تابعونا

أفغانستان و طالبان .. عودة الإيكس الضال.

نقطة برده مهم بالنسبة لي تكون مستوعبها .. سنة 2018 طالبان قعدت مع الأمريكان علي طرابيزة مفاوضات و قعدوا سنتين يتكلموا لحد ما في فبراير 2020 إتمضي إتفاق و ده حصل حقاً و صدقاً بين الأمريكان و طالبان و في الإتفاق ده إتقال إن الأمريكان حينسحبوا من أفغانستان و لحد ما ينسحبوا فعناصر طالبان مش حيضربوا طلقة علي العساكر الأمريكان هناك.

20 أغسطس، 2021 1.4 ألف

لينك التسجيل الصوتي للمقالة علي Sound Cloud:
https://soundcloud.com/user-112011687-312727988/r7wshaivmqml?si=49621258fa054e14b4883b2e499c410a&utm_source=clipboard&utm_medium=text&utm_campaign=social_sharing

في واحدة من المشاهد المميزة الحقيقة في رأيي علي الاقل في تاريخ السينما كان في فيلم Valkyrie من بطولة (توم كروز Tom Cruise) و اللي كان بيجسد فيه شخصية الكولونيل (كلاوس فون شتاوفينبيرج Claus von Stauffenberg) اللي خطط لواحدة من أكتر محاولات إغتيال (أدولف هتلر) اللي كانت ممكن تنجح و كان قريب جداً من إنه يوصل لهدفه .. المهم إن المشهد اللي عايز أتكلم عنه هو لما (كلاوس) حضر إجتماع للخلية اللي هو إنضم ليها بعد كده و كانوا بيتناقشوا هل إغتيال (هتلر) حيجيب نتيجة ولا لا؟ .. في وسط الإجتماع (كلاوس) إتسأل عن رأيه فكان رده هو سؤال منطقي فشخ .. دلوقتي لنفترض إننا قتلنا (هتلر) طب و بعدين؟ .. سؤال طب و بعدين ده غالباً محدش بيفكر يجاوب عليه و عشان كده الدنيا بتبوظ .. شباب الثورة ملقوش ليه إجابة و أهي الثورة باظت .. أميركا في أفغانستان ملقتش إجابة و أهو بعد عشرين سنة من الإحتلال الأميريكي لأفغانستان البلد بترجع تاني للإيكس .. طالبان.

بس ده مش معناه إن التاريخ بيعيد نفسه خلي بالك .. سنة 2001 لما الأمريكان دخلوا أفغانستان حاول تفتكر إن وقتها لا كان فيه iPhone ولا Facebook ولا Twitter ولا سوشيال ميديا .. وقتها لو تفتكر كنا بنتفرج علي فيديوهات (أسامة بن لادن) علي قناة الجزيرة .. زمان مكناش فاهمين ولا داريين باللي بيحصل يمكن بإستثناء اللي كانت الجزيرة بتنشره .. دلوقتي إحنا ولا كأننا عايشين جوه أفغانستان .. سنة 2001 لما الأمريكان إحتلوا أفغانستان مكنش فيه حد عنده تليفون أرضي بس دلوقتي أكتر من 70% من سكان أفغانستان معاهم موبايلات و كتير منهم معاهم باقات إنترنت .. سنة 2001 لما أميركا دخلت أفغانستان مكنش فيه بنات متعلمة بس بناء علي تقرير طلع من مجلة Time يوم 7 يناير 2021 فدلوقتي مش بس فيه ملايين البنات اللي خدت تعليمها الأساسي في أفغانستان إنما كمان فيه بنات كتير معاهم شهادات بكاليريوس من جامعات.

