تابعونا

المعجزة الإقتصادية الألمانية .. تبقي غلطان لو إفتكرت الأمريكان ليهم دور.

سنة 1936 يعني فعلياً قبل الحرب العالمية الثانية ما تبدأ ب3 سنين حكومة (أدولف هتلر) زي أي حكومة إشتراكية بدأت تطبق سياسة التحكم في الأسعار .. الحكومة بقت بتحدد سعر كيلو اللبن بكام و سعر ربع الجبنة البراميلي بكام و سعر لتر البنزين بكام .. انا أقدر أتفهم لو انت دلوقتي بتقول يا سلااااام علي دي سياسة .. مش دي كانت تحمينا من جشع التجار .. الحقيقة هي اه بس علي شرط وهو إن الحكومة نفسها متبقاش أكبر تاجر جشع في السوق بس ده مبيحصلش.

14 أبريل، 2020 1 3 ألف

لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/niyv2cno0vph

لما الحرب العالمية الثانية خلصت الإقتصاد الألماني كان رايح في ستين داهية .. سواء الحرب نفسها أو سياسة الأرض المحروقة اللي الألمان مشيوا عليها في أخر أيامها مسابتش حاجة سليمة في البلد .. عشان لا يجوز إني أفتح سيرة الإقتصاد من غير إحصائيات فإنت لازم تفهم و تكون مستوعب معني الأرقام اللي أنا حقولها دلوقتي .. إنت بتتكلم عن بلد أكتر من 20% من بيوتها متدمرة .. لو جيت تحسب الإنتاج الغذائي لألمانيا و تقسمه علي عدد السكان حتلاقي الرقم اللي حيطلعلك سنة 1947 بعد ما الحرب خلصت ميجيش 51% من الرقم اللي وصلتله ألمانيا سنة 1938 قبل الحرب بسنة .. بمعني أخر .. كمية الأكل اللي في البلد قلت النص .. ده إترجم إن بعد الحرب و بعد ما ألمانيا إتقسمت سواء ألمانيا الشرقية اللي كانت تحت إيد الإتحاد السوفيتي أو ألمانيا الغربية اللي كانت تحت إيد أميركا و بريطانيا و فرنسا إتطبق فيهم سياسة تقنين الأكل بحيث كل مواطن ألماني بقي أخره في اليوم 1040-1550 سعر حراري .. تقدر تقول إن البلد كلها كانت عامله دايت بالإكراه.

بلاش الإنتاج الزراعي .. الإنتاج الصناعي لألمانيا سنة 1947 كان حوالي 30% من المستوي اللي البلد وصلت له سنة 1938 .. زود علي كده نسبة كبيرة من الرجالة الألمان اللي ينفعوا يشتغلوا كانوا ماتوا في الحرب .. وضع إقتصادي يجيب إكتئاب من مجرد التفكير فيه فما بالك باللي عايشينه .. سنة 1947 الكلام في أميركا كان هو إحنا حنفضل نصرف علي ألمانيا قد إيه؟ .. الأمريكان كانوا بيقولوا لنفسهم هي ألمانيا دي هي إبننا اللي خلفناه و نسيناه؟ .. لكن .. بعد أقل من عشر سنين بعد ما الحرب خلصت كان العالم كله بيضرب كف علي كف و بيسأل نفسه هم إزاي الألمان قاموا كده؟ .. بعد أقل من عشر سنين من نهاية الحرب اللي خسفت إقتصاد ألمانيا و الكلام بقي إن ألمانيا بتحقق معجزة إقتصادية و النهاردة ده حيكون موضوعنا .. موضوعنا هو الإجابة عن سؤال بسيط جداً .. هم الألمان عملوا إيه؟

