تابعونا

عملية أوبرا .. كل اللي يعجبك و إلبس اللي يعجب الناس.

قدام الناس الإسرائيليين حتلاقيهم بيقولوا إن ضربهم لمفاعل تموز هو اللي أنهي المشروع النووي العراقي .. ده إسمه هراء و هري و هبد .. سنة 1981 المشروع النووي العراقي تحول من مشروع سلمي قدام الناس لمشروع عسكري من تحت الطرابيزة .. زي ما قلتلك في الأول خالص إن التقديرات كانت بتقول إن العراقيين محتاجين علي الأقل 10 سنين عشان يعملوا قنبلة نووية .. سنة 1991 يعني بعد 10 سنين بالضبط (صدام) هو اللي دمر مشروع النووي بنفسه لما قرر يغزو الكويت.

30 مايو، 2021 1.9 ألف

لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي ساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/rms1c

اللي أنا حقوله دلوقتي يمكن ناس كتير حتستغرب منه بس أنا في رأيي إن فيه قرارات كتير خدها الرئيس العراقي الراحل (صدام حسين) الله يرحمه كان سابق فيها عصره .. أيوه .. (صدام) اللي أنا قلت فيه كل العبر لما جيت إتكلمت عن حرب الخليج الأولي فعلياً فيه حاجات عملها بصراحة لما بتيجي تفكر فيها تلاقي نفسك بتقول إن الرجل ده كان بيفهم شوية .. من ضمن الحاجات دي كان قراره إن لازم العراق يبقي عندها برنامج نووي .. حاول تستهدي بالله و تبصلها من وجهة نظره .. العراق وقتها كان عندها إحتياطي نفط محترم أيام ما كان البترول له قيمة يعني .. عائدات النفط لوحدها كانت ممكن تعيشه ملك .. بس هو قرر يبقي عنده مفاعل نووي .. ليه؟ .. فيه نظريات كتير ممكن نبقي نتكلم فيها بعدين بس اللي إحنا متؤكدين منه إن سنة 1975 وقت ما (صدام) كان نائب لرئيس مجلس قيادة الثورة في العراق قعد مع رئيس الوزراء الفرنساوي وقتها (جاك شيراك) مضوا العقد و بناء المفاعل بدأ فعلياً سنة 1979 ومع العقد العراق حيستلم 75 كيلوجرام يورانيوم من فرنسا عشان المفاعل يبدأ يشتغل مقابل 300 مليون دولار.

نقول كمان .. المفاعل النووي العراقي كان سلمي بقدرة 40 ميجاوات قابل للزيادة ل70 ميجاوات و اللي بالمناسبة لسبب ما له أسامي كتير .. يعني العراقيين بيسموه مفاعل تموز .. الفرنساويين عشان الموديل بتاع المفاعل كان إسمه (أوسايريس) وده النطق الإنجليزي لإسم (أوزوريس) الإله المصري القديم اللي يبقي جوز الإلهة (إيزيس) بس هم دمجوا إسم (أوسايريس) مع كلمة العراق Iraq بالإنجليزي و بقي إسم المفاعل (أوزيراك Osiraq) .. تاني .. المفاعل ده كان شغال فيه مهندسين فرنساويين .. ده مفاعل كان كل شوية بتزوره لجنة من الوكالة الدولية للطاقة النووية .. صحيح المفاعل كان يقدر العراقيين يستخدموه لأغراض نووية عسكرية بس ده محصلش .. أي حد يقولك غير كده يبقي سوري في الكلمة هبيد .. اللي إنت محتاج تبقي فاهمه إن التصميم بتاع المفاعل مكنش عشان ينتج كمية من البلوتونيوم عالي التخصيب اللي ينفع تستخدمه في إنك تعمل بيه قنبلة نووية .. ده معناه إن عشان العراقيين بطريقة ما يعني يعالجوا كل المشاكل دي و يعملوا قنبلة نووية من البلوتونيوم فهم كانوا محتاجين بالميت خالص 10 سنين .. علي فكرة .. ده بشرط إن المهندسين الفرنساويين اللي كانوا شغالين في المفاعل يمشوا و إن لجان التفتيش بتاعة الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبطل تزور المفاعل اللي هو أساسا مكنش حيحصل.