عشان تبدأ تبقي فاهم هو إيه اللي حصل في أفغانستان لازم الأول تبقي عارف إجابة سؤالين: 

  • ليه أميركا فشلت في أفغانستان؟
  • هي الدنيا رايحة علي فين في البلد؟

قبل ما نبدأ نخش في تفاصيل اللي بيحصل دلوقتي في أفغانستان خليني بس الأول أديلك ملخص سريع للأحداث لإن متنساش إن حرب أفغانستان بدأت سنة 2001 و دلوقتي إحنا في 2021 فطبيعي إن تكون حصلت حاجات كتير في السنين دي كلها .. خليني أختار نقطة بداية و هي إنسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان .. هم إنسحبوا من هنا و بدأت تظهر طالبان من هنا .. طالبان دي كلمة بلغة البشتون معناها الطلبة و الجماعة دي ظهرت لأول مرة في باكستان و يهمني إنك تعرف دلوقتي معلومتين: أول معلومة إن في الوقت ده الممول الأساسي ليهم كانت المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة و باكستان .. ثاني معلومة إن الناس بتوع الحركة دي كانوا بيبيعوا فكرة إننا لو حكمنا أفغانستان فإحنا حنشنتغل عشان البلد تعيش فترة إستقرار سياسي بعد سنين الحرب و إننا حنحكم زي ما قالت الشريعة الإسلامية .. يمكن بسبب كده الناس إنتشرت في أفغانستان زي لما تجيب ربع كيلو لب و تلاقي المكتب كله هجم عليه و في خمس دقايق يكون إتوزع علي الناس كلها .. سنة 1995 كانوا سيطروا علي ولاية حيرات علي الحدود مع إيران و بعدها بسنة كانوا دخلوا العاصمة كابول .. المشكلة مش في كده .. المشكلة إن اللي كان بيحكم أفغانستان وقتها كان واحد إسمه (برهان الدين رباني) و ده واحد من الناس اللي أسسوا حركة المجاهدين اللي هي أساساً قدرت تطرد السوفييت بره أفغانستان .. سنة 1998 كانت حوالي 90% من أفغانستان تحت سيطرة طالبان.

فيه حتة أكيد واقعة منك و هي إزاي طالبان سيطرت علي البلد بسرعة أوي كده؟ .. الفكرة إن المجاهدين بعد ما كانوا متوحدين مع بعض ضد السوفييت مسكوا في خناق بعض بمجرد ما السوفييت مشوا بره البلد .. الناس بعد سنين من الغزو السوفيتي و بعدها حرب أهلية ملهاش أي ستين لازمة فجأة لقوا حركة جاية عليهم بتقول حنحكم بشرع الله و دي حاجة حلوة .. حركة جاية بتقول من هنا و رايح مفيش فساد و دي حاجة حلوة أوي .. مفيش حاجة إسمها إن مسلمين يرفعوا السلاح علي بعض و دي حاجة حلوة خالص .. المواطن الأفغاني البسيط اللي زهق من سنين الحرب ضد الإحتلال و بعد كده سنين الحرب الأهلية رمي نفسه في حضن طالبان اللي وعدته بشوية أمان .. بس قصاد ده عارف إنت صاحبك اللي لما بتقعد معاه علي القهوة يقولك البلد حالها باظ أنا لو بحكم اللي بيسرق حقطع إيده و اللي يقتل أو يغتصب حعدمه في ميدان عام .. أكيد كلنا نعرف الصاحب ده و اللي لما كبر بقي هو طالبان.

أسلوب حكم طالبان كان التنفيذ الأعمي للي مكتوب في الشريعة الإسلامية .. يعني مثلاً .. أي حد يسرق يتقطع إيده في ميدان عام .. طب في الشريعة فيه معايير كتير لتنفيذ الحكم ده يقولك لا هو الدين قال كده وخلاص .. الزاني و الزانية يترجموا حتي الموت فتقولهم إن حكم الزنا في الإسلام معقد في تنفيذه بشكل إنك لو فكرت فيها يعني حتلاقي إن فعلياً تنفيذ العقوبة دي شبه مستحيل فتلاقيهم يقولوا إيش عرفك إنت يا زنديق .. هم كانوا شايفين إن الدين قال الرجالة لازم تربي دقنها و الستات لازم تلبس نقاب .. في رأيهم هو الدين قال مفيش سينما ولا مزيكا و مفيش حاجة إسمها بنت فوق 10 سنين تروح مدرسة تتعلم .. و شوف يا أخي رغم كل الإنتهاكات اللي هم عملوها بإسم الدين دي كلها العالم متضايقش ولا زعق غير لما في 2001 حركة طالبان فجرت تمثال لبوذا ولا تخرج قبل أن تقول سبحان الله.

