلاً إنها تخلف منه .. هي كسرت حكم البطالمة .. زمان كان المفروض إنها تتجوز أخوها و تخلف منه بس دلوقتي لا هي خلفت من حاكم روما و بالتالي إبنها حيقدر يورث منها الحكم و مش حيحتاج إنه يتجوز أخته عشان يحافظ علي نسل البطالمة .. إنها تخلف من (يوليوس قيصر) كان معناه إن (كليوباترا) أسست دولة بإسمها في مصر .. إنها تخلف من (يوليوس قيصر) كان معناه إن بقي في ظهرها حليف جامد زحليقة .. إنها تخلف من (يوليوس قيصر) كان معناه إنه لما رجع روما تاني من شدة حبه و إشتياقه ليها أمر بإن يتعملها تمثال من الذهب في مدخل معبد إلهة الجمال (فينوس).

زيارة (كليوباترا) لروما .. بداية النهاية:

هنا أنا لا عايزك تحط نفسك في مكان لا (كليوباترا) ولا (يوليوس قيصر) إنما عايزك تحط نفسك مكان المواطن الروماني البسيط .. لما تيجي تتكلم عن التاريخ متنساش إن الشخصيات المهمة و الكبيرة و المشهورة مش هي بس اللي بتغير مسار الدول .. ممكن ناس عاشت حياتها كلها متدارية بس بسبب حاجة واحدة عملوها يقلبوا الطرابيزة علي الكل .. حاول متنساش إن ناس كتير وقت الحرب الأهلية الرومانية كانوا واقفين في صف (بومبي) .. كتير كانوا شايفين (يوليوس قيصر) زي ما (بومبي) كان شايفه مجرد شخص حيموت و يقعد علي الكرسي الكبير .. كرسي الإمبراطور .. ده معناه إن بعد موت (بومبي) و بعد ما الناس سمعت خبر إن (كليوباترا) خلفت من (يوليوس قيصر) و بمجرد ما هو رجع تاني روما و ناس كتير بتحلم باليوم اللي (يوليوس قيصر) يتقتل .. الناس دي كان دمها بيغلي و المشكلة إن مفيش حاجة عملها (يوليوس قيصر) عشان يمتص غضبهم .. بالعكس .. ده كان زي ما بيقول صياحكم طرب.

سنة 47 قبل الميلاد و بمجرد ما رجع تاني روما (يوليوس قيصر) أجبر مجلس الشعب إنه يعينه كديكتاتور لمدة 10 سنين .. زي ما شرحنا قبل كده برده في مقالة الحروب البونيقية فكلمة ديكتاتور في الجمهورية الرومانية كان معناها إن بدل ما Senate أو مجلس الشعب يختار إتنين قناصل فهم بيجيبوا رجل واحد بس يدوله جميع الصلاحيات و يقولوله أرواحنا أمانة في رقبتك يا ريس .. شوية و (يوليوس قيصر) أمر إن يتعمله تمثال في مدخل معبد جوبيتر اللي هو أهم إله من ألهة الرومان اللي هي زي ما تقول كده بيقولهم أنا ربكم الأعلي .. تفتكر (يوليوس) يستهدي بالله بقي كده و يسكت .. لا طبعاً .. الرجل قرر إنه يلغي العمل بالتقويم القمري اللي الرومان فضلوا لسنين شغالين بيه و حل محله التقويم الشمسي للسنة اللي المصريين القدماء بقالهم قرون شغالين بيه و ده بسبب نصيحة (كليوباترا) ليه .. صحيح إن التقويم الشمسي ده هو هو اللي إنت دلوقتي شغال بيه في حياتك يعني المصريين القدماء هم اللي عاملينه في الأصل بس الرومان مشافوهاش كده .. الرومان شافوها إن من كتر قعدته مع (كليوباترا) فهي لعبت في دماغه و أقنعته إنه مش بس بني أدم عادي زيه زينا إنما زي ما المصريين القدماء كانوا بيشوفوا حكامهم .. الحاكم الإله .. فرعون.

وسط جو الغليان اللي في الشارع ده يا عيني (يوليوس قيصر) لما رجع روما مكنش عارف يقعد علي بعضه .. مش قادر يعيش من غير ما (كليوباترا) تبقي جنبه .. الرجل فعلياً كان بيعشق الست دي .. بيعشقها لدرجة إنه خاطر بمستقبله و طموحه إنه يبقي إمبراطور و عزمها تيجي روما و ده اللي شفناه في المشهد التاريخي من فيلم Cleopatra  القديم اللي كان من بطولة (إليزابيث تايلور Elizabeth Taylor) .. سنة 46 قبل الميلاد كانت السنة اللي بدأت فيها نهاية حلم دولة (كليوباترا) لما حبت إنها كست يعني تكسر عين ستات روما كلهم و جت زارت عشيقها اللي خلاها تقعد في فيلا قصاد فيلته علي الضفة الثانية من نهر التيبر اللي قاسم العاصمة روما نصين .. حط ده قصاد الإشاعة اللي إنتشرت وقتها إن (كليوباترا) لعبت في دماغ (يوليوس قيصر) عشان مش بس يعلن نفسه إمبراطور .. و مش بس يعلن نفسه إله .. لا إنما كمان حيعلن إبنها (قيصرون) ولي عهده و حينقل العاصمة من روما للإسكندرية .. سنتين و (كليوباترا) قاعدة في روما .. سنتين و كل يوم بيعدي فيهم الغليان في الشارع بيزيد لحد ما جه اليوم الموعود .. يوم 15 مارس 44 قبل الميلاد و ده اليوم اللي إتقتل فيه (يوليوس قيصر) جوه البرلمان.

