تابعونا

إغتيال إسرائيل للعلماء الإيرانيين .. دموع في عيون وقحة.

أظن أنا محتاج أختم بإني أسأل هل سياسة الإغتيالات بتاعة العلماء الإيرانيين دي جابت نتيجة؟ الحقيقة هي اه جابت .. كتير من العلماء الإيرانيين بقوا مرعوبين إنهم يشتغلوا في المشروع النووي بتاع بلدهم و يمكن ده اللي أجبر الحرس الثوري الإيراني إنه يصرف مبالغ ضخمة أوي عشان يبدأ يشوف إزاي يأمن حياة العلماء اللي شغالين معاه.

10 يوليو، 2019 2.7 ألف

تعديل إتكتب يوم 12 يوليو 2021 .. مدير المشروع النووي الإيراني (محسن فخري زاده) أغتيل فعلاً علي إيد الموساد الإسرائيلي يوم 12 ديسمبر 2020.

لينك التسجيل الصوتي علي ساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/MzkUD

سنة 2003 إسرائيل كانت وصلت لمرحلة إنها بقت مرعوبة من اليوم اللي إيران تعلن فيه إن بقي عندها القنبلة النووية بتاعتها .. عادة لما بتلاقي نفسك محصور في كورنر ومش عارف تطلع منه فغريزة حب البقاء بتطلع أسوأ ما فيك وده تجسد في اللي عمله واحد إسمه (تامر باردو Tamir Pardo) كان ماسك منصب نائب مدير المخابرات العامة الإسرائيلية اللي كلنا عارفينها بإسم الموساد هو و مديره اللي كان ماسك الموساد وقتها (مائير داجان Meir Dagan) .. سواء (تامر باردو) أو (مائير داجان) وصلوا لإقتناع إن إيران دولة عندها ناس بتفهم و عندها فلوس و الميكس ده بيخلي إيران لما تحط في دماغها تعمل حاجة حتعملها فمهما حصل أجلاً أم عاجلاً إيران حتقدر تصنع القنبلة النووية.

الحل هو حاجة من 3 حاجات: يا إما إسرائيل تغزو إيران ودي حاجة مستبعدة .. يا إما إسرائيل تقدر تشيل النظام الحاكم في إيران وده برده حل مستبعد .. أو إن إسرائيل توصل الإيرانيين لإقتناع بإن الخساير اللي هم بيتعرضولها في سبيل إن يبقي عندهم القنبلة النووية بتاعتهم أكبر بكتير من المكاسب اللي هم حيحققوها  .. الإتنين دول اللي هم (تامر باردو) و (مائير داجان) حطوا مع بعض خطة لإزاي ممكن الموساد يدمر البرنامج النووي الإيراني بإنه مش يقول لسلاح الجو والله أماكن المنشأت النووية الإيرانية أهي روحوا أضربوها .. لا هم كانوا عايزين يوصلوا الإيرانيين لنقطة إنهم من نفسهم هم اللي يوقفوا المشروع النووي من كتر النكد اللي هم بيشوفوه كل يوم.

الخطة دي عرضها (تامر باردو) في Presentation لكبار قادة الموساد إتعملت في مايو 2003 عشان يوريهم الزتونة بتاعة خطته اللي كان شغال عليها بقاله أكتر من 4 شهور تحت إشراف مديره و أستاذه (مائير داجان) .. و الخطة دي بتعتمد علي 5 حاجات:

  • إن بطريقة ما الموساد يقنع حكومات العالم إنها تفضل تضغط سياسياً علي إيران إن عيب كده يا حبيبي و كخة وبلاش نووي.
  • العقوبات الإقتصادية .. إن الموساد برده يبدأ يخلي الحكومات الغربية تبدأ تفرض عقوبات إقتصادية علي إيران بحيث إقتصادها يتكلبش و الإيرانيين يلاقوا نفسهم بينزفوا فلوس.
  • الموساد يبدأ يساعد الأقليات الإيرانية إنها تبدأ تشتغل عشان توقع نظام الحكم في إيران.
  • أسهل طريقة إنك توقع أي مشروع إنك تمنع عنه المواد الخام و المعدات .. عشان تمنع حد يبني عمارة إمنع عنه الأسمنت أو الرملة أو خلاطة الأسمنت .. نفس الفكرة إنك تمنع إيران إنها تشتري المعدات اللازمة للمشروع النووي بتاعها من بره.
  • الموساد يبدأ يحط خطة لإستهداف العلماء اللي شغالين في المشروع النووي الإيراني.
علي اليمين (مائير داجان) مدير الموساد و علي الشمال (تامر باردو) النائب بتاعه و الإتنين مع بعض حطوا خطة إغتيال العلماء النووين الإيرانيين.

عشان الكلام ده كله يتنفذ و بفكرك إنه كان سنة 2003 رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها (إيهود اولمرت Ehud Olmert) قعد مع الرئيس الأميريكي (جورج بوش الإبن George W. Bush) و إتفقوا إن حيتعمل فريق مشترك من 4 أجهزة مخابرات .. الموساد وده يبقي المخابرات العامة الإسرائيلية .. أمان ودي تبقي المخابرات الحربية الإسرائيلية .. وكالة المخابرات المركزية الأميريكية CIA .. وكالة الأمن القومي الأميريكية NSA عشان يشوفوا حيطبقوا الخمس حاجات دول إزاي؟ و إزاي حيوزعوا التاسكات؟ ومين حيستلم إيه؟

  • حتة الضغط السياسي دي مش بتاعة المخابرات ومش حيقدروا يتكلموا فيها كتير .. هم أخرهم يقدموا تقرير للحكومتين الإسرائيلية و الأميريكية و الإتنين بقي يتصرفوا لإن دي شغلة السلك الدبلوماسي.
  • العقوبات الإقتصادية عشان تتعمل صح لازم حد يقعد يمسك الإقتصاد الإيراني يفصصه عشان ينقي الشركات اللي لازم يتعمل عليها عقوبات .. الفريق ده كان متكون من ناس من CIA و من وزارة المالية الأميريكية و من وحدة جوه الموساد إسمها الحربة Tsiltsal و دي وحدة متخصصة في الحروب الإقتصادية.
  • الأمريكان هم اللي تولوا نقطة إزاي يمنعوا البضاعة و المعدات اللي إيران محتاجاها عشان المشروع النووي بتاعها من إنها توصل لإيران و علي فكرة الحكاية دي كملت من أيام ما كان (جورج بوش الإبن) هو الرئيس لحد ما (باراك أوباما) جه .. في يونيو 2009 أيام ما (أوباما) بقي هو الرئيس الأمريكان إكتشفوا إن الإيرانيين مخبيين منشأة تخصيب يورانيوم كاملة مدفونة تحت جبل قريب من مدينة قم .. ده خلاهم يصعدوا أوي من عملياتهم وده اللي خلي الإسرائيليين و الأمريكان يعملوا مع بعض عملية مخابراتية سموها الألعاب الأوليميبية Olympic Games كانت إنهم طوروا فيروس كومبيوتر سموه ستوكسنيت Stuxnet زرعوه في السيرفرات بتاعة شبكة المفاعلات النووية الإيرانية و طلعلهم أجهزة الطرد المركزي كلها في كل المفاعلات النووية الإيرانية بره الخدمة .. تخيل تبقي في مصنع و فجأة خطوط الإنتاج كلها تعطل بسبب فيروس كومبيوتر.
  • نقطة الإغتيالات دي بقي عملها الموساد لوحده من غير تدخل CIA و من غير ما CIA يعرف أي تفاصيل لإن وفق الدستور الأميريكي تدخلهم معناه إنهم بيرتكبوا جريمة حرب .. الناس بتوع CIA كانوا يصحوا الصبح يسمعوا خبر عالم إن إيراني مات يقوموا غامزين للإسرائيليين و يعيشوا حياتهم عادي ولو إتهمتهم إنكوا بتساعدوا الإسرائيليين يبصلولك و يقولولك أنا يا بنتي .. بس محدش يتخيل إن الأمريكان مكانوش عارفين .. لا هم كانوا عارفين بس خافوا إن لو الموضوع إتعرف ممكن تطير فيها رقاب .. الموساد حط لسته فيها 15 اسم لعالم شغال في المشروع النووي الإيراني و بدأوا يشتغلوا علي إغتيالهم وده اللي أنا حابب أتكلم عنه النهاردة.