بعد كده جه يوم 11 سبتمبر 2001 .. ده اليوم اللي حصلت فيه هجمات 11  سبتمبر و اللي كان وراها تنظيم القاعدة بقيادة (أسامة بن لادن) .. جم الأمريكان يدوروا عليه لقوه مستخبي في أفغانستان .. إشمعني أفغانستان؟ .. عشان وقتها طالبان كانت عاملة زي فروع Circle K في بنزينات Chill Out كده اللي هو لو عايز تشقط روح هناك .. أي تنظيم إرهابي مش لاقي حتة يستخبي فيها بيروح أفغانستان و طالبان حتوفرله الحماية و الفلوس.

يوم 7 أكتوبر 2001 بدأت الغارات الجوية الأميريكية علي أفغانستان .. يوم 7 ديسمبر 2001 كان نظام طالبان في أفغانستان سقط و زعيم الحركة الملا (محمد عمر) هرب بره البلد راح باكستان .. الوجود العسكري الأميريكي في أفغانستان فضل يزيد يزيد يزيد لحد ما وصل عدد العساكر الأمريكان هناك 110,000 مقاتل سنة 2011 .. سنة 2014 الأمريكان قالوا إنهم حينهوا عملياتهم العسكرية هناك و حيحتفظوا بس ب13,000 مقاتل عشان تبقي وظيفتهم هي تدريب عساكر القوات المسلحة الأفغانية .. لازم برده أقول إن مش بس القوات المسلحة الأميريكية اللي كانت شغاله في أفغانستان لإن شركات قطاع خاص أميريكية كانت بتعمل فلوس زي الفل في بيزنس الحراسات الخاصة هناك .. في تقرير رسمي طلع من لجنة الدفاع و الأمن القومي في الكونجرس ففي سنة 2020 لوحدها كان فيه 7,800 مواطن أميريكي شغال في أفغانستان لحساب شركات قطاع خاص.

رسم بياني لعدد القوات الأميريكية في أفغانستان من 2002 لحد 2020 .. زي ما إنت شايف أقصي عدد للقوات الأميريكية هناك وصل 110,000 عسكري و الكلام ده كان سنة 2011.

العساكر دي كلها كانت بفلوس و فلوس كتير كمان .. في الفترة من 2010 لحد 2012 الأمريكان كسروا سقف 100,000 مقاتل في أفغانستان و في السنتين دول بس الأمريكان صرفوا 100 مليار دولار في السنة .. بداية من 2014 و دي السنة اللي زي ما قلتلك الأمريكان قالوا إنهم حيوقفوا عملياتهم العسكرية هناك و حيكتفوا بس إن قواتهم تدرب العساكر الأفغان لقوا إن الفلوس اللي هم بيصرفوها في أفغانستان قلت فشخ .. بعد ما كانوا بيصرفوا 100 مليار دولار في السنة تلاقيهم سنة 2018 صرفوا 45 مليار دولار بس .. لو جيت تحسب هم الأمريكان صرفوا قد إيه في العشرين سنة اللي هم قضوها في أفغانستان فعلي حسب تقديرات وزارة الدفاع بتاعتهم فهم من أكتوبر 2001 لحد سبتمبر 2019 صرفوا شاكب راكب 778 مليار دولار و لا تخرج قبل أن تقول لا حول ولا قوة إلا بالله علي الفلوس اللي بتترمي علي الأرض دي .. علي فكرة دي الفلوس اللي إتصرفت علي الجيش بس .. لو جيت تحسب الفلوس اللي صرفتها أميركا علي وزارة الخارجية و علي المعونات الإقتصادية لأفغانستان فإنت بتتكلم عن 44 مليار دولار كمان .. مش كده و بس .. لو جيت تضيف عليهم الفلوس اللي الأمريكان صرفوها علي قواتهم اللي في باكستان كمان فإنت بتتكلم عن فاتورة وصلت 978 مليار دولار .. إنت رايح فين أنا مخلصتش .. معلش زود 143 مليار دولار علي مشاريع بنية تحتية.

