تابعونا

تاريخ الفلوس .. إزاي الكاش بقي ميزة؟ .. الجزء الثاني.

أول بنك مركزي بالمعني الفعلي للكلمة كان البنك المركزي الإنجليزي أو بنك إنجلترا Bank of England و ده إتأسس سنة 1695 .. اللي أنا عايز أحكيه في الجزء ده إزاي العالم كله بدأ يقتنع واحدة واحدة إن يا جدعان لازم كل دولة يبقي فيها بنك مركزي .. هو يعني إيه بنك مركزي؟ .. بيعمل إيه البتاع ده؟

8 أبريل، 2020 1.6 ألف

لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/rs02pw9dq6nh

إحنا وقفنا إن البنوك الإنجليزي بقت بتوزع علي الناس ورق بنكنوت الناس بتتعامل معاه علي إنه عملة ورقية بحيث إن الناس حاطه فلوسها الذهب و الفضة في البنوك و محدش بيروح يسأل عليها .. الكلام ده كان سنة 1640 .. شوية و السويد لقطت الفكرة .. سنة 1660 البنوك السويدية بقت زيها زي البنوك الإنجليزية مش بس بتطبع ورق بنكنوت إنما كمان بقت بتدي قروض .. ده معناه إن فكرة Fractional Reserve Banking بقت بتطبق هناك و دي فكرة عامله زي عمايل الكيكة كده .. مقاديرها لازم بقي صح .. طريقة العمايل لازم تبقي صح و إلا الكيكة حتترمي في الزبالة .. عمايل الكيكة الفرق بينها و بين الطبيخ إن الطبيخ لو ناقص ملح في النص إنت ممكن تزوده ملح .. الكيكة إنت مش حتعرف إذا كانت هي محتاجه شوية فانيليا أو بيكينج باودر زيادة إلا بعد فوات الأوان .. البنوك السويدي بقت بتوزع في قروض زي ما إنت في رمضان قاعد قدام المسلسل و مش بتقدر تبطل أكل .. الناس بدأت تاخد بالها إنك كرشت أو بمعني أخر الناس بدأت تاخد بالها إن البنوك بتعمل حاجه غلط.

هوبا الناس كلها جريت علي البنوك ترجع فلوسها الذهب و الفضة .. طبعاً الفلوس خلصت قبل ما الناس كلها تاخد فلوسها .. و طبعاً زي ما إنت متوقع إنهار الإقتصاد السويدي .. فيه منكوا دلوقتي بيقول لنفسه طب يا عم الحاج ما دلوقتي اللي بيحل المشكلة دي هو البنك المركزي .. عندك حق .. بس وقتها مكنش لسه إتعمل البنك المركزي .. أول بنك مركزي بالمعني الفعلي للكلمة كان البنك المركزي الإنجليزي أو بنك إنجلترا Bank of England و ده إتأسس سنة 1695 .. اللي أنا عايز أحكيه في الجزء ده إزاي العالم كله بدأ يقتنع واحدة واحدة إن يا جدعان لازم كل دولة يبقي فيها بنك مركزي .. هو يعني إيه بنك مركزي؟ .. بيعمل إيه البتاع ده؟

الطريق إلي البنك المركزي ده إتفرش بالهبد .. إنت مش متخيل كم الهبيدة اللي في تاريخ الإقتصاد و البنوك اللي خزوقوا إقتصاد بلدهم .. أنا الحقيقة عايز أتكلم عن إتنين بالذات .. إتنين بني أدمين هبدوا هبد ولا اللي إنت بتهبده في إنترفيو أو في إمتحان شفوي في الكلية و إنت مش فاهم أصلاً المادة بتتكلم عن إيه .. بس ده ميمنعش إن أحياناً الهبد جاب نتيجة .. الإتنين اللي حتكلم عنهم هم (نيكولاس باربون Nicholas Barbon) و (جون لو John Law).

(نيكولاس باربون) .. اللي إخترع وضع اليد و كمان إدانا التأمين ضد الحريق و الرهن العقاري:

(نيكولاس باربون) ده من الشخصيات المسلية جداً اللي ممكن إنت تقرأ عنها .. أبوه كان من كبارات البلد و كان عايز ابنه يشرفه وسط الناس و لإن وقتها مكنش فيه حاجة ممكن الولد يعملها عشان يشرف أبوه غير إنه يبقي يا محامي يا دكتور ف(نيكولاس) خد بكالريوس الطب من جامعة أوتريخت الهولندية و بقي دكتور .. مشكلته إنه كان عايز فلوس .. هو كان بيعشق الفلوس .. و لإنه شاف إن مهنة الدكترة دي مبتأكلش عيش فهو راح لشغلانة المقاولات و التطوير العقاري .. ربنا بعتله هدية من السما سنة 1666 تمثلت في حريق لندن .. الحريق ده دمر 13,000 بيت و خلي في يوم و ليلة 16% من سكان لندن نايمين في الشارع .. (نيكولاس) كان عارف إن القانون الإنجليزي وقتها بيمنع إنشاء أي بيوت سكنية في الحتة الفاضية بين لندن و بين حي ويستمينيستر Westminster اللي فيه القصر الملكي و البرلمان بس هو قالك يعني هم أخرهم يعملوا إيه؟

(نيكولاس) خد حتة الأرض دي وضع يد و بدأ يبني فيها .. لما إتقاله إنت إيه اللي إنت عملته ده يا مجنون؟ كان رده زي ما قلتلك أخرهم يعملوا إيه؟ .. البيوت إتبنت .. الناس كانت نايمة في الشارع .. لو الحكومة فكرت تهد البيوت دي فهم كده بيخاطروا بإن تقوم ثورة ضدهم .. الحكومة حتسكت و حتحط جزمة في بقها و ده اللي حصل فعلاً .. كانت عنده مشكلتين .. أول مشكلة هي التمويل .. إزاي حيجيب فلوس بناء البيوت دي؟ .. ثاني مشكلة هي الناس الفقيرة اللي بيوتها إتحرقت و معهاش تدفع ثمن البيوت الجديدة اللي هو بناها حتسدد إزاي؟ .. عشان (نيكولاس) يحل المشكلتين دول هو إخترع حاجتين و الحاجتين دول إقتصاد دول دلوقتي قايم عليهم .. التأمين ضد الحريق و الرهن العقاري.

(نيكولاس باربون Nicholas Barbon) واحد من الهبيدة التقال أوي اللي قدمولنا أفكار إقتصاد دول قايم عليها دلوقتي زي التأمين علي الحريق و الرهن العقاري.

الأول هو راح عمل صندوق التأمين ضد الحريق .. هو فعلياً خد فكرة الجمعية اللي إحنا بنعملها في مصر إن يبقي عندك 10 بني أدمين مثلاً كل واحد يدفع جنيه مثلاً و كل شهر واحد من العشرة ياخد في إيده 100 جنيه .. بس هو كان بياخد جنيه من كل واحد يحطهم في صندوق بحيث إن بعد كده لو حصل حريق كبير في لندن الناس اللي بيوتها إتحرقت تاخد فلوس من الصندوق ده عشان تشتري بيت تاني .. ده اسمه التأمين ضد الحريق .. اللي عمله (نيكولاس) إنه خد شوية فلوس من الصندوق ده كرأس مال إنه يبني البيوت .. صحيح فكرته نقلت الإقتصاد البريطاني لسنين قدام و دلوقتي الفكرة دي متطبقه بشكل كبير بس هو عملها عشان يوفر لنفسه سيولة .. ده كان حل المشكلة الأولانية .. المشكلة الثانية كانت أصعب.

الناس معهاش فلوس تدفع و ده خلاه يفكر في إنه يخترع الرهن العقاري .. هو بدأ بإنه أسس حاجة اسمها بنك العقار الوطني National Land Bank و بقي بيدي الناس قروض بحيث يعيشوا في البيوت و مش شرط يدفعوا ثمن البيت كله كاش و مقدم .. إنت كل شهر بتدفع جزء من الدين اللي عليك .. (نيكولاس) بصلها علي إنه عايز فلوس .. مجرد إنه يسترزق بس هو مكنش واخد باله إزاي الفكرة دي خلت الإقتصاد الإنجليزي كأنه رجل متجوز خد نص حباية فياجرا .. سوق العقار في لندن بالذات كان مفرمل الإقتصاد ..الناس كانت بتحوش و بتدفع دم قلبها علي بيت و بمجرد ما أشتروه خلاص كده مبقاش عندهم القدرة إنهم يحطوا فلوسهم في أي حاجة تانية .. ثروة الناس مبقتش تتحرك .. لا فيه وظايف بتتخلق .. ولا فيه إقتصاد بينمو .. مجرد بيوت .. فكرة الرهن العقاري اللي عملها (نيكولاس) خلت الناس تشتري بيت و في نفس الوقت يقدروا يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي و يصرفوا علي حاجات تانية.

