لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/mmn8i1nhwnoe
إحساس الأمان هو أكتر إحساس أي حد بيدور عليه .. سواء بتتكلم عن مواطن أو رئيس .. عيلة أو دولة .. رغبتك إنك تحس بالأمان ممكن تخليك تعمل حاجات غيرك حيشوفها غير أخلاقية أحياناً بس إنت بتشوف ده ضرورة .. شر لابد منه و في رأيي الشخصي إن رغبة الإحساس بالأمان هي اللي بتحرك السياسة الخارجية الإماراتية .. أنا شخصياً معنديش مشكلة معاهم .. هم أحرار في سياساتهم الخارجية و الداخلية وحياتك .. أنا أساساً مش مواطن إماراتي عشان أقول رأيي في الشأن الداخلي لبلدهم بس أنا مجرد مندهش من كم الفلوس اللي هم مستعدين يصرفوها و كم الخطوط الحمراء اللي هم مستعدين يخطوها عشان رغبة الإحساس بالأمان دي .. خليني أثبتلك وجهة نظري في إني أشرحلك إزاي السياسة الخارجية الإماراتية قايمة علي إستخدام سلاحين مهمين جداً عشان الإمارات تحس بالأمان .. السلاح الأول هو القرصنة الأليكترونية اللي يمكن إنت عارفها أكتر بإسم Hacking و السلاح الثاني هو الفلوس بحيث حنتكلم عن إزاي الإمارات بتعتمد علي Hacking و الفلوس بشكل إنت ممكن متكونش متخيله و من غير ما أطول عليك أكتر من كده خليني أخش في الموضوع علي طول.
كان يا مكان كان فيه بنت إسمها (لوري ستراود Lori Stroud):
دي بنت كانت شغالة في القوات المسلحة الأميريكية من 2003 لحد 2009 .. هي معاها شهادة جامعية في Computer Science و عشان تفهمها أكتر حاول تتخيل إنها شبه شخصية (كلاوي) في فيلم الرهينة بتاع (أحمد عز) .. هي الجينياص بتاع الشلة .. المهم .. سنة 2009 سابت القوات المسلحة و إشتغلت مع شركه إستشارات تكنولوجية كبيره أسمها بووز ألين هاميلتون Booz Allen Hamilton بحيث إن الشركة دي بتاخد شغل مقاولات مع حاجة إسمها وكالة الأمن القومي National Security Agency اللي إختصاراً بيسموها NSA و ده جهاز مخابرات أميريكي تقدر تقول عليه أقوي جهاز مخابرات في العالم فيما يتعلق بتكنولوجيا التجسس و Hacking و شبكات الإتصالات .. الأخت (لوري) فضلت شغالة في الشركة دي من 2009 لحد 2014 بحيث شغلتها كانت إنها تفضل تدور علي نقاط ضعف في Firewall بتاع الحكومات الأجنبية خصوصاً الصين بحيث تحاول مثلاً تHack الموقع بتاع وزارة الدفاع الصينية عشان تسرق منه معلومات .. شغلانة لو إنت مبتفهمش في Hacking تحسها شغلانه حلوة أوي بس لو إنت Hacker فإحتمال كبير تكون شايفها شغلانة مملة .. سنة 2013 الأخت دي كانت بتعمل شغلانة لحساب NSA في جزيرة هاواي و هي شغالة إتزنقت في حتة تقنية صعبة شوية و إتعرفت علي شاب كان شغال في نفس المبني بتاعها بس مع شركة Dell بتاعة Laptops و اللي برده بتاخد شغل مقاولات من الباطن من NSA و الشاب ده كان إسمه (إيدوارد سنودين Edward Snowden) .. أيوه أنا إتكلمت عنه قبل كده و لو متعرفش مين ده إتقل عشان التقيل جاي .. (لوري) راحت لمديرها عشان تقترح عليه إنه يجيب (إيدوارد) يشتغل معاها و أقنعته علي أساس إنه شاب كان شغال في وكالة المخابرات المركزية الأميريكية CIA و دلوقتي شغال مع شركة Dell و شغال من الباطن مع NSA فالمجال مش جديد عليه ده غير إنه مهندس إتصالات و Hacker ممتاز جداً .. و فعلا NSA وافقت إنها تنقل (إيدوارد) من Dell لBooz Allen Hamilton بناء علي توصية (لوري) .. جري الشريط شهرين كان (إيدوارد) هربان بره أميركا بعد ما سرب الالاف من الوثائق اللي بتفضح برامج التجسس بتاعة NSA اللي هو إشتغل عليها لما إتنقل لشركة Booz Allen Hamilton .. طبعاً مين شال الليلة؟ .. شطور .. (لوري) بقت هي اللي مش مسئولة و هي الغلطانة قال يعني كان المفروض إنها تشم علي ظهر إيدها و تكون عارفه إن (إيدوارد) ده بني أدم عنده ضمير و مبيرضاش بالغلط.