دي كانت الفلوس .. من 2001 مات في أفغانستان 3,500 عسكري غربي من ضمنهم 2,300 عسكري أمريكاني و 450 عسكري بريطاني .. زود عليهم 20,660 إصابة في القوات الأميريكية .. فاكر دول كتير؟ .. من 2014 لحد 2019 أتقتل 45,000 عسكري أفغاني .. بناء علي دراسة عملتها جامعة براون فإنت بداية من 2001 لحد دلوقتي قصاد موت 64,100 عسكري أفغاني .. دي أرقام خزعبلية .. دي أرقام أنا مستغرب إن محدش وقف قدامها و رقع بالصوت .. و لو إنت فاكر إن دي أرقام كبيرة فشخ يعني خد عندك دي .. مهمة الأمم المتحدة في أفغانستان قالت إنها بداية من 2009 و دي السنة اللي هم بدأوا فيها يحصروا عدد القتلي من المدنيين الأفغان لحد دلوقتي إتقتل 111,000 مدني أفغاني و حاول بس تستوعب الرقم .. اللي معصبني أكتر من الرقم إن من سنة 2001 لحد 2009 زي ما يكون محدش هانت عليه نفسه يتعب شوية و يعد عدد القتلي من المدنيين الأفغان اللي بيموتوا كل يوم.

عدد القتلي من المدنيين الأفغان اللي هو في المتوسط إنت بتتكلم عن موت 8000 بني أدم في السنة.

قعدنا من 2001 لحد 2012 مش سامعين لا حس ولا خبر عن طالبان لحد ما سبتمبر 2012 نفذوا هجوم جريء جداً علي معسكر إسمه باستيون Bastion Camp تابع لقوات حلف شمال الأطلنطي .. سنة 2013 طالبان أعلنت إنها حتفتح مكتب تمثيل دبلوماسي ليها في قطر و وقتها إتقال إن كده ممكن الأمريكان يقعدوا مع طالبان بوساطة قطرية و الأزمة دي كلها تتحل بس لأسباب كتير من ضمنها عدم الثقة و إن كل طرف كان متخيل إنه يقدر يلوي دراع الطرف الثاني فمفيش حاجة حصلت .. في أغسطس 2015 صحينا علي خبر خلانا نضرب كف علي كف لما طالبان أعلنت إن زعيم الحركة الملا (محمد عمر) مات بسبب تدهور حالته الصحية في مستشفي في باكستان بس مش دي المشكلة .. المشكلة إن الرجل مات من سنتين و طالبان كفت علي الخبر ماجور .. سنتين و الحركة فيها حرب أهلية و ولا إحنا ولا الأمريكان اللي بس فالحين يقولولنا إن عندهم أقوي جهاز مخابرات في العالم كان عنده خبر .. طالبان طلعت أعلنت إن بعد سنتين من الخناقات الداخلية الحركة أخيراً إختارات زعيم جديد ليها هو الملا (حكيم الله محسود).

زي أي مدير جديد بيحب يقول للناس أنا جامد أنا عو إدي جامد فأول إنجاز يعمله الزعيم الجديد للحركة إن رجالته قدروا يسيطروا علي ولاية قندوز في أفغانستان و دي كانت أول مرة من 2001 اللي الحركة ترجع تاني مش بس تنفذ هجمات ضد القوات الأميريكية إنما تطلع تقول قدام الناس صراحة كده الحتة دي بتاعتي .. في مايو 2016 الملا (حكيم الله محسود) بيتقتل بغارة بطيارة بدون طيار نفذتها القوات الأميريكية عشان يجي وراه الزعيم الجديد اللي لسه مكمل معانا لحد دلوقتي اللي هو الملا (هبة الله أخند زاده).

نقطة برده مهم بالنسبة لي تكون مستوعبها .. سنة 2018 طالبان قعدت مع الأمريكان علي طرابيزة مفاوضات و قعدوا سنتين يتكلموا لحد ما في فبراير 2020 إتمضي إتفاق و ده حصل حقاً و صدقاً بين الأمريكان و طالبان و في الإتفاق ده إتقال إن الأمريكان حينسحبوا من أفغانستان و لحد ما ينسحبوا فعناصر طالبان مش حيضربوا طلقة علي العساكر الأمريكان هناك .. و في نفس الوقت الإتفاق قال إن طالبان مش حتسمح لتنظيم القاعدة إنه زي ما تقول كده يفتح فرع ليه في أفغانستان .. بس زي ما إنت شايف الإتفاق مجابش سيرة العساكر الأفغان ولا الحكومة الأفغانية.

