تابعونا

إيريك لوديندورف .. اللي يحشر مناخيره في كل حاجة يعطل.

رجع تاني و نقول أهم عيب في شخصية (لوديندورف) هو التردد .. التردد مبلوع طول ما هو قاصر عليك في تصرفاتك إنت و قراراتك اليومية .. لما شخص متردد يمسك منصب كبير فده بينعكس علي اللي تحت منه إنه بيبقي بيتدخل في كل كبيرة و صغيرة .. إنت ممكن تكون شخص بتعرف تاخد قرار و قيادي شاطر أوي و حاجة جواك بتقولك إن ده القرار الصح رغم إن مش معاك كل المعطيات كاملة بس لما يشاء ربنا يجيب فوقيك حد زي (لوديندورف) فهو بيكلبشك.

15 يونيو، 2023 715

أنا من الناس اللي شايفة إن مصر سياسياً علي الأقل لسه مطلعتش من مرحلة العصور الوسطي اللي كان فيه جنرال جوه الجيش ماسك البلد و ممشيها زي ما هو عايز .. فيه دول كتير في العالم خلاص عدت المرحلة دي من زمان و بلادهم بقي بيتقال عليها دولة مؤسسات كل كيان فيها له دور محدد مش إن مفاتيح الحكم كله في إيد رجل واحد غالباً بينتمي للمؤسسة العسكرية .. قصة النهاردة حنتكلم عن حياة واحد من الناس دي .. جنرال عسكري تخيل إنه يقدر يعمل كل حاجة .. جنرال مقتنع إنه ينفع يشتغل ضابط و مهندس و دكتور و محامي  ولما ده حصل مش بس هو اللي دفع الثمن ده هو  و بلده  ويمكن العالم كله كمان .. يحكي أن سنة 1918 الجنرال ده كان عنده 53 سنة يعني فعلياً لسه صغير في السن بس كتب في مذكراته جملة غريبة جداً و هي إن فيه حاجة هو متؤكد منها تماماً و إنه هو المتحكم في كل تفاصيل الحياة اليومية للألمان .. حنتكلم النهاردة عن الجنرال (إيريك لوديندورف Erich Ludendorff) قائد عام القوات المسلحة الألمانية وقت الحرب العالمية الأولي  و اللي يمكن إنت شفته في فيلم Wonder Woman الجزء الأولاني .. الرجل اللي دخّل بلده الحرب .. خسّرها الحرب .. و كان السبب في إن النازيين بقيادة (أدولف هتلر Adolph Hitler) يوصلوا للسلطة في ألمانيا .. مش ببالغ لو قلت إن (إيريك لوديندورف) كان من الناس القليلة اللي رسمت ملامح تاريخ ألمانيا الحديث و قصته هي عبرة و عظة لكتير من الجنرالات اللي سواء بيحكموا أو عايزين يحكموا عشان يمكن اللي عايزهم يتعلموه هو عشان مصلحتك إنت بلاش.

(إيريك لوديندورف) إتولد يوم 9 إبريل 1865 في حتة اسمها بروسيا Prussia و بتتنطق بروشا بالإنجليزي و دي الحتة اللي إنت عارفها دلوقتي باسم بولندا من عيلة تقيلة أوي اسمها عيلة يونكر Junker فتقدر تقول إنه أولاً ابن ناس و ثانياً إنه إتولد و في بقه معلقة دهب بس ده ممنعش إنه يبقي دحيح شوية في المدرسة و كان موهوب في الرياضيات و لإن وقتها ولاد الناس لازم يدخلوا الكلية الحربية فهو مشي في نفس السكة عشان لما بقي عنده 18 سنة كان إتخرج و بقي ضابط في سلاح المشاة .. يعني في الوقت اللي إنت مقضي وقتك ما بين البلاي ستيشن و لعب الكورة و تضييع ساعات قصاد سوشيال ميديا (لوديندورف) كان معلق نجمة .. مش بس كده .. و هو عنده 29 سنة و الكلام ده كان سنة 1894 إترقي عشان يبقي في قيادة الأركان المشتركة للقوات المسلحة .. سنة 1904 (لوديندورف) كان عنده 39 سنة لما لقي نفسه وسط الفريق اللي تحت إيد (ألفريد فون شليفين Alfred von Schlieffen) واحد من أهم الجنرالات في القوات المسلحة الألمانية و اللي الحقيقة كان عنده هسهس إن الحرب جايه جايه و دي نقطة محتاجة تتشرح شوية.

