خلينا نكون صرحاء مع بعضينا من دلوقتي و نقف قدام المراية و نواجه نفسنا بالحقيقة المرة .. مصر مبقتش خلاص قائدة العالم العربي .. لو بكره الصبح الملك الأردني (عبدالله بن الحسين) حب يخش في مفاوضات أو مباحثات أو حتي يصبح علي رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) فلو حب يعني ياخد رأي حد في الموضوع فأكيد مش حيكلم الرئيس المصري (عبدالفتاح السيسي) إنما حيرفع سماعة التليفون يكلم ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان) .. إحنا وصل بينا الحال إن اللي عايز أي مصلحة أو عايز يعمل أي حاجة في الشرق الأوسط كله يروح بكل أدب كده يستسمح طال عمره و ياخد إذنه الأول .. و ده اللي إحنا النهاردة جايين نتكلم عنه .. هو يا تري مستقبل الشرق الأوسط رايح علي فين؟ .. هل زي ما ربنا قال و تلك الأيام نداولها بين الناس فكده خلاص راحت علينا و دلوقتي إحنا بقينا في زمن يحكمه كلمة أل سعود؟ .. و الأهم لازم تبقي عارف هو إزاي ده حصل؟
مهم تبقي فاهم إن الكبير بيتعرف بمسئولياته .. بمعني .. لو حابب تبقي الكبير يبقي لازم تشيل هموم الكبير و مسئولياته و لسنين الحقيقة وكان اكبر هم للمنطقة العربية هو الصراع العربي الإسرائيلي و لسنين برده و كان الكبير اللي بيتصدر دايماً هو مصر .. ده بدأ يتغير .. فيه حاجتين حصلوا مع بعض في وقت واحد تقريباً هم اللي خلونا عايشين في الواقع المنيل بستين نيلة ده:
- رغبة (محمد بن سلمان) إنه يبقي هو الكبير أوي بتاع الشرق الأوسط و الموضوع ماشي معاه زي ما هو عايز .. إنت ممكن تتفق أو تختلف مع الطريقة و الخطوات بس خلينا نتفق إن لولا طموحه إن المملكة تعيش دور كان زمان بتلعبه مصر مكناش بقينا في الوضع اللي إحنا فيه دلوقتي.
- واحدة واحدة و بسبب إن (نتنياهو) متبت في الكرسي ولا كانها خطيبتك متشعلقة فيك و أنتوا رايحين فرح واحدة صاحبتها قال يعني بتقول للبنات كلها ملكوش دعوة بيه ده بتاعي و عشان (نتنياهو) يفضل في الكرسي فهو بقي مجبر يرمي نفسه في حضن التيارات اليمينية المتطرفة في إسرائيل.
إنت قصاد حاجة غريبة جداً و هي إنك بتتفرج علي تغييرات جذرية بتحصل لدولتين بيتقال عليهم حلفاء استراتيجيين لأميركا .. قصاد دولتين شعوبهم الحقيقة بيصحوا كل يوم الصبح حاسيين إن بلدهم بتتغير من حوليهم بشكل هم أحياناً مش قادرين يستوعبوه .. قصاد دولتين مؤسسات الحكم فيها داخله في صدام مع نفسها و مع التيارات الدينية .. الحق يتقال إنك قصاد دولتين لو كنت إنت مثلاً مواطن أمريكاني أو أوروبي بقالك سنين مزورتش ولا واحدة فيهم فأنا أضمنلك إنك لو قررت تيجي تشوفهم حتحس إنك عامل زي الفنان (وحيد سيف) الله يرحمه و هو بيسأل إيه ده إيه ده إيه المجتمع ده .. عشان كده النهاردة عايزين نتكلم سوا عن التغييرات اللي بتحصل في الدولتين دول و اللي بسبب التغييرات قلت في كلامي إن مستقبل الشرق الأوسط خلاص مبقاش بيتحدد لما أهل القاهرة و أهل تل أبيب يقعدوا مع بعض يحلوها إنما اللي حل محل أهل القاهرة هم أهل الرياض بس كل ده تحت عيون مش بتنام من أهل بكين .. صحيح قصة النهاردة بتدور حولين اللي بيحصل في عاصمتين اللي هم الرياض و تل أبيب بس في نفس الوقت أخواتك في الصين بيتفرجوا و خليني أقولك من دلوقتي إن رهانهم كبير أوي علي إن المستقبل بين إيدين الرياض و تل أبيب.
