موضوعنا النهاردة اللي حنتكلم عنه موضوع حساس وشائك وفيه ناس كتير بتنفعل بسببه لو كلمه طلعت غلط فخلينا نكون حريصين أوي وإحنا بنقي كلامنا في الموضوع ده اللي هو الإسلام المفتوح Inclusive Islam .. العنوان ممكن ميكونش واضح أوي وحنتكلم عنه بالتفصيل بس الأول خليني أفهمك أنا قصدي إيه .. فيه عندك صورة Cover بتاعة المقالة حتلاقي مسجد لونه أبيض وأنا قصدي المبني اللي فيه قبه ومأذنتين .. ده اسمه مسجد برلين وده يعتبر المسجد الأساسي في العاصمة الألمانية برلين .. كلمة أساسي هنا معناها إنه ده مش المسجد الوحيد بس هو أكبر مسجد .. المشكلة هي المساجد الثانية الصغيرة اللي واحد منها ويمكن أشهرها واللي حنتكلم عنه كتير النهاردة هو الجامع الموجود في الكنيسة اللي عندك في الصور برده واللي مبنيه بطوب شبه الطوب الأحمر .. الكنيسة دي هي كنيسة القديس يوهانس Saint Johannes .. ودي كنيسة قديمة شوية مبنيه في القرن ال19 .. المهم إن فيه أوضة في الكنيسة دي متأجره لحساب مسجد والمسجد ده اسمه مسجد ابن رشد-جوته Ibn Rush-Goetha Mosque والحقيقة معرفش هو ده اسم مسجد ولا اسم شركة ولا اسم معهد كورسات بس اسم المسجد مش هو القضية وصدقني لو قلتلك إن كون المسجد ده موجود كأوضة متأجره جوه كنيسة في ألمانيا مش هو الحاجة الغريبة في الموضوع خالص .. الأغرب من كده هو مين اللي بيروحوا المسجد ده.
إذا كنا كمسلمين بنصلي الرجال في مكان والسيدات في مكان ولو فيه مكان مفتوح فالرجال بيبقوا قدام والسيدات ورا لإن أيام سيدنا النبي (عليه الصلاة والسلام) كانت النساء بتصلي خلف الرجال من غير ما يبقي بينهم أي حاجز .. بس في المسجد ده الرجال بتصلي مع النساء عادي وفي نفس الصف .. أزيدك من الشعر بيت .. إذا كان في الإسلام ممنوع إن السيدة تبقي إمام صلاة بيصلي وراها رجال ففي المسجد ده عادي جداً إنك تخش تصلي الظهر تلاقي الإمام واحدة ست وكمان فيه ست بتلقي خطبة الجمعة .. خد الكبيرة بقي .. إنت هناك حتلاقي شواذ رجاله وستات ومتحولين جنسياً .. محدش قال إن الشخص الشاذ جنسياً ممنوع إنه يروح يصلي الجمعة بس إنت مش حتروح تصلي الجمعة وإنت شايل يافطة كاتب عليها أنا شاذ جنسياً .. بس هناك إنت من حقك تقول للناس إن إنت كده لإن مُرحب بيك إنك تعمل كده.
أنا عارف إن فيه ناس بتقرأ الكلام ده ودمها بيغلي في عروقها .. والله أنا متفهم موقفك .. وفيه ناس تانية بتقول شايفين الناس اللي بتفهم وهنا أنا مش عارف أقولك إيه بس سواء إنت من النوع الأول أو الثاني فحاول إنك تهدي وتفهم إيه ده بالضبط لإني زي زيك استغربت أول ما قريت عن اللي بيحصل ده وحسيت إني بقرأ قصة خيال علمي .. المسجد ده أو بلاش نسميه مسجد لإن فيه ناس فعلاً حتضايق إن بعد كل الكلام اللي قلته يظل إني اسميه مسجد .. خلينا نقول المكان ده اسسته سيدة اسمها (سيران أتيس Seyran Ates) ودي سيدة ألمانية الجنسية من أصول تركية شغاله محامية وبتعتبر نفسها من المدافعات عن حقوق المرأة .. وجهة نظرها إن المكان ده هي عملته عشان يبقي مفتوح للكل لإن في رأيها هي مش الله عز وجل ومش هي اللي حتقرر حضرتك مسلم صح ولا غلط بحيث إن أي حد يقدر يخش المكان ده أيا كان هو مين شاذ جنسياً أو متحول جنسياً أو حتي شخص سوي جنسياً عادي بالنسبة ليها .. بإختصار هي مش حتسألك إنت مين ولا حيفرق معاها إنت مين.
