تابعونا

هدم سور برلين .. ربك لما يريد الصعب بيتهون.

كل يوم بيعدي في حكم (جورباتشوف) والأمريكان من جواهم بيموتوا من الرعب .. هم حاسين إن النهاية بتقرب ومحدش فيهم عنده أي فكرة هو المفروض إيه يتعمل لما اليوم ده يجي؟ .. في يونيو 1989 بتتعمل أول إنتخابات برلمانية في بولندا واللي كانت نتيجتها إن الحزب الشيوعي خسر .. اللي لا السوفييت ولا الأمريكان كانوا عاملين حسابهم عليه إن ربك لما يريد الصعب بيتهون والحزن بيتلون .. ربك لما يريد بيزرع وسطنا بني أدمين مبيبقاش ليهم أي لازمة في الدنيا غير إنهم يدوسوا علي الزرار اللي ممكن يوقع إمبراطوريات.

15 أبريل، 2020 3.3 ألف

لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/ax5us9hqmuzf

من ساعة اللحظة اللي الحرب العالمية الثانية خلصت فيها وألمانيا إتقسمت نصين .. نص شرقي ونص غربي .. النص الشرقي اللي هي ألمانيا الشرقية واللي إسمها بالكامل كان الجمهورية الديموقراطية الألمانية كانت تحت إيد السوفييت ولإنها لا كانت جمهورية ولا ديموقراطية فإحنا فضلنا نسميها ألمانيا الشرقية .. النص الغربي اللي هي ألمانيا الغربية وإسمها بالكامل كان الجمهورية الفيدرالية الألمانية كانت تبع الثلاثي أميركا وبريطانيا وفرنسا .. لحد دلوقتي كان الموضوع ممكن يتبلع .. عادي ألمانيا لا كانت ولا حتكون أخر بلد تتقسم نصين .. المشكلة إن كان فيه خازوق إسمه برلين .. برلين هي العاصمة .. موقعها الجغرافي بيخليها جوه النص الشرقي .. المنطق بيقول إن السوفييت هم اللي ياخدوا برلين والغرب ينقيله أي مدينة تانية يخلوها هي العاصمة بتاعة النص الغربي بس ده محصلش .. برلين هي كمان إتقسمت نصين .. نص شرقي ونص غربي .. لحد هنا إنت تقدر تقول إن الحرب الباردة كانت حرب مظاهر .. أهم حاجة منظرنا قدام الناس .. كان فيه خط مدهون أبيض واخد برلين قاسمها نصين .. الخط الوهمي ده كان هو الحدود .. علي طول الحدود دي كان فيه نقاط تفتيش إنت كمواطن ألماني تقدر تعدي بينهم زي ما إنت عايز .. حاول تتخيل إن برلين دي كانت عاملة زي مدينة نصر وأكتوبر كده  بينهم كوبري أكتوبر .. إنت ممكن تبقي عايش في مدينة نصر وخاطب واحدة من أكتوبر عادي جداً .. صحيح هو مشوار أسود بس مش مهم .. كله يهون عشان خاطر عيونها .. المشكلة كانت في أهل العروسة .. السوفييت كانوا مش عاجبهم الوضع والسبب في ده هو إنهم كانوا شايفين إن العريس حياخد العروسة ومش حيخليها تشوف أهلها تاني.

تقسيمة ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية .. النص الشرقي (الأحمر) التابع للإتحاد السوفيتي اللي بقي ألمانيا الشرقية أو جمهورية ألمانيا الديموقراطية .. النص الغربي (الأخضر الإنجليزي والأصفر الأمريكاني والأزرق الفرنساوي) التابع للغرب واللي بقي ألمانيا الغربية أو الجمهورية الفيدرالية الألمانية.
برلين هي كمان إتقسمت رغم إن جغرافياً هي جوه الجزء الشرقي من ألمانيا .. شرق برلين فضل تحت سيطرة السوفييت .. غرب برلين فضل تحت سيطرة الثلاثي إنجلترا وفرنسا وأميركا.

