تابعونا

معركة ثيرموبيلي .. التاريخ لا يحمي المغفلين.

إنت محتاج تبقي فاهم إن الفكرة المتاخدة إن الحضارة الإغريقية هي حضارة الديموقراطية و الحرية و حقوق الإنسان و الجبنة الفيتا المحطوط عليها زيت زيتون و إن الحضارة الفارسية هي حضارة القمع و الفساد و العبودية و كل حاجة وحشة في الدنيا جت بسبب شغل (هيرودوت).

21 يونيو، 2020 3 ألف

لينك التسجيل الصوتي للمقاله علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/g3cvpzjyjt3u

لما فيلم 300 نزل يا عيني الناس جالها هوس .. تلاقي الشاب من دول مبقاش عايز يعمل حاجة في حياته غير إنه يروح الجيم يعمل فورمة الملك (ليونايديس) عشان يقف قصاد المراية يعمل نفسه بيضرب السفير الفارسي بالشلوط وهو بيزعق This is Sparta .. ده كان الفيلم .. الحقيقة إن أنا مش عايز أجيب سيرة الفيلم و أقعد أشرح هو إيه اللي فيه صح و إيه اللي هبد .. مش ده اللي عايز أعمله النهاردة .. النهاردة عايز أقف قدام معركة ثيرموبيلي Thermopylae بالذات اللي إتحكت حكايتها في الجزء الأول من فيلم 300 و ده لسبب الحقيقة .. دي مش أهم معركة في الحرب بين الفرس و الإغريق .. مش دي المعركة اللي حسمت الحرب لصالح الإغريق .. الحرب بدأت قبل المعركة دي بسنة و خلصت بعدها بسنة .. ليه بقي كل ما حد يفتح سيرة الحرب بين الفرس و الإغريق أول حاجة بتيجي في دماغه هي معركة ثيرموبيلي؟

يكفي إني أقولك إن دي المعركة اللي خسرها الإغريق قصاد إنهم حققوا 3 إنتصارات تانية لازم أي حد بيدرس تكتيكات عسكرية يبص عليهم و يتعلم منهم إزاي تفكر لما تبقي مسئول عن قوات عدداً و تسليحاً أضعف بكتير من العدو اللي جاي عليك .. بعد معركة ثيرموبيلي (كسري الأول) دخل اليونان وحرق مدينة أثينا .. تاني .. ليه معركة ثيرموبيلي هي اللي الناس كلها فاكراها؟

للإجابة عن السؤال ده لازم نرجعك للبداية سنة 499 قبل الميلاد .. في الوقت ده العالم مكنش شاف دولة بقوة و عظمة الإمبراطورية الفارسية و الغريب إن الإمبراطورية دي متبنتش علي كتاف العبيد زي ما فيلم 300 قال .. دي كانت كدبة بنفس قلة أدب كدبة إنك لما تتجوز مراتك حتعملك محشي كل ما تحس إنك عايز تاكله .. المعابد و المباني الجاحدة اللي إتبنت في بلاد فارس و الأنفاق اللي بتمشي فيها مياه الري للأراضي الزراعية و غيرها كتير من المعجزات الهندسية بناها عمال بياخدوا مرتب علي حسب كفاءتهم و قدراتهم .. طب أزيدك من الشعر بيت .. المبدأ اللي الإمبراطورية الفارسية كانت ماشية عليه إنها مكنتش بتجبر حد إنه يعبد نفس الألهة بتاعتهم ولا يقلدهم في عاداتهم و تقاليدهم .. عايز أهلاً و سهلاً مش عايز براحتك.

يحكي أن (قورش الأول) مؤسس الدولة الفارسية هو اللي أنهي عبودية اليهود في بابل .. ليه عمل كده؟ .. رقم واحد اليهود رجعوا بلدهم تاني و أسسوا بلد ليهم كانت حاجز بين فارس و مصر .. إتنين إنه حط الأساس اللي الدولة الفارسية بنت مجدها عليه .. مفيش حاجة إسمها عبيد .. ده لوحده يخليك تهرش في شعرك لما تعرف حجم الدولة .. دي بلد حدودها كانت من الهند لحد أثيوبيا .. إزاي تحكم بلد بالحجم ده؟ .. الحقيقة إن النظام الإداري للحكم في بلاد فارس كان سابق عصره لدرجة إن (الإسكندر الأكبر) لما دخل فارس خد النظام ده هو هو طبقه .. الكونسيبت سهل بشكل مستفز .. لو إنتي مثلاً يا مصر تحت حكم الفرس فمش مطلوب من شعبك غير إنه يدفع ضرايبه و ميعملش أي ثورة و إلا لو ده حصل حنبعت جيوشنا تطربق عاليها واطيها .. شفت سهلة أهي.