متفتكرش خالص إن مسجد ابن رشد-جوته ده لوحده اللي كده أو إن ده حالة فردية وخلاص اسسته واحدة تفكيرها شمال شوية أو شويتين .. وأنا أسف لو كنت وصفته بإنه مسجد وجرحت مشاعر ناس من اللي بتقرأ المقالة دي .. المكان ده جزء من حركة بتكبر يوم عن يوم في أوروبا اسمها الإسلام المفتوح Inclusive Islam .. الاأماكن دي غالباً بيعملها ناس اتجاهاتها السياسية ليبرالية شوية وهم مسلمين عايشين في أوروبا .. غالباً برده الأماكن دي بتبقي مثلاً في بيت واحد منهم معاه فلوس فبيقدر يستضيف الناس في بيته أو عبارة عن مكان متاجر زي ابن رشد-جوته وده الجديد في الموضوع إن ده مكان ثابت عليه يافطة بتقول إن ده “مسجد” وإن من حق أي حد “مسلم” يروح يصلي فيه .. أول مكان من اللي بينشروا فكره الإسلام المفتوح ده كان مكان اتعمل في العاصمة الفرنسية باريس سنة 2012 وأسسه واحد اسمه (لودوفيتش محمد زاهد Ludovic Mohamed Zahed) وده مهاجر جزائري عايش في فرنسا وشاذ جنسياً وعايش في فرنسا مع شريك حياته .. يعني هو شاذ جنسياً عايش مع واحد تاني شاذ جنسياً أظن الفكرة وضحت كده .. الأخ ده شغال دلوقتي مع (سيران أتيس) عشان يفتحوا أماكن تانية في أوروبا بتنشر فكر الإسلام المفتوح ده.
مهم تكون فاهم نقطة كويس أوي .. أوروبا مجتمع مفتوح .. مجتمع مبيفرقش معاه إذا كنت بتعبد الشمس والنجوم طالما بتدفع ضرايبك ومش بترتكب جرايم .. مجتمع بيضمنلك حق التعبير عن رأيك بشرط إنك متهينش ناس تانية .. الأهم إنه مجتمع عايش علي فكرة إنك ممكن تعمل حملة جمع تبرعات من غير ما حد يخوفك بتهمه التمويل الأجنبي .. ركز بقي معايا .. سواء (سيران أتيس ) أو (لودوفيتش محمد زاهد) أو أي حد غيرهم ميقدروش يجيبوا فلوس تأجير أوضة في كنيسة أو أي مكان تاني عشان يبقي مكان يستخدموه لنشر فكرهم ده من نفسهم وبالتالي فهم لازم يجمعوا تبرعات .. التبرعات دي بتيجي من جيوب أكثر ناس بتحب تصرف وهم الناس اللي بتحب تريح ضميرها وتحسس نفسها إنها بتعمل حاجة كويسة عن طريق إنهم يتبرعوا بفلوس لجمعيات حماية حقوق الشواذ جنسياً والمتحولين جنسياً وحماية حقوق المرأة ومعاداة السامية وكل ده .. طبيعي إنك تلاقي أي واحد فيهم يطلع يقولك إن الإسلام الحقيقي من وجهة نظره مش ضد الشذوذ الجنسي .. طبيعي إنه يطلع يقول إن في رأيه الإسلام مبيكفرش حد أو إن الإسلام الحقيقي بيقول للست تلبس اللي هي عايزاه وإن مفيش حاجة اسمها حجاب أو نقاب أو زي إسلامي .. السبب بمنتهي البساطة مادي بحت وهو إن كلامه ده بيخليه ياخد فلوس تبرعات يوسع بيها نشاطه علي حساب إنه بيبيع الوهم.