الحكومة بتاعة ألمانيا الشرقية كان السوفييت محفظينهم كلمتين إن والله الوضع ده عاملنا مشكلة إسمها Brain Drain اللي هو كل الناس اللي بتفهم عندنا عمالة تهرب لألمانيا الغربية .. دكاترة ومحامين ومهندسين وأساتذة جامعة .. منظر السوفييت بقي وحش وزي ما قلتلك في المرحلة دي من الحرب الباردة أهم حاجة كانت المظاهر .. مينفعش يبان إن الألمان بتطفش من الحكم الشيوعي .. الناس حتاكل وشنا .. رئيس الإتحاد السوفيتي وقتها كان (نيكيتا خروشوف Nikita Khrushchev) وده رجل إحنا جبنا سيرته لما حكينا حكاية أزمة الصواريخ الكوبية .. الرجل ده كان أهم حاجة عنده كلام الناس .. الأول أمر بإن يتفرش سلك شائك بطول الحدود بين برلين الشرقية والغربية .. لما ده مجابش نتيجة الناس بدأت تشوف عربيات نقل عمالة تحمل في كتل خرسانة .. يوم 13 اغسطس 1961 السور بدأ يتبني وعلي فكرة السور ده يبقي فكرة واحد إسمه (إيريك هونيكير Erick Honecker) وده يبقي رجل ألماني إتعين زعيم ألمانيا الشرقية .. (إيريك) ده رجل خاين والخيانة بتجري في دمه جنب كرات الدم الحمرا والبيضا .. رجل ولاءه مش لألمانيا بلده إنما لروسيا البلد اللي المفروض إنها محتلية بلده .. رجل أهم حاجة عنده هو إن السوفييت يرضوا عنه.

سور برلين ده أنا لو حبصله كمهندس هو سور غريب جداً .. لو أنا ناوي أعمل سور عشان أفصل بيني وبين ناس أنا شايفهم أعدائي فأنا أكيد يعني مش حبني سور بإرتفاع 3.6 متر وبسمك 1.2 متر بطول 130 كيلومتر .. كأبعاد أنا لو معايا كرسي حعرف أنط من فوقيه .. مش بس كده .. مش دي أغرب حاجة فيه .. المفروض يعني إن السور ده السوفييت هم اللي بانيينه يبقي المنطق إنه يتبني علي طول الحدود المشتركة بين برلين الشرقية و الغربية .. لا مش ده اللي حصل .. السور ده حضرتك إتبني داير ما يدور حول غرب برلين .. فعلياً أهل غرب برلين صحيوا الصبح لقوا نفسهم محبوسين في زنزانة .. بما إن غرب برلين بقت محبوسة جوه ألمانيا الشرقية فأنا عشان أطلع من غرب برلين أصلاً قدامي 3 حاجات .. يا أركب طيارة .. يا أركب قطر .. يا أركب عربيتي وأطلع علي الطريق السريع .. السور نفسه مش هو القضية .. المشكلة كانت السلاطات بتاعته .. ورا السور من ناحية شرق برلين فيه شريط بعمق 110 متر .. أي بيت كان مبني مكان الشريط ده إتهد وإتفرش مكانه زلط .. إترصت في الشريط ده عمدان نور زي اللي بتشوفها في الشارع .. إتفرش فيه ألغام أرضية .. إتبني فيه أبراج وفوق كل برج إتحط مدفع رشاش .. بقي بيفتشه كل شوية دوريات عساكر بكلاب حراسة .. فعلياً أنا بكلمك عن سجن في مساحة مدينة.

الخط الأحمر ده يبقي مسار سور برلين .. السور ده إتبني عشان يحاوط غرب برلين داير ما ديور.