في مايو 2014 واحد زميل (لوري) كان شغال في CIA إسمه (مارك باير Marc Baier) عرض عليها شغلانة في شركة في العاصمة الإماراتية أبوظبي إسمها سايبر بوينت CyberPoint .. دي شركة صغيرة مقرها في مدينة بالتيمور الأميريكيه أسسها رجل أعمال أميريكي إسمه (كارل جامتو Karl Gumtow) سنة 2009 و شغلها تقريباً هو هو شغل Booz Allen Hamilton بحيث إنها بتاخد شغل مقاولات من وزارة الدفاع الأميريكيه و بتاخد شغل كتير في الإمارات .. الOffer كان إن شغلها حيكون في أبوظبي ضمن مشروع إسمه الغراب أو Raven مع المخابرات الإماراتية إن هي و ضباط سابقين في NSA و CIA كانوا شغالين زيها في عمليات القرصنة الأليكترونية أو Hacking عشان تقدر تقول يبقوا Avengers بتوع المخابرات الإماراتية فيما يتعلق بالأمن الأليكتروني أو Cybersecurity و حتاخد مرتب حلو أوي بيوصل 200,000 دولار في السنة .. لو إنت مكانها فأنا أراهنك بإنك كنت حتمسك في الفرصة دي بإيديك و سنانك و إنت متطمن .. اللي جابلك الشغلانة اللي هو (مارك) كان ضابط محترم جداً مع CIA لدرجة إن NSA طلبوه بالإسم عشان يبقي ضمن فريق من صفوة الHackers علي مستوي المخابرات الأميريكية و سموا الفريق ده Tailored Access Operations و لما (لوري) سألته هي الشغلانة دي شريفة ولا لا قالها إن مشروع Raven قبل ما الإماراتيين يشتغلوا عليه خدوا موافقة من NSA فالحكومة الأميريكية عارفه إنك حتبقي شغاله Freelance مع الإماراتيين يعني الدنيا أمان و متقلقيش من حاجة .. ده غير إنها محتاجه تغير جو بعد ما فضيحة (إيدوارد سنودين) هزت من سمعتها وسط زمايلها و مديرينها.