يوم 14 يناير 2007 .. أول قطرة دم تسيل:

أول ضحية لمشروع الإغتيالات الإسرائيلي للعلماء الإيرانيين .. واحد إسمه (أردشير حسين بور) كان عنده 44 سنة لما إتقتل و كان شغال في مفاعل أصفهان النووي و إكتشوا جثته وهو نايم في سريره بسبب الإختناق من تسرب غاز في شقته .. وقتها الإيرانيين مكانوش متخيلين إن ممكن يكون الإسرائيليين هم اللي قتلوه و إفتكروا إنه مات قضاء و قدر بس بعد كده إكتشفنا الحقيقة.

دكتور (أردشير حسين بور) أول ضحية من ضحايا مشروع الإغتيالات الإسرائيلي للعلماء الإيرانيين وهو بيشرح للرئيس الإيراني وقتها (محمد خاتمي) تفاصيل المشروع النووي الإيراني.

12 يناير 2010 .. الإسرائيليين بقوا مدمنين الدم:

ثاني هدف الإسرائيليين يفكروا فيه كان واحد إسمه (مسعود المحمدي) .. ده أستاذ فيزياء الجزئيات و فيزياء الكم في جامعة طهران وكان شغال في المشروع النووي الإيراني .. رغم إنه كان شغال لحساب الحرس الثوري الإيراني إلا إن اللي يعرفوه كويس كانوا بيصنفوه علي إنه من المعتدلين سياسياً .. حاجة كده زي اللي يمسك مشروع الضبعة النووي يبقي رجل محسوب علي إنه من ثوار 25 يناير .. الساعة 8:10 الصبح يوم 12 يناير 2010 الرجل نزل يروح شغله وعدي الشارع عشان يروح يركب عربيته .. وهو بيعدي الشارع مخدش باله إن فيه شاب واقف علي موتوسيكل كان بيراقبه .. بمجرد ما (مسعود المحمدي) وقف قدام باب عربيته يفتحه اللي واقف علي الموتوسيكل إتك علي زرار في الريموت كونترول اللي في إيده و فجر قنبلة كانت مزروعة في موتوسيكل كان راكن جنب عربيته.

الإنفجار كان جامد لدرجة إن زجاج الشبابيك في العمارة الأربع أدوار اللي (مسعود المحمدي) ساكن فيها كله إتكسر .. اللي إتك علي الزرار اللي فجر العربية بني أدم محدش عارف إسمه الحقيقي بس اللي إحنا عارفينه إنه مواطن إيراني الموساد جنده و إداله إسم (عرش قيرهادقيش) .. وقتها الكلام اللي إتقال إن أكيد الحرس الثوري الإيراني هو اللي قتله عشان رأيه السياسي بس بعد كده عرفنا إن (مسعود المحمدي) كان أساساً شغال في المشروع النووي الإيراني و إن ده لوحده بيخليك تستبعد فكرة إن الإيرانيين هم اللي يكونوا قتلوه.

جزء من الحملة الإعلامية لإيران إنها عرضت صورة عربية (مسعود المحمدي) المتفحمة و جنبها صورته.

