تابعونا

فرسان المعبد .. فن البلطجة باسم الدين .. الجزء الثاني.

خلينا نتفق إن (أليكسيوس) الفكرة بتاعته من الأساس كانت إنه يطلب من بابا الفاتيكان يبعتله قوات عسكرية عشان تحارب معاه يحمي بلده من السلاجقة و يرجع اللي راح منها .. ده كان التارجيت بتاع (أليكسيوس) .. اللي هو مكنش يعرفه إن (أوربان الثاني) كان في دماغه حاجة تانية خالص زي ما شرحنا قبل كده بس (أليكسيوس) عشان هو كمان تعلب فمكنش واثق في ولا قائد من القادة بتوع الحملة الصليبية دي.

30 مارس، 2023 809

لينك التسجيل الصوتي علي ساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/vE2Dk

كل الهري اللي حصل ده مكنش هو اللي عايزه (أوربان الثاني) .. أساساً (بيتر الناسك) و شلته و إن كانوا بالالاف بس دول مكانوش التارجيت بتاع البابا .. دول جم بالغلط و محدش كان عامل حسابهم .. التارجيت بتاع (أوربان الثاني) كان إنه يبعت قوة مسلحة موحدة للقدس و حتي ده موضوع صعب يتعمل .. مهم تفهم إن زمان مكنش زي دلوقتي إن عندك دول زي ألمانيا و فرنسا و إيطاليا يقرروا يبعتوا قوات مسلحة مثلاً لبلد زي ليبيا فيبقي فيه قيادة مركزية مشتركة و العمليات بتتنسق كويس أوي بين القوات بتاعة الثلاث دول .. زمان مكنش فيه كل ده .. الحملة الصليبية الأولي كانت دعوة عامة زي دعوة فرحك كده و اللي يقدر يجي أهلاً و سهلاً .. اللي حضر الزفة كانوا 5 جيوش تحت قيادة 5 بني أدمين مختلفين من 5 دول غير بعض .. الخمسة محدش فيهم نسق مع التاني يتحركوا إزاي أو إمتي .. اللي كانوا يعرفوه إن أيا كان عدد الجيوش اللي رايحه فزي ما إنت لما بتطلع رحلة مع زمايلك بتتفقوا تتقابلوا في حتة معينة حتبقي نقط تجمع عشان تتحركوا سوا فالإتفاق كان إن أيا كان مين اللي رايح الفرح فالناس كلها حتتقابل في القسطنطينية و منها علي القدس .. دي الحاجة الوحيدة المتفق عليها و أي حاجة تانية غير كده مفتوحة للهبد .. هنا حتبقي فرصة كويسة إننا نعرفك علي واحد واحد من المغامرين الخمسة اللي شاركوا في الحملة الصليبية الأولي بس قبل ما نبدأ لازم الأول تفهم نقطة و هي ياتري فرح العمدة ده (أليكسيوس كومنينوس) شايفه إزاي؟

خلينا نتفق إن (أليكسيوس) الفكرة بتاعته من الأساس كانت إنه يطلب من بابا الفاتيكان يبعتله قوات عسكرية عشان تحارب معاه يحمي بلده من السلاجقة و يرجع اللي راح منها .. ده كان التارجيت بتاع (أليكسيوس) .. اللي هو مكنش يعرفه إن (أوربان الثاني) كان في دماغه حاجة تانية خالص زي ما شرحنا قبل كده بس (أليكسيوس) عشان هو كمان تعلب فمكنش واثق في ولا قائد من القادة بتوع الحملة الصليبية دي بكيس شيتوس الصغير حتي مش الحجم العائلي .. طب و الحل؟ .. الحل إنه يقعد مع قائد قائد من الناس اللي حنقولك أساميها دي دلوقتي عشان يطلع من كل واحد فيهم بوعد .. بكلمة رجل .. الوعد ده إن أي حتة أرض هم ياخدوها من السلاجقة يرجعوها تاني للبيزنطيين .. لو إنت مثلاً قائد من فرنسا و جيت تشارك في الحملة الصليبية و عرفت مثلاً يعني إنك تاخد مدينة زي دمشق فدمشق مش من حق فرنسا .. دمشق من حق الدولة البيزنطية .. نيجي بقي دلوقتي نكلمك عن القادة الخمسة بتوع الحملة الصليبية الأولي:

