تابعونا

السودان .. لماذا لا يموت ولاد الكلب؟

و ده بيحطك قصاد أهم حقيقة في الخناقة دي .. دي خناقة متوصفهاش غير الأية الكريمة اللهم أضرب الظالمين بالظالمين و أخرجنا منها سالمين .. دي خناقة بين إتنين قتالين قتلة كل واحد فيهم حيموت و يقعد علي الكرسي .. دي مش خناقة بين عقائد أو أيدولوجيات أو أفكار سياسية و عشان كده دي خناقة جديدة علي السودانيين نفسهم.

26 أبريل، 2023 1 597

في حالة إن حضرتك كنت مشغول لشوشتك في متابعة مسلسلات رمضان و بتحاول تمشي يومك وسط أعلي معدل تضخم يحصل في مصر في الثلاثين سنة اللي فاتوا و كنت مش فاضي تتابع اللي بيحصل بره حياتك اليومية فأحب أقولك إن الدنيا ولعت في السودان .. كنت أتكلمت قبل كده عن الثورة السودانية بس ملخص الخناقة إن علي إيدك اليمين فيه المشير (عبدالفتاح برهان) القائد العام للقوات المسلحة السودانية و القائم بأعمال الرئيس السوداني ماسك في خناق جنرال تاني اسمه (محمد حمدان دقلو) اسم الشهرة بتاعه (حميدتي) و ده يبقي قائد حاجة اسمها قوات الدعم السريع Rapid Support Force أو RSF إختصاراً عشان لو لقيت اسمهم ده علي السوشيال ميديا تبقي عارف مين دول و بالمناسبة (محمد حمدان دقلو) يبقي النائب بتاع (عبدالفتاح برهان) .. لحد دلوقتي هي خناقة داخلية بين الجيش حتي أنا شخصياً متردد اسمي الخناقة دي حرب أهلية لإن الشارع السوداني و المواطن السوداني البسيط ملوش أي علاقة باللي بيحصل و يمكن بالعكس هو بيتحسر علي إن الشخصيات دي هي اللي القدر شاء و بقت مسئولة عن حياته اليومية .. النهاردة إحنا حنحاول نجاوب سوا علي كذا سؤال بحيث تطلع و إنت فاهم هو مين بيتخانق مع مين و ليه و مين واقف في صف مين:

  • إيه السبب ورا الخناقة دي؟ وهل هو سبب يستاهل؟
  • هو يا تري مين بيشجع مين؟ يعني المدرجات واقف فيها مين و مين واقف في صف مين؟
اللي علي الشمال يبقي (عبدالفتاح برهان) و اللي علي اليمين يبقي (محمد حمدان دقلو) .. الجدير بالذكر إن الروس بعتوا عناصر من مجموعة فاجنر عشان تدعم قوات (دقلو).

إيه السبب ورا وجع القلب ده؟

كان يا مكان كان بيحكم السودان رجل مفتري اسمه (عمر البشير) .. .حتحس بداية من دلوقتي إن قصة السودان شبه قصتنا بشكل غريب و مريب أحياناً .. (عمر البشير) ده فضل يحكم فوق الثلاثين سنة لحد ما إتشال في ثورة شعبية سنة 2019 بس خلي بالك .. اللي جاب أجل (عمر البشير) إن الجيش بتاعه باعه .. لو فضل الجيش واقف في ظهر (عمر البشير) كان حتي لو المظاهرات ضده كملت لسنين و سنين مكنش ساب الكرسي .. جميل .. بعد ما (عمر البشير) راح في داهية الجيش قعد مع القوي السياسية في السودان و إتفقوا إن حتتعمل حكومة إنتقالية أو حكومة تسيير أعمال سميها زي ما تسميها لحد ما في أواخر 2023 حتتعمل إنتخابات عشان الكدبة اللي إحنا سمعناها كتير إن الجيش يرجع لثكناته و المدنيين يحكموا البلد .. سنة 2021 إتعمل إنقلاب من الجيش علي الحكومة المؤقتة دي عشان يبقي (برهان) هو رئيس الحكومة و وزير الدفاع و الكل في الكل و لحد المرحلة دي كان دراعه اليمين (دقلو) زي ما يكون كلب بولدوج متشرس كل ما يشوف مظاهرات يروح يقتل المدنيين اللي فيها .. و دي أهم حاجة تعرفها عن (دقلو) إنه كلب متشرس و زي أي كلب متشرس هو مش فارق معاه أوي اللي بيعمله ده صح ولا غلط لإنه بيسمع كلام صاحبه و خلاص .. بداية شهرته و إن الناس تسمع اسمه كانت في 2003 لما وقتها (عمر البشير) كان بيحكم و قامت ضده ثورة في محافظة دارفور و دي حتة تقريباً مساحتها قد مساحة إسبانيا كده .. الدنيا كانت حتفلت من (عمر البشير) لحد ما القدر بعتله (دقلو).