29 نوفبر 2010 .. الدم بقي للركب:

بعدها بتسع شهور يعني يوم 29 نوفمبر 2010 كان فيه واحد إسمه (مجيد شهرياري) أستاذ فيزياء الكم كان راكب عربيته في شوارع العاصمة طهران و جنبه مراته دكتورة (بيجهات غاسمي) .. إتلم عليه كذا واحد راكبين موتوسيكلات منهم واحد قرب أوي من (مجيد شهرياري) عشان يخليه يركز معاه و يدي فرصة لواحد تاني علي موتوسيكل يُعتقد إنه برده (عرش قيرهادقيش) يقرب أوي من العربية و يلزق فيها عبوة ناسفة بحيث وهم بيجروا بعيد عن العربية يفجروها .. الإنفجار كان قوي أوي لدرجة إن (مجيد) إتقتل و مراته إتصابت جامد و واحد من اللي راكبين موتوسيكلات مع (عرش قيرهادقيش) وقع من علي الموتوسيكل بتاعه و إتصاب.

علي فكرة في اليوم ده (مجيد شهرياري) كان رايح يقابل واحد إسمه (فريدون عباسي) من اللي ماسكين البرنامج النووي الإيراني و كان (فريدون) و مراته برده راكنين عربيتهم في الباركينج بتاع جامعة شهيد بيهيشتي في طهران مستنيين (مجيد) و مراته لما واحد راكب موتوسيكل جري به علي عربيتهم بس لحسن حظ (فريدون) إنه شافه و قال لمراته تنزل من العربيه بسرعة .. الموتوسيكل خبط في العربية و العبوة الناسفة اللي في الموتوسيكل إنفجرت و (فريدون) نجي من محاولة الإغتيال بس إتصاب إصابة جامدة في وشه و إيديه.

في المرحلة دي الإيرانيين كانوا إقتنعوا إن فيه حد بيستهدف العلماء بتوعهم و عشان كده هم عملوا حاجتين: أول حاجة إنهم زودوا الحماية حول العلماء الكبار في المشروع النووي و خصوصاً (محسن فخري زاده) مدير المشروع و يمكن أهم شخصية فيه و اللي فعلاً أغتيل علي إيد الموساد يوم 12 ديسمبر 2020 و مش عايز أقولك إن إزاي حياة العلماء دول و عائلاتهم إتحولت لكابوس بسبب الحماية الأمنية المبالغ فيها أحياناً .. تاني نقطة ودي اللي كانت هدية عطاها الإيرانيين لإسرائيل إن جالهم وسواس قهري .. دلوقتي مين ممكن يكون بلغ الإسرائيليين بهويات العلماء اللي شغالين في المشروع النووي اللي المفترض يعني إنه سري؟ أكيد الإسرائيليين زارعين أجهزة تنصت .. طب زرعوها إزاي؟ يبقي أكيد المعدات اللي إحنا أشتريناها من السوق السودا و دافعين فيها دم قلبنا محطوط فيها أجهزة تنصت .. ده خلي الإيرانيين فعلياً يفكوا مفاعلات نووية كاملة يكشفوا عليها وبعدين يركبوها تاني .. كل ده خد وقت كبير و عطل المشروع النووي الإيراني بشكل يمكن حتي الإسرائيليين نفسهم مكانوش عاملين حسابه.