نرجع تاني للي حصل سنة 499 قبل الميلاد .. في الوقت ده قامت ثورة في حتة إسمها الجزر الأيونية و دي شوية جزر المفروض إنها تحت سيطرة الفرس بس هي قريبة أوي من اليونان لدرجة إن أهلها بيقولوا علي نفسهم يونانيين .. المهم إن وقتها واحدة من أهم المدن اليونانية اللي هي أثينا شافت إن دي فرصة كويسة إنهم يعكننوا علي الفرس وبمجرد ما إتعرف إن أثينا هي اللي ورا الثورة بتاعة أهل الجزر الأيونية فده خلي الفرس يعتبروا أثينا خطر واضح و صريح للأمن القومي بتاعهم .. و زي ما كتير من الدول العظمي لما بتحس إن فيه بلد تانية عايزه تعكنن عليها بتعمل فالإمبراطور الفارسي (داريوس الأول) خد جيشه و راح اليونان وهو حالف مية يمين إنه يسوي أثينا بالأرض .. لسه الرجل بينزل علي شواطيء حتة إسمها ماراثون في اليونان لقي إن الأثينيين مستنيينه في كمين و أجبروا قواته إنها تنسحب تاني .. (داريوس الأول) مات في معركة ماراثون بس دي مكنتش نهاية الحكاية.

سنة 480 قبل الميلاد (كسري الأول) إبن (داريوس الأول) بيقرر إنه ينتقم لأبوه و بدل ما يجيب أسطول عشان قواته تنزل علي شواطيء اليونان فالأخ جاب صفوة مهندسي مصر و فينقيا اللي هي لبنان دلوقتي و قالهم أبنولي كوبري بطول كيلومتر كامل فوق بحر إيجه في المضيق اللي إسمه Hellesponts أو هيليس بونتس عشان قواتي تعدي عليه .. جيش قوامه 200,000 مقاتل وده كان أضخم جيش يتجمع في التاريخ وقتها .. دي كانت أول مرة تتجرب فيها فكرة الكوبري العائم لنقل جيش من حتة لحتة شبه رؤوس الكباري العائمة اللي قواتنا عبرت عليها قناة السويس في حرب أكتوبر.

في الوقت ده كانت فيه حرب أهلية في اليونان بس كانت حرب غريبة شوية .. هي أقرب للحرب الباردة اللي كانت بين أميركا و الإتحاد السوفيتي بس كانت بين أثينا و أسبرطة .. طبيعي إنك تسال نفسك ليه؟ .. الحرب الباردة إحنا فاهمينها .. أميركا بلد رأسمالي ديموقراطي .. بلد إقتصادها مبني علي القطاع الخاص و نظام الحكم فيها ماشي بالإنتخابات .. الإتحاد السوفيتي بلد إشتراكي شيوعي .. بلد إقتصادها قايم علي القطاع العام و فيها حزب واحد هو اللي ممشي البلد كلها .. دماغين عكس بعض فطبيعي إنهم يمسكوا في خناق بعض .. إزاي بقي أثينا و سبارطا دماغهم مختلفة؟

علي إيدك اليمين باللون الأخضر شبه جزيرة الأناضول اللي هي تركيا دلوقتي و اللي وقت ما بنحكي القصة بتاعتنا كانت تبع الإمبراطورية الفارسية .. علي إيدك الشمال باللون البني الغامق اليونان .. بينهم فيه بحر إيجه Aegean Sea .. الجزر الأيونية Iionia ودي زي ما إنت شايف علي ساحل بحر إيجه بس من ناحية فارس كانت هي سبب الحرب الأولي بين فارس و أثينا .. لو بصيت علي إيدك اليمين فوق حتلاقي مضيق بين حدود فارس مع حتة اسمها ثراسيا Thrace وده هو المضيق اللي إتبني عليه الكوبري العائم فوق الحتة اللي بتتسمي هيليس-بونتس Hellesponts اللي عبرت عليه قوات (كسري الأول) في الحرب الثانية بين فارس و اليونان.
صورة زيتية توريك شكل الكوبري العائم اللي إتعمل عشان تعدي عليه الجيوش الفارسية لليونان .. هم جابوا شوية سفن رصصوهم جنب بعض و كوبري خشب زي ما انت شايف فهو كوبري عائم زي ما الكتاب بيقول.

خلينا نمسك أثينا الأول:

أثينا كمجتمع هم عاملين زي لما تيجي تتعرف علي حد و تلاقيه بيدرس في الجامعة الأميريكية بس مبيقولهاش الجامعة الأميريكية إنما تلاقيه دايماً بينطقها AUC ..  تحسه وهو بيتكلم كإنه شاب إتولد و إتربي في حواري نيويورك .. كل كلامه إنه إزاي بيدرس في AUC و باباه الCEO بتاع شركة وهوايته عزف الساكسفون و مامته فنانة تشكيلية عندها أتيليه و سايبينه يعمل اللي هو عايزه في حياته طالما هو مبسوط .. مجتمع إتبني علي فكرة اللي عايز يعمل حاجة يعملها .. عايز تبقي فيلسوف براحتك .. عايز تكتب مسرحيات و ماله .. بس لو عايز تبقي عسكري متقرفناش في عيشتنا و تصدعنا .. مجتمع قائم علي فكرة إن السياسيين يقنعوا عامة الشعب بإيه اللي في مصلحتهم و تتعمل إنتخابات أو خلينا نقول إستفتاء و الناس هي اللي تختار مش إن يجي قائد عسكري يقول أنا شايف كده وده اللي حيحصل.