المملكة العربية السعودية .. وليكم تو (محمد بن سلمان) شو:
حرفياً و بدون أدني مبالغة الرجل ده بيغير المملكة ولا الست والدتك لما بتقرر قبل العيد الكبير تعيد ترتيب الشقة و بتجيب السفرة مكان الأنتريه .. إنت بتتكلم عن بلد تحولت من بلد مش سايبة للستات حق إنهم يسوقوا عربيات في الشارع لبلد بتطلع رائدة فضاء اسمها (ريانة برناوي) كانت من ضمن طاقم شركة SpaceX اللي طارت بصاروخ Falcon 9 من مركز كينيدي للفضاء لمحطة الفضاء الدولية .. من بلد سنة 2017 بلمت لما (محمد بن سلمان) أعلن عن قراره السماح للبنات إنها تقدر تحضر ماتشات كرة القدم في الإستاد و دلوقتي إنت قصاد بلد حيتلعب فيها دوري محترفين لكرة القدم سيدات للموسم الثاني علي التوالي .. دي نقلة مش سهلة .. مش قصدي إن (محمد بن سلمان) نفسه هو اللي قدم الC.V بتاع (ريانة) ل(إيلون ماسك Elon Musk) مؤسس شركة SpaceX بس حجم التغييرات المجتمعية اللي بتحصل جوه المجتمع السعودي كبيرة أوي و الغريب إنها بتحصل خلال فترة زمنية إلي حد كبير صغيرة .. بس ده بيحركه القوة الإقتصادية السعودية .. أوعي تنسي إن دي نفس السعودية اللي عندها شركة أرامكو Aramco العملاقة اللي لو حبيت تحسب كده الشركة دي لو حتتباع بكره الصبح حتجيب فلوس قد إيه فإنت بتتكلم عن شركة متقلش قيمتها عن Apple أو Microsoft .. وفي نفس الوقت بتتكلم عن بلد رمت كل المناهج التعليمية القديمة بتاعتها في الزبالة وبدأت تدرس مناهج جديدة مبنية علي 3 حاجات:
- مش معني إنك عايش في بلد مسلمة ومش معني إن بلدك فيها مكة المكرمة و المدينة المنورة إن أي حد مش مسلم عايش معانا في البلد إنه كافر وملوش مكان هنا.
- مش معني إنك بنت إنك ملكيش مكان في مستقبل البلد.
- المستقبل إن المملكة إقتصادها ميبقاش معتمد علي عائدات النفط فكل المناهج التعليمية لازم تروح في نفس السكة دي .. ده يفسرلك ليه وزير التربية و التعليم في السعودية يبقي (يوسف البنيان) اللي كان قبل كده ماسك شركة SABIC اللي هي إختصار Saudi Basic Industries Corporation و اللي هي أساساً يعني شركة بتروكيماويات عملاقة يعني إنت جايب رئيس مجلس إدارة شركة قطاع خاص ناجحة و مسكته منصب وزير التعليم عشان إنت من دلوقتي مقرر إنت عايز الطلبة دول لما يكبروا يبقي عاملين إزاي .. دي بلد جابت واحد اسمه (فيصل إبراهيم) يبقي وزير الإقتصاد و التخطيط و ده خريج معهد MIT في أميركا و برده عمل كاريير حلوة في القطاع الخاص.