صورة إتاخدت وقت بناء مفاعل تموز العراقي اللي الفرنساويين سموه OSIRAQ و إتبني سنة 1979 و إتدمر بغارة جوية إسرائيلية سنة 1981.

بس المشكلة كانت في الإسرائيليين .. لسبب ما الناس دي لما تسمع جملة فيها كلمتي نووي و عربي مع بعض يركبهم مليون عفريت .. سنة 1975 لما المفاعل العقد بتاعه إتمضي الإسرائيليين بدأوا يحطوا خطط إزاي يخلصوا منه .. وقتها كان ماسكهم حكومة برئاسة (إسحاق رابين Yitzhak Rabin) .. يوم 21 يونيو 1977 بيمسك إسرائيل حكومة جديدة برئاسة (مناحم بيجين Menachem Begin) والرجل كان جاي و راسه و ألف سيف إن لازم المفاعل النووي العراقي ده يتدمر .. في الأول الإتجاه اللي كان ماشي فيه الإسرائيليين إنهم يسيبوا المخابرات العامة بتاعتهم اللي إسمها الموساد هي اللي تتصرف .. الموساد سنة 1979 بوظوا تسليم جزء من أجزاء المفاعل كان بيتصنع في فرنسا .. سنة 1980 الموساد إغتال العالم النووي المصري (يحيي المشد) في أوضته في فندق الميريديان في العاصمة الفرنسية باريس و السبب في كده إن (يحيي) الله يرحمه كان هو اللي مسئول عن البرنامج النووي العراقي .. مش بس كده .. شركات المقاولات الفرنساوي و الإيطالي اللي كانت واخدة شغل تركيب المفاعل نفسه كانت بتتعرض لعمليات إغتيال للمهندسين و الفنيين بتوعها بس كل ده مكنش بيهز من قرار العراقيين أو رغبتهم إن المشروع يكمل .. هنا الحكومة الإسرائيلية إتقسمت نصين.

(يحيي المشد) الله يرحمه العالم النووي المصري و اللي كان مسئول عن البرنامج النووي العراقي و إغتاله الموساد الإسرائيلي في أوضته في فندق الميريديان في العاصمة الفرنسية باريس سنة 1980.

النص الأولاني كان فيه رئيس الوزراء (مناحم بيجين) و النائب بتاعه (أرئييل شارون Ariel Sharon) اللي كانوا شايفين إن مفيش حل غير ضربة جوية لتدمير المفاعل .. النص الثاني كان فيه وزير الخارجية (موشيه دايان Moshe Dayan) و وزير الدفاع ( إيزير فايزمان Ezer Weizmann) وحتي مدير المخابرات العسكرية اللي هم بيسموها أمان ودول شايفين إن معلش يعني إحنا دلوقتي في مفاوضات سلام مع مصر و لسه خارجين من حرب أكتوبر و محدش في العالم العربي طايقنا و زود علي كده إن الضربة دي حتزعل مننا الفرنساويين و حتهز سمعتنا قصاد العالم .. الحجة دي قصاد إصرار (مناحم بيجين) إن كل ده هراء و مفيش حاجة حتحصل برهان العشرين شيكل اللي في جيبه.

حاول بس دايماً تبقي حاطط قدامك التسلسل الزمني للأحداث لإن ده حيبقي مهم جداً إنك تفهم المبررات ورا اللي حصل .. زي ما قلتلك المفاعل إتبني سنة 1979 .. طبعاً الإسرائيليين بمجرد ما جالهم الخبر وهم حاطين إيدهم علي قلبهم .. هم البلد الوحيدة في الشرق الأوسط وقتها يعني اللي كان عندهم برنامج نووي .. العراق كانت دولة جامدة زحليقة في الوقت ده .. إقتصادها واقف علي رجله .. عندها واحدة من أقوي القوات المسلحة في العالم .. لا و كمان حيبقي عندهم مفاعل نووي .. فضل الهسهس مسيطر علي دماغهم بإن المفاعل ده لازم يتضرب لحد ما جه سبتمبر 1980 لما القوات المسلحة العراقية بدأت غزوها للأراضي الإيرانية عشان تبدأ حرب الخليج الأولي .. في أقل من سنة كان (صدام) عطي للإسرائيليين المبرر اللي هم يقدروا يحطوه في عين أي حد ينتقد قرارهم بضرب المفاعل .. إذا كان (صدام) مجنون بما يكفي إنه يغزو إيران فإيه اللي يمنعه يغزونا إحنا كمان؟

