تابعونا

مسبار الأمل .. بعيدأ عن القلش .. ما تيجوا نفهم.

أيوه الإمارات إعتمدت بشكل كبير علي الخواجات و دي حاجة مينفعش ننكرها .. صحيح قدام الناس اللي كان ماسك المشروع هي بنت إسمها (سارة بنت يوسف الأميري) و دي سنة 2014 كانت يدوبك مهندسة كومبيوتر و دلوقتي هي وزيرة العلوم المتقدمة في الإمارات بس في نفس الوقت اللي أطلق المسبار للفضاء كان اليابانيين من مركز تانيجاشيما للفضاء.

21 مارس، 2021 1.4 ألف

لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي ساوند كلاود:
https://on.soundcloud.com/RZmvH

من الأخبار اللي خدت نصيبها في التريقة علي السوشيال ميديا كان إن دولة الإمارات العربية المتحدة بعتت مسبار أو Probe للكوكب المريخ سمته مسبار الأمل .. حاول بس تبقي مصحصح معايا إني بتكلم عن كوكب المريخ اللي هو رابع كواكب المجموعة الشمسية مش اللي حتسمع اسمه في الأغنية بتاعة (عنبة) .. فعلياً أنا متفهم جدأ ليه المصريين بالذات أتريقوا علي الخبر .. المبرر اللي حقوله ده مش حتلاقي ناس كتير بتقوله علانية كده و قدام الناس خوفأ من رد الفعل بس بما إن دي صفحتي و مقالاتي فأنا حقول اللي أنا مقتنع بيه .. إحنا أتريقنا علي الإماراتيين عشان كنا غايرانين منهم .. أيوه .. إحنا بلد السبعة الاف سنة حضارة .. إحنا بلد الفراعنة .. إحنا بلد (أحمد زويل) الله يرحمه .. إحنا بلد (فاروق الباز) ربنا يديله الصحة .. إحنا بلد (عصام حجي) مع إنه مش عارف يرجع مصر بس مش دي القضية .. القضية إن لما بنتكلم عن العلم فاحنا الأسماعيلي بتاع العرب .. إحنا اللي بنربي العلماء بتوعنا و الغرب بيجي ياخدهم علي الجاهز .. العلماء بتوعنا دول ولادنا أكلوا من أكلنا و شربوا من نيلنا .. لكن الإماراتيين دول الأهلي .. ماشيين بمبدأ شرا العبد ولا ربايته .. ده السبب اللي خلانا نتريق .. إحنا عارفين إن الإماراتيين بطولهم كده لوحدهم ميعرفوش يصنعوا عجلة فمابالك إنهم يعملوا مسبار فضائي و يودوه المريخ كمان.

خليني أبقي واضح برده في البداية و أقولك إن الهدف من المقالة دي مش إني أدافع عن الإماراتيين .. أنا هزقتهم بما يكفي في مقالة برنامج التجسس بتاعهم .. أنا النهاردة جاي أتكلم عن إزاي إحنا مش فاهمين الصورة الكبيرة .. مش مذاكرين الموضوع أوي .. باصينله من بره بس .. و رغم كده فيه جزء من التريقة اللي طلعت علي الإماراتيين مُبرر و هو إن أيوه الإمارات تعاملت مع الموضوع بمبدأ شرا العبد ولا ربايته .. عشان كده خليني أحطلك شوية حقائق ورا بعضها عشان نبقي كلنا متفقين من البداية:

مسبار الأمل و هو بيتجمع في مركز (محمد بن راشد) لأبحاث الفضاء في مدينة دبي.

حقيقة رقم واحد .. الإمارات أعلنت عن نيتها إنها تبعت مسبار فضائي للمريخ سنة 2014 .. أنا فاهم كويس إن كأس العالم في البرازيل و السبعة اللي شالتها من ألمانيا و الجون اللي جابه (روبين فان بيرسي Robin van Persie) في إسبانيا خلانا مخدناش بالنا أوي ولا ركزنا مع الخبر بس اللي الإماراتيين قالوه انهم إن شاء الله لما يجي فبراير 2021 عايزين يبعتوا مسبار فضائي للمريخ عشان ده يبقي جزء من إحتفال البلد بعيد ميلادها الخمسين .. الهدف من المهمة اللي اسمها الرسمي هو Emirates Mars Mission أو EMM إختصاراُ حيكون هو تصوير سطح المريخ و عمل رسم مساحي ليه .. ده معناه ان الصينية في الفرن بقالها سنين المشكلة إن إحنا شفناها لما إستوت.

