تابعونا

أونج سان سو كي .. تجسيد مقولة إن كيدهن عظيم.

خلينا نكون صرحاء و واقعيين مع نفسنا .. (أونج سان سو كي) مش هي اللي بتصدر الأمر للجيش إنه يقتل المسلمين و مش هي اللي بتعذب الروهينجا و حملات الإغتصاب لنساء المسلمين هناك مش بتم بعلمها ولا بموافقتها .. هي بس ساكتة و مش بتعمل حاجة و سايبه الجيش يعمل اللي هو عايزه.

17 ديسمبر، 2017 7.2 ألف

تعديل إتعمل في 17 ديسمبر 2020 .. الرئيس السوداني (عمر البشير) إنتقل لرحمة الله سنة 2019.

موضوعنا النهاردة هو (أونج سان سو كي Aung San Suu Kyi) اللي لو حلفتلك مية يمين إنك تعرفها كويس حتقولي يا عم انت بتتبلي عليا بس لو ريتك صورتها حتقولي يا عم ما كنت قولي إن قصدك الست بتاعة ميانمار .. .. لو انت برده شفت صورتها و معرفتهاش و متعرفش مين ميانمار دي فخليني أجرب معاك اسم الروهينجا .. .. لو برده الإسم ده غريب عليك و أول مرة تسمعه فتعلالي علي جنب بقي عشان انت فايتك كتير من اللي بيحصل في الدنيا .. ميانمار دي دولة صغيرة في جنوب شرق أسيا علي يمين الهند كده و البلد دي فضلت لحد سنة 2015 بيحكمها الجيش في نظام قمعي مفتري مبيرحمش .. لحد دلوقتي الموضوع مألوف بالنسبة ليك .. .. انت شفت ده قبل كده إتهرس قدامك في مية دولة تانية من ضمنها الدولة اللي حضرتك عايش فيها دلوقتي .. الجديد في الموضوع إن سنة 2015 إتعملت إنتخابات برلمانية و الحزب بتاع الست اللي قدامك في الصورة دي و إسمه LND كسب الانتخابات بإكتساح.

لما ده حصل ناس كتير خصوصاً في الغرب إفتكر ياعيني إن كده خلاص دي النهاية السعيدة للفيلم الحزين بتاع ميانمار .. من وجهة نظر الغرب يمكن (أونج سان سو كي) هي القديسة اللي ربنا بعتها عشان تنقذ بلدها من قمع النظام العسكري اللي فضل يحكم بالحديد و النار لسنين و تخيلوا إن أخيراً جت الملاك اللي حتقود بلدها للديموقراطية و الحرية و المساواة و الكلام الفاضي ده .. مش بس الناس العادية اللي إعتبرت إنتصار حزب (اونج سان سو كي) هو النهاية السعيدة بتاعة أفلام ديزني .. ده فيه حكام إستقبلوها زي (باراك أوباما Barack Obama) و فيه اللي خدوها بالحضن زي (هيلاري كلينتون Hillary Clinton) و فيه اللي شبهوها بشخصيات تاريخية مهمة زي ما الأخ (ميتش ماكونيل Mitch McConnell) اللي يعتبر زعيم الحزب الجمهوري اللي بيحكم أميركا دلوقتي شبهها بإنها النسخة الميانمارية من الزعيم الهندي (غاندي Gandhi).

الصورة الشهيرة ل(أوباما) و هو بيبوس ( أونج سان سو كي) خلال زيارتها للبيت الأبيض سنة 2016.

تدور الأيام و تلف الأيام و العالم كله يبقي عامل زي شخصية (كتكوت) لما إفتكر نفسه بيغرق في حمام السباحة و لقي نفسه واقف و له طول و قال بلهجته الصعيدي “إيه دي” .. دلوقتي العالم بيبص ل(أونج سان سو كي) و بيسأل نفسه إزاي البني أدمة اللي إحتفلنا بصعودها للحكم هي هي نفس الشخص اللي قاعد يتفرج و هي بتشوف الجيش الميانماري و هو عمال يقتل و يغتصب و يعذب في مسلمي الروهينجا اللي هم شوية ناس غلابة عايشين في إقليم اسمه أراكان مشكلتهم الوحيدة اللي هم ملهمش ذنب فيها إنهم أقلية مسلمة في بلد أغلبيتها بيعتنق البوذية.