أكبر مثال علي كده كانت قصة بناء الأسطول الأثيني .. اللي حصل إن أثينا إكتشفت عندها منجم فضة فكان فيه كذا رأي من ضمنهم إن الفلوس اللي جايه من بيع الفضة تتوزع علي الناس و الشعب يتبسط و يهيص .. طلع واحد إسمه (ثيموستوكليس) وده كان سياسي أثيني الناس كلها بتحترمه فضل يقنع الناس إن الصح الفلوس دي تروح في بناء أسطول و لإن الديموقراطية الأثينية مبنية علي أساس إن القرار بيطلع بالإنتخابات فالناس إختارت إن كلام (ثيموستوكليس) هو اللي يمشي.

ده مش معناه إن المجتمع الأثيني كان جنة الله في الأرض .. هو صحيح مجتمع قائم علي فكرة الإستفتاء الشعبي بس مفيش غير 30% بس من السكان اللي ليهم حق الإنتخاب .. الست الأثينية مش مسموح ليها بإنها تمتلك حتة أرض أو إنها يبقي ليها البيزنس بتاعها علي عكس مثلاً أسبرطة زي ما حنشوف كمان شوية .. حتي المجتمع الأثيني مكنش كله ناس ماشية في الشارع مستحميه و بتقول شعر و بتاكل جبنة فيتا بالزيتون لإنه كان مجتمع قائم علي العبيد .. صحيح هم بيتعاملوا معاملة إلي حد ما مقبولة بس الفكرة إن المجتمع الأثيني مكنش حاجة نازلة من السما ودي معلومة مهم تبقي في دماغك.

هنا يجي دور أسبرطة:

أسبرطة من غير ما أفكر هي أغرب مجتمع إنت ممكن تقرأ عنه في تاريخ البني أدمين .. الناس دي أغرب من عيلة (رضوان البرنس) شخصياً .. خلينا نبدأ من الأول .. تخيل حضرتك إتولدت و لسه بتوأوأ .. بيجي الكبارات بتوع البلد يشوفوك .. لو لقوك شكلك كده لما تكبر حتبقي طول بعرض فبتتساب تعيش .. لو حسوا إنك لما تكبر حتبقي قصير و جسمك ضعيف بيقرروا يقتلوك و إنت لسه مولود .. طب لنفترض إنك من الشرفاء اللي لما يكبروا بسم الله ما شاء الله حتبقي طول بعرض و حيطه ماشية في الشارع فساعتها إنت لما يبقي عندك سبع سنين بتخش مدرسة حكومية مش بتتعلم فيها حاجة غير إنك إزاي تبقي عسكري .. فعلياً الأطفال اللي بتخش المدرسة دي بيتداس علي وشهم .. فيه منهم كتير يا بينتحروا يا بيموتوا بسبب طبيعة التدريب .. بس اللي بيتخرج من المدرسة دي بيبقي النسخة الإغريقية من (جون ويك John Wick).

القانون كان بيقول إن لازم العساكر يفضلوا عايشين نايمين واكلين شاربين في الثكنات بتاعتهم .. النظام الغريب ده خلي إن إسبرطة بقي تحت إيدها أجحد قوات مشاة تقيلة في تاريخ البشر .. قوات المشاة دي بتتسمي فالانكس .. الفالانكس دي عبارة عن شوية عساكر مترصصين مع بعض علي شكل مربع يتحركوا مع بعض و يحاربوا مع بعض .. مش بس العساكر اللي كانوا بيتصرفوا كوحدة واحدة .. المجتمع هو كمان عايش علي نفس المبدأ .. مفيش حاجة إسمها مواطن .. فيه حاجة إسمها وطن .. إنت إتخلقت عشان تحارب و تموت لأجل إن إسبرطة تعيش.

