تابعونا

لقاح فيروس كورونا .. إتقل عشان تاخد حاجة نظيفة.

وسط أزمة فيروس كورونا اللي إحنا بنعيشها فدي فرصة كويسة إننا نتعلم من تجربتي سنة 1976 و 2009 في إيه هي الطريقة الصح إننا نعمل مصل للوقاية من الفيروس؟ و إيه هي الأخطاء اللي مينفعش نكررها تاني؟

16 يونيو، 2020 1 3.3 ألف

لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/93nhabrsqvnd

في أي حتة حوليك سواء في شغلك أو في قعدة مع أهلك أو شات مع صحابك حتلاقي الكلام كله عن كلمة واحدة .. كورونا .. حياتنا كلها بقت بتدور حول كورونا .. و أكيد وسط الكلام حيتسأل سؤال الناس كلها عايزه تعرف إجابته .. هو اللقاح Vaccine بتاع الفيروس ده حيتعمل إمتي؟ .. إزاي التقدم العلمي اللي البشر كلهم وصلوا ليه مش مخليهم عارفين يلاقوا لقاح للفيروس اللي مش بس بيخلي أهلنا و صحابنا و زمايلنا يموتوا إنما كمان حيخلينا نشحت؟ .. الحقيقة إن النهاردة حنحاول مع بعض نفهم الإجابة علي السؤال ده .. هو ليه اللقاح بتاع فيروس كورونا ده عامل زي اللحمة الجملي اللي مش عايزه تستوي؟ .. ليه كل ما حد يسأل شركة أدوية عن هو اللقاح حيتعمل إمتي يترد عليه بجملة إتقل تاخد حاجة نظيفة؟

مبدأياً لازم نبني كلامنا علي معلومتين .. المعلومة الأولي هي الفرق بين المصل و اللقاح .. اللقاح ده هو التطعيم اللي لما بتاخده فإنت بتاخد مناعة ضد المرض ومش بيجيلك .. المصل ده عامل زي حباية الأسبرين كده لما يجيلك صداع اللي هو لو إتصبت بالمرض و بتاخد المصل فبتخف .. المعلومة الثانية هي إن فيه تطعيمات كتير ضد الأنفلونزا الموسمية العادية .. هي المشكلة إن فيروس كورونا مش من الإنفلونزا الموسمية .. ده حاجة تانية خالص.

السر في التأخير ده حادثتين حصلوا قبل كده .. الأولانية كانت سنة 1976 و الثانية كانت سنة 2009 .. في المرتين البشر لقوا نفسهم قصاد فيروس من عيلة الأنفلونزا .. في المرتين البشر أول ما إكتشفوا الفيروس راحوا جري للمعامل عشان يلاقوا لقاح .. وفي المرتين أخدنا علي قفانا .. الحادثتين دول مخليين شركات الأدوية و الحكومات علي مستوي العالم مش عايزه تستعجل .. صحيح إن إحنا كبني أدمين حنشد في شعورنا لإننا مش فاهمين ده ومش قادرين نستوعبه بس النهاردة حنحاول نفهم.

الحادثة الأولانية سنة 1976 .. لما الرئيس الأميريكي (جيرالد فورد) لبس بلده كلها في الحيط:

البداية كانت في يناير 1976 في معسكر ديكس Fort Dix لتدريب الجيش الأميريكي في ولاية نيوجيرسي .. في يوم من أيام الشهر ده صحي عسكري إسمه (ديفيد لويس David Lewis) علي صوت الشاويش بتاع السرية بتاعته وهو بيزعق فيهم إنهم يتجمعوا في الطابور عشان العساكر تجري تمرين إختراق الضاحية وده عبارة عن 8 كيلومتر جري وسط الغابات .. زي ما إنت ممكن تكون توقعت العساكر قاموا الصبح من دفا السرير وش الفجرية إتقالهم يطلعوا يجروا وسط البرد و الثلج فأكيد حبة منهم حياخدوا دور برد محترم .. تاني يوم العسكري (ديفيد لويس) وقع  من طوله وسط المعسكر مغمي عليه .. زمايله ودوه المستشفي بتاعة المعسكر و الدكتور قال إن عنده حالة إلتهاب رئوي حاد .. بعدها بيوم كمان كان العسكري (ديفيد لويس) مات .. شوية و 200 عسكري من الكتيبة بتاعته كلهم جالهم أعراض برد منهم 13 عسكري دخلوا المستشفي بنفس تشخيص الإلتهاب الرئوي الحاد.