اللمبة بدأت تنور في دماغ الإسرائيليين لما الإيرانيين في سبتمبر 1980 اللي هي السنة الأولي لحربهم مع العراق نفذوا غارة جوية كبيرة ضد مفاعل تموز و أهداف تانية .. صحيح الغارة مدمرتش المفاعل بس دمرت عدد كبير من الطيارات العراقية وهي في مطاراتها و كتير من بطاريات الدفاع الجوي العراقية .. في أكتوبر 1980 إتعمل إستفتاء جوه الحكومة الإسرائيلية علي هل نضرب المفاعل النووي العراقي ولا لا؟ .. الإستفتاء خلص بنتيجة 10 أصوات لصالح تنفيذ الغارة قصاد 6 بس ضدها .. ومن هنا إتولدت العملية أوبرا Operation Opera.

الضربة الجوية .. إزاي تنفذ غارة معقربة زي دي؟

عشان تنفذ غارة زي دي إنت محتاج ميكس من كذا حاجة .. إنت محتاج يبقي عندك الطيارات المناسبة  .. محتاج تدرب طيارينك كويس أوي .. محتاج يبقي عندك كل المعلومات المخابراتية المتاحة بحيث متلاقيش نفسك لبست في مصيبة .. و أخيراً محتاج شوية حظ .. دلوقتي حنيجي نشوف كل واحد من المقادير دي إتوفرت إزاي؟

  • من بعد حرب أكتوبر 1973 و إسرائيل عارفة إنها محتاجة طيارة سريعة متعددة المهام تغطي عيوب الطيارة الجامدة زحليقة F-15 Strike Eagle و كانت الطيارة اللي هم بيفكروا فيها هي F-16 Fighting Falcon .. بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر و إسرائيل سنة 1979 هم إستلموا من أميركا أول دفعة طيارات F-16 .. بمجرد ما بقي تحت إيدهم طيارات F-15 و F-16 فبقي معاهم الطيارات اللي تقدر تنفذ غارة زي دي.
  • الإسرائيليين بنوا مجسم بنفس أبعاد مفاعل تموز في صحراء النقب جنوب إسرائيل .. الطيارين اللي حيشاركوا في الغارة نفذوا تجربتين بالذخيرة الحية في أغسطس و سبتمبر 1980.
  • الخطة كانت كالأتي .. 8 طيارات F-16 من السربين 110 و 117 و زود عليهم 6 طيارات F-15 و معاهم طيارة E-2C Hawkeye للتحذير  المبكر و التشويش علي الرادارات العراقية حيطلعوا من مطار إيتزيون Etzion اللي هو دلوقتي في طابا .. إشمعني المطار ده؟ .. عشان ده أقرب مطار للعاصمة العراقية بغداد لإن المفاعل النووي العراقي يدوبك ساعة بالعربية من المدينة .. متنساش كمان إن سنة 1981 كانت لسه مصر مخدتش طابا بالتحكيم الدولي .. مع الليلة دي كلها حتطلع طيارات هليكوبتر CH-53 كإجراء إحتياطي في حالة إن أي طيارة مقاتلة وقعت و إحتاجوا يبعتوا فرقة بحث و إنقاذ.
  • كل طيارة F-16 حتشيل قنبلتين Mark 84 الواحدة فيهم وزنها حوالي 1000 كيلوجرام و كمان حتشيل صاروخين AIM-9J Sidewinder ودي صواريخ جو-جو في حالة يعني إن حصل إشتباك جوي مع الطيارات العراقية .. وفوق ده كله كل طيارة حتشيل 3 خزانات بنزين خارجين .. خزانين 1400 لتر حيتركب كل واحد فيهم علي جناح و خزان 1130 لتر حيتركب في بطن الطيارة من تحت.
  • قدام الناس سواء الإيرانيين أو الإسرائيليين حينفوا الحتة الجاية دي فأنا بس حبيت أقولك من دلوقتي .. المخابرات الإيرانية هي اللي قدمت للموساد الحتة الناقصة في الفزورة بتاعة ضرب المفاعل .. هم قالولهم إن فيه حتة علي الحدود العراقية السعودية مش متغطية بشبكة الدفاع الجوي العراقي و إن السبب ورا إن العراقيين مسدوش الثغرة دي هي إنهم كانوا محتاسين في حربهم مع الإيرانيين و كمان محدش في العراق كان متخيل إن ممكن السعودية تتجنن في نفوخها و تضرب العراقيين في ظهرهم.
صورة لطاقم الطيارين الإسرائيليين اللي نفذوا غارة تدمير مفاعل تموز العراقي و اللي هم بيسموها العملية أوبيرا Operation Opera.