جري علي الإسكندرية .. طبعاً خبر إغتيال (يوليوس قيصر) خلي الناس كلها مركزة معاه و ده عطالها فرصة إنها تفضي طاقة غضبها .. ما هي ست بقي و مينفعش تكتم جواها زي الرجالة .. بمجرد ما رجعت مصر دبرت مؤامرة إغتيال أخوها (بطليموس الرابع عشر) و عينت إبنها (قيصرون) يبقي شريك ليها في الحكم تحت إسم (بطليموس الخامس عشر) و بكده ضمنت إن حكمها حيبقي مستقر في مصر .. بس إذا كانت الدنيا هادية في مصر فالحياة كانت مولعة في روما.

واحدة من أشهر اللوح الفنية في التاريخ هي لوحة إغتيال (يوليوس قيصر) علي بلاط البرلمان الروماني.

(ماركوس أنطونيوس) ولا (أوكتافيوس) .. لعبة كولو بامية اللي هزت عرش مصر:

و لسه دم (يوليوس قيصر) سايل علي سيراميك مجلس الشعب قامت الحرب الأهلية الرومانية الثانية .. الحرب دي قامت بين الناس اللي قتلت (يوليوس قيصر) ضد أنصار (يوليوس قيصر) و اللي الحقيقة أهم شخصيتين لازم نقف قدامهم في الحرب دي هم (ماركوس أنطونيوس) و (أوكتافيوس) .. غالباً إنت عارف مين هو (ماركوس أنطونيوس) الدراع اليمين ل(يوليوس قيصر) و واحد من أهم جنرالات روما .. اللي إنت ممكن متكونش سمعت إسمه قبل كده هو (أوكتافيوس) .. ده شاب كان عنده وقت ما (يوليوس قيصر) إتقتل 19 سنة بس .. هو يبقي إبن أخت (يوليوس قيصر) و اللي كان معجب بيه جداً لدرجة إنه تبناه و بناء عليه (أوكتافيوس) في نظر الرومان علي الأقل يبقي وريث (يوليوس قيصر) و الحقيقة أنا عايزك تركز حبتين تلاتة مع (أوكتافيوس) ده بالذات.

(أوكتافيوس) ده ثعلب .. رغم سنه الصغير إلا إني أنا الحقيقة شايفه هو النسخة الرجالي من (كليوباترا) .. متعلم جداً .. مثقف جداً .. و الأهم إنه معندوش مشكلة يعمل أي حاجة عشان يوصل للي هو عايزه .. يمكن أهم حاجة عملها (أوكتافيوس) بعد إغتيال (يوليوس قيصر) إنه دافع بشكل فشيخ عن كل محاولات عمه إن الرومان يعتبروه إله زي إنه يغير التقويم السنوي و إن يتسمي شهر من شهور السنة علي إسمه .. طبيعي إنك تهرش في شعرك و إنت بتسأل طب ليه؟ .. حتستفاد إيه يا (أوكتافيوس) لما ده يحصل؟ .. شوف يا أسطي لما الرومان يقولوا علي (يوليوس قيصر) إنه إله فطبيعي إن (أوكتافيوس) بصفته ابن (يوليوس قيصر) بالتبني إنه يكون إبن الإله .. طبعاً (ماركوس أنطونيوس) شايف كل ده و حيموت من الغيظ بس الإثنين أجلوا خناقاتهم دي لحد ما يكسبوا الحرب الأهلية و ده اللي حصل فعلاً سنة 42 قبل الميلاد.

بمجرد ما الحرب خلصت (أوكتافيوس) و (ماركوس) قعدوا مع بعض و الحقيقة إن المشكلة كانت واضحة ليهم زي الشمس .. نظام القناصل ده مش نافع .. لو إحنا الإتنين بقينا قناصل فهي مسألة وقت قبل ما نمسك في خناق بعض .. طب و الحل؟ .. متفهمش ليه و إزاي بس تفكيرهم هداهم إن بدل ما اللي بيحكم روما إتنين قناصل خلوهم ثلاثة .. إتعمل مجلس رئاسي من (أوكتافيوس) و (ماركوس) و معاهم شخص ثالث مهزق إسمه (ليبيدوس) .. أول قرار رسمي يطلع من المجلس ده كان إعترافهم باستقلال مصر و إن (كليوباترا) و إبنها (قيصرون) هم أصحاب الحق الشرعي في حكم البلد .. طب ما حلو أهو إيه المشكلة بقي؟ .. المشكلة إن (كليوباترا) كانت عارفه إن السر اللي عارفه سكان روما كلهم إن (أوكتافيوس) و (ماركوس) عاجلاً أم أجلاً حيمسكوا زمارة رقاب بعض بس هو السؤال دلوقتي (كليوباترا) تختار مين فيهم تقف في صفه؟

مشكلة (أوكتافيوس) في حاجتين: أولاً سنه لإنه أصغر من (كليوباترا) بحوالي 6 سنين و وقتها فكرة إن ست تتجوز رجل أصغر منها في السن مكنتش مقبولة أوي .. ثانياً (قيصرون) يبقي إبن (يوليوس قيصر) و (أوكتافيوس) يبقي برده إبن (يوليوس قيصر) بالتبني فطبيعي إن (أوكتافيوس) حيشوف (قيصرون) كتهديد واضح و صريح لنفوذه .. خليك فاكر إن (كليوباترا) مكنش فارق معاها إن إبنها في يوم من الأيام يحكم روما بس هي مكنتش عايزه اللي يحكم روما يكون حاطط نقره من نقر إبنها .. ده معناه إن (أوكتافيوس) مش نافع .. طب (ماركوس) وضعه إيه؟ .. إنت بتتكلم عن جنرال له شعبيته وسط العساكر و الأهم إنه نسوانجي و سهل واحدة ست تتحكم فيه لو كانت حلوة و بتعرف تتدلع عليه .. شفت سهلة إزاي .. (كليوباترا) حسبتها زي أي ست .. الجود بوي مش نافع عشان ملتزم و ده حيخليها تختار الباد بوي عشان فلاتي و نسوانجي و سهل تسوقه.

