تابعونا

فلاديمير بوتين .. جواز عتريس من فؤادة باطل.

(بوتين) دلوقتي  عنده مشكلة الناس هناك بتسميها مشكلة الأربعة و عشرين Problem 24 وهي بمنتهي البساطة إنك بتتكلم عن رجل عنده 72 سنة و داخل إنتخابات في 2024 لو كسبها حيبقي رئيس لفترة رئاسية جديدة مدتها 6 سنين يعني تقريباً (بوتين) عايز يبقي رئيس لحد ما يموت .. عشان ده يحصل (بوتين) مينفعش يبقي رئيس السلم .. هو لازم يبقي رئيس الحرب.

25 يناير، 2022 1 1.3 ألف

من ضمن الأسئلة الكتير اللي بتتوجهلي لما بفتح باب النقاش لأي حد عايز يسأل علي أي حاجة في الصفحة هو السؤال ده .. يا تري (فلاديمير بوتين Vladimir Putin) عايز إيه من أوكرانيا؟ .. ده سؤال منطقي بالنظر إن أنا شخصياً قلت قبل كده إن إحتمال تقوم حرب جديدة بين روسيا و أوكرانيا يمكن لسبب بسيط جداً إن لو أنا مكان (بوتين) مش حبعت 200,000 عسكري للحدود عشان في الأخر أسحبهم تاني .. اللي كان غريب بالنسبة لي إن لما حاولت أفهم هو يا تري (بوتين) بيفكر فيه إيه؟ أو يا تري الدماغ أو Mind Set بتاعته إيه دلوقتي ملقتش حاجة تفهمني ده أكتر من شخصية (عتريس) اللي جسدها الممثل القدير الحقيقة (محمود مرسي) الله يرحمه في فيلم شيء من الخوف اللي إتبنت أحداثه علي قصة قصيرة كتبها (ثروت أباظة) الله يرحمه و كتب سيناريو الفيلم بمعلمة (عبدالرحمن الأبندودي) الله يرحمه.

شخصية (عتريس) معقدة حبتين اللي هو مش سهل تفهمه و حتتعب شوية عشان تستوعب هو بياخد قراراته إزاي .. يعني مثلاً .. إنت رجل مفتري و فارض إتاوات علي أهل البلد اللي إنت عايش فيها .. ده الجزء الممل في القصة علي فكرة .. أي مكان بيحتاج الشرير بتاعه و يمكن دي حكمة ربنا بس هي الفكرة إن اللي بيجيب أجل أي شرير مش الصراع الأبدي مع الخير زي ما بيتقالك .. لا خالص .. دايماً نهاية الشر بتكون سببها الحب .. (عتريس) كان بيحب بنت إسمها (فؤادة) رغم إن شخصيتها مش راكبة عليه نهائي .. يا سيدي هي زي القمر علي عيني و علي راسي بس هي شخصية متمردة إتخلقت عشان تنكد عليك عيشتك فمينفعش تفضل تحبها بس هو بيقاوح .. يقرر يقفل الهويس عشان يعاقب أهل البلد وهي اللي تفتحه و تكسر كلمته و برده بيحبها .. يتقدملها و ترفضه و برده بيعشقها .. بيزور ورقة الشهود و بيرشي أبوها عشان يبيعله بنته وهي أصلاً مش عايزاه مش عشان يكسر عينها صدقني هو خلاص إتعمي بحبه ليها .. حتي لما أفعاله خلت شيخ البلد اللي هو (الشيخ إبراهيم) يقفله مش بيتردد لحظة إنه يقتل إبن (الشيخ إبراهيم) .. تاني .. مش عشان محدش يفكر يعترض .. لا .. عشان محدش يفكر يبعدني عن حبيبتي .. حتي لما أهل البلد بيثوروا ضده بيفضل يموت في بيته وهو بيتحرق ولا إنه يتنازل بنفسه عن اللي بيحبها.

أنا عارف إني طولت عليك بس إنت مهم تفهم إن (عبدالرحمن الأبندودي) كان معلم وهو بيكتب السيناريو ده لإن دي فعلاً دماغ الحاكم المفتري الديكتاتور .. هو مش بيفتري عشان هو عايز يفتري .. هو بيفتري لإنه كده بيتخيل أو عقله بيصورله إنه بيحمي الحاجة اللي بيحبها .. مع كل معتقل بيترمي في السجن و مع كل معارض بيتقتل فأنا كده بوري (فؤادة) قد إيه أنا بحبها و الحقيقة إن (فؤادة) في قلب كل ديكتاتور مش بنت حلوة هو بيحبها .. (فؤادة) في قلب كل ديكتاتور هي الكرسي.

