تابعونا

الفتح الإسلامي للروم و الفرس.. لما تلعب في الدوري و الأبطال مع بعض (الجزء الثاني)

اللي انت محتاج تفهمه إن معركة اليرموك مكنتش مجرد معركة المسلمين كسبوها و خلاص .. دي كانت مسألة حياة أو موت .. مصير الإسلام كله إتوقف علي المعركة دي.

5 مارس، 2020 2.9 ألف

لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/ayeoln3evrvw

في إبريل 634 سيدنا (خالد) خد 9,000 من صفوة فرسانه و بدأ بيهم رحلة تعتبر من أهم إنجازاته كقائد عسكري لما عدي بيها صحراء الشام في أقل من 6 أيام .. هو كان عارف إنه ميقدرش يشيل كمية مياه تكفيه لإن وزن المياه حيبطأ حركة الحصنة بتاعته فقرر ياخد 20 جمل و يخليهم يشربوا مياه بكميات كبيرة و منعهم من إنهم ياكلوا طول الرحلة .. كل يوم يدبح كام جمل عشان المياه اللي هم مخزنينها في سنامهم يشربها هو و الفرسان بتوعه .. لما سيدنا (خالد) وصل سوريا كان الوضع كالأتي:

البيزنطيين بعد ما الحرب مع الفرس فشخت ميزانيتهم زي ما قلتلك بطلوا يدفعوا فلوس للقبائل العربية علي طول حدودهم مع الفرس ومع الجزيرة العربية و لإن القبائل دي كانت تعتبر نظام إنذار مبكر ضد أي محاولة غزو لأرض البيزنطيين و لإن القبائل دي خلاص مبقتش بتاخد فلوس فكان البديل إن البيزنطيين يبدأوا يبنوا سلسلة قلاع علي طول الحدود بحيث لو حصل و جه غزو من بره القلاع دي تبعت نداء إستغاثة عشان الروم يلحقوا يصدوا الغزو .. لما كان عندك 4 جيوش الي حد ما صغيرة عماله تتحرك في المناطق الريفية كان الموضوع عادي و مقبول بس مجرد ظهور جيش خامس و طلع فجأة و محدش كان متوقعه من جوه الصحراء خلي البيزنطيين يتحركوا.

الخمس جيوش إتوحدوا مع بعض بقيادة سيدنا (خالد) و أول مواجهة فعلية بينهم و بين البيزنطيين كانت معركة أجنادين اللي كان بيقود البيزنطيين فيها واحد إسمه (ثيودور Theodore) و ده يبقي أخو الإمبراطور البيزنطي (هرقل) .. صحيح إحنا كسبنا المعركة بس الخساير اللي إتعرض لها سيدنا (خالد) كانت أكبر من توقعه الشخصي.

(ثيودور) إنسحب مع اللي باقي من جيشه و رجع يقابل أخوه (هرقل) في مدينة حمص .. (هرقل) بعت فرقتين في الطريق اللي سيدنا (خالد) ماشي فيه علي أمل إنهم يعطلوه شوية لحد ما يخلص إستعداداته لتأمين مدينة حمص ضد الحصار اللي أكيد جاي .. (هرقل) عمل اللي يقدر عليه في حمص و إنسحب تاني لأنطاكية .. سيدنا (خالد) إتقدم لحد مدينة دمشق و حاصرها و المدينة إستسلمت بعد عشرين يوم .. وسط كل الإستعدادات اللي بتتعمل للمواجة الحاسمة اللي حتحصل بعد كده الجيوش العربيه جالها خبر إن الخليفة سيدنا (أبوبكر الصديق) إتوفي الشهر اللي فات و إن اللي مسك وراه سيدنا (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه و الكلام ده كان في سبتمبر 634.

لسه سيدنا (خالد) حيقول يلا مش مشكلة خلينا بس نركز في اللي جاي جاله خبر إن سيدنا (عمر) عزله من منصبه كقائد للجيش و عين مكانه سيدنا (أبوعبيدة إبن الجراح) .. تاني إحنا ممكن نتخانق سوا علي مبررات القرار ده كانت إيه بس ده مش موضوعنا دلوقتي .. اللي انا عايزك تعرفه إن دماغ سيدنا (أبوعبيدة) مختلفة شوية عن دماغ سيدنا (خالد) .. سيدنا (خالد) دماغه كانت أقرب للألمان في الحرب العالمية الثانية اللي هو مؤمن بأهمية السرعة و الهجمات المرتدة .. لو انا قلت إن سيدنا (خالد) هو أول واحد فكر في تكتيك الحرب الخاطفة أو Blitz Krieg اللي الألمان داسوا بيه علي وش أوروبا في الحرب العالمية الثانية فانا مش حكون بهبد ولا ببالغ .. سيدنا (خالد) مش متهور بس من نوعية الناس اللي مش بتحب تستني اللي قدامها ياخد أول خطوة .. دايماً بيحب ياخد المبادرة .. يفجعك قبل ما انت تصدمه .. سيدنا (أبوعبيدة) مش كده هو هادي حبتين .. اللي هو ماشي بمبدأ ليه نستعجل لما ممكن نتحرك علي مهلنا.