(دقلو) مش متعلم .. هو أساساً يعني معهوش شهادة ثانوية عامة .. هو زي ما يمكن ناس كتير عارفه عمل فلوس حلوة من تجارة المواشي و وقتها اللي هو خلال الفترة من 2003-2005 جمع كل البلطجية اللي في البلد و ركبهم حصنة و عطاهم بنادق كلاشينكوف و طلقهم علي المتمردين في دارفور .. الرجل اللي تشوفوه أقتلوه .. الست اللي تشوفوها أغتصبوها و أقتلوها .. كم المذابح و الجرايم اللي البلطجية دول إرتكبوها بأمر مباشر من (دقلو) و بمعرفة و بموافقة (عمر البشير) خلي أهل دارفور يطلعوا عليهم اسم الجانجاويد يعني الجن اللي راكبين جياد أو حصنة .. أهل دارفور شافوهم شياطين ماشية علي الأرض .. يا مؤمن ده المحكمة الجنائية الدولية International Criminal Court أو ICC طلعت مذكرة إعتقال ضد (دقلو) و ضد (عمر البشير) بتهمة إرتكاب جرائم حرب وصلت لحد التطهير العرقي و دي تهمة مبتطلعش إلا لقتالين القتلة التقال أوي .. في دارفور لوحدها (دقلو) مسئول مسئولية مباشرة عن مقتل 300,000 بني أدم و ترحيل 2.5 مليون .. دي أرقام بتحطه في قائمة الشرف مع المجرمين الكبار في تاريخ البشر .. مع كل ضحية بتتقتل و معزة (دقلو) في قلب (عمر البشير) بتزيد .. لما التمرد في دارفور خلص و جه وقت إن (البشير) يدفع اللي عليه حب ياكل الفلوس اللي المفروض يدفعها ل(دقلو) و ده خلي (دقلو) يقرر يوري صاحبه الوش التاني لما أعلن تمرده علي حكومة (البشير) و خلاه يعرف إنه بيتفاوض مع المتمردين الدارفوريين إنه يتحالف معاهم ضد الحكومة السودانية فلما الخبر وصل ل(البشير) رجع في كلامه و دفع الفلوس اللي عليه و زيادة كمان و طلع فرمان بإن من هنا و رايح (محمد حمدان دقلو) بقي ضابط في الجيش السوداني برتبة لواء .. يقال إن العلاقة بين الإتنين بقت حلوة أوي لدرجة إن و أنا معرفش هل ده صح ولا غلط (البشير) كان دايماً بيقول علي (دقلو) إنه ابنه اللي مخلفوش .. علاقة مريبة.

دافور محافظة قد مساحة بلد زي إسبانيا مثلاً.
صورة (محمد حمدان دقلو) متعلقة علي عربية ضمن قوات الدعم السريع بتشارك في عرض عسكري بس أنا عايزك تركز في وش اللي قاعد جنب كرسي السواق .. إنت شايف إنه عيل صغير ملبسينه زي عسكري و ممسكينه بندقية كلاشينكوف.