فيه سؤال ممكن يكون بيدور في دماغك دلوقتي .. هو معلش يعني لو كل رجاله إسبرطة في الجيش أومال مين اللي بيزرع؟ و مين اللي بينتج ومين اللي بيبني؟ .. بمعني أخر مين اللي بيشتغل في المجتمع الغريب ده؟ .. هنا حضرتك يجي دور الكلام عن الهالاتس أو العبيد .. مجد إسبرطة و سر تعاستها هم العبيد .. لما جيوش إسبرطة بتغزو مدينة جنبهم بياخدوا أهلها عبيد .. حاجة كده شبه فرعون مصر لما كان واخد اليهود كعبيد .. أنا كرجل عايش في إسبرطة عشان أفضل سايب بيتي و مراتي و عيالي و أروح أقعد وسط زمايلي في الجيش فده بيحصل عشان فيه عبد هو اللي بيزرع الأرض و عبد هو اللي بيحصد و عبد هو اللي بيبني و عبد هو اللي بينظف بيتي .. مجتمع كامل عايش علي قفا العبيد اللي بيتداس علي وشهم .. ده يفسرلك ليه أنا قلتلك إن العبيد دول هم سر مجد إسبرطة بس فاضل تفهم هم ليه برده كانوا سر تعاستها؟

المشكلة إن لما جه وقت و الفرس غزوا اليونان كان المجتمع الإسبارطي فيه حاجة غلط .. قصاد كل عسكري سبارطي فيه 7 عبيد .. كان فيه عدم تكافؤ في النسبة و التناسب بين عدد العساكر و العبيد بشكل خلي إستراتيجية إسبرطة مش إنها تفرض نفوذها علي جيرانها قد ما كان الخوف المرضي من إن يجي اليوم اللي العبيد دول يثوروا .. كل يوم العساكر تلاقيهم هجموا علي بيوت العبيد يفتشوها ولو لقوا إن فيه واحد فيهم بس بيفكر يثور بيتاخد هو و أهله و صحابه و أهل صحابه يتعدموا .. ده كان معناه إن القوات الإسبارطية الجامدة زحليقة اللي إنت شفتها في فيلم 300 متعملتش عشان تحارب بره حدود المدينة .. الجيش ده إتعمل لأجل اليوم الأسود اللي العبيد يقرروا فيه إن كده كفاية.

ده يفسرلك ليه إسبرطة كانت في حالة حرب أهلية ضد أثينا .. إفرض لو النموذج الديموقراطي بتاع أثينا ده وصل للعبيد اللي عايشين في إسبرطة .. طب ما تيجي تحط نفسك قصاد الناس اللي ماسكة إسبرطة كده .. إفرض إن مدينة يونانية تانية إتجننت في نفوخها و قررت إنها تهاجم إسبرطة مش ده ممكن يشجع الهالاتس أو العبيد إنهم يثوروا و ساعتها عساكرنا حيحاربوا علي جبهتين؟ .. الواقع ده خلي إسبرطة دي بتبني قراراتها بناء علي 3 إعتبارات .. أول حاجة إحنا عندنا قوات برية جامدة زحليقة .. ثاني حاجة إن القوات البرية دي مينفعش كلها تطلع بره المدينة في أي حرب لمدة طويلة خوفاً من ثورة العبيد .. ثالث حاجة هي إن لازم إسبرطة تأمن نفسها بإنها تعمل حلف عسكري و سياسي مع جيرانها من المدن اليونانية و التحالف ده هو الأساس اللي إتبنت عليه مقاومة الإغريق للفرس.

سنة 480 قبل الميلاد و دي السنة اللي (كسري الأول) بدأ عبوره لليونان إتعمل مؤتمر كورينث ودي مدينة من ضمن مدن اليونان .. المؤتمر ده حضره ممثلين عن 70 مدينة يونانية عشان يحاولوا يلاقوا إجابة علي السؤال اللي إتحط قدامهم .. نعمل إيه مع (كسري)؟ .. ده كان أول مؤتمر زي كده يتعمل .. عمر ما المدن اليونانية قعدوا مع بعض يشوفوا حيهببوا إيه في مصيبة بتواجههم كلهم .. ورغم كده أغلب الوقت راح في الخناقات بينهم .. إذا كان المؤتمر حضره في الأول 70 مدينة ففي الأخر مفضلش منهم غير 30 بس هم اللي كملوا في المؤتمر عشان يلاقوا حل .. الباقي يا قرر إنه يعلن الحياد أو إنه يستسلم للفرس .. من ال30 مدينة اللي فضلوا مكملين في المؤتمر منهم 14 قعدوا مش لسبب غير إنهم في الحلف بتاع إسبرطة و بما إن إسبرطة قاعدة فإحنا كمان حنقعد.