الفرق بين دماغ الإتنين تبان أوي في تحركات الجيش الإسلامي في سوريا بمجرد ما سيدنا (أبوعبيدة) مسك .. وقت سيدنا (خالد) البيزنطيين مكانوش ملاحقين يتصرفوا .. يهربوا لحمص و بعد كده لأنطاكية و كل شويه هم بيسألوا نفسهم يا تري (خالد) حينطلنا فين دلوقتي .. علي الناحية الثانية التحركات السريعة دي بتخلق ثغرات .. فيه حتت كتير ضمن الأراضي اللي المفروض إنها بقت تحت إيد المسلمين في سوريا مكنتش فعلياً متأمنة .. فانت اه سريع و محدش يقدر يتوقعك بس في نفس الوقت مع أول هزيمة ليك ممكن الثغرات اللي انت سايبها دي العدو يستغلها .. لما تيجي تبص لتحركات الجيش لما سيدنا (أبوعبيدة) مسك القيادة فمش عايز اقول إننا بقينا بطة بلدي بس خليني أقول إن تحركاتنا بقت ابطأ لدرجة مستفزة .. سيدنا (أبوعبيدة) قسم الجيش بتاعه لأربع أجزاء .. جزء تحت قيادته هو الشخصية .. جزئين بقيادة سيدنا (عمرو بن العاص) و سيدنا (شرحبيل بن حسنة) رضي الله عنهما و دول مهمتهم كانت فتح فلسطين .. جزء ثالث كان بقيادة سيدنا (يزيد بن معاوية) رضي الله عنه و ده كان دوره إنه يسد الثغرات اللي إتخلقت من تحركات سيدنا (خالد) السريعة .. أي قلعة أو مدينة صغيرة إتسابت تحت سيطرة البيزنطيين ياخدها .. البطء اللي المسلمين بقوا بيتحركوا بيه عطي فرصة ل(هرقل) إنه يجمع خمس جيوش تحت قيادة واحد إسمه (فان Vahan).

سيدنا (خالد) كان شوية و حيترجي سيدنا (أبوعبيدة) إنه ينسحب لجنوب سوريا عشان يتجمع تاني مع الأربع جيوش اللي هو فرقهم عن بعض لإن جيش (أبوعبيدة) لوحده مش حيقدر يقف قصاد الخمس جيوش بيزنطية اللي جايه .. بعد شوية مناهدة سيدنا (أبوعبيدة) إقتنع و بعت جوابات لقادة الجيوش الأربعة إنهم حيتجمعوا سوا علي ضفاف بحيرة طبرية .. في المرحلة دي الإجابة عن سؤال هل المسلمين يقدروا يفتحوا سوريا أو لا بقت مـسألة مين يكسب سباق الوقت؟ .. (هرقل) اللي ماسك الدولة البيزنطية دخل في مفاوضات مع (يزدجر) اللي ماسك إمبراطورية الفرس إن جه الوقت إن الإتنين ينسوا خلافاتهم سوا و بما إن الحرب بينهم خلصت فجه الوقت إنهم يركزوا علي عدوهم المشترك .. المسلمين .. (هرقل) فكرته إن بما إن الجيوش الإسلامية كلها بقت مشتبكة مع جيوشه في سوريا فالجزيرة العربية دلوقتي بقت فاضية و مفيش حد بيحميها فجه الوقت إن الفرس يجمعوا جيش محترم و يبدأوا يتحركوا علي المدينة المنورة.

اللي خلي الوضع بالنسبه لينا أسوأ إن سيدنا (أبوعبيدة) بعت جواب للخليفة سيدنا (عمر) عشان يبعتله كل الإمدادات المتاحة تحت إيده .. الأسوأ من كل ده إن الجواسيس اللي سيدنا (خالد) بعتهم عشان يبلغوه تحركات البيزنطيين قالوله إن فيه قوة عسكرية بتتحرك من حتة إسمها قيصرية فده معناه إن لو الجيش الإسلامي فضل مستني علي ضفاف بحيرة طبرية فكده هم حيتحاصروا من ناحيتين .. الوضع كان إن الإمتحان الجاي بين الروم و المسلمين لازم المسلمين يكسبوه مش بس عشان مهمة فتح الشام تخلص بس كمان عشان لو الجيش ده إتهزم فقول علي المدينة المنورة يا رحمن يا رحيم .. سيدنا (خالد) نصح سيدنا (أبوعبيدة) إنهم يتحركوا من علي ضفاف بحيرة طبرية و يروحوا لحتة تانية إسمها سفح اليرموك و دي حتة سطحها مايل شوية كأنك طالع رامب بعربيتك و دي يبقي المكان اللي هم حيستنوا فيه البيزنطيين .. هنا سيدنا (أبوعبيدة) قرر إن سيدنا (خالد) هو اللي حيبقي القائد الميداني خلال المعركة .. كلام سيدنا (خالد) هو اللي حيتسمع مع إن (أبوعبيدة) فعلياً هو القائد الأعلي لإن الخليفة سيدنا (عمر) هو اللي معينه بس الكلام ده ميوصلش لسيدنا (عمر) .. اللي حيوصل لسيدنا (عمر) إن سيدنا (أبوعبيدة) هو القائد بس الوضع علي الأرض إن سيدنا (خالد) هو اللي كلامه حيتسمع .. ليه هو عمل كده و إيه الحكمة؟ .. دي حتشوفها لما تيجي نتكلم سوا عن أحداث معركة اليرموك.

الوضع فعلياً كان زي الزفت .. الأربع جيوش إسلامية بقيادة سيدنا (أبوعبيدة) كانت واقفة علي ضفاف بحيرة طبرية و بيتحرك عليها قوتين من البيزنطيين .. تكتل من خمس جيوش بقيادة واحد إسمه (قناطير) و قوة عسكرية صغيرة بتتحرك من مدينة قيصيرية.