حقيقة رقم إتنين .. أيوه الإمارات إعتمدت بشكل كبير علي الخواجات و دي حاجة مينفعش ننكرها .. صحيح قدام الناس اللي كان ماسك المشروع هي بنت اسمها (سارة بنت يوسف الأميري) و دي سنة 2014 كانت يدوبك مهندسة كومبيوتر و دلوقتي بسم الله ما شاء الله هي وزيرة العلوم المتقدمة في الإمارات بس في نفس الوقت اللي أطلق المسبار للفضاء كان اليابانيين من مركز تانيجاشيما للفضاء Tanegashima Space Center .. إذا كانت (سارة) هي الواجهة فاللي ماسك الليلة فعلياً هو دكتور مهندس في جامعة كولورادو الأمريكية اسمه (بريت لاندين Brett Landin) الإماراتيين جابوه عشان ينقل الإمارات من بلد كانت أقصي إنجازاتها الفضائية إنها طلعت قمر صناعي لبلد تقدر تبعت مسبار فضائي للمريخ في أقل من 6 سنين .. و هي دي الفكرة .. عامل الوقت.

حقيقة رقم ثلاثة .. البترول خلاص راحت عليه و دي الحقيقة المرة اللي الإماراتيين عرفوها من زمان أوي و للأسف السعوديين عرفوها متأخر .. صحيح ثروة الإمارات زيها زي دول الخليج جت من البترول بس التارجيت دلوقتي هو إزاي الإمارات تنقل نفسها من بلد إقتصادها قايم علي عائدات النفط لبلد بتجيب فلوس زي الفل من التكنولوجيا .. اللي إنت محتاج تفهمه إن البحث العلمي بيجيب فلوس .. إن يبقي عندك شباب بيحضر دكتوراه و بيطور في العلم بجد ده بيجيب فلوس حلوة أوي .. خليني أقولك مثلاً إن إختراع الحلة التيفال ظهر من برنامج الفضاء بتاع وكالة NASA .. ببرونة الأطفال برده الناس بتوع NASA هم اللي اخترعوها .. فيه حاجات إنت بتشتريها دلوقتي و بتتباع بفلوس جت من البحث العلمي في مجال الفضاء بس الإمارات أكتشفت إن عندها مشكلة كبيرة و هي سكانها.

مسبار الامل و هو فارد الخلايا الشمسية بتاعته.

واحدة من أكتر الأقوال المأثورة اللي بحبها عن النبي (عليه الصلاة و السلام) لما قال أخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم .. الفلوس الكتير بتعلم الكسل .. الراحة بتعلم الكسل .. الكسل مش بيقوم إقتصاد دول .. الإمارات زيها زي كتير من دول الخليج أغلب اللي عايشين فيها مغتربين .. أهل الإمارات بيمثلوا يدوبك 12% بس من سكانها .. الناس دي بتشتغل شغلانات بياخدوا فيها فلوس عالية اوي و مش بيعملوا حاجة .. الشاب الإماراتي معندوش أي استعداد إنه يتسحل في شغلانة 12 ساعة في اليوم و ده بإختصار شديد هو حياة البحث العلمي و حياة أي حد بيقرر إنه يشتغل في مجال الفضاء .. حضرتك بتفني حياتك قدام شاشة كومبيوتر و جنبك ألة حاسبة و ورقة و قلم علي أمل إنك تضيف حاجة للعلم .. مهمة المريخ بتاعة الإمارات دي لا هي دعاية لدبي ولا هي محاولة من الإمارات إنها تاخد اللقطة و لو إنت متخيل ده فإنت محتاج تفهم حقيقة الوضع .. مهمة المريخ دي رايحة عشان هدف واحد و هو الإقتصاد .. الحكومة الإماراتية عايزة تقول للشباب اللي عندها فوقوا .. إنتوا عايشين في دولة ليها مشروع فضاء أو Space Program .. أنتوا عايشين في بلد عايزة مهندسين و فنيين و مبرمجين .. بلد عايزة باحثين و علماء .. بلد عايزة ناس معاها شهادات ماجستير في فيزياء الفلك و الكيمياء العضوية و الإتصالات مش ناس كل همها تاخد MBA عشان يتقال عليه الCEO راح الCEO جه .. الإمارات بلد ربنا عطاها فلوس كتير بس معندهاش عقول تقدر تستفيد من الفلوس دي.