مؤتمر كورينث ده حضره إتنين من أهم البني أدمين في تاريخ الحضارة الإغريقية .. المندوب بتاع إسبرطة واللي كان الملك بتاعهم (ليونايديس) و المندوب بتاع أثينا اللي هو (ثيموستوكليس) .. (ليونايديس) كان شايف إن مينفعش (كسري الأول) ده حد يتكلم معاه .. هو كان شايف إن الرجل ده جاي يحرق أرضنا و مفيش حل غير المقاومة بس في نفس الوقت هو راح المؤتمر بتاع كورينث و كان متوقع إن أثينا حتقفله في الزور .. هو كان متوقع إن أثينا حتقول إن مفيش حل غير الحرب لإن الأثينيين أساساً هم السبب في المصيبة اللي اليونان فيها بس في نفس الوقت هو كان مستني إن كل ما إسبرطة تقول يمين أثينا حتقول شمال .. ياعيني (ليونايديس) إتصدم لما لقي (ثيموستوكليس) متصالح مع نفسه و مكنش عنده أي مشكلة إن إسبرطة هي اللي تقود اليونان .. مكنش عنده أي مانع إن أثينا تعتبر (ليونايدس) هو قائد اليونان الموحدة قصاد (كسري) .. اللي هو شوية و (ليونايديس) كان حاسس إن المؤتمر ده مقلب من بتوع (رامز جلال) .. الخطة كانت سهلة .. إسبرطة حتخش بقواتها البرية و أثينا حتخش بأسطولها.

أيام و (ليونايديس) و (ثيموستوكليس) بيتفقوا يعملوا إيه لحد ما (ثيموستوكليس) إقترح إن الدفاع عن اليونان لازم يتعمل علي خطوتين .. الخطوة الأولي هي إن الأسطول الأثيني يقدر يمنع الأسطول الفارسي إنه ينزل أي قوات برية علي سواحل اليونان .. الخطوة الثانية إن إسبرطة بقواتها البرية توقف تقدم (كسري الأول) و إختاروا سوا إن المكان المناسب للمواجهة دي تبقي عند مضيق ضيق أوي إسمه البوابات السخنة Hot Gates و إتسمي كده عشان ده مكان عيون بيطلع منها مياه سخنة زي عيون موسي كده في سيناء و المكان ده إتعرف تاريخياً بالنطق الإغريقي بتاعه .. ثيرموبيلي.

الخطة كانت مرسومة صح أوي .. (ليونايديس) و (ثيموستوكليس) حطوها بحيث كل طرف يقدر يستغل نقاط قوته و يتفادي نقاط ضعفه .. بما إننا بنتكلم عن معركة ثيرموبيلي فخلينا نركز كلامنا علي إسبرطة .. عمر ما إسبرطة تقدر تهزم الجيش الفارسي في ميدان مفتوح .. مهما كان التفوق الرهيب للقوات البرية بتاعة إسبرطة من حيث التدريب و التسليح .. مجرد التفوق العددي و حسبة رجل لرجل حتدي الأفضلية ل(كسري الأول) .. الحل هو فكرة عنق الزجاجة .. إنك تختار ميدان المعركة بحيث تحرم عدوك إنه يقدر يستغل نقاط قوته إنه يحاوطك في ميدان مفتوح .. (ليونايدس) رجع إسبرطة و هو تقريباً ضامن إنه حيكسب عشان ياخد أحلي خازوق في حياته.

يمكن هو الحظ بس صادف لأجل الظروف يعني إن المعاد اللي قوات إسبرطة حتبدأ تتحرك باتجاه مضيق البوابات السخنة كان وقت عيد ديني مقدس و العرافات اللي بيتسموا في الأساطير الإغريقية أوراكل Oracle و اللي إتسمت عليها شركة Oracle المشهورة بتاعة البرمجة راسهم وألف سيف إن (ليونيدس) مينفعش يتحرك بجيشه دلوقتي .. طب يهديكوا يرضيكوا .. أبداً .. إنت عايز الألهة تاكل وشنا ولا إيه .. مهم تكون فاهم إن وقتها الدين كان عامل مهم في حسم أي قرار .. مجازاً يعني حنسميها المؤسسة الدينية رغم إن ده وصف مش صح لكن عشان تبقي مستوعب بس الفكرة .. تخيل حضرتك إن بكره الصبح الرئيس (عبدالفتاح السيسي) مثلاً حب يضرب سد النهضة في أثيوبيا و مشيخة الأزهر وقفتله .. ليه يا جدعان؟ .. أصل إحنا في الأشهر الحرم .. ده مجرد تشبيه بس تاني عشان تبقي مستوعب .. بعد خناق و شد و جذب تقدر تقول إن الملك و المؤسسة الدينية وصلوا لحل وسط .. (ليونايدس) حيسبق هو ب300 مقاتل من صفوة رجالته وبمجرد ما العيد يخلص و الألهة ترضي عننا باقي الجيش حيحصلك .. ده إذا كنت لسه عايش.


خريطة تحرك (كسري الأول) في غزوه لليونان .. زي ما إنت شايف قواته البرية عبرت بالكوبري العائم عند هيليس بونتس و بدأت تتحرك بمحاذاة ساحل بحر إيجه لحد ما وصلوا لثيرموبيلي .. بالتوازي بيمشي الأسطول الفارسي.