خلينا نرجع تاني ل(بوتين) .. خليني أخدك من إيدك و أديلك جولة جوه دماغ الرجل ده عشان تفهمه .. هو حقاً و صدقاً مقتنع و مؤمن جداً بفكرة إنه هو الشخص الوحيد اللي يقدر يرجع تاني مجد الإمبراطورية الروسية .. السنين اللي هو قضاها كضابط في المخابرات السوفيتية K.G.B. خلته يا عيني مقتنع إن كل شخص هو بيشوفوه يبقي By Default أو زي ما تقول كده هو بيشوفك جاسوس أميريكي إلي أن يثبت العكس .. هو مش قادر يشوف إن فعلياً أميركا مش حاطة روسيا في دماغها و بقت بتخاف من بوبع جديد اللي هو الصين لإن بمنتهي البساطة حط نفسك مكانه .. أنا بيعت نفسي قدام شعبي علي إني أنا اللي ححميه من خطر الإمبرالية الأميريكية فإزاي دلوقتي حاجي أقولهم إن الأمريكان مجرد شايفينا واحد من الإيكسات اللي في حياتهم و إن أميركا دلوقتي في علاقة توكسيك جديدة مع حد جديد لإن حاول متنساش أهم نقطة هو مؤمن بيها .. هو عايز يفضل في الكرسي .. مفيش حد ينفع غيري .. مفيش حد حيجي غيري .. هو عنده إنتخابات رئاسية في 2024 لازم يكسبها .. ذوق عافية حيكسبها .. ليه؟ .. عشان لو هو خسرها و جه رئيس جديد أول قرار حياخده إنه حيرمي (بوتين) في السجن.

الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) في فيديو كونفيريس مع الرئيس الأميريكي (جو بايدن).

(بوتين) دلوقتي  عنده مشكلة الناس هناك بتسميها مشكلة الأربعة و عشرين Problem 24 وهي بمنتهي البساطة إنك بتتكلم عن رجل عنده 72 سنة و داخل إنتخابات في 2024 لو كسبها حيبقي رئيس لفترة رئاسية جديدة مدتها 6 سنين يعني تقريباً (بوتين) عايز يبقي رئيس لحد ما يموت .. عشان ده يحصل (بوتين) مينفعش يبقي رئيس السلم .. هو لازم يبقي رئيس الحرب .. كفاية إن إستطلاعات الرأي في الشارع الروسي قبل ما أزمة أوكرانيا دي تولع كانت بتقول إن أربعة من كل عشر مواطنين روس مش عايزين (بوتين) يبقي رئيس لفترة رئاسية جديدة .. اللي أنا قلته ده يفسرلك هو (بوتين) بيهبب إيه في أوكرانيا.

أنا شخصياً مبحبش أحكم علي البني ده زي ما إنت بتحكم علي أكل مراتك كده اللي هو يا حلو ولا وحش .. الشخصيات أعقد سيكا من إنك تعاملهم معاملة صينية المكرونة بالبشاميل .. إنت محتاج تبص علي Life Span أو حياته كلها و تبدأ تشوف هو إيه الحلو و إيه الأخطاء و ساعتها تقيم .. هنا برده إنت محتاج تقسم فترة رئاسة (بوتين) لنصين:

  • النص الأول من وقت ما مسك الحكم في أواخر 1999 مرورا بفترته الأولي و الثانية لحد سنة 2008 .. خلال الفترة دي هو باع نفسه للمواطن الروسي إن هو حيكون السبب ورا إن جيبك حيبقي فيه فلوس .. الفكرة إنكوا عايشين في فقر و نكد من بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي .. عمال يسرق فيكوا حكام بيتدعوا إنهم جايين يخدموكوا زي (بوريس يلتسن Boris Yeltsin) .. بس لعلمكوا بقي أنا غير البني أدمين دي كلها رغم إنه فعلياً خد نفس الإصلاحات الإقتصادية و الأفكار بتاعة (يلتسن) طبقها هي هي بس عرف يبيعها أحسن .. المواطن الروسي الفلوس جرت في إيده من بيع البترول و الغاز الطبيعي .. مع كل روبيل بيخش في جيب المواطن الروسي غلاوة (بوتين) في قلبه بتزيد.
  • المرحلة الثانية من 2011 لحد 2019 .. دول السنوات العجاف بقي .. سعر برميل البترول إتخسف بيه الأرض و بالتالي الفلوس اللي كانت بتخش لجيب المواطن هي كمان شحت و ده ترتب عليه إن معزة (بوتين) في قلوب الروس بدأت تتهز .. في نفس الوقت الإقتصاد الروسي متبناش علي فكرة إننا ناس بتبيع أفكار .. إحنا ناس بتبيع حاجات بتتحرق .. أصل معلش فكر فيها كده .. إنت عشان تبيع أفكار لازم يبقي عندك جيل شاب من المهندسين و اللي بيفهموا في التكنولوجيا اللي معندهمش مشكلة يقولوا رأيهم و يعبروا عن أفكارهم لإن ده بيترجم في الأخر لمنتج جديد بينزلوه السوق .. لو ده حصل في روسيا فأول حاجة حتحصل إن الجيل ده من الشباب اللي بيفكر حيبص ل(بوتين) ويسأله من أين لك هذا؟

دي نقطة التحول في حياة المواطن الروسي البسيط .. النقطة اللي (بوتين) عندها بدأ يخاف إن (فؤادة) حتضيع منه فقرر إنه بدل ما يبني شرعية حكمه علي فكرة إن أنا السبب إنكوا دلوقتي معاكوا فلوس لفكرة إن أنا السبب إن أميركا مجتش إحتلت روسيا و أنا بصحي كل يوم شايل هم إزاي أحمي تراب روسيا من المؤامرات الأميريكية و الغربية .. بس صدقني أنا مش قصدي إني أقولك إن (بوتين) بيمثل أو إن ده مش حقيقي .. أنا بقولك إن في عقله الباطن هو خايف الكرسي يروح منه فبدل ما بقي زي (عتريس) وهو بيقول لأهل البلد أنا اللي خليتكوا عايشين معاكوا فلوس بقي بيقولوهم أنا السبب إن أنتوا عايشين أصلاً .. لما (بوتين) يطلع في التليفيزيون يقول إنه شايف إن إنهيار الإتحاد السوفيتي هو أكبر كارثة سياسية في القرن العشرين فهو حقاً و صدقاً مقتنع بكل كلمة هو بيقولها .. هو بس كان محتاج التارجيت .. هو بس محتاج يشاور علي هدف قدامه و يقول لشعبه شايفين الهدف ده .. لو عرفنا ناخده فإحنا كده حنقدر نرجع مجد الإمبراطورية السوفيتية اللي هو بين قوسين حقدر أفضل قاعد علي الكرسي و الهدف ده كان أوكرانيا.

ليه أوكرانيا؟ .. يمكن لإن أوكرانيا و عاصمتها كييف لسنين و سنين كانت بتلعب دور في تاريخ روسيا .. يمكن عشان أوكرانيا كانت سلة الغذاء بتاعة الإتحاد السوفيتي؟ .. حاول تفكر فيها إن علاقة الروس بأوكرانيا شبه علاقة المصريين بالسودان .. طول عمرنا دولة واحدة ولو جت فرصة إننا نتوحد تاني فمحدش بيقول للرزق لا .. زود علي كده علي إن إذا كانت أوكرانيا بلد عايش فيها 43 مليون بني أدم فمنهم 8 مليون من أصل روسي و سبحان الله كلهم عايشين في شرق البلد علي طول حدود أوكرانيا مع روسيا .. كل ده خلي أوكرانيا هي التارجيت المثالي .. بس في نفس الوقت محدش حط في إعتباره كذا نقطة .. أولاً أوكرانيا بلد ليها لغتها المستقلة .. ثانياً إذا كان الإتحاد السوفيتي إنهار سنة 1990 فإحنا دلوقتي في 2022 يعني الجيل دلوقتي اللي عايش في أوكرانيا مكنش واعي وقت ما كانت بلده جزء من التراب الروسي و بناء عليه لما حد يجي يقوله عايزين نرجع مجد الأمة السوفيتية تاني بيكون رد فعله الطبيعي هو روح ياض من هنا شوفلك حتة إلعب فيها.