مصر زيها زي الإمارات بلد فيها جامعات كتير .. علي كل لون تلاقي .. جامعات حكومية تلاقي .. معاهد خاصة تلاقي .. الإمارات لوحدها فيها أكثر من 100 جامعة و معهد عالي بس تيجي تشوف مين فيهم بيطلع رسايل ماجستير و دكتوراه و بيساهم بحق و حقيقي في البحث العلمي؟ .. مفيييييش .. لو جيت تبص علي الطلبة بتوع الكليات في الجامعات الإماراتية فكتير منهم بيقرر يدرس يا هندسة يا بيزنس بس محدش بيفكر يدرس علوم أو يتخصص في الرياضيات أو فيزياء الفلك لإن بمنتهي البساطة هو بيلاقي نفسه مش حيعمل بدراسته دي حاجة .. إنت بتتكلم عن بلد أقل من 5% من الخريجين بتوعها بيفكروا يحضروا دراسات عليا .. بناء علي أرقام منظمة اليونيسكو فلحد سنة 2010 محصلش إن أي طالب إماراتي حضر دكتوراه في أي جامعة في بلده .. جري الشريط لحد سنة 2017 حتلاقي إن نسبة الطلبة اللي معاهم دكتوراه في الإمارات يدوبك متجيش 0.8% من إجمالي الشباب الإماراتي اللي معاه مؤهل جامعي .. دي مش أرقام بلد بتفكر تعمل فلوس من التكنولوجيا .. دي مش أرقام بلد عايزة يبقي عندها Space Program.

عملية شحن مسبار الأمل في إبريل 2020 في طريقة لمركز تانيجاشيما للفضاء Tanegashima Space Center في اليابان.

محاولة فهم الإتهام بتاع إن الاماراتيين معتمدين علي شغل الاجانب:

أكدب عليك لو قولتلك محصلش .. اه بيحصل و لسه حيحصل بس هي الفكرة هو بيحصل إزاي؟ .. سنة 2007 الإمارات كانت عايزه تطلق أول قمر صناعي ليها و طبيعي مكانوش عارفين بيتعمل إزاي البتاع ده فراحوا لشركة كورية جنوبية اسمها Starec Initiative عشان تصمملها القمر بس العقد إتكتب بإن الشركة الكوري الجنوبي تتدرب معاها مهندسين إماراتيين .. واحد من المهندسين الإماراتيين دول كان (عمران شرف) .. سنة  2013 (عمران) اللي كان واحد من المهندسين الإماراتيين اللي يتعدوا علي الصوابع اللي بيفهموا في هندسة الأقمار الصناعية لقي نفسه بيجيله تليفون من (محمد بن راشد ال مكتوم) و ده يبقي نائب الرئيس الإماراتي و رئيس الوزراء وقتها و في المكالمة دي هو سأل (عمران) هل ينفع إننا علي سنة 2021 نبعت مركبة فضاء للمريخ؟ .. إجابة (عمران) كانت مش لما نعمل إحنا قمر صناعي بإيدينا الأول.

إنك تصنع قمر صناعي و تتحكم فيه ده حمادة و إنك تبعت مركبة فضاء للمريخ ده حماده تاني خالص .. القمر الصناعي أمره سهل لإنه عبارة عن علبة طايرة حول الكرة الأرضية فنسبياً بيبقي سهل تسيطر عليها لكن المريخ ده قصة تانية .. فيه سبب إن أكتر من 50% من مهمات الفضاء اللي بتروح للمريخ بتفشل .. إنت محتاج تبني معمل متكامل بحجم العربية بتاعتك و تكون بتقدر تطير نفسها بنفسها أو Fully Autonomous .. محتاج تعمل مركبة فضاء تقدر تتحكم فيها مع Delay بين إنك تبعتلها الأمر و بين تنفيذه ممكن يوصل 22 دقيقة .. ده غير إن الغلاف الجوي للأرض يعتبر تافه مقارنة بالغلاف الجوي للمريخ .. سنة 2018 الإمارات أطلقت قمر صناعي تقريباً إتعمل كله من أوله لأخره محلياً و لما جه وقت انهم ينفذوا حلم الوصول للمريخ لجأوا لنفس الطريقة المتجربة و هي الخبير الأجنبي .. المرة دي هم جابوا دكتور مهندس (بريت لاندين) عشان يقود فريق من 45 بني أدم كتير منهم إماراتيين و هي دي الفكرة.

هو المسبار ده رايح المريخ يهبب إيه؟

بسم الله الرحمن الرحيم محدش بيروح المريخ يلقط رزقه .. إنت بتروح تعمل حاجة محددة و اللي بيقولك تعمل إيه و متعملش إيه هو حاجة اسمها Mars Exploration Program Analysis Group أو مجموعة تحليل برنامج إستكشاف المريخ و دي لجنة عاملاها وكالة NASA عشان حضرتك تقولها أنا كدولة عايزة أبعت مركبة فضاء للمريخ فهم يقولولك هم محتاجين إيه و إيه هي القرايات اللي هم محتاجينها عشان حضرتك تروح تجيبها .. ليه ده بيحصل؟ .. الفكرة إن ميحصلش Double Work .. إن مثلاً الهند متكونش بعتت Probe للمريخ السنة اللي فاتت يقرأ درجة حرارة سطح المريخ تقوم إنت باعت Probe يعمل نفس الشغلانة و يبقي إسمك رحت المريخ .. حاول تتخيل إنها زي ما إنت تكون بتحضر ماجستير و الدكتور المشرف بتاعك هو اللي ينقيلك نقطة البحث اللي حضرتك حتتسحل فيها.

نقطة البحث اللي إتقال للإماراتيين يبعتوا مسبار الأمل عشان يدرسها هي التغيرات المناخية الموسمية للمريخ .. ده معناه إن اللعب كله في إختيار المدار Orbit المناسب اللي المسبار حيلف بيها حول المريخ .. إنت مش عايز مدار يقربك أوي فمتقدرش تاخد قرايات ولا تشوف حاجة و برده مش عايز تختار مدار يخليك بعيد .. حاول تتخيل برده إنها شبه لما تروح سينما و تحجز الكرسي بتاعك .. لو قربت أوي أو بعدت أوي من الشاشة مش حتتبسط .. إنت رايح تتبسط .. فاهمني؟ .. تتبسط .. بإختصار شديد المسبار ده رايح المريخ عشان يذيع لينا نشرة الأرصاد الجوية.

الرسم البياني الأولاني بيوريك قد إيه فلوس بتتصرف علي البحث العلمي علي مستوي العالم .. الإمارات صرفها علي البحث العلمي بيزيد بشكل كبير و فارق أوي عن المبالغ اللي بتدفعها الدول العربية … بس أنا عايز أقف شوية قدام الرسم البياني الثاني .. ده بيوريك عدد الدراسات العلمية اللي بتتنشر و حتلاقي إن سنة 2019 عدد الرسايل العلمية اللي نشرها إماراتيين كانت أكتر من إجمالي عدد الرسايل اللي إتنشرت في أوروبا .. الرسم البياني الثالث بيوريك إزاي صرف الإمارات علي البحث العلمي أكتر بكتير من إخواتها في دول مجلس التعاون الخليجي.

أنا حابب أختم بإني أقولك إن الدنيا بدأت تندع مع الإماراتيين .. إذا كان عندنا في مصر فيه كلية علوم اللي بتطلع ناس فاهمة يعني إيه رياضيات و يعني إيه فيزياء و كيمياء فالإماراتيين لسه السنة دي فيه خمس جامعات عندهم بدأت تدرس كورسات في العلوم البحتة .. أولهم كانت الجامعة الأميريكية في الشارقة اللي بدأت تدرس كورس في الفيزياء .. جامعة خليفة في العاصمة أبوظبي بدأت تدرس كورس في هندسة الفضاء و الطيران .. سنة 2016 الإماراتيين عملوا مركز أبحاث للفضاء اسمه National Space Science & Technology Center عشان يقوم بدور معهد البحوث عندنا في مصر بحيث اللي عايز يحضر ماجستير و دكتوراه في مجال أبحاث الفضاء يروح هناك .. نسبة الطلبة اللي بتقدم علي الكورسات اللي بتتدرس في كلية علوم زادوا بنسبة 12% خلال سنة و دي أرقام الإماراتيين فرحانين بيها جداً بس في نفس الوقت دي أرقام جايبالي أنا شخصياً إحباط.

إذا كانت الإمارات بتحاول تبني الKnow How بتاعها من الصفر فإحنا عندنا الأساسات من زمان بس مش بنعمل بيها حاجة .. علي رأي اللي كان ماسك فرع الشركة اللي كنت بشتغل فيها قطر لما قال أحنا بنصدر عقول و هي دي المشكلة .. لحد إمتي حنفضل نصدر و منستفيدش باللي عندنا؟ .. سنة 2011 الإمارات كانت بتصرف 0.5% من إجمالي ميزانيتها علي البحث العلمي .. سنة 2013 النسبة زادت بقت 1.3% .. سنة 2021 عايزين النسبة تبقي 1.5% .. حيبنوا مدينة كاملة للبحث العلمي الخاص بإستكشاف المريخ في دبي حيسموها Mars Science City .. لحد إمتي حنفضل نتفرج؟

المصدر:

مقالة بعنوان How a small Arab nation built a Mars mission from scratch in six years نشرت في مجلة Nature وده لينك المقالة الأصلية:
https://www.nature.com/immersive/d41586-020-01862-z/index.html

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!