تخيل يا مؤمن 28 سنة والسور ده مبني .. 28 سنة مات فيهم ما بين 140-190 بني أدم ماتوا وهم بيحاولوا يعدوا السور ده من شرق برلين لغربها .. 28 سنة قدر فيهم 5000 بني أدم إنهم يعدوا .. أحياناً بإنهم يحفروا أنفاق ولا كأنهم في مسلسل Prison Break .. أحياناً بإنهم ركبوا عربيات وجريوا بيها بأقصي سرعة علي أمل إنهم ميدوسوش علي لغم أو إن العساكر ميقتلهومش بالرصاص .. وأحياناً بإنهم ركبوا منطاد هواء زي اللي إنت بتركبه في الأقصر ده عشان يعدوا الناحية الثانية .. 28 سنة والناس بقت مش حقول عايشة إنما متعايشة مع السور .. سكان غرب برلين بقوا شايفينه مكان كويس لركنه عربياتهم .. عواجيز شرق برلين بيبصوا علي السور ويتحسروا علي اليوم اللي كانوا زمان بيقعدوا علي القهوة مع صحابهم وأهاليهم في غربها .. لو فعلاً عايز تشوف الفرق في الدماغ بين ألمانيا الشرقية و الغربية إنت بس محتاج تبص علي الوشين بتوع السور .. بص علي الوش اللي بيطل علي غرب برلين وبص علي الوش اللي بيطل علي شرق برلين .. من ناحية تلاقيه لوحة مرسومة .. مفيش حتة من السور معليهاش رسوم جرافيتي وشعارات سياسية بتاعة إمتي بقي يجي اليوم اللي تتوحد فيه ألمانيا .. علي الناحية الثانية تحس إنك معدي جنب سور سجن طره كده .. حيطة خرسانة صماء لونها رمادي.

الحماية العسكرية المبالغ فيها لسور برلين من الشريط الفاضي للألغام لأبراج الحماية للكشافات للكلاب.

بس ده مش معناه إن الناس كان عندها إجماع هو السور ده يتهد ولا لا .. حتي الغرب .. بلاش تتخيل إن عشان مغنيين مشاهير وقتها زي (بروس سبرينجستين Bruce Springsteen) و(ديفيد بوي David Bowie) وفرقة موسيقية زي جينيسيس Genesis عملت حفلات عند سور برلين من ناحية غرب المدينة يبقي كده الغرب كان عايز السور يتهد تبقي غلطان .. اه وبالمناسبة لو إنت من جيل الألفينات ومش عارف مين أسامي المغنيين اللي أنا قلتهم دول متحاولش حتي إنك تفتح YouTube وتجرب تسمعهم عشان الناس دي كانت بتغني أيام (أم كلثوم) الله يرحمها فمتحاولش .. تاني .. قدام الناس الغرب كان بيقولك ياااااه إمتي بقي السور يقع بس ده مكنش حقيقي .. قدام الناس طلع الرئيس الأميريكي (جون إف كينيدي John F. Kennedy) يقول أنا بعتبر نفسي برليني .. قدام الناس طلع الرئيس الأميريكي اللي جه بعده (رونالد ريجان Ronald Reagan) تحدي الرئيس السوفيتي وقتها (ميخائيل جورباتشوف Mikhail Gorbachev) إنه يهد السور بس من جواه كان نفسه يتساب زي ما هو .. السؤال دلوقتي ليه أنا بقول كده؟ .. ليه أنا بقول علي الغرب دول شويه كذابين ولاد كلب؟ .. هو أنا مفتري؟ .. هل أنا مفتري؟