خلينا نبدأ بالسؤال الأولاني .. هي ليه كيكة أفغانستان باظت من أميركا؟

أرجع تاني للسؤال اللي سأله الكولونيل (كلاوس فون شتاوفينبيرج): طب و بعدين؟ .. لما الأمريكان إحتلوا أفغانستان كنت كل ما تيجي تسألهم هو أنتوا عايزين تحققوا إيه هناك يتقالك الجملة دي و اللي ححاول أنقلهالك نصاً .. “إحنا هناك عشان ندرب الجيش الأفغاني عشان يحارب للدفاع عن حكومته” .. بااااااس أقف هنا بقي .. تدرب مين يا عنيا؟ .. إنت عايز تقولي إن الأفغان اللي طردوا الإنجليز و السوفييت و دلوقتي الأمريكان بره أرضهم مش عارفين إزاي يحاربوا؟ .. إنت عبيط؟ .. هل إنت عبيط؟ .. الأفغان دول يحاربوا الجن الأزرق و حيكسبوه برده طول ما هم بيحاربوه علي أرضهم .. حضرتك المشكلة مش إن العساكر الأفغان في الجيش الحكومي اللي حضرتك بنيته بعد ما إحتليت البلد مش عارف إزاي يحارب .. المشكلة إنه مش عارف ليه يحارب؟

الصورة دي إتصورت في أغسطس 2020 لعسكري أفغاني بيحرس نقطة تفتيش في ولاية قندهار.

إنت من اليوم الأول اللي إحتليت فيه أفغانستان و إنت زي ما يكون واحد من شروط إنك تشتغل في الحكومة الأفغانية إنك تكون أولاً موالي للغرب يعني تبطل خالص تقول السلام عليكم دي و من هنا و رايح تقول جود مورنينج و جود داي .. ثانياً تبقي فاسد و مرتشي و حرامي و مختلس .. مفيش فيكي يا حكومة أفغانية في العشرين سنة اللي فاتوا رجل نظيف فالسؤال دلوقتي هو إنت عايز العسكري الأفغاني يبقي عنده إرادة قتالية للدفاع عن الكيان الفاسد ده ليه؟ .. علي الناحية الثانية الناس بتوع طالبان قول عليهم اللي إنت عايزه بس خلينا نتفق إن المميز فيهم هي إن إرادتهم للقتال زي إرادة الست والدتك كده و هي عندها صبر تلف صوابع محشي ورق عنب في حلة كبيرة .. في النص حتلاقي المواطن الأفغاني البسيط اللي يا عيني مش عايز طالبان ترجع و في نفس الوقت نفسه الحكومة الأفغانية اللي الغرب جابها عشان تحكمه تروح في ستين داهية تاخدها.

فيه ناس يا عيني حتقضي أيام من عمرها بتحاول تفهم هو إزاي الجيش الأفغاني اللي الأمريكان صرفوا عليه 83 مليار دولار علي مدي 20 سنة بقي عامل زي شوية التراب اللي حبة ريح طيروهم؟ .. الناس دي بتنسي حقيقة إن الفساد لما بينتشر في البلد بيخلي العسكري اللي بيدافع عن ترابها يفقد الرغبة إنه يموت عشانها .. علي فكرة متفتكرش إن الجيش الأفغاني ده إتبخر كده في يوم و ليلة .. بالعكس .. من شهور و ناس كتير بتحذر إن فيه مصيبة جاية بس محدش سمع الكلام.