الحقيقة إنك في أخر المقالة دي حتلاقي نفسك متعصب .. إنت حتلاقي نفسك فعلاً متنرفز لإنك حتكتشف إن المعجزة الإقتصادية الألمانية دي تافهة بشكل إنت لا تتخيله .. هي سهلة لدرجة البواخة .. سهلة لدرجة إنك حتسأل نفسك هو إحنا عبط؟ هل نحن عبط؟ .. المعجزة الإقتصادية الألمانية قامت علي حاجتين ملهمش ثالث .. إلغاء سياسة التحكم في الأسعار .. و تقليل متوسط الضرائب علي الدخل .. بس كده .. مش قلتلك حتتعصب .. بس ورا الأفكار التافهة دي فيه شوية كلام معقد محتاجين نبسطه و محتاجين نمسك السياستين دول نفصص فيهم شوية عشان نفهم أكتر الإجابة عن سؤال هم الألمان عملوا إيه؟

يعني إيه سياسة تحكم في الأسعار؟

سنة 1936 يعني فعلياً قبل الحرب العالمية الثانية ما تبدأ ب3 سنين حكومة (أدولف هتلر) زي أي حكومة إشتراكية بدأت تطبق سياسة التحكم في الأسعار .. الحكومة بقت بتحدد سعر كيلو اللبن بكام و سعر ربع الجبنة البراميلي بكام و سعر لتر البنزين بكام .. أنا أقدر أتفهم لو إنت دلوقتي بتقول يا سلااااام علي دي سياسة .. مش دي كانت تحمينا من جشع التجار .. الحقيقة هي اه بس علي شرط و هو إن الحكومة نفسها متبقاش أكبر تاجر جشع في السوق بس ده مبيحصلش .. (هتلر) مطبقش السياسة دي عشان خاطر سواد عيون الألمان .. هو طبقها عشان حكومته تقدر تشتري المنتجات اللي هي محتاجاها للمجهود الحربي بسعر رخيص .. لما بدأت الحرب سنة 1939 واحد من أهم الناس اللي حولين (هتلر) و قائد سلاح الطيران بتاعه (هيرمان جورينج Hermann Goering) أقنعه بإنه يطبق كمان سياسة تقنين الأكل أو Rationing .. إنت كمواطن بقي ليك كل يوم حصة محددة من الأكل و الشرب و البنزين مينفعش تعديها .. تاني .. الحكاية دي أنا أقدر أبلعها لو كانت حتتطبق علي الناس كلها بما فيها كبارات البلد .. لكن ميبقاش المواطن الألماني أخره في اليوم رغيف عيش و الأخ (هتلر) و رجالته بيتشمسوا في منتجع عش النسر في جبال الألب.

عارف إن حيرد عليا حد يقولي يا عمنا طب ما البريطانيين و الأمريكان طبقوا سياسة التحكم في الأسعار و التقنيين و دي سياسة عادة الدول بتطبقها في حالات الحروب يعني (هتلر) مغلطش في الحتة دي .. حاضر من عينيا أنا أسف يا سيدي بس بلاش نقف قصاد الحتة دي كتير .. المهم سنة 1945 لما الحرب خلصت السوفييت و الأمريكان و البريطانيين و الفرنساويين اللي بقوا فعلياً محتلين ألمانيا إتفقوا علي إنهم حيخلوا سياسة التقنين و التحكم في الأسعار دي مكملة .. طب ليه يا عم الحاج؟ .. منعرفش الحقيقة و إن كان فيه ناس بتقول إن المنطق كان إن الألمان جعانين و كمية الأكل و الشرب اللي تحت إيد الأمريكان مثلاً مش حتكفي قواتهم و كمان الألمان اللي عايشين تحت حكمهم  بس دي كانت غلطة كبيرة.

علي الشمال (أدولف هتلر) و جنبه (هيرمان جورينج Herman Goring) قائد سلاح الطيران و اللي دخل فكرة سياسة التقنين أو Rationing في ألمانيا مع بداية الحرب العالمية الثانية.

