تابعونا

غفوه .. كتبتها (سهر هشام) و (خميله الجندي)

18 أبريل، 2019 1.4 ألف

التفتت تنظر يمينها فـتفاجئت به في سُباتٍ عميق .. كانت تلك المرة الأولي التي تراه فيها نائماً عن كثب ، اقتربت قليلاً حتي أصبحت مواجهة له ، أخذت تتأمل ملامحه النائمة … يا إلهي ! كم يبدو كالـطفل النائم ! ”

تعجبت في نفسها وهي تراقبه عن قرب  ، كانت ملامح وجهه مسترخية بشدة .. وهل تتوهم أم أنها رأت للتو شبح ابتسامة علي شفتيه ! .. أخذت تفكر في قرارة نفسها:

” كيف يمكن لهذا الطفل النائم أن يحمل كل تلك القسوة في داخله ! كيف يمكنه أن يتسبب في إيذاء الأقربين إليه !؟  كيف يمكنه أن يتحلي بكل تلك المبالاة التي تجعله يتخلي عن محبوته دون أن تطرف عينه ؟! ”

كيف و كيف وكيف ! .. ظلت الأسئلة تراودها دون هوادة ، حتي كاد الألم أن يفتك برأسها الصغير .. أمسكت رأسها بكلتا يديها ، أغمضت عينيها بضع ثوانٍ حتي تتخلص من ذلك الألم الذي انتهك قلبها قبل عقلها  .. ولكن هيهات !

لم تستطع الاستمرار في عدم رؤيته ، لم تستطع منع نفسها من تأمُل صغيرها النائم عن قرب .. فـ لن تتكرر تلك المرات التي تري فيها هذا المخلوق القاسِ علي تلك الهيئة الضعيفة و المسالمة

أجبرت عينيها علي الاستيقاظ، أراحت يديها عن رأسها لتفعل ما لم تجرأ علي فعله أثناء استيقاظه .. لقد أمسكت يديه بكفيها الرقيقة .. لم تدرِ حقيقةً كم مرّ عليها من الوقت وهي في تلك الحالة .. مُصوبةً عينيها تجاهه ، مُتأملةً إياهُ في صمت ، مُمسكة يديه المسترخية بكلتا كفيها الصغيرتين

من رآها علي تلك الحالة لظَنّأ انها النائمة وليس هو ..
كانت مستغرقة في تأمُل ملامحه الناعسة ، مقاومةً كل رغباتها بأن تضع يديها علي وجنتيه لتتحسسه  و تتأكد من حقيقة ماتري ..

فهي مازالت متعجبة من حالته القاسية التي تتبدل بمجرد استغراقه في النوم ..

ظلت الافكار تراودها ..

“كيف بإمكانه فعل هذا بي ! كيف استطاع معاقبتي بتلك الطريقة ! كيف توصل عقله لتلك الوسيلة البشعة للعقاب !

أيتركني ! أحقاً يتركني ! وفي منتصف طريقنا .. أيتركَ من تعهّد علي البقاء بجانبها حتي يفرقهما الموت ! أيترك تلك التي وقفت إزاءه بينما لم يفعل أحد ! تلك التي تحمّلت منه ما لم يقدر علي تحمله أقرب الاقربين له ! ولكن كيف !

كيف استطاع عقله أن يتقبل هجراني ! بل بالأحري كيف استطاعت روحه فعل ذلك ! تلك التي أسرت خاصتي منذ الوهلة الاولي ؟

 إذن ما الذي كنت أشعر به أثناء تحديقه بعيني ! ألم أكن أشعر بقلبه النابض بحبي بين ضلوعه ! ألم أكن أري بريق عينيه الذي يزداد توهجًا في وجودي !

ماذا ! هل كنت أتوهم ! هل كان يزيف تلك المشاعر !

 هُراء ..

لا أحد بإمكانه اتقان دور العاشق لهذا الحد ..

ولكن .. ولكن هو يستطيع .. فهو ليس كمن قابلت من قبل .. وكان هذا سر هُيامي به منذ البداية ” ..

توقف عقلها عن التفكير لوهلة ، فقد شعرت بيديه تتحرك بداخل كفيها الرقيقة ..

إنه .. إنه يستيقظ ..

استيقظ علي حين غرة ، ف كانت هي أول من وقعت عيناه عليها ..

حقيقةً لم يكن نائم ، بل كان يتظاهر  بالنوم حتي يكن بمقدرته الشعور بيديها الرقيقة مُمسكة بيديه ، فلن تتكرر تلك المرات التي تتخلي هي عن خجلها المعهود ، و يتخلي هو عن قسوته الزائفة

ذلك القناع الذي جعلها تظن انه هجرها ، او توقف عن حبها ولو لوهلة ، فهو لم ولن يستطيع فعل ذلك بها ، فهي أول من دخلت قلبه وسكنت به. ولكن خوفه وقف حائلًا بينه وبين مايريده قلبه، بل وعقله ايضًا .. خوفه من فقدانها من قسوتها أو رحيلها

ربما يكون ضعفه فقد كان جبانًا ضعيفًا واهنًا إلى الحد الذي يمنعه من الاستظلال بها، كان كالتائه في صحراء يخشي القرب من السراب الذي يبدو من على أمد غابات، كان يخشى العدو إلى الغابات خوفًا من أن تكون سراب.. ولكنه لم يضع أبدًا فرضية أن يكون هذا السراب حقيقة،

فكان جبنه أشد سلطة من فؤاده، وحبه،

كانت كل ما يريده فؤاده، وحلمه الوحيد، ولكنه أضعف من أن يحصل عليه..

شاعرًا أنها نجمة في السماء، مهما مد يده ليلتقطها لن يصل،

والحقيقة أنها نجمة في فؤاده، فقط لو مد يده إليه لوجدها،

نظر إليها وابتسم فقد انهالت عليه الأفكار حتى كادت أن توئده، دفن يده أكثر في يديها، واستشعر الحرارة تسري في جسده في ليلة باردة من ليالي ديسمبر، أحقًا ستنتهي الأحلام؟

أم إنها أنتهت وما هم فيه سِنة إلى زوال،

وإن أنتهت الأحلام، أستحل غيرها؟

أعتدل في جلسته ونظر في عينيها، وقرر للمرة الأولى التحلي بالشجاعة، فكادت عيناه أن تقطر شغفًا بها، وصارت مقاليه كالسحاب هائمة فيها الأماني،

استجمع أطراف شجاعته، وأنتفض قلبه حتى أن أنياطه الدقيقة وَجَلت، كل ما في الفؤاد نادى باسمها إلى الوتين،

وتسائل نازعًا خوفه، خالعًا من الفؤاد كل شئ إلا حُبِّها،

“ماذا إن تحققت الأحلام؟”..

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!