زي ما حكينا في سلسلة الحرب العالمية الأولي لسنين الحقيقة كانت السياسة الخارجية الألمانية بعد توحيد ألمانيا علي إيد (أوتو فون بسمارك Auto von Bismarck) هو إن بأي حال من الأحوال مينفعش إطلاقاً خالص تماماً إن فرنسا و روسيا يبقوا حبايب .. ليه؟ .. ألمانيا محشورة بينهم فلو الإتنين إتفقوا مع بعض ضد ألمانيا فالألمان مش حيلحقوا حتي يقولوا أحيه يا أبو سوسو أحيه .. المشكلة إن السياسة الخارجية دي بدأت تترمي في الزبالة بعد ما وصل للحكم الإمبراطور (فيلهلم الثاني Wilhelm II) .. دلوقتي بقي عادي إن ألمانيا تسيب روسيا و فرنسا يبقوا صحاب .. طب لو الدنيا باظت و الفاس وقعت في الراس ساعتها ألمانيا حتلاقي نفسها بتحارب علي جبهتين خصوصاً إن زي ما قلت في سلسلة الحرب العالمية الأولي اللي كان بيحكم مين يكسب الحرب بين أي بلدين هو مين اللي يلحق يعلن التعبئة العامة للقوات المسلحة الأول .. بس في نفس الوقت قرار إعلان التعبئة ده مش سهل يتعمل و هنا يجي دور (ألفريد فون شليفين) .. الرجل ده حط استراتيجية متخرش المياه لإزاي ألمانيا ممكن تدوس علي وش فرنسا و بلجيكا في أول أسبوعين من الحرب و الخطة دي إتسمت Pre-War German Strategy يعني الإستراتيجية الألمانية الإستباقية للحرب .. الحرب دي حتقوم إمتي؟ محدش عارف بس مش مهم .. المهم نبقي جاهزين .. سنة 1911 (لوديندورف) بقي رتبته عقيد أو Colonel في القوات المسلحة الألمانية وبقت شغلته إنه يقفل التفاصيل الصغيرة لتنفيذ الخطة دي .. الرجل ده سافر بنفسه فرنسا و بلجيكا في السر عشان يعاين بعنيه التحصينات الدفاعية اللي حيبقي مطلوب من رجالته يدمروها في الأسابيع الأولي للحرب ده إذا قامت يعني و كان حاطط عينه علي مدينة لييج Liege البلجيكية علي أساس إنها المفتاح لدخول بلجيكا كلها.

أنا عارف إنك متكونش قادر تفهم أوي الخريطة دي بس دي كانت خطة (ألفريد فون شليفين Alfred von Schlieffen) إن القوات المسلحة الألمانية تلف جوه فرنسا و بلجيكا بحيث تقدر تسيطر علي باريس في الأيام الأولي للحرب اللي وقتها مكنش حد عارف هي حتحصل إمتي.

سنة 1913 التوتر في أوروبا كان جاب أخره و بقي واضح إن الدنيا ممكن تفرقع في أي لحظة و وسط ده جت الحكومة الألمانية قالت إنها ناوية تضخ فلوس في تطوير البحرية الألمانية فلما الخطة دي إتعرفت (لوديندورف) كان شوية و حيطعلهلم صوت من مناخيره .. بحرية إيه اللي أنتوا بتفكروا تحطوا فلوس فيها إحنا تقريباً خلصنا كل تفاصيل ضربتنا الأستباقية لفرنسا و بلجيكا و حنحتاج يبقي معانا فرقتين زيادة عن المتاح دلوقتي .. الفكرة إن المتعارف عليه علي الأقل في المؤسسة العسكرية الألمانية إن ضباط الجيش يعني يسمعوا الكلام و هم ساكتين و حتي لما يبقي ليهم رأي يقولوه براحة و بشويش .. (لوديندورف) مكنش كده .. هو مش حقول لسانه كان زفر بس علي الأقل لما بيحب يقول رأيه مش بيهتم أوي إنه يزوق كلامه .. المهم إن بسبب خناقاته دي الحكومة وافقت إن القوات البرية تجيلها التعزيزات المطلوبة عشان خطة Pre-War German Strategy تمشي بس بشرط .. (لوديندورف) ميبقاش ضمن قيادة الأركان المشتركة .. أبعتوه لأي وحدة قتالية إياكش حتي تمسكوه الكانتين بتاع وزارة الدفاع بس مش عايزين نشوف وشه تاني.