في الأول الدكاتره في المعسكر كانوا متخيلين إن دي حالات إنفلونزا عادية خصوصاً إن شهر يناير ده وسط موسم الإنفلونزا .. بس نتايج التحاليل اللي إتعملت علي العسكري (ديفيد لويس) و زمايله اللي ماتوا غيرت كل حاجة .. هو صحيح كان عنده إنفلونزا بس الفيروس اللي قتله كان مختلف كتير عن النسخ المعروفة من الأنلفلونزا .. النسخة اللي قتلته كانت جديدة لانج  بس مش ده اللي خلي الدكاتره قلبها يقع بين رجليها .. اللي خلاهم يترعبوا إنهم لقوا إن النسخة دي فيها شبه كبير من نسخة الأنفلونزا اللي داست علي وش العالم سنة 1918 و اتسمت بإسم الأنفلونزا الأسبانية .. النسخة الجديدة اللي قتلت العسكري (ديفيد لويس) إتسمت H1N1 و اللي إنت عارفها أكتر باسم أنفلونزا الخنازير.

يمكن لإن ناس كتير وقتها و بفكرك إن الكلام ده كان سنة 1976 كانت صغيرة وقت ما الأنفلونزا الإسبانية ضربت العالم بس هم فاكرين كويس أوي الرعب اللي العالم كله عاشه .. الوضع كان كئيب و مخيف لدرجة إنت لا تتخيلها .. زي ما يكون الناس اللي في مراكز صنع القرار مكنتش عايزة تعيش نفس اللي هم عاشوه وهم صغيرين أياً كان الثمن .. في مارس 1976 الرئيس الأميريكي (جيرالد فورد Gerald Ford) خد الخطوة اللي يمكن ناس شافتها مبالغ فيها وهي إنه أعلن إن الحكومة الأميريكية حتطعم كل مواطن أميريكي ضد أنفلونزا الخنازير .. الدنيا مشيت زي القطر اللي مبيقفش في محطات .. بعدها بكام شهر كان 45 مليون مواطن أمريكاني ودول تقريباً ربع سكان البلد كانوا إتطعموا بما فيهم الرئيس نفسه اللي إتصور صورة مشهورة أوي يوم 14 أكتوبر 1976 وهو بياخد التطعيم في مكتبه في البيت الأبيض.

بس وسط حالة الهلع و إن لازم نلحق نحمي عيالنا كانت فيه ناس زي ما قلتلك شايفه إن خطوة تطعيم الناس كلها دي مبالغ فيها أوي .. فيه ناس كانت شايفه إن الموضوع مش مستاهل .. فجأة وبدون أي مقدمات الأمريكان إكتشفوا إن الناس دي كان عندها حق .. من 45 مليون بني أدم إتطعموا منهم 500 إتصابوا بحالة طبية نادرة أوي إسمها متلازمة جوليان باري Guillain Barre Syndrome ودي بإختصار بتسبب شلل رباعي .. ومن ال500 بني أدم اللي جالهم شلل منهم 32 بني أدم إتوفوا.

الرئيس الأميريكي (جيرالد فورد Gerald Ford) وهو بياخد حقنة التطعيم ضد فيروس الأنفلونزا في البيت الأبيض علي إيد الدكتور بتاعه (وليام لوكاش William Lukash).

