الناس اللي منكوا بتقرأ اللي بكتبه و متابعاني عارفه إني من فترة إتكلمت عن شركة أمازون Amazon و تقريباً الزتونة بتاعة المقالة بتاعتي إن (جيف بيزوس Jeff Bezos) مؤسس الشركة و مالكها ده بني أدم ابن كلب كل اللي يهمه هو إزاي يملا جيبه بفلوس الناس .. أنا مش بحب الرجل ده ولا شايف إنه كويس .. ده لازم يتقال من بدري .. بس لما تشوف تفاصيل إزاي إن الرجل ده متخانق مع (محمد بن سلمان) اللي أنا برده إتكلمت عنه كتير قبل كده و رأيي فيه معروف حتلاقي نفسك بتردد الدعاء بتاع اللهم إضرب الظالمين بالظالمين و أخرجنا منها سالمين .. عشان ألخلصلك المقالة كلها في الحتة الجايه ركز معايا عشان باقي المقالة أنا حفسرلك كل كلمة حتتقال في الكام جملة الجايين .. فيه صحفي سعودي اسمه (جمال خاشقجي) الله يرحمه كلنا عرفنا إن الرجل ده دخل القنصلية السعودية في أسطنبول عشان يخلص ورق و مطلعش منها .. كلام كتير إتقال إن الرجل ده إتقتل جوه القنصلية .. (جمال) كان شغال في جرنان أمريكاني اسمه The Washington Post و الجرنان ده مملوك ل(جيف بيزوس) .. طبعاً الجرنان لما إتعرف إن الصحفي بتاعهم إتقتل جوه القنصلية بدأوا يفضحوا النظام السعودي و ركزوا هجومهم أوي علي شخص (محمد بن سلمان) وده شيء إلي حد ما مفهوم لإن الناس غضبانة إن زميلهم إتقتل .. بعدها يطلع جرنان فضايح اسمه The National Enquirer يسرب رسايل كانت بين (جيف بيزوس) وبين عشيقته اللي كانت هي كمان متجوزة و اللي بسببها مراته طلبت الطلاق .. دي الزتونة .. إنت دلوقتي ممكن تقفل المقالة و تمشي لو بتزهق من القراية الطويلة .. لمزيد من التفاصيل إنزل معايا بقي.
السعوديين بيحبوا حاجات معينة .. العربيات الغالية واحدة منهم .. الكبسة أكيد حاجة منهم .. بس عشق السعوديين لTwitter الحقيقة مش حتلاقيه في أي شعب تاني .. إذا كان المصريين بيحبوا يقعدوا علي القهوة يشيشوا و يلعبوا دومينو و طاولة فالسعوديين متعة حياتهم هي القعدة علي Twitter .. (جمال خاشقجي) نفسه كان شغال علي مشروع مع صحفيين من Washington Post عشان يثبتوا ده و يبدأوا يفهموا رأي الشارع السعودي في حاجات كتير بتحصل حوليهم من خلال اللي هم بيقولوه علي Twitter .. طبعاً فيه ناس بتفسر ده بحاجات كتير زي إن مفيش حرية إعلام ولا حرية رأي في المملكة بس مش دي قضيتي دلوقتي .. اللي عايزك تفهمه إن لما جت سنة 2015 وصلنا لنقطة إن Twitter بقي زي ما تقول كده البرلمان بتاع السعوديين .. لما (محمد بن سلمان) بدأ يمسك المملكة مع بدايات 2016 هو بصفته شاب سعودي فهو عارف النقطة دي كويس فهو بدأ يشتغل علي إزاي يقمع رأي السعوديين علي Twitter وهنا إنت محتاج تاخد نفس عميق عشان تفهم طريقة تفكير البني أدم ده .. ده رجل وصل به الأمر إنه بقي خايف علي نفسه من Twitter .. لما جت سنة 2018 كانت سيطرة (بن سلمان) علي Twitter إكتملت .. لو إنت مواطن سعودي معروف عنك إنك بتعارض النظام بكام توييتة وليك Followers كتير فإنت غالباً يا إتسجنت يا مت يا أجبروك إنك تسيب البلد يا إما مسكوا عليك زلة و هددوك بيها فإنت إخترت تقعد ساكت .. تخش علي Twitter حتلاقيه مليان Accounts ناس من اللي بتصحي الصبح بدل ما تقول يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم تقول طويل العمر يطول عمره يزهزه عصره ينصره علي مين يعاديه.
