تابعونا

فضيحة شركة SNC الكندية .. ليه يا ربي متبقاش كل فضايحنا كده؟

الموضوع بمنتهي البساطة إن فيه شركة مقاولات و إستشارات هندسية كندية إسمها SNC-Lavalin ودي عشان أشبهالك بحاجه تفهمها حاول تتخيل إنها المقاولين العرب بتاعة كندا .. المهم إن الشركة دي فيه إتهام موجه ليها بإنها خلال الفترة من 2001 لحد 2011 دفعت رشاوي وصلت قيمتها 48 مليون دولار كندي لعيلة الرئيس الليبي الراحل (معمر القذافي) الله يرحمه عشان الشركه يرسي عليها مزدات عقود شغل في ليبيا .. لحد دلوقتي الموضوع سهل.

12 مايو، 2019 2.2 ألف

خليني أبدأ بالأساسيات .. الواد الحليوة الأمور اللي عندك في الصورة ده يبقي رئيس الوزراء الكندي (جاستن ترودو Justin Trudeau) و دي معلومة رقم واحد .. مش ناوي دلوقتي أتكلم عن سياسات الرجل ده عامله إزاي؟ ولا هل هو شايف شغله كرئيس وزراء لواحدة من الدول الصناعية السبع الكبري أو لا؟ .. ده مش مجال إني أتكلم عنه دلوقتي .. اللي حتكلم عنه دلوقتي هي الفضيحة السياسية اللي الأخ ده إتورط فيها و اللي ممكن أوي تكلفه منصبه لما تتعمل الإنتخابات البرلمانية في كندا شهر أكتوبر 2019 .. في المقالة دي ححاول أجاوب علي شوية أسئلة و منها حتبدأ تفهم هي المشكلة فين بالضبط.

إيه اللي بيحصل بالضبط في كندا؟

الموضوع بمنتهي البساطة إن فيه شركة مقاولات و إستشارات هندسية كندية إسمها SNC-Lavalin و دي عشان أشبهالك بحاجة تفهمها حاول تتخيل إنها المقاولين العرب بتاعة كندا .. المهم إن الشركة دي فيه إتهام موجه ليها بإنها خلال الفترة من 2001 لحد 2011 دفعت رشاوي وصلت قيمتها 48 مليون دولار كندي لعيلة الرئيس الليبي الراحل (معمر القذافي) الله يرحمه عشان الشركة يرسي عليها مزدات عقود شغل في ليبيا .. لحد دلوقتي الموضوع سهل .. المطلوب إن النيابة في كندا تحقق في الموضوع هل فعلاً الشركة دفعت الرشاوي دي أو لا؟ .. ولو دفعتها الشركة تتعاقب و لو النيابة قالت إن الشركة فعلاً غلطت فساعتها وفق القانون الكندي فالشركة حيبقي مش مسموح ليها تاخد أي عقود شغل جوه كندا لمدة 10 سنين .. المشكلة إن دي واحدة من أكبر شركات المقاولات مش بس في كندا إنما في العالم .. الشركة دي شغال فيها 50,000 موظف حول العالم منهم 3,400 موظف في مقر الشركة في مدينة كويبك الكندية و هنا الموضوع حيبدأ يحلو أوي بسبب إن اللي كان ماسك منصب النائب العام في كندا وقت ما القضية دي إتقدمت للنيابة كانت واحدة ست حقانية شوية إسمها (جودي ويلسون رايبولد Jody Wilson-Raybould).

الست دي كانت راسها و ألف سيف تشوف القانون بيقول إيه و علي حسب القانون تمشي .. القانون بيقول إن الشركة حتتعاقب بإنها تتحرم من إنها تقدم أي عطاءات لأي عقد مقاولات جوه كندا لمدة 10 سنين .. قضي الأمر الذي فيه تستفتيان .. المشكلة إن فيه ناس من اللي شغالين مع رئيس الوزراء (جاستن ترودو) إتكلموا معاها و قالولها هو يجري حاجة لو الشركة إتفقت مع النيابة إنها تتعاقب عقاب خفيف شوية و طبعاً حلفولها مية يمين إن القضية مش قضية فلوس .. لو عايزه فلوس خدي .. عايزه تدفعيهم دم قلبهم غرامة وماله .. بس حرام نقطع عيش الموظفين اللي حتضطر الشركة تمشيهم لو إتحكم عليها إنها متشتغلش جوه كندا لمدة 10 سنين .. من ضمن الناس اللي إتكلموا مع (جودي) كان وزير المالية (جيرالد باتس Gerald Butts) اللي مش بس وزير في الحكومة إنما يعتبر من الصحاب القريبين أوي من (جاستن ترودو) .. بس زي ما قلتلك الست (جودي ويلسون رايبولد) كانت حقانية شوية و أصرت إن الموضوع يترفع للمحكمة.