معركة اليرموك في أغسطس 636:

عشان بس تفهم كل طرف كان عايز إيه دايماً إفتكر إن البيزنطيين مكانوش عايزين غير الوقت .. (هرقل) كلف (فان) قائد الجيش بتاعه إن عايزك تعطل المسلمين علي قد ما تقدر لحد ما الفرس يلحقوا يجمعوا الجيش اللي يكفي إنهم يشنوا هجوم علي المدينة المنورة و طبعاً دي معلومة مكنتش عند سيدنا (خالد) فكان طبيعي إنه يستغرب إن (فان) يبعت إتنين من القادة بتوعه اللي هم (جريجوري) و (جبلة بن الأيهم) عشان يتفاوضوا معاه و هم علي قلبهم مراوح .. 3 شهور و هم يتفاوضوا و سيدنا (خالد) فعلياً بيضرب كف علي كف .. هو أنتوا فعلاً بالإستهتار ده و لا فيه حاجة بتحصل و انا مش فاهمها؟ .. خلال الشهور دي وصلت التعزيزات اللي سيدنا (أبوعبيدة) طلبها من سيدنا (عمر) و هنا (فان) خاف إن يمكن عامل الوقت بقي يتسرق منه لإن لو فضلت توصل تعزيزات للجيش الإسلامي فكده هو ممكن يخسر الزيادة العددية بتاعته.

(فان) طلب يتفاوض شخصياً مع سيدنا (خالد) و الإتنين إتخانقوا .. لحد اللحظة اللي هو إتكلم فيها مع سيدنا (خالد) Face-to-Face  (فان) مكنش فاهم أوي هو المسلمين جايين سوريا ليه؟ .. هو كان متخيلهم شوية قبائل عايزه أكل و فلوس و لما يرميلهم صندوقين ذهب حيفرحوا بيهم أوي .. سيدنا (خالد) علي الناحية الثانية كان ناقص يطلعله السي في بتاعه عشان يصدق إن علي فكرة انا هزمت 8 جيوش فارسية في العراق فياريت تتكلم بإحترام أكتر من كده شوية .. (فان) كان عارف إن سيدنا (خالد) إختار موقع المعركة صح فشخ .. الأرض كانت عبارة عن رامب بيميل ناحية البيزنطيين .. الأرض كانت عشبية فكان فيه أكل يكفي الحصنة بتاعه الجيشين .. (فان) بقي محتاج إن المعركة تبدأ النهارده قبل بكره.

تقسيمة ميدان معركة اليرموك .. اللون الأخضر هو الجيش الإسلامي .. اللون الأحمر هو الجيش البيزنطي .. ساحة المعركة متقسمة ب3 ترع صغيرين اللي هم الحرير و الان و الرقاد.

تقسيمة الجيشين توريك إن (فان) كان شبه متؤكد إنه حيقدر يحسم المعركة لصالحه .. هو قسم جيشه اللي كان حوالي 40,000 مقاتل لأربع أجزاء كل جزء عليه جنرال من جنرالاته بحيث لو جيت قست طول صف الجيش البيزنطي من أوله لأخره حتلاقيه مترصص علي مسافة 10 كيلومتر:

  • الجناح الشمال كان المشاة السلافية و دول بقيادة جنرال سلافي إسمه (قنطير Qanatir) .. كلمة سلافية دي إن القوات دي كانت من بتتكون من ناس بيتسموا السلاف اللي هم دلوقتي دول البلقان زي سلوفاكيا و التشيك.
  • المركز كان بقيادة (جبلة بن الأيهم) و تحت منه قوات قبيلة الغساسنة و جنبه جنرال أرميني إسمه (دريجان) تحت منه القوات الأرمينية.
  • الجناح اليمين و يمكن أقوي جزء من الجيش كان المشاة اليونانية بقيادة (جريجوري) .. كل جزء من الأجزاء الأربعة كان متقسم صفين .. الصف الاول كان المشاة و الرماة و وراهم الفرسان.

التقسيمة دي أجبرت سيدنا (خالد) إنه يفرش قواته اللي كانوا حوالي 25,000 مقاتل علي قد طول صفوف البيزنطيين و ده كان معناه إن قواته إتقسمت لأربع أجزاء برده:

  • الجناح اليمين كان بقيادة سيدنا (عمرو بن العاص).
  • المركز كان بقياده الثنائي سيدنا (شرحبيل بن حسنه) و سيدنا (عبيدة إبن أبي الجراح).
  • الجناح الشمال كان بقيادة سيدنا (يزيد بن ابي سفيان) .. كل مجموعة كانت صف من الرماة و المشاة مع بعض بحيث سيدنا (خالد) قسم الخيالة بتوعه علي 4 مجموعات .. 3 مجموعات خيالة واقفين ورا المشاة عشان يسدوا أي ثغرات تحصل و المجموعة الرابعة كانت بقيادة سيدنا (خالد) شخصياً.
تقسيمة الجيشين في معركة اليرموك .. اللون الأحمر هم البيزنطيين و اللي قائدهم (فان Vahan) قسم الجيش لأربع مجموعات .. الجناح الشمال كان المشاة السلافية بقيادة الجنرال (قنطير Qanatir) .. المركز كان مجموعتين بقيادة جنرالين (جبلة بن الأيهم) و (دريجان) .. الجناح اليمين كان يمكن هو القوات الخاصة بتاعة الروم و كان المشاة اليونانية بقيادة الجنرال (جريجوري) .. كل مجموعة كانت صف رماة و وراهم صف مشاة و وراهم صف فرسان .. التقسيمة دي أجبرت سيدنا (خالد) إنه يقلدها و يفرش قواته علي أربع مجموعات برده .. الجناح اليمين بقيادة سيدنا (عمرو بن العاص) .. المركز كان مجموعتين بقيادة سيدنا (شرحبيل بن حسنة) و سيدنا (أبوعبيدة بن الجراح) .. الجناح الشمال كان بقيادة سيدنا (يزيد بن معاوية) .. فعلياً الفرسان اللي تحت إيد سيدنا (خالد) مكنوش كتير فإضطر يقسمهم علي 3 مجموعات ورا الجيوش الأربعة و هو شخصياً كان بيقود المجموعة الرابعة .. حتلاحظ إن سيدنا (خالد) إتمركز بالفرسان بتوعه متطرف ناحية اليمين شوية قريب من الجناح بتاع سيدنا (عمرو) وده سببه إن الطبيعة الجغرافية لسهل اليرموك حتجبر الروم إنهم لو حبوا يلفوا ورا المشاة مش حيلاقوا غير الجناح بتاع سيدنا (عمرو) هو اللي يلفوا وراه.