(هيو  Hugh of Vermandois) كونت مدينة فيرموندوا .. إبن الناس اللي مش متربي:

(هيو) كان إبن ناس .. هو مكنش متربي بس كان ابن ناس .. هو يبقي أخو ملك فرنسا (فيليب الأول) و دي في حد ذاتها حاجة غريبة لإن (فيليب) ده البابا (أوربان الثاني) طلع ضده قرار الحرمان أو Excommunication بسبب إنه أٌتهم بخيانة مراته .. طبعاً لو إنتي بنت فإنتي بتقولي يستاهل الخاين اللي مامته معرفتش تربيه بس لو إنت ولد فإنت غالباً بتهرش في شعرك و بتسأل سؤال مهم أوي اللي هو يطلع إيه قرار الحرمان ده؟ .. قرار الحرمان ده يبقي أقرب ما يكون إن فضيلة الإمام شيخ الأزهر يطلع فتوي يقولك فيها إعمل بلوك لواحد صاحبك من كل مواقع سوشيال ميديا عشان إتجوز علي مراته من غير ما يقولها .. قرار الحرمان لما بيطلع ضد حد فده معناه إن بابا الفاتيكان شخصياً اللي هو يبقي خليفة سيدنا (عيسي) عليه السلام في الأرض وفق المذهب الكاثوليكي بيؤمرك إنك لو شفت صاحبك في الشارع متسلمش عليه .. فالمنطقي إن (هيو) أساساً ميعبرش (أوربان الثاني) ولا يحضرله لا فرح ولا جنازة بس الحس الديني عند الأوروبيين وقتها كان بينقح عليهم حبتين و أرجع و أقولك إن دي نقطة أنا حبقي متفهم جداً إنك عاجز علي استيعابها بالنظر لإزاي دلوقتي في المجتمعات الأوروبية الدين مبقاش له نفس المكانة في قلوب الناس .. المهم .. القوات اللي تحت (هيو) مكنتش كتير من حيث العدد بس كانت مدربة بشكل كويس و دي أول نقطة .. تاني نقطة إنك أساساً عشان تروح القسطنطينية (اللي هي أسطنبول دلوقتي) من باريس اللي هي عاصمة فرنسا فإنت كان عندك سكتين:

  • تاخد الطريق البري إنك تقطع ألمانيا بالعرض و بعد كده تخش مملكة المجر اللي هي زمان كانت بتضم بلجراد اللي هي عاصمة صربيا دلوقتي و صوفيا اللي هي عاصمة بلغاريا دلوقتي .. بعد كده تخش جوه اليونان اللي كانت زمان جزء من الإمبراطورية البيزنطية و منها بقيت في القسطنطينية .. من القسطنطينية تاخد مركب علي تركيا و ده الطريق اللي خدته حملة الفلاحين.
  • تاخد الطريق البحري إنك تنزل لتحت ناحية إيطاليا وتعدي علي العاصمة روما و تنزل لحد ميناء مدينة باري و منها تاخد مركب تعدي بيك البحر الأدرياتيكي و هوبا بقيت في اليونان .. حتتمشالك شوية لحد القسطنطينية ومنها بمركب علي تركيا.
دول السكتين اللي ممكن تمشيهم عشان تروح تشارك في الحملة الصليبية الأولي .. الطريق اللي فوق يبقي الطريق البري .. إنك تقطع ألمانيا بالعرض و بعد كده تخش مملكة المجر اللي هي زمان كانت بتضم بلجراد اللي هي عاصمة صربيا دلوقتي و صوفيا اللي هي عاصمة بلغاريا دلوقتي .. بعد كده تخش جوه اليونان اللي كانت زمان جزء من الإمبراطورية البيزنطية و منها بقيت في القسطنطينية .. من القسطنطينية تاخد مركب علي تركيا و ده الطريق اللي خدته حملة الفلاحين .. الطريق التاني هو الطريق البحري .. حضرنك حتنزل لتحت ناحية إيطاليا وتعدي علي العاصمة روما و تنزل لحد ميناء مدينة باري و منها تاخد مركب تعدي بيك البحر الأدرياتيكي و هوبا بقيت في اليونان .. حتتمشالك شوية لحد القسطنطينية ومنها بمركب علي تركيا.

