تابعونا

مبادرة حزام و طريق .. إستراتيجية إملا الفراغ الكبير.

مشكلة السؤال ده إن إجابته بتعتمد علي هو إنت قاعد في مدرجات مين .. ده عامل زي سؤال هو (محمد أبوتريكة) أحسن صانع ألعاب جه في تاريخ مصر؟ .. بس خلينا في محاولتنا نجاوب علي السؤال ده نكون موضوعيين و نتكلم بما يرضي الله يعني .. مبدأياً  كده بما إنك بتتكلم عن مشاريع متوزعة علي 60 بلد فطبيعي إن كل بلد حتكون فيها مشاكلها و في حالة المشاكل المتنوعة اللي علي كل شكل و لون دي حتبقي بتعمل في نفسك جريمة لو رحت في سكة التعميم .. لازم كل حالة وهنا أنا بتكلم عن كل مشروع حتي مش كل بلد تتدرس لوحدها لكن ده ميمنعش إن فيه نقطتين أساسيتين هي اللي كل المشاكل بتصب فيهم.

12 ديسمبر، 2021 1.4 ألف

واحدة من الحاجات اللي أنا شخصياً بواجه صعوبة إني أستوعبها كل ما يتفتح قدامي موضوع الصين هي إنك تفهم الScale أو مدي ضخامة اللي بتعمله الصين .. يعني مثلاً .. تلاقيهم بنوا مستشفي في كام يوم .. تلاقيهم ساجنين فوق المليون من مسلمي الإيغور .. تلاقيهم بيصنعوا سفن حربية ولا كأنهم بيصنعوا مشابك غسيل .. اللي إنت في مصر شايفه مشروع عملاق هم بالنسبة ليهم دي تاسكاية تخلص في كام يوم .. إستيعات النقطة دي بالذات مش بيكون سهل و عشان كده موضوع النهاردة لما نيجي نتكلم فيه ححتاج منك و إنت بتقرأ إنك تحاول بس تبقي فاهم هي الأرقام اللي بتتقالك دي معناها إيه .. موضوع النهاردة هو مشروع كبير حبتين إسمه مبادرة حزام و طريق و اللي فيه ناس بتسميه BRI ودي إختصار Belt & Road Initiative وفيه ناس تانية بتسميها OBOR ودي إختصار One Belt-One Road فشوف الإسم اللي عاجبك و إختاره .. اللي حنحاول نتكلم عنه النهاردة هو إنك تفهم المشروع وعشان تفهم أي مشروع في الدنيا سواء بتتكلم عن مول تجاري أو محل فول و فلافل لازم تبقي عارف إجابة 3 أسئلة: إيه هي مبادرة حزام و طريق؟ .. إتعملت ليه أصلاً؟ .. وهل حتنجح ولا حتفشل؟

خلينا نبدأ بالسؤال الأولاني .. تطلع إيه مبادرة حزام و طريق دي؟

سنة 2013 العالم كان قاعد في أمان الله لما فجأة من غير لا إحم ولا دستور الرئيس الصيني (جي جينبينج Xi Jinping) خلال زيارة عملها لكازاخستان و أندونيسيا طلع أعلن عن المبادرة دي  اللي هي الحقيقة هي حاجتين مش حاجة واحدة:

  • الحزام الإقتصادي لطريق الحرير البري أو Overland Silk Road Economic Belt.
  • طريق الحرير البحري أو Maritime Silk Road.