سنة 2013 (البشير) طلع قرار بإعتبار الجانجاويد بعد ما إتغير اسمهم لقوات الدعم السريع قوة منفصلة عن القوات المسلحة السودانية و سنة 2015 إتبعتوا تاني لدارفور عشان يخلصوا علي القلق اللي بيحصل هناك .. في مارس 2015 لما التدخل العسكري الخليجي بدأ في اليمن فالسعودية إتفقت مع (البشير) إنه يبعت قوات سودانية و من ضمن القادة بتوع القوات دي كان (برهان) بس أغلب القوات نفسها كانت من قوات الدعم السريع .. طبعاً السعودية و الإمارات اللي كانوا بيدفعوا مرتبات القوات دي و فوقيهم حلاوة فده كان حنفية فلوس مفتوحة في جيب (دقلو) .. زود علي كده إنه في نوفمبر 2017 قدر يهزم قائد التمرد في دارفور اللي هو (موسي هلال) و ده خلي قوات الدعم السريع تسيطر علي جبل عامر في دارفور اللي فيه أكبر منجم ذهب في البلد .. عشان بس أحطك في الصورة فجبل عامر ده بالنسبة للسودانيين زي قناة السويس بالنسبة لينا .. ده خلي (دقلو) بيخشلوا فلوس حلوة أوي يقدر يصرفها علي نفسه و علي تسليح و مرتبات القوات بتاعته بس برده ده خلق واقع جديد .. الجيش السوداني مبقاش عنده الخبرة القتالية بتاعة قوات الدعم السريع .. صحيح الجيش عنده دبابات و مدافع و طيارات و كل ده حلو و علي راسي من فوق بس اللي كان فعلاً بيضرب نار من 2003 لحد 2023 هم قوات الجانجاويد اللي بعد كده بقت قوات الدعم السريع .. (دقلو) رجالته حاربوا في السودان و في اليمن و حتي في تشاد لإن الرئيس التشادي الراحل (إدريس ديبي) طلب من (دقلو) يبعتلوا قوات عشان تحارب الجماعات الإسلامية المتمردة و اللي كان بيدفع مرتبات القوات دي كانت فرنسا.

 لما الثورة السودانية قامت ضد (البشير) سنة 2019 ملقاش حل غير إنه جاب (دقلو) تاني عشان يخلص علي المتظاهرين .. هو لوحده مسئول مسئولية مباشرة عن مقتل 120 متظاهر .. لما الدنيا باظت و بقي واضح إن أيام (البشير) في الحكم بقت بتتعد علي الصوابع (دقلو) باع أبوه و إتفق مع قائد الجيش وقتها (عبدالفتاح برهان) إن ليه لا نقلش (البشير) و نحكم إحنا و الكلام ده كان في إبريل 2019 .. وقتها الناس فرحت أوي و صدقت إن (دقلو) ممكن يكون هو المنقذ اللي ربنا باعته لدرجة إن الناس بقت بتعتبره بطل قومي .. و ليه لا ما هو اللي خلصنا من حكم (البشير) .. في أغسطس 2019 الجيش و القوي السياسية إتفقوا إن حيتشكل مجلس رئاسي ميكس بين العسكر و المدنيين يحكم البلد لحد ما تتعمل الإنتخابات في 2023 بحيث رئيس المجلس ده كان (برهان) و النائب بتاعه كان (دقلو) و رئيس الحكومة المؤقتة حيكون رجل كبارة بيفهم في الإقتصاد اسمه (عبدالله حمدوك) .. (دقلو) مينفعش بأي حال من الأحوال يتقال عليه ضابط جيش ولا حتي إنه يلبس البدلة العسكرية لإن خلينا نكون صرحاء مع بعض هو مجرد إنه يلبسها فهو بيوسخ تاريخ المؤسسة العسكرية السودانية كله بس نقول إيه .. المصلحة تغلب أي حاجة .. (برهان) اللي بحكم تربيته العسكرية كان المفروض يبقي شغله الشاغل إن (دقلو) ده ميعتبش باب وزارة الدفاع حط إيده في إيد (دقلو) عشان يتفقوا مع بعض يعملوا إنقلاب علي المدنيين و يحكموا هم في أكتوبر 2021 .. (عبدالله حمدوك) فضل محبوس في بيته تحت الإقامة الجبرية لمدة شهر و بعد كده طلع عشان يرجع تاني يمسك الحكومة لإن خلينا نكون صرحاء مع بعض لا (دقلو) ولا (برهان) كانوا عارفين يدوروها .. لما ده حصل السودانيين نزلوا الشارع تاني و للمرة اللي مش عارف كام قوات الدعم السريع نزلت تخلص علي المتظاهرين و مات 125 بني أدم و ده اللي خلي (حمدوك) يقدم استقالته في يناير 2022 و من ساعتها و الجيش هو اللي ممشي البلد و بسم الله ما شاء الله أداهم حاجة زي الزفت الصراحة.