يوم الأحد 7 يونيو 1981 فرح الطيارات ده كله كان طار فوق خليج العقبة ولأجل الصدف يعني هم طاروا فوق اليخت بتاع الملك الأردني (حسين بن عبدالله) الله يرحمه اللي كان بيقضي أجازة .. الملك (حسين) شاف الطيارات و شاف بعنيه اللوجو بتاع القوات الجوية الإسرائيلية و لسبب ما هو توقع هي الطيارات دي رايحة فين .. الرجل رفع سماعة التليفون و حاول يوصل ل(صدام) بس معرفش .. مش بقولك عملية زي دي محتاجة شوية حظ .. الطيارات الإسرائيلي عدت فوق المجال الجوي السعودي من غير ما حد يقولهم سلامات يا أم (أحمد) لحد ما وصلوا للحدود العراقية السعودية .. بمجرد ما الطيارات الإسرائيلي دخلت المجال الجوي العراقي طاروا علي إرتفاع واطي أوي ما بين 45-90 متر بس فوق سطح الأرض.

الساعة 5:35 المغرب الطيارات الإسرائيلية وصلت للهدف بتاعها .. وهم علي بعد 18 كيلومتر من المفاعل الطيارين الإسرائيليين بطيارات F-16 شغلوا الAfterburners بتاعتهم عشان بدل ما هم طايرين علي إرتفاع 50 متر فوق سطح الأرض يبقوا علي إرتفاع 2400 متر عشان بعد كده يهبطوا تاني بسرعة أوي حوالي 1111 كيلومتر في الساعة عشان يرموا قنابلهم وهم علي إرتفاع 90 متر فوق سطح الأرض .. خلال دقيقتين كانت الغارة خلصت .. إترمت  16 قنبلة منهم 8 قنابل بس اللي أصابوا الهدف بتاعهم .. الغارة دي إتقتل فيها مهندس فرنساوي و إستشهد فيها 10 عساكر عراقيين .. الدفاع الجوي العراقي ملقطش الطيارات الإسرائيلية إلا بعد ما رموا قنابلهم فوق المفاعل فعلاً .. وهم راجعين الطيارات F-16 طارت علي إرتفاع 12,000 متر فوق سطح الأرض عشان توفر بنزين و طاروا فوق المجال الجوي السعودي و الأردني و برده محدش قالهم سلامات يا أم (أحمد) .. الغارة كلها إستمرت حوالي 3 ساعات و مفيش ولا طيارة إسرائيلي وقعت.

خط سير الطيارين الإسرائيليين اللي ضربوا مفاعل تموز .. هم طلعوا من طابا و عدوا فوق المجال الجوي الأردني من فوق خليج العقبة و بعد كده دخلوا المجال الجوي السعودي لحد ما دخوا العراق .. خط سير العودة هو هو تقريباً.
الطيارات الإسرائيلية طارت علي إرتفاع واطي أوي ولما بعد علي بعد 18 كيلومتر من المفاعل طارت لفوق لحد إرتفاع 2400 متر فوق سطح الأرض و بعج كده نزلوا لتحت بسرعة عالية عشان يرموا القنابل بتاعتهم علي المفاعل.