لما حكيت حكاية المعجزة الإقتصادية الألمانية قلت إن ألمانيا الغربية بسبب الإصلاحات الإقتصادية اللي هم عملوها إقتصادهم كان زي ما تقولك ده شاربله كرتونه ريدبول ..علي رأي الإعلان اللي بيقول ريدبول بيعطيك جوانح .. الفرق بين معدلات النمو الإقتصادي بتاعة غرب وشرق ألمانيا زي الفرق بين إقتصاد أميركا وإقتصاد شبراخيت .. ده خلي الأمريكان يقولوا لنفسهم لو بكره الصبح السور ده إتهد فإقتصاد ألمانيا الغربية مش حيستحمل .. كم اللاجئين اللي حيجي محدش حيقدر يستوعبه .. ده إحتمال عملة ألمانيا الغربية اللي الأمريكان عملوها اللي هي دويتش مارك ممكن تنهار .. الفكرة دي بقت لازقة في دماغ الأمريكان لما شافوا اللي بيحصل في يونيو 1989 .. في الوقت ده (جورباتشوف) بقي هو اللي ماسك الإتحاد السوفيتي والرجل ده إستلم إمبراطورية فعلياً في الإنعاش .. الإقتصاد السوفيتي إتداس علي وشه سواء من سباق التسلح مع أميركا أو من الحرب اللي مكنش ليها أي لازمة في أفغانستان وفوق ده كله السمعة اللي زي الزفت اللي لزقت في البلد بعد كارثة مفاعل تشيرنوبل .. (جورباتشوف) لما مسك الحكم جه ومعاه فكرتين والفكرتين دول لما الغرب شافهم قالوا لنفسهم إحنا داخلين علي أيام سودا:

  • أول فكرة إسمها إعادة الهيكلة أو Prestroika وبتتنطق بيرو- شترويكا ودي بمنتهي البساطة بدأت تدخل فكرة إقتصاد السوق للنموذج الشيوعي .. زي ما حضرتك أكيد متوقع سياسة زي دي محتاجة جراحين اللي يطبقوها من كتر ما أي حاجة غلط تتعمل ممكن تفرقع في وش الإقتصاد كله .. حاجة كده زي سياسة الإنفتاح اللي عملها الرئيس (أنور السادات) الله يرحمه .. التطبيق الغلط للسياسة دي خلق فجوة رهيبة في الدخل بين المصريين لسه بنحس بيها لحد دلوقتي .. نرجع تاني لألمانيا الشرقية .. ولإن تطبيق سياسة زي دي بحرص صعب شوية يحصل خصوصاً في بلد ماشية بمبدأ الفوضي الخلاقة زي روسيا فطبيعي إن بمجرد ما تتطبق الإقتصاد السوفيتي وبناء عليه إقتصاد ألمانيا الشرقية بدأ يروح في ستين داهية.
  • ثاني فكرة هي الإنفتاح الحكومي Glasnost ودي بتتنطق جلاس- نوس .. جزء من السياسة دي إنه مضي مع (ريجان) إتفاقية INF زي ما حكينا قبل كده للحد من إنتشار الأسلحه النووية .. جزء ثاني من السياسة دي إن (جورباتشوف) بدأ يسيب الحبل شوية لحكومات دول شرق أوروبا اللي المفروض يعني إنها تحت حكم السوفييت خصوصاً حكومات بولندا والمجر والتشيك.

كل يوم بيعدي في حكم (جورباتشوف) والأمريكان من جواهم بيموتوا من الرعب .. هم حاسين إن النهاية بتقرب ومحدش فيهم عنده أي فكرة هو المفروض إيه يتعمل لما اليوم ده يجي؟ .. في يونيو 1989 بتتعمل أول إنتخابات برلمانية في بولندا واللي كانت نتيجتها إن الحزب الشيوعي خسر .. اللي لا السوفييت ولا الأمريكان كانوا عاملين حسابهم عليه إن ربك لما يريد الصعب بيتهون والحزن بيتلون .. ربك لما يريد بيزرع وسطنا بني أدمين مبيبقاش ليهم أي لازمة في الدنيا غير إنهم يدوسوا علي الزرار اللي ممكن يوقع إمبراطوريات .. الناس دي غالباً محدش بيفتكرها .. الناس دي عمرك ما بتصدق رغم إنهم لا مهمين ولا أغنياء ولا مشاهير يطلع منهم كل المصايب دي .. وأحب أخص بالذكر هنا إتنين بني أدمين ويوم معين .. الإتنين دول هم اللي فعلياً بسببهم سور برلين إتهد واليوم ده هو اليوم التاريخي اللي فيه إتحسم مصير السور .. الإتنين دول هم (ميكلوس نيميث Miklos Nemeth) و(جونتار شيباوسكي Gunter Schabowski) .. طبعاً زي ما توقعت إنت عمرك ما سمعت أسامي الإتنين دول ولا تعرف عنهم حاجة .. اليوم الموعود بقي اللي عايز أتكلم عنه هو 9 نوفمبر 1989.