اللي حنتكلم عنه النهاردة هو إزاي انت ممكن تبقي غلطان أوي كده بخصوص شخص؟ .. إزاي تبقي متخيل نفسك قاري و مثقف و فاهم سياسة لدرجة إنك شفتها لسنين و سنين بتقف قدام نظام قمعي و بتطالب بالحرية و الديموقراطية و بتقف معاها و تساعدها لحد ما توصل للحكم و هوبا دبل كيك تلاقيها تحولت لنفس الشرير اللي هي حاربت ضده سنين؟ هل رغبتك كبني أدم إنك تلاقي حلول بسيطة لأعقد المشاكل بتخليك تنسي إن (أونج سان سو كي) بني أدمة زي ما ليها مميزات ليها عيوب؟ هل انت متخيل إن مثلاً (أونج سان سو كي) كانت زميلة تختة ل(هاري بوتر Harry Potter) في مدرسة هوجوارتس لتعليم السحر و إنها بمجرد ما تقعد علي كرسي الحكم بإشارة من صباعها كل مشاكل ميانمار حتتحل؟ هل انت مكنتش متخيل إن شخصية زي (أونج سان سو كي) ممكن بمجرد ما تقعد علي الكرسي تصاب بنفس مرض الحكم الأزلي اللي بيخلي اللي يقعد علي الكرسي كل اللي يهمه إنه يجمع في إيده نفوذ و فلوس و سلطة أكتر؟ إسمحلي أقولك إنك كنت بتستعبط لما تخيلت إن واحدة إتربت في مجتمع مريض زي ميانمار بقدرة قادر حتطلع هي الملاك الوحيد اللي فيه اللي متلوثتش بكل أمراض المجتمع ده.

(أونج سان سو كي) بتسلم علي الرئيس الصيني (جي جينبين) اللي يعتبر أهم داعم للنظام القمعي في ميانمار.

تاريخ البشر عموماً و خصوصاً تاريخنا مليان بشخصيات زي دي .. شخصيات حاربت القمع و الإفتراء علي حقوق الناس .. شخصيات مجدناها و ألهناها كمان و بمجرد ما بقت في السلطة تحولت لنفس الشيطان اللي كانوا بيكرهوه .. (جمال عبدالناصر) الله يرحمه مثال .. الإخوان المسلمين مثال .. اللي بيحكمنا دلوقتي مثال .. تقريباً كل حكام مصر كده لدرجة إني مش لاقي حد عدل .. و خليني أصدمك و أقولك إن المشكلة مش فيه .. ده بني أدم فيه عيوب و ربنا خلقه كده .. أي حد مننا لو إتحط في مكانه و قعد علي الكرسي الله أعلم دماغه حتويده فين .. المشكلة فيك سيدي المواطن .. انت بيبقي عندك حاجة بيسموها في علم النفس السياسي Confirmation Bias .. و دي كلمة ملهاش ترجمة حرفية أوي بس خليني أترجمهالك بإنك بتبقي أعمي و دماغك ناشفة إنك تشوف الحقيقة .. انت بتبقي الحقيقة قدامك .. كل العلامات إن البني أدم ده فيه حاجة غلط و حيتحول لمفتري بمجرد ما يقعد علي الكرسي بتبقي قدامك بس انت بتبقي أعمي مبتشوفش .. إعجابك و تأليهك لشخصية المنقذ بتخليك تتغاضي و تنسي عيوبه و متشوفهاش و بتدافع عنه دفاع أعمي .. و لإننا بنتكلم عن (أونج سان سو كي) خلينا منبعدش كتير عنها و أوريك إن كل العلامات كانت قدامنا إنها شخصية مريضة بس إحنا مشفناش.

الست دي سنة 2013 عملت حوار صحفي مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC و لما الصحفي سألها عن رأيها بخصوص الإضطهاد اللي بيحصل ضد الروهينجا و بفكرك إن الكلام ده كان سنة 2013 و أتحدي إن وقتها كان فيه بني أدم في العالم العربي كله عارف ميانمار دي فين أساساً بس لما هي إتسألت السؤال ده قالتله إضطهاد إيه إحنا معندناش إضطهاد .. و زادته من الشعر بيت و قالت إن البوذيين هم اللي مضطهدين و إنهم إضطروا يسيبوا بيوتهم بسبب الخوف من المسلمين .. لما الصحفي زنقها و قالها طب ليه اللي بيموتوا بيبقوا مسلمين بس هربت من السؤال و قالت إن البوذيين خايفين من القوة الإسلامية العالمية .. و ختمت بجملتها اللي تعصب و تجيب الضغط و السكر إن فيه خوف في الطرفين Fear on Both Sides .. اللي هو وجهة نظرها إن المسلمين دول شبه النسخة الإرهابية من الAvengers مستنيين اللحظة اللي يسيطروا فيها علي العالم و إحنا لا حول ولا قوة إلا بالله مش عارفين نصلي الفجر حاضر في الجامع لأحسن نتسجن بتهمة محاولة قلب نظام الحكم.