تخيل حرقة الدم اللي كان فيها (ليونايديس) وهو بيزحف بقواته عشان يوقف تقدم جيش قوامه 200,000 مقاتل .. الحق يتقال إن (ليونايدس) مكنش تحت إيده ال300 مقاتل بس .. هو كان تحت إيده 7000 مقاتل من عدد من المدن اليونانية ضمن الحلف العسكري اللي كان بقيادة إسبرطة .. بس يعملوا إيه 7000 قصاد 200,000؟ .. الحقيقة يعملوا كتير خصوصاً لو عرفت تستخدمهم إزاي.

خلينا نبدأ بالخبر الكويس .. الخبر الكويس إن الموقع بتاع المعركة كان مثالي ..  لو رصصت الفالانكس أو المشاة بتاعتك ورا بعض في الممر الضيق بين مياه خليج ماليك و بين الجبل فإنت فعلياً تقدر تقسم قواتك شيفتات و ده اللي حصل فعلاً .. (ليونايدس) كان مقسم قواته شيفتات كل شيفت بتحارب عدد ساعات معين و بتريح الباقي .. الخبر اللي زي الزفت إن الفرس كانوا كتير .. كتير أوي:

  • في اليوم الأول (كسري الأول) بعت الرماة بتوعه .. يمكن لما عدد كافي من الإغريق يموت بالسهام فمقاومتهم حتقل .. المشكلة إن الدروع بتاعة الفالانكس كانت أقوي من إنها تتخرم أو تتكسر بسهام.
  • لما الرماة مجابوش نتيجة (كسري) أمر 2000 من المشاة بتوعه بإنهم يتقدموا .. متنساش إن المعركة حصلت في أغسطس و الجو كان حر .. القتال كان بيتم في نبضات .. يعني تلاقي الفرس يهجموا كام دقيقة و ينسحبوا .. يريحوا ربعاية و يهجموا تاني .. كام دقيقة و يتعبوا و ينسحبوا .. كانت المشكلة في التسليح و طريقة القتال نفسها .. رماح الفالانكس كانت أطول بكتير و دروعهم أقوي من الفرس .. كمان إن المشاة بتوع الفرس متعودين علي القتال في ميادين مفتوحة مش في الطرقة بتاعة شقة بيتكوا.
  • بعد خساير عماله تزيد كل ثانية فبعد ساعات من القتال (كسري الأول) قال للمشاة بتوعه ينسحبوا و أمر بتقدم القوات الخاصة بتاعته .. الإغريق كانوا بيسموهم الخالدين Immortals .. محدش عارف الحقيقة هي التسمية دي جت منين بس مش قضية .. القضية إن الخالدين دول محققوش أي نجاح يذكر .. صحيح هم أقوي بكتير من المشاة العادية بس علي أخر اليوم الأول الوضع بقي واضح زي الشمس .. طول ما المعركة بتحصل زي ما قلت في طرقة الشقة دي فالفرس مش حيخشوا أوضة النوم.
  • مع نهاية اليوم الأول (ليونايديس) كان مبسوط أوي من رجالته .. يومين كمان و العيد يخلص و بقيه الجيش الإسبارطي يوصل و حيكنسوا الفرس بره اليونان .. بس كانت فيه حاجة قارفاه في عيشته .. ضباط الإستطلاع بتوعه لقوا إن فيه ثغرة عبارة عن ممر جبلي ضيق وسط الجبال و الغابات لو الفرس شموا خبر بوجوده فإحتمال يستغلوه و يلفوا من ورا ظهرهم .. بس فيه نقطة .. عشان الفرس يبعتوا قوات في الممر ده فلازم يخلوا قواتهم تمشي في طابور وسط الغابات و يتسلقوا هضبة إرتفاعها كيلومتر كامل .. هي اه صعبة بس تتعمل .. (ليونايدس) أمر 1000 مقاتل من مدينة إسمها فوسيا ودي مدينة من المدن المتحالفة مع سبارطا بإنهم يفضلوا قاعدين عند الممر ده عشان يحموا ظهر قواته.

(كسري الأول) قعد يحسبها .. دلوقتي أنا رجالتي عماله تروح مني بس غزو اليونان حيحتاج وقت و حيحتاج قوات و أنا مينفعش أرمي صفوة رجالتي كده للتهلكة عشان أكسر إرادة الإغريق .. الحل هو إن بما إن جيشه بيتكون من أمم و شعوب كتير تحت حكمه فهو قال أنا حجيب صفوة المحاربين من كل شعب و أحطهم سوا في وحدة قتالية واحدة .. صحيح هي وحدة من القوات الخاصة بس عناصرها متوزعين علي الشعوب اللي تحت حكم الفرس .. و زي ما قال (ألبيرت أينشتاين) في تعريف الغباء إنك تستمر في عمل نفس الشيء و إنت مستني نتيجة مختلفة ف(كسري الأول) في اليوم الثاني إشتغل علي نفس الخطة .. إرمي يا ابني قواتك في حضن الفالانكس و إتفرج عليهم وهم بيموتوا .. مع نهاية اليوم الثاني بقي واضح إن مفيش أمل لحد ما فيه خاين من صفوف الإغريق سلم نفسه للفرس و قالهم علي الممر الضيق اللي وسط الجبال.