إنت لا تتخيل صدمة الأمريكان .. الدنيا إتقلبت و الكونجرس عمل جلسات إستماع و كانت ليلة كبيرة أوي سعادتك .. مدير مركز مكافحة الأوبئة CDC إتشال من منصبه علي أساس إنه كبش فداء عشان الرأي العام يهدي شوية .. الحادثة دي غيرت حاجات كتير في الطريقة اللي الأمريكان بيبصوا بيها لفكرة التطعيمات .. إذا كنا في مصر مثلاً أي أب و أم بيبقوا عايزين يلحقوا يطعموا إبنهم أو بنتهم ضد شلل الأطفال و بيستنوا المواعيد و الأماكن فالأمريكان بيجيلهم زي ما تقول كده كرشة نفس كل ما حد يجيبلهم سيرة تطعيم .. حادثة سنة 1976 دمرت مصادقية الحكومة الأميريكية عند الناس وصدقني إن كلمة المصداقية دي هي أهم سلاح في إيد أي حكومة في العالم في مواجهة كارثة صحية زي فيروس كورونا.

الحادثة الثانية سنة 2009 .. في الأوبئة كمان الفقراء يدخلون الجنة:

تعدي الأيام و تفوت الأيام و سنة 2009 تحصل نفس الكارثة لما نسخة جديدة من فيروس أنفلونزا الخنازير H1N1  ضربت المكسيك و ولايتي كاليفورنيا و تكساس في أميركا اللي هم أساساً علي الحدود بين أميركا و المكسيك .. الحالات بدأت تظهر في إبريل 2009 ولما جه شهر يونيو كانت منظمة الصحة العالمية أعلنت إن الفيروس بقي وباء .. خلال 3 شهور كان 60 مليون بني أدم إتصاب بالفيروس و مات بسببه 203,000 بني أدم .. و تاني كلاكيت تاني مرة شركات الأدوية الأميريكية إتقالها إسحري و إعملي لقاح .. و برده كلاكيت تاني مرة اللقاح إتعمل ولا أجدعها حلة رز بتعملها وإنت مستعجل و بتكتشف إن الرز إتحرق ولازق في قعر الحلة ..  بس إذا كانت مصيبة اللقاح بتاع سنة 1976 إن كان له أعراض جانبية خطيرة فمصيبة اللقاح بتاع 2009 إنه لما إتوزع علي المصابين راح للأغنياء الأول و الفقراء إتقالهم إستنوا أنتوا شوية.

ولايتي كاليفورنيا و تكساس اللي ظهر فيهم الفيروس عايش فيهم نسبة كبيرة من المهاجرين المكسيكيين و الناس دي منها عدد محترم جاي بطريقة غير شرعية .. الناس دي خافت تودي عيالهم تتطعم لأحسن إدارة الجوازات و الهجرة ترحلهم للمكسيك تاني .. ناس كتير إتصابت و ماتت ومراحتش تتعالج .. عارف ليه؟ .. عشان عيالهم ميترحلوش بره أميركا .. قصة قصيرة حزينة أنا عارف .. اللي أكتر من كده إن دول كتير في العالم مفيهاش مصانع إنتاج أدوية .. طب ده معناه إيه؟ .. معناه إن سنة 2009 أستراليا و كندا مثلاً أمموا شركات الأدوية بتاعتهم بشكل مؤقت مش لسبب غير إنهم يجبروا شركات الأدوية اللي عندهم إنهم الأول يصنعوا لقاحات بكميات تكفي الناس اللي عايشة في البلدين و بعد كده إن شاء الله نبقي نشوف الدول الفقيرة في أفريقيا.

ومش بس مشكلة التوزيع هي الغلطة الوحيدة اللي العالم شافها سنة 2009 .. شركات أدوية كتير إتسرعت و عملت لقاحات مختلفة وفيه منها كانت له أعراض جانبية .. في السويد و فنلندا فيه أطفال من اللي خدوا التطعيم جاتلهم حالة نادرة أوي من الخلل العصبي إنهم بقوا بيناموا فجأة و بدون أي مقدمات .. صحيح إن نسبة الأطفال اللي جاتلهم الحالة دي قليلة بس ده ميمنعش إن بمجرد ما الخبر أُعلن و أهالي كتير خافوا علي عيالهم .. أستراليا أعلنت إن طفل من كل 100 طفل خدوا واحد من التطعيمات اللي ملت السوق جاتلهم حالات تشنج عنيفة و إرتفاع في درجة الحرارة .. تاني ..  صحيح إن كل الحالات دي قليلة ومينفعش إني أستخدمها كدليل إدانة ضد شغل شركات الأدوية بس أساساً مش ده اللي أنا عايز أوصله .. اللي عايز أوصله إن في عصر سوشيال ميديا اللي إحنا فيه و إن الدنيا بقت أوضة و صالة مجرد حالة واحدة بس لطفل يموت بسبب أعراض جانبية للقاح ضد فيروس كورونا كفيل جداً إنها تخلق حالة شك و هلع.

