لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/6jidztmccdqb
عادة إحنا بنتفرج علي الأفلام الأمريكاني ويا بنقول عليهم كدابين ولو حتي طلع عندهم حق بنقولهم كفاية أفوره أوي ده أنتوا غلبتوا الشهيد (أحمد فلوكس) .. أي حد إتفرج علي فيلم The Last Samurai إنبهر بأداء (توم كروز Tom Cruise) خصوصاً إن الفيلم نفسه حلو ومتصور حلو أوي بس أظن أنا لو حلفتلك مية يمين إن أحداث الفيلم حصلت زي ما هي كده في مصر فإنت غالباً مش حتصدقني .. القصة اللي أنا ححكيها النهاردة أنا حعذرلك لو إنت مصدقتهاش أو حتي استغربتها لإن أنا شخصياً وأنا بكتبها مكنتش مصدق إن اللي أنا بكتبه ده حصل بحق وحقيقي .. القصة بإختصار شديد إن الخديوي (إسماعيل) الله يرحمه حب يوسع من نفوذ مصر في أفريقيا بإنه يحتل الإمبراطورية الأثيوبية وعشان يعمل ده جند ضباط أمريكان من اللي حاربوا في الحرب الأهلية الأميريكية والغريبة إنه جاب ضباط من الجانب المُنتصر اللي هم القوات المتحدة Union والجانب اللي إتهزم اللي هم الولايات الكونفيدرالية Confederacy اللي نسوا خلافاتهم ونسوا إنهم لسنين قعدوا يقتلوا في بعض عشان في الأخر يجيوا مصر ويقودوا الجيش المصري مع ضباط أجانب تانيين من جنسيات مختلفة في حرب ملهاش أي ستين لازمة في أثيوبيا .. ده الموضوع بإختصار وبسرعة أوي .. لو إنت مهتم تعرف إزاي ده حصل بشوية تفصيل خليك معايا بقي.
أنا محتاج أرجعك بالزمن لسنة 1874 .. في الوقت ده كان بيحكم مصر الخديوي (إسماعيل) وهنا إنت محتاج بس تفهم هي الدنيا كانت ماشية إزاي .. قدام الناس مصر هي جزء من الدولة العثمانية .. قدام الناس حاكم مصر هو السلطان العثماني .. اللي بيتطبق علي الأرض إن مصر بلد ماشية بدماغها بيحكمها حد لقبه (خديوي) بحيث إن مصر فعلياً دولة مستقلة .. عشان أبسطلك الدنيا خالص فالخديوي (إسماعيل) كان عايز لما يبص في لوحة مرسومة عليها وش جده (محمد علي) الله يرحمه وأبوه (إبراهيم باشا) الله يرحمه فيتخيل إن جده بيبتسم وأبوه بيقوله عفارم عليك واد (سُمعة) شطور .. حاجة كده زي مشهد (اللمبي) وهو بيستحضر روح أبوه وهو بيقنعه إنه يروح يشتغل علي عربية الكبدة .. حلم حياته إنه كان يبقي نسخة من جده .. نفس العظمة .. نفس الإنجازات .. هو كان شايف إن جزء مهم من إستراتيجيته إن مصر تبقي قوة عظمي مش بس في أفريقيا إنما في العالم كله .. هو كان عايز يمد نفوذ مصر العسكري لحد منابع النيل .. كان عايز حدود مصر تمتد من البحر المتوسط لحد بحيرة فيكتوريا ومن البحر الأحمر لحد المحيط الأطلنطي .. الطموح حلو مفيش كلام .. الخديوي (إسماعيل) كان عايز يلعب Total War أو Age of Empire بس بحق وحقيقي وفي بداية Game هو مكنش تحت إيده غير مصر والسودان.
تعالوا نبصلها من وجهة نظر الخديوي (إسماعيل) .. اه مصر هي أغني دول أفريقيا ويمكن أكثرها تطوراً علمياً وإجتماعياً بس في نفس الوقت الجيش المصري مش فشيخ أوي يعني إنه لوحده يقدر يخش جوه أفريقيا ويهزم جيوش إمبراطوريات أفريقية قديمة حتي ولو كانت الإمبراطوريات الأفريقية دي مش بتعرف تقرأ وتكتب ومصر عندها دار أوبرا بتتعزف فيها أوبرا عايدة .. الأوبرا مش بتكسب حروب .. اللي بيكسب حروب هو عسكري مُدرب وسلاح متطور وخطوط إمداد مش بتعطل .. خد عندك علي سبيل المثال الإمبراطورية الأثيوبية .. دي بلد بيحكمها واحد إسمه (يوحنس الرابع) وتحت إيده جيش عدداً كبير فشخ بس تسليحاً وتدريباً مش قد كده .. الحل إن الجيش المصري يبدأ يطور من نفسه عشان يعوض الفرق في العدد .. السؤال دلوقتي هو إزاي؟ .. هنا بيجي دور الأمريكان.