زي ما قلت في مقالة الجسر الجوي لإنقاذ برلين ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية إتقسمت نصين .. نص شرقي تحت إيد السوفييت و نص غربي تحت إيد الغرب .. النص الغربي ده في حد ذاته كان متقسم 3 حتت .. واحدة تحت إيد الأمريكان و واحدة تحت إيد الإنجليز و واحدة تحت إيد الفرنساويين .. كل حتة كان ماسكها جنرال و كل جنرال سواء كان سوفيتي أو أمريكاني أو بريطاني أو فرنساوي كان شايف إن تحت إيده عساكر عايزه أكل و شرب و تحت إيده كمان سكان ألمان هم كمان عايزين أكل و شرب و بما إن الأكل و الشرب مش مكفي فخلينا نكمل في سياسات التقنين .. بإختصار هم إتعاملوا مع المدن علي إنها معسكر .. طب إيه المشكلة في الرأي ده؟ .. مشكلة الرأي ده و إن كان منطقي هو إن الجنرالات مخدوش بالهم من رقمين .. الرقم الأول هو حاجة اسمها Cost of Living Index و ده معيار بيحسب هو المواطن محتاج فلوس قد إيه عشان يعيش يعني أكله و شربه و كهربته و غازه و بنزينه واقف علي البلد بكام؟ .. سنة 1948 الرقم بتاع Cost of Living Index للألمان كان وصل 31% من قيمته بتاعة سنة 1938 .. ده معناه إن عشان عدد السكان إتخسف به الأرض فالبلد مبقتش تدفع فلوس زي الأول عشان البني أدمين اللي تحت إيدها يعيشوا .. و في نفس الوقت الفلوس اللي في البلد سواء الفلوس اللي في البنوك أو في السوق كانت 5 أضعاف كميتها اللي كانت موجودة في البلد سنة 1936 .. طب ده معناه إيه؟ .. معناه إن بقي عندك تضخم مبهدل الدنيا .. التضخم ده عمل مشكلتين عكس بعض لدرجة إنك لما تيجي تفكر فيهم حتلاقي نفسك بتضحك إزاي مشكلتين عكس بعض بالشكل ده سببهم حاجة واحدة؟

  • الميكس بين التضخم و التقنين خلي إن الفلوس موجودة بس الحكومة فارضة تقنين كميات فده حيترجم لنقص حاد في المواد الغذائية .. الجنرالات بقوا شايفين حاجة غريبة جداً .. الألمان عشان يلاقوا أكل بقوا يا إما بيزرعوا أكلهم في بيوتهم أو إن كل أخر إسبوع الأب ياخد العربية يطلع علي الأرياف يشتري حاجة الإسبوع من الفلاح و يرجع.
  • نفس الميكس ده برده بين التضخم و تقنين الأكل خلوا إن العملة الألمانية ملهاش أي لازمة و زي ما حكيت في مقالة تاريخ الفلوس فعشان العملة مبقاش ليها قيمة فالألمان لجأوا لسياسة المقايضة تاني .. في سبتمبر 1947 الأمريكان كان تقديرهم إن 30-50% من البيزنس اللي بيحصل في ألمانيا الغربية مش بيتم بالفلوس قد ما بيتم بالمقايضة و ده إترجم إن الإنتاج الصناعي لألمانيا الغربية سنة 1948 مجاش حتي 50% من مستواه سنة 1936 .. بإختصار شديد بما إن الفلوس كتير بس ملهاش قيمة فكأن البلد مفيهاش فلوس و كمان مفيهاش أكل.

الألمان كانوا عارفين المشكلة فين بس القرار مش في إيدهم .. و حتي حل المشكلة عليه خلاف بين مدرستين:

  • علي إيدك اليمين فكرة السوق الإشتراكي الحر Social Free Market أو Soziale Marktwirtschaft باللألماني .. دي فكرة كانت في دماغ ناس زي (والتر يوكين Walter Eucken) و (فيلهلم روبكي Wilhelm Ropke) و (لودفيج إيرهارد Ludwig Erhard) .. أصحاب المدرسة دي كانوا بطبيعتهم ضد الفكر الشمولي بتاع (هتلر) .. فعلياً هم كانوا المعارضة بتاعة الحكم النازي و اللي محدش كان بيسمع صوتها من الخوف .. الفكرة دي قايمة علي حاجتين مضروبين في الخلاط .. السوق الحر أو Free Market و في نفس الوقت رقابة الدولة في إنها تفرض ضرائب تصاعدية علي الدخل و كمان تحمي المواطن من الإحتكار و خلي بالك إن الإقتصاد النازي لإنه إشتراكي أولاً و أخيراً فكان قايم علي الإحتكار .. أصحاب الفكرة دي كانوا شايفين أول و أهم خطوة تتعمل هي إلغاء التحكم في الأسعار بحيث إن كمية الفلوس اللي في البلد تبقي علي قدر الإمكان قريبة من كم البضاعة اللي ممكن الناس تشتريها .. الخطوة دي هي اللي حتبقي الحل لإنهاء أزمة التضخم.
  • علي إيدك الشمال فكرة هذا ما وجدنا عليه أباؤنا و أجدادنا و دي كانت فكرة خلينا ماشيين في سكة التقنيين حتي لو فيها مشاكل علي الأقل المشاكل دي إحنا خلاص حفظناها و حنتعود عليها .. أصحاب الفكرة دي هي الناس اللي بطبيعتها بتخاف من التغيير زي السياسيين اللي عندك مثلاً منهم الحزب الديموقراطي الإشتراكي الحاكم Social Democratic Party أو SPD إختصاراً و اللي كان واقف معاهم قيادات النقابات العمالية و أغلب الشركات الألمانية.

زي ما إنت أكيد متخيل إن فكرة السوق الإشتراكي الحر هي اللي كسبت بس إزاي؟ .. إزاي شوية أساتذة جامعة مشوا كلامهم علي البلد كلها؟ .. الحقيقة إن السر كان شوية حظ و حط جنبهم خوف الأمريكان الأزلي علي سمعتهم .. الأمريكان كانوا خايفين إن حكومة ألمانيا الغربية اللي هم بيشكلوها يبقي فيها حد يكون بس عدي جنب مقر الحزب النازي و دي كانت مشكلة لإن أغلب الناس حتي اللي كانت معارضة للنازيين بس ميقدروش ينتقدوهم من الخوف فلما جم الأمريكان ينقوا مين يمسك البلد فعلياً كان موقفهم صعب .. الإعلام الأمريكاني عمره ما حيقبل فكرة إن اللي يحكم ألمانيا بعد الحرب أي حد كان متصور جنب أي حد بيعمل هايل (هتلر)  .. اللي هو نفس اللي قاله (عادل امام) في مسرحية الزعيم .. لو حد من جواه مش نازي بس واقف جنبه حد نازي الأمريكان مكانوش بيختاروه للحكومة.

هنا يجي دور (لودفيج إيرهارد) اللي كان واحد من الناس اللي كانت شايلة فكرة السوق الإشتراكي الحر و بيحاولوا يقنعوا بيها الأمريكان .. الرجل ده في عز ما الحرب كانت شغالة كتب دراسة قال فيها إن مستقبل ألمانيا في السوق الحر و إن ده بالضرورة معناه إن النازيين لازم يخسروا الحرب .. ده رجل مستبيع .. رجل مش فارق معاه حاجة غير إنه يقول اللي هو مقتنع به .. سنة 1945 الأمريكان عينوه وزير مالية ولاية بافاريا .. سنة 1947 إتعين وزير مالية الجزء اللي تبع أميركا من ألمانيا و هو اللي خد الجنرال (لوسيوس دي كلاي Lucius D. Clay) قائد القوات الأميريكية في ألمانيا و بالتالي حاكم الجزء الأميريكي من ألمانيا من إيده و قعد معاه إداله كورس مكثف في الإقتصاد و فهمه إزاي عشان مشكلة التضخم دي تتحل لازم يتم إلغاء سياسة التحكم في الأسعار و التقنين .. يوم الأحد 20 يونيو 1948 تجربة (لودفيج إيرهارد) بتتطبق.