النظرة القديمة اللي عندك عن السعودية أرميها من الشباك خلاص .. إذا كان زمان لو كنت رجل نزلت الشارع تشتري حاجة من المحل اللي تحت البيت بتي شيرت و شورت فممكن الناس بتوع هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يوقفوك و يقولولك إيه بني أدم يا مهزق اللي إنت لابسه ده فدلوقتي الدنيا حلوة و إلبس اللي يعجبك .. بس متتخيلش إن الشارع السعودي نفسه عنده مشكلة لإنك بتتكلم عن شعب 75% من سكانه تحت الثلاثين سنة فخليني أقولك إن (محمد بن سلمان) عارف يبيع فكرته كويس أوي و الزبون عاجبه الفكرة و مكيفاه .. في نفس الوقت الصين بتتفرج علي كل ده و بتقول لنفسها الله فرصة نجيب فلوس .. معرفش إنت سمعت ولا لا بس الصين من فترة توسطت عشان يتمضي إتفاق إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية و إيران .. الصين دلوقتي هي أكبر مستوريد للبترول السعودي .. بمعني أخر مش ببالغ لو قلتلك إن الصين عايزة تملا الدور اللي كانت عايشاه أميركا بالنسبة للخلايجة.
يبقي السؤال هو ليه محدش بره بيتكلم عن التغييرات الكتيرة دي اللي بتحصل في السعودية؟ .. ليه محدش بيقول شعر في (محمد بن سلمان)؟ خصوصاً إن تحويل المجتمع السعودي من مجتمع بيحاول يمشي زي ما قال الله و رسوله لمجتمع عايز يبقي النسخة التانية من دبي دي حاجة الغرب ما أحب علي قلبه إنه يتكلم عنها و يشجعها .. الحقيقة إن فيه سببين لده في رأيي .. السبب الأول إن كتير من الشغل اللي عمله (محمد بن سلمان) حصل وقت الحظر بتاع جائحة فيروس Covid-19 فمش كتير صحفيين أجانب جاتلهم الفرصة يزوروا السعودية وقتها .. تاني سبب و يمكن أهم سبب إن لحد دلوقتي الغرب بيبص ل(محمد بن سلمان) نفس بصتنا لأغاني المهرجانات .. قدام الناس نقول ده إسفاف و إفساد للذوق العام بس أول ما تتشغل أغنية مهرجان قدامنا بشكل لا إرادي و زي ما نكون ملبوسين بنقوم نرقص .. الغرب برده قدام الناس بيقول علي (محمد بن سلمان) مجرم بسبب جريمة مقتل الصحفي (جمال خاشقجي) في القنصلية السعودية في أسطنبول .. الكلام دلوقتي بقي علي إن لازم الغرب يبدأ يعيد نظرته ل(محمد بن سلمان) .. مش معقول نتغاضي عن كل التغييرات الجذرية اللي هو بيعملها دي عشان خاطر هو مسئول عن مقتل صحفي و مفيش حاجة تعبر عن التغيير ده قد الإحصائية دي.
بناء علي تقرير طلع من مركز بروكينجز Brookings Institute فسنة 2018 نسبة البنات السعوديات اللي شغالين في وظايف و بيتقال عليهم جزء من القوي العاملة السعودية ميعدوش 19.7% .. بس بعد قرار (محمد بن سلمان) بالسماح للبنات بإنها تسوق و أي بنت فوق 21 سنة مش محتاجة موافقة محرم عشان تسافر فخلال سنتين بس النسبة نطت بقت 33% سنة 2020 و بقت 37% سنة 2022 .. بس يبقي في رأيي الحاجة الوحيدة اللي حتفرمل رغبة (محمد بن سلمان) إنه ينقل المملكة للمرحلة الجاية هو (محمد بن سلمان) .. الرجل ده حساس جداً للنقد .. جداً .. ودي حاجة بتفرمل تقدم أي بلد .. و عشان كده إنت محتاج تبص للبلد الثانية .. إسرائيل.