سنة 1868 الخديوي (إسماعيل) كان في زيارة لإسطنبول عشان يقابل السلطان العثماني وهناك إتعرف علي واحد أمريكاني إسمه (ثاديوس موت Thaddeus Mott) .. قبل ما أعرفك عليه إنت بس محتاج تفهم حاجة بسرعة أوي عن أميركا في الوقت ده .. أميركا كانت لسه طالعه من الحرب الأهلية بتاعتها والحرب دي كانت بين نصين بيحاربوا بعض علي حاجة واحدة وهي هل الإقتصاد الأميريكي يفضل يعتمد علي العبيد السمر ولا جه الوقت إن العبودية تنتهي من البلد؟ .. الحرب دي كانت بين نصين: النص الشمالي وإسمه الإتحاد Union وده كان شايف إن العبودية دي لازم تموت .. والنص الجنوبي وده إسمه الكونفيدرالية Confederacy وده كان شايف إن إقتصاد الولايات الجنوبية في أميركا قايم علي زراعة القطن واللي المزارع بتاعته قايمة علي العبيد السمر ولو إنت نهيت العبودية فبكده العبيد دول مش حيشتغلوا في مزارع القطن وبالتالي إقتصاد الولايات الجنوبية كله حينهار .. مش عايز أدخلك في تفاصيل أكتر من كده بس خليك عارف إن الحرب خلصت بإنتصار قوات الإتحاد Union وإنهاء العبودية ولمزيد من التفاصيل أرجوك روح إتفرج علي فيلم Lincoln .. المهم .. الأخ (ثاديوس موت) كان ضابط سابق في قوات الإتحاد وبعد ما خلص جيشه قرر إنه يلف الدنيا وراح أسطنبول وهناك بقي ضمن الحاشية بتاعة السلطان العثماني كواحد من مستشاريه .. سميه مستشرق سميه بياع أونطة مش قضيتي دلوقتي .. المهم إن الخديوي (إسماعيل) إنبهر بدماغ (ثاديوس موت).
مهم تكون فاهم إن الأمريكان في الحرب الأهلية بتاعتهم استخدموا تكتيكات عسكرية وأسلحة وأفكار كانت بعيد أوي عن دماغ العسكريين الأوروبيين .. لسنين والخديوي (إسماعيل) كان بيدور علي الدماغ اللي ممكن تطور وتجدد من فكر العسكرية المصرية ولما شاف دماغ (ثاديوس موت) قال هو ده اللي حلمت بيه .. سنة 1870 كانت وصلت أول بعثة من الضباط الأمريكان لمصر .. اللي حصل إن (ثاديوس موت) كلم واحد صاحبه كان جنرال في قوات الإتحاد إسمه (وليام شيرمان William Sherman) الأمريكان سموا جيل كامل من الدبابات علي إسمه بعد كده والرجل ده هو اللي رشح للخديوي (إسماعيل) إتنين ضباط والإتنين كانوا ضمن قوات الكونفيدرالية اللي هو كسبهم في الحرب وهم (هينري هوبكينز سيبلي Henry Hopkins Sibley) و(وليام وينج لورينج William Wing Loring).
(هينري هوبكينز سيبلي) و(وليام وينج لورينج) بدأوا شغلهم في مصر بإنهم عملوا تصميمات جديدة لانج للتحصينات المصرية علي سواحل البحر المتوسط وبدأوا يبنوا سلسلة من المنارات علي سواحل البحر المتوسط .. شوية وشغلهم راح إنهم يعملوا خرايط مساحة دقيقة شوية للأراضي اللي تحت إيد مصر .. سنة 1873 الخديوي (إسماعيل) إختار (وليام وينج لورينج) عشان يبقي مفتش عام علي الجيش المصري .. خلال أربع سنين لحد سنة 1874 كان الضباط الأمريكان اللي جم مصر خلصوا شغلهم من حيث تدريب العساكر المصريين علي التكتيكات الجديدة اللي إتطبقت في الحرب الأهلية الأميريكية .. سنة 1874 بدأ الخديوي (إسماعيل) تطبيق خطته للتوسع في أفريقيا وأول خطوة كانت إنه أعلن ضم دارفور للدولة المصرية .. دارفور دي للي ميعرفش هو إقليم غرب السودان كبير لدرجة إن مساحته تقريباً قد مساحة دولة فرنسا .. تاني خطوة كانت السيطرة علي أثيوبيا واللي كانت أكبر مشكلة في طريق حلم الخديوي (إسماعيل) إنه يسيطر علي أفريقيا .. سنة 1875 (وليام وينج لورينج) إتعين رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية وفي السنة اللي وراها بدأ الغزو المصري لأثيوبيا.