متخصص معامل شغال علي خط إنتاج لقاح فيروس إنفلونزا الخنازير H1N1.

اللي العالم يقدر يتعلمه من اللي حصل في 1976 و 2009 هو حاجتين و الحاجتين دول هم السبب في إنك لحد دلوقتي الناس كلها بتتكلم عن إزاي محتاجين يبقي عندنا لقاح ضد فيروس كورونا بس فعلياً اللقاح ده متعملش:

الحاجه الأولانية إن مينفعش في حالة الأوبئة إن اللي كل شوية يطلع يتكلم قدام الناس و يقول حنعمل إيه هم السياسيين مش العلماء .. هي مش حاجة ضد السياسيين لا سمح الله بس هي المشكلة إن السياسي لو إديته مايك يتكلم قدام الناس فسبحان الله بشكل تلقائي جداً تلاقيه عمال يقول في وعود غالباً هو مش حيعرف يوفيها .. الصح في حالة الأوبئة إنك متوعدتش حد بحاجة عشان لما ربنا يفتحها في وشك و تعمل اللقاح و تنقذ أرواح ناس يبقي إنت كده فعلاً عملت اللي عليك .. العالم أو الطبيب ممكن يستحمل إن حد يقوله شوف شغلك يا أستاذ .. السياسي ميقدرش يستحمل إن حد يلومه علي غلطة .. السياسي ممكن يحمّل أي حد مسئولية الغلطات إلا هو.

الحاجه الثانية ودي اللي وصلت ليها لجنة التحقيق في اللي حصل سنة 1976 و اللجنة دي قدمت تقريرها للرئيس الأميريكي (جيمي كارتر Jimmy Carter) اللي جه بعد (جيرالد فورد) هي إن مينفعش عملية معقدة بغباوة زي صناعة و إختبار و إنتاج و توزيع لقاح ضد فيروس تتعمل بناء علي قرار يتيم يطلع من بني أدم واحد حتي لو البني أدم ده يبقي رئيس أميركا .. اللي المفروض يحصل إن الرئيس بيقول إن شركات الأدوية تشتغل علي اللقاح .. بعد كده وزارة الصحة بتختار اللقاح اللي له أقل أعراض جانبية و بتبدأ تشوف بعد كده توزعه إزاي .. بمعني إن العملية من أولها لأخرها مش قايمة علي قرار واحد قد ما هي قايمة علي سلسلة قرارات ورا بعض و مرتبطين ببعض .. عشان كده حتحس إن الحكومات بره زي ما يكون علي قلبها مراوح ومش مستعجلين إن اللقاح يتعمل .. لا هم مستعجلين بس محدش عايز يلبس في الحيط أو خلينا نقول محدش عايز يتحمل مسئولية الناس اللي ممكن تموت لو اللقاح كان له أعراض جانبية.

التجربة علمتنا إن اللقاحات هي اللي بتطهر الأرض من الأمراض بس هي لازم تتعمل صح عشان الثمن اللي بيتدفع قصاد الأخطاء بيكون غالي أوي.

