تابعونا

الفيسبوك .. ماسورة مجاري طافحة ومغرقة الدنيا.

ميانمار للي ميعرفش طول حياتها كانت عايشة تحت حكم العسكر بشكل ديكتاتوري قمعي اللي هم زيهم زي دول عربية كتير .. مؤخراً بدأ العسكر يرجعوا يقعدوا في الكنبة اللي ورا وسابوا مدنيين هم اللي يسوقوا وده مشي معاه إن إستخدام الإنترنت في ميانمار بدأ يزيد بمعدل سريع أوي شبه معدل أكلك لكيلو الموز وإنت قاعد في البيت مش لاقي حاجة تعملها.

28 نوفمبر، 2018 2.3 ألف

لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/e6hzysdconsz?si=1879f0a333f54efe987e4a4f40701da4

لو أنا جيت سألتك إيه رأيك في Facebook يا تري حتكون الإجابة إيه؟ .. هل حتقول إنه إختراع كويس ولا وحش ولا حتقول إنه بيضيع الوقت ولا حتقول إنه بيقرب المسافة بين الناس؟ .. أيا كان رأيك فإنت حر فيه ومش دوري إني أقولك هل إنت غلطان أو لا بس اللي حنتكلم عنه النهاردة هو إزاي فيه ناس كتير بقت بتاخد معلوماتها من Facebook وده في حد ذاته بيخلق مصايب؟ .. خلينا الأول نبدأ بالأساسيات .. مبدأياً صحيح إن Facebook شركة أمريكاني عملها واحد أمريكاني اللي هو (مارك زاكيربيرج Marc Zuckerberg) إلا إن بالورقة والقلم أكتر من 50% من أرباحهم بتيجي من شغلهم بره أميركا وأكتر من 80% من زباينهم اللي عاملين أكونتات علي Facebook من بره أميركا .. الدماغ اللي ماشية عليها Facebook كشركة هي Connecting People يعني إنك تربط بين الناس وبعضها .. المشكلة إن فيه ناس كتير مش عايز أقول جهلة بس خليني أقول إن المعلومات اللي بتجيلهم مصدرها مش صح ولو مش مصدقني خش في الكومنتات علي أي خبر في صفحة Page علي Facebook ولتكن مثلاً بتاعة اليوم السابع وإنت تفهم أنا قصدي إيه .. إنك تقول لنفسك أنا عايز أربط بين الناس لازم تكون فاهم إن ده معناه إنك محتاج تشرح للناس حاجات كتير عشان يبقي كله فاهم الأصول والقواعد .. بس زي ما إحنا كلنا عارفين Facebook والSocial Media عموماً ميعرفوش حاجة عن الأصول وده بيخليهم يعكوا الدنيا بشكل إنت لا تتخيله وخليني هنا أحكيلك عن قصة تضحك وتعصب في نفس الوقت.

من كام شهر حصل زلزال جامد شوية في أندونيسيا فلو أنا كنت في أندونيسيا وفتحت Messenger عشان أبلغ ماما مثلاً إني كويس وإني لسه عايش فكتبتلها أنا عايش  I Survived أو سيلامت Selamat باللغة الأندونيسية فالمشكلة إن كلمة ينجو Survive في اللغة الأندونيسية اللي هي سيلامت Selamat هي نفس الكتابة ونفس النطق بتاع كلمة مبروك Congratulations فكنت لما ببعت لماما أنا عايش ألاقي Messenger عمال يبعتلها في بلالين ملونة .. هي صحيح غلطة مش مقصودة بس عصبت ناس كتير .. دي المصايب البسيطة اللي هم عملوها .. دي المشاكل اللي دمها خفيف .. في دول تانية مصايبهم كانت أحياناً بتوصل لمرحلة جرايم حرب وده اللي أنا حتكلم عنه النهاردة وهو دور Facebook في الإبادة الجماعية اللي حصلت لمسلمي الروهينجا في ميانمار أو بورما.

ميانمار للي ميعرفش طول حياتها كانت عايشة تحت حكم العسكر بشكل ديكتاتوري قمعي اللي هم زيهم زي دول عربية كتير .. مؤخراً بدأ العسكر يرجعوا يقعدوا في الكنبة اللي ورا وسابوا مدنيين هم اللي يسوقوا وده مشي معاه إن إستخدام الإنترنت في ميانمار بدأ يزيد بمعدل سريع أوي شبه معدل أكلك لكيلو الموز وإنت قاعد في البيت مش لاقي حاجة تعملها .. سنة 2013 كانت نسبة اللي عايشين في ميانمار اللي عندهم أكونتات علي Facebook مكنتش بتعدي 1.2% من إجمالي تعداد السكان ودلوقتي 18 مليون بني أدم في ميانمار بقوا علي Facebook .. ده سببه إن Facebook بقي معموله Setup أوتوماتيك علي أي موبايل Smartphone إنت بتشتريه وكمان إن شركات الإتصالات عندهم اللي هي شبه فودافون وأورانج عندنا بتخليك تستخدم Facebook مجاناً طالما إنت مش بتتفرج علي فيديوهات .. هنا إنت محتاج تفهم إن عشان Facebook بقي مجاني فالناس في ميانمار بقت بتتعامل مع الإنترنت علي إنه هو Facebook .. في ميانمار معندهمش Google لإن الناس مش بتخش علي Google عشان متدفعش فلوس إشتراك النت .. إنتشار Facebook في ميانمار وصل لدرجة إن في الكلام العامي بين الناس في الشارع كلمة Facebook بقت بتحل محل كلمة إنترنت .. وهنا بيجي دور الروهينجا.