في أول يوم شغل ليها في أبوظبي و يدوبك لسه نازلة من المطار لقت فيه ضباط مخابرات إماراتيين مستنيينها و واخدينها علي قصر مبهر في ضواحي أبوظبي من ضمن القصور اللي تبع الأسرة الحاكمة و اللي المخابرات الإماراتية خدته عشان يبقي مقر إدارة عمليات مشروع Raven و هي في السكة عرفت إن الإماراتيين بيسموا القصر ده الفيلا The Villa و ده كان الإسم الكودي لمقر العمليات بتاع مشروع Raven .. زي أي شغلانة في الدنيا في أول يوم إنت بيتعملك Briefing أو Orientation و ده بيكون إجتماع مع الإخوة بتوع HR و ممكن تلاقي فيه المديرين بتوعك عشان تفهم إنت إيه مهماتك أو Tasks بتاعتك و يعرفوك اللايحة و نظام الأجازات و كل الهري ده .. إكتشفت و هي في Briefing ده إن كل الكلام اللي قاله ليها (مارك) ده هجص .. مشروع Raven مش مشروع دفاعي ولا نيلة .. ده أساساً الإماراتيين مش بيقولوا عليه Raven .. الإسم ده هم إختاروه عشان تحسه حلو و شبه أسامي الأفلام كده و بيتضحكوا بيه علي الأمريكان .. المشروع إسمه DREAD و دي إختصار Development Research Exploitation Analysis Department يعني إدارة تحليل تطوير أبحاث الإستغلال .. دي كانت أول صدمة.
تاني صدمة إن شغلها مش بس حيبقي حماية الإمارات من الهجمات الإرهابية الأليكترونية .. دي مجرد كذبة أو Cover Story حتتقال لو حد من بره جه سأل هو أنتوا بتعملوا إيه في مشروع Raven ده .. الحقيقة إن (لوري) و تحتها فريق من 8 بني أدمين حتبقي رأس الحربة اللي في إيد وكالة الأمن القومي الإماراتية NESA اللي تبقي النسخة الإماراتي من NSA .. لسه مش فاهم أنا عارف .. (لوري) هي و الفريق بتاعها موظفين شغالين عند Client أو عميل و العميل ده هو NESA اللي دلوقتي إتغير إسمها بقت وكالة مخابرات الإشارات Signals Intelligence Agency بس ده مش المهم .. المهم إن Client حيدي ل(لوري) لستة أو List بأسامي بني أدمين الClient شايف إنهم بيشكلوا تهديد للأمن القومي الإماراتي و المطلوب إن الفريق بتاع (لوري) يخترق حسابات البني أدمين دول الأليكترونية يعرف عنهم كل حاجة .. بيحبوا إيه؟ و مش بيحبوا إيه؟ متجوزين ولا سناجل؟ بيخونوا مراتتهم ولا ماشيين زي الألف؟ .. و في الأخر يدوا المعلومات دي كلها لClient اللي هو بعد كده حيتصرف في المعلومات دي بمعرفته و ده كان لمصلحة الأمريكان اللي شغالين في المشروع .. إنت لو مكان (لوري) فإنت في نظر القانون ملكش دعوة .. إنت شغال مع Client بيقولك هاتلي معلومات عن فلان بس إنت متعرفش حاجة عن هو Client بتاعك بيعمل إيه بالمعلومات دي.
عارف لما تقول لنفسك أنا أبويا و أمي مصرفوش عليا عشان أعمل الشغلانة دي؟
بداية من 2011 و ثورات الربيع العربي و تنحي الرئيس (محمد حسني مبارك) الله يرحمه و الإماراتيين بقوا بيبصوا لنشطاء حقوق الإنسان و الناس بتوع الحرية و الديموقراطية علي إنهم زيهم زي الإرهابيين بتوع داعش و القاعدة .. لو بصتلها من وجهة نظر الإماراتيين فالموضوع منطقي جداً .. الإتنين عايزين الأسرة الحاكمة في الإمارات تروح في ستين داهية بس واحد عايز يفجرهم و التاني عايز يمشيهم بالإنتخابات .. في الحالتين الطرفين بيشكلوا تهديد ليا .. المشكلة إن الإماراتيين ناس بتترعب بسهولة .. مجرد شوية قلق خلاهم ياخدوا إجراءات عنيفة أوي عشان يحموا نفسهم و عمرك ما حتفهم مدي القلق اللي الإماراتيين عايشين فيه إلا إذا إديتلك أمثلة من بني أدمين زيينا عشان تستوعب اللي بيحصل و خليني أديلك مش بس مثال واحد إنما إتنين .. واحد إسمه (روري دوناجي Rori Donaghy) .. و واحد اسمه (أحمد منصور).