علي أخر سنة 2010 كانت فيه خناقة مولعة جوه الحكومة الإسرائيلية .. علي إيدك اليمين وزير الدفاع (إيهود باراك Ehud Barrack) و رئيس الوزراء الجديد (بنيامين نتنياهو) كانوا شايفين إن خطة (مائير داجان) مش جايبه نتيجة و إن إيران مكملة في مشروعها النووي و إن خلاص فاضلها تكة و يبقي عندها القنبلة النووية بتاعتها .. هم كانوا شايفين إن المؤسسة العسكرية عطت فرصة كافية للمخابرات إنها تتصرف و إن جه الوقت إن العسكر يشوفوا شغلهم .. أكتر من 2 مليار دولار إتوافق إنهم يتصرفوا مش بس علي تكاليف الغارة الجوية اللي حيعملها الطيران الإسرائيلي ضد المنشأت النووية الإيرانية إنما كمان تكاليف حماية إسرائيل من الضربة المضادة اللي ممكن تعملها إيران .. الخوف مكنش إن بس إيران اللي ترد .. حزب الله أكيد حيرد .. ومش بس إنه يضرب ال50,000 صاروخ اللي كانوا تحت إيده وقتها علي إسرائيل .. ممكن أوي يشن هجمات ضد إسرائيل بره زي اللي حصل في الفترة من 1992 لحد 1994 .. في الوقت ده عشان حزب الله يرد علي حرب إسرائيل في لبنان نفذ هجومين في العاصمة الأرجنتينية بيونيس أيريس واحد فيهم إستهدف السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين و التاني إستهدف المركز الثقافي اليهودي.

علي الناحية الثانية مؤسسة المخابرات سواء الموساد أو أمان بيبصوا للي عايز يعمله (نتنياهو) و (إيهود باراك) و بيقولولهم أنتوا عبط يا جدعان؟ .. إذا كان أنتوا الإتنين كل اللي بتفكروا فيه إزاي أزود من شعبيتي في الشارع إني أخش حرب ملهاش أي ستين لازمة فإحنا مش حنوافق علي الكلام ده .. (مائير داجان) كان فعلاً مش طايق لا (نتنياهو) ولا (إيهود باراك) .. هو كان شايفهم إتنين كل اللي هاممهم هو مصالحهم .. هو شخصياً خدم مع رؤساء وزراء كتير و كتير منهم كانوا نصابين وحرامية بس بمجرد ما يتحطوا في موقف إن مصالحهم الشخصية تعارضت مع مصالح إسرائيل فدايماً بيختاروا مصالح إسرائيل .. إلا الإتنين ولاد الكلب دول .. في سبتمبر 2010 الوضع قلب لعركة بحق و حقيقي بين (مائير داجان) و بين (نتنياهو).

في يوم في الشهر ده كان المفروض يتعمل إجتماع يحضره (نتنياهو) و (مائير داجان) بصفته مدير الموساد و معاهم مدير الشين بيت اللي هو مباحث أمن الدولة و رئيس أركان القوات المسلحة .. الإجتماع ده كان المفروض إنه يناقش الوضع في غزة .. الناس إتكلمت و خلاص الإجتماع خلص و هم قايمين بيخرجوا من الباب (نتنياهو) نادي علي (مائير داجان) و رئيس الأركان قالهم وكأنه بيقولهم أنا عازمكوا بكره علي الغدا إنه عايز الموساد و القوات المسلحة يستعدوا لحاجة إسمها O Plus 30 ودي إختصار Thirty Days of Operation .. هنا إنت محتاج تفهم إيه ده؟ .. دلوقتي لو إسرائيل حبت تضرب إيران فده معناه إن ده إعلان حرب و عشان هو إعلان حرب فلازم عشان يتنفذ (نتنياهو) ياخد موافقة البرلمان الإسرائيلي اللي هو إسمه الكنيست .. عشان (نتنياهو) يهرب من الحكاية دي هو مش عايز يسميها إعلان حرب Act of War إنما عايز يسميها عملية عسكرية Operation لإن الدستور في إسرائيل بيدي لرئيس الوزراء حق إنه يؤمر القوات المسلحة بإنها تنفذ عملية عسكرية من غير موافقة البرلمان بس مش بيديله الحق إنه يعلن الحرب علي بلد من نفسه كده .. الإتنين فعلياً مسكوا في خناق بعض في اليوم ده .. الخناقة خلصت بإن (نتنياهو) عزل (مائير داجان) من منصبه واللي إتعين مكانه كان النائب بتاعه (تامر باردو) واللي قرر إنه يكمل مشروع الإغتيالات ضد العلماء الإيرانيين زي ما كان أستاذه عايز.