(ميكلوس نيميث) ده بني أدم غريب وتحسه جوزائي في نفسه أوي .. هو مجري الجنسية دارس إقتصاد وخد شهادة بكاليريوس من جامعة هارفارد في أميركا .. وفي نفس الوقت كان شيوعي وكان عضو في الحزب الشيوعي واللجنة المركزية في الحزب الشيوعي المجري هي اللي عينته وزير مالية وبعد كده عينته رئيس وزراء .. تفتكر هم عينوه ليه؟ .. هم كانوا عارفين إنه عشان متعلم في أميركا فهو تقريباً مقتنع بنفس أفكار (جورباتشوف) فالمفروض إن تعيينه حيخليه يقول للناس يا سلااااام شايفين المجريين فاهمين دماغي إزاي .. والله الرجل لو نجح في شغله ف(جورباتشوف) حيشيلنا علي الراس .. ولو الرجل فشل أدينا حنعتبره شماعة ونعلق عليه كل مشاكل البلد .. اللي محدش كان عامل حسابه عليه إن (ميكلوس) أساساً دماغه رايحة في سكة تانية خالص .. هو لا عايز يعجب (جورباتشوف) ولا عايز الحزب الشيوعي يكمل في الحكم في المجر .. هو أساساً نفسه المجر تترمي في حضن الغرب .. (ميكلوس) كان عارف إن مشاكل المجر الإقتصادية أو خلينا نقول مشاكل الإتحاد السوفيتي الإقتصادية أكبر من مجرد فكرتين جم ل(جورباتشوف) في ساعة صفا .. هو بقي مقتنع إن المجر لازم تهرب من الإتحاد السوفيتي ومش بس كده .. المجر لازم تهرب قبل ما الإتحاد السوفيتي ينهار .. هو محتاج يبان قدام الغرب إنه هو مش حد تاني اللي مسك أجنة ومرزبة وبدأ يكسر في أساسات الإتحاد السوفيتي .. السؤال دلوقتي هو إزاي؟

زي أي عركة كبيرة في الدنيا بتبدأ بشوية زعيق .. هو طلع في التليفيزيون زعق وقال إن موارد المجر مبقتش مكفية إنها تكمل تقفل حدودها مع النمسا .. بقي كل ما حد يكلمه يزعق ويقول أنا معييييش فلوس أصرفها علي العساكر اللي قافلين حدود المجر مع النمسا .. لدرجة إنه رفع سماعة التليفون وكلم (جورباتشوف) شخصياً وإشتكاله .. تقريباً (جورباتشوف) قاله طب إنت إيه مشكلتلك يعني؟ .. فكان رده إن الحدود عليها سلك شائك متكهرب والكهرباء دي بفلوس وأنا عايز ألغي ده .. هو سلك شائك بس مش لازم يبقي متكهرب .. (جورباتشوف) عشان يخلص منه قاله يا سيدي إعمل اللي تعمله بس حل عن دماغي .. (ميكلوس) عزم الصحفيين علي Event وهو بيشيل الكهرباء من السلك الشائك ومش بس كده .. هو فتح حدوده مع النمسا والصحفيين واقفين أكنه بيقول للغرب أنا هنا أهو أنا هنا أهو .. شوية وعمل مبادرة غريبة أوي إسمها The Pan European Picnic اللي هو فتح حدود المجر مع النمسا وقال اللي عايز يعدي يعدي .. النهاردة اليوم المفتوح .. طب إيه المشكلة برده؟ .. إنت ليه ياض إنت عندك هسهس إسمه الحدود المجرية النمساوية؟