إسرائيل .. إزاي تنتقل من مرحلة الديموقراطية لحزب النور السلفي:
مشكلة إسرائيل الازلية إنها عايزة تبقي حاجة مستحيل تحصل .. إسرائيل عايزة تبقي بلد ديموقراطية و في نفس الوقت تبقي بلد يهودية .. الإتنين دونت ميكس .. عشان برده أبقي صادق مع نفسي ده زي لما حد يقول عايزين مصر تبقي بلد ديموقراطية و في نفس الوقت إسلامية .. برده الإتنين دونت ميكس .. كونك عايز تبقي بلد دينية سواء بقي إسلامية أو يهودية أو مسيحية معناه بالضرورة إن حيبقي فيه ثوابت لا يجوز بأي حال من الأحوال التجاوز فيها أو كسرها بس ده أصلاً ضد اللي بتقوله الديموقراطية اللي بتسمح لأي حد يقول رأيه تحت مسمي حرية إبداء الرأي أو Free Speech .. ده المزنق اللي فيه إسرائيل دلوقتي و اللي من غير ما أدخلك في متاهات كتير فالأزمة كلها إن (نتنياهو) عايز يحط مناخيره في شغل المحكمة الدستورية العليا و ده اللي مخلي الشرخ اللي في المجتمع الإسرائيلي واضح أوي كده بين ناس شايفه إن مستقبل إسرائيل إنها تبقي ديموقراطية و ناس تانية شايفه مشتقبل إسرائيل إنها تبقي يهودية و الشرخ ده حيشرحولك الموقف اللي أنا ححكيه دلوقتي:
يحكي أن فيه فيه مواطن إسرائيلي اسمه (يوري درومي Uri Dromi) كان طيار مقاتل في سلاح الجو الإسرائيلي بس هو طلع معاش دلوقتي فهو خد شوية زمايله و راحوا زاروا حي في تل أبيب عايش فيه أغلبية ساحقة من الناس اللي بيتقال عليهم في الإعلام العربي المتطرفين الإسرائيليين و اللي في إسرائيل بيتقال عليهم المتشددين الدينيين أو الهاريدي اللي هو عشان نفهمهم خليني أشبههم ليك و ده مجرد تشبيه بالسلفيين عندنا .. الهدف من الزيارة دي إن (يوري) كان عايز يفهم .. إيه اللي يخلي مواطن إسرائيلي عاقل يبقي شايف إن (نتنياهو) يستحق يكمل في منصبه لإن (يوري) زيه زي كتير من الإسرائيليين شايف (نتنياهو) ده رجل نصاب و بيلعب بالبيضة و الحجر و ملوش مكان يليق بيه غير الحبس .. خلال الزيارة (يوري) إتصدم لما قابل ست يهودية جت تكلمه و هي الصراحة اللي خلت لمبة في دماغه تنور .. هي ست معاها شهادة بكاليروس هندسة برمجة و شغالة مهندسة برمجة في شركة بس هي يهودية متشددة أو سلفية زي ما قلنا في تشبيهنا فهي علي قلبها زي العسل إنها هي اللي تشتغل و تصرف علي البيت و جوزها مبيعملش حاجة في حياته غير إنه بيحفظ و بيدرس في التوراه .. رغم إن المنطق بيقول إن الست دي المفروض تطلب الطلاق و تكون أول واحدة تنزل المظاهرات ضد (نتنياهو) إلا إنها مقتنعة جداً باللي هي بتعمله .. هي حقاً و صدقاً شايفه إن (نتنياهو) ده رجل صح الصح و كلمته صح الصح .. و الأهم شايفة إن قعدة جوزها في البيت دي بالدنيا .. ليه؟ .. عشان هي زيها زي كتير من اليهود المتشددين شايفين إن اللي حصل فيهم في الهولوكوست مينفعش يتكرر تاني وبالتالي واجب علي كل ست يهودية إنها تبقي حرفياً أرنبة تخلف عيال كتير و واجب علي الرجاله اللي نصيبهم كان إنهم بينتموا لفئة المتشددين اليهود إنه يفضل يحفظ في التوراه.