في المرحلة دي القوات المصرية إتحركت من أريتيريا علي سواحل البحر الأحمر .. هنا إنت مهم تكون فاهم إن أريتريا مكنتش تبعنا .. من بعد حفر قناه السويس والخديوي (إسماعيل) بيتأكد عنده يوم عن يوم إن لازم نفوذ مصر يمتد لحد مضيق باب المندب .. هو بدأ يضم ساحل أريتريا وأهم حتة فيه اللي هي ميناء مصوع .. الملك (يوحنس الرابع) واللي كان رجل مسيحي بيحكم إمبراطورية عايش فيها مسلمين كتير بعت كذا جواب للملكة (فيكتوريا) ملكة بريطانيا يطلب منها إنها علي الأقل تكلم الخديوي (إسماعيل) إنه يوقف عدوانه علي أرضه بس هي عملت نفسها من بنها وده حط (يوحنس) قدام حقيقة إن محدش حيقف جنبه وإنه هو لوحده اللي حيشيل شيلته .. بداية من 1870 وإحنا بنحاول نستفز الأثيوبيين لحرب وهم مش راضيين يلبسوا في الطعم .. في الأول الخديوي (إسماعيل) أمر واحد إسمه (فيرنر مانزنجر Werner Munzinger) وإسمه (مانزنجر) مش (مازنجر) عشان لو حابب تقلش وده كان رجل سويسري لسبب ما الخديوي (إسماعيل) كان شايفه بيفهم وعينه والي علي مدينة مصوع بإنه ياخد قواته ويروح يحتل ولاية بوجوس ودي ولاية في شمال أثيوبيا وواحدة من الولايات الحدودية بينا وبينهم .. هنا الإنجليز إتدخلوا .. يمكن لإنهم حسوا إن حرب بين مصر وأثيوبيا مش حتبقي حاجة في مصلحتهم .. الله أعلم .. المهم إن الإنجليز كلموا الخديوي (إسماعيل) إن خلاص بقي يا بوب إنت خدت أريتريا وخدت بوجوس وكفاية عليك كده.
المشكله إن تقييم المؤسسة العسكرية المصرية واللي كان ماسكها زي ما قلت أجانب مش مصريين للوضع في أثيوبيا كان كالأتي .. اللي ماسك قواتنا في أثيوبيا كان رجل إسمه (أراكيل نوبار بيك) ويمكن هو وصل لمنصبه ده بالواسطة لإنه كان إبن أخو رئيس الوزراء (نوبار باشا) والسبب إني قلت إنه أكيد وصل للمنصب ده بالوساطة إن تقييمه كان الجيش المصري يقدر يسيطر علي أثيوبيا كلها بجيش قوامه ما بين 3000 ل4000 مقاتل .. إزاي هو هبد الهبدة العابرة للقارات دي؟ الله أعلم بس بسبب تقييمه ده الخطة كانت كالأتي .. القوات المصرية حتتقسم نصين:
- نص تحت قيادة (مانزنجر) ودي حتتحرك من ميناء تاجوراء في أريتريا علي ساحل البحر الأحمر وكان تحت إيده حوالي 3000 مقاتل ودي كانت المرحله الأولانية من الغزو المصري لأثيوبيا.
- نص تحت قيادة (أراكيل بيك) ومعاه واحد دانمركي إسمه (أدولف إريندروب Adolph Arendrup) ومتفهمش برده يعني هل تاريخ الدانمرك الحربي فشيخ لدرجة إننا نجيب واحد من هناك يمسك الجيش بتاعنا ولا هي عقدة الخواجة دي مرض ولبسنا .. المهم إن النص ده حيتحرك من مدينة مصوع ودول برده كانوا حوالي 3000 مقاتل.