سنة 1914 لما الحرب قامت كان (لوديندورف) إتعين قائد الجيش الثاني اللي كان دوره هو السيطرة علي مدينة لييج وفعلاً بعد قصف مدفعي استمر 11 يوم خد المدينة و عشان كده قيادة القوات المسلحة عطته وسام الشجاعة و هي دي النقطة .. الألمان تخيلوا إن ربنا بعتلهم قائد عسكري ميداني بعقلية فذه مجابتوش ولادة .. تخيلوا إن تحت إيدهم خليفة (سكيبيو أفريكانوس) و (يوليوس قيصر) بس ده مش حقيقي .. (لوديندورف) خد مدينة لييج بسهولة مش لسبب غير إنه قعد سنتين يدرس تحصينات المدينة و بقي حافظها و هو مغمض عنيه بس محدش خد باله من ده .. بعد نجاحه في إحتلال لييج طلع قرار بنقله للجبهة الشرقية عشان يبقي الدراع اليمين للجنرال (بول فون هيندينبيرج Paul von Hindenburg) و أيوه لو إنت مذاكر تاريخ كويس فده كان رئيس وزراء ألمانيا اللي خسر الإنتخابات قصاد (هتلر) زي ما حنشوف كمان شوية .. وقتها (هيندينبيرج) كان عنده 67 سنة و كان طلع معاش أساساً بس قيادة القوات المسلحة رجعته تاني عشان يقود بنفسه عملية إحتلال مدينة تاننبيرج Tannenberg من إيد الروس سنة 1914 و اللي تمت زي السكينة في الجاتوه .. بس تطور الحرب خلي الألمان يبان ليهم العيب الخطير في شخصية (لوديندورف) .. مبيعرفش ياخد قرار.

يُحكي أن حصلت خناقات كتير بين (هيندينبيرج) اللي خلال الحرب إترقي لرتبة مشير أو Field Marshal و بين دراعه اليمين (لوديندورف) اللي هو كمان إترقي بقي جنرال بسبب إن لو (لوديندورف) بيخاف يخش بصدره .. لازم يذاكر و يذاكر كويس أوي قبل ما يقرر .. ده حلو و كل حاجة بس في الحروب اللي بيفرق قائد ميداني شاطر عن الباقي هو قدرته إنه ينط من غير ما يكون شايف هو رايح فين .. يُقال إن رئيس الحكومة الألمانية وقت الحرب (بيتمان هولويج Bethmann-Hollweg) حاول كذا مرة يكلم القيصر (فيلهلم الثاني) إنه يشيل (لوديندورف) من منصبه بس القيصر بيرفض لإن كان فيه نفس الخصلة السودا اللي كانت في (لوديندورف) و هي التردد .. تقريباً الإتنين دول لو راحوا يشتروا هدوم ممكن يقعدوا يوم كامل بيقيسوا عشان مش عارفين يقرروا يشتروا أنهي بدلة.