(ماركوس) من اليوم الأول اللي المجلس الرئاسي ده إتعمل و هو ساب روما خالص و قال ل(أوكتافيوس) أشبع بيها مخضرة أنا رايح أقعد في الشرق .. (ماركوس) إعتبر نفسه حاكم الولايات الشرقية من الدولة و ساب روما و مشاكلها و خناقاتها ل(أوكتافيوس) يغرق فيها .. (كليوباترا) صحيت الصبح لقت جايلها رسالة من (ماركوس) بيستدعيها لمعسكره في مدينة طرطوس في شبه جزيرة الأناضول اللي هي تركيا دلوقتي .. هي كانت فاهمه السبب ورا الإستدعاء ده .. (ماركوس) كان عايز يقابلها عشان يقولها إنه عشان هو الرجل فهو حيمشيها زي ما هو عايز .. دايماً أفتكر إن (ماركوس) زيه زي (يوليوس قيصر) إتربوا في مجتمع الستات فيه مكانها المطبخ فهو يا عيني مش متخيل إزاي واحدة ست ممكن تكون بتعرف تفكر .. (كليوباترا) كانت عارفة إن الإنطباع الأول هو اللي بيعلق مع الرجاله .. هي طبيعتنا كرجالة كده .. إسأل أي رجل جرب يروح قعدة تعارف من بتاعة جواز الصالونات .. لو البنت معجبتوش من أول قعدة فهو غالباً مش حيروح يقابلها تاني.

تقسيمة الدولة الرومانية بعد تكوين المجلس الرئاسي بين (ماركوس أنطونيوس) و (أوكتافيوس) و (ليبيديوس) .. الحتة الحمراء دي تبع (أوكتافيوس) و شملت روما و إيطاليا و فرنسا و إسبانيا و بريطانيا .. الحتة الصفراء دي تبع (ماركوس) و دي شملت تركيا و سوريا و اليونان و ليبيا .. الحتة البني دي تبع (ليبيديوس) وكانت يدوبك قرطاجة .. فضلت مصر تحت حكم (كليوباترا) محتفظة بحق الحكم الذاتي بناء علي القرار اللي طلع من المجلس الرئاسي.

سنة 41 قبل الميلاد و (ماركوس) قاعد في معسكره بيجيله خبر إن الأسطول اللي بيرافق (كليوباترا) وصل .. الرجل بكل سلامة نية بيبص علي الأسطول إتخض .. المركب اللي راكباها (كليوباترا) كانت قصر عايم علي المياه .. الساري بتاع المركب من الذهب .. من بعيد تقدر تشوفها و هي قاعدة علي مخدات علي سطح المركب و الخدامين بتوعها بيهوا عليها عشان الحر و ريحة البخور اللي علي المركب واصله لحد المعسكر اللي قاعد فيه (ماركوس) .. موكب مهيب الرومان مش متعودين عليه .. علي الشط كان فيه وفد من شوية ضباط في الجيش كان المفروض إنهم يستقبلوا (كليوباترا) بس هم لقوا إن واحد من الخدم بتوعها هو اللي بيجيلهم و معاه رسالة منها بإنها عازمة (ماركوس) علي الغداء علي المركب بتاعتها .. اللي هو صحيح إنت إستدعيتني بس إنت اللي تجيلي مش أنا اللي أجيلك .. شكل الموكب و شكل المركب بتاعتها مقارنة بوفد الإستقبال المهزق اللي كان عبارة عن شوية ضباط خلي (ماركوس) مينفعش يرفض العزومة .. (كليوباترا) واحد (ماركوس) صفر.

ليلة ورا ليلة و (ماركوس) كل يوم يروح يتغدي و يسهر علي المركب بتاعتها .. القصة اللي حكتها في البداية خالص حصلت في واحدة من الليالي دي .. العلاقة بين (ماركوس) و (كليوباترا) مختلفة شوية عن علاقتها ب(يوليوس) .. (يوليوس) هو اللي وقع في غرامها بس هي اللي حبت (ماركوس) .. (ماركوس) مكنش جد زي (يوليوس) .. يمكن عشان هو شاف الموت بعنيه في المعارك فبقي بيعيش الحياة لأخرها .. الإثنين تقريباً حياتهم بقت كلها خمرة و حفلات .. (ماركوس) كان هلاس و نسوانجي و دي صفات كانت عاجبة (كليوباترا) .. الحقيقة إن ستات كتير بتحب الشخصيات اللي زي (ماركوس) و متحاولش تنكر ده .. صحيح جزء مهم من علاقاتهم كان قائم علي المصلحة بس في نفس الوقت (كليوباترا) كانت بتحبه بجد.