حفهمك .. المجر عشان رخيصة وقريبة من ألمانيا الشرقية ففيه ألمان شرقيين كتير بيسافروا يقضوا أجازة هناك .. حلو .. في الفترة بتاعة فتح حدوده مع النمسا (ميكلوس) وفر أوتوبيسات تروح تاخد السياح الألمان الشرقيين من الفنادق اللي هم قاعدين فيها لحد حدود المجر مع النمسا .. وخلي العساكر المجريين اللي علي الحدود لما يشوفوا أي حد معاه باسبور ألمانيا الشرقية يسيبوه يعدي للنمسا .. في يوم واحد 600 ألماني شرقي هربوا للنمسا .. (ميكلوس) إستغل ده وقعد يرقع بالصوت .. إلحقووووووني أنا مش عارف أسيطر علي اللاجئين الألمان الشرقيين ده في الوقت اللي (ميكلوس) فاتح حدوده علي البحري مع النمسا .. شوية وجمهورية التشيك لقطت العدوي .. أي ألماني شرقي عايز ياخد حق اللجوء السياسي لألمانيا الغربية كل اللي هو محتاج يعمله يسافر للعاصمة التشيكية براغ علي إنه رايح أجازة ويقدم ورقه لسفارة ألمانيا الغربية وهم حيعلموا معاه الواجب .. لما جه يوم 9 نوفمبر 1989 فيه أكتر من ربع مليون لاجيء هرب من ألمانيا الشرقية .. ده اليوم اللي أنا عايز أقف قدامه.

السياح الألمان الشرقيين كانوا عشان يقضوا أجازة بيروحوا للتشيك ومنها علي المجر علي أساس إن المجر رخيصة وكل اللي (ميكلوس نيميث) كان عايزه انه يفتح حدوده مع النمسا عشان السياح الألمان اللي بيجوا عنده يهربوا للغرب.

لحد اليوم ده (ميكلوس نيميث) عمل اللي محدش عرف يعمله لمدة 28 سنة .. هو خلي الألمان الشرقيين يعملوا مظاهرات حاشدة في كل حتة في ألمانيا الشرقية .. عايزين إيه الناس دي؟ .. عايزين يسافروا .. اه أكيد عايزين يسافروا ألمانيا الغربية شوية العملاء الخونة الموالين للغرب .. لا وإنت الصادق عايزين يسافروا التشيك أو المجر وهم حيتصرفوا ملكوش دعوة أنتوا .. لأكتر من 28 سنة وسور برلين صامد برعاية (إيريك هونيكير) اللي زي ما قلتلك في البداية إنه زعيم ألمانيا الشرقية .. 28 سنة وكلمة الرجل ده بتمشي علي أطخن طخين في ألمانيا الشرقية .. محدش يقدر يعترض ولا يفتح بقه لحد ما (ميكلوس نيميث) طلعله وقاله صاربرايز ماذرفاكر .. نيجي بقي للشخصية الثانية (جونتر شيباوسكي) اللي فعلياً هو واحد من أهم إتنين في قصة إنهيار سور برلين مع (مكلوس نيميث) واللي دوره حيبقي مهم جداً في يوم من أهم أيام ألمانيا .. 9 نوفمبر 1989.