و كأنه (عمر البشير) بعث من جديد .. (محمد حمدان دقلو) في مظاهرة تأييد ليه وهو لابس الزي العسكري.

دي كانت علاقة توكسيك سواء بين (دقلو) و (البشير) أو بين (دقلو) و (برهان) بس كانت بتؤدي الغرض لحد ما جه يوم 15 إبريل 2023 و العلاقة دي قلبت بخناقة و اللي الحقيقة وراها 3 أسباب أساسية:

  • السبب الأولاني إن المفروض (برهان) و (دقلوا) يتفقوا مع بعض علي إمتي و إزاي حيتم دمج قوات الدعم السريع دي جوه القوات المسلحة بحيث يبقوا كيان واحد بدل ما هم قوتين منفصلتين عن بعض كل واحدة بقيادتها و تسليحها المنفصل .. كان المفروض إن الإتفاق بين الإتنين يتمضي يوم 1 إبريل 2023 بس بسبب الخلاف علي النقطة دي محدش مضي علي حاجة .. طبيعي إن عملية الدمج دي مش حتتم بين يوم و ليلة و ممكن تاخد سنين .. (دقلو) شايف إن المنطق بيقول إن المركب اللي ليها ريسين تغرق و عشان كده خلال الفترة دي اللي يمسك قائد عام القوات المسلحة يبقي رئيس الدولة أو رئيس الحكومة اللي هو شخص مدني .. طبعاً (برهان) مش واكل معاه الكلام ده
  • السبب الثاني هو إن زي ما قلنا في التشبيه بتاعنا إن قوات الدعم السريع دي زي ما تكون كلب بولدوج متشرس و بالتالي المفروض إن الكلب متيحركش إلا لما ياخد أمر مباشر من صاحبه .. اللي كان بيحصل خلال الفترة اللي فاتت إن (دقلو) بيحرك قواته في أماكن مختلفة جوه العاصمة الخرطوم من غير ما يستأذن أو يبلغ (برهان).
  • السبب الثالث و يمكن أهم سبب إن قوات الدعم السريع دي تحت إيدها مناجم الدهب اللي في دارفور زي ما قلنا و من القواعد المهمة في حياتنا كبشر إن الفلوس بتقوي قلوب الناس فلما (دقلو) يبقي تحت إيده مصدر دخل بيأكله الشهد فطبيعي إنه يحس إن مكانه إنه يبقي هو زعيم الأمة.

و ده بيحطك قصاد أهم حقيقة في الخناقة دي .. دي خناقة متوصفهاش غير الدعاء اللهم أضرب الظالمين بالظالمين و أخرجنا منها سالمين .. دي خناقة بين إتنين قتالين قتلة كل واحد فيهم حيموت و يقعد علي الكرسي .. دي مش خناقة بين عقائد أو أيدولوجيات أو أفكار سياسية و عشان كده دي خناقة جديدة علي السودانيين نفسهم .. بمعني .. السودان استقلت عن مصر سنة 1956 و من سنة 1956 لحد دلوقتي يعني خلال 67 سنة السودان حصل فيها 6 إنقلابات عسكرية في سنين 1958 و 1969 و 1985 و 1989 و 2019 و 2021 .. بالمعدل ده تعامل السودانيين مع خبر إن حصل النهاردة إنقلاب زي بالضبط لما بالنسبة لينا الأهلي ياخد الدوري .. إنقلاب 1989 هو اللي جاب (البشير) للكرسي و اللي فضل يحكم لأكثر من 30 سنة لحد ما الناس يأست و تخيلت إن الحاجة الوحيدة اللي حتشيل (البشير) من الكرسي هو الموت .. كل إنقلاب بيجي بيجي معاه حاكم علي الأقل قدام الناس عنده توجه تاني خالص و رؤية مختلفة لمستقبل السودان .. خناقة المرة دي جديدة إنها بين إتنين لو تسألهم هو أنتوا شايفين مستقبل السودان إزاي حتلاقيهم بيقولوا مش عارفين و مش فارق معانا طول ما أنا قاعد علي الكرسي.