(لودفيج إيرهارد Ludwig Erhard) هو فعلياً أهم بني أدم في تاريخ ألمانيا من بعد الحرب العالمية الثانية.

إيه علاقة تقليل متوسط الضرائب علي الدخل باللي حصل لإقتصاد ألمانيا؟

الفكرة دي جت لشاب اسمه (والتر هيلر Walter Heller) خريج إقتصاد و كان وقتها شغال في المكتب الأميريكي لإدارة شئون الحياة بتاعة ألمانيا الغربية و بعد كده بقي كبير المستشارين الإقتصاديين للرئيس (جون إف كينيدي John F. Kennedy) .. المهم إن الأخ (والتر هيلر) ده لما قعد مع (لودفيج إيرهارد) و شاف هو كان عايز يعمل إيه فهو حط التاتش بتاعته علي الخطة و هي إن لازم يتم خفض الضرائب علي الناس .. الفكرة إن (لودفيج إيرهارد) بني تجربته علي العامل النفسي إن لو أنا مواطن إتشال من عليا التقنين فأنا بدل ما كنت بشتري 7 بيضات في الشهر فأنا حشتري كرتونة بيض .. ده معناه إن الفلاح اللي أنا حشتري منه البيض هو كمان بقي لازم يلاقي طريقة إنه يوفر البيض الزيادة فحيتشري فراخ أكتر يربيها .. يعني المشتري حيستفيد و البايع هو كمان حيستفيد .. بس الإتنين محتاجين يبقي معاهم فلوس عشان كده طلع القانون العسكري رقم 64 بخفض الضرائب علي الدخل في ألمانيا الغربية .. عملة ألمانيا وقت الحرب كان اسمها رايخ مارك و بعد كده الأمريكان غيروها بقت دويتش مارك أو المارك الألماني علي طول .. الألمان تحت حكم النازيين و حتي بعد الحرب ما خلصت لحد ما قانون تخفيض الضرائب علي الدخل ده إتطبق كانوا فعلاً بيتمسح بيهم الأرض من الضرائب .. يعني أنا لو من اللي بيتقال عليهم من علية القوم و دخلي السنوي 60,000 رايخ مارك أو ما يعادل يعني 6,000 دويتش مارك فأنا بيتاخد مني 95% منهم ضرائب .. حتي لو أنا مواطن غلبان دخلي السنوي 2,400 دويتش مارك كان بيتاخد مني 85% ضرايب .. بعد القانون ده أنا بقي يتاخد مني 18% بس .. إنت متخيل؟ .. الفلوس جريت في إيد الألمان.

لك أن تتخيل إزاي سياستين تافهين زي دول لما إتطبقوا مع بعض الحياة في ألمانيا الغربية إتشقلب حالها 180 درجة .. الناس في الشارع بقت تنزل السوق تلاقي أكلها و شربها .. تيجي تدفع تلاقي إن سعر الحاجة منطقي .. البيزنس بقي بيتم بالمارك مش بالمقايضة .. حتي نسبة الغياب في الشغل قلت .. قبل تطبيق السياستين الجداد كان العامل الألماني عشان عارف إن العملة بتاعته ملهاش قيمة و مرتبه اللي بياخده أخر الشهر مبيشتريش بيه حاجة فكان أغلب العمال بيغيبوا .. إذا كنت إنت دلوقتي بتروح تشتغل تسع ساعات في اليوم فهم كانوا بيشتغلوا تسع ساعات في الإسبوع .. ليه؟ .. حرفياً كانت الإجابة علي قد فلوسهم .. بداية من أكتوبر 1948 نسبة الغياب في الشركات الألمانية إتخسف بيها الأرض و وصلت إن العامل بقي بيغيب 4 ساعات في الإسبوع اللي هم يدوبك تأخيره في مواعيد الحضور .. إذا كان في يونيو 1948 نسبة الإنتاج الصناعي لألمانيا الغربية كانت موصلتش 50% من قيمته بتاعة سنة 1936 فعايزك تعرف إن في ديسمبر 1948 يعني في شهرين بس من تطبيق القرارين النسبة نطت بقت 78% .. سنة 1958 الإنتاج الصناعي الألماني وصل 4 أضعاف الإنتاج الصناعي لأول 6 شهور من سنة 1948 قبل ما القرارات الإصلاحية دي تتطبق .. ده في الوقت اللي الأداء الإقتصادي لألمانيا الشرقية مكنش بيزيد أصلاً.