خليني أبدأ معاك ب(روري) .. سنة 2012 الواد ده كان عنده 25 سنة .. هو بريطاني الجنسية و صحفي بيتحسب علي النشطاء السياسيين من الناس بتوع حقوق الإنسان اللي لو إنت بتتفرج علي (أحمد موسي) كتير فإنت غالباً رأيك فيهم إن كلهم جواسيس و خونة .. المهم إن سنة 2012 الواد ده كتب مقالة رأي في جرنان The Guardian البريطاني غالباً محدش قرأها بس قال فيها إن إنتهاكات حقوق الإنسان في الإمارات لو إتسابت و محدش إتكلم فيها فمصير الأسرة الحاكمة في الإمارات حيكون هو هو مصير (حسني مبارك) .. لحد هنا إنت المفروض تفهم نقطة .. عمر ما مقالة رأي كتبها صحفي لسه صغير حتخلي الغرب يغير رأيه و يقرر بكره الصبح إن الإمارات لازم تبقي واحة الديموقراطية في الشرق الأوسط و عشان ده يحصل لازم نطيح بحكم (أل ناهيان) زي ما الأمريكان قلشوا (صدام حسين) الله يرحمه .. بس حتي لنفترض يعني إن (روري) ده تهديد مينفعش يتسكت عليه للأمن القومي الإماراتي فمجرد إن المخابرات الإماراتية تحط صحفي و ناشط سياسي في دماغها حاجة مش سهلة .. أي غلطه تحصل و خبر يتسرب للإعلام إن الإمارات بتجري ورا صحفي بريطاني و بكره الصبح صحافة الغرب كلها حتزيط و حتبقي فضيحة.
هنا يجي دور الناس بتوع Raven .. اللي حصل إن ضابط أمريكاني من اللي شغالين في المشروع عمل نفسه ناشط حقوقي و قابل (روري) و قاله إن المنظمة الحقوقية اللي هو شغال معاها محتاجة مساعدته و بعتله كذا E-mail يشرحله فيها هم إزاي محتاجين مساعدة (روري) .. في واحدة من الإيميلات حطله Link برنامج يعمله Download عشان يشفر الإيميلات و يخلي شبه مستحيل علي أجهزة المخابرات إنها تعرف توصل للإيميلات بتاعة (روري) و اللي زي الأهبل حمل البرنامج و اللي كان عبارة عن فيروس خلي الناس بتوع Raven كإنهم هم اللي فاتحين الكومبيوتر بتاعه .. الإماراتيين بدأوا يتجسسوا علي (روري) في 2012 و لما (لوري) جت إشتغلت في مشروع Raven في 2014 كانوا بيتعاملوا مع (روري) ده ولا كأنه شخصية (سيلفا Silva) في فيلم Skyfall و مديينله إسم كودي (جايرو Gyro) .. مجرد صحفي صغير و ناشط حقوقي بقوا بيتعاملوا معاه علي إنه إرهابي عالمي من بتوع سلسلة أفلام James Bond .. سنة 2015 (روري) حس إن فيه حاجة غلط و إتكلم مع منظمة إسمها Citizen Lab و دي شركة كندية شغلتها إنها تحمي الصحفيين و نشطاء حقوق الإنسان من أي عمليات Hacking و اللي فعلاً مسكوا الكومبيوتر بتاعه و لقوا الفيروس اللي Raven زرعته عنده.