إيه اللي حصل في المرحلة الأولانية من الحرب للقوات اللي كانت تحت إيد (مانزنجر)؟ .. الحقيقة إن الرجل مخدتش غلوة في إيد الأثيوبيين .. في نوفمبر 1875 الأخ ده و ال2000 عسكري اللي معاه إتقتلوا كلهم تقريباً في معركة إسمها جوندت الأولي والغريبة يعني إنه يُقال إن مراة (مانزنجر) كانت متخانقة مع مراة زعيم قبيلة من قبائل أثيوبيا واللي بمجرد ما عرف إن (مانزنجر) خد جيشه ومشي جوه أرضه عمل للقوات المصرية كمين وكان حالف ميه يمين إنه مش حيروح لمراته إلا ومعاه رأس (مانزنجر) .. طب بعد ما إتفشخنا في المرحلة الأولانية .. إيه اللي حصل في المرحلة الثانية؟
يوم 2 أكتوبر 1875 بدأ (أراكيل بيك) يتحرك بقواته جوه العمق الأثيوبي والاثيوبيين من ناحيتهم معرفوش يجمعوا جيش يقدر يصد الهجوم المصري إلا يوم 23 أكتوبر .. يوم 6 نوفمبر وصلنا لحتة إسمها جونديت Gundet واللي إتفشخ فيها الجيش المصري بقيادة (مانزنجر) زي ما قلت من شوية .. اللي حصل إن (أراكيل بيك) و(أدولف أريندروب) قرروا إنهم يقسموا القوات بتاعتهم علي معسكرين .. المعسكر الأولاني كان في جونديت فيه 600 مقاتل تحت قيادة الكونت (زيكي Zichy) وده يبقي أجنبي هو كمان مش مصري ويبقي أخو السفير النمساوي في أسطنبول .. جه يهبب إيه ده معانا الله أعلم .. المهم إن المعسكر ده إتعمل في سهل مفتوح وراه حتة مرتفعة إسمها أدي كوالا ودي اللي إختاروا يتعمل فيها المعسكر الثاني بحيث المعسكر الثاني يغطي ظهر المعسكر الأولاني .. يوم 14 نوفمبر بدأ الهجوم الأثيوبي بألف مقاتل علي المعسكر الأولاني اللي فيه 600 .. لما بقي واضح إن المعسكر الأولاني مقداموش كتير ويقع إضطر (أدولف أريندروب) إنه يسحب 800 مقاتل من 2400 مقاتل اللي فاضلين معاه عشان يروح يلحق المعسكر الأولاني .. الأثيوبيين تحت قيادة الملك بتاعهم (يوحنس) كانوا دمروا القوات بتاعة (زيكي) وبتاعة (أدولف) فلما قرر (أراكيل بيك) إنه يقود 2400 مقاتل اللي فاضلين للمعركة كان مجرد تحصيل حاصل .. معركة جونديت الثانية إحنا دخلناها ب3000 مقاتل أستشهد منهم 1800 من ضمنهم القادة التلاتة للجيش (أراكيل بيك) والكونت (زيكي) و(أدولف أريندروب) قصاد إن الأثيوبيين مخسروش غير 500 قتيل و 400 جريح.
تفتكر الحكاية خلصت؟ لا لسه إنت رايح فين .. يوم 14 ديسمبر 1875 وصل لمدينة مصوع (راتب باشا) قائد الجيش المصري ومعاه (وليام وينج لورينج) وتحت إيدهم 13,000 مقاتل وإنت تبقي عندك حق لو تخيلت إن طب ما كده المصريين إتعلموا الدرس وعرفنا إن الأثيوبيين أقوي من إنهم يتغلبوا ب3000 مقاتل بس علي الناحية التانية (يوحنس) هو كمان كان عارف إن المصريين جايين بقوات أكبر وعشان كده هو راح أقنع بابا الكنيسة الأثيوبية إن الغزو المصري ده غزو إسلامي عشان أهل أثيوبيا يعتنقوا الدين الإسلامي بدلا من المسيحية وده كان كفيل إن البابا يعلن دعمه ل(يوحنس) وده لوحده خلي عدد أفراد جيشه يوصل 50,000 مقاتل .. لما (راتب باشا) وصل لمصوع لقي إن (يوحنس) باعتله رسالة مع 105 أسير مصري من اللي إتمسكوا بعد معركة جوندت منهم 27 أسير عليهم أثار تعذيب وصلت لحد بتر أطراف والرسالة كانت واضحة .. خدوا بعضكوا وإطلعوا بره أثيوبيا .. المشكلة اللي كانت دايماً بتواجه الغزو المصري لأثيوبيا هي العدد .. يعني إنت دلوقتي تحت إيدك 9,600 جندي مشاة و 800 فارس و 500 مدفع ودي قوة محترمة جداً بس لما تقارنها ب50,000 مقاتل يبقي حتتفشخ .. مش حتفرق كتير إذا كان تسليحك أفضل .. عند نقطة معينة العدد بيحسم المعارك.
