تابعونا

الصين و الإسلام .. لما الدولة متبقاش طايقه ناس عايشه فيها.

بناء علي كلام جرنان أمريكاني إسمه The Wall Street Journal فأغلب معسكرات الإعتقال دي موجوده في ولاية صينية إسمها جين-يانج Xinjiang في شمال غرب الصين وخلال سنة واحدة مساحة معسكرات الإعتقال دي تضاعفت.

18 سبتمبر، 2018 2.7 ألف

اللي حنتكلم عنه النهاردة هو الإجابة عن سؤال هو إيه اللي بيحصل بالضبط لمسلمي الصين؟ .. اللي أقدر أقوله ليك و أنا متؤكد منه إن وفق تقديرات الأمم المتحدة و الحكومة الأميريكية ففيه أكثر من مليون مواطن مسلم صيني أغلبهم بينتموا لأقلية مسلمة عايشة جوه الصين إسمهم الإيجور Uighur محتجزين دلوقتي في معسكرات بيفضلوا محبوسين فيها بالشهور و خلال الشهور دول بيجبروا إنهم يكفروا بالإسلام و يعلنوها صراحة إنهم بقوا مش مقتنعين بتعاليم الدين الإسلامي و كل يوم يفضلوا يغنوا أغاني وطنية بتمجد في الحزب الشيوعي الصيني .. فيه تقارير قالت إن المحتجزين بيُجبروا إنهم يشربوا خمور و ياكلوا لحم خنزير وفيه تقارير تانية قالت إنهم بيتعرضوا لأعمال تعذيب وفيه منهم مات في المعسكرات دي .. لإن الموضوع فيه هبد و هري كتير فإحنا حنحاول إلي حد ما نبسط الموضوع لشوية أسئلة نحاول نجاوب عليها:

أول سؤال و يمكن أهم سؤال هو إيه حجم أو Scale المعسكرات دي؟ هل بتتكلم عن قسم شرطة يعني ولا حاجة زي معسكرات تعذيب اليهود أيام الهولوكوست؟

بناء علي كلام جرنان أمريكاني إسمه The Wall Street Journal فأغلب معسكرات الإعتقال دي موجوده في ولاية صينية إسمها جين-يانج Xinjiang في شمال غرب الصين و خلال سنة واحدة مساحة معسكرات الإعتقال دي تضاعفت .. الجرنان قال إن الموضوع بدأ بإن الحكومة الصينية كانت بتستهدف معتادي الإجرام اللي هم مسلمي الإيجور بس المعروف عنهم إنهم مشيوا في سكة العنف و مقاومة سلطة الحكومة الصينية بالسلاح .. بس دلوقتي الموضوع شمل أي حد ماشي في الشارع بس مربي دقنه .. بلاش كلام الصحافة عشان فيه ناس مبتصدقوش .. خلينا في كلام حد زي اللجنة التنفيذية لكل ما يتعلق بالصين في الكونجرس الأميريكي و اللي وصفت اللي بيحصل إنه أكبر عملية إعتقال جماعي لأقلية عرقية في العالم دلوقتي.

شوية من الإيجور المسلمين في الصين بيدعوا ربنا قبل وجبة الفطار في أول يوم عيد الأضحي.

الوثائق الرسمية الصينية بتسمي معسكرات الإعتقال دي Reeducation Center أو مراكز إعادة تأهيل .. ده الكلام اللي مكتوب علي الورق عندهم .. لو جيت سألت أي مسئول صيني أنتوا بتعملوا إيه في الReeducation Centers دي؟ حيقولك إحنا معندناش حاجة إسمها كده إحنا بس عملنا مدارس إعادة تأهيل للمجرمين .. لو أي مواطن صيني بقي راح سأل حكومته أنتوا بتعملوا إيه هناك؟ حتلاقي إن الحكومة الصينية بتقول لمواطنيها إنها بتعمل حاجة تانية خالص و هي إن معسكرات الإعتقال دي مستشفيات عشان تعالج الإيجور من مرض الإسلام .. أيوه زي ما سمعت كده الحكومة الصينية رسمياً لما تيجي تبرر قدام شعبها هي بتعمل إيه بتقولهم إن المسلمين دول مرضي ولازم نعالجهم.

أنا عارف إنك بتهز راسك و بتهرش في شعرك بتحاول تستوعب إنت إيه اللي إنت قريته ده بس خليك معايا و أنا حفهمك .. الصين شايفه إن الدين مرض و بناء عليه لو إنت من الإيجور المسلمين اللي طهقوا من القمع اللي إنت و أهلك بتتعرضوله وقررت إن مفيش حل غير إنك تشيل سلاح فإنت من وجهة نظر الحكومة الصينية إنت مش إرهابي .. لا إنت شخص عيان بمرض معدي إسمه التشدد الديني ولازم نعملك حجر صحي .. إنت بقيت زيك زي اللي أُصيب بأنفلونزا الخنازير أو الإيبولا كده .. من هنا جت تسمية إن الصينيين بيسموا معسكرات الإعتقال دي مستشفيات و إن اللي محجوزين فيها مش معتقلين دول مرضي.