مين بيشجع مين في الماتش اللي ملوش لازمة ده؟

الحقيقة إن فيه كذا طرف صوابعهم بتلعب في الخناقة دي و رأيي الشخصي إن فيه كذا طرف بيتدخل و هم أساساً مش فاهمين هم بيهببوا إيه في عيشتهم و دي تبقي لستة الدول اللي بتحاول يبقي ليها بشكل ما دور في اللي بيحصل:

  • أميركا .. علي الورق هي أهم لاعيب لإنها تقدر تقفل محبس المساعدات المالية اللي بتوصل لأي حد هي مترضاش عليه .. سيطرة أميركا علي الأمم المتحدة بتخليها متحكمة في مين يتفرض عليه عقوبات إقتصادية ولو حبت تقدر تبعت قواتها الخاصة عشان تغتال حتي اللي هي شايفاه ضد مصالحها خصوصاً إن زي ما حنشوف كمان شوية فيه خناقة مصالح ما يعلم بيها إلا ربنا بين أميركا ضد روسيا و الصين بس هي المشكلة تقوم بدورك إزاي و إنت أساساً يعني ملكش سفير في السودان بقالك فوق الأربع سنين .. يا مؤمن ده إنت أول قرار خدته لما الضرب بدأ إنك بعت أربع طيارات CH-47 Chinook عشان تجلي الموظفين بتوع السفارة بتاعتك في الخرطوم و مبقاش ليك أي وجود دبلوماسي في البلد فإنت إزاي متوقع كلمتك توصل أصلاً؟ .. من غير وجود دبلوماسي يبقي إنت معندكش عناصر مخابراتية علي الأرض فأنا حتي لو طلبت من الرئيس الأميريكي (جو بايدن Joe Biden) شخصياً إنه يتدخل و يقف في صف حد من الإتنين سواء (برهان) أو (دقلو) فهو مش حيبقي تحت إيده المعطيات اللي تخليه ياخد قرار وهو مستريح و ده يفسرلك ليه المخابرات الأميريكية لحد دلوقتي عامله نفسها من بنها لإن ملهاش عناصر علي الأرض من أيام ما (دونالد ترامب Donald Trump) كان رئيس و رفض يعين سفير للسودان علي أساس إن السودان من الدول اللي مش مهمة علي أجندة السياسة الخارجية الأميريكية دلوقتي.
  • الصين .. معاك و خدامك إن نفوذ الصين في أفريقيا دلوقتي أكتر بكتير من نفوذها من عشر سنين بس حرجع تاني للنقطة الأولانية .. اللي بيفرض نفوذ أي بلد في بلد تانية هو حاجتين .. الإستثمارات و إن يبقي ليك سفير حوليه فريق محترم من وزارة الخارجية عارفين يبقوا حلقة وصل كويسة بين البلدين .. الصين لسه مشتغلتش علي النقطة بتاعة وجودها الدبلوماسي و عشان كده الصين لو صرفت مليارات من هنا لحد السنة الجاية من غير وجود دبلوماسي قوي فكل ده هراء.
  • روسيا .. يمكن دول أكتر طرف من الأطراف الخارجية اللي ليهم وجود دبلوماسي و عسكري كبير في السودان .. من اليوم الأول للضرب و الروس قالوها صراحة إننا في صف (دقلو) و مهم تفهم ليه .. الغزو الروسي لأوكرانيا استنذف كتير من موارد روسيا و هم كانوا حاطين عينهم علي مناجم الذهب اللي في السودان و اللي لأجل الصدف يعني تحت سيطرة رجالة (دقلو) .. في مقابل ده الروس بعتوا عناصر من مجموعة فاجنر Wagner Group لتدعيم صفوف رجاله (دقلو) .. الأهم .. حلم الروس الأساسي هو إنهم يبقي ليهم قاعدة بحرية في السودان عشان يبقي ليهم وجود في البحر الأحمر .. جميل .. طالما (برهان) في السلطة و حتي لو جت حكومة مدنية منتخبة فممكن الحلم ده ميتحققش علي أساس إن المنطق بيقول منزعلش أميركا ولا إننا نترمي في حضن روسيا .. لكن لو (دقلو) بقي هو الكل في الكل في السودان فساعتها حيبقي فيه أمل إن الروس يوصلوا للي هم عايزينه.
  • مصر .. صدقني لو قلتلك مصر مش عارفه هي عايزه إيه .. خليني أعيد صياغة الجملة دي بإني أقولك إحنا عارفين إحنا عايزين إيه بس مش عارفين مين اللي ممكن يضمن لينا إنه يحققلنا ده لإن تاني للمرة اللي مش فاكر كام برجع و بقولك اللي بيخلق نفوذ أي بلد عند بلد تانية هو شغل الناس بتاعة وزارة الخارجية و يبقي ليك هناك سفير فاهم هو بيعمل إيه .. مصر عايزة اللي يحكم السودان يبقي رجل عسكري مش حكومة منتخبة و ده يقدر يحققه سواء (برهان) أو (دقلو) .. مصر عايزة حد يقف معاها في خناقتنا مع أثيوبيا بسبب سد النهضة و دي برده حاجة الإتنين يقدروا يحققوها و الإثنين عايزين مصر تقف معاهم .. متنساش إن المستشارين العسكريين المصريين اللي إتأسروا علي إيد الناس بتاعة قوات الدعم السريع رجعولنا تاني من غير ما يبقي فيه مشاكل في المفاوضات .. قدام الناس إحنا واقفين في ظهر (برهان) بس صدقني لو قلتلك إن القيادة المصرية محتارة بين (نادية) و بين (سوسو).
  • الخلايجة .. سواء السعوديين أو الإماراتيين عندهم نفس الحيرة اللي مسيطرة علينا .. الحل الأمثل بالنسبة ليهم إن (برهان) و (دقلو) يتصالحوا و المؤسسة العسكرية هي اللي تحكم السودان و فككوا بقي من فكرة الحكومة الديموقراطية .. بس علي الناحية الثانية لو أضطروا يعني إنهم لازم يختاروا واحد فممكن يروحوا ل(دقلو) لإنه عمل معاهم دور واجب لما بعتب الألاف من رجالته لليمن عشان يحاربوا ضمن التحالف السعودي الإماراتي ضد الحوثيين.
النقط الحمرا دي بتمثل مناطق ضرب النار بين القوات المسلحة السودانية و قوات الدعم السريع اللي بدأ يوم 15 إبريل 2023.