اليوم الأول من معركة اليرموك:

ده كان يوم 15 أغسطس .. اليوم بدأ بسيدنا (ضرار بن الأزور) رضي الله عنه وهو بيطلع قدام الجيش و بيخلع درعه يرميه علي الأرض و يقول للبيزنطيين اللي فيكوا راجل يجيلي .. 4 ضباط بيزنطيين إتقدموا و سيدنا (ضرار) خلص عليهم كلهم .. (فان) حس إن كده كتير فأمر بهجوم شامل بس مش أوي .. هو كان عايز يختبر مدي تدريب و تسليح و أرادة المسلمين الأول .. هو كلف تلت قوات المشاة بتوعه بس إنهم يشتبكوا مع المسلمين و بدأ يتفرج.

(فان) إتأكد من كذا حاجة في اليوم الأول .. أول حاجة إن العساكر المسلمين مش مجبرين يبقوا هنا هم جايين بإرادتهم الشخصية .. ثاني حاجة إن تمركز الجيش الإسلامي مخلي إن الجناح الشمال اللي المفروض ماسكه سيدنا (يزيد) مينفعش بأي حال من الأحوال إن البيزنطيين يلفوا من وراه عشان يحاصروه بسبب الطبيعة الجبلية للمنطقة وده معناه إن عشان خيالة البيزنطيين تلف من ورا الصف الأول لمشاة المسلمين لازم ده يحصل من الجناح اليمين اللي ماسكه سيدنا (عمرو بن العاص) .. لكن .. سيدنا (خالد) واقف بقوات الخيالة بتاعته متطرف شوية ناحية اليمين بحيث لو لقي البيزنطيين بيلفوا ورا قوات سيدنا (عمرو) حيلحق يتدخل .. كل ده (فان) شافه وده خلاه يقتنع إن بكره لازم يشن هجوم شامل .. سيدنا (خالد) كمان كان عارف إن الأمل الوحيد له إنه يركن الأوتوبيس .. هو لازم يدافع و يستحمل و يستني الغلطة عشان يعمل الهجمة المرتدة.

اليوم الثاني من معركة اليرموك:

زي ما سيدنا (خالد) كان متوقع بالضبط .. هجوم شامل من البيزنطيين علي طول خط القوات بتاعته .. البيزنطيين ضاغطين علي النص بس مركزين علي الجناحين بحيث يستغلوا التفوق العدد بتاعهم إنهم يجبروا قوات سيدنا (عمرو) و سيدنا (يزيد) إنهم ينسحبوا لورا .. بس مع الوقت الشروخ بدأت تظهر في قوات المسلمين خصوصاً علي الجناجين:

  • قوات (قنطير) بدأت تضغط علي جناح سيدنا (عمرو) و أجبروه إنه يتراجع لحد ما فعلياً وصل للمعسكر بتاع المسلمين .. فكرة جت لواحدة من الستات اللي في المعسكر إن الستات اللي موجودين يرصوا الجمال اللي معاهم حول المعسكر عشان الحصنة بتخاف من الجمال .. الفكرة نجحت فعلاً و خيالة البيزنطيين بقت بتخاف تتقدم .. الإشتباك كان دموي لأقصي درجة و في مساحات ضيقة أوي و دي حاجة ضد المبدأ اللي بيشتغل به سلاح الفرسان عموماً .. كل ده و سيدنا (خالد) مستني اللحظة المناسبة إنه يعمل الهجمة المرتدة .. لما إتخلقت ثغرات تكفي بين قوات (قنطير) فسيدنا (خالد) إتقدم بحيث هو و سيدنا (عمرو) لفوا بالخيالة بتوعهم حول قوات البيزنطيين و أجبروهم إنهم ينسحبوا لورا .. يمكن لولا إن التدريب الفشيخ لقوات البيزنطيين كان ممكن تبقي دي نهاية الجناح الشمال كله وكانت تبقي Game Over و المعركة خلصت في تاني يوم.
في اليوم الثاني من معركة اليرموك المجموعة اللي تحت إيد (فنطير) اللي أجبرت المجموعة بتاعة سيدنا (عمرو) إنها تنسحب لحد ما بقت فعلياً عند معسكر المسلمين .. لولا الفكرة اللي جت لواحدة من الستات إنهم يرصوا الجمال حول المعسكر عشان الحصنة بتاعة الروم مش متعودة عليهم و بتخاف منهم كانت المعركة إتحسمت للروم من أول يوم .. (خالد) إستني اللحظة المناسبة اللي يلف بيها بفرسانه ورا قوات (قنطير) اللي لولا التدريب و الخبرة العالية أوي بتاعتهم في الإنسحاب كان ممكن سيدنا (خالد) بهجمة مرتدة واحدة يحسم المعركة كلها لصالحه بعد ما كانت بتروح منه.
  • قوات (جريجوري) اللي بفكرك إنه كان بيقود قوات المشاة اليونانية اللي هم قوات الصفوة بتوع البيزنطيين فقدر يجبر الجناح بتاع سيدنا (يزيد) إنه ينسحب .. لإن سيدنا (خالد) كان مشغول في إنه يلحق الجناح اليمين بتاع سيدنا (عمرو) فسيدنا (يزيد) فعلياً مكنش عارف يعمل إيه و هو بينسحب لحد ما وصل للمعسكر الثاني للقوات الإسلامية .. اللي أقدر أقوله ليك إن معجزة إلهية هي اللي ألهمت سيدنا (يزيد) و رجالته إنهم يصمدوا قدام ضغط قوات (جريجوري) لحد ما سيدنا (خالد) يجي يلحقهم .. هنا برده يبان إن سيدنا (خالد) ده أحسن حد بيعرف يتصرف و هو تحت ضغط .. هو صحيح خد فرسانه و جري عشان يلحق سيدنا (يزيد) بس هو أمر سيدنا (ضرار بن الأزور) إنه ياخد شوية فرسان و يروح يضغط علي القوات البيزنطية في النص مع قوات سيدنا (عبيدة) .. هو ليه عمل كده؟ .. عشان حاجتين .. أول حاجة إنه أجبر البيزنطيين في النص إنهم يفضلوا في مكانهم و الثغرة اللي إتخلقت من تراجع سيدنا (يزيد) ميحاولوش يستغلوها لإن لو ده كان حصل كان يبقي Game Over و البيزنطيين كسبوا .. ثاني حاجة إنه لو عمل كده فهو خلي (جريجوري) و رجالته يحسوا إنهم كده حيتحاصروا و إن مفيش حل غير الإنسحاب .. تاني .. لولا الإنسحاب المنظم لقوات (جريجوري) لكنت قدام هزيمة تاريخية للبيزنطيين .. من ناحيته (ضرار) كمل في هوايته المفضلة إنه يخلص من قادة البيزنطيين و قدر يقتل (دريجان) واحد من الجنرالات الأربعة اللي بيقودوا القوات البيزنطية.
ركز أوي في المناورة اللي عملها سيدنا (خالد) عشان يلحق الجناح الشمال بتاعه بقيادة سيدنا (يزيد) .. فكرة إنه يؤمر سيدنا (ضرار) بإنه يلف يزنق قوات المركز بتاعة البيزنطيين كانت هي السحر اللي أولاً ثبت المركز بتاع البيزنطيين و خلاهم ميستغلوش تراجع سيدنا (يزيد) و ثانياً عطي إنطباع للقوات (جريجوري) إنهم بيتحاصروا و مفيش حل غير الإنسحاب المنظم.

اليوم الثالث من معركه اليرموك:

هو هو اليوم الثاني .. هجوم شامل من البيزنطيين مع تركيز علي الأطراف خصوصاً الجناح بتاع سيدنا (عمرو) .. شوية و القوات بتاعة سيدنا (عمرو) و سيدنا (شرحبيل) بدأت تتراجع بس لما ده حصل إتخلقت ثغرة بين قوات سيدنا (شرحبيل) و قوات سيدنا (أبوعبيدة) و دي اللحظة اللي سيدنا (خالد) إتدخل فيها .. الخساير اللي إتعرضت ليها قوات الغساسنة أجبرت (جبلة) إنه ينسحب و وراه (قنطير) و وراه باقي الجيش البيزنطي.

في اليوم الثالث من معركة اليرموك الهجوم البيزنطي خلق ثغرة بين الجناح بتاع سيدنا (عمرو) و المركز بتاع سيدنا (شرحبيل) و ده أجبر سيدنا (خالد) إنه يتدخل عشان يسد الثغرة دي .. خساير قوات الغساسنة بقيادة (قنطير) كانت أكبر من قدرته إنه يكمل و أمر بالإنسحاب اللي إتعمم علي باقي الجيش البيزنطي.

اليوم الرابع من معركة اليرموك:

نفس الخطة هي هي متغيرتش .. بإستثناء تفصيلة صغيرة .. (فان) أمر القوات اللي تحت إيد (قنطير) و (جبلة) إنهم يهجموا الأول .. ده حط قوات سيدنا (عمرو) و سيدنا (شرحبيل) تحت ضغط رهيب بس في نص الإشتباك ده (فان) أمر القوات بتاعة (جريجوري) إنها تتقدم .. دلوقتي سيدنا (خالد) حسبها إنه ميقدرش يستني البيزنطيين لحد ما هم ييجوا لإن إفرض إتفتحت كذا ثغرة مع بعض في صفوف المسلمين فساعتها سيدنا (خالد) و فرسانه مش حيقدروا يسدوا الثغرات دي كلها.

الحل إنه أمر سيدنا (أبوعبيدة) و سيدنا (يزيد) إنهم يتقدموا بحيث يعطلوا تقدم (جريجوري) .. سيدنا (خالد) جري عشان يسد هو الثغرة اللي إتفتحت بين سيدنا (شرحبيل) و سيدنا (أبوعبيدة) .. لحد دلوقتي سيدنا (خالد) كان متخيل إن الأحداث دي هي هي اللي حصلت إمبارح فبشوية صبر حيقدر يصد الهجوم و اليوم يعدي .. اللي سيدنا (خالد) مكنش عامل حسابه إن الخيالة اليونانيين بتوع (جريجوري) كان معاهم خيالة ماسكين سهام و بقوا يستخدموها ضد القوات اللي تحت إيد سيدنا (أبوعبيدة) و سيدنا (يزيد) من مسافات قريبة أوي .. خساير القوتين دول بالذات كانت رهيبة لدرجة إن اليوم ده إتسمي يوم خسارة العيون لإن كتير من العساكر تحت إيد سيدنا (أبوعبيدة) و سيدنا (يزيد) فقدوا بصرهم بسبب السهام .. قوات سيدنا (يزيد) و سيدنا (أبوعبيدة) أجبروا علي التراجع مع الخساير الرهيبة اللي إتعرضوا ليها و برده معجزة إلهية هي اللي خلتهم يصمدوا لحد ما المعارك خلصت اليوم ده.