مش بس الصين بتعتبر الإسلام مرض معدي .. الحكومة هناك عشان تبرر قدام شعبها ليه أفضل حابسه أكتر من مليون بني أدم لأكثر من 6 شهور بدون وجه حق فهم قالوا للشعب إن و الله الإسلام ده مرض علاجه صعب حبتين اللي هو حاجة كده شبه الأمراض العقلية Mental Illness زي الإكتئاب أو الإدمان .. إنت عمرك شفت حد عنده إكتئاب إتعالج وبقي يمشي يغني و يرقص في الشارع .. فلو إنت مسلم من الإيجور فالحكومة الصينية خدتك في معسكرات الإعتقال أو Reeducation Hospitals زي ما بيحبوا يسموها و فضلوا وراك لحد ما تكفر بالله و أفرجوا عنك إانت برده حتفضل متراقب مستنيين مرة تغلط و تروح تصلي في الجامع أو إن أي حد يبلغ عنك إنك بتصلي و ساعتها حيقبضوا عليك تاني و حتترمي في معسكرات الإعتقال دي تاني .. تقارير حكومية كتير جوه الصين لما بتيجي تتكلم عن معسكرات الإعتقال بتاعة الإيجور تلاقيهم بيستخدموا ألفاظ طبية أوي زي Mental Illness أو Poison in the Brain أو Eradicating Tumors يعني الإسلام ده مرض عقلي و سم في المخ و لازم يتم إزالة الورم اللي إسمه الإسلام.

هل دي إفتكاسة جديدة للصين؟ يعني هل موضوع إعتبار الدين مرض معدي محتاج علاج ده إتطبق قبل كده مع أي حد تاني؟

دي أول مرة الصين تستخدم الإسلوب ده علي Scale ضخم يشمل أقلية عرقية .. بمعني .. سنة 2000 ظهرت ديانة جديدة إسمها فالون جونج Falon Gong في الصين برده و الحكومة إترعبت لما ظهرت فلموا كل الناس اللي مؤمنة بيها و رموهم في معسكرات إعتقال برده .. الفكرة اللي الصين عايزاها إن السكان كلهم يبقوا حاجة واحدة .. هم عايزين الصينيين يبقوا ولا كأنهم طالعين من خط إنتاج واحد .. كلهم منتمين لنفس عرق الهان وكلهم شيوعيين و كلهم بيسبحوا بحمد الحزب الشيوعي.

أنا بس عايزك وسط مشاعر الغضب أو الحزن اللي جواك إنك مش بس تدعي للإيجور المسلمين اللي جوه معسكرات الإعتقال إنما كمان تدعي للناس اللي بره المعسكرات أو بره الصين أساساً .. تخيل نفسك مسلم من الإيجور قدرت تهرب بره الصين بس عرفت إن باباك و مامتك معتقلين و إنت مش عارف تعملهم حاجة .. تخيل حجم الإكتئاب و اليأس و الإحباط اللي هو/هي حاسس بيه و علي فكرة هم كتير أوي اللي قدروا يهربوا بره الصين ومش عارفين يعملوا أي حاجة يساعدوا بيها أهلهم.

ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان) مع الرئيس الصيني (جي حينبينج) في سبتمبر 2016.

طب ليه محدش من الدول الإسلامية أو الكيانات الإسلامية الكبيره فتح بقه و إتكلم عن اللي بيحصل للإيجور زي ما إتكلموا عن اللي بيحصل للروهينجا مثلاً في ميانمار؟

أول و أهم سبب هو الفلوس .. كتير أوي من الدول الإسلامية بتربطها علاقات إقتصادية قوية مع الصين .. الفكرة إن اللي بيفرق دولة عن التانية هو مدي قوة العلاقات الإقتصادية دي مع الصين .. عندك دول إسلامية كتير من وسط أسيا و الشرق الأوسط أعضاء في مبادرة حزام واحد و طريق واحد Belt & Road Initiative او BRI ودي عبارة عن مبادرة بتجمع 78 دولة و بدأت سنة 2013 عشان الصين تعمل شبكة طرق و بنية تحتية تربط بيها دول أوروبا و أسيا مع بعض .. عندك دولة زي باكستان مثلاً .. دي دولة أساساً تقييمها الإئتماني زي الزفت يعني لو باكستان راحت طلبت قرض من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي حيترفض لإن أرقام الإقتصاد الباكستاني بتقول إنه عمره ما حيعرف يسدد فوايد القرض .. الفكرة إن الصين بتعرض علي باكستان و غيرها إنها تديلهم قروض هم محتاجينها أوي فعمر ما باكستان حتنتقض أي حاجة تعملها الصين خوفاً من إن الصين ترجع في كلامها و تسحب الفلوس اللي هي عطتها ليها.

عندك دولة زي مصر بتاكل عيش من BRI و متستحملش إن الصين تزعل منها لدرجة إن الحكومة المصرية أحياناً بتجود من عندها عشان ترضي الصين .. في صيف 2018 منظمة Human Rights Watch كانت بتشد شعرها من قرار الحكومة إعتقال حوالي عشرات الطلبة من الإيجور اللي بيدرسوا في الأزهر الشريف من غير ما تقول أي أسباب و جريدة The New York Times قالت قبل كده إن الحكومة رحلت 12 طالب من الإيجور للصين.

خريطة بتوريك كم المشاريع اللي بتتعمل علي مستوي العالم علي حس مبادرة حزام واحد طريق واحد.

سبب تاني هو إن كتير من الدول الإسلامية مش فارق معاها حقوق الإنسان أصلاً .. لما إنت تلاقي الحكومة الصينية طالعه تقولك إن الهجمات الإرهابية اللي عملها شوية من الإيجور من سنة 2009 لحد سنة 2014 هم السبب ورا اللي بيعملوه فلما يجي حاكم عربي يؤيد موقف الصين أبسط حاجة يعملها يقولك أصلهم بيحاربوا الإرهاب هو أنتوا عايزني أبان قدام العالم إني بيؤيد اللإرهاب ولا إيه؟

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!