صحيح إن كتير من الناس بدأت تفتكر إن لسه فيه قوات أميريكية في أفغانستان كانت يوم 14 إبريل 2021 لما الرئيس الأميريكي الجديد (جو بايدن Joe Biden) أعلن إن القوات الأميريكية اللي في أفغانستان حتنسحب نهائي من البلد علي 11 سبتمبر 2021 .. قبلها بشهور و كانت فيه تقارير مخابراتية كتير بتتكلم علي إن كتير من نقاط التفتيش و المعسكرات اللي تبع الجيش الأفغاني في الولايات البعيدة عن العاصمة كابول بتقع في إيد عناصر طالبان .. التقارير قالت إن تقريباً كل نقاط التفتيش و المعسكرات دي وقعت بنفس الطريقة .. عناصر طالبان بيحاصروا و بيضربوا نار علي العساكر الأفغان اللي بيدافعوا عنها لحد ما ذخيرتهم تخلص .. هنا عناصر طالبان بيبعتوا للعساكر يقولولهم إنهم حيسيبوهم يهربوا بأرواحهم بشرط إنهم يسيبوا كل الأسلحة و المعدات بتاعتهم .. لا الحكومة الأفغانية لحقت العساكر دول ولا بعتت طيارات تنقذهم ولا بعتتلهم ذخيرة عشان يكملوا قتال .. الناس دي إتباعت من حكومتها .. مجرد فكرة إن عسكري يلاقي حكومته باعته كفيل إنه يخلي قوات مسلحة تعدادها وصل 300,000 مقاتل تبقي فص ملح و داب .. حاول تفكر في المليارات اللي الأمريكان دفعوها لإعمار أفغانستان و راحت لجيوب المسئولين الفاسدين و المرتشين .. فكر في الخبر إن رئيس الجمهورية الأفغاني (أشرف غاني) هرب من كابول علي طيارة هليوكوبتر لدبي و معاه شنط فلوس فيها حوالي 136 مليون جنيه إسترليني.

عسكري أميريكي بيشرف علي تدريب عساكر أفغان في معسكر تدريبهم في ولاية هلمند سنة 2016.

دلوقتي جه وقت إننا نحاول نجاوب علي السؤال التاني .. هي البلد رايحة علي فين؟

فيه قاعدة خدها مني كلمة و متراجعش ورايا .. في السياسة دايماً إفتكر أغنية (عمرو دياب) اللي بيقول فيها أول يوم في البعد يوم بيعدي سنين عمر ما بين عمرين .. حاول متقفش عند الإيفينت .. إستني تشوف اليوم اللي بعد الإيفينت لما النفوس تهدي و الناس تلاقي نفسها قدام المصيبة الكبيرة .. دلوقتي بتوع طالبان فرحانين باللي هم عملوه و مين يقدر يلومهم .. الCV بتاعهم دلوقتي فيه إنهم داسوا علي وش الإنجليز و السوفييت و الأمريكان .. طالبان دول يبقوا (معز مسعود) بتاع السياسة زي ما هو إتجوز 3 بنات صواريخ هم إنتصروا علي أهم 3 إمبراطوريات في التاريخ الحديث .. بس هو السؤال دلوقتي طب و بعدين؟ .. فيه كذا إحتمال