بسبب إن المعجزة الإقتصادية الألمانية دي قامت كلها علي كتاف بني أدم واحد اللي هو (لودفيج إيرهارد) فتم إختياره أول وزير مالية لأول حكومة ألمانية غربية منتخبة اللي كان المستشار بتاعها (كونراد أديناور Konrad Adenauer) و فضل في منصبه لحد سنة 1963 و بعد كده مسك هو منصب مستشار ألمانيا لحد سنة 1966.

اللي منكوا قاري شوية في تاريخ الحرب الباردة حيقول طب معلش ثانية واحدة هو إنت ليه مجبتش سيرة خطة (مارشال)؟ هي مش كان ليها دور في المعجزة الإقتصادية بتاعة ألمانيا؟ .. الحقيقة إن الإجابة هي لا خالص أبداً مفيش و الكلام ده هبد و السبب بسيط جداً و هو إن المساعدات المالية اللي أميركا قدمتها لألمانيا ضمن خطة (مارشال) مهياش كبيرة أوي زي ما إنت متخيل .. الخطة دي كانت إن بداية من أكتوبر 1954 ألمانيا الغربية حتستلم من أميركا 2 مليار دولار .. أكتر مبلغ خدته ألمانيا كان خلال الفترة من 1948 و 1949 بس الفلوس دي كلها مجتش 5% من GDP بتاع ألمانيا الغربية .. كلمة GDP يعني Gross Domestic Product أو الناتج الوطني الإجمالي و ده مجموع كل الفلوس اللي بتخش للبلد .. مش بس كده .. ناس كتير بتنسي إن ألمانيا من بعد الحرب ما خلصت و هي بتدفع تعويضات سنوية مليار دولار فمعلش يعني لو حتي الأمريكان كانوا بيدوا الألمان مليار دولار كل سنة فالفلوس دي كانت بتروح في دفع التعويضات ففعلياً خطة (مارشال) دي معملتش حاجة أساساً للإقتصاد الألماني.

طب خد التقيلة بقي .. الأمريكان كانوا بيخلوا الألمان يدفعوا 2.4 مليار دولار في السنة تكاليف الإحتلال الأميريكي لألمانيا .. إنت متخيل السفالة و قلة الأدب إن يطلعلك حد أمريكاني يقولك إن المعجزة الإقتصادية الألمانية دي سببها وقوف أميركا في ظهر ألمانيا؟ .. فعلياً لو تسألني عن دور أميركا فالأمريكان كان ليهم دورين .. دور كان بقصدهم و دور هم لعبوه بالصدفة .. الدور اللي كانوا قاصدينه هو إنهم يمنعوا السوفييت من إنهم ياخدوا ألمانيا الغربية بإن كان ليهم وجود عسكري كبير هناك .. الدور اللي جه بالصدفة إنهم خلوا ناس زي (لودفيج إيرهارد) يطبقوا أفكارهم لمجرد إنهم نقوا الناس اللي كان معروف عنهم إن ملهمش علاقة بالنازيين .. غير كده كلها شكليات.

المصدر:
مقالة بعنوان German economic miracle نشرت علي موقع The library of economics and liberty و ده لينك المقالة الأصلية:
https://www.econlib.org/library/Enc/GermanEconomicMiracle.html

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

تعليق واحد

  • يقول naser:

    لسه قريت السطر الاول وللاسف ملللللل باللهجه العاميه
    ايه ده ياعم …ايه القرف …اكتب باللغه العربيه …عشان نفهم …

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!