الأحداث بداية من مقتل (جمال) لحد دلوقتي خليني أحطهالك في نقط ورا بعضها بالتواريخ عشان تفهم حجم الخناقة:
- يوم 1 أكتوبر 2018 ناس شغالة جوه شركة اسمها Citizen Lab ودي شركة أمن أليكتروني طلعوا قالوا إنهم لقوا برامج تجسس علي موبايل واحد اسمه (عمر عبدالعزيز) وده مواطن سعودي معارض أُجبر إنه يهرب بره البلد و بقي عايش في كندا .. بس بص التقيلة بقي .. هو صاحب (جمال) و بيتكلموا مع بعض كتير.
- يوم 2 أكتوبر 2018 (جمال) بيخش القنصلية السعودية في أسطنبول و مطلعش منها .. يوم 7 الحكومة التركية بتطلع تقول إن (جمال) إتقتل جوه القنصلية و من بعدها بدأت الحملة الصحفية بتاعة Washington Post علي (محمد بن سلمان) .. يوم 15 أكتوبر بدأت التوييتات تظهر بإن علي فكرة بقي Washington Post دي مملوكة ل(جيف بيزوس) و خليني أسيبلك يمكن أول توييتة إتقالت في الموضوع ده قدامك تقرأها بنفسك.
- يوم 2 نوفمبر الدنيا ولعت لما Washington Post نشرت مقالة رأي للرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) قال فيها إن السعوديين هم اللي قتلوا (جمال) و طبعاً السعوديين أساساً رأيهم في (أردوغان) إنه عايز جنازة يشبع فيها لطم ومن بعدها و معدل التوييتات اللي بتطلع في السعودية بتهاجم مش بس (أردوغان) إنما Washington Post و سوق.كوم و أمازون و طبعاً الرجل اللي بيملك الشركتين و الجرنان (جيف بيزوس) طالع في السما .. Washington Post تسكت؟ .. لا طبعاً .. يوم 9 نوفمبر نشروا مقالة رأي ل(محمد علي الحوثي) اللي زي ما هو باين من اسمه من قادة الحوثيين في اليمن لما خلاص السعوديين بقوا بيشدوا في شعرهم.
زي أي حاجة علي Twitter بتهيج شوية و بعد كده بتهدي .. برده غضب السعوديين علي أي حاجة مكتوب عليها اسم (جيف بيزوس) قل لحد ما في يوم 10 يناير جرنان The National Enquirer اللي بس بفكرك إنه جرنان فضايح نشر تقرير طويل عريض علي إن (جيف بيزوس) بيخون مراته و طبعاً عينك ما تشوف إلا النور علي Twitter .. التوييتات بقت عامله زي المشهد بتاع فيلم فجر الإسلام .. إنه إنتقام الرب إنه إنتقام الرب .. شوف ربنا ذلك إزاي يا (جيف بيزوس) الكلب .. قعدت تهين طال عمره لحد ما ربنا هانك و فضحك و مراتك حتطلقك و تاخد نص فلوسك .. هو الحقيقة إن ربنا له دخل بكل حاجة طبعاً بس مش بالشكل اللي السعوديين علي Twitter متصورينه و خليني أفهمك براحة.
جرنان The National Enquirer ده جزء من شركة نشر كبيرة اسمها AMI مملوكة لبني أدم اسمه (ديفيد بيكر David Pecker) .. لحد يناير 2019 يعني قبل ما الجرنان يفضح (جيف بيزوس) كان الرجل ده مديون ب1.3 مليار دولار و شركته بتخسر في السنة 70 مليون دولار .. تسلسل الأحداث بتاع إزاي الرجل ده إتعرف علي (بن سلمان) مسلي جداً:
- في يوليو 2017 وكيل أعمال الرجل ده و اسمه (أري إيمانويل Ari Emanuel) ضبط مقابلة بين (ديفيد بيكر ) و بين واحد اسمه (كاسي جراين Kacy Grine) يبقي مندوب (بن سلمان) في أميركا .. بعدها (ديفيد بيكر) بياخد (كاسي جراين) و يعرفه علي (دونالد ترامب Donald Trump) و (جاريد كوشنر Jared Kushner).
- في سبتمبر 2017 (ديفيد بيكر) بيسافر السعودية يقابل (بن سلمان) و (كاسي جراين) .. في يناير 2018 (ديفيد بيكر) بيطلب من (بن سلمان) إنه يسلفه فلوس عشان يعمل أهم صفقة في حياته إنه يشتري مجلة تايم TIME الأميريكية.
- في مارس 2018 كان المفروض إن (محمد بن سلمان) حيزور واشنطن و في الزيارة دي إتمضي عقد صفقة السلاح الخزعبلية المشهورة أوي بين أميركا و السعودية .. المهم إن يوم 12 مارس يعني قبل الزيارة بكام يوم شركة AMI نزلت عدد خاص و استثنائي من مجلة اسمها The New Kingdom يعني هو عدد واحد من مجلة بالاسم ده وهو العدد ده بس اللي حيتنشر و مش حيتعمل منه حاجة تاني .. المهم إن المجلة دي إتطبع منها 200,000 نسخة بحيث سعر النسخة كان 13.5$ وكانت من أولها لأخرها وصلة مدح و تطبيل ل(محمد بن سلمان) وإنه إزاي هو أحسن إختراع بعد كونافة النوتيلا بتاعة سيدرا.