  • ممكن طالبان تقولك إحنا نرجع زي زمان أي تنظيم إرهابي عايز يفتح مكتب عندنا أهلاً و سهلاً و نحن نرحب بكل الجهاديين و الإرهابيين مع التأكيد علي إن البنات أخرها السرير و المطبخ و مفيش حاجة إسمها تعليم و يا سلام بقي علي شوية تهديد للمصالح الأميريكية حول العالم .. الحل ده حتبدأ تشوفه بيتطبق علي الأرض لو سمعت إن طالبان لغت خدمة التليفون المحمول و الإنترنت من البلد .. حتبدأ تسمع إن مدارس البنات إتقفلت و مبقاش ينفع إن بنت تخش الجامعة .. لو ده محصلش و ملقتش المقدمات دي كلها فخليك عارف إن طالبان 2021 مش هي خالص طالبان 2001.
  • فيه إحتمال تاني إن طالبان تلاقي نفسها ورثت مسئولية 38 مليون أفغاني .. في الأول حتلاقيهم قالوا يا لهوي إحنا حنوفر أكل و شرب للناس كلها إزاي؟ .. بعد شوية حيتكشفوا إنهم لو عايزين يحكموا بجد فهم محتاجين مساعدة دول تانية و يستحسن يعني تبقي دول إسلامية .. جميل .. مفيش دولة إسلامية سواء بتتكلم عن باكستان أو السعودية أو الإمارات أو قطر أو غيرها تقدر تدي طالبان دولار واحد من غير موافقة أميركا .. وحتي الدول اللي مش إسلامية قالت صراحة كده إحنا مش ناويين ندي فلوس بعد كده لأفغانستان لو لقينا طالبان رجعت زي زمان .. وزير الخارجية الألماني (هايكي ماس Heike Maas) طلع قال إن بلده مش حتسلف أفغانستان مليم لو طالبان قالت إنها حترجع تمشي بتعاليم الشريعة الإسلامية.
  • الإحتمال الثالث إن طالبان تقولك هو يعني اللي خلق أميركا مخلقش غيرها .. ما فيه إيران و الهند و روسيا و الصين .. هي المشكلة في الإحتمال ده في المثل اللي كانت دايماً أمي تقوله ما أنيل من سيدي إلا ستي.
التسلسل القيادي لحركة طالبان .. كبيرهم من 2016 هو الملا (هبة الله أخند زاده) و ده قبل ما يبقي زعيم الحركة كان كبير القضاة بتاعتها .. الملا (هبة الله أخند زاده) له 3 نواب كل نائب فيهم بيعمل شغلانة معينة .. اللي تقدر تقول عليه وزير الخارجية بتاعهم يبقي الملا (عبدالغني برادر) و ده اللي ماسك المكتب السياسي للحركة اللي مقره في العاصمة القطرية الدوحة .. اللي تقدر تقول عليه وزير الدفاع هو الملا (محمد يعقوب) و ده حضرتك يبقي إبن الملا (عمر) اللي يبقي مؤسس حركة طالبان .. اللي تقدر تقول عليه وزير الداخلية يبي (سراج الدين حقاني) و رجالته بيتسموا شبكة حقاني و دول دورهم حفظ الأمن في الشارع .. فيه ناس تانية دورها مهم برده زي الملا (عبدالحكم) و ده تقدر تقول عليه وزير العدل بتاعهم و ده برده  مقره في الدوحة .. الحركة ليها مجلس شوري من 26 عضو.

حط نفسك مكان اللي ماسكين طالبان للحظة عشان خاطري رغم إني عارف إن ده صعب علي ناس كتير .. لنفترض جدلاً يعني إن طالبان إختارت الإحتمال الأول و قررت ترجع تاني زي زمان فده معناه إن كتير من الشباب الأفغاني المتعلم حيقدم طلبات لجوء سياسي بره البلد .. حنفية هجرة و حتتفتح .. ده معناه إن اللي حيفضل عايش في أفغانستان في الأخر هم شوية المسلحين اللي مش متعلمين اللي بيحاربوا مع طالبان فهل ده حينفع؟ .. هل إنتي يا طالبان عايزه ده أصلا؟

عشان تبدأ تحاول تلاقي إجابة علي السؤال ده لازم تبص علي الوضع الإقتصادي لأفغانستان و تحط قدامك شوية المعلومات اللي جايين دول:

  • سنة 2019 لو حسبت قيمة المساعدات الإقتصادية اللي كانت بتاخدها الحكومة الأفغانية من بره حتلاقيهم حوالي 22% من الدخل القومي للبلد و ده علي حسب أرقام البنك الدولي .. ده علي فكرة تطور كبير في أداء الإقتصاد الأفغاني اللي سنة 2009 نسبة المساعدات الإقتصادية الخارجية من الدخل القومي للبلد وصلت 49%.
  • البنك الدولي برده بيقول إن خلال الفترة من 2003 لحد 2013 الإقتصاد الأفغاني كان بينموا بمعدل شبه ثابت بحوالي 9% و ده رقم مش بطال بس متفهمش إيه اللي حصل من بعد سنة 2013 و معدل النمو ده إتخسف فيه الأرض بقي 2.5% بس.
  • بناء علي أرقام البنك الدولي برده فالحكومة الأفغانية الموالية للغرب اللي كانت بتسيطر علي البلد قبل طالبان ما تخش العاصمة كابول كانت بتصرف علي القوات المسلحة 29% من الناتج الوطني الإجمالي GDP .. يعني لو تخيلنا إننا جبنا كل الفلوس اللي بيكسبها الإقتصاد الأفغاني من تصدير أي بضاعة أو خدمات حنلاقي إن تلت الفلوس دي بتتصرف علي الجيش اللي بقي فص ملح و داب في ليلة .. طب إيه مشكلة ده؟ .. المشكلة إن في العادي يعني الدول الفقيرة بتصرف بس 3% من GDP بتاعها علي القوات المسلحة.
  • بداية من 2014 الغرب بدأ يعمل مبادرة إسمها Greenfield Investment .. تطلع إيه البتاعة دي؟ .. دي حضرتك مبادرة عشان يقنعوا الشركات الكبيرة في أوروبا و أميركا إنها تساعد علي تأسيس Startups أو شركات صغيرة في دول أسيا الفقيرة بحيث إن مع الوقت الشركات دي تكبر و تشيل الإقتصاد علي كتافها .. جميل .. من 2014 لحد دلوقتي إتعمل في أفغانستان يدوبك 4 شركات بس في المبادرة دي قصاد إن دول تانية فقيرة برده في أسيا و أصغر بكتير من أفغانستان زي نيبال إتعمل فيها 40 شركة و سريلانكا إتأسس فيها 200 شركة.
  • حسب كلام البنك الدولي برده فالقطاع الخاص في أفغانستان علي الله حكايته .. أكتر من 60% من سكان أفغانستان دخلهم بيجي من النشاط الزراعي .. كل ده وسط إننا مش عارفين نقدر حجم تجارة الأفيون و تجارة السلاح في أفغانستان.
  • دول حلف شمال الأطلنطي كانت تعهدت إنها لحد سنة 2024 حتدي للقوات المسلحة الأفغانية منحة لا ترد بقيمة 4 مليار دولار في السنة .. طبعاً الفلوس دي مش حتوصل بعد سيطرة طالبان علي الوضع في أفغانستان فالسؤال دلوقتي هي طالبان متخيلة إنها حتدفع مرتبات ال300,000 عسكري في القوات المسلحة الأفغانية دول منين؟
تجارة الأفيون تعتبر مصدر دخل مهم جدا لحركة طالبان.

هل الدنيا سودا أوي يعني؟ .. الحقيقة لا .. الثروات المعدنية اللي ربنا حطها في أفغانستان تقدر تخلي البلد يخشلها فلوس حلوة بس إنت عشان تحقق ده لازم أولاً تقضي علي الفساد اللي بقي في كل حتة في البلد و ثانياً لازم شركات التعدين الغربية هي اللي تبدأ تحط فلوسها في البيزنس ده .. ربنا حط في أفغانستان ثروات معدنية كتير من ضمنها النحاس و الكوبالت و الفحم و الحديد بس يمكن أهم معدن موجود في أفغانستان هو الليثيوم .. ليه المعدن ده مهم؟ .. ده المعدن اللي يعتبر المادة الخام للبطاريات سواء بقي بطارية موبايلك أو بطارية العربيات اللي بالكهرباء .. شركة زي تيسلا Tesla ممكن تحط فلوس بالمليارات في أفغانستان بس هل طالبان حتعرف تبقي مرنة بما يكفي إنها متزعلش منها الغرب عشان الشركات دي تروح تشتغل هناك؟

يمكن بس أنا حابب أختم إني أستغل الفرصة دي إني أدعي للشعب الأفغاني .. الشعب ده فعلياً يعني صعبان عليا .. بقاله سنين بيعاني من إحتلال ورا إحتلال و حتي اللي بيحكموه من أهله بيكونوا ولاد ستين كلب .. شعب أتمني أشوفه فرحان في يوم من الأيام.

المصادر:

مهندس ميكانيكا بحب الصحافه و الكتابه .. مؤمن بان من حق كل بني ادم انه يعرف الحقيقه ورا الخبر .. رسالتي انك تفهم حقيقه اللي بيحصل عشان لما تقرر رايك تكون فاهم انت بتقرر علي اي اساس

اترك تعليق

بريدك الالكتروني لن ينشر. يجب ملئ الخانات بعلامة *

من فضلك ادخل التعليق!

من فضلك ادخل الأسم!

من فضلك ادخل البريد الالكتروني!من فضلك ادخل بريد الكتروني صحيح!