السنة اللي وراها اللي هي 40 قبل الميلاد علاقتهم بقت معلنة قدام الناس لما خلفت منه توأم ولد و بنت بس هي فيه مشكلة صغيرة .. في نفس السنة برده صادف يعني إنها السنة اللي (ماركوس) إتجوز فيها (أوكتافيا) أخت (أوكتافيوس) علي أساس إن الجوازة دي حتضمن إن (ماركوس) و (أوكتافيوس) ميرفعوش السلاح في وش بعض و يجنبوا روما إنها تعيش حرب أهلية ثالثة .. و نفس موقف (يوليوس قيصر) كلاكيت تاني مرة .. المنطق إن (ماركوس) كان قدام الناس علي الأقل تبقي صورته إنه متجوز (أوكتافيا) و يخلي (كليوباترا) في رسايل الماسنجر اللي محطوطة في الأرشيف بس هو مقدرش يعمل ده .. زيه زي (يوليوس قيصر) مكنش عارف يعيش من غير ما (كليوباترا) تبقي جنبه .. الرجل فضل قلبه متشعلق كده 3 سنين لحد ما في سنة 37 قبل الميلاد بيخلي روما كلها تسبله مية ملة لما ساب (أوكتافيا) و راح قعد في مصر مع (كليوباترا) .. و كأن زي ما تكون (أوكتافيا) إتحكم عليها إن (ماركوس) يفضل يهزق فيها قدام الناس ففي نفس السنة اللي هو سابها فيها هي السنة اللي هي خلفت فيها إبنه .. السنة اللي وراها 36 قبل الميلاد (كليوباترا) بتخلف إبنها الثالث من (ماركوس).

الهبات السكندرية .. فلتبدأ الحرب الأهلية الرومانية الثالثة:

فيه مواقف معينة بتحصل في حياتك إنت بتكون متخيل إنك خططت ليها كويس فشخ .. بتقول لنفسك أنا حسبت كل الإحتمالات و ضبطت كل حاجة عشان في الأخر الدنيا تمشي زي ما إنت عايز بس إذ بتكتشف إن الحياة بتديك حتة قفا عباسي يخليك تلف حولين نفسك .. سنة 44 قبل الميلاد (ماركوس أنطونيوس) عمل نفس اللي بقولك عليه ده .. خليني الأول أقولك اللي حصل و بعد كده أقولك هو كان بيفكر في إيه لما عمل كده و الأهم أقولك إزاي خطته دي كلها فرقعت في وشه.

في يوم من أيام السنة الكئيبة دي اللي هي 44 قبل الميلاد (ماركوس) و (كليوباترا) عملوا حفلة كبيرة تقدر تقول إنهم عملوا فرح شعبي في الشارع بس مصروف عليه و متكلف الحقيقة و في الحفلة الفشيخة دي (ماركوس) قام وقف و قال بعلو صوته إن مراته حبيبته و روح قلبه و ست الكل أم العيال (كليوباترا السابعة) مش بس ملكة مصر إنما كمان ملكة سوريا و ليبيا و قبرص .. مش بس كده .. إبنها الكبير (قيصرون) اللي خلفته من (يوليوس قيصر) محدش يقوله (قيصرون) كده و يسكت .. لا بعد كده يتقاله ملك الملوك (قيصرون بن يوليوس قيصر) .. أوعي تفتكر إنه كده خلص .. هو خلف من (كليوباترا) 3 عيال قام موزع التركة اللي هي مصر و تركيا و قبرص و سوريا و ليبيا عليهم هم الثلاثة طبعاً وسط تصفيق حار و زغاريط الحاضرين .. أوعي تقول إن كده خلاص لا أزعل منك .. (ماركوس) طلع قرار بإن حتطبع عملة معدنية جديدة في مصر و سوريا و ليبيا و قبرص عليها صورته هو و (كليوباترا) عشان العملة دي تحل محل سيستريوس اللي هي عملة الجمهورية الرومانية وقتها و العملات دي حتتصك إحتفالاً بالمناسبة اللي هو سماها هبات الإسكندرية أو The Donations of Alexandria .. بعد كل المصايب اللي هو أعلنها دي قام كاتبها كلها في ورقة و بعتها في جواب رسمي بالبريد المستعجل لمجلس الشعب Senate في روما عشان يطلب موافقتهم.

هنا حاول تبقي مستوعب هو اللي عمله (ماركوس) و (كليوباترا) يبقي إيه .. ده حضرتك إسمه إنقلاب سلمي علي سلطة روما .. ده إسمه إنك بتقول لروما روحي إشربي من أي خرارة .. إحنا بنحكم أغني دولة في العالم .. معانا جيش من أقوي جيوش العالم .. حيبقي لينا عملتنا المستقلة و إقتصادنا اللي يدوس علي إقتصاد أي حد .. ولي عهدنا يبقي إبن (يوليوس قيصر) شخصياً و من هنا و رايح أنتوا ملكوش كلمة علينا .. و اللي عنده معزة يربطها .. عايزين تفضلوا ورا (أوكتافيوس) براحتكوا بس خليكوا عارفين إن لو الفاس وقعت في الراس أنا حدوس علي وشكوا بفلوسي و جيوشي و نفوذي.