من أمثلة إعجاب الغرب ب(أونج سان سو كي) إن مغني زي (بونو) يطلعها معاه علي المسرح.

حاجات من دي كتير حصلت قدام عيون العالم بتتعارض بشكل فج مع الصورة اللي إترسمت عن (أونج سان سو كي) بس محدش كلف نفسه و خد باله .. بالعكس حكومات الغرب رحبت بيها و إعتبرتها المنقذ الوحيد لميانمار و هي الوحيدة اللي ممكن تنقل ميانمار للحرية .. (أونج سان سو كي) زيها زي زعماء كتير قبلها مش بس شعوبهم إنما العالم كله تخيل إن بمجرد وصولهم للحكم كل حاجة حتبقي زي الفل و كلنا حنغني الدنيا ربيع و الجو بديع .. إن بمجرد وصولها للحكم كل الغلط اللي نظام الحكم إتبني عليه حيتصلح .. تخيل إن نظام الحكم في أي دولة هو عمارة و العمارة دي إتبنت علي أساس غلط .. هل تفتكر لو إن اللي بني العمارة دي كان تاجر مخدرات جاب فلوسه بالحرام بس إحنا خلينا ملكيتها يروح لإمام جامع حتفرق في حاجة؟ .. العمارة كلها مبنية غلط و إمام الجامع مقداموش حاجة يعملها و أغلب اللي حيحصل إنه حيضطر عشان يمشي أمور سكان العمارة إنه يكمل علي الغلط و مع الوقت حيتحول إمام الجامع لنفس شخصية تاجر المخدرات .. البشر مش بيخلقوا نظام الحكم .. نظام الحكم هو اللي بيخلق البشر .. حط الكلمتين دول في دماغك قبل ما تقرر تمشي ورا أي زعيم شعبي .. انت لما بتنزل الشارع شايل علم بلدك في إيد و صورة زعيم شعبي في الإيد التانية انت بتكون مقتنع و شايف إنه صح فانت مخك بيقولك إنزل دلوقتي الشارع و وصل الزعيم ده للحكم عشان هو يلبس في الحكم و يمشيلك أمورك و انت ترجع تاني لحياتك الطبيعية تصحي الصبح تروح شغلك و ترجع تتفرجلك علي فيلم ولا ماتش و انت بتاكل و تنام و تعيد الدورة تاني .. بالعكس خاف أوي من الزعيم الشعبي اللي وصل للحكم علي أكتاف الناس و مش حتكلم عن حالنا عشان مبقاش متحيز .. تعالي ننقي أمثلة حولينا في العالم:

• لما الأمريكان دخلوا أفغانستان في 2001 حطوا قدامنا بني أدم محدش شافه قبل كده بس لابس جلبية فوقيها جاكت بدلة و لابس عمة علي راسه شبه جدك اللي مبيعرفش يلبس عدل و بيوديك تصلي الجمعة في الجامع و هو لابس نفس الطقم ده و قالولنا إن ده إسمه (حامد كرزاي) و ده اللي حيقود أفغانستان للرخاء و الرفاهية بعد سنين من قمع حركة طالبان .. ياعيني الأمريكان نفسهم هم أول ناس إتصدموا في (حامد كرزاي) .. هم تخيلوا إنهم جابوا واحد نظيف مبيسرقش عارف البلد كويس بس لإن الكرسي شيطان في حد ذاته فإذا بالأخ ده بيتحول لواحد سلطوي و مرتشي و حرامي معندوش لا أخلاق ولا دين و لبس بلده كلها في الحيط.

(حامد كرزاي) اللي الأمريكان قالوا عليه اللي حينقذ أفغانستان و في الأخر طلع حرامي.

• دولة زي رواندا .. سنة 1994 حصلت عندها حملة التطهير العرقي المشهورة أوي و بعد ما الحرب الأهلية خلصت الغرب وقف ورا واحد إسمه (بول كاجامي Paul Kagame) قالوا بس هو ده الشخص القوي المحترم اللي حيقدر يقود رواندا للأمام .. فعلاً الرجل ده كان مصلح إقتصادي و ونقل إقتصاد رواندا لقدام بس بمجرد ما قعد علي الكرسي طلع المفتري اللي جواه و بقي ديكتاتور محدش عارف يقوله لا.