فيه نقطة أنا عايز أتكلم عنها بخصوص (نيكولاس باربون) دلوقتي .. هي صحيح ملهاش علاقة بفكرة البنك المركزي بس حتفيدنا قدام لما نتكلم شوية عن العلاقات التجارية بين الدول .. شوف .. في الوقت اللي (نيكولاس) كان عايش فيه كانت العلاقات التجارية بين الدول العظمي اللي هم فرنسا و إنجلترا مثلاً كانت مبنية علي حاجة اسمها الإتجارية و لو إنت برده من بتوع تجارة إينجليش فإنت ممكن تكون خدتها تحت مسمي Mercantilism .. البتاعة دي فكرتها بمنتهي البساطة إن إنجلترا و فرنسا بيلعبوا مع بعض Age of Empire بس بالإقتصاد .. كل دولة ليها مستعمرات في كل حتة في العالم .. كل دوله أهم حاجة عندها هي إنها تقدر تلم أكبر قدر ممكن من الذهب و الفضة من مستعمراتها و تروح تخزنه عندها .. مفيش حاجة اسمها تبادل تجاري بين الإنجليز و الفرنساويين .. التجارة بس بين الدولة الأم و مستعمراتها .. لو مصر مثلاً مستعمرة إنجليزية فهي مينفعش تعمل أي بيزنس تجاري لا مع فرنسا ولا مع أي مستعمرة فرنسية تانية .. المستعمرات مش وظيفتها تصنع .. المستعمرات وظيفتها إنها توفر المواد الخام للدولة اللي محتلاها عشان التصنيع يتم هناك .. اللي قاله (نيكولاس) و اللي حنشوفه بيتطبق فعلياً في الجزء الجاي مش دلوقتي هو ليه لا منعملش كده؟ .. ليه لا نبطل نعتمد علي الذهب و الفضة خالص و نعتمد بشكل كلي علي العملات الورقية؟ .. لو ده حصل ففكرة Mercantilism مش حيبقي أي معني .. لو ده حصل فحيبقي من مصلحتنا يبقي فيه علاقات تجارية بين إنجلترا و فرنسا و باقي الدول اللي حولينا .. لو ده حصل مش حيبقي فيه أصلاً معني للإستعمار .. طبعاً إنت متخيل إزاي الناس في الحتة دي بالذات قالوا علي (نيكولاس) إنه عبيط مش فاهم حاجة بس زي ما قلتلك بلاش نقف في الحتة دي دلوقتي لإننا حنرجعلها تاني في الجزء الجاي.

(نيكولاس باربون Nicholas Barbon) حط كل أفكاره في كتاب سماه On a discourse of trade يعني في مناقشة التجارة وفعلاً من أهم الكتب اللي إتكتبت في الإقتصاد.

(جون لو) .. يا جدعان فين ميتين ام البنك المركزي:

(جون لو) زيه زي (نيكولاس باربون) مكنش عاجبه الشغلانة اللي أهله خلوه يشتغلها و كان عايز يعمل كارير شيفت .. (جون) كان أسكتلندي من عيلة حدادين إتحولوا لأصحاب بنوك زي ما حكينا في الجزء الأول .. لما بقي عنده 17 سنة أبوه مات و ده خلاه يبقي حر يعمل اللي هو عايزه و هو مكنش عايز غير إنه يبقي صايع .. تخيله عامل شبه شخصية (علاء ولي الدين) في فيلم الناظر .. أنا عايز أصيع يا استاذ لمبي .. الواد ضيع ثروته في القمار و الخمرة و النسوان في لندن .. في يوم إتخانق مع واحد تاني علي واحدة ست كل واحد كان فاكرها بتاعته .. الإتنين كانوا سكرانين و (جون) قتله .. إتقبض عليه و إتحكم عليه بكفالة و لإنه كان خايف من التار اللي عليه خد ديله في سنانه و هرب بره لندن و راح يعيش في هولندا .. هو كان ناوي برده يبزعق قرشين في صالات القمار لحد ما دخل بورصة أمستردام.

دخوله البورصة خلي حاله يتشقلب 180 درجة .. مبقاش الصايع الضايع النسوانجي .. (جون) جاب ورقة و قلم و بدأ يحلل و يفهم هو سوق البورصة شغال إزاي؟ .. إيه علاقة البورصة بنظرية الإحتمالات؟ .. طب مش ده معناه إن البورصة متفرقش كتير عن القمار؟ .. طب ليه بورصة أمستردام جامدة و ماسكه نفسها أوي كده؟ .. أكيد ده له علاقة بالوضع الإقتصادي للجمهورية الهولندية .. طب إيه العلاقة؟ .. إزاي هولندا البلد اللي مفيهاش أي مصادر ثروة طبيعية زي دول تانية زي إنجلترا و فرنسا بس إقتصادها أقوي بكتير من إنجلترا و فرنسا؟ .. هولندا جابت ثروتها دي كلها منين؟