كده إنت فهمت هو إيه اللي حصل و (ماركوس) كان بيفكر إزاي .. دلوقتي جه وقت تفهم هو الموضوع فرقع في وشه إزاي و عشان تفهم ده إنت لازم تبقي عارف هم الرومان نفسهم لما جالهم الجواب بتاع (ماركوس) كانوا بيفكروا إزاي؟

مبدأياً عشان إنت بتتكلم عن مجتمع ذكوري شايف إن الستات مكانها المطبخ و السرير زي ما قلتلك قبل كده فهم محدش فيهم قال علي (ماركوس) وحش .. كلهم حملوا (كليوباترا) المسئولية .. بقي فيه إجماع في الشارع إن (كليوباترا) هي اللي خطافة الرجالة .. هي اللي سحرت ل(ماركوس) عشان يسيب مراته (أوكتافيا) الست الطيبة اللي تتحط علي الجرح يطيب و كمان أخت (أوكتافيوس) يعني بنت ناس و يروح يترمي في حضن (كليوباترا) .. هي اللي لعبت في دماغه عشان يعترف ب(قيصرون) كوريث شرعي ل(يوليوس قيصر) في الوقت اللي الرومان مش شايفين غير إن (أوكتافيوس) يبقي إبن (يوليوس قيصر) بالتبني .. وسط كل ده (أوكتافيوس) كان قاعد يتفرج .. هو كان شايف إزاي الشارع كان تعب من الحروب الأهلية .. حرب أهلية بين (يوليوس قيصر) و (بومبي) .. حرب أهلية بين اللي قتلوا (يوليوس قيصر) و بين رجالته .. محدش عايز حرب أهلية كمان بين جنرالات روما .. بس محدش قال إن الشارع مش حيقف ورا حرب ضد ساحرة شريرة إسمها (كليوباترا) .. حاول تبقي فاهم (أوكتافيوس) باع فكرته إزاي .. دلوقتي يا جدعان (ماركوس) مش وحش هو بس مسحورله من ست عايزة تخلي إبنها يحكم (روما) و عايزه أهل روما يعبدوا ألهة القدماء المصريين .. (ماركوس) مش عدونا .. إحنا لازم ننقذ (ماركوس) من سيطرة الحرباية خطافة الرجالة اللي إسمها (كليوباترا) دي.

أكتر من 12 سنة علي الحال ده .. (كليوباترا) و (ماركوس) في مصر مش داريانين بالدنيا في الوقت اللي (أوكتافيوس) بيلف علي بيت بيت في روما يقنع أهله بإن (كليوباترا) دي ساحرة شريرة لحد ما جت سنة 32 قبل الميلاد .. دي السنة اللي قانوناً يعني فترة حكم (ماركوس) و (أوكتافيوس) كقناصل في المجلس الرئاسي خلصت و جه الوقت إن الرومان يبصوا لبعض و يسألوا نفسهم السؤال البايخ بتاع ها حنعمل إيه بقي دلوقتي؟ .. مش بس كده .. دي السنة اللي المجتمع الروماني إتصدم لما جاله خبر إن (ماركوس) بعت ورقة الطلاق رسمي ل(أوكتافيا) مراته و أخت (أوكتافيوس).

المجتمع الروماني فعلياً و حقاً و صدقاً يعني كان مشروخ .. البلد كانت مقسومة نصين .. نص شايف إن (ماركوس أنطونيوس) هو اللي في إيده مفتاح اللعبة و تحت إيده مصر و بالتالي معاه فلوس يشتري روما كلها قصاد نص شايف إن (أوكتافيوس) هو اللي معاه الحق إنه يحكم .. البلد كانت مقسومة لدرجة إن لما قانوناً فترة حكم المجلس الرئاسي خلصت نص أعضاء البرلمان اللي ولاءهم ل(ماركوس) سابوا روما أصلاً و راحوله الإسكندرية علي أساس إن كده خلاص بقي جه الوقت إن يا إما الإسكندرية تبقي عاصمة الدولة الرومانية أو علي الأقل الدولة تتقسم نصين اللي هو نص تبع (ماركوس) و تبقي عاصمته الإسكندرية و نص تبع (أوكتافيوس) و تبقي عاصمته روما .. المسامير اللي كانت بتربط الدولة الرومانية في بعضها كانت بتفك لحد ما جت اللحظة اللي خطة (ماركوس) فرقعت في وشه لما الدنيا قالتله صاربرايز ماذرفاكر.

خليني برده أقولك اللي حصل .. إتقال لأعضاء البرلمان اللي كانوا لسه قاعدين في روما إن (أوكتافيوس) جاله خبر من مصدر موثوق منه إن (ماركوس) كتب وصية و الوصية دي هو خباها في معبد الإلهة فيستا و إن بطريقة ما يعني (أوكتافيوس) بقي معاه الوصية دي .. في جلسة عاجلة للبرلمان (أوكتافيوس) قرأ للي قاعدين النص بتاع الوصية و علي فكرة لما إتقاله طب ممكن نشوف الوصية دي رفض و قال محدش حيشوفها غيري .. قال يعني إحتراماً للخصوصية و كده ده لو إنت مصدق الهجص ده .. الوصية لو إنت صدقت كلام (أوكتافيوس) يعني بتقول إن (ماركوس) عايز لما يموت يتدفن في الإسكندرية مش روما .. طب ده معناه إيه؟ .. معناه إن (ماركوس) فعلاً عايز ينقل العاصمة و لو الأمور حكمت يعني البلد تتقسم نصين .. هنا النص في البرلمان اللي كان لسه قاعد في روما و مراحش الإسكندرية إدي تفويض ل(أوكتافيوس) إنه يقود الجيش عشان يهزم (ماركوس) و (كليوباترا).