كل سكة و ليها مميزاتها و عيوبها .. الطريق البري طويل أطول من الليلة السودا بس أمان .. زمان محدش كان ضامن البحر ممكن يعمل فيك إيه .. الطريق البحري سريع بس لو ربنا أراد يبعتلك عاصفة ولا نوة فإنت غالباً مش حتطلع منها سليم خصوصاً إن البحر الأدرياتيكي بحر جوزائي في نفسه أوي بسبب تقلباته الجوية .. المهم (هيو) خد الطريق البحري و الحقيقة إن حظه كان زي وشه و قامت عاصفة غرقتله أغلب قواته اللي هم أساساً يعني مكانوش كتير .. البحرية البيزنطية عرفت تنقذه هو و اللي فاضل من رجالته و وصلته لحد القسطنطينية .. تاني .. إنت بتتكلم عن رجل صحيح إبن ناس بس أساساً يعني هو عايش معانا بالحظ ولولا البحرية البيزنطية كان زمانه الغدا بتاع السمك في البحر فالمنطق بيقول إنه لما يقابل الإمبراطور (أليكسيوس كومنينوس) يبوس إيده وش و ظهر .. اللي حصل إن (هيو) أول ما وصل القسطنطينية كتب جواب للإمبراطور قاله فيها الأتي و صدقني الكلام ده إتقال فعلاً مش هبد مني:

“خليك عارف إيها الملك إن أنا ملك الملوك .. أنا جزمتي فوق أي حد عايش .. إنت من المحاظيظ اللي ربنا شاء إنهم يرحبوا بيا إني زورتهم .. و ياريت متجيش إيدك فاضية لإن أنا ملك بن ملك”.

أهو شوف الشخصية دي .. البني أدم اللي كتب الكلام ده و يحسسك إنه يا ما هنا يا ما هناك .. اللي محسسنا إنه (محمد رمضان) الحملة .. أول ما (أليكسيوس) قعد معاه عشان يقوله لو سمحت الأرض اللي تاخدها ترجعها (أليكسيوس) إتفاجيء لما لقي (هيو) بيقوله باشا أنا خدامك .. كلمتك فوق راسي يا سيد الأباطرة اللي هو (أليكسيوس) كان حيقلع اللي في رجله يديله فوق دماغه بس عشان (هيو) متعبش قلب (أليكسيوس) عطاله هدية كام صندوق ذهب و ركبه علي مركب و بعته علي تركيا.

(جودفري دي بوليون Godfrey de Bouillon) .. إبن الناس اللي متربي:

ده حالته أغرب من (هيو) .. (جودفري) كان من الناس اللي وقفت في صف إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة في وش (أوربان الثاني) .. طب أزيدك من الشعر بيت .. (جودفري) كان هو القائد اللي رجالته دخلوا روما و هم بنفسهم اللي طردوا (أوربان) بره البلد و رحلوه علي فرنسا .. (جودفري) و أخوه (بولدوين) إتحركوا سوا من مدينة بولون في ألمانيا و دي نفس المدينة اللي بدأ منها (بيتر الناسك) رحلته و حتي خدوا نفس خط سيره لحد ما وصلوا لمملكة المجر اللي بمجرد ما الحاكم بتاعها شاف جيش صليبي و كمان ألماني قال عليا الطلاق ما أنا مدخلكوا البلد .. عايزك بس تعرف إن كونت (إيميكو) خلي سمعة الألمان سابقاهم من أيام الحملات الصليبية .. المهم إن (جودفري) عرف يقنع ملك مملكة المجر إنه يخلي قواته تعدي في مقابل إن أخوه (بولدوين) يفضل قاعد في المجر كرهن عشان يضمن إن (جودفري) ميبوظش حاجة زي حملة الفلاحين اللي جابت صدمة نفسية للمجريين .. الحق يتقال إن رجاله (جودفري) كانوا منضبطين و ماشين زي الألف لحد ما وصلوا القسطنطينية من غير ما يزعلوا حد ولا يجوا علي حق حد .. عدوا زي النسمة كده.