رد الفعل .. عارف صوت صرصور الحقل؟

علي رأي (شحتة) اللي قتل مراته في فيلم النوم في العسل و هو بيعترف بجريمته ل(عادل إمام) .. مفيييييش .. شوية بيانات إدانة من الأمم المتحدة و أميركا و فرنسا و بريطانيا .. غير كده مفيش .. اللي هو أنا متخيل (مناحم بيجين) وهو بيقول لحكومته عشان تبقوا تسمعوا كلامي بعد كده .. الخوف الإسرائيلي كان من رد الفعل العربي خصوصاً من مصر و اللي برده كان مفيييييش ودي حاجة أنا شخصياً مستغربلها .. حتي العراقيين علي فكرة .. حربهم مع إيران جابت أخرهم فعلاً .. لو إتكلمت معاهم حيقولولك إن إحنا خلاص فقدنا ثقتنا في إن يبقي عندنا مفاعل نووي سلمي تحت إشراف دولي عشان الناس تطمن و بدأنا نطور برنامج نووي عسكري في السر .. المشروع النووي العراقي بعد الغارة دي بدأ يكبر من مجرد مشروع شغال فيه 400 عالم بميزانية 400 مليون دولار لأكثر من 7000 عالم بميزانية 10 مليار دولار .. ده في الأخر إترجم إن بعد حرب الخليج الثانية سنة 1991 و بعد ما المحققين بتوع الوكالة الدولية للطاقة الذرية زاروا المواقع النووية السرية اللي عملها العراقيين يا عيني إتصدموا من قد إيه العراقيين كانوا دايسين في برنامجهم النووي .. بس أرجع و أقولك حربهم مع إيران كانت إستنفذت موارد و فلوس كتير أوي لدرجة إن العراقيين مكنش عندهم أي فرصة إنهم يطوروا سلاح نووي.

بس يمكن أهم رد فعل علي عملية أوبرا مكنش من بره قد ما كان من إسرائيل نفسها .. اللي حصل ده خلي الإسرائيليين يقتنعوا بحاجة هم سموها The Begin Doctrine أو عقيدة البداية وده بمنتهي البساطة إن أي دولة عربية تفكر بس تعمل برنامج نووي فأنا من حقي أضربها .. ده حصل في 1981 مع المفاعل النووي العراقي و حصل في 2007 مع المفاعل النووي السوري .. ليه؟ .. أصلي بحمي نفسي اللي هو مبدأ أنا حتغدي بيهم قبل ما يتعشوا بيا .. وده بالضبط اللي قاله (مناحم بيجين) اللي يوم 9 يونيو يعني بعد يومين من تنفيذها طلع برر الغارة بإنه قال و أنا حنقل كلامه نصاً .. إحنا إخترنا اللحظة دي دلوقتي عشان نضرب المفاعل عشان لو كنا إستنينا أكتر من كده كانت الفرصة حتضيع من إيدينا .. لو كنا سكتنا سنة سنتين ثلاثة أو حتي أربع سنين كان (صدام حسين) حيبقي عنده قنبلة قنبلتين ثلاثة أو حتي خمس قنابل نووية و حتبقي محرقة جديدة للشعب اليهودي و إحنا عمرنا ما حنسمح بده أبداً.

إنت متخيل حجم الكذب؟ .. متخيل تزييف الحقايق؟ ..  لكن في نفس الوقت خلينا نبقي صرحا مع نفسنا إن الفكرة دي الإسرائيليين ميقدروش يستخدموها ضد أي حد و خلاص .. إنت أخدت بالك هم أستخدموها ضد مين؟ .. (صدام حسين) و (بشار الأسد) .. الأولاني الأمريكان أعدموه و الثاني شايفينه مجرم حرب .. طبيعة الهدف اللي إسرائيل بتقرر تضربه بتفرق.