الخوف إن الموقف في السودان يقلب علي حاجة شبه الحلة البرستو اللي هو فجأة الدنيا تنفجر في وش الكل مش لسبب غير إن كل اللي عايز حاجة ياخدها .. لو حصل و أهل دارفور خدوا حبوب الشجاعة و تمردوا علي الإتنين سواء (دقلو) أو (برهان) و كل ولاية عايزة تستقل عملت كده فالموضوع حيخرج عن السيطرة .. تاني .. خناقة السودان دي مش حرب أهلية بالمعني التقليدي للحرب الأهلية .. حاول تتخيل إنك بتتكلم عن أسرة الأب و الأم ماسكين في خناق بعض فده بيدي فرصة لعيالهم إنهم يضيعوا براحتهم ما هو كده كده بابا و ماما مش فاضيين يهتموا بينا و حتي لو عرفوا إن العيال مقضيينها مخدرات فمش حيحلوا المشكلة قد ما هم حيلوموا بعض .. السودان بلد ليها 5 جيران اللي هم مصر و ليبيا و تشاد و جمهورية أفريقيا الوسطي و أريتريا و جنوب السودان .. منهم 3 دول بينهم و بين الحرب الأهلية شعرة فالوضع مش مستحمل .. بما إن أنا شخصياً لا أملك غير الدعاء فإن شاء الله الأزمة دي تعدي علي خير و يمكن في يوم من الأيام الشعب السوداني يصحي يلاقي نفسه بتحكمه حكومة ديموقراطية منتخبة زي ما هو بيحلم.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

تعليق واحد

  • يقول Mahmoud Khafagy:

    بس الإمارات والسعودية موقفهم متضاد من الأزمة هناك يعني الإمارات موقفها شبه صريح زي روسيا وهي إنها بتدعم حميدتي على نفس الأجندة بتاعت إسرائيل. وعلى الأرض الوضع مش حلو خالص والبلد هتمشي في سكة التقسيم زي ما حصل قبل كدة مع جنوب السودان.
    ندعو الله إن الأزمة دي تنتهي قريب وإنه يسترها معاهم لأن المنظومة الصحية هناك شبه انهارت والموضوع هناك مأساوي جدا

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!