(جودفري) عشان كان شايف نفسه حبتين تلاتة لما (أليكسوس) إتكلم معاه عشان ياخد منه وعد إنه يرجع أي أرض هو خدها قام قايم مزعق في وش الإمبراطور و قاله إنت كلمتك متمشيش عليا .. إنت مش عارف أنا إبن مين أنا أدفنك بالحيا هنا .. (أليكسيوس) معرفش جاب منين الهدوء و الصبر إنه يمشي و يسيبه و يقرر إنه يخلي (هيو) هو اللي يكلم (جودفري) يقنعه .. (هيو) لما راح ل(جودفري) إكتشف إن (جودفري) أًصلاً مكنش عارف إن اللي جه كلمه في الأول يبقي الإمبراطور (أليكسوس كومنينوس) و إفتكره واحد من رجاله الإمبراطور و ده يوريك قد إيه (جودفري) ده مستوي IQ بتاعه بعافية شوية .. المهم إن (جودفري) موافقش إنه يدي كلمته ل(أليكسيوس) غير لما الإمبراطور هدده إنك لو مدتنيش كلمتك مش حوفر لرجالتك لا أكل ولا شرب و خليهم يموتوا من الجوع و هم مستنيين الفرج بره أسوار القسطنطينية .. (جودفري) وافق و (أليكسيوس) إدالة شوية ذهب و ركبه علي أول سفينة رايحة تركيا و قاله مشوفش وش أمك هنا تاني.

(بوهيموند  Bohemond of Taranto) أمير مدينة تارانتو .. أنا جاي أصفي حساباتي القديمة:

ده بقي حالته منيلة بستين نيلة .. إذا كان الإتنين اللي قبله كان بينهم و بين البابا مشاكل ف(بوهيموند) الحق يتقال علاقته بالبابا كانت حلوة .. هي مشكلته في علاقته الخربانة مع الإمبراطور (أليكسيوس كومنينوس) اللي بيحكم الإمبراطورية البيزنطية .. قبل ما الحملة الصليبية الأولي تبدأ يبقي ليها ملامح سنة 1096 بحوالي 12 سنة (بوهيموند) دخل حرب مع الإمبراطورية البيزنطية حرقت الأخضر و اليابس و دي كانت حاجة غريبة إن (بوهيموند) يوافق يشارك في حملة عسكرية لإنقاذ نفس البني أدم اللي كان عايز يشرب من دمه من 12 سنة .. المهم إن (بوهيموند) و إبن أخوه (تنكريد) إتحركوا سوا في الطريق البحري الأقرب ليهم بحكم إنهم طليان و وصلوا القسطنطينية عشان يبقي أغرب لقاء دبلوماسي تقيل علي قلب (أليكسيوس) زي تقل مشوار زيارتك لحماتك كده .. الإتنين بينهم دم و سنين حرب و تار بايت فأكيد (بوهيموند) أخر حاجة حيقبلها إنه يوافق يدي كلمته ل(أليكسيوس) عشان يرجعله أي أرض ياخدها من السلاجقة .. الغريبة إن (بوهيموند) اللي كان متوقع إن ده حيحصل أول ما (أليكسيوس) طلب منه الوعد ده فهو قاله باشا متقلقش رقبتي بس أنا عايز منك خدمة بقي .. عايزك تعيني قائد عام للحملة الصليبية و الحقيقة إن الطلب ده صدم (أليكسيوس) لإنه أولاً مكنش متوقعه و ثانياً هو لا يملك إنه ينفذه .. الوحيد اللي يقدر يطلع قرار زي ده هو البابا (أوربان الثاني) شخصياً .. إيه اللي يخلي قادة الحملة الثانيين يقبلوا كلمة (أليسكيوس) عليهم؟ .. بس في نفس الوقت (أليكسيوس) مش حيغلب يعني.