في ليلة اليوم الثاني قوات الخالدين بتمشي في الممر .. بيتسلقوا الهضبة اللي بإرتفاع كيلومتر .. هي دي الحرب اللي هم إتعودوا عليها .. هي دي نقطه قوتهم .. لما لقوا نفسهم في ظهر الفالانكس و في ميدان مفتوح مكنش فيه قوة في الأرض تقدر تقف قدامهم .. في فجر اليوم الثالث الأية إتعكست .. (ليونايدس) هو اللي بقي عارف إن مفيش أمل .. لإنه رجل متدين بطبعه طلب من رجالته يدبحوا خروف كقربان للألهة .. بيدبحوا الخروف لقوا دمه أسود .. دي علامة يا مارد .. (ليونايديس) بيدي أخر أمر ليه كملك .. كل القوات من المدن المتحالفة مع إسبرطة حتنسحب عشان تقابل جيش إسبرطة اللي جاي .. قوات إسبرطة اللي فاضلة هي و العبيد أو الهالاتس اللي معاهم حيفضلوا عشان يعطلوا الفرس قدر الإمكان عشان الباقي يعرف ينسحب .. وسط جو المشاعر و الهرمونات الملخبطة 700 مقاتل من مدينة اسمها ثيسبيا و 400 مقاتل من مدينة تانية اسمها طيبة بيقرروا إنهم حيموتوا مع رجاله (ليونايديس) .. كانت معركة خسرانة بس ضرورية عشان الباقي يعيش .. علي الناحية الثانية (كسري الاول) خسر كتير من قواته و علي فكرة له إتنين أخوات ماتوا في المعركة دي.

خطة الملك (ليونايديس) عشان يفوز في معركة ثيرموبيلي إنه يقفل الممر الضيق برصة العساكر بتوعه لحين وصول الجيش الإسبارطي الأساسي كمان كام يوم .. بس حصل اللي (ليونايديس) كان خايف منه إن الفرس لفوا من وراه و حاصروه.

هنا يجي دور أهم سؤال .. إشمعني ثيرموبيلي اللي معلقة في دماغنا اوي كده؟

(كسري الأول) طاح في اليونان كلها بعد نصره في ثيرموبيلي .. حرق أي مدينة يونانية رفضت إنها تستسلم ليه .. حتي أثينا .. (كسري الأول) دخل أثينا حرقها ومسبش فيها بيت قايم علي حيله بس هو بمجرد ما دخل المدينة استغرب أوي .. المدينة كانت فاضية .. اللي (كسري الأول) مكنش يعرفه إن ال3 أيام اللي هو إتعطلهم في ثيرموبيلي كلفوه كتير أوي .. اللي هو مكنش يعرفه إن بناء علي الخطة بتاعة (ثيموستوكليس) و (ليونايدس) كان المفروض إسبرطة توقف الفرس في ثيرموبيلي و أثينا توقف الأسطول الفارسي .. زي ما إسبرطة صمدت في ثيرموبيلي فأثينا كمان صمدت في معركة أسطورية اسمها أرتيميسيوم محدش بيجيب سيرتها كتير بس بمجرد ما خبر هزيمة ثيرموبيلي وصل ل(ثيموستوكليس) فهو إنسحب عشان ينفذ واحدة من أجرأ عمليات الإجلاء في التاريخ .. الأسطول الأثيني وصل أثينا عشان يهرب سكان المدينة كلهم .. حاول تتخيل إن (ثيموستوكليس) عمل في الفرس زي ما الإنجليز عملوا في الألمان في دانكيرك Dunkirk في الحرب العالمية الثانية .. بعدها بشهر الأسطول الأثيني هزم الأسطول الفارسي في معركة أسطورية تانية اسمها سالاميس.

بعد سالاميس (كسري الأول) خاف إن الأسطول الأثيني يروح جري علي معبر Hellespont هيليس بونت عشان يدمر الكوبري اللي هو عامله عشان يربط بين مملكته و اليونان و ساعتها هو حيفضل محبوس في اليونان مش عارف يرجع .. عشان كده بعد هزيمة سالاميس هو قرر إنه يرجع تاني بلده و ساب جيشه اللي بعد سنه من هروب (كسري الأول) إتمسح بيه الأرض في معركة اسمها بلاتيا و دي ثالث معركة أسطورية في الحرب الثانية بين الفرس و الإغريق .. وده يرجعنا للسؤال .. إشمعني ثيرموبيلي اللي معلقة معانا أوي كده؟

بعد هزيمة الإغريق في ثيرموبيلي (كسري الأول) طاح في اليونان كلها و دخل أثينا و حرقها و مسابش فيها بيت قايم علي حيله.