إذا كنت إنت سمعت اسم (روري دوناجي) و سألتني مين الواد ده فإنت إحتمال كبير برده متكونش سمعت إسم (أحمد منصور) قبل كده .. ده ناشط سياسي إماراتي من أكتر الناس اللي عارضت الحرب علي اليمن و مش عاجبه طريقة تعامل الإمارات مع العمال الأجانب ولا مع النشطاء السياسيين الإماراتيين .. في سبتمبر 2013 إتقال للناس بتوع Raven إن (أحمد) تهديد صريح للأمن القومي و شوفولنا تقدروا تلاقوا إيه ضده و عطوله الإسم الكودي (إيجريت Egret) .. بنفس الإسلوب بتاع (روري) حطوله فيروس في Link إتبعتله في E-mail و قدروا منه يخشوا الكومبيوتر بتاعه و لقوا فيه إيميلات هو كان باعتها لزمايله عشان ينسقوا مع بعض مظاهرة قدام المحكمة الدستورية العليا في أبوظبي مع أسر نشطاء سياسيين إماراتيين مقبوض عليهم و دي وفق القانون الإماراتي جريمة .. مش كده و بس .. لقوا علي الكومبيوتر بتاعه صورة صورها بمومبايله جوه سجن لما كان بيزور ناشط سياسي مسجون و دي برده وفق القانون الإماراتي جريمة .. تاني زيه زي (روري) شركة Citizen Lab أثبتت إن (أحمد منصور) المخابرات الإماراتية إتجسست عليه في تقرير نشروه سنة 2016 و سنة 2017 إتحاكم في محاكمة سرية بتهمة تدمير وحدة الدولة و إتحكم عليه بعشر سنين سجن .. مراته (نادية) عايشة في أبوظبي تقريباً في سجن إنفرادي مجتمعي .. هي اه بره السجن بس محدش عايز يقربلها أو يسلم عليها حتي لإن إتعرف إن المخابرات الإماراتية إتجسست علي تليفونها عن طريق برنامج جديد إسمه كارما Karma بيقدر يخترق iPhone بتاع أي بني أدم في أي حتة لإنه بيستغل ثغرة في الSoftware بتاع iPhone بإنه مجرد يبعتلك رسالة غريبة من شوية أرقام و بمجرد ما تفتحها فهم بيقدروا يخترقوا الموبايل بتاعك .. برنامج كارما ده عملته NSA و الناس بتوع Raven خدوه عشان ما بين 2016 و 2017 يتجسسوا علي كتير من iPhone بتاعة ناس من دول مختلفة من ضمنهم أمير قطر (تميم بن حمد) شخصياً .. متقلقش شركة Apple صلحت الثغرة اللي كان برنامج كارما بيستغلها بس بعد ما كان اللي حصل حصل.
في أواخر 2015 الضباط الأمريكان لقوا إن طبيعة التاسكات بتاعتهم بدأت تختلف .. كان زمان بيتقالهم إن فلان الفلاني إحنا شايفينه تهديد للأمن القومي الإماراتي فهاتولنا كل المعلومات اللي تقدروا توصولوا ليها عنه .. دلوقتي بقي يتقالك إن موقع الجزيرة مثلاً إحنا شايفينه تهديد واضح و صريح فياريت بقي تتجسسوا علي كل الناس اللي بتخش الموقع و تعرفولنا هم مين و بيعملوا إيه .. فكرة الشمولية في التاسكات دي معناها بشكل ما إن فيه مواطن أمريكاني حينوله من الحب جانب و دي الحاجة اللي الضباط الأمريكان كانوا رافضينها و إتقالهم في البداية أول ما جم يشتغلوا في مشروع Raven إنه مش حيحصل .. الحل اللي (لوري) وصلتله مع قيادة المخابرات الإماراتية إنهم لو لقوا إن فيه مواطن أميريكاني وقع في سكتهم فكل البيانات بتاعته حتتشال بشكل أوتوماتيكي من السيرفرات .. شوية و (لوري) لقت إن بيانات مواطن أمريكاني معين هي عملت Delete للبيانات بتاعته من علي السيرفر لسه موجودة .. في الأول هي قالت لنفسها أكيد غلطة أو تهنيجة سيرفر بس شوية و لقت أسامي مواطنين أمريكان تانية محطوطين علي السيرفر علي إنهم أهداف مطلوب التجسس عليها .. شوية كمان هي بدأت تفهم إن فيه حاجة تانية بتحصل و هي إن الإماراتيين قالوا لنفسهم طب ما هي سهلة أهي ما نجرب نعملها إحنا يمكن نلاقي نفسنا بنعرف.