23 يوليو 2011 .. الدنيا بدأت تندع:

يوم 23 يوليو 2011 كان فيه مهندس كهرباء عنده 35 سنة إسمه (داريوش رضائي) برده شغال في المشروع النووي الإيراني خد مراته (شوريه بيراني) عشان ياخدوا بنتهم (أرميتا) من الحضانة الساعة أربعة العصر .. خدوا البنت و قف جنب البيت عشان مراته و بنته ينزلوا و مشي هو بالعربية يركنها في الباركينج لما لقي إتنين ملتحين ماسكين مسدسات ضربوا عليه نار .. (داريوش رضائي) إتضرب ب5 طلقات في إيده و في رقبته و صدره .. لما مراته حاولت تجري ورا الإتنين اللي قتلوا جوزها ضربوها هي كمان بالرصاص .. لحسن حظ مراته عاشت بس بعد كده عملت Interview مع التليفيزيون الإيراني قالت فيه وهي بتعيط إن بنتهم لحد دلوقتي بترسم لحظة إغتيال أبوها ومش عارفه تنسي اللي هي شافته .. في المرحلة دي المعلومات اللي وصلت للموساد إن خطة الإغتيالات دي كانت ماشية زي الفل لدرجة إن كتير من العلماء الإيرانيين اللي شغالين في المشروع النووي مبقوش عايزين يشتغلوا خوفاً علي حياتهم .. ده معناه إن المكنة طلعت قماش و إن مصلحة الإسرائيليين إن المشروع يكمل.

11 يناير 2012 .. ولسه القتل مستمر:

 كلاكيت تاني مرة من لإغتيال (مجيد شهرياري) بس المرة دي الضحية كان متخصص في تخصيب اليورانيوم و نائب مدير مفاعل ناتانز النووي اسمه (مصطفي أحمدي روشن) .. الرجل كان سايق عربيته بيجو 405 و جنبه مراته برده لما برده (عرش قيرهادقيش) كان سايق موتوسيكل و لزق عبوة ناسفة علي عربية (مصطفي) و فجرها بس المرة دي مراته عاشت و هو مات.

سنة 2011 وصلت للمخابرات الإيرانية معلومة من طرف محدش عارف هو مين إن طرف الخيط اللي ممكن يكر معاهم هو شاب عنده 24 سنة اسمه (ماجد جمالي فاشي) كان نفسه يبقي لاعيب كيك بوكس محترف بس معرفش يحقق حلمه و الإسرائيليين جندوه .. لما الإيرانيين قبضوا عليه إعترف إنه هو اللي كان راكن الموتوسيكل اللي كان فيه العبوة الناسفة اللي قتلت (مسعود المحمدي) لو تفتكر .. الإيرانيين جابوا (ماجد) ده و خلوه يعترف علي التليفيزون إنه خد تدريب من الموساد و خد منهم 120,000 دولار .. في مايو 2012 (ماجد) إتعدم و الإيرانيين قالوا إنهم قبضوا علي 8 رجاله و 6 ستات كلهم إيرانيين الجنسية ضمن خلية كبيرة من حاجة اسمها مجاهدي إيران و الناس دول خدوا دورة تدريبية مدتها 45 يوم في إسرائيل و هم اللي قتلوا العلماء الإيرانيين بتعليمات من ضباط موساد إسرائيليين.

(ماجد جمالي فاشي) أول واحد يتقبض عليه في خلية الإغتيالات للعلماء الإيرانيين.