أنا بس حابب أختم بإني أتكلم عن شوية حقايق بخصوص فيروس Covid-19 المتعلقة بهو إزاي جسمنا كبني أدمين بيتعامل معاه؟ .. مبدأياً إنت محتاج تبقي عارف إن الفيروس اللي بيسبب Covid-19 إسمه بالكامل Severe Acute Respiratory Syndrome Coronavirus 2 أو SARS-Cov-2 .. أنا عارف إني رصتلك اسم إنجليزي طويل يخض بس براحة و حنفهم سوا .. كلمة كورونا Corona هي كلمة لاتيني معناها التاج Crown ودي عيلة كبيرة أوي من الفيروسات و إتسمت بكده بسبب شكل الفيروس نفسه و اللي مرتبط بهو إزاي الفيروس أصلاً بيشتغل؟

عشان تفهم هو الفيروس بيشتغل إزاي؟ عايزك لو ليك في الأفلام الأجنبي تفتكر شخصية العميل (سميث) أو Agent Smith في سلسلة أفلام The Matrix .. في حالة إنك مش عارف أنا بتكلم عن إيه تخيل معايا إني بتكلم عن فيروس كومبيوتر جالك من فلاشة متفيرسة .. الفيروس ده كل ما يخش علي أي Folder بتلاقيه عمال يعمل Copy للفايلات اللي جوه الفولدر .. كل ما تعمل Refresh تلاقي الفولدر إتملا نسخ من الفايلات اللي فيه .. ده اللي كان Agent Smith بيعمله في الفيلم إنه بيعمل نسخ أو Copy من نفسه .. السؤال دلوقتي هو ده بيحصل إزاي؟ .. الفيروس مش كائن حي عشان تقول أنا حجيب فيروس ذكر و فيروس أنثي أجوزهم لبعض و يخلفوا فيروس شبههم .. هنا يجي دور التسمية .. إحنا سمينا الفيروس ده كورونا أو التاج باللاتيني بسبب شكله .. إنت بتشوف علي سوشيال ميديا صور و كوميكسات ليه علي إنه حاجة مدورة طالع منها عمدان مزرعة زي ما يكون أخرها وردة .. الطبقة الخارجية دي من الفيروس بتبقي طبقة بروتينية وفيه ناس بتسميها التاج Crown وفيه ناس بتسميها المعطف Coat اللي إنت بتلبسه فوق هدومك في الشتاء ودي أهم حتة في الفيروس.

الحتة دي هي اللي بتمسك في الغلاف الخارجي للخلية الحية و بتبقي عامله زي USB بالضبط بمجرد ما الفلاشة المتفيرسة دخلتها في USB بتاع الكومبيوتر بتاعك فعليه العوض في الويندوز .. بمجرد ما ده يحصل الفيروس بيبدأ يسيطر علي الويندوز بتاع الخلية عن طريق إنه يشيله خالص و يحل محله حاجة إسمها RNA وده مجازاً يعني تقدر تسميه الشفرة الوراثية للفيروس .. ده الOperating System اللي حيحل محل الويندوز الطبيعي اللي ربنا خلقه في الخلية الحية .. ده اللي حيخلي الخلية بدل ما ربنا خالقها عشان تتكاثر وتعمل نسخ من نفسها فهي حتتكاثر برده بس حتعمل نسخ من الفيروس .. نرجع تاني لتشبيه Agent Smith .. الفيروس مش عايز غير إنه يبقي له نسخ كتير أوي .. بس زي ما في فيلم The Matrix كان فيه شخصية (نيو Neo) اللي دوره إنه يوقفه عند حده ففي جسم الإنسان برده عندنا حاجة شبهه إسمها الجهاز المناعي.

الشكل بتاع فيروس Covid-19 خصوصاً العمدان المزرعة اللي عليه من بره هي السبب في تسميته كورونا Corona ودي كلمة لاتيني معناها التاج Crown.