المنطق وراها سهل جداً تفهمه وهو إن لنفترض إنك في الشغل كل يوم إنت و زمايلك تطلبوا فطار من بره وجه فتح جنبكوا محل أكل سوري بيعمل شوية مناقيش تاكل صوابعك وراها بس مشكلته إن بتاع الديليفيري دايماً بيتأخر فهل تفتكر إنتوا حتطلبوا منه تاني حتي لو أكله ملوش زي؟ .. الصراحة أشك .. ليه؟ .. عشان في العصر اللي إحنا عايشين فيه ده الديليفيري بقي في نفس أهمية جودة البضاعة .. مبادرة حزام و طريق بمنتهي البساطة هي شبكة مواصلات ضخمة جداً ما بين طرق لموانيء لخطوط سكة حديد عشان تربط بين مصنع العالم اللي هو الصين و بين أكبر مستهلك في العالم اللي هو أوروبا .. نفس فكرة لما المحل بتاع الأكل السوري يجيله خبر إن الناس بتشتكي إن الديليفيري بيتأخر فيقرر إنه يجيب شوية شباب بموتوسيكلات يعينهم عشان يشتغلوا عنده .. أهم شيء في المشاريع اللي زي دي التوقيت و الحقيقة إن الحظ مشي مع الصينيين شوية في النقطة دي بالذات .. الإقتصاد الصيني حالياً هو مش أحسن حاجة في الدنيا و الصينيين شايفين إقتصادهم وهو دايس فرامل بقاله فترة .. طب و الحل؟ .. عشان تفهم الحل لازم تفهم هو الإقتصاد الصيني إتبني علي حسن إستغلال الظروف و الطمع.

لما تتكلم مع الناس اللي ماسكين المشروع ده في الصين حتلاقيهم بيهروا كتير في حكاية إن إزاي BRI دي ما هي إلا إعادة إنتاج لفكرة طريق الحرير Silk Road اللي ربط بين الشرق و الغرب و إن ده محاولة من الصين لرأب الصدع بين الثقافات و الشعوب و الكلام اللي بيتحط في سؤال التعبير ده .. و علي فكرة هم مش غلطانين .. عشان بس تبقي فاهم السياق التاريخي لللي حصل فعايزك تعرف إن من سنة 206 قبل الميلاد لحد سنة 220 بعد الميلاد حضارات العالم القديم زي ما تقول كده كانوا عاملين ديش بارتي مع بعض .. اللي كان بيحكم الصين وقتها كانت أسرة هان Han Dynasty و اللي من نفسها كده و من غير ما حد يطلب منها صرفت فلوس عشان تبني طرق تجارة بين الصين اللي إنت عارفها دلوقتي و دول تانية لو بصيت علي الخريطة حتلاقيها بعيدة فشخ عن الصين .. أنا بتكلم عن دول زي أفغانستان و كازاخستان و طاجيكستان و تركمانستان و أوزباكستان لحد الهند و باكستان .. شبكة طرق إمتدت مسافة 6,400 كيلومتر من الصين لحد أوروبا .. طريق الحرير فعلاً من المعجزات اللي عملها البشر اللي لازم تتحط في الCV بتاعنا كمخلوقات خلقها ربنا.

هو إسمه طريق الحرير بس كان المفروض يتسمي سوق الجمعة .. إنت بتتكلم عن النسخة الأولانية خالص للعولمة Globalization و التجارة الحرة Free Trade .. منتجات و أفكار كتير إنتقلت من الشرق للغرب و العكس .. الإسلام وصل للصين بالطريق ده .. الطباعة وصلت أوروبا من الصين بالطريق ده .. الغرب خد من الصين الحرير بالطريق ده .. الصين خدت من الغرب الذهب و الفضة بالطريق ده .. إنت بتتكلم عن أحلي 400 سنة في حياة البني أدمين لحد ما حصل حاجتين ورا بعض هدوا المولد ده كله .. الحملات الصليبية و الغزو المغولي .. لو بتسأل طب بعد ما المغول إنتهوا ليه محدش فكر يعيد فكرة طريق الحرير تاني حقولك عشان سنة 1453 الدولة العثمانية قطعت علاقاتها التجارية مع الصين و بعد كده حصلت الحرب العالمية الأولي و في ديلها الحرب العالمية الثانية و بعد كده جه الإتحاد السوفيتي و الحقيقة إنك محتاج تستهدي بالله شوية تفهم إن اللي بتعمله الصين دلوقتي بمبادرة BRI مربوط بشكل غريب و محدش واخد باله منه بنهاية الإمبراطورية السوفيتية.

دلوقتي لو تفتكر الدول اللي أنا رصتهالك كمحطات علي طريق الحرير القديم حتلاقي أغلبها دول كانت جزء من الإتحاد السوفيتي و خدت إستقلالها منه .. دول زي طاجيكستان و أوزباكستان و قيرغيستان دي دول خير ربنا فيها كتير بس بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي روسيا الإتحادية إشتغلت كتير عشان تخلي الدول دي تخاف تتكلم مع بعض و يبقي بينها تجارة بينهم و بين بعض .. الروس كانوا محتاجينهم يفضلوا خايفين من بعض مش لسبب غير إن كل دولة فيهم تفضل معتمدة علي روسيا .. ده يفسرلك إن خلال السنين من بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي لحد دلوقتي نسبة التجارية البينية بين دول أسيا الوسطي اللي كانت جزء من الإتحاد السوفيتي لا تتعدي 6.2% من إجمالي التجارة الخارجية ليهم مع العالم .. اللي كان بيعوض ده إن روسيا كانت بتدفع فلوس كمساعدات للدول دي عشان ميفكروش يتاجروا مع بعض .. دول زي طاجيكستان و قيرغيستان الفلوس اللي كانوا بياخدوها من روسيا تعادل تقريباً تلت الدخل القومي بتاعهم فلما تجيلك الفلوس دي و إنت قاعد مبتعملش حاجة قصاد إنك متاجرش و ميبقاش ليك عالاقات كويسة مع جيرانك فإنت حتاخد الفلوس دي و إنت ساكت .. من سنة 2018 و بسبب المشاكل الإقتصادية اللي بتعيشها روسيا بعد إنهيار سعر بيع برميل البترول فهي مبقتش تقدر تدفع للدول دي نفس الفلوس اللي كانوا بيدفعوها زمان .. هنا بقي يجي دور الصين اللي جت تملا الفراغ الكبير اللي سابته الفلوس الروسي.

بالأرقام المشروع ده مرعب .. الحقيقة هو عدد كبير فشخ من المشاريع أغلبها في مجال البنية التحتية Infrastructure يعني بتتكلم عن خطوط سكة حديد و أنابيب بترول و غاز طبيعي و طرق سريعة و معابر حدودية ده غير 50 منطقة تجارية حرة و ياإما إنشاء أو تطوير موانيء تجارية علي ساحل جنوب شرق أسيا و شرق أفريقيا  .. المشاريع دي كلها حتتعمل بين 139 دولة مختلفة حتأثر علي حياة 63% من تعداد سكان الأرض و الدول اللي مشاركة فيه لو جمعت كل الفلوس اللي بتخش إقتصادها كل سنة اللي هم بيسموه الناتج الإجمالي المحلي Gross Domestic Product أو GDP فالدول دي بتمثل 40% من الGDP بتاع كل دول الأرض .. بدأت تتخض؟ .. عشان بس أديلك لمحة عن إزاي مبادرةBRI دي كScale هي أضخم من أي حاجة إنت سمعت عنها في حياتك إن دي سلسلة مشاريع إتكلفت لحد دلوقتي فوق 200 مليار دولار .. بنك مورجان ستانلي الأمريكاني بيتوقع إن من 2013 اللي هي سنة إعلان المشروع لحد سنة 2027 اللي هي السنة اللي إتحطت كنهاية للمبادرة الصين حتكون صرفت ما بين 1.2-1.3 ترليون دولار.

الخريطة دي بتوريك ملخص مبادرة BRI اللي هي أساسا مقسومة نصين .. الطريق البري و الطريق البحري .. رغم إن لحد دلوقتي مفيش لستة أو قايمة واضحة بالدول اللي حتشارك في المبادرة إلا إنك تقريباً يعني بتتكلم عن 60 بلد كتير منهم يعتبروا شركاء إقتصاديين و عسكريين لأميركا.

ده بيحطنا قدام السؤال الثاني .. ليه؟ .. إيه اللي يخلي الصين تدفع الفلوس دي كلها؟

عشان تجاوب علي السؤال ده لازم الأول تحط نفسك مكان الصين و تسأل نفسك هو أنا عايز إيه من الدنيا؟ .. هل أنا عايز أكل عيش و خلاص ولا عايز أعيش دور المعلم (عبدالملك زرزور) .. عايز أبقي دولة راضية بقليلها ولا عايزة أبقي قوة عظمي؟ .. واضح إن التارجيت اللي (جي جينبينج) حاطه لبلده إنها تبقي قوة عظمي .. جميل .. السؤال اللي وراه هو إيه اللي يخلي بلد تقول علي نفسها قوة عظمي؟ .. الحقيقة حاجات كتير بس أهمها النقط دي:

  • البلد تكون دايسة في تصنيع مجالات تكنولوجية و علمية متطورة بحيث مفيش دولة تانية أقوي منها علمياً تعلم عليها وده السبب اللي خلي الصين تدوس في إستراتيجية Made in China 2025 و دي عبارة عن خطة طويلة عريضة عشان الصين تحقق الإكتفاء الذاتي (التكنولوجي) وحط تحت كلمة تكنولوجي دي كذا خط في 10 مجالات علمية متطورة من ضمنها العربيات اللي بالكهرباء و الإتصالات و الذكاء الصناعي و الفضاء و الطيران.
  • زمان القوي العظمي كانت بتقيس مدي قوتها بهي إستعمرت كام بلد في أفريقيا و أسيا زي ما كان بيحصل بين فرنسا و إنجلترا كده .. دلوقتي القوي العظمي بتقيس مدي قوتها بهي ليها كام مليار دولار إستثمارات علي مستوي العالم و ده مربط الفرس .. لو مبادرة BRI مشيت زي ما الصينيين عايزين فحيبقي ليهم إستثمارات بره أرضهم أكبر بكتير من الأمريكان و ساعتها أميركا مش حتبقي هي أهم بلد في العالم.
  • القوي العظمي برده دايماً بتبص لمستقبلها و بتتعلم من الأخطاء اللي الناس التانية وقعت فيها .. واحدة من المصايب اللي حصلت لتجربة دول النمور الأسيوية هي ما يسمي مصيدة الدخل المتوسط Middle-Income Trap .. اللي بيحصل إن البلد بتقرر تفتح مصانع و تسيب الناس تعمل البيزنس بتاعها و الناس بتاعة الإقتصاد بتبقي فرحانة أوي بالأرقام بتاعة الدخل القومي وهي بتزيد و معدلات البطالة وهي بتقل بس حنرجع لنفس النقطة الأولانية في القايمة دي .. التكنولوجيا .. إنت مع الوقت بتلاقي نفسك متأخر فشخ عن دول تانية مش معتمدة علي إنها تفتح مصانع إنما معتمدة علي إنها تعمل المنتجات و الأفكار الجديدة اللي بتتصنع في المصانع دي.

و أخيراً السؤال المهم .. هي المبادرة دي حلوة ولا وحشة؟

مشكلة السؤال ده إن إجابته بتعتمد علي هو إنت قاعد في مدرجات مين .. ده عامل زي سؤال هو (محمد أبوتريكة) أحسن صانع ألعاب جه في تاريخ مصر؟ .. بس خلينا في محاولتنا نجاوب علي السؤال ده نكون موضوعيين و نتكلم بما يرضي الله يعني .. مبدأياً  كده بما إنك بتتكلم عن مشاريع متوزعة علي 60 بلد فطبيعي إن كل بلد حتكون فيها مشاكلها و في حالة المشاكل المتنوعة اللي علي كل شكل و لون دي حتبقي بتعمل في نفسك جريمة لو رحت في سكة التعميم .. لازم كل حالة وهنا أنا بتكلم عن كل مشروع حتي مش كل بلد تتدرس لوحدها لكن ده ميمنعش إن فيه نقطتين أساسيتين هي اللي كل المشاكل بتصب فيهم:

  • المشكلة الأولي إن عشان تبني طريق أو مطار إنت محتاج فلوس و فلوس كتير كمان .. دولة زي مش حقول مصر بس دولة زي جيبوتي أو الصومال معهاش الفلوس دي كلها .. المفروض إن لو جهة أجنبية هي اللي حتمول المشروع فبيبقي عندك حالة من إتنين يا إما التمويل بيكون علي صورة منحة لا ترد لإن الجهة الأجنبية بتبقي عارفة إن جيبوتي مثلاً بلد علي الله حكايتها ومش حتعرد تسدد الفلوس دي كلها .. أو بنروح في سكة القروض الميسرة و كلمة قرض ميسر يعني قرض بتسدد ثمنه علي فترة طويلة و بمعدل فايدة حنين وهي دي المشكلة .. القروض الصينية حنينة أوفر .. حنينة بشكل يعصب و حنفهم ده كمان شوية.
  • المشكلة الثانية إن المشروع ده بيحتاج مواد خام زي الأسمنت و حديد التسليح و غيرها .. لنفترض مثلاً إن المشروع كان بناء ناطحة سحاب في العاصمة الإدارية الجديدة بتاعتنا .. أنا مجرد بضرب مثال قد يكون أو قد لا يكون له علاقة بأرض الواقع .. دلوقتي مصر فيها مصانع أسمنت و طوب و حديد تسليح تقدر تقوم بالواجب و زيادة .. مصر فيها شركات مقاولات و إستشارات هندسية برده تقدر تسد في أي مشروع .. المشكلة إن العقد اللي بيتمضي بين الحكومتين بيقول إن عشان المشروع ده ضمن مبادرة BRI فهو لازم يتبني بمواد خام جاية من الصين و اللي يصممه مهندسين صينيين و اللي ينفذه مهندسين صينيين .. طبعاً مش حقولك إن الموضوع بنسبة 100% بيتعمل علي كتاف الصينيين أكيد فيه مقاولين من الباطن بياخدوا جزء من الشغل وهي دي المشكلة .. المشروع اللي لو كان إتعمل بإيد المصريين بشكل كامل أو إتعمل بإيد الصينيين بشكل كامل وكان إتكلف مبلغ إكس فإنت بتكتشف عشان إنت شغلت ناس من الباطن تكلفة المشروع نطت الضعف و الضعفين .. أرجع للنقطة الأولانية وهي إن الفلوس دي كلها اللي حتدفعها البلد اللي المشروع إتعمل عندها.

من وجهة نظر الصينيين هم معملوش حاجة غلط .. خليك فاكر إن (جي جينبينج) مسئول مسئولية كاملة عن مصالح المواطن الصيني مش المواطن المصري .. هو عايز يشغل مصانع الأسمنت و الحديد بتاعة بلده .. عايز يشغل المهندسين و المقاولين بتوع بلده .. كونك إنت قبلت شروط مبادرة BRI فدي حاجة تخصك إنت متخصهوش هو .. حط الكلام ده قدامك و إنت بتتكلم عن أي مثال من الأمثلة الكتير للمشاكل بتاعة مشاريع BRI .. يعني مثلاً .. يحكي أن في ماليزيا رئيس الوزراء (مهاتير بن محمد) سنة 2018 بني حملته الإنتخابية إنه مش عاجبه نص العقود بتاعة مشاريع BRI اللي مضاها رئيس الوزراء اللي قبله مع الصين و بمجرد ما (مهاتير) بقي رئيس وزراء لغي مشاريع بقيمة 22 مليار دولار .. إنت متخيل الرقم؟ .. سنة 2019 رجع في كلامه و وافق إن المشاريع دي ترجع تشتغل تاني .. ده مثال .. مثال تاني ملوش علاقة خالص بتفاصيل المثال الأولاني هو اللي حصل في كازاخستان اللي بسبب اللي بتعمله الصين مع مسلمي الإيغور سنة 2019 لما البلد شافت مظاهرات كتير كلها ضد إن الحكومة تشارك في مبادرة BRI.

حط كل ده جنب معلومة إن بناء علي تقرير طلع من مؤسسة مركز التطوير العالمي Center of Global Development سنة 2018 إن من سنة 2013 لحد سنة 2018 يعني بتتكلم إن خلال 5 سنين بس فيه دول كتير من اللي شاركت في مبادرة BRI الدين الخارجي بتاعها نط بشكل مش مقبول و بقي أكتر من 20% من GDP بتاعها .. ده خلي دول زي زامبيا و كينيا قبل ما توافق إنها تشارك في مبادرة BRI تذاكر العقود كويس .. سنة 2018 كانت السنة اللي مشاريع كتير تبع BRI وقفت علي مستوي العالم بس لسبب ما الحقيقة سنة 2019 العجلة دارت تاني يمكن أسرع من الأول.

الصورة دي مهمة شوية و عشان تفهمها بص لبلد زي مصر .. الصورة دي بتقولك إن سنة 2017 نسبة المشاريع اللي إتعملت في مصر كجزء من مبادرة BRI كانت بين 4-6% من GDP بتاع البلد كله.

خليني أختم معاك بإني أديلك بصة سريعة هي الناس شايفه تجربة BRI دي إزاي و الحقيقة إن ملخص ده هي إن كل طرف ملهي في مشاكلة و مفيش وجهة نظر موحدة هل BRI دي حاجة حلوة ولا حاجة وحشة .. يعني مثلاً:

  • الأمريكان أيام (باراك أوباما Barack Obama) و الكلام ده أول ما BRI إتولدت جم قالوا حنعمل إتفاقية الشراكة العابرة للمحيط الهاديء Trans-Pacific Partnership و اللي بتتسمي TTP ودي تقدر تقول عليها النسخة الأمريكاني من BRI .. جميل .. أول ما (دونالد ترامب Donald Trump) بقي رئيس قام لاغي TPP و رماها في الزبالة و عمل مكانها قانون إسمه BUILD Act وده فكرته بمنتهي البساطة إنه عمل صندوق تمويل مشاريع بقيمة 60 مليار دولار اللي هو ميجيش حاجة قصاد الترليون دولار اللي حتصرفهم الصين .. وده يوريك إن كيس الشيتوس ده كان علي الله حكايته فعلاً عني .. قصاد إن فيه ناس شايفه إن (ترامب) وجهة نظره كانت ما نسيب الصينيين يبنوا في موانيء و طرق و في الأخر إحنا نستفيد بيها علي الجاهز.
  • الهنود سارحين في الشوارع يقولوا إن الصينيين دول شوية حرامية قاصدين إنهم يخلوا دول أسيا مديونة ليهم عشان يحطوا إيدهم علي مراكز التجارة .. ناس تانية بتقول إن الهنود نفسهم اللي شوية كدابين عشان زعلانين إن الصينيين و الباكستانيين حبايب .. ومش بس كده .. بنك الإستثمار في البنية التحتية الأسيوي Asian Infrastructure Investment Bank أو AIIB اللي هو البنك اللي بيمول كل مشاريع BRI الهند بتملك حصة فيه يعني الهند اللي عماله تشتم في الصينيين هي ذات نفسها بتسترزق من المشاريع بتاعتهم.
  • يمكن اليابان هي أكتر بلد فعلاً بتسعي إنها تنافس الصين في لعبة الإستثمارات في البنية التحتية دي في دول أسيا و حطت 110 مليار دولار في صندوق إستثمارات .. ده قصاد دول أوروبية زي البرتغال و إيطاليا اللي علي قلبها زي العسل الصين تيجي عندها تعمل مشاريع .. طبعاً الفرنساويين و الألمان بيشوفوا ده و بيطلعوا  دخان من ودانهم من كتر الغيظ.
  • يبقي الروس الحقيقة هم اللي حالة خاصة في رأيي .. هم قدام الناس بيقولوا إن معندهمش مشكلة يشاركوا مع الصينيين في مشاريع تبع BRI بس علي الأرض ده مش حيحصل .. ليه؟ .. لو جيت تحسب الفلوس اللي بتخش روسيا من التجارة الخارجية حتلاقيها حوالي ثمن المبلغ اللي بيخش الصين ولو روسيا وافقت تخش ضمن مبادرة BRI فالروس عارفين إن الإقتصاد الصيني حينط علي قفاهم ودي حاجة هم مش عايزينها.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!