لما مشروع Raven ده بدأ شغله في 2009 كانت الفكرة إن الإماراتيين نفسهم ميعرفوش حاجة عن الأمن الأليكتروني و Hacking و الكلام ده فقالوا لنفسهم إحنا نجيب (مانويل جوزيه) من بره و نحط جنبه (حسام البدري) يتعلم منه عشان لما (مانويل جوزيه) يمشي يكون (حسام البدري) شرب الشغلانة و يخربها هو بقي .. أهو علي الأقل يكون اللي خربها إبن البلد مش خواجة .. سنة 2013 كان فيه حوالي 20 ضابط مخابرات أميريكي شغالين في مشروع Raven و ده خلق حساسية شوية عند الإماراتيين و هي إن مش جه الوقت إن (حسام البدري) هو اللي يمسك الأهلي بقي .. في 2015 اللي ماسكين المخابرات الإماراتية قالوا ل(كارل جامتو) إن إحنا حنلغي العقد معاك عشان إحنا مش عايزين برنامج التجسس بتاعنا يبقي ماسكه شركة أمريكاني اللي هي CyberPoint و عايزين المشروع يبقي تحت إيد شركة إماراتي و إختاروا شركة إسمها دارك ماتر Dark Matter.
دي شركة أسسها رجل اعمال إماراتي إسمه (فيصل البناي) في 2014 و ده إنت ممكن تكون عرفته لو قلتلك إنه هو هو اللي أسس شركة إسمها أكسيوم Axiom .. المهم إن مشروع Raven بدأ واحدة واحدة يمشوا الضباط الأمريكان و يعينوا مكانهم إماراتيين .. بداية من 2016 المشروع بقي تقريباً ماسكه ضباط مخابرات إماراتيين و ده اللي خلي مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميريكي أو FBI يشم خبر إن فيه حاجة غلط بتحصل .. في مارس 2016 ضباط في FBI مسكوا (لوري) في مطار دوليس Dulles و هي مسافرة راجعة أبوظبي و حققوا معاها و سألوها هي تعرف إيه عن مشروع Raven بس هي قالت لهم إنها مش حتديهم أي حاجة و لإن فعلياً هي معلهاش أي تهم فسابوها تمشي .. مجرد إن FBI وصلوا لمرحلة إنهم بقوا عارفين إيه هو مشروع Raven؟ و مين شغال فيه؟ و إصطادوها و هي في المطار حسسها إن فيه مصيبة بتحصل و هي مش دارية .. لإنها Hacker أولاً و أخيراً فهي نخربت شوية في السيرفر لحد ما عرفت إن الضباط الإماراتيين بقوا عاملين برنامج تجسس مستقل عن Raven بيتجسسوا فيه علي صحفيين أمريكان .. (لوري) راحت سألت (مارك) اللي جابلها الشغلانة من الأول خالص قالتله هو إيه اللي بيحصل فنصحها إنها تكتم علي الخبر و متقطعش عيشها .. لما الإماراتيين حسوا إنها عاملة مشاكل مشوها من البرنامج و خدوا جواز سفرها و حبسوها في بيتها شهرين لحد ما سابوها تروح أميركا تاني .. بمجرد ما روحت سلمت نفسها لFBI و حكتلهم علي الحكاية كلها.
علي فكرة لو إتكلمت مع الإماراتيين نفسهم حتلاقيهم بيحكوا قصة تانية خالص .. من وجهة نظرهم فالإمارات بتواجه خطر واضح و صريح لأمنها القومي متمثل في الجماعات الإرهابية اللي بتاخد تنظيمات زي داعش و القاعدة كمثل أعلي ليها .. يحكي أن في 2014 حصلت جريمة لقتل لمدرس في واحدة من مدارس أبوظبي علي إيد متطرف إسلامي و الفريق بتاع Raven هو اللي مسك القضية و قبضوا علي القاتل و اللي جرجر وراه خلية إرهابية كاملة .. من ناحيتها (لوري) و زمايلها مش ملايكة من السما .. هم مكانوش عندهم أي مشكلة يتجسسوا علي الجن الأزرق طالما معهوش الجنسية الأميريكية.