أظن أنا محتاج أختم بإني أسأل هل سياسة الإغتيالات بتاعة العلماء الإيرانيين دي جابت نتيجة؟ الحقيقة هي اه .. كتير من العلماء الإيرانيين بقوا مرعوبين إنهم يشتغلوا في المشروع النووي بتاع بلدهم و يمكن ده اللي أجبر الحرس الثوري الإيراني إنه يصرف مبالغ ضخمة أوي عشان يبدأ يشوف إزاي يأمن حياة العلماء اللي شغالين معاه .. في نفس الوقت لو حطيت نفسك مكان الإسرائيليين فإنت عشان تدمر المشروع النووي الإيراني يا إما تضرب المفاعلات النووية الإيرانية بالطيران زي ما حصل مع العراق و زي ما حصل مع سوريا بس المره دي الموضوع مش حيعدي علي خير .. أو إنك تضرب الإيرانيين تحت الحزام و ده اللي عمله الإسرائيليين .. علي فكرة الإيرانيين مش ملايكة أوي هم كمان .. الحرس الثوري الإيراني حب يرد علي اللي عمله الموساد فكلف حاجة اسمها الوحدة 400 عشان هي كمان تبدأ تنفذ عمليات تخريبية حول العالم تستهدف مصالح إسرائيل بس بسم الله ما شاء الله الوحدة دي كان ماسكها شوية كواحيل لدرجة إنهم خططوا و نفذوا أكتر من 20 عملية منجحش منهم إلا واحدة بس كانت يوم 18 يوليو 2012 و اللي نفذها كان حزب الله أساساً .. العملية كانت إن واحد تبع حزب الله فجر نفسه في مطار بورجاس في بلغاريا و قتل 5 سياح إسرائيليين و السواق البلغاري بتاعهم.

صحيح إن الإغتيالات الإسرائيلية للعلماء الإيرانيين وقفت من بعد سنة 2012 و مرجعتش تاني إلا سنة 2020 بإغتيال (محسن فخري زاده) بس اللي يوريك قد إيه الغرب ده ما هو إلا شوية منافقين إن محدش فيهم إعترض ولا قال لإسرائيل هو إيه اللي إنتي بتهببيه ده .. العالم كله كان عارف إن الإغتيالات دي وراها الموساد بس محدش قال للإسرائيلين عيب كده .. ده يوريك إن الإغتيال أو القتل في حد ذاته في نظر الغرب مش جريمة إلا إذا اللي إرتكبها كان حد ضدهم .. ساعتها بس بيتقال عليه قاتل و إرهابي و مجرم .. بس لو الإسرائيليين هم اللي عملوها فعلي قلبهم زي العسل .. حتي مبررات ليه إسرائيل بطلت تغتال العلماء الإيرانيين حتلاقيها غريبة أوي .. اللي إحنا عارفينه إن وقتها اللي هو سنة 2012 كانت إدارة الرئيس الأميريكي (باراك أوباما) بتقفل مع الإيرانيين تفاصيل الإتفاق النووي و (أوباما) مكنش عايز مشاكل ممكن تعقد الإتفاق أكتر ما هو متنيل بستين نيلة و هو اللي أجبر الإسرائيليين يوقفوا برنامج الإغتيالات بتاع العلماء الإيرانيين و الإتفاق فعلاً إتمضي سنة 2015 .. تلاقي بقي الإسرائيليين يقولولك لا إحنا محدش لوي دراعنا ده إحنا بس خفنا ننكشف و خفنا الإيرانيين يصعدوا الموضوع .. و تلاقي حد فيهم الهبداية خدته شوية و قالك أصل ضمير رجاله المخابرات الإسرائيلية صحي و حبينا إننا نلبي رغباتهم .. ناس تانية خالص تقولك أصلكوا مش فاهمين أصل بعد ما إيران مضت الإتفاق النووي مكنش بقي فيه داعي إننا نكمل في برنامج الإغتيالات .. ده يوريك إن الإسرائيليين دول ناس يقتلوا القتيل و يمشوا في جنازته .. لا و كمان يعيطوا بدموع وقحة زيهم.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!