إنت متخيل الفرق في الدماغ؟ .. متخيل إزاي ست مهندسة يعني المفروض إن دماغها توزن بلد تكون شايفة إن كونها بتصرف علي البيت و جوزها مبيشتغلش ده واجب ديني و إنها كده بتؤدي اللي عليها كست يهودية مؤمنة؟ .. إنت قدام نصين كل واحد فيهم شايف إنه صح و الأهم إنه مستغرب هو إزاي النص التاني غريب كده .. ده السبب إن الرئيس الإسرائيلي (إسحاق هيرزوج Isaac Herzog) بيقول إنه في كل يوم جمعة لما بينزل يشتري حاجة البيت من السوبرماركت مفيش حد بيقابله إلا و بيسأله هل فيه أمل إن الازمة دي تخلص و الأطراف يوصلوا لحل وسط يرضيهم كلهم .. كل ده مع وجود بني ادم معندوش لا ملة ولا دين ولا مباديء زي (نتنياهو) .. واحد بني الكاريير بتاعته كلها علي إنه يشاور علي الفلسطنيين و العرب و يقول للإسرائيليين شايفين الناس دي هم السبب في كل مشاكلكوا و كل تعاستكوا في الدنيا فإنتخبوني أحكمكم و أنا حخلص عليهم واحد واحد.
فرق كويس أوي بين البيزنس و بين هو الشارع عايز إيه .. بمعني .. خليني أضربلك مثال بينا وقت ثورة يناير 2012 .. إنت لو كنت بتمشي في شوارع القاهرة وقتها كانت الناس كلها بتقول عايزين عيش حرية عدالة إجتماعية .. الناس كلها كانت ضد الحكم الديكتاتوري و عايزين نبقي دولة ديموقراطية بقي و نخش إنتخابات و ياسلام علينا و إحنا واقفين طوابير عشان ندي صوتنا قال يعني كنا متخيلين إن كلمتنا حتفرق .. كنا مغفلين أوي .. قصاد إن اللي شغالين في البيزنس و حاطين فلوسهم فيه نفسه مكنش في دماغه الهري ده كله .. ماله بس (مبارك) الله يرحمه بلا إنتخابات بلا ديموقراطية بلا كلام فاضي و أكل العيش أهم .. في إسرائيل برده دلوقتي عندهم نفس الشرخ ده .. أه صحيح الشارع مش عايز (نتنياهو) يوصل للي هو عايزه و عايزين يحافظوا علي إسرائيل دولة ديموقراطية بس البيزنس عنده حاجات أهم .. إسرائيل هي أكتر بلد في الشرق الأوسط عندها شركات شغالة في مجال الأمن الأليكتروني أو Cyber Security و مجال تصنيع الأسلحة .. إنت وصلت لمرحلة إن شركات صينية كتير قطاع عام بقت بتروح إسرائيل تشتري شركات صغيرة عشان تخش البيزنس ده .. يا رجل ده بقي الشين بيت اللي هو مباحث أمن الدولة في إسرائيل بيراقبوا كل المستثمرين و الدبلوماسيين الصينيين اللي بيزوروا إسرائيل لإنهم بيبقوا شبه متؤكدين إنهم ضباط مخابرات صينيين جايين يحطوا إيدهم علي الشركات الإسرائيلي اللي شغالة في مجال الصين شايفه إنه أمن قومي ليها .. و هي دي النقطة .. اللي بيقود المظاهرات ضد (نتنياهو) حالياً هو البيزنس ده .. غريبة صح؟
إذا كان في مصر اللي كان رأس الحربة في ثورة يناير هم شباب الثورة اللي مكانوش متوحدين ورا قائد معين ولا فكرة واضحة فالوضع في إسرائيل مختلف سيكا إن الموتور ورا المظاهرات دي هم الناس اللي شايلة البيزنس علي كتافها لإنهم شايفين إن عشان تبقي بلد عايزة يتقال عليكي بلد دايسة في تكنولوجيا الأمن الأليكتروني و التسليح و الصناعات الدقيقة فإنتي لازم تبقي بلد ديموقراطية سايبة القضاء يشتغل براحته من غير أي تدخل حكومي .. من غير الخلطة السحرية دي فالطبخة كلها بتبوظ .. عايز بس إديلك كذا مثال من كذا شخصية من اللي قاعدين في الشارع في تل أبيب عشان تبقي عندك خلفية عن هي الناس دي مين و عايزة إيه:
- منهم حد زي (جيجي ليفي-فايس Gigi Levy-Weiss) .. ده رجل كان طيار مقاتل في سلاح الجو و طلع معاش و أسس 6 شركات صغيرة أو زي ما بتتسمي Start-ups و هو لوحده مسئول عن توفير فوق 50,000 وظيفة .. ده رجل لو كان عايش معانا وقت ثورة يناير كنت حتلاقيه من رجال الأعمال اللي شايفين إن مينفعش يا جماعة نخرب أكل عيشنا بس فيه فرق كبير أوي بين رجال الأعمال بتوعنا و بتوعهم و يمكن ده اللي السعوديين شايفينه .. هم عايزين تعاون بين الشركات السعودي و الإسرائيلي عشان يستفيدوا من الحاجة اللي عمر ما المملكة حتقدر تحققها .. الديموقراطية .. إنت مش حتقدر توفر مناخ إن اللي عايز ينتقد ينتقد و اللي عايز يقول رأيه يقوله و ده المناخ اللي بيسمح لشركات التكنولوجيا إنها تعيش و تكبر فعشان كده السعوديين و الخلايجة عموما راحوا للشركات الإسرائيلي خد منها المنتجات اللي عاجباك و ده اللي الناس بتاعة البيزنس في إسرائيل شايفة إن أكبر تهديد ليه هو بقاء (نتنياهو) في الكرسي.
- منهم حد زي (شيرا إيتنج Shira Eting) ودي بتمثل الحقيقة جوهر الصراع بين الدولة الديموقراطية و الدولة الدينية .. دي ست حبت تبقي طيارة في سلاح الجو و كانت فعلاً الخريجة رقم 19 من الكلية الجوية عشان تبقي طيار مقاتل علي طيارات هليوكوبتر كوبرا Cobra اللي بتخدم في سلاح الجو .. بس في نفس الوقت دي ست شاذة جنسياً .. دي ست متجوزة ست .. في نظر النص اليهودي من إسرائيل دي ست ملهاش مكان هنا .. في نظر النص الديموقراطي من إسرائيل دي أيقونة من أيقونات البلد .. ده الشرخ اللي إسرائيل عايشاه دلوقتي.
كل يوم بيعدي من غير إتفاق ينهي الازمة اللي عايشاها إسرائيل دلوقتي بيخلي (نتنياهو) ملوش مهرب غير إنه يترمي أكتر في حضن التيارات اليهودية المتطرفة .. الميزانية العامة للبلد اللي هو أقرها من فترة حطت فلوس بالهبل في تطوير و بناء مدارس يهودية و في تطوير المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية .. عشان بس تبقي في الصورة .. الفلوس اللي (نتنياهو) عايز يصرفها علي مدارس المتطرفين اليهود أو السلفيين بتوعهم قد كم الفلوس اللي إسرائيل بتصرفها علي منح الدراسات العليا في كل الجامعات الإسرائيلية .. كنا إتكلمنا قبل كده عن إزاي الناس دي عايزه تقلب الميزان السكاني بين الإسرائيليين و الفلسطنيين بإنهم يخلفوا كتير .. حالياً 24% من أطفال إسرائيل منتمين للفئة دي .. النسبة حتوصل 50% علي سنة 2050 .. الولاد منهم لا حيخشوا الجيش ولا حيتعلموا إنجليزي ولا حساب و لا علوم ولا دراسات ولا حيتعلموا حاجة عن فصل السلطات ولا أي حاجة خالص ملهاش علاقة بالتوراة .. المجتمع الإسرائيلي قصاد شرخ حقيقي و إنقلاب ملموس علي كل المفاهيم اللي كانت بتحكمه لسنين و سنين.