الحتة الحمرا دي تبقي ميانمار والحتة الصفرا الصغيرة تبقي الحتة اللي كان عايش فيها الروهينجا اللي رغم تعداد سكانهم الصغير إلا إنهم بيتعرضوا لحملة إنتهاكات من السبعينات أدت إن أكتر من مليون بني أدم سابوا بيوتهم وهربوا وإتوزعوا علي بلاد الله زي ما إنت شايف كده.

للناس اللي متعرفش الروهينجا دول ناس عايشين في غرب ميانمار أغلبهم مسلمين بس عايشين في دولة أغلب اللي عايشين فيها بوذيين .. عشان أقربهالك حاول تتخيل إن الروهينجا دول شبه أهل النوبة عندنا في مصر .. اللي حصل إن خلال سنة 2017 الجيش في ميانمار شن حملة إبادة جماعية ضد الروهينجا لدرجة إن فيه 725,000 بني أدم من الروهينجا سابوا بيوتهم وبلدهم وهربوا لدولة إسمها بنجلادش جنب ميانمار .. اه نسيت أقولك .. عارف ال725,000 دول أهو دول يبقوا حوالي 75% من إجمالي الروهينجا اللي كانوا عايشين في ميانمار .. يعني الجيش هناك أجبر تلت أربع الروهينجا إنهم يسيبوا البلد ويمشوا .. بالميت خالص عدد الروهينجا اللي ماتوا علي إيد الجيش في 2017 بس حوالي 10,000 بني أدم وده أقل رقم إتقال علي فكرة .. هنا أنا محتاج أقسملك علي المصحف إن Facebook مش هي اللي قتلت الناس دي كلها بس اللي عمله Facebook إنه كان البنزين اللي ولع نار الحقد والكراهية بين البوذيين والروهينجا.

الكراهية ضد المسلمين علي Facebook في بورما أو ميانمار كانت منتشرة زي كده الكراهية بين الأهلاوية والزملكاوية في مصر .. إفتح الHome Page وإبدأ إعمل Scroll ومش حتلاقي حاجة غير بوستات بتشجع علي كراهية المسلمين بيكتبها ناس في الجيش وجوه الحكومة ورهبان بوذيين .. بس محدش في ميانمار إرتبط إسمه بكراهية المسلمين قد (أشين وراتو Ashin Wiratu) اللي مجلة TIME الأميريكية وصفته قبل كده إنه (أسامة بن لادن) بتاع البوذيين .. يا راجل دي المجلة عملت ريبورتاج مخصوص عليه وحطوا صورته علي الCover بتاع المجلة وقالوا عليه الوش بتاع الإرهاب البوذي .. الرجل ده سنة 2014 قبل كده كذب علي Facebook Page بتاعته وإدعي إن فيه رجل صاحب محل مسلم إغتصب واحدة بوذية شغالة عنده والإتهام ده إنتشر علي Facebook بشكل إنت لا تتخيله لدرجة حصلت أعمال عنف إتقتل فيها إتنين وإتصاب 20 بني أدم وكل ده بسبب كذبة .. رغم التحذيرات الكتير منه علي مستوي العالم وبفكرك إن مجلة TIME الأميريكية نفسها وصفته بإنه إرهابي إلا إن Facebook  قرروا إنهم يعملوله Ban سنة 2017 يعني بعد 3 سنين من وقت ما مجلة TIME إتكلمت عنه ومنعوه من إن يبقي له أي علاقة بFacebook .. ده مجرد بني أدم واحد .. تخيل فيه كام مليون واحد زيه جوه ميانمار شغلتهم إنهم ينشروا الكراهية ضد المسلمين عن طريق بوستات علي Facebook.

الCover بتاع مجلة TIME واللي كان فيه (أشين وراتو Ashin Wiratu) ووصفته بإنه الوش بتاع الإرهاب البوذي.