بس وسط كل ده فالمذكرات بتاعته و كمان كلامه مع الناس طلع عليه سمعة إنه بني أدم مستعد يدفن ملايين الضحايا عشان يوصل للي هو عايزه .. أفكار (لوديندورف) كانت النسخة الخام من النازية .. يعني مثلاً .. هو كان شايف إن كل الأراضي اللي تبع الإمبراطورية الروسية اللي ألمانيا سيطرت عليها الروس اللي عايشين فيها يا يترحلوا منها يا يتقتلوا هم و عيالهم و يحل محلهم مواطنين ألمان .. مذكرات (لوديندورف) بتقول صراحة إنه شايف الروس عرق أقل من الألمان و إن دايماً مصير الألمان إنهم يبقوا أسياد الروس .. سنة 1916 (هيندينبيرج) اللي بقي عنده 70 سنة إترقي بقي القائد العام للقوات المسلحة الألمانية و خد في ديله دراعه اليمين (لوديندورف) عشان يبقي كبير الياوران بس ده اللي كان قدام الناس .. اللي كان بيتم من ورا الكواليس إن بحكم سن (هيندينبيرج) ف(لوديندورف) بقي هو فعلياً اللي بيمشي الحرب وهنا بدأت المشاكل.

من الشمال لليمين .. (بول فون هيندينبيرج Paul von Hindenburg) .. القيصر (فيلهم الثاني Wilhelm II) .. (إيريك لوديندورف Erich Ludendorff).

نرجع تاني و نقول أهم عيب في شخصية (لوديندورف) هو التردد .. التردد مبلوع طول ما هو قاصر عليك في تصرفاتك إنت و قراراتك اليومية .. لما شخص متردد يمسك منصب كبير فده بينعكس علي اللي تحت منه إنه بيبقي بيتدخل في كل كبيرة و صغيرة .. إنت ممكن تكون شخص بتعرف تاخد قرار و قيادي شاطر أوي و حاجة جواك بتقولك إن ده القرار الصح رغم إن مش معاك كل المعطيات كاملة بس لما يشاء ربنا يجيب فوقيك حد زي (لوديندورف) فهو بيكلبشك .. هو بيطلب منك تبرير مفصل و مكتوب في تقرير تكون شارح فيه كل حاجة .. الطريقة دي في القيادة بيسموها مايكرو-مانجمنت Micromanagement يعني إنك تحط مناخيرك في اللي ليك و اللي ملكش فيه .. مع الوقت الطريقة دي في إدارة الحرب بقت بتفرمل تقدم القوات المسلحة الألمانية .. جنرالات كتير تحت (لوديندورف) بقوا فعلاً جايبين أخرهم منه .. ومش لوحدهم .. بصفته القائد الفعلي للقوات المسلحة فألمانيا وقتها كانت زي وضعنا دلوقتي إن الجنرالات هم اللي بيتحكموا في تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين و دي الحقيقة مش شغلتهم .. يعني مثلاً لما الحرب بدأت إتحطت خطة لتقنين لإدارة الموارد الإقتصادية للبلد من ضمنها خطة لتحديد تسعيرة للبضايع و كمان يتحط كوتة واضحة لنصيب كل مواطن من الأكل و الشرب لإن أغلب موارد البلد بتروح للمجهود الحربي و الخطة دي إتسمت برنامج هيندبينبيرج Hindenburg Program .. خطة زي دي محتاجة وزير تموين شاطر و وزير كهرباء و وزير موارد مائية يشتغلوا مع بعض ليل نهار .. دي مش شغلانة ضابط جيش نهائي بس هو كان بيحط مناخيره فيها .. لما الناس كانت بتخش مكتب (لوديندورف) مكنتش بتحس إنها داخله مكتب القائد العام للقوات المسلحة .. كانت بتحس إنها داخله مكتب رئيس الحكومة .. (لوديندورف) كان بيتابع أداء المصانع في ألمانيا .. هو اللي بيتكلم مع النقابات العمالية .. هو اللي ماسك وزارة الدعاية أو وزارة الإعلام دلوقتي .. كان له رأي في تعيينات المحافظين و الوزراء .. كان بيتابع إدارة السكك الحديدية وقطاع البنوك .. كان فيه صحفي أميريكي اسمه (إتش إل مينكين H.L. Mencken) كتب مقالة في جرنان The Atlantic Monthly جاب فيها سيرة (لوديندورف) بإنك لو عايش في ألمانيا مينفعش تجيب سيرة الحرب من غير ما تجيب اسم (لوديندورف) علي الأقل 20 مرة .. الإنطباع اللي بقي في الشارع إنه عايز يبقي (بسمارك) الجديد .. الكل في الكل في الحياة اليومية الألمانية.