اللي أنا عايز أختم بيه إن مستقبل الشرق الأوسط مبقاش بسيط بيحكمه الإجابة عن سؤال إحنا ولا هم و دي حاجة مؤلمة للجيل اللي زي حالاتي اللي و هو صغير شاف بعنية الإنتفاضة الفلسطينية و منظر استشاد (محمد الدرة) و إبنه لسه عايشه في دماغه لحد دلوقتي بس هو ده الواقع .. الواقع إن البيزنس بقي بيمشي كلمته علي القناعات الشخصية .. مش حتفرق إنت شايف إسرائيل إزاي طالما الحكومة شايفه إن مصلحتنا نحط إيدينا في إيدهم .. الحقيقة برده إنك قصاد واقع غريب جداً .. إسرائيل دلوقتي فيها خناقة لرب السما بين نص ديموقراطي علماني شايف إن الدين ملوش مكان في المستقبل قصاد نص شايف إن مستقبل إسرائيل هو تمسكها بالدين .. علي الناحية الثانية السعودية رايحة في سكة تانية خالص و هي تخلص من حمامك القديم ولا تخرج قبل أن تقول سبحان الله .. الأية فعلياً إتعكست .. ومش بس في المملكة و في إسرائيل .. في الشرق الأوسط كله .. في أكتوبر 2017 لما (محمد بن سلمان) عطي للبنات حق إنهم يحضروا ماتشات الكورة في الإستاد بعدها بسنتين في 2019 كانت إيران هي كمان بتسمح للبنات يحضروا ماتشات بعد ما إتمنعوا من الحق ده من بعد الثورة الإسلامية سنة 1979 .. الشرق الأوسط رايح في سكة إنه يتطوع زي ما السعوديين عايزين خصوصاً لو خدوا اللي هم عايزينه.
السر اللي الناس كلها عارفاه إن المملكة حاطة 3 شروط عشان تطبع علاقاتها مع إسرائيل .. عايزين اللوبي اليهودي في أميركا يضغط علي الكونجرس عشان يتمضي إتفاق تعاون أمني طويل الأمد مع المملكة اللي هو حاجة شبه كده العلاقة المريبة بين إسرائيل و أميركا .. عايزين مساعدة الأمريكان إنهم يعملوا مشروع نووي سلمي .. عايزين يبقي من حق السعودية تاخد أحدث الأسلحة اللي بتنتجها أميركا و هي دي المشكلة .. خدت بالك إن من ضمن الشروط محدش جاب سيرة الفلسطنيين؟ .. الإسرائيليين بيحلفوا علي التوراة إن السعوديين مش طالبين إنهم يقدموا أي تنازلات فيما يخص القضية الفلسطنينية .. السعوديين بيحلفوا علي المصحف إن ده محصلش .. اللي الإسرائيليين مش عايزين يعترفوا بيه إن في حتة السياسة الخارجية دي بالذات فالسعوديين أنصح شوية من الإماراتيين .. الإماراتيين مضوا علي إتفاقيات إبراهيم و مخدوش حاجة ملموسة في إيدهم غير مجرد وعد بإن اللي أنتوا عايزينه من قطاع التكنولوجيا الإسرائيي حتاخدوه .. السعوديين أكيد حيطلبوا أكتر من كده .. بكتير .. السؤال بقي هل إسرائيل حتبقي جاهزة تدي للسعوديين اللي هم عايزينه؟
المصدر:
- مقالة بعنوان From Tel Aviv to Riyadh نشرت في جريدة The New York Times و ده لينك المقالة الأصلية:
https://www.nytimes.com/2023/06/06/opinion/israel-saudi-arabia.html