• بما إننا في أفريقيا فخلينا نتكلم عن حركة تحرير الشعب السودانية .. الناس دي كانت حبايب الغرب لما كانوا واقفين ضد الرئيس السوداني (عمر حسن البشير) اللي هو أساساً مطلوب القبض عليه بتهمة إرتكاب جرائم حرب في دارفور و بمساعدة الغرب و خصوصاً أميركا الناس دي إستقلت عن السودان و عملوا دولة جنوب السودان .. حلو .. بمجرد ما إستقلوا حاربوا بعض و قامت حرب أهلية و بقي كل واحد فيهم (عمر بشير) في نفسه.

من الحاجات الكويسة إن جايزة نوبل للسلام اللي (أونج سان سو كي) خدتها إتسحبت منها.

انا عارف إن الكلام ده حيخلي ناس كتير تقول يعني إيه مفيش أمل؟ .. مفيش حد عدل؟ .. طب (نيلسون مانديلا Nelson Mandela) ده كان أول رئيس اسمر يحكم جنوب أفريقيا بعد إنتهاء فترة التفرقة العنصرية اللي بيسموها في جنوب أفريقيا ابارتهايد Apartheid بس أحب أحبطك و أقولك إن الناس اللي شبه (نيلسون مانديلا) دول نادرين أوي و عشان ينجحوا لازم يبقي عندك عوامل كتير يصادف إنها تشتغل مع بعضها صح و ولا واحدة فيهم كانت متوفرة في ميانمار.

خلينا نكون صرحاء و واقعيين مع نفسنا .. (أونج سان سو كي) مش هي اللي بتصدر الأمر للجيش إنه يقتل المسلمين و مش هي اللي بتعذب الروهينجا و حملات الإغتصاب لنساء المسلمين هناك مش بتم بعلمها ولا بموافقتها .. هي بس ساكتة و مش بتعمل حاجة و سايبه الجيش يعمل اللي هو عايزه .. إذن لا هي (بول كاجامي) ولا (عمر البشير) .. هي حاجة تانية .. هي من الناس اللي بنوصفها في مجتمعنا بإنها شبعت بعد جوعة أو من محدثي النعمة .. هي بقالها في الحكم أكثر من 20 شهر و بمجرد وصولها للحكم بعدت نفسها عن كل النشطاء السياسيين اللي وقفوا معاها ضد الجيش و اللي أعتقلوا معاها و اللي ساعدوها لحد ما قعدت علي الكرسي .. هي بقت عاملة زي المغنية المشهورة اللي بقي معاها فلوس كتير و بقي حوليها حاشية من الناس المقربين ليها و مبتسمعش لغيرهم و دي أهم خاصية من خواص الديكتاتور .. مش حتلاقي ديكتاتور ينزل الشارع يسمع للناس .. أصله لو عمل كده مش حيبقي ديكتاتور .. الديكتاتور لو نزل الشارع حيبقي معاه حرس و مش حتلاقي مواطن حوله .. الديكتاتور بيحب كل حاجة تبقي في إيده .. (أونج سان سو كي) اللي عملته بمجرد ما وصلت للحكم يخليك تبصلها بواقع جديد .. دي بني أدمة مش بس بتحب الحكم دي بتعبده و مستعده تعمل أي حاجة عشان تحافظ علي الكرسي.

انا عارف إن فيه تناقض في كلامي بين إنها ملهاش كلمة علي الجيش و في نفس الوقت هي بتحب التحكم بس خليني أفهمك .. هي بتحب و بتعشق فكرة الControl عشان كده هي أحاطت نفسها بشلة أو حاشية موالين ليها و بيقولوها أمين علي كلامها و أي حد بره الشلة دي يعترض أو يقولها اللي بيحصل ده غلط يبقي هو مش بس خصمها السياسي إنما عدو ميانمار كلها .. الست اللي فضلت طول حياتها تحارب عشان الحرية بمجرد ما قعدت علي الكرسي عملت قانون بيحظر إنتقاد الحكومة و فيه عشرات الناس في ميانمار إتسجنوا بسبب القانون ده منهم ناس نشطاء سياسيين (أونج سان سو كي) إتسجنت معاهم زمان .. تفتكر واحدة زي دي حتخاف علي مسلمي الروهينجا أو حتحاول تنقذهم؟ .. بني أدمة زي دي مش حتفهم غير لغة القوة .. الكلام مش حيجيب معاها نتيجة .. الحل الوحيد إنها تحس إن ممكن الحكم يروح منها ساعتها بس ممكن تلاقيها بتتدخل.

المصدر:

مقالة بعنوان Did the World Get Aung San Suu Kyi Wrong? نشرت في جريدة The New York Times الأميريكية و ده لينك المقالة الأصلية:

https://www.nytimes.com/…/asia/aung-san-suu-kyi-myanmar.html

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!