أهم قاعدة في الحكم إنك بتجيب ناس حوليك تساعدك .. فيه ناس شايفة إن الفريق ده لازم يكون من أهل الثقة فقط لا غير لكن أنا مش شايف أي سبب إن ليه ميبقوش أهل ثقة و خبرة مع بعض .. الأهم إنك بتسيب للفريق ده حرية الحركة .. بتسيبهم ياخدوا القرارات اليومية اللي هم أدري بيها بنفسهم بحيث لما يبقي قدامهم مشكلة يرجعولك و تساعدهم يحلوها .. إنت المدير فدورك هو إنك تراقب الصورة الكبيرة مش تشغل بالك بالتفاصيل الصغيرة .. (لوديندورف) مكنش بيعمل كده .. إنه يدخل نفسه في كل حاجة ده بيسحب وقت و مجهود ما يعلم بيه إلا ربنا و طبيعي إنه مع الوقت يلاقي إن فيه حاجات كتير متاخدش فيها قرار لإنه ملحقش يبص عليها بنفسه .. يقال إنه في أخر سنة من الحرب مبقاش ينام غير ساعة بس كل يوم .. يمكن اللي خلاه ينهار هو موت عياله .. سنة 1900 هو إتجوز أرملة عندها 4 عيال و تبناهم كلهم منهم إتنين ماتوا سنة 1918 في الحرب .. موتهم خلاه يخش في حالة إكتئاب حاد .. لما الدنيا باظت و ألمانيا بقي واضح للكل إنها رايحة في ستين داهية كان كل ما حد يتسأل هي المشكلة فين يشاور علي (لوديندورف) و يقول البربق اللي هناك ده اللي كان بيحط مناخيره في كل حاجة .. في سبتمبر 1918 طلع قرار من القيصر (فيلهلم الثاني) بإقالة (لوديندورف) من منصبه و اللي كان خايف علي نفسه لدرجة إنه هرب بره البلد و نفي نفسه في السويد لحد يناير 1919 يعني لحد بعد ما الحرب خلصت.

(إيريك لوديندورف) في صورة ليه سنة 1918 اللي هي السنة الأخيرة للحرب العالمية الأولي و كان عنده 52 سنة .. صحيح منصبه الرسمي كان قائد القوات المسلحة بس فعلياً كان بيحط إيده في كل شئون الحياة اليومية للمواطن الألماني.

مشكلة برده الناس اللي زي (لوديندورف) إنه استحالة يعترف بغلطه .. صعب تلاقيه يرفع إيده يقولك My Bad, Sorry .. أبداً .. لحد أخر يوم بيبقي شايف نفسه صح و إن الظروف هي اللي تأمرت عليه .. لما ألمانيا مضت علي إتفاق الإستسلام و الحرب خلصت (لوديندورف) رجع برلين تاني و في يوم كان بيتعشي مع الجنرال البريطاني سير (نيل مالكوم Neil Malcom) ففوسط الكلام (لوديندورف) قال إنه كان ممكن يقلب الطرابيزة علي الحلفاء في الشهور الأخيرة من الحرب و ألمانيا تخرج منتصرة لولا خيانة الثوريين و الناس اللي شايفة إن الحرب ملهاش داعي و قعد يرمي اللوم علي كل الناس ما عدا هو .. الجنرال البريطاني فضل يسمعه و كنوع من التريقة قاله أيوه إنت خسرت الحرب عشان ضروبك في ظهرك أو زي ما هو قالها Stab in the Back اللي هي تقدر تقول عليها ضربونا و إحنا بنصلي .. الوصف ده عجب (لوديندورف) أوي رغم إنه زي ما قلتلك إتقال علي سبيل التريقة و بدأ يبني عليه حملته الإنتخابية كقائد للتيار اليميني المتطرف في ألمانيا .. (لوديندورف) قضي حياته يا بيكتب كتب و مقالات يا بيطلع يخطب في أي حتة عشان يدافع عن أسباب ألمانيا دخول الحرب العالمية الأولي و الأهم إنه يقول إن الحكم مينفعش يطلع بره الجنرالات بتوع الجيش .. سنة 1920 شارك في محاولة إنقلاب اتسمت كاب بوتش Kapp Putsch عشان يجيب للحكم حكومة عسكرية بدل الحكومة المدنية اللي كانت بتحكم ألمانيا .. لقاء السحاب تم سنة 1923 لما (لوديندورف) إنضم للحزب الإشتراكي القومي الألماني اللي إنت عارفه باسم الحزب النازي.

ضربونا في ظهرنا أو Stab in the Back كانت واحدة من المانشتات الأساسية ضمن الحملة الإعلامية للنازيين و اللي قالها كان (إيريك لوديندورف) رغم إنها إتقالت لأول مرة علي سبيل التريقة علي لسان الجنرال البريطاني سير (نيل مالكوم Neil Malcom).

سنة 1924 (لوديندورف) إنضم للبرلمان الألماني الرايخشتاج Reichstag كعضو عن الحزب اليميني المتطرف المعادي لليهود حزب الحرية للشعب الألماني .. سنة 1925 رشح نفسه كمستشار لألمانيا بس خسر الإنتخابات قصاد القائد السابق بتاع (هيندينبيرج) .. بعد هزيمته دي (لوديندورف) كان فاضله يمشي في الشارع يدعوا الناس إن لازم العسكر يرجعوا يحكموا تاني ولازم تقوم الحرب العالمية الثانية و لازم اليهود كلهم يتقتلوا .. شوية و (لوديندورف) ألحد و عمل ديانة جديدة مع مراته التانية سماها مجتمع علوم الله Society for the Knowledge of God و لسه الديانة دي موجودة لحد دلوقتي في ألمانيا علي فكرة .. رغم إن كتير من معتقدات (لوديندورف) كانت ماشية مع الفكر النازي إلان إن (هتلر) اللي كان مسيحي مش حقول متدين بس مكنش عنده رغبة إنه يحط إيده في إيد رجل ملحد بدأ مع الوقت يبعد نفسه عن (لوديندورف) مش لسبب غير إن حيبقي منظره وحش قدام الناس .. يمكن ده السبب إن لما (لوديندورف) بقي عنده 70 سنة (هتلر) إحتفل بعيد ميلاده بإنه رقاه لرتبة مشير أو فيلد مارشال فخرية و فضل لحد ما مات وهو بيجيب في سيرة الكتب و الأفكار بتاعة (لوديندورف) اللي مات سنة 1937 قبل الحرب العالمية الثانية ما تقوم بسنتين عن عمر 72 سنة.

(أدولف هتلر) و علي يمينه واقف (إيريك لوديندورف Erich Ludendorff).

قصة حياة (إيريك لوديندورف) توريك كذا حاجة الحقيقة .. أولاً إزاي زي ما إنت بتجري ورا السلطة عشان توصلها فهي ممكن تضيع منك في لحظة .. ثانياً و ده المهم الحقيقة إن معدن الرجل الحقيقي بيبان لما بيبقي عادي بالنسبة له إنه يعترف بخطأه و إنه يبقي عارف إننا كبني أدمين الطبيعي إننا نغلط لكن الكبر بكسر الكاف و إنك تبقي شايف إن مجاش زيك و مفيش حاجة اسمها أنا غلطان دي ريد فلاج أول ما تشوفه تجري علي طول .. بس يمكن أهم نقطة هي إن لحد دلوقي مشفش مثال واحد يوحد ربنا لبلد مسكها العسكر و فلحت .. يمكن ده كان بيحصل في العصور الوسطي لما كانت إدارة الدولة إلي حد ما بسيطة بس مع تطور مفهوم الدولة و بقي فيه مؤسسات للحكم و فصل السلطات و ليلة كبيرة أوي فالفكر ده مبقاش ينفع.

المصدر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!