المعركة دي مهمة لسبب غريب شوية و هو إن قبل ثيرموبيلي الإغريق كانوا حماده و بعدها الإغريق بقوا حماده تاني خالص .. قبل ثيرموبيلي مكنش فيه حاجة اسمها الحضارة الإغريقية .. المدن اليونانية عمرهم ما بصوا لبعض و لقوا إن بينهم حاجات مشتركة أكتر من الأسباب اللي تخليهم يحاربوا في بعض .. و بالتالي بما إن مكنش فيه حضارة إغريقية يبقي مفيش حضارة غربية و الحقيقة إنت محتاج تبقي فاهم إن كل ده سببه رجل واحد بس .. (هيرودوت) .. الرجل ده بعد سنين من نهاية الحرب قعد يكتب كتاب يحكي فيه تفاصيل الحرب و دي الحقيقة كانت أول تجربة إن فيه مؤرخ يجيب ورقة و قلم ويقعد يحكي حكاية حرب كأنها تحقيق صحفي مش مجرد شوية قصايد بتمجد في المنتصر و بتلعن سلسفين المهزوم بس ده ميمنعش ‘ن (هيرودوت) كانت في دماغه أجندة أو فكرة هو عايز يوصلها و الفكرة دي هي إن فيه حاجة اسمها الهوية الإغريقية ..حاجة اسمها الحضارة الإغريقية .. يعني إن المدن اليونانية دي فيه حاجات بتربطها ببعض أكتر من اللي بتخليهم كارهين بعض.

إنت محتاج تبقي فاهم إن الفكرة المتاخدة إن الحضارة الإغريقية هي حضارة الديموقراطية و الحريه و حقوق الإنسان و الجبنة الفيتا المحطوط عليها زيت زتون و إن الحضارة الفارسية هي حضارة القمع و الفساد و العبودية و كل حاجة وحشة في الدنيا جت بسبب شغل (هيرودوت) .. أنا قلت في البداية إن الحضارة الفارسية مكنش فيها عبيد بس مش مهم .. أنا قلت في البداية إن نظام الحكم الفارسي كان سابق عصره لدرجة إن (الإسكندر الأكبر) خده هو هو Copy و Paste بس برده مش مهم .. الغرب خد الشغل بتاع (هيرودوت) و بدأ يقتنع بفكرة إن الشرق و الغرب عمرهم ما حيكون بينهم عمار .. حتفضل الحضارة الغربية هي اللي ليها التفوق الأخلاقي و الثقافي و العلمي علي الحضارة الشرقية الوحشة المتوحشة.

قصة ثيرموبولي بقت استعارة مكنية للتعبير عن التفوق الغربي علي الشرق .. في الحرب الباردة القصة إتحكت عشان تقول إزاي الغرب عاجلاً أم أجلاً حينتصر علي الإتحاد السوفيتي .. في عصر الحرب علي الإرهاب القصة دي إتحكت بطريقة تانية و هي إن إزاي الغرب عاجلاً أم أجلاً حينتصر علي المسلمين الإرهابيين الوحشين .. يا رجل ده إنت ممكن تتكلم مع حد من اللي بيسمي نفسه مثقف يقولك إن فكرة إسبرطة هي تجسيد لإزاي الديموقراطية و الحرية لازم يتم الدفاع عنها بكل قوة .. اللي هو إنت عايز تقوله بجد .. إنت مستوعب اللي إنت بتقوله .. إسبرطة يا ابني كانت بتستعبد الناس زي ما إنت بتزلط محشي ورق العنب .. يا رجل ده بعد عشر سنين من ثيرموبيلي إسبرطة تحالفت مع الفرس ضد أثينا عشان تخلص من فكرة الديموقراطية اللي حضرتك بتقول إن إسبرطة دافعت عنها .. التاريخ لا يحمي المغفلين.

اللي إنت محتاج تفهمه إن أيا كان رأيك السياسي أو الديني فخليني أقولك إن الرأي ده إتشكل علي حطام اللي حصل في ثيرموبيلي .. سواء إنت شايف النموذج الغربي هو نموذج عبقري فده بسبب فكرة الديموقراطية الأثينية .. أو إنت شايف إن النظام الحكومي لازم يبقي علي درجة عالية من الكفاءة زي النظام الفارسي .. أو إنت شايف إن لازم البلد تعمل اللي تقدر عليه عشان تحمي جيشها و  تمجد فيه و تضحي عشانه بأي حاجة زي ما النموذج بتاع إسبرطة قال .. بس في نفس الوقت إنت محتاج تفهم إن التراث لازم يتفهم .. التراث مينفعش يترمي في الزبالة زي ما مثقفين كتير بتلاقيهم بيقولولك .. إنت بس محتاج تفهمه لإن التراث زيه زي طلقة البندقية بالضبط .. هو سلاح بس إنت محتاج تبقي فاهم هو بيشتغل أزاي و توجهه ضد مين.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!