اليوم الرابع كان مفاجأة بالنسبة لسيدنا (خالد) .. (فان) أمر نص قواته بقيادة (قنطير) و (جبلة) إنهم يهجموا الأول .. قوات سيدنا (عمرو) و سيدنا (شرحبيل) عملت اللي تقدر عليه إنها تصد الهجوم ده اللي في عز ما هو مولع (فان) أمر النص الثاني بقيادة (جريجوري) إنه يهاجم .. ساعتها سيدنا (خالد) ملقاش عنده حل غير إن قوات سيدنا (أبوعبيدة) و سيدنا (يزيد) تجري لقدام عشان تفرمل قوات (جريجوري).

اليوم الخامس من معركة اليرموك:

اليوم بدأ بحاجة غريبة جداً و هي إن (فان) بعت جواب لسيدنا (خالد) بيعرض عليه الهدنة .. قادة الجيش إجتمعوا و تقريباً الرباعي (أبوعبيدة) و (عمرو) و (شرحبيل) و (يزيد) أجمعوا إن الخساير اللي قواتهم إتعرضت ليها أكبر من إنهم يكملوا المعركة فالأحسن إنهم ينسحبوا دلوقتي و يرجعوا تاني لما يجمعوا قوات تكفي .. منطق تقدر تفهمه و تقدره بس سيدنا (خالد) كان بيسأل نفسه سؤال تاني .. ليه دلوقتي؟ .. يوم كمان من المعارك و مكنش حيفضل في جيش المسلمين حد يحارب .. ليه (فان) بيعرض الهدنة دلوقتي؟ .. تقدير سيدنا (خالد) إن (فان) عايز المعركة تخلص لإن الروح المعنوية لقواته إتخسف بيها الأرض .. سيدنا (خالد) أصر علي إن مفيش حاجة إسمها هدنة و إنه بكره حيكسب المعركة دي .. في الليل هو طلب من سيدنا (ضرار بن الأزور) ياخد شوية فرسان و يلفوا ورا البيزنطيين عشان يحتل الكوبري اللي بيعدوا منه لجوه الأراضي البيزنطية لإن ده هو طريق إنسحاب البيزنطيين لو حصل حاجة .. عارف بدأت تهرش في شعرك لإن ده نفس التكتيك اللي سيدنا (خالد) إستخدمه ضد (اندرزاغر) الجنرال الفارسي زي ما شفنا في الجزء الأول.

اليوم السادس من معركة اليرموك:

اليوم بدأ ب(جريجوري) واحد من جنرالات البيزنطيين بيتقدم لوحده و عاملي فيها (براد بيت) في فيلم Troy .. طلعله سيدنا (أبوعبيدة بن الجراح) شخصياً القائد الأعلي للقوات الإسلامية في سوريا و اللي رغم إنها مغامرة إنه هو اللي يطلع يقابل (جريجوري) بنفسه بس قدر يقتله .. بمجرد ما (جريجوري) مات سيدنا (خالد) أمر بالهجوم .. لأول مرة من وقت ما المعركة بدأت المسلمين هم اللي هجموا بس هي الفكرة انت بتهجم إزاي؟

هنا يحسسك سيدنا (خالد) إنه بيعمل هجمة مرتدة من اللي كنت بتشوفها مع ريال مدريد لما شيلوا بايرن ميونيخ سبعة لو تفتكر .. مبدأياً هو رص المشاة بتوعه علي نفس طول رصة البيزنطيين فالعساكر البيزنطيين تخيلوا إن الخساير الرهيبة في الأرواح اللي المسلمين إتعرضولها مفرقتش في عددهم وده هز من روحهم المعنوية .. دي نقطة .. النقطة الثانية إنه أمر 8,000 فارس من فرسانه إنهم يستخبوا بين شوية شجر طول ما الهجوم الإسلامي بيحصل بحيث بمجرد ما سيدنا (خالد) يشوف إن البيزنطيين قدروا يصدوا الهجوم البري بتاعه يدي الإشارة للفرسان 8,000 المستخبيين عشان يضربوا جناح البيزنطيين .. لإن (جريجوري) مات و قبلها (دريجان) مات فإنسحاب البيزنطيين مكنش منظم وكانت الصدمة و إن هم بينسحبوا لقوا سيدنا (ضرار) و فرسانه سادين السكة.

اليوم السادس اللي سيدنا (خالد) حسم بيه معركة اليرموك .. مبدأياً هو رص المشاة بتوعه علي طول رصة المشاة بتاعة البيزنطيين و بمجرد ما لقي إن البيزنطيين عرفوا يمسكوا نفسهم و يصدوا الهجوم بتاعه أمر 8,000 فارس كانوا مستخبيين وسط شوية شجر إنهم يجروا بسرعة يلفوا من علي شمال البيزنطيين عشان يحاصروهم .. البيزنطيين بصوا وراهم لقوا سيدنا (ضرار) قافل السكة عليهم.

