تابعونا

برنامج المعونة العسكرية الأميريكية لمصر .. مفيش حاجة اسمها ببلاش.

النقلة النوعية بحق و حقيقي لبرنامج المعونة العسكرية الأميريكية لمصر كانت سنة 2009 .. في السنه دي الأمريكان بدأوا برنامج جديد يبقي ابن عم FMF سموه FMS و ده إختصار Foreign Military Sales أو مبيعات الأسلحة الأجنبية.

26 مايو، 2020 2.3 ألف

برنامج المعونة العسكرية الأميريكية لمصر ده من المواضيع الحساسة و الصعبة و اللي لازم لما نيجي نفتحها نتكلم بالشوكة و السكينة .. مش بسبب الخوف .. إنما بسبب المصداقية .. أنا عشان أقدملك معلومة موثوق فيها فيما يتعلق بالقوات المسلحة المصرية فالموضوع مش سهل و محتاج تركز أوي و إنت بتجيب المعلومات بتاعتك .. و الأهم من كده كمان إنك تقيم و تفهم المعلومات دي صح .. زي ما حضرتك عارف الهبد كتير في الحتة دي بالذات .. اللي حتكلم عنه النهاردة هو محاولة لفهم البعبع اللي اسمه المعونة العسكرية الأميريكية لمصر .. تطلع إيه البتاعة دي؟ .. عشان تخرج من المقالة و إنت فاهم راسك من رجليك فأنا محتاج أجاوب معاك علي كذا سؤال:

  • إزاي برنامج المعونة العسكرية الأميريكية لمصر بدأ؟
  • هو برنامج المعونة العسكرية ده بيمشي إزاي؟
  • مصر استفادت إيه من البرنامج ده؟
  • هل صفقات السلاح اللي بتعملها مصر مع روسيا ممكن تبوظ برنامج المعونة العسكرية لمصر أو لا؟

خلينا نبدأ مع حلاوة البدايات .. إزاي برنامج المعونة العسكرية الأميريكية لمصر بدأ؟

مبدأياً الأمريكان بيسموا برنامج المعونة العسكرية بتاعهم FMF و ده إختصار Foreign Military Financing أو التمويل العسكري الأجنبي و ده الاسم اللي من هنا و رايح حنسمي بيه المعونة العسكرية الأميريكية لمصر .. الحكاية بدأت سنة 1975 بعد حرب أكتوبر ما خلصت لما الرئيس الأميريكي وقتها (ريتشارد نيكسون Richard Nixon) طلب من الكونجرس إنه يدي مصر 250 مليون دولار كمنحة إقتصادية .. بعد توقيع إتفاقية كامب ديفيد سنة 1979 مصر بدأت تستلم مساعدات عسكرية من أميركا علي شكل منح لا ترد و قانوناً و علي الورق المنح دي لا علاقة لها ببنود إتفاقية السلام .. شوية و المنح دي بدأت تخش تحت برنامج FMF.

برنامج FMF ده بيشمل دول كتير بس علاقة البرنامج ده بمصر بدأت سنة 1979 لما مصر استلمت 1.5 مليار دولار مرة واحدة و ده كان وقتها رقم خزعبلي .. سنة 1981 المبلغ ده إتخسف بيه الأرض بقي 550 مليون دولار بس لكن بداية من سنة 1987 مصر كل سنة بتاخد 1.3 مليار دولار .. عشان الناس اللي فاشلة في الحساب فالبرنامج ده من ساعة ما إتعمل لحد السنة المالية بتاعة 2019 مصر خدت منه 41 مليار دولار .. و برده عشان تبقي في الصورة .. ال1.3 مليار دولار نصيب مصر من برنامج FMF يعتبروا 25% من ميزانية البرنامج كل سنة .. ده كده حجم البرنامج .. نيجي بقي لسببه .. قدام الناس لو سألت أي مسئول أمريكاني في وزارة الخارجية مثلاً عن هو ليه مصر بتستلم الفلوس دي كلها من أميركا كل سنة فغالباً الإجابة حتكون عشان خاطر مصر حليف استراتيجي و إنها أساس الأمن و الإستقرار في المنطقة و الكلام اللي بيبقي حلو جداً تكتبه في موضوع التعبير .. بس الحقيقة مش كده.

 الحقيقة اللي حضرتك لازم تبقي فاهمها كويس هو إن الفلوس دي مصر بتاخدها قصاد 3 حاجات ملهمش رابع .. أول حاجة إن إحنا نفضل محترمين بنود إتفاقية السلام بينا و بين إسرائيل اللي إتمضت سنة 1979 .. ثاني حاجة إننا نفضل نسمح للقوات المسلحة الأميريكية إنها تستخدم المجال الجوي بتاعنا في إنتقالاتهم و تحركاتهم يعني عندك مثلاً في حرب الخليج الثانية الطيران الأميريكاني عدي من فوق المجال الجوي بتاعنا 200,000 مرة  .. ثالث حاجة و ده الأهم إننا نسمح للقوات البحرية الأميريكية إنها تحرك السفن بتاعتها في قناة السويس زي ما حصل سنة 1997 لما أميركا وقتها كانت متخانقة مع العراق و إحنا سمحنا بعبور حاملة الطائرات الأميريكية جورج واشنطن إنها تعدي من قناة السويس رغم إننا كنا عارفين إن حاملة الطائرات دي مش رايحة تعمل رحله صيد في دهب هي كانت رايحة تضرب العراق .. غير كده الأمريكان ملهمش حاجة عندنا .. غير كده مفيش أي مبرر لأميركا إنها تقطع برنامج FMF لمصر .. لا تقولي بقي حقوق إنسان ولا نشر الديموقراطية ولا إنتخابات حرة نزيهة ولا أي حاجة من الكلام اللي ميأكلش عيش ده.

دي كانت حلاوة البدايات .. تعالي بقي نتكلم عن خوازيق النهايات .. سنة 2013 بعد الإطاحة بحكم الرئيس (محمد مرسي) الله يرحمه إدارة الرئيس الأميريكي (باراك أوباما) جمدت المساعدات العسكرية لمصر .. الغريبة كانت المبرر اللي هم قالوه .. يعني المنطق بيقول إن أكيد أنتوا إخترتوا سنة 2013 بالذات عشان تجمدوا فيها المساعدات العسكرية بتاعتكوا بسبب فض إعتصام رابعة العدوية و الناس اللي ماتت فيه .. لا مش ده المبرر اللي إتقال .. المبرر اللي إتقال إن والله الأسلحة اللي مصر بتاخدها من أميركا بالذات دبابات M-1 و طيارات F-16 مش مناسبة أوي لطبيعة العمليات اللي بتنفذها القوات المسلحة المصرية لمكافحة الإرهاب في سيناء .. اللي هو لا تخرج قبل أن تقول سبحان الله .. سنة 2015 (أوباما) بلغ الرئيس المصري الجديد (عبدالفتاح السيسي) إن الأسلحة اللي كانت مصر المفروض تستلمها و إتجمدت زي طيارات F-16 و صواريخ هاربون Harpoon المضادة للسفن و معدات دبابات M-1 حترجع تاني مصر تستلمها بداية من السنة المالية 2018.

لكن .. خلي بالك بقي من اللي جاي .. أي سلاح جديد تطلبه مصر من أميركا لازم يكون بيندرج تحت واحدة من أربع فئات أميركا قالت إنها شايفة إنهم الفئات الأربعة اللي مصر محتاجاها دلوقتي … الأربع فئات هم: مكافحة الارهاب و حماية الحدود البرية و حماية الحدود البحرية و أمن سيناء .. ده معناه الأتي .. مصر مش حينفع تشتري من أميركا تاني أي حاجة تخص دبابات M-1 ولا طيارات F-16 .. السلاح الجديد اللي مصر حتشتريه لازم زي ما قلتلك يندرج تحت واحدة من الفئات الأربعة و السلاح ده حيتدفع ثمنه ضمن برنامج FMF .. أي فلوس فاضلة من نصيب مصر في برنامج FMF حتروح في صيانة الأسلحة اللي مصر خلاص إشترتها و استلمتها من أميركا في السنين اللي فاتت بما فيها دابابات M-1 و طيارات F-16.

بعد ما (دونالد ترامب) بقي الرئيس فضلت القيود المفروضة علي طبيعة السلاح اللي بتشتريه مصر من أميركا ضمن برنامج FMF و اللي حطها (أوباما) .. لحد دلوقتي مصر بيتقالها لو حتشتري أي سلاح جديد لازم يبقي ضمن الفئات الأربعة .. الغريبة إن إحنا بقالنا فترة طويلة مش بنشتري سلاح جديد من أميركا .. في مايو 2019 وزارة الخارجية الأميريكية قالت في تقريرها اللي بتقدمه للكونجرس الأميريكي بخصوص برنامج FMF إن مصر طلبت إن مليار دولار من الفلوس اللي إحنا بناخدها تروح في صيانة الأسلحه القديمة اللي مصر إشترتها من أميركا .. ده الحقيقة بيخليني أسأل سؤال أنا مش عارف إجابته فخليني أسأله وخلاص .. دلوقتي أكبر تهديد للأمن القومي المصري حالياً هو الجماعات الإرهابية في سيناء .. و لإن إني أقول إن الإرهاب في سيناء هو أكبر تهديد للأمن القومي المصري دي حاجة كبيرة و مينفعش تتقال بالساهل فخليني أحطلك شوية إحصائيات توريك ده .. تنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء لوحده أعلن مسئوليته عن أكتر من 1000 هجوم إرهابي تسببوا في استشهاد علي الأقل 627 عسكري مصري و 437 مدني من أهل سيناء .. بناء علي أرقام الحكومة المصرية فمن مايو 2018 لحد دلوقتي مات حوالي 7,097 بني أدم و الناس دي ماتت بشكل أو بأخر بسبب العمليات الإرهابية في سيناء .. 95% من الناس اللي ماتت دي كلها في محافظة شمال سيناء .. أظن كل ده كفيل إنه يثبت رأيي بإن الإرهاب في سيناء هو أكبر تهديد للأمن القومي بتاعنا .. السؤال دلوقتي .. ليه إحنا مٌصرين إن فلوس FMF تروح في صيانة الأسلحة القديمة و مش في شراء أسلحة جديدة ممكن تدي لعساكرنا في سيناء أفضلية تكتيكية تخليهم يحسموا الحرب دي لصالحهم؟ .. متقفش قدام السؤال ده كتير عشان قدامنا حاجات تانية عايزين نتكلم عنها.

الرئيس الأميريكي (دونالد ترامب) بيستقبل الرئيس المصري (عبدالفتاح السيسي) في البيت الأبيض يوم 3 إبريل 2017.

دلوقتي دور إنك تفهم هو برنامج المعونة ده بيمشي إزاي؟

عارف حكاية مدام (عفاف) اللي في الدور الرابع .. أهي دي بالضبط حكاية برنامج المعونة .. لما أحكيلك حكاية قصة حياة أي سلاح تطلبه مصر بيجي إزاي من برنامج FMF حتحس فعلياً إنك داخل مصلحة حكومية أو شئون الطلبة في الكلية بتخلص ورق .. لنفترض مثلاً إن سلاح الجو عايز طيارة F-16 فقيادة سلاح الجو بتبعت حاجة بيسموها Letter of Request أو LOR و ده جواب طلب بيتبعت لهيئة التسليح التابعة لوزاره الدفاع .. هيئة التسليح بتبعت الجواب ده لمكتب التعاون العسكري Office of Military Cooperation أو OMC و ده ملحق بالسفارة الأميريكية في القاهرة .. مكتب التعاون العسكري بيبعت الجواب لوزارة الخارجية الأميريكية و بتتشكل لجنة من ناس من وزارة الخارجية و من حاجة اسمها وكالة تعاون الأمن الدفاعي Defense Security Cooperation Agency أو DSCA .. اللجنة دي بتوافق أو بترفض الطلب .. لنفترض إن الطلب إتوافق عليه ساعتها مكتب التعاون العسكري OMC بيبعت جواب لهيئة التسليح يبلغهم بإن الطلب إتوافق عليه و في نفس الوقت بيبعتوا جواب لمكتب المشتريات المصري Egyptian Procurement Office و ده مقره في العاصمة الأميريكية واشنطن يبلغوهم إن الطلب إتوافق عليه .. طبعاً إنت دلوقتي بتقول هييييييييييه خلصنا .. لا لسه إنت كده خلصت نص السكة .. لسه بقي النص الثاني.

الخطوة اللي بعد كده إن وكالة تعاون الأمن الدفاعي DSCA بتشوف هي الصفقة دي مين حيبقي مشترك فيها من جوه أميركا يعني مثلاً لازم القوات الجوية الأميريكية توافق و يشوفوا الطيارة دي من تصنيع مين و الصواريخ اللي عليها من تصنيع مين .. كل الشركات و الجهات دي بيقعدوا مع DSCA و بيكتبوا سوا جواب قبول Letter of Acceptance أو LOA و علي حسب الصفقة لو هي كبيرة لازم الجواب ده يروح الكونجرس يتوافق عليه و دي لوحدها ليلة كبيرة .. لنفترض إن الصفقة مش محتاجة موافقة الكونجرس ساعتها جواب LOA ده بيروح لوزاره المالية الأميريكية عشان يشوفوا هي الصفقة ثمنها كام لإن ثمن الصفقة بيكون هو المكتوب في LOA و بيتخصم المبلغ ده من حساب الإحتياطي النقدي بتاع الحكومة الأميريكية و المبلغ ده بيتحول لحساب مصر في برنامج FMS اللي هو Foreign Military Sales لإن المبلغ ده هو اللي حيروح لشركات السلاح اللي حتورده لمصر و لفي بينا يا دنيا .. عارف إن الموضوع يبان روتيني بشكل مستفز بس لأسباب كتير ممكن نبقي نتكلم عنها بعدين النظام ده حلو جداً لينا.

قصة حياة برنامج المعونة العسكرية الأميريكية لمصر .. مصر بتقدم طلب تفعيل برنامج المعونة للسنة المالية .. لازم الكونجرس يوافق علي الطلب .. وزارة الخارجية بتطلب من وكالة DSCA إنها تحط الفلوس بتاعة حصة مصر في برنامج المعونة العسكرية من الإحتياطي النقدي الفيدرالي الأميريكي في بنك نيويورك .. خلال السنة المالية الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة بتقدم طلب لهيئة التسليح إن كل واحدة عايزه سلاح معين و الطلب ده بيكون علي صورة LOR أو جواب طلب .. هيئة التسليح بتبعت LOR ده لمكتب التعاون العسكري OMC و اللي مقره في السفارة الأميريكية في القاهرة .. مكتب التعاون العسكري بيقعد مع وزارة الخارجية الأميريكية و مع وكالة DSCA و بيشوفوا هل يوافقوا علي LOR ده أو لا .. لو الجواب إتوافق عليه فهيئة التسليح بتبعت طلباتها في خطاب رسمي موجه لوكالة DSCA .. وكالة DSCA بتشوف مين الجهات اللي بيكون ليها علاقة بالصفقة زي الشركات و قيادات الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة الأميريكية و بيقعدوا مع بعض يكتبوا جواب قبول LOA و الجواب ده علي حسب حجم الصفقة ممكن يتبعت للكونجرس عشان يتوافق عليه .. أخر خطوة إن DSCA بتسحب فلوس الصفقة من الإحتياطي النقدي و تحطه في حساب مصر في برنامج FMS.

هنا يجي معاد السؤال الثاني .. مصر استفادت ايه؟

مصر استفادت كتير الحقيقة من برنامج المعونة العسكرية الأميريكية و يمكن أكتر حاجتين خدناهم هم التسليح و التدريب و دول اللي إحنا محتاجين نتكلم عنهم بشوية تفصيل.

النقلة النوعية بحق و حقيقي لبرنامج المعونة العسكرية الأميريكية لمصر كانت سنة 2009 .. في السنة دي الأمريكان بدأوا برنامج جديد يبقي ابن عم FMF سموه FMS و ده إختصار Foreign Military Sales أو مبيعات الأسلحة الاجنبية .. بص يا ريس .. في السنة دي الأمريكان عرضوا علينا إنهم يدولنا بما يعادل 9.5 مليار دولار أسلحة حيتقسموا علي 18 صفقة سلاح منفصلين .. الحسبة كانت إن من 2009 لحد دلوقتي مصر المفروض تاخد في إيدها 13 مليار دولار من برنامج FMF فالفلوس دي حيتدفع بيها فلوس السلاح اللي إحنا حنستلمه علي حس برنامج FMS و الباقي حيروح في صيانتها و تسلحيها و تدريب قواتنا عليهم .. زي ما قلتلك هم المفروض 18 صفقة سلاح منفصلين بس أغلب الفلوس راحت في 3 صفقات .. صفقة سنه 2009 عشان نشتري 24 طيارة F-16 بقيمه 3.2 مليار دولار .. صفقة سنه 2011 عشان نشتري معدات للإنتاج المشترك لدبابات M1A1 Abrams بقيمة 1.3 مليار دولار .. صفقة كمان سنة 2013 لشراء 10 طيارات هليكوبتر أباتشي Apache ثمنهم مليار دولار .. دي الصفقات التقيلة لكن فيه صفقات صغيرة .. يعني مثلاً في 2018 إشترينا من الأمريكان شحنة دانات مدافع دبابات عيار 120 مليمتر دافعين فيها 200 مليون دولار .. في نفس السنة برده فيه 554 مليون دولار راحوا في عقود صيانة قطع بحرية استلمناها من أميركا في السنين اللي فاتت زي فرقاطات طراز Oliver Hazard Perry Class و اللي بيسموها FFG-7 و لانشات خفر سواحل و كاسحات ألغام.

ملخص صفقات السلاح اللي خدتها مصر من أميركا علي حس برنامج FMS و اللي بدأ تطبيقه سنة 2009.

مهم برده تكون مستوعب نقطة و هي إن 1.3 مليار دولار كل سنة دول تقريباً 20% من الميزانية العسكرية المصرية .. ده معناه إن مع الوقت تسليح القوات المسلحة بتاعتنا غصب عننا بقي معتمد بشكل كبير علي أميركا .. حتي لو إنت مؤخراً حاولت تنوع من مصادر سلاحك بس برده حتفضل أميركا هي النامبر وان .. المشكلة دي إنت حتشوفها بعنيك واضحة وضوح الشمس لما تبص علي سلاحي المدرعات و الجو المصريين.

تعالي نمسك سلاح المدرعات مثلاً:

  • من أصل 2,480 دبابة ميدان تحت إيد سلاح المدرعات المصري فيه منهم 2,280 تصنيع أمريكاني .. منهم 1,1130 دبابة من عيلة M-1 و 1,150 دبابة من طراز M-60 الأقدم شوية .. يعني 92% من دباباتنا أمريكاني .. إعتماد مصر علي الدبابات الأمريكاني عامل زي إعتماد الأهلي علي لاعيبه الإسماعيلي كده .. في حالة إنك بتسأل عن ال200 دبابة الباقيين فهم من طراز T-62 الروسي و علي فكرة عندنا في المخازن كم محترم من دبابات T-54 الأقدم شوية كمان.
  • المشكلة دي مش حتحس بيها أوي في حتة المركبات المدرعة أو APC و دي إختصار Armored Personnel Carrier .. مصر تحت إيدها 4,700 مركبة مدرعة منهم 2000 مركبة طراز M-113 الأمريكاني .. تحت إيدنا كمان 1,250 مدرعة روسي من طرازي BTR-50 و BTR-60 .. عندنا 250 مدرعة إسباني BMR-600 .. و فوقيهم كمان 300 مدرعة فهد-30 و معاهم 650 مدرعة وليد و دول تصنيع محلي و إتعملوا علي قطع كتير ألماني من ضمنهم المحركات.

بالنسبة لسلاح الجو فبرده نسبة الطيارات الأمريكاني فيه مش قليلة:

  • من أصل 375 طيارة مقاتلة في سلاح الجو المصري منهم 238 طيارة من طراز F-16 .. الباقي يا إما طيارات ميراج Mirage فرنساوي أو ميج MIG روسي .. بس برده أكتر من 63% من طياراتك المقاتلة جايين من بلد واحدة.
  • الغالبية العظمي من طيارات النقل التابعة لسلاح الجو هي نسخ مختلفة من طراز C-130 الأمريكاني برده.
  • سلاح الجو المصري تحت إيده 57 طيارة هليكوبتر هجومية منهم 45 طيارة أباتشي Apache و ال12 الباقيين من طراز KA-52 Hokum الروسي.

قد يقول قائل إن التدريب اللي خدته القوات المسلحة المصرية علي حس FMF ده أهم من السلاح .. أصحاب الرأي ده بيقولوا إن برامج التدريب بين العساكر المصريين و الأمريكان بدأت سنة 1980 بالنسخة الأولي من مناورات النجم الساطع .. خلال الفترة من 2009 لحد 2018 فيه 7,108 ضابط مصري خد تدريب علي إيد الأمريكان و أغلبيتهم زي ما قلتلك كانوا علي حس برامج FMF و FMS و يمكن أهم برنامج تدريب هو IMET و دي إختصار International Military Education and Training و ده البرنامج اللي علي حسه فيه ضباط مصريين كتير بيروحوا ياخدوا دورات تدريبية في أميركا .. مصاريف برنامج IMET كل سنة بتتراوح ما بين 200,000 دولار ل2 مليون دولار بمتوسط 1.3 مليون دولار في السنة.

جزء من مناورة النجم الساطع بين القوات المصرية و الأميريكية في شمال سيناء يوم 22 يناير 2016.

هنا يجي دور السؤال الأخير .. هل صفقات السلاح الي بتعملها مصر مع دول تانية أهمها روسيا ممكن تبوظ برنامج المعونة العسكرية الأميريكية لمصر؟

الحقيقة إن إجابة السؤال ده مينفعش تكون بشكل واضح و صريح يا اه يا لا لان الدنيا أعقد من كده شوية .. زي ما شرحتلك من شوية فالتسليح المصري بيعتمد بشكل ممكن تقول عليه مش صح علي مصدر واحد اللي هو أميركا .. إنت فعلياً محتاج تنوع من مصادر سلاحك بس إنت محتاج تستوعب 3 نقاط مهمين أوي في الحتة دي بالذات .. الصيانة و السعر و العقوبات.

بالنسبة لحتة الصيانة .. شراء السلاح عشان أبسطهولك عامل زي شراء العربيات في مصر .. هو إنت قبل ما تشتري عربية إيه أهم سؤال بتسأله لنفسك .. هي العربية دي قطع غيارها متوفرة؟ و لو باظت حعرف ألاقي ميكانيكي يعرف يصلحها؟ .. ده السبب إن مش كل الناس بتروح تشتري العربيات الأمريكاني و ده السبب اللي بيخلي ناس كتير تقلق من شراء العربيات الألماني .. نفس الكلام عن السلاح .. إنت بتشتري سلاح و عايز معاه تتفق علي عقود الصيانة و قطع الغيار و التدريب و التطوير .. فعلي إيدك اليمين كل ما كان مصدر سلاحك واحد فالتفاوض علي الحاجات دي بيبقي أسهل .. بس علي إيدك الشمال إنك تعتمد علي مصدر واحد دايماً بيحطك قدام السيناريو الأسود بتاع طب إفرض أنتوا الإتنين إتخانقتوا في يوم من الأيام ما ساعتها ممكن الأمريكان يقولولك طب يا حلو بقي شوف مين حيصينلك السلاح اللي إنت جايبه مني.

نيجي بقي للسعر .. ميزة برنامج FMF إنك فعلياً بتاخد سلاح و مبتدفعش ثمنه .. علي رأي المثل أبو بلاش كتر منه .. بس لو جيت تبص مثلاً لصفقات السلاح اللي عملتها مصر مع فرنسا و أجهز معايا تقول أحييييه بصوت عالي شوية .. إحنا حنشتري منهم 4 سفن كورفيت Corvette .. حنشتري منهم فرقاطة .. معاهم كمان حاملتي طيارات هليكوبتر من طراز ميسترال Mistral الواحدة فيهم بتقدر تشيل 16 طيارة هليكوبتر و 13 دبابة .. فوق ده كله فيه 24 طيارة رافال Rafale .. كل ده إنت حتدفع ثمن السلاح نفسه .. حتدفع ثمن الصيانات بتاعته .. حتدفع ثمن الذخيرة و التدريب .. دي الصفقات اللي مع فرنسا بس .. لو حابب نتكلم عن السلاح اللي حنشتريه من روسيا فإحنا عايزينهم يطورولنا أسطول مقاتلات MIG-29 اللي عندنا .. عايزين نشتري منهم 46 طيارة هليكوبتر KA-52 .. عايزين منظومة الدفاع الجوي S-300 .. و فوق ده كله عايزين 20 طيارة سوخوي-35 و دي لوحدها حندفع فيها 2 مليار دولار و الطيارة دي بالذات هي اللي حتوديني للنقطة الثالثة .. العقوبات.

سنة 2017 الكونجرس الأميريكي عمل قانون اسمه CAATSA و دي إختصار Countering America’s Adversaries Through Sanctions Act يعني قانون مقاومة أعداء أميركا عن طريق العقوبات و القانون ده بيقول إن مينفعش دولة تبقي حليفة لأميركا و بتستلم مساعدات عسكرية منها و في نفس الوقت تروح تشتري سلاح روسي .. في إبريل 2019 وزير الخارجية الأميريكي (مايك بومبيو Mike Pompeo) يا عيني إتسلخ في جلسة استماع في الكونجرس بخصوص صفقة شراء طيارات سوخوي-35 دي بالذات و إتسأل هل شراء مصر للطيارات دي يعتبر خرق لقانون CAATSA و في الجلسة الوزير قال للكونجرس إن لو الصفقة تمت فمصر حتتعرض لعقوبات إقتصادية .. في نوفمبر 2019 وزير الدفاع الأميريكي (مارك إيسبر Mark Esper) كتب جواب لوزير الدفاع المصري المشير (محمد أحمد زكي) و الجواب ده ماضي عليه كمان (مايك بومبيو) عشان يطلبوا منه يلغي صفقة طيارات السوخوي-35 و إلا مصر مهددة بوقف برنامج المعونة العسكرية ليها و فعلاً الصفقة إتلغت.

وزير الدفاع الأميريكي (مارك إيسبر) بيستقبل وزير الدفاع المصري المشير (محمد أحمد زكي) في العاصمة الأميريكية واشنطن يوم 29 يوليو 2019.

أنا بس حابب أختم إني أحاول أوريك الصورة من الناحية الثانية .. إنت لحد دلوقتي شبعت أرقام و إحصائيات بس إنت محتاج دلوقتي تفهم هم الأمريكان شايفين المعونة العسكرية بتاعتهم لينا إزاي؟ .. هل المفروض إنهم يزودوها ولا الأحسن إنهم يقللوها؟ .. الأمريكان نفسهم مقسومين نصين:

  • علي إيدك اليمين ناس بتقول موقع مصر الجغرافي و إلتزامها بمباديء إتفاقية السلام و إنها واقفة في ظهر أميركا وقت ما أميركا تحتاج فدول يخلوا أميركا لازم تزود من حصة مصر من برنامج FMF .. زود علي كده إن مصر ياما بعتت قوات عشان تسندهم .. إحنا بعتنا قوات لزائير (اللي هي دلوقتي الكونغو الديموقراطية) سنة 1977 .. بعتنا قوات للمغرب سنة 1979 وقت ما كانت متعاركة مع الجزائر اللي كان ماسكها الإسلاميين .. بعتنا قوات للسودان سنة 1983 عشان نحميها من التدخل العسكري الليبي فيها .. بعتنا للقوات للكويت سنة 1990 .. بعتنا قوات للبوسنة و الهارسك سنة 1994 .. في كل المرات دي أميركا كانت محتاجة يبقي معاها بلد قواتها المسلحة بتتكلم عربي و مسلمة و كمان كفاءتها القتالية عالية و في كل مرة كنا بنقول للأمريكان رقبتنا سداده.
  • علي إيدك الشمال ناس بتقول هي مصر بتقدم إيه أصلاً لأميركا؟ لو علي السلام مع إسرائيل لو حصل والله أعلم هل ده ممكن يحصل بعد كده ولا لا وجت حكومة إسلامية فحتلاقيهم بيهددوا بإلغاء إتفاقية السلام .. زود علي كده إن مصر ليها مواقف سياسية غريبة زي وقوفها مع (خليفه حفتر) في ليبيا أو مع الحكومة العسكرية الإنتقالية في السودان.

وجهتين النظر ليهم أصوات مسموعة في الكونجرس و يمكن عشان كده إنت ممكن تكون أخدت بالك إن لسنين و سنين حصة مصر من FMF مزادتش .. بس في نفس الوقت إحنا لازم يبقي لينا وجهة نظر .. برنامج المعونة العسكرية الأميريكية لمصر ناس كتير شايفاه كويس و مفيد و أنا مقدر جداً وجهة النظر دي و مستوعبها بس في نفس الوقت الناس دي كل ما تفكر تنوع مصادر سلاحك و تفكر تشتري سلاح من روسيا تحسهم بيلووا دراعنا .. الأمريكان متخيلين إنهم بيمنوا علينا لما بيدونا السلاح بس هم محتاجين يفهموا إنهم بياخدوا حاجات قصاد السلاح ده .. إحنا مش بناخد السلاح ده ببلاش فياريت يتكلموا معانا بإسلوب أحسن من كده شوية.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!