خمس سنين و هو بيدور علي إجابة لحد ما لقاها .. الضمير .. هولندا زيها زي أي دولة أوروبية إستعمارية كانت مبتعملش حاجة في حياتها غير إنها تجيب ذهب و فضة من مستعمراتها تخزنه عندها و تقوم طابعه ورق بنكنوت علي حسب كمية الذهب و الفضة الموجودة .. و الأهم إن البنوك الهولندية كانت بتسلف فلوس بحساب .. لازم البنك يبقي فيه إحتياطي ذهب و فضة يكفي لو حصل يوم أسود و الإقتصاد وقع .. ده خلي الإقتصاد الهولندي ماسك نفسه أوي .. صحيح هو مش قادر يوصل لمراحل نمو كبيرة و ينط في الثروة بس المواطن الهولندي كان عنده ثقة كبيرة في أداء بنوك بلده و الثقة دي هي الأساس اللي قومت الإقتصاد الهولندي.

(جون لو) حط كل الأفكار دي في كتاب اسمه Money and Trade Considered with a Proposal for Supplying the Nation with Money .. كل اللي (جون لو) كان عايزه إنه ياخد الكتاب ده يروح بلده أسكتلندا عشان يقنع حكومة أسكتلندا إنها تمشي ورا اللي عملته هولندا .. نعمل بنك مركزي .. بنك يطبع ورق بنكنوت علي قد كمية الذهب و الفضة اللي موجودين و نسلف فلوس علي شكل قروض بحيث إن الفلوس اللي بنسلفها تبقي نسبة من إحتياطي الذهب و الفضة اللي عندنا .. بإختصار شديد حنطبق فكرة Fractional Reserve Banking زي ما الكتاب بيقول بس محدش سمع كلامه .. أسكتلندا وقتها كانت أولاً عايشة أزمة إقتصادية فمحدش كان عايز يسمع أي أفكار بره الصندوق و ثانياً كلمة إنجلترا كانت بتمشي علي أطخن طخين و عمر ما الإنجليز حيسمحوا بتطبيق فكرة ممكن تخلي الإقتصاد الأسكتلندي ينمو لدرجة إنه يخلي الأسكتلنديين يقولوا علي فكرة بقي إحنا عايزين نتطلق.

الشاب الكيوت الكوكو ده يبقي (جون لو John Law) .. أسكتلندي عرف يقنع فرنسا تعمل بنك مركزي و لبسهم كلهم في الحيط لما فكرته إتبطقت غلط.

(جون لاو) رجع هولندا تاني قفاه يقمر عيش .. عشر سنين عمال يتنقل بين هولندا و فرنسا .. عشر سنين و هو بيلعب قمار بس بإحتراف .. بقي بيلعب قمار و هو معتمد علي نظريات رياضية و أهمها نظرية الإحتمالات .. هو كان بتاع رياضيات شاطر جداً علي فكرة .. عمال يكسب و يجمع في فلوس .. هو بدأ يطبق نظريات الإحتمالات بتاعة الرياضيات في القمار و مع الوقت بقي واحد من أغني أغنياء أوروبا .. الرجل كان ألة حاسبة متحركة .. لا ألة حاسبة إيه .. لا قول كود ماتلاب ميخرش المياه .. شوية و بقي يتعزم إنه يلعب قمار في قصور أمراء أوروبا و في قعداته مع أمراء أوروبا بدأ يتكلم معاهم عن أفكاره في الإقتصاد .. ليه كلنا منبقاش زي هولندا؟ .. طب ليه منحطش التاتش بتاعتنا وناخد الRisk اللي الهولنديين خايفين ياخدوها؟ .. من ضمن الناس اللي كانت بتسمع كان الفرنساويين .. هم وقتها كان حالهم يصعب علي الكافر .. حكم (لويس الرابع عشر) كان كارثي .. البلد فلست لا و كمان مديونه .. الفرنساويين كانوا عايزين يتعلقوا في أي أمل و لما سمعوا كلام (جون لو) شافوا إن هو ده الحل الوحيد .. خطة (جون) كانت سهلة و الأهم إنها كانت عبقرية .. خطة مبتطلعش إلا من دماغ رجل عارف يجيب القرش من الهواء:

  • أول خطوة إن فرنسا حتعمل زي هولندا و تعمل بنك مركزي .. البنك المركزي ده هو اللي حيطبع فلوس و الفلوس دي حتبقي ورق بنكنوت.
  • ثاني خطوة هي التمويل .. هو عرض أسهم البنك للبيع .. لو حضرتك مواطن فرنساوي بيتقالك إن عشان تشتري سهم في البنك الجديد إنت حتدفع 16% بس قيمة السهم كاش .. طب و الباقي؟ .. حنديلك بيهم سندات .. السندات دي هي ديون البلد و في نفس الوقت دي الفلوس اللي البلد المفروض تديها لكل مواطن راح إشتري سهم .. طب و إحنا إستفدنا إيه؟ .. الناس كانت عارفه إن السندات دي ملهاش لازمة لإن الحكومة مفلسة و عمرها ما حتعرف ترجع للناس فلوسها بس الناس بقت بتتاجر في السندات دي .. الناس كانت واثقة في البنك إنه حينجح بس مش دلوقتي .. ده كان إستثمار لعيالهم و عيال عيالهم .. اللي إشتري سندات بقي بيبيعها لناس تانية متخيلة إنها بكده حتأمن مستقبل عيالها .. و هوبا أغلب ديون البلد إختفت.
  • ثالث خطوة و دي كانت الخطوة اللي دمرت كل حاجة إن بما إن البنك المركزي ده بقي هو أكبر بنك في فرنسا ف(جون) عمل شركة إستيراد و تصدير سماها The Company of the West بحيث إن الشركة دي هي اللي تدير إنتقال المواد الخام من مستعمرة فرنسا في لويزيانا في أميركا .. برده إنت مش فاهم الفكرة .. زي ما عمل في البنك المركزي هو طرح أسهم الشركة دي في السوق للي عايز يشتريها .. السهم الواحد بيتباع ب5000 ليفرا اللي هي عملة فرنسا وقتها .. إنت مش بتدفع المبلغ كله مرة واحدة .. بتدفع 15% كاش مقدم و الباقي بالتقسيط .. حلو .. خد إنت الفلوس اللي إتدفعت مقدم دي كلها سدد بيها باقي ديون البلد .. حلو أوي .. (جون) حط من جيبه فلوس كإستثمار للشركة و هوبا سمعة السهم بقت زي الألماظ في السوق .. شوية و سعر السهم بقي 10,000 ليفرا .. شوية كمان و بقي 5,500,000 ليفرا .. لحد ما بقي 15,500,000 ليفرا .. زي ما إنت شايف ده اسمه هراء .. ده اسمه هبد .. أنا لو زارع أفيون في مستعمرة لويزيانا مكنتش حعرف أجيب فلوس عشان أبرر بيها إن سعر السهم ينط النطة الجامدة زحليقة دي.

في المرحلة دي (جون) بدأ يحس بالمصيبة اللي داخله عليه .. هو كان عارف إن مستعمرة لويزيانا مفيهاش إلا 800  بني أدم .. هو محتاج عدد الناس يتضاعف و الناس تبدأ تشتغل و تبعت أي حاجة لفرنسا .. أي فلوس يا جدعان .. عشان يحل المشكلة بقي يطلع المساجين من السجون و يجوز كل واحد فيهم لعاهرة أو فتاة ليل و يبعتهم علي لويزيانا يعيشوا هناك بس كان خلاص اللي حصل حصل .. مفيش حاجة تبرر إن سعر السهم يوصل 15 مليون .. التضخم زاد لدرجة إن حتي لما (جون) حاول يقلل سعر السهم أو يقلل من قيمة العملة بقي بيخرب الدنيا زيادة .. شوية و البنك المركزي الفرنسي إنهار هو و شركة The Company of the West و ده دخل فرنسا في كارثة إقتصادية ربنا نجاها منها بالستر.

قرارات (جون لو) ممكن  تكون لبست الإقتصاد الفرنسي في الحيط بس المشكلة كانت مش الفكرة .. المشكلة كانت في التنفيذ .. مينفعش البنك المركزي يبقي هو الجهة اللي بتطبع فلوس و يبقي هو اللي يدير ديون البلد و كمان يبقي طرف في البيزنس و يتعامل علي إنه بنك إستثماري يسلف فلوس .. فيه حاجة إتطبقت كانت غلط .. و هنا يجي دور بنك إنجلترا أو Bank of England .. أول بنك مركزي بحق و حقيقي .. بنك إتبني علي أفكار (جون لو) اللي حطها في كتابه Money and Trade Considered with a Proposal for Supplying the Nation with Money و في نفس الوقت إستفاد من أخطاء الفرنساويين و السويديين من قبلهم.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!