موقعة أكتيوم البحرية .. أوعي تثق في كلام واحدة ست:

لأسباب كتير أنا مش عايز أقف كتير عند المعركة دي بس أنا عايز أحط قدامك المعلومات اللي مفيش إتنين علي الكرة الأرضية حيختلفوا عليها .. أول معلومة إن المعركة دي حصلت يوم 2 سبتمبر 31 قبل الميلاد قصاد ساحل مدينة أكتيوم اليونانية .. ثاني معلومة إن أسطول (أوكتافيوس) كان كله من عساكر من روما و من الولايات التابعة للجمهورية الرومانية يعني أسطول شايف إنه بيحارب عشان خاطر مستقبل بلده خلي بالك .. أسطول (كليوباترا) و (ماركوس) كانت منتخب ملوش معالم من عساكر من مصر و اليونان و تركيا و حتي مقدونيا .. أنا أقدر أفهم العساكر المصريين اللي راحوا يحاربوا هناك راحوا ليه طب العساكر اللي من مقدونيا دول راحوا هناك يهببوا إيه في عيشتهم .. المهم .. ثالث معلومة و يمكن أهم واحدة إن الأسطول بتاع (كليوباترا) و (ماركوس) إتقسم نصين بحيث نص بقيادة (ماركوس) و نص بقيادة (كليوباترا) .. النص اللي بقيادة (ماركوس) بدأ هجوم مباشر علي أسطول (أوكتافيوس) علي أساس إن في نص المعركة النص اللي بقيادة (كليوباترا) يخش يخلص علي الليلة كلها .. متفهمش ليه و إزاي و لأسباب عليها خناقة كبيرة بين المؤرخين أسطول (كليوباترا) لف و رجع تاني علي مصر .. إنسحاب النص الثاني من الأسطول حسم مصير النص الأولاني و (أوكتافيوس) كسب المعركة.

سبب إني قلتلك إني مش عايز أقف كتير عند المعركة دي هي إنها فعلياً يعني من أكتر الأحداث التاريخية اللي فيها هبد كتير .. بس ده ميمنعش إن المعركة دي هي اللي رسمت ملامح العالم لأكتر من 400 سنة .. بسبب المعركة دي الإمبراطورية الرومانية بقت القوة العظمي الأولي في العالم .. بسبب المعركة دي مصر بقت ولاية رومانية و دولة البطالمة أو خليني أبقي دقيق و أقول دولة (كليوباترا) في مصر إنتهت .. صحيح و خدامك أنا و العربية إن بعدها قوات (كليوباترا) و (ماركوس) حاولت تقاوم بس من غير أي نتيجة .. يوم 1 أغسطس 30 قبل الميلاد يعني بعد حوالي سنة من معركة أكتيوم بتسقط الإسكندرية في إيد (أوكتافيوس) .. بمجرد ما قوات (أوكتافيوس) بقي دخلت الإسكندرية القصة حتحلو.

تصور فني لأحداث معركة أكتيوم البحرية اللي كانت بداية إن مصر تبقي جزء من الدولة الرومانية.

لما (كليوباترا) جالها خبر إن أسوار الإسكندرية سقطت جريت هي و شوية من الخادمات بتوعها لمعبد من معابد الإلهة (إيزيس) و قفلت علي نفسها المعبد .. ده في الوقت اللي كانت قوات (ماركوس) بتنفذ إنسحاب مش مدروس جوه شوارع الإسكندرية بعد ما السور بتاع المدينة سقط في إيد قوات (أوكتافيوس) .. في وسط الفوضي بتاعة الإنسحاب بتنتشر إشاعة إن (كليوباترا) إنتحرت .. بمجرد ما الإشاعة وصلت ل(ماركوس) قرر هو كمان إنه ينتحر و وقتها كانت طريقة الإنتحار إنك بتنقيلك شوية صخور و بتثبت السيف بتاعك بحيث سن السيف يبقي موجه ليك و بترمي نفسك علي سن السيف .. لسبب ما يعني محدش عارفه (ماركوس) معرفش يثبت السيف صح و بدل ما الوقعة تموته في لحظتها إتجرح جامد و بقي بينزف بشكل شنيع .. لما خبر محاولة إنتحار (ماركوس) وصل ل(كليوباترا) هي أمرت الخدامين بتوعها إنهم يجيبوه ليها في المعبد اللي هي مستخبيه فيه .. بسبب النزيف الشديد هو تقريباً ملحقش غير إنه يشرب بق من كاس خمرة عشان إنت عارف (ماركوس) كان خمورجي و مات بين إيدين (كليوباترا).

في المرحلة دي من القصة كانت المشاعر بتسيطر علي تفكير (كليوباترا) .. هي ست عندها عزة نفس و كبرياء إنت لا تتخيلها .. هي إتقالها إن (أوكتافيوس) عايزها تعيش عشان تفضل تحكم مصر و بكده هو يضمن إستقرار البلد بس هي كانت عارفه إن ده كذب في كذب .. سمعة الجنرالات الرومان كانت سابقاهم .. هي شخصياً حبت إتنين منهم و بقت فاهماهم كويس .. الجنرالات الرومان بيموتوا في إنهم ياخدوا اللقطة .. بمجرد إستسلامها (أوكاتافيوس) حيرجعها متكتفة لروما عشان يفرج عليها أهل البلد كلهم .. في المعتاد حفلة التهزيق دي بتخلص بإعدام اللي رفع السلاح في وش روما بس هي فاهمه دماغ (أوكتافيوس) كويس .. هو أكيد في الأخر حيعفوا عنها عشان يبان قدام شعبه إنه هو أبو قلب حنين الرحيم بالستات .. بس أبدأ ده مش حيحصل .. مش (كليوباترا) اللي يتعمل فيها زي (سيرسي) في مسلسل Game of Thrones.