(جونتر شيباوسكي) ده واحد من قيادات الحزب الشيوعي في ألمانيا الشرقية .. من كام شهر إتعملت إنتخابات واللي كانت نتيجتها صادمة الحقيقة لإن (ايريك هونيكر) إتشال من منصبه وإتشكلت حكومة جديدة في ألمانيا الشرقية .. حكومة إتشكلت علي نفس القالب بتاع (ميكلوس نيميث) .. حكومة ماشية مع دماغ (جورباتشوف) .. (جونتر شيباوسكي) كان المفروض يوم 9 نوفمبر يطلع في مؤتمر صحفي يقول شوية قرارات جديدة طلعت من الحكومة خاصة بتخفيف إجراءات السفر بره المانيا الشرقية .. نفس الطلب اللي الناس كان نفسها فيه لو تفتكر .. (جونتر) مكنش قرأ الخطاب ولا قرأ القرارات ولا يعرف عنها حاجة .. هو بس عشان الأقدمية كان هو اللي المفروض يطلع يقول القرارات دي .. بعد ما (جونتر) خلص قراية واحد من الصحفيين متفهمش ليه؟ وإزاي؟ سأله سؤال مهم جداً .. هو بالصلاة علي النبي الإجراءات دي حتتطبق إمتي؟ .. بص بقي وركز معايا .. القرارات دي كان المفروض تتطبق بكره اللي هو 10 نوفمبر بحيث كل مواطن عايز يسافر بيروح للجوازات ياخد تصريح وبعد ما ياخد التصريح ده يقدر يسافر بره ألمانيا الشرقية وبالتالي يعدي بين برلين الشرقية والغربية .. لكن .. (جونتر) مكنش عارف ده .. هو أساساً مكنش عارف حاجة .. هم قالوله إطلع قول الكلمتين دول وإمشي .. بس لما إتسأل مينفعش يقف قصاد الكاميرات وقصاد الصحفيين وقصاد الألمان ويقول أنا معرفش .. لازم يهبد .. قام هبد الهبدة العابرة للقارات إن القرارات دي تطبق من دلوقتي.

أنا مهما حاولت أشرحلك إزاي سكان شرق برلين سابوا اللي في إيدهم ونزلوا جري للبوابات بين برلين الشرقية والغربية عشان يعدوا مش حتصدقني .. يٌحكي أن أول حد يوصل لمعبر تشارلي Charlie Checkpoint وده المعبر أو الكمين الأمني اللي بيوصل بين شرق برلين والجزء الأميريكي من غرب برلين كانت واحدة ست .. الست دي كانت في بيتها خدت شاور وقعده بالبيجامة والروب حاطه توك في شعرها وبتستعد إنها تنام والتليفيزيون كان شغال والأخ (جونتر شيباوسكي) ده بيقول إن السفر اتفتح .. الست حتي مخدتش شنطة .. مجرد باسبورها وكانت قدام الضابط الألماني عند المعبر بالبيجامة والروب والتوك في شعرها .. العساكر الألمان الشرقيين اللي علي المعابر فجأة لقوا طوابير من الناس هاجمه عليهم .. كلهم بيقولوا كلمة واحدة .. (شيباوسكي) فتح السفر .. العساكر حاولوا يتصلوا بقيادات الحزب الشيوعي .. (جونتر شيباوسكي) كان روح بيته ونام .. كتير من قيادات الحزب كانوا في حفلة في دار الأوبرا .. وقتها مكنش فيه موبايلات .. العساكر قالوا للناس تعدي .. والسور وقع.

إنت متخيل اللي أنا حكيتهولك من شوية؟ .. إنت متخيل إن الحرب الباردة إنتهت بسبب موظف إتسأل سؤال ومعرفش يجاوب فهبد هبدة تاريخية .. هبدة كانت السبب في إنهيار ألمانيا الشرقية .. هبدة كانت السبب في إتحاد ألمانيا .. هبدة كانت السبب في إنهيار الحكم الشيوعي في يوغوسلافيا .. هبدة كانت السبب إن بولغاريا تعمل أول إنتخابات ديموقراطية .. هبده كانت السبب في إنهيار الإمبراطورية السوفيتية .. حقيقي قصة إزاي سور برلين إتهد بتوريك إزاي مينفعش تبقي من الناس المقتنعة بحاجات زي مجلس إدارة العالم وإن فيه شوية ناس هم اللي متحكمين في مصير العالم .. القصة دي توريك إن العالم ده ماشي بالستر وصدقني لو قلتلك تبقي غلطان لو كنت متخيل غير كده.

المصدر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!