في مارس 1876 بدأ زحف قوات (راتب باشا) جوه العمق الأثيوبي ويوم 5 مارس كانت القوات دي وصلت لمدينة جورا Gura اللي هي لازقة في في جونديت ومتفهمش ليه برده نفس الغلطة بتتكرر .. (راتب باشا) قسم الجيش نصين .. 7,700 مقاتل تحت إيده في جورا والباقي تحت إيد (عثمان باشا) في منطقة مرتفعة عشان يغطوا ظهر النص الأولاني .. نفس التقسيمة اللي إستخدمها الجيش في جونديت .. يوم 7 مارس الأثيوبيين حاولوا يمثلوا علينا دور إنهم بيهجموا علي المعسكرين ولما إتعرضوا لنيران المدفعية عملوا نفسهم بينسحبوا .. ده خلي (راتب باشا) يمشي بنصيحه ودتنا في ستين داهية من (وليام وينج لورينج) بإنه يطلع 5000 عسكري من ال7,700 اللي تحت إيده عشان يجروا ورا الأثيوبيين اللي هو شافهم بينسحبوا .. بمجرد ما ده حصل إكتشف إن ده مجرد فخ عمله الأثيوبيين فينا عشان نطلع قواتنا بره المعسكر .. هجوم الأثيوبيين كان قاسي جداً بس اللي خرب الدنيا قرار (عثمان باشا) إنه ميفتحش النار علي القوات الأثيوبية عشان كان خايف إن المدفعية المصرية تصيب القوات المصرية اللي هي مشتبكة مع الأثيوبيين .. لما المعارك في اليوم الأسود ده خلصت الطرفين سواء إحنا أو هم عشان يطلعوا طاقة الغضب اللي جواهم أعدموا الأسري اللي كانوا تحت إيدهم .. إحنا أعدمنا عدد مش معروف من الأسري الأثيوبيين وهم أعدموا تقريباً 600 عسكري مصري .. يوم 10 مارس الأثيوبيين حاولوا يهجموا علي المعسكر بتاعنا في جورا تاني بس الهجوم فشل بشكل ذريع بسبب المدفعية المصرية وتاني يوم الأثيوبيين إنسحبوا بس حتي القوات المصرية اللي كانت فاضلة مكنتش كافية إنها تكمل غزو أثيوبيا لوحدها.
بغض النظر عن الخناقة بتاعة كام واحد مات من الطرفين لإن دي عليها خلاف كتير فالمهم إن مصر وأثيوبيا فضلت العلاقة بينا زي الزفت لحد ما الأدميرال البريطاني سير (وليام هيويت William Hewett) قدر يقنع الطرفين بإنهم يمضوا إتفاق سلام إتسمي بإسمه إتفاقية هيويت والكلام ده كان سنة 1884 .. تفتكر إنت هنا طلعت بإيه؟ .. يمكن أهم حاجتين أنا في رأيي لازم تحطهم في إعتبارك إن أي غزو بري لأي حتة بره أرضك أهم حاجة فيه إنك تضمن إن عندك خطوط إمداد مش بتعطل .. 13,000 عسكري ده رقم فشيخ .. الناس دي محتاجة أكل وشرب وأدوية وسلاح وذخيرة .. تاني نقطة مهمة وهي إن عقدة الخواجة ودتنا في داهية .. (راتب باشا) لو كان لوحده كان يمكن عرف يعمل حاجة .. كل القادة الأجانب للجيش المصري خزوقونا .. الحرب دي درس مهم لأي حد بيقول إن مفيش حل لأزمة سد النهضة إلا الحرب .. حارب يا أخويا بس ذاكر الأول ومتمشيش ورا نصيحة الأجانب.
المصدر:
- مقالة بعنوان Confederates of the Nile – Meet the civil war vets who volunteered to fight for the Egyptian army نشرت في مجلة Military History Now وده لينك المقالة الأصلية:
https://militaryhistorynow.com/2018/11/20/confederates-on-the-nile-meet-the-civil-war-vets-who-volunteered-to-fight-for-the-ruler-of-egypt/