هنا يمكن يجي دور أهم سؤال .. هل الأمريكان كانوا عارفين؟ .. و لو عارفين فهل كانوا عارفين كل حاجة بتحصل؟ .. سيبك من الأمريكان اللي كانوا شغالين في مشروع Raven نفسهم زي (لوري) لإن الناس دي غير إن الفلوس عمتهم هم لما سألوا الإماراتيين هل NSA عارفه اللي بيحصل إتقالهم اوماااال ده إحنا واخدين Software تجسس منهم زي كارما فمتقلقوش .. المشكلة كانت في المؤسسات الأميريكية .. هل كانوا عارفين؟ .. اللي NSA كانت عارفاه هي Cover Story أو الكذبة بتاعه Raven إن ده مشروع دفاعي لحماية الإمارات من القرصنة الأليكترونية أو علي الأقل ده اللي هم بيدافعوا بيه عن نفسهم .. حتي (كارل جامتو) اللي بفكرك إنه مؤسس شركة CyberPoint اللي كانت واخدة مشروع Raven لحساب المخابرات الإماراتية لو سألته يحلفلك علي الإنجيل و علي الكتب السماوية كلها إنه مكنش يعرف إن الإماراتيين بيتجسسوا علي خلق الله .. .. لكن و خلي بالك أوي من الكلمتين اللي جايين .. عشان CyperPoint تشتغل و متنساش إن طبيعة شغلها معتمد إنهم يدوا الإماراتيين معلومات حساسة و يدولهم كمان Software تجسس المفروض إنها سرية فلازم قبل أي حاجه ياخدوا موافقة مكتوبة من وزارتي الخارجية و المالية بتوع أميركا .. لما تيجي تشوف الموافقة اللي CyberPoint خدتها من وزارة الخارجية تلاقي إن الأمريكان موافقين إن الشركة تدي الإماراتيين معلومات و Software حساسة بشرط إن NSA تكون موافقة .. تحس إن المؤسسات الأميريكية بيباصوا المسئولية لبعض و كل طرف بيرميها علي التاني.
وكالة المخابرات المركزية الأميريكية CIA مش بتتجسس علي 5 دول بس علي مستوي العالم و الدول دي هي أستراليا و نيوزيلاندا و بريطانيا و كندا و السبب في ده إن الأربع دول مع أميركا عاملين مع بعض إتفاق إسمه The Five Eyes أو العيون الخمسة بحيث إن الخمس دول أجهزة المخابرات بتاعتهم بيتعاونوا مع بعض بشكل شبه مطلق و بالتالي مفيش أي داعي إن ضباط CIA يجندوا جواسيس ليهم جوه حكومات الدول الأربعة .. المشكلة إن الإمارات تعتبر هي الدولة الخامسة اللي ضباط CIA مش بيحاولوا أصلاً يزرعوا فيها عملاء ليهم علي الأرض .. عارف إيه الغريب؟ .. مجرد إنك تفكر في إزاي جهاز مخابرات أقوي دولة في العالم بيقيم دولتين جنب بعض زي الإمارات و السعودية كافي إنك من خلاله تفهم هم الأمريكان بيبصوا للإمارات إزاي .. الإتنين سواء السعودية أو الإمارات دول خليجية .. الإتنين عندهم بترول .. الإتنين حلفاء لأميركا و الإتنين عندهم قواعد عسكرية أميريكية و الإتنين بيشتروا سلاح من أميركا .. بس إذا كانت CIA مش بتهوب ناحية الإمارات فهم ليهم وجود مش قليل في السعودية .. يحكي أن المخابرات السعودية ياما قبضت علي ضباط مخابرات أمريكان بيحاولوا يجندوا سعوديين جوه العائلة المالكة و جوه مؤسسات الحكم .. ده في الوقت اللي الإمارات بداية من 2017 صرفت 46.8 مليون دولار علي خبراء السياسة الأمريكان اللي بيتسموا Lobbyists و دي تقدر تقول كده الناس اللي عارفه دهاليز السياسة في أميركا اللي لو حابب توصل لوزير معين أو سيناتور معين حيعرفوا يوصلوك.