الفترة من 634 لحد سنة 636 علي الجبهة الفارسية .. الهدوء اللي قبل عاصفة معركة القادسية:

خلال الفترة دي فيه خناقة بين المؤرخين علي إيه اللي حصل فيها بس هي تقدر تقول عليها حالة اللاسلم و اللاحرب بين الفرس و المسلمين .. يمكن أكبر مواجهة عسكرية حصلت في السنتين دول كانت معركة الجسر في نوفمبر 634 و الفرس هم اللي كسبوها .. في مايو 636 الخليفة سيدنا (عمر بن الخطاب) قرر إنه جه الوقت نقفل بقي ملف الجبهة الفارسية دي بإنه بعت جيش من 30,000 مقاتل بقيادة سيدنا (سعد بن ابي وقاص) رضي الله عنه .. الجيش ده وصل العراق في يوليو 636 و كان في إنتظاره جيش فارسي من 70,000 مقاتل بقيادة واحد إسمه (رستم) في حتة إسمها القادسية دلوقتي بقت جنب مدينة الكوفة في العراق.

هنا بقي الوضع بيحلوا .. الجيشين بنوا معسكرين قصاد بعض بس كل طرف مكنش عايز يبدأ بالهجوم الأول .. لشهور و الدنيا مش عايزه تتحرك بس في الوقت ده اللي الفرس مكانوش يعرفوه إن لما سيدنا (خالد) حسم معركة اليرموك لصالحه فده عطي لسيدنا (عمر بن الخطاب) الفرصة إنه ياخد 6000 مقاتل من صفوة قواته اللي شاركت في اليرموك و يجرورا علي القادسية عشان ينضموا لجيش سيدنا (سعد) في أواخر أكتوبر  .. بس حتي إنضمام القوات دي مخلاش ميزان القوي معدول أوي يعني .. الفرس كان تحت إيدهم 50,000 من المشاة و 15,000 فارس  و 40 فيل .. قصاد إن المسلمين كان معاهم 30,000 مشاة و 8,000 فارس .. تقسيمة (رستم) لجيشه كانت مختلفة شوية .. هو وزع 70,000 مقاتل اللي عنده ل4 مجموعات بحيث كل مجموعة مرصوصو علي 3 صفوف .. الصف الأول الأفيال و الصف الثاني المشاة و الصف الثالث الفرسان .. ده أجبر سيدنا (سعد) إنه يقسم قواته برده علي 4 مجموعات بحيث كل مجموعة عبارة عن صفين .. المشاة في الصف الأول و الفرسان في الصف الثاني .. يوم 16 نوفمبر 636 بدأت معركة القادسية.

اليوم الأول من معركة القادسية:

زيها زي ما إتفقنا بيحصل في الزمن ده إن قادة الجيشين بيواجههوا بعض في مبارزة بس إحنا مش متؤكدين مين كسب المبارزة دي بس اللي إحنا متؤكدين منه إن بعد المبارزة دي (رستم) أمر الجناح الشمال بتاعه بهجوم شامل علي الجناح اليمين بتاع سيدنا (سعد) .. زي ما قلتلك ان كل مجموعة من جيش سيدنا (سعد) كان متقسمة صفين المشاة و وراهم الفرسان .. فرسان الجناح اليمين بتاع سيدنا (سعد) حبوا يلفوا ورا المشاة اللي قدامهم عشان يعطلوا الأفيال بس اللي قابلهم كان الفرسان بتاعة الفرس .. الجناح اليمين بتاع سيدنا (سعد) إضطر إنه يتراجع و الوضع متلحقش إلا لما وحدة خيالة من الوسط لفت عشان تحاوط الفرس و وحدة مشاة إتحركت عشان تسند الجناح  .. لما (رستم) لقي إن جيش سيدنا (سعد) عرف يلحق الجبهة اليمين بتاعته فهو أمر بهجوم شامل من الوسط و الجناح الشمال و اللي برده قدر جيش سيدنا (سعد) إنه يتحرك بالسرعة الكافية عشان يصدوه .. اليوم الأول خلص من غير ما حد يعرف يحسم المعركة لصالحه بس جيش سيدنا (سعد) وصله شوية تعزيزات يوميها بالليل.

اليوم الأول من معركة القادسية تحسه كلاكيت تاني مرة من معركة اليرموك .. هجوم شامل من الفرس علي الجناح اليمين بتاع سيدنا (سعد) و اللي متلحقش إلا لما سيدنا (سعد) سد الثغرة بإنه بعت فرقة مشاة و فرقة خيالة من قوات المركز للجناح اليمين .. ده خلي (رستم) جنرال الفرس إنه يؤمر بهجوم علي الجناح الشمال بتاع سيدنا (سعد) اللي برده إتصد و عدي اليوم الأول من غير ما حد ياخد من التاني لا حق ولا باطل.

اليوم الثاني من معركة القادسية:

سيدنا (سعد) لاحظ إن جيش الفرس مكنش مترصص زي أول يوم بحيث إن الأفيال مكنتش في المقدمة وده عطاله فرصة إنه هو اللي يهاجم و ده اللي حصل فعلاً لما أمر الجناح اليمين إنه يتقدم و كان فعلاً بيحقق تقدم مهم لولا تدخل (رستم) شخصياً عشان يلحق الجناح الشمال بتاعه و برده اليوم الثاني خلص من غير ما أي طرف يعرف يحسم المعركة لصالحه .

اليوم الثاني من معركة القادسية بدأ بهجوم من سيدنا (سعد) .. هو شاف إن الفرس مرصوش الأفيال بتاعتهم في الصف الأول فهجم بجناحه اليمين عليهم و كان فعلاً ممكن يحسم المعركة في اليوم ده لولا تدخل (رستم) شخصياً عشان يلحق جبهته الشمال.