علي الناحية الثانية كونك غضبان ومنفعل وعايز تشرب من دمهم ودم اللي زيهم مش حيجيب نتيجة .. بالعكس .. (سيران أتيس) بتبقي فخورة جداً وهي بتوري الإعلام الغربي كم التهديدات بالقتل اللي بتجيلها سواء بالE-Mail أو عن طريق Social Media من مسلمين شايفين إنها بتدمر الأسس اللي إتبني عليها الدين الإسلامي .. حصلت حادثة مشهورة أوي من فترة إن صحفي تركي راح المكان بتاعها عشان يعمل تحقيق صحفي والصحفي ده كان دمه حامي كده برده زي كتير مننا .. ما هو تركي بقي .. المهم إنه كتب معرفش ظلماً ولا كان ده الحقيقة إن الست (سيران أتيس) بتدعو الناس في المكان إنها بتدوس علي القرأن الكريم .. هي طلعت قالت إن الصحفي بيكدب وإن الصحفي هو اللي داس علي المصحف الشريف .. الإعلام التركي الحقيقة مركز أوي معاها .. غالباً مش حتلاقي حد في الإعلام العربي قال اسمها قبل كده .. جزء من الحملة المضادة التركية ضدها إنهم متهمينها بإنها بتؤيد (عبدالله جولين) اللي هو العدو السياسي رقم واحد للرئيس التركي (رجب طيب أردوغان).
المهم إن الشرطة الألمانية حاطه عليها حراسة 24 ساعة في اليوم وكل ده باسم حماية واحدة فاهمه الإسلام غلط وبتتربح منه من الإسلاميين المتشددين الوحشين الإرهابيين اللي للأسف مش عارفين ياخدوا حقهم من واحدة بتتاجر بالباطل زي دي خصوصاً إنها بتعرف تدي لنفسها درع حماية محدش بيقدر يخترقه وعشان تفهم الدرع ده بص لواحدة من الصور حتلاقي بنت اسمها (مريم) لابسه حجاب بتعلم واحد اسمه (لاقا ) إزاي يقرا القرأن .. (لاقا) ده مهاجر باكستاني بقاله 28 سنة عايش في ألمانيا ومبيعرفش يتكلم ولا يقرأ عربي وبالتالي مبيعرفش يقرأ القرأن و(مريم) هي اللي بتعلمه في المكان اللي بفكرك إنه “مسجد ابن رشد-جوته” .. ملاحظ حاجة مختلفة .. بنت محجبة شغاله بتعلم قراءة القرأن لناس في مكان أسسته ست مسلمة بس مش معترفة بالحجاب .. إزاي تقنع الغرب إن (سيران أتيس) علي باطل وهي كل ما تفتح بقها بتتكلم عن شعارات التسامح وقبول الأخر وإنها مش عايزه الناس تقول علي المكان إنه مسجد (سيران أتيس) وعشان كده معندهاش أي مشكلة إن بنت محجبة زي (مريم) تشتغل معاها.
عشان تنظف الدين الإسلامي من النوعية اللي زي (سيران أتيس) و (لودوفيتش محمد زاهد) مينفعش خالص في العصر اللي إحنا فيه ده إنك تفضل تزعق وتنفعل وتهددهم بإنك حتغسل إيدك من دمهم تقربا لله .. العصر اللي إحنا فيه هو عصر الSocial Media يعني عصر بيع الوهم .. الفكر ده مينفعش تواجهه إلا بفكر زيه .. كلمة بكلمة وحجة بحجة .. لازم تبقي هادي ومبتسم وإنت شايفهم بيدمروا مباديء الدين عشان لما تفتح بقك وترد عليهم بحجه تخليهم ميعرفوش يتكلموا ولا يفتحوا بقهم تبقي كسبتهم في معركه حرية التعبير وبالمرة تكون كسبت الغرب لصفك وإديتهم مثال واضح وقدام عنيهم إننا كمسلمين مش وحشين ومش إرهابيين ومش متطرفين .. لكن العصبية والشتيمة وتهديدات القتل حتخليهم يروحوا للغرب ويقولوهم شايفين المسلمين الهمج اللي عايشين في التخلف والفقر والجهل .. أدونا فلوس زيادة عشان نقدر نوريهم إيه هو الإسلام اللي بحق وحقيقي.
المصدر:
- مقالة بعنوان The Berlin mosque breaking Islamic taboos نشرت في Website بتاع هيئة الإذاعة البريطانية BBC وده لينك المقالة الأصلية:
http://www.bbc.com/news/world-europe-40802538