حرفياً ده اللي حصل .. (أليكسيوس) اللي كان مستحيل يوافق علي طلب (بوهيموند) خده من إيده و وداه أوضة مليانة ذهب و فضة و جواهر و قاله و دي هديتي ليك .. (بوهيموند) بلم قدام الفلوس دي كلها قام قايله الوعد اللي (أليكسيوس) عايزه .. بس فيه نقطة .. متنساش إن (تنكريد) نائب قائد القوات الإيطالية بعد خاله (بوهيموند) مكنش حاضر اللحظة دي و بالتالي هو بلسانه معطاش نفس الوعد للإمبراطور .. خليك فاكر النقطة دي حنحتاجها بعدين.

(رايموند Raymond of Toulouse) كونت مدينة تولوز الفرنسية .. الحاج بركة الحملة:

ده كان الكبير بتاع المولد و ده راجع لسببين الحقيقة .. أولاً هو كان تحت إيده أكبر قوات من ضمن الخمس جيوش اللي شاركت في الحملة الصليبية الأولي .. ثانياً هو كان أكبر القادة اللي شاركوا في الحملة سناً .. بسبب الحاجتين دول ف(رايموند) تقدر تقول عين نفسه قائد عام للحملة الصليبية الأولي و يمكن اللي سند ظهره في قرار تعيين نفسه ده إن البابا (أوربان الثاني) بعت معاه الأسقف (أديمار) اللي بفكرك إنه كان من ضمن الحاضرين لمجلس كليرمونت عشان يبقي القائد الديني للحملة أو المفتي بتاعها لو حبيت أقولك تشبيه تفهم بيه هو دور (أديمار) في الليلة دي كان إيه .. المهم .. (رايموند) كان رجل عجوز و بعين واحدة و الناس كلها و هو شخصياً يعني كان متوقع إنه يموت في الحملة دي و هو ده كان علي قلبه زي العسل .. حاول تستوعب إن الوازع الديني في المرحلة دي من تاريخ أوروبا كان فعلاً قوي .. إنت شخصياً لو قلتلك إيه رأيك تنول الشهادة و إنت بتشارك في فتح القدس حتقول إيه .. (رايموند) و كتير الحقيقة من اللي شاركوا في الحملة الصليبية الأولي كانوا فعلاً مؤمنين بفكرة إنهم حيخشوا الجنة لو قدروا يقتلوا أي مسلم يلاقوه في وشهم و يرجعوا تاني القدس تحت سيطرة المسيحية الكاثوليكية.

(رايموند) خد رجالته و مشي علي الطريق البري و صادف يعني إن توقيت زحفه كان مخليه يدوبك في قفا قوات (بوهيموند) .. ده كان معناه إن أي قرية أو مدينة (رايموند) يعدي عليها كانت فعلياً مفلسة و مفيهاش رغيف عيش حاف يتاكل لإن العساكر بتوع (بوهيموند) كانوا بياخدوا الأخضر و اليابس .. ده برده كان معناه حاجتين .. أولاً إن الفلاحين اللي عايشين في دول زي اليونان اللي أكلهم و فلوسهم إتسرقوا منهم مبقوش خلاص طايقين فكرة إنهم يشوفوا عسكري صليبي واحد .. ثانياً إن (رايموند) بحكم إن تحت إيده أكبر قوة عسكرية من حيث العدد بقي معاه جيش من الجعانين .. وسط الفوضي دي (أديمار) إتعور جامد في واحدة من الغارات اللي نفذها العساكر بتوع (رايموند) علي واحدة من القري عشان يسرقوا أكلها و كمان الإمبراطور (أليكسيوس كومنينوس) بعت جواب بيطلب فيه إن (رايموند) يسبق هو جيشه و يجري علي القسطنطينية عشان الإمبراطور عايزه في حاجة مهمة .. ده خلي زي ما قلتلك أكبر قوة عسكرية شاركت في الحملة الصليبية تكمل زحفها من غير ما يكون عليها قائد ميداني لحد ما ربنا كرمهم و وصلوا القسطنطينية.