يوم 12 أغسطس العساكر الرومان اللي محاصرين المعبد اللي (كليوباترا) كانت مستخبية فيه إتفاجأوا لما لاقوها بتفتح باب المعبد و بتطلع تسلم نفسها .. من ضمن شروط إستسلامها إن العساكر الرومان يسمحولها ترجع المعبد تاني عشان تدفن (ماركوس) وفق التقاليد و التعاليم الفرعونية .. كانت عايزة إيه يعني؟ هي طلبت تاخد شاور و تاكل .. و هي بتاكل طلبت ورقة و قلم و كتبت رسالة ل(أوكتافيوس) بتطلب منه إنه يدفنها جنب (ماركوس) .. بعد ما كتبت الرسالة هي طلبت الحلو .. ما هي لازم تحلي بعد ما كلت .. الحرس سابوا إثنين من الخادمات بتوعها يدخلوا ليها و معاهم باسكيت مليان فاكهة بس محدش خد باله إن تحت الفاكهة فيه ثعبان كوبرا .. بمجرد ما الخادمتين دخلوا بالباسكيت ل(كليوباترا) هي خدت التعبان و خلته يعضها و بمجرد ما عضها الخادمتين هم كمان إنتحروا وراها بنفس الثعبان.

كده الأحداث اللي حصلت في حياة (كليوباترا) إحنا خلصناها دلوقتي جه الوقت إننا نتكلم عن اللي حصل بعد وفاتها .. بإختصار شديد دلوقتي إحنا حنحاول سوا نلاقي إجابة لسؤال غريب .. إشمعني (كليوباترا) هي اللي التاريخ فاكرها من كل أسامي الناس اللي عاشت في مرحلة ما قبل ميلاد سيدنا (عيسي) عليه السلام؟ .. سؤال غريب صح؟

فكر فيها كده .. من بدء التاريخ لحد ميلاد سيدنا (عيسي) عليه السلام فيه 5 شخصيات بس هي اللي لو مشيت في الشارع سألت الناس تعرفوا الناس دي حيقولولك اه يا عم نعرفهم .. الخمسة دول بترتيب الأحداث هم (الإسكندر الأكبر) .. (يوليوس قيصر) .. (كليوباترا) .. ستنا (مريم) .. سيدنا (عيسي) عليه السلام  .. خمس بني أدمين هم اللي الناس كلها عارفه مين هم و لو فكرت فيها شوية حتلاقي أربعة منهم منطقيين و الوحيدة اللي غريب إنها تتحط في القايمة دي هي (كليوباترا) .. السؤال دلوقتي هو ليه؟ .. عشان نجاوب علي السؤال ده لازم أرجعك لحفلة إستقبال (أوكتافيوس) في روما بعد ما ضم مصر للدولة الرومانية و الكلام ده كان يوم 15 أغسطس 29 قبل الميلاد يعني تقريباً بعد سنة من إنتحار (كليوباترا).

زي ما (كليوباترا) كانت متوقعه بالضبط .. (أوكتافيوس) دخل روما علي رأس موكب مهيب .. عرض عسكري ولا اللي كان بيعملهم (أدولف هتلر) أو (صدام حسين) الله يرحمه .. طبيعي في المواكب اللي زي دي اللي بتتعمل لإستقبال جنرالات روما اللي راجعين من إنتصارات عسكرية فشيخة إن الناس بتستني أهم فقرة و هي إستعراض لأهم أسير اللي عادة بيكون قائد أو حاكم الشعب اللي الرومان كسبوه .. دايماً إفتكر إنها بتبقي النسخة اللي بحق و حقيقي من Walk of Shame اللي عملتها (سيرسي) في مسلسل Game of Thrones .. المشكلة إن (كليوباترا) إنتحرت و دي معلومة كانت عند أهل روما .. بس و الموكب شغال الناس إتصدمت لما شافت تمثال ل(كليوباترا) و هي نايمة علي الكنبة و ماسكة ثعبان كوبرا بيعضها في دراعها .. تمثال كان معمول بحرفنة لدرجة إن الناس إفتكرت إن دي فعلاً (كليوباترا) مش تمثال .. باااااس أقف بقي هنا.

تفتكر ليه (أوكتافيوس) عمل كده؟ .. ليه كلف نفسه و صرف و دفع فلوس عشان يعمل تمثال ل(كليوباترا) يعرضه في موكب نصره؟ .. خلي بالك إن الموقف ده أو اللي عمله (أوكتافيوس) ده هو اللي خلي إسم (كليوباترا) يتحط ضمن قايمة الشخصيات الخمسة في التاريخ من حقبة ما قبل الميلاد اللي الناس كلها فاكراهم .. إمشي في شوارع روما أو باريس أو نيويورك إسأل الناس سمعتوا قبل كده عن إسم (خوفو) أو (خفرع) أو (منقرع) أو حتي (رمسيس الثاني)؟ حتلاقي قلة قليلة هي اللي عارفاهم أو تعرف واحد فيهم .. إسألهم سمعتوا عن (كليوباترا) قبل كده و الناس كلها حتلاقيها تعرفها .. ليه؟ .. بسبب اللي عمله (أوكتافيوس) ده و عشان كده أنا بسأل تفتكر هو عمل كده ليه؟ .. في رأيي فيه تفسيرين:

أول تفسير ده اللي كتير من المؤرخين مقتنعين بيه و هو إن أي حاكم شاطر في الدنيا عشان يخلي شعبه مبسوط بيه لازم يعمل حاجتين .. أولاً يبقي شاطر في شغله و ثانياً يشاورلهم علي عدو مخيف و يفضل يقولهم لولا وجودي لكان العدو ده فشخكوا في أفكاركوا .. في حالة (أوكتافيوس) العدو ده كان (كليوباترا) .. عشان خاطري خليك فاكر إن قبل (يوليوس قيصر) روما كانت جمهورية بس (أوكتافيوس) عايز يبقي إمبراطور و يحول الجمهورية الرومانية للإمبراطورية الرومانية و عشان يعمل ده و يقنع الشارع إنه يقبل ده لازم يخلي قدام الناس عدو يخافوا منه.