بمجرد ما الفيروس دخل جسم البني أدم بيبقي سباق سرعة .. هل الفيروس حيلحق يعمل نسخ من نفسه كتير قبل ما الجهاز المناعي ياخد باله؟ .. بمجرد ما خلية حية تعرف إن خلاص الفيروس دخلها و حيبدأ يعمل نسخ من نفسه فهي تقدر تقول إن الفولدر اللي إتفيرس علي جهازك بيقرر إنه يعمل Delete لنفسه .. الخلية بتبعت إشارة إستغاثة لحاجة إسمها T-Cells ودي خلايا بتروح للخلايا اللي إتصابت تقتلها بإنزيم سام إسمه Cytotoxic .. العلماء بيسموا الإنتحار ده Kiss of Death أو قبلة الموت .. هي بتبقي خطوة إستراتيجية جداً عشان الجهاز المناعي بتاعك يقدر يحرم الفيروس من فرصة إنه ينسخ نفسه لعدد كافي .. ركز بقي في الحتة دي عشان دي أهم حتة تفهم منها هو إيه مشكلة اللقاح بتاع فيروس كورونا .. دلوقتي ربنا خلق في جهازنا المناعي حاجة إسمها Memory Cells وزي ما هو باين من إسمها هي تقدر تقول عليها الرامات بتاعة الكومبيوتر بتاعتك .. الخلايا دي هي اللي بتفضل فاكره أنهي فيروس دخل جسمك و يا تري T-Cells قتلته إزاي؟ و إمتي؟ .. ده الأرشيف بتاع الجهاز المناعي عشان بعد كده لو نفس الفيروس دخل جسمك فالجهاز المناعي بتاعك بيفتكر هو عمل إيه و بيبدأ ينفذ نفس الخطوات تاني .. بالنسبة لينا كبشر فدلوقتي فيروس SARS-Cov-2 إتحط في الارشيف.

فيه منكوا بيسأل طب ما الدنيا سهلة أهي أومال إيه المشكلة؟ .. المشكلة حضرتك في الناس اللي بتتصاب بالفيروس و مبيظهرش عليها أعراض .. فكرة إن فيروس يروح لحد و ميظهرش عليه أعراض ده بيتسمي Shedding و ده بيدي فرصة للفيروس إنه يستخدم الناس دي زي ما يكونوا ترانزيت عشان يفضل يتنقل بين البني أدمين و منعرفش نسيطر عليه .. بس نرجع تاني لشغل شركات الأدوية .. المشكلة إن مفيش نموذج إجابة شركات الأدوية كلها ماشيه عليه .. فيه شركات عايزه تعمل حاجة إسمها Antibody Proteins أو بروتينات الأجسام المضادة ودي ملهاش إلا دور واحد بس تعمله إنها تمنع الفيروس إنه يلزق في الغلاف الخارجي للخلية الحية بإستخدام التاج بتاعه لإن دي في رأي ناس كتير أنسب طريقة .. شركات أدوية تانية شايفة إن الحل هي إنها تشتغل علي خلايا T-Cells اللي في جسمنا .. شركات تالتة شغالة في سكة إنها تحفز خلايا Memory Cells .. كلها أفكار و إحتمال أي واحدة فيهم تبقي صح وهي دي المشكلة.

إنت محتاج تفهم إن مشكلة لقاح فيروس كورونا هي حاجتين: أول حاجة إن العلماء اللي بيدوروا في الموضوع فعلياً محتارين زي ما إنت تبقي في إمتحان وقدامك مسألة مش عارف تحلها .. ثاني مشكلة هي إن حتي لو فيه دكاتره عرفوا يوصلوا للخلطة السحرية للقاح فحيلاقوا نفسهم لبسوا في الحيط بسبب السياسة .. مين الدولة أو مين الحكومة أو خليني أبقي دقيق أكتر مين المسئول اللي حيكون مستعد إنه يعلق مستقبله السياسي كله علي نجاح أو فشل اللقاح؟ .. خلي بالك بمجرد نزول اللقاح في السوق حتلاقي الصحفيين لاجئين علي أبواب الصيدليات بيشمشموا علي أول حالة تظهر عليها أعراض جانبية وبمجرد ظهورها حتبقي فضيحة بجلاجل و السوشيال ميديا حتتقلب حاجة شبه حنة (شيماء) كده بالضبط .. غير ده كله عندك مشكلة التوزيع .. هل مصير الفقراء حيكون نفس اللي حصل في 2009 إن حيتقالهم حتي في الأوبئة إن الشعب يجب أن يكون فقيراً حيث إن الفقراء يدخلون الجنة؟

المصدر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

تعليق واحد

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!