فيه صحفيين أميركان وأوروبيين كتير راحوا ميانمار ومشيوا في الشوارع وسألوا الناس تعرفوا إيه عن الروهينجا؟ وكانت كل إجابتهم إن الروهينجا دول مجرمين وإرهابيين وعايزين يسيطروا علي البلد ولما إتسألوا أنتوا جبتوا الكلام ده منين؟ كانت الإجابة من Facebook .. أظن السؤال اللي إحنا محتاجين كلنا نفهم إجابته هو إزاي كل التحريض علي الكراهية ده فضل علي Facebook في ميانمار ومحدش جوه إدارة Facebook فكر يتعامل معاه؟ .. المشكلة مش في إن Facebook معندهمش معايير وقوانين داخلية تحكم إيه هو اللي ينفع يعتبر تحريض علي الكراهية أو Hate Speech وإيه يعتبر كلام عادي؟ .. أنا بس عايزك تعرف إن Facebook عندهم قواعد تحكم كل حاجة تقريباً .. مثال بسيط إن عندهم Algorithm وده عبارة عن Code كومبيوتر المهندسين بتوع Facebook هم اللي عاملينه هدفه إنه يعرف لو أنا متخانق مع حد قمت جايب صورته وقمت فاتح برنامج Photoshop وركبت صورة مؤخرة بني أدم علي وشه مثلاً .. أو إن حد بيكره واحد تاني قام مركب وشه علي فيديو ل(هتلر Hilter) مثلاً .. أهو الAlgorithm ده وظيفته إنه يلاقي البوستات المسيئة اللي زي دي يحذفها ويعمل للي عاملها Ban يعني يمنعه من إن يبقي له أكونت علي Facebook .. غير ده إن فيه حاجة إسمها Flag إني لو شفت بوست مسيء من حقي إني أعمله Flag عشان إدارة Facebook تشوفه ولو لقوا إنه مسيء هو كمان بيتعمله Ban أو حظر.

المشكلة اللي Facebook عماله تقولها إن الجزء السهل هو إنك تلاقي بوستات فيها عري وتمنعها .. الصعب هو إنك تلاقي بوستات اللي بتحرض علي الكراهية زي اللي بيحصل ضد المسلمين في ميانمار .. ده غير إن ميانمار لوحدها حالة خاصة وهي إن برامج الذكاء الصناعي Artificial Intelligence بتاعة Facebook اللي بتلاقي البوستات المخالفة مفيهوش اللغة البورمية .. قلنا مش مشكلة خلينا نعتمد علي إن الناس تعمل Flag للبوستات .. قالك سوري والله الInterface بتاع Facebook منزلش فيه لغة بورمية إلا أوائل سنة 2016 ودي مصيبة في دولة أغلب سكانها مبيعرفوش يتكلموا ولا يقروا إنجليزي .. علي فكرة المصيبة مخلصتش .. إنت لما بتعمل Flag لبوست فيه حد جوه إدارة Facebook بيبقي شغلته إنه يفتح البوست يشوفه .. المشكلة إن Facebook عدد موظفيها اللي كان بيفهموا اللغة البورمية معداش 4 .. سنة 2014 كان عندهم واحد بس لقوه في وقت الغدا بياكل لواحده فقرروا يعينوا واحد تاني في 2015 وبعد كده عملوا Outsourcing وخلوهم 4 موظفين بس.

حالياً عدد الموظفين جوه Facebook اللي بيعرفوا يتكلموا اللغة البورمية بقي 60 ولسه بيعينوا تاني بس كل ده إتأخر أوي .. الناس كانت بتقولهم إن عندهم مصيبة في ميانمار من 2013 و Facebook متحركوش عشان يحلوا المشكلة دي إلا لما حصلت إبادة جماعية .. وحتي لحد دلوقتي Facebook محتاسين في بورما ومش عارفين يسيطروا علي إنتشار الكراهية ضد المسلمين .. طب إحنا نستفيد إيه بالكلام ده؟ .. الحقيقة كتير .. مبدأياً متاخدش أي خبر علي Facebook كإنه أمر مسلم به .. حاول تتعامل مع Facebook علي حقيقته وهي إنه عبارة عن ماسورة مجاري ضاربة وكل ما سكان العمارة بيتكوا علي السيفون الخرا بتاعهم بيزيد في الشارع والناس كلها بتشوفه .. هو ده Facebook ..  الFacebook تحول لمكان الناس تكره بعضها وتشتم بعضها فيه والموضوع مش حيتغير ومش حيتحسن .. أنا عارف إن ده غريب إنك تقرأ الكلام ده من واحد بيكتب مقالات علي Facebook بس صدقني دي الحقيقة .. أغلب الأخبار اللي بتقرأها علي Facebook عبارة عن هري.

أبقي بضحك علي نفسي وعليك لو تخيلت إنك ممكن تستغني عن Facebook .. معلش هو مين ممكن يفكرك بعيد ميلاد إبن عمك اللي إنت مش بتطيق خلقته إلا Facebook واللي بس عشان منظرك قدام عيلة أبوك ميبقاش وحش بتخش علي أكونته تكتبله HBD يعني حتي مستسخسر فيه الكام ثانية اللي حتكتبله فيها الجملة كاملة .. بقي إنت حتقنعني إنك مستعد تستغني عن Facebook؟ .. بس اللي إنت تقدر تعمله إنك بلاش تتعامل مع Facebook علي إنه نشرة الأخبار بتاعتك .. حاول تشوف Facebook علي حقيقته وهو إنه عباره عن كبانيه أو تواليت زي ما البنات بتسميه بس إحنا رجاله بنسميه كبانيه عادي .. الكبانيه الناس بتحط فيها الخرا بتاعها وبتتك علي السيفون بس المشكلة إن Facebook حتي مفيهوش سيفون ده ماسورة مجاري وطافحة ومغرقة الدنيا.

المصدر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!