النائبة العامة الكندية (جودي ويلسون رايبولد) مع رئيس الوزراء (جاستن ترودو) يوم 14 يناير 2019 قبل ما الفضيحة بتاعة شركة SNC-Lavalin تتعرف وعلي فكرة وقتها كان مرشحها تبقي وزيرة شئون المحاربين القدامي.

لما القضية إتعرفت مؤخراً و بقت فضيحة بجلاجل (جودي) قدمت إستقالتها و بعدها بأسبوع (جيرالد باتس) هو كمان قدم إستقالته .. بعدها هي قعدت قدام لجنة تحقيق في البرلمان الكندي و قالت إن في الأول الناس اللي حولين (جاستن ترودو ) كانوا بيكلموها براحة و حجتهم إن حرام نقطع عيش الناس بس لما لقوها منشفة دماغها بدأت نبرة صوتهم تتغير بإن دماغها الناشفة دي حتزعل منها رئيس الوزراء .. طبعاً (جاستن ترودو) من ناحيته اللي نازل عليه يقول عليا الطلاق كذب .. هو بيقول إن حصل إن هو و حكومته و معاهم (جودي ويلسون رايبولد) إتكلموا سوا في مكتبه عن مشكلة شركة SNC-Lavalin بس كلامهم كان كله بإحترام و بما يتوافق مع اللي بيقوله القانون الكندي.

هل الفضيحة دي ممكن تضر (جاستن ترودو Justin Trudeau)؟

لحد دلوقتي لا .. صحيح زعيم المعارضة الكندية (أندرو شيير Andrew Scheer) طلب منه إنه يقدم إستقالته بس طبعاً (جاستن ترودو) نفضله .. كمان الحزب الليبرالي الكندي بتاع (جاستن ترودو) واقف وراه و مش عايز أقول بيشتموا في (جودي ويلسون رايبولد) بس علي الأقل محدش بيجيب سيرتها بالخير .. علي الناحية الثانية الصحافة الكندية يمكن عشان قعدوا سنين مش لاقيين حاجة يتكلموا عنها وسط الهدوء المستفز للحياة هناك فما صدقوا يلاقوا جنازة يشبعوا فيها لطم .. كل صحف كندا الكبيرة تقريباً معندهاش حاجة تتكلم عنها غير الفضيحة دي .. الفكرة إن الرأي العام في كندا مقسوم نصين .. الناس اللي عايشة في مدينة كويبك فرحانين جداً ب(جاستن ترودو) لإنهم شايفينه رجل مستعد يضحي بشغله عشان هم ميقعدوش في البيت .. باقي البلد شايف الموضوع بشكل مختلف .. هم شايفين طب المرة دي إنت وقفت مع شركة عشان تحمي الموظفين اللي فيها من إنهم يتطردوا من شغلهم بس إيش ضمنا إن المرة الجايه موقفك حيبقي كده؟ .. من ناحيته (جيرالد باتس) اللي بفكرك إنه واحد من الناس اللي قدموا إستقالتهم بسبب الفضيحة قال إنه معندوش أي مشكلة إنه يروح يشهد قدام لجنة تحقيق في البرلمان عشان يقول الحقيقة وهي إنه معملش حاجة غلط .. بس في رأيي الشخصي أي تقدير للخساير اللي ممكن (جاستن ترودو) يكون حيتعرضلها ملوش أي معني دلوقتي .. إحنا لازم نستني لحد أكتوبر الجاي عشان نشوف بنفسنا.

المصدر:
مقالة بعنوان Explained: The Case that Could Bring Down Canada’s Justin Trudeau .. نشرت في جريدة The Guardian البريطانية و ده لينك المقالة الأصلية:
https://www.theguardian.com/world/2019/mar/01/explained-the-case-that-could-bring-down-canadas-justin-trudeau

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!