شكل المفاعل العراقي بعد تدميره.

يمكن الدرس اللي أنا إتعلمته من اللي حصل ده هو الجملة اللي إتقالت في فيلم إشاعة حب .. كل اللي يعجبك و إلبس اللي يعجب الناس .. ده حقيقي علي فكرة .. لو مصلحتك تضرب حد إضربه بس في نفس الوقت لازم تزوق إعتداءك عليه .. لازم قدام الناس تبان إن إنت مجرد بتدافع عن حقك قصاد إعتداء واضح و صريح علي حياتك .. بس في نفس الوقت خلي بالك .. لو ضربت عدوك عملاً بمقولة حتغدي بيه قبل ما يتعشي بيا فإنت لازم تعمل حسابك إنك تمصمصه و ميبقاش فيه حتة متاكلتش .. يعني إيه الكلام ده؟

قدام الناس الإسرائيليين حتلاقيهم بيقولوا إن ضربهم لمفاعل تموز هو اللي أنهي المشروع النووي العراقي .. ده إسمه هراء و هري و هبد .. سنة 1981 المشروع النووي العراقي تحول من مشروع سلمي قدام الناس لمشروع عسكري من تحت الطرابيزة .. زي ما قلتلك في الأول خالص إن التقديرات كانت بتقول إن العراقيين محتاجين علي الأقل 10 سنين عشان يعملوا قنبلة نووية .. سنة 1991 يعني بعد 10 سنين بالضبط (صدام) هو اللي دمر مشروع النووي بنفسه لما قرر يغزو الكويت .. غزو الكويت واللي جه وراه حرب الخليج الثانية و هزيمته و بالتالي إن الأمريكان بعتوا فرق تحقيق تبص علي المنشأت النووية السرية بتاعته إتصدموا من اللي شافوه .. المشروع النووي العسكري العراقي السري اللي بدأ بعد ضربة مفاعل تموز كان قريب جداً من إنه يبقي تحت إيده قنبلة نووية .. يعني الضربة اللي الإسرائيليين نفذوها عشان يمنعوا العراقيين يبقي عندهم سلاح نووي كانت هي السبب في إصرار العراقيين إن يبقي عندهم سلاح نووي.

أظن اللي أنا عايز أقوله إن ضرب مفاعل تموز ميفرقش كتير عن ضرب سد النهضة في حالة إن القيادة المصرية بتفكر في الحل ده بس إنت محتاج تستفيد من الدروس و الأخطاء اللي وقعت فيها إسرائيل و نتعلم منها .. لو بصيت ليها براحة حتلاقي عن الهدفين سواء مفاعل تموز أو سد النهضة شبه بعض في حاجات كتير .. هم الإثنين هدفين فوق الأرض ضربهم مش صعب .. في الحالتين الطيارات حتحتاج تطير مسافات جاحدة عشان توصل لهدفها .. في الحالتين الطيارات اللي حتشارك في الغارة مينفعش تضرب و تستني لإن خزانات البنزين بتاعتها مش حتستحمل و لإن متضمنش رد الفعل حيبقي عامل إزاي فلازم الطيارات تضرب و ترجع جري لبلدها .. لكن .. لو إنت متخيل إنك حتروح تضرب سد النهضة و تمشي تبقي غلطان .. إنت لازم تضرب كل حاجة .. كل حاجة .. المطارات الأثيوبية لازم تتدمر .. قدرات القوات المسلحة الأثيوبية لازم تتدمر .. مقر وزارة الدفاع .. مقر المخابرات .. إنت لازم تعجزهم كلياً بحيث ميقدروش حتي إنهم يفكروا ينتقموا أو يردوا علي هجومك عليهم عشان متقعش في نفس غلطة إسرائيل .. لازم تمصمصهم و ميبقاش ليهم أي فرصة إنهم حتي يمدوا إيدهم عليك .. و إلا رد فعلهم حيبقي صعب عليك إنك تتوقعه و تتعامل معاه لإنك غالباً مش حتشوفه وهو جاي.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!