ثاني تفسير في رأيي الشخصي هو إن (أوكتافيوس) كان بيعشق (كليوباترا) بس هو مكنش ينفع يقول كده قدام الناس .. الحاجة اللي أنا باني عليها نظريتي دي هي نشر قصيدة الإنياذة أو Aeneid و خلي بالك إن الإنياذة غير الإلياذة اللي كتبها (هوميروس) .. الإنياذة دي قصيدة مشهورة أوي كتبها يمكن أشهر شاعر في تاريخ الحضارة الرومانية اللي هو (فيرجيل Virgil) و كتبها بأمر مباشر من (أوكتافيوس) شخصياً .. دي قصيدة بتحكي قصة فارس إسمه (إينياس Aeneis) من أقوي و أنبل فرسان روما و اللي مصيره بيخليه يقع في غرام الأميرة (دايدو Dido) من مدينة قرطاجة العدو الأزلي لروما زي ما حكينا في مقالة الحروب البونيقية .. المهم .. في القصيدة (دايدو) كان المفروض هي اللي تحكم قرطاجة بس إضطرت تهرب بره البلد بسبب أخوها اللي كان طمعان في الكرسي و حاول يغتالها .. لا يا راجل .. رغم إن (إينياس) كان بيدوب في غرام (دايدو) بس عشان هي أميرة من قرطاج فهو ميقدرش يخون بلده عشان حبها و بيقرر يرجع تاني روما و يضحي بحبه ليها .. (دايدو) مش بتستحمل الصدمة و بتقرر تنتحر .. أوووه مااااي جااااد.

حاول دايماً تفتكر إن سبب شهرة أي حد في الدنيا مش أفعاله قد ما هي إن فيه حد سجل أعماله و كتبها في كتاب .. فاكر لما قلتلك إن لولا وجود شخصية زي (بطليموس) في حاشية (الإسكندر الأكبر) مكناش سمعنا سيرته؟ .. يعني أول شخصية من الخمس شخصيات في القايمة اللي الناس فاكراها من حقبة ما قبل التاريخ فيه حد كانت شغلته إنه يكتب وراه هو كان بيهبب إيه في عيشته .. (يوليوس قيصر) كان فاهم الدرس كويس أوي لدرجة إنه كان بيكتب كتب عن نفسه .. ده ليفل الوحش اللي (محمد رمضان) شخصياً رغم نرجسيته لسه موصلوش .. سيدنا (عيسي) عليه السلام و ستنا (مريم) فيه الإنجيل و القرأن الكريم اللي وثق قصتهم .. المشكلة كانت في (كليوباترا) .. هي مكتبتش عن نفسها ولا فيه حد من حاشيتها هو اللي كتب عنها  بس (أوكتافيوس) هو اللي قام بالدور ده لما خلي أهل روما يفضلوا فاكرينها سواء بإنه عملها تمثال في حفلة عودته أو بإنه هو اللي كان ورا واحدة من أشهر القصايد و الأعمال الأدبية في تاريخ أوروبا.

أيا كان رأيك إنت مع التفسير الأول أو الثاني خلينا نتفق إن بسبب (أوكتافيوس) الناس فضلت فاكره (كليوباترا) لحد ما جه الرجل اللي خلاها حقاً و صدقاً أسطورة حية .. (وليام شكسبير William Shakespeare) .. سنة 1607 مفيش ست فيكي يا لندن معيطتش و هي بتتفرج علي العرض بتاع مسرحية أنتونيو و كليوباترا Anthony & Cleopatra اللي كتبها (وليام شكسبير) اللي تعتبر من أحسن أعمال (وليام شكسبير) و أشهرها.

لحد هنا أنا عايزك تلاحظ حاجة و هي إن كل اللي كتبوا عن (كليوباترا) و خلدوا إسمها كانوا رجاله بما فيهم أنا شخصياً و لإننا رجاله فكتير مننا لما حبوا يتكلموا عنها فكروا فيها من منظور رجل و هي إنها ست بتحب تغري الرجاله عشان توصل للي هي عايزاه .. ده السبب في إن كل معلوماتك كرجل عن (كليوباترا) هي إنها دخلت أوضة (يوليوس قيصر) ملفوفه في سجادة عشان تنام معاه .. نادر لما تلاقي رجل يبص لقصة حياة (كليوباترا) و يحاول رغم صعوبة ده إنه يسأل نفسه هي كواحدة ست كانت بتفكر إزاي؟ .. كانت بتحس بإيه؟ .. دي ست كانت بالنسبة للإمبراطورية الرومانية زي (أسامة بن لادن) كده للغرب أو زي (شيكابالا) لجمهور الأهلي .. حد الناس بتشاور عليه و بتعتبره شيطان ماشي علي الأرض .. بني أدمة بالمكانة دي في التاريخ أعتقد هي تستحق معاملة أحسن من إن أقصي معلوماتنا عنها إنها خطافة الرجاله.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!