- يوم 19 مارس اللي هو يوم ما (محمد بن سلمان) جه أميركا البني أدم اللي اسمه (أري إيمانويل) اللي بس بفكرك إنه وكيل أعمال (ديفيد بيكر) إتحول لحسابه 400 مليون دولار إتحطوا كأنهم استثمار من صندوق التمويل الوطني السعودي .. يوم 24 مارس لما إتعرف إن المبلغ ده إتدفع بقت فضيحة .. المصيبة إن مفيش حد عارف هي الفلوس دي مين دفعها .. حتي السفير السعودي في أميركا كتب توييتة قال فيها و المصحف ما أعرف مين اللي دفع ولو عرفت حقول.
الحقيقة إن فيه مشكلتين و الإتنين مشاكل قانونية واحدة منهم ليها علاقة بالسعوديين و الثانية ليها علاقة بشركة AMI نفسها .. خليني أبدأ بالمشكلة القانونية اللي وقع فيها السعوديين .. دلوقتي السفير بتاعهم في واشنطن طلع علي Twitter قال و أنا مالي يا لمبي ده جرنان أمريكاني بيحب (محمد بن سلمان) و حبوا يوجبوا معاه قبل ما يجي أميركا .. أنا مالي يا لمبي .. المشكلة إن العدد ده نزل السوق يوم 12 مارس بس فعلياً السفارة السعودية في واشنطن استلمت نسخة منها يوم 19 فبراير و بدأت تتوزع داخلياً جوه الحكومة السعودية حتي قبل ما تنزل السوق .. ده يخليني أقول ل(فيصل بن فرحان) السفير السعودي في أميركا مع كامل احترامي ليه يعني إنت كداب .. المشكلة الثانية و اللي ليها علاقة بAMI لإن فيه قانون في أميركا اسمه Foreign Agents Registration Act أو FARA إختصاراً بيقول إن أي شركة أميريكية بتعمل شغل لصالح جهة أجنبية فلازم الشركة دي تقدم ورقها لوزارة العدل و لوزارة الخارجية عشان تقولهم هي بتعمل إيه بالضبط لصالح الجهة الأجنبية دي عشان ميتقالش بعد كده إن فيه شبهة تجسس .. طبعاً AMI مكنتش قدمت الورق ده ولما إتعرفت فضيحة العدد بتاع The New Kingdom فالشركة وفق القانون بقت مُجبرة إنها تقدم ورق يثبت و يوضح طبيعة علاقتها بالسعوديين لوزارة العدل بس هم لعبوها بوساخة شوية.
الأول هم قدموا جواب لوزارة العدل قالولهم هو أنا لو نشرت عدد زي بتاع The New Kingdom ده بس أنا نشرته مش عشان السعوديين قالولي أنشره .. لا .. أنا نشرته عشان كنت عارفه إنه حيتباع كتير و يجيبلي فلوس .. بس الجواب اللي إتقدم إتحط فيه اسم (كاسي جراين) اللي بفكرك بس إنه وكيل أعمال (محمد بن سلمان) في أميركا بصفته المرجع و أكتر حد ساهم في كتابة الكلام اللي إتقال في المجلة .. الموضوع عدي و وزارة العدل قالت إن مفيش مشكلة لإن مفيش حاجة تثبت إن شركة AMI كدابين .. بعد ما (بن سلمان) جه أميركا و مشي روح بلده الزهر لعب في إيد AMI .. يوم 15 يونيو 2018 أعلنت الشركة إنها حتشتري مجلة اسمها 13 Titles من دار النشر المنافس ليها Bauer Media و حتدفع فيها 80 مليون دولار .. مش كده وبس .. يوم 27 يوليو 2018 قالوا إنهم بيجمعوا 425 مليون دولار و إحتمال كبير يحطوا الفلوس دي في صفقة شراء مجلة TIME .. أوعي تفتكر إن الفضايح وقفت لحد كده .. أوعي .. أنا لحد دلوقتي محكتش إزاي The National Enquirer فضحت (جيف بيزوس) .. حابب تعرف؟ .. إنزل معايا شوية كمان.