أظن جه الوقت دلوقتي إنك تفهم مين اللي ورا الليلة دي كلها؟ .. برنس الليالي و رمانة الميزان هو واحد إسمه (محمد بن زايد) و ده يبقي ولي عهد إمارة أبوظبي و اللي فعلياً هو اللي ماسك الليلة كلها خصوصاً فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للإمارات .. مشكلة (محمد بن زايد) إنه محاوط نفسه بشوية ناس مبيقولوش ليه غير حاضر و نعم و يمكن أكبر مثال علي كده إن لما (محمد بن زايد) حب يختار مستشار للأمن القومي ملقاش غير أخوه (طحنون بن زايد) و اللي فكك من إسمه لإن ده مش الحاجة الوحيدة الغريبة في الموضوع .. الحاجة الوحيدة اللي ممكن تعتبرها ميزة في (طحنون) ده هي إنه إتعلم في أميركا .. غير كده فهو شخص مش مؤهل إنه يمسك أمن أي حاجة .. هو عنده هسهس بحاجة إسمها رياضات الدفاع عن النفس .. عنده هسهس تاني إسمه تربية الخيول العربية الأصيلة .. عارف مين اللي ماسك أمن الدولة في الإمارات؟ .. (خالد بن محمد بن زايد) .. أيوه ولي العهد معين إبنه عشان يمسك المخابرات و يمكن ده يفهمك هو كل ده بيحصل ليه.
فعلياً إنت قدام وضع متفهمش مين صح و مين غلط .. لو تسألني كمحايد (محمد بن زايد) مش عايز غير مصلحته .. هو مش عايز أي تهديد لمستقبل عيلته .. الضباط الأمريكان اللي إشتغلوا في مشروع Raven كل اللي فكروا فيه هو مصلحتهم برده .. عايزين فلوس و عايزين ضمانات إن إحنا مش حنستهدف مواطنين أمريكان .. كل طرف بيجري ورا مصلحته بس يمكن اللي بيدفع ثمن كل ده هو أي حد يفكر يقول رأيه و ينتقد أو يطالب بالتغيير .. هل الأتراك مبيتجسسوش علينا؟ .. أبقي بكدب علي نفسي لو قلتلك لا .. و أكيد الإماراتيين من حقهم يدافعوا عن نفسهم و عن أمن مواطنيهم بس هي الفكرة دايماً بتكون إيه الثمن؟ .. و هل الأمن يستاهل الثمن اللي بيتدفع؟ .. مشكلة السؤال ده إن إجابته بتختلف من شخص للتاني.
المصادر:
- مقالة بعنوان Why the CIA doesn’t spy on the UAE نشرت في وكالة رويترز و ده لينك المقالة الأصلية:
https://www.reuters.com/article/us-usa-emirates-spying-insight/why-the-cia-doesnt-spy-on-the-uae-idUSKCN1VG0V3 - مقالة بعنوان Inside the UAE’s secret hacking team of American mercenaries نشرت في وكالة رويترز و ده لينك المقالة الأصلية:
ps://www.reuters.com/investigates/special-report/usa-spying-raven/ - مقالة بعنوان In the UAE, the future for those who continue to speak out looks bleak نشرت في جريدة The Guardian و ده لينك المقالة الأصلية:
s://www.theguardian.com/commentisfree/2012/jul/18/uae-emirates-battle