السؤال اللي لازم تكون بتسأله لنفسك هو مش إشمعني أوكرانيا؟ .. السؤال المفروض يبقي إشمعني دلوقتي؟ .. يمكن السر كله في اللي بيعمله الرئيس الأوكراني (فلاديمير زيلينسكي Volodymyr Zelensky) .. الرجل ده عارف إن نفوذ روسيا في بلده كبير فبقاله سنين شغال علي إزاي يقصقص ريش روسيا في أوكرانيا .. اللغة الروسية بقت بتتشال بالتدريج من المناهج .. القنوات الفضائية اللي بتتكلم باللغة الروسية بقت بتتقفل ورا بعضها .. ده خلي (بوتين) يقول لنفسه دلوقتي أو مش حيحصل تاني .. لو صبر 10 سنين كمان مثلاً فمش حيلاقي بني أدم في أوكرانيا بيتكلم روسي .. حيلاقي نفسه قدام بلد جيشها أقوي .. و الأهم إن دلوقتي أوروبا و أميركا لسه خارجين من جائحة Covid-19 و مفيش حد عنده حيل يخش في خناقة عشان خاطر سواد عيون أوكرانيا.

العالم كله دلوقتي بيتفرج علي اللي بيحصل و كل طرف بيفكر في حاجة غير التاني .. الأمريكان من جواهم نفسهم (بوتين) يتهور و يغزو أوكرانيا .. هم حيموتوا و ده يحصل لإنهم عارفين إن أوكرانيا حتبقي أفغانستان الجديدة .. مش بعيد يكون غزوه لأوكرانيا هو بداية سقوطه زي ما كان إصرار (عتريس) إنه يتجوز (فؤادة) هو سبب موته .. الصينيين بيتفرجوا و بيقولوا ده عبيط ده ولا إيه .. التايوانيين بيتفرجوا و خايفين لو (بوتين) عملها و دخل أوكرانيا إيه اللي يمنع الصين إنها تقلده و تاخد تايوان هي كمان غصب .. فيه قصة في الفولكلور الروسي جميلة أوي بيقولك مرة فلاح فقير رفع إيده للسما و قال يا رب ساعدني يا رب .. أنا جاري إنت كرمته و جبتله بقرة و أنا زي ما إنت شايف محلتيش اللضا .. فربنا رد عليه قاله طب إنت عايز إيه دلوقتي .. رد عليه الفلاح و قاله إقتل البقرة بتاعة جاري يا رب .. هو مطلبش إن ربنا يديله بقرة زي جاره .. لا .. هو معندوش مشكلة يفضل فقير زي ما هو بس محدش جنبه يغتني .. ده حال (بوتين) و ده حال (عتريس) زي ما عبر عنه (الأبندودي).

المصدر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

تعليق واحد

  • يقول عزت متولى:

    هناك فرق بين نقل مقالات من مصادر غربية ، و هذه طبعا مؤكد ستكون متحاملة جدا ضد بوتين بالحق او الباطل و غالبا بالباطل، او كتابة رايك الشخصى ، الذى ايضا سيتاثر بالدعاية الغربية ضد بوتينن و هى دعاية قوية جدا و مؤثرة
    بوتين و روسيا لم تعلن او تطالب بغزو اوكرانيا ، و لكن لها طلب وحيد ترفض امريكا تلبيته و هو عدم تمدد حلف الاطلنطى الى حدود روسيا و جمهورياتها السابقة
    فى الستينات حاول الاتحاد السفيتى نشر صواريخ فى كوبا فهددت امريكا بحرب نووية ما لم تزال الصواريخ، وهى الان تريد تكرار نفس السيناريو دون ان تعترض روسيا او تحتج
    ما الذى يدعو امريكا الى التمدد فى دول مجاورة لروسيا و ما هو هدفها و لماذا تخاطر بحروب و عدم استقرار و ترفض تماما الابتعاد عن الحدود الروسية و تصر على حصارها و ضم دول مجاورة لها الى حلف الاطلنطى؟ و بعد كل هذا نستكثر على بوتين ان يحاول حماية بلده من الهيمنة الامريكية و نطلق عليه كل تلك الاوصاف و التحليلات!!!

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!