يوم 10 سبتمبر 2018 فيه واحد اسمه (مايكل سانشيز Michael Sanchez) وده وكيل أعمال كام ممثل في هوليوود رفع سماعة تليفونه و كلم واحد صاحبه من الناس اللي ليها علاقات كتير في السياسة و قاله حزر فزر أختي (لورين Lauren) بتخون جوزها مع مين .. مع (جيف بيزوس) .. الوساخة تقف لحد كده .. الرجل الوسخ خد موبايل أخته و عمل سكرين شوت لرسايلها مع (جيف بيزوس) .. في نفس اليوم تقريباً السكرين شوتس دي وصلت لصحفي في مجلة National Enquirer اسمه (ديلان هاوارد Dylan Howard) .. هنا إنت محتاج تسأل نفسك .. يعني National Enquirer معاها السكرين شوت من يوم 10 سبتمبر 2018 و نشرتها يوم 10 يناير 2019 .. طب أنتوا كنتوا مستنيين إيه؟ .. إيش ضمنكوا إن الصور دي ممكن تروح لأي مجلة أو جرنان تاني و هو اللي ينشرها و يسرق السبق الصحفي منكوا؟ .. حط الأسئلة دي دماغك لإني حجاوب عليها في الأخر.
جري الشريط عشان خاطري لحد يوم 7 يناير 2019 .. في اليوم ده (ديلان هاوارد) بعت رسالة ل(جيف بيزوس) قاله فيها إن الجرنان بتاعه كتب تقرير عن خيانته لمراته و إن التقرير حيتنشر خلال 3 أيام .. يوم 9 يناير بتطلع AMI تقول إنها الحمد لله سددت كل الديون اللي عليها .. اه و المصحف .. مش كده وبس .. قالوا إنهم مخادوش ولا مليم من بره .. يوم 10 يناير الجرنان بينشر التقرير بس يمكن أكتر حاجة خلت ناس كتير تستغرب هو الCover .. مع إن (جيف بيزوس) مشهور أوي بإنه أغني رجل في العالم و إنه مؤسس و مالك شركة Amazon بس الجرنان كتبوا تحت صورته (جيف بيزوس) مالك جرنان The Washington Post .. غريبة .. طبعاً السعوديين ما صدقوا و Twitter زاط مع الزييطة بتوييتات من شكل و نوع.
بعدها بيوم (جيف بيزوس) بيكلف واحد اسمه (جافين دي بيكر Gavin de Becker) إنه يعرف إزاي الرسايل بينه و بين عشيقته إتسربت .. لما إتعرف ده زي ما تقول كده الناس بتوع National Enquirer بقوا شبه رجل شاف مراته ماسكة موبايله و بتقلب في رسايله .. هم بعتوا كذا جواب للمحامي بتاع (جافين دي بيكر) بيحذروه إنه ينخرب ورا الجرنان عشان يعرف السكرين شوتس دي وصلت ليهم إزاي لدرجة إنهم في مرة فعلاً بعتوله جواب قالوله فيه و المصحف ما فيه حد قالنا ننشر السكرين شوتس دول.
مهم تكون عارف زي ما كتبت قبل كده في المقالة عن Amazon إن أكتر حاجة الشركة دي مشهورة بيها هي Amazon Web Services .. الناس دول بيصنعوا برامج الكومبيوتر اللي وزارة الدفاع و وكالة المخابرات المركزية الأميريكية بتستخدمها لتأمين إتصالاتها .. لو (جافين دي بيكر ) و تحت إيده كل الصلاحيات و الموارد بتاعة Amazon Web Services لو عايز يعرف القرد مخبي ابنه فين حيعرف .. الموضوع إتلم لما الناس بتوع National Enquirer بعتوا 11 صورة ل(جيف بيزوس) و عشيقته ليه و قالوله إن دي النسخ الوحيدة اللي عندهم وهم مش حينشروها في مقابل إن (جافين دي بيكر) يوقف نخربته وراهم عشان يعرف السكرين شوتس دي إتسربت إزاي .. أنا مش عايز أبان إني بختم مقالة طويلة عريضة من غير ما أديك حاجة بس فكر فيها كده .. بناء علي الكلام اللي إتقال فإحنا عارفين إن السعوديين هم اللي سرقوا السكرين شوت و سربوها لNational Enquirer بدليل إن مفيش حد تاني كان معاه الصور دي .. كان ممكن (مايكل سانشيز) أخو عشيقة (جيف بيزوس) يسرب السكرين شوتس دي لأي جرنان تاني .. بس لمجرد إن (جافين دي بيكر) مسك إثبات علي تورط السعوديين فالجرنان مبقاش عنده مشكلة غير إنه يسلم حاجة كان ممكن تبقي سبق صحفي يدمر الCareer بتاعه (جيف بيزوس).
المصدر:
مقالة بعنوان How the Saudis made Jeff Bezos public enemy #1 .. نشرت في موقع The Daily Beast و ده لينك المقالة الأصلية:
tps://www.thedailybeast.com/how-the-saudis-made-jeff-bezos-public-enemy-1