اليوم الثالث من معركة القادسية:

ده اليوم اللي (رستم) حب يحسم فيه المعركة .. في الأول هو أمر الرماة بتوعه إنهم يتقدموا بحيث كانت مواجهة بين الرماه بتوعنا و بتوعه .. إتعرض الرماة بتوع جيش سيدنا (سعد) لخساير كبيرة وده اللي خلي (رستم) يؤمر الأفيال بإنها تتقدم .. تقدم الأفيال أجبر المشاة بتاعة جيش سيدنا (سعد) علي التراجع .. (رستم) حب ينهي المعركة بإنه بعت فرسانه عشان يلفوا من اليمين خالص عشان يوصلوا لسيدنا (سعد) بس الخطوة دي فشلت .. في اللحظة دي حاجة حصلت إن المشاة قدروا يصدوا هجوم الأفيال من الوسط و الأفيال هاجت من الخوف و فضلوا يهربوا لورا بإتجاه النهر وهم بيهربوا عملوا فتحات في صفوف جيش الفرس .. المسلمين حاولوا يستغلوا الفتحات دي في إنهم يعملوا هجمة مرتدة بس (رستم) قدر يلحق صفوفه .. اليوم اللي (رستم) كان عايزه يبقي يوم الحسم خلص و محققش اللي هو عايزه.

اليوم الثالث من معركة القادسية أحداثه كانت ورا بعضها بشكل كبير .. اليوم بدأ بتبادل إطلاق نار بين الرماة بتوعنا و بتوع الفرس و عشان تسليح الرماة بتاعتهم أعلي خساير الرماة بتوعنا كانت عمالة تزيد و ده خلي (رستم) يؤمر بهجوم شامل للأفيال .. و كمان يؤمر بإن الفرسان بتوعه يلفوا من ورا الجناح الشمال بتاعنا عشان يوصلوا لسيدنا (سعد) يغتالوه .. الفرسان بتوعنا عرفوا يصدوا هجوم الفرسان بتوع الفرس .. المشاة بتوعنا عملوا اللي يقدروا عليه عشان يصدوا هجوم الأفيال لحد ما متفهمش إيه اللي حصل الأفيال هجات و خافت و رجعت جري بإتجاه النهر ورا صفوف الفرس وهي بتجري شالت اللي شالته و ده خلق ثغرات كبيرة في صفوف الفرس .. (سعد) حاول يستغل ده بإنه يعمل هجمة مرتدة بس (رستم) عرف يلحق نفسه و خلص اليوم اللي كانت أحداثه فعلاً محدش ملاحق عليها.

اليوم الرابع من معركة القادسية:

اليوم مبدأش بأي إشتباك بين الطرفين و يمكن ده كان السبب إن الفرس تخيلوا إن النهارده أجازة و تعاملوا معاه علي إنه أجازة فعلاً .. و دي كانت الغلطة اللي سيدنا (سعد) كان مستنيها .. هو بعت فرقة إنتحارية نقت أضعف حتة في الصف الأمامي للفرس اللي كانت الرماة و كنسوهم في سكتهم زي ما انت بتكنس التراب كده لحد ما وصلوا ل(رستم) و قتلوه .. كانت عملية إغتيال لقائد العدو تمت بنجاح و بمجرد ما (رستم) إتقتل بدأ الهجوم الشامل لقوات سيدنا (سعد) .. معركة واحدة أستشهد فيها  10,000 مقاتل من المسلمين قصاد مقتل 25,000 من الفرس .. بعد القادسية عاصمة الفرس إتفتحت و بداية من 637 لحد 654 و دولة الفرس بتقع حتة حتة في إيد المسلمين .

اليوم الرابع للقادسية و اللي حسم المعركة .. لإن الفرس إفتكروا إن النهارده أجازة فسيدنا (سعد) بعت فرقة إنتحارية من فرسانه نقت أضعف حتة في صفوف الفرس و قدرت تدوس علي وشهم و وصلت لحد (رستم) و إغتالته .. فجأة الفرس بقوا من غير قائد و ده خلي (سعد) يؤمر بهجوم شامل.

انا عارف إنك دلوقتي يا بتنهج من كتر الأحداث يا فصلت مني من كتر التفاصيل .. انا عارف إني تقلت عليكوا بس اللي انت محتاج تفهمه إن معركة اليرموك مكنتش مجرد معركة المسلمين كسبوها و خلاص .. دي كانت مسـألة حياة أو موت .. مصير الإسلام كله إتوقف علي المعركة دي .. كان ممكن مليون تفصيلة تحصل تبوظ الدنيا .. أحياناً ميكس الحظ مع الصبر مع الإرادة مع تفتيح المخ مع إنك تحط الناس في المكان الصح بيخليك تحقق معجزات .. بالورقة و القلم لا المسلمين كانوا المفروض يكسبوا لا اليرموك ولا القادسية .. بس اللي انت محتاج تخرج منه من المعركتين دول إن سبب أساسي في النصر لأي جيش هي إن يكون عندك قائد بيفكر بره الصندوق .. عساكر مش بتخاف .. قيادة سياسية بتفهم .. فيه دروس ممكن نتكلم فيها من هنا لحد السنة الجايه بس يمكن خلينا نشوف ده في مقالات جايه لإن أكيد دي مش حتبقي أخر مرة نتكلم فيها عن الفتح الإسلامي.

المصادر:
فيديو بعنوان Battle of al-Qadisiyyah 636- Muslim-Sassanid War of 633-654 Documentary موجود علي YouTube وده لينكه:
http://w.youtube.com/watch?v=01z7hTGDNco
سلسلة فيديوهات بعنوان Battle of Yarmouk, 636 موجوده علي YouTube وده لينكها:
s://www.youtube.com/watch?v=vL33R5F2Pkg
https://www.youtube.com/watch?v=_4YePBWh0-w

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!