لما (رايموند) قابل (أليكسيوس) كانت فعلاً قعدة مرهقة للإتنين .. (رايموند) أساساً جاي يخش الجنة فمش في دماغه الكلام الفاضي بتاع الحياة الدنيا اللي بيقوله الإمبراطور في حين إن (أليكسيوس) مش شايف غير إنه عايز يرجع الأرض اللي راحت منه و بقت تحت إيد السلاجقة .. من هنا لهنا الإتنين وصلوا لحل وسط إن (رايموند) يدي كلمته للإمبراطور إنه حيراعي مصالح الإمبراطورية البيزنطية في أي قرار ياخده بعد كده لما الحملة تخلص .. ده في مقابل إن (رايموند) هو الوحيد من القادة الخمسة اللي مخدش حتي بوكيه ورد من (أليكسيوس) و هو ماشي.

(روبيرت Robert of Flanders) كونت إقليم الفلاندرز .. صاحب صاحبه:

ده يمكن أكتر شخصية مملة في الحوار كله .. (روبيرت) أبوه قبل ما يتم إعلان الحملة الصليبية أساساً كان راح يحج للقدس و لسنين و أبوه ده علاقته زي الفل مع الإمبراطورية البيزنطية و مع (أليكسيوس كومنينوس) و ده خلي وجود (روبيرت) أساساً في الحملة حاجة مريحة نفسياً للبيزنطيين .. و لإنه شخصية مملة زي ما قلتلك فهو محصلش معاه أي موقف يستدعي إنه يتحكي .. لا هاجم قرية ولا سرق أكل ولا قتل حد .. شخص ممل إتحرك في صمت و وصل القسطنطينية في صمت .. حتي قعدته مع (أليكسيوس) كانت مملة .. عايز كلمتك عشان الأرض … ششششش إنت تؤمر .. و خلصت القعدة و (روبيرت) و هو ماشي خد معاه كام شنطة ذهب و (أليكسيوس) بيودعه ربنا معاك يا وحش.

هنا إنت محتاج تقف شوية و نجيب سيرة السلاجقة اللي هم المفروض المسلمين الوحشين المتوحشين اللي القوات الصليبية دي كلها عايزة تخش الجنة لما تقتلهم .. إن يبقي عندك خمس جيوش بيتجمعوا في حتة واحدة بعساكرهم و حصنتهم و أكلهم و شربهم و سلاطاتهم و باباغنوجهم بيكون صعب إنك تلبس فرح العمدة ده كله طاقية الإخفاء عشان العدو بتاعك ميلقطهوش .. مش كده و بس .. الخمس جيوش دول إلتحق بيهم كمان بقايا حملة الفلاحين اللي السلاجقة داسوا علي وشهم زي ما حكينا قبل كده .. المفروض إن خلال طردك لحملة الفلاحين إنت أكيد استجوبت شوية منهم .. أكيد جالك خبر إن فيه خطر جاي عليك .. المفروض إن السلاجقة دلوقتي يكونوا بيسألوا نفسهم هم الصليبيين دول لو حبوا ينزلوا بقواتهم علي الساحل بتاعنا يا تري أنسب مكان و توقيت حيبقي إيه و بناء علي ده نستناهم نفجعهم قبل حتي ما يقولوا لبعض حمد الله علي السلامة .. بس ده محصلش  .. السلاجقة تخيلوا إن غالباً القوات اللي حتيجي حتبقي زيها زي اللي علي الله حكايتهم بتوع حملة الفلاحين .. هو ده أخرك يا أوروبا .. الخمس جيوش وصلوا بالسفن بتاعتهم لساحل شبه جزيرة الأناضول و محدش قالهم سلامات يا أم أحمد .. الناس نزلت سلاحها و أكلها و شربها و مش سامعين غير صوت صرصور الحقل .. هم السلاجقة فين .. في الليلة دي بتاعة الوصول إتعمل إجتماع بين قادة الحملة الخمسة و إتفقوا علي إن الهدف الجاي يبقي السيطرة علي مدينة نيقية أو Nicaea و بتتنطق نايسيا بالإنجليزي بحيث اللي حيقود الزحف حيبقي (جودفري دي بوليون) .. السؤال دلوقتي .. إشمعني نيقية؟

الحقيقة إن فيه كذا سبب .. بما إن دي حملة عسكرية فخلينا نبدأ بالسبب اللي يخص العسكريين و هو الطريق .. أي جيش في الدنيا عشان يروح من حتة لحتة لازم يبقي مقرر من الأول هو حيتحرك إزاي و بأنهي طريق .. الطريق إلي القدس أوله مدينة نيقية اللي لو مسيطرتش عليها حتلاقي نفسك عمال تمشي بين الأراضي الزراعية و حتقطع مسافة أطول و حتاخد وقت أكتر عشان توصل القدس .. فيه سبب ديني و إن مدينة نيقية دي هي اللي إتعمل فيها مجلس نيقية و اللي جوه المجلس ده الإمبراطور (قسطنطين الأول Constantine I) لم كل الأناجيل اللي في السوق و بدأ ينقي منهم كلهم اللي علي هواه عشان يبقي الكلام الرسمي اللي المفروض المسيحيين يمشوا عليه و المجلس ده كان بداية التقسيمة اللي حصلت للمسيحيين بين كاثوليك و أرثوذوكس .. نيجي بقي للسبب الأهم .. الفلوس .. اللي كان ماسك دولة السلاجقة في الوقت ده كان واحد إسمه (قلج أرسلان Kilij Arslan) و الرجل ده لاجل الصدف يعني كان مختار مدينة نيقية تبقي عاصمته و لإنها العاصمة حتبقي مقر وزارة المالية و اللي عشان هي مقر وزارة المالية فمقر الوزارة حيكون مليان بالفلوس اللي حتقدر تغطي تكاليف الحملة .. فيه سبب إضافي كمان إن عيلة (قلج أرسلان) كانت قاعدة هناك فلو الصليبيين عرفوا يأسروا مراة و عيال سلطان السلاجقة فدي حتبقي ضربة جامدة ليه.

السلاجقة بنوا سور داير ما يدور حول المدينة بحيث واحد من أضلاع السور ده كان بيطل علي بحيرة نيقية.

اللي بيخلي مدينة نيقية حالة خاصة شوية هو موقعها .. دي مدينة بتطل علي بحيرة كبيرة حبتين إسمها بحيرة إزنيق أو أسكانيا Askania بالإنجليزي .. حلو .. السلاجقة كانوا بانيين سور داير ما يدور حول المدينة بس السور ده مكنش علي شكل دايرة هو كان علي شكل مربع بحيث واحد من أضلاع المربع ده حرفياً بيطل علي البحيرة .. جميل .. جم الصليبيين حاصروا المدينة من 3 أضلاع و سابوا الضلع الرابع علي أساس إنه بيطل علي البحيرة و هم أساساً مكنش عندهم أسطول بحري كافي لحصار مدينة .. هم كانوا كام مركب صغيرين و أساساً يعني (بوهيموند) اللي هو القائد الطلياني للحملة شغلهم عشان يبقوا أوبر إيتس Uber Eats اللي هم رايحين جايين علي القسنطنينية ينقلوا أكل و شرب .. اللي (بوهيموند) كان عارفه كويس إن حصار المدن ده أكتر شغلانة مملة في الدنيا فعشان تضمن إنه شغال لازم يبقي معاك طريقة تأكل و تشرب العساكر بتوعك .. كل ده و السلاجقة لا حس ولا خبر .. لحد ما أخيراً بعد كام أسبوع (قلج أرسلان) ظهر .. الباشا جه و معاه جيش قوامة 10,000 فارس بس أول ما شاف حجم الجيوش الصليبية الخمسة اللي قدامه قام عامل زي (علاء ولي الدين) الله يرحمه في فيلم الناظر صلاح الدين .